أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الرابع4بقام امنية يونس

 


رواية مرآة الحب

بقلم أمنية يونس 
الفصل الرابع : 


تجمدت رسيل مكانها دون حراك لا يستوعب عقلها الصغير ما تري كانت رواء تتحدث وتتحدث بينما رسيل لم تسمع أي شيء من الأساس فقد كانت في عالم آخر استأذنت رواء منها للترحيب بضيوفها وأيضاً لم تتحرك تشعر بأن قدميها غير قادرة على الحركة تشعر بأن هناك من يغرس نصل حاد مسموم 






 في نياط قلبها ليمزقه إرباً صغيرة ثم يدعسه بقدمه بدون رحمة لم تلاحظ دموعها التي بدأت بالانهمار على وجنتيها الناعمتين كحبات من اللؤلؤ إلي حين وجدته سيرفع رأسه لذا استدارت سريعاً قبل أن يراها ولكن المشهد كان يُعاد برأسها مئات المرات مشهد حبيب عمرها وهو يجلس بجانب فتاة أخري غيرها يبتسم لها ممسكاً بيدها في حين أنها تبادله الابتسامة بإغواء وتضع يدها الحرة علي صدره بلا حياء ويبدو أنهما يتبادلان عبارات من الغزل 
مسحت دموعها بعنف قبل أن يراها أحد أخذت عدة دقائق حتي تستعيد رابطة جأشها وهندمت من ملابسها وسارت بخيلاء حتي وقفت أمامه رافعة رأسها بإباء وكبرياء  
رسيل بابتسامة : مرحباً يوسف كيف حالك ؟ 
رفع رأسه عندما سمع صوتها وكأنه يتأكد من وجودها توترت ملامح وجهه بمجرد رؤيتها وهذا ما لا حظته ولكن سرعان ما أخفي ذلك التوتر تحت قناع من الجمود  فهب واقفاً من مكانه 
يوسف بجمود : رسيل ماذا تفعلين هنا لم تخبريني بخروجك ؟ 
علمت أنه يقلب الطاولة عليها فنظرت إليه ولم تفقد ابتسامتها 
رسيل : قمت بالاتصال بك ولكن هاتفك كان مغلقاً فقمت بإرسال رسالة لك أخبرك بذهابي لعيد ميلاد صديقتي  علي الواتساب تفحص هاتفك  إن أردت 
أخرج هاتفه وتفحصه فتأكد من صحة كلامها 
نظرت له رسيل بحزن مصطنع : ألا تثق بي يوسف ؟
توتر يوسف فهو بالفعل في موقف لا يحسد عليه خصوصاً مع وجود تلك الفتاة التي لا تزال جالسة بلا مبالاة لا يعلم هل رسيل لم تراها حتي الآن أما لم تهتم بوجودها حاول تلطيف الجو 






يوسف بحب : بالطبع أثق بكِ حبيبتي أكثر من أي شخص آخر ولكن كنت أفتح هاتفي فقد قمت بإغلاقه لأنني كنت أقوم بالتجهيز للمعرض الذي حدثتك عنه 
ابتسمت له ابتسامة لم تصل لعينيها لا تعرف كيف كانت تصدق تلك الكلمات من قبل بل وتنبهر بها وتحبها
توجهت أنظارها بكره إلي تلك الفتاة التي تجلس بأريحية تتابع حديثهم بدون ذرة من الذوق 
لاحظ يوسف ذلك فحاول أن يخرج من ذلك المأزق بأقل الخسائر 
يوسف بابتسامة متوترة : هذه حور شقيقة صديقي علاء وهما سيشاركني في المعرض الجديد  كان علاء جالساً معنا قبل مجيئك بدقائق لكن كان لديه عمل عاجل فذهب لإنهائه وترك حور لنتفق علي التفاصيل 
رفعت حور حاجبيها باستهزاء ولكنه أشار إليها بتحذير أن تكذب حديثه فاستقامت من مكانها بهدوء واقفة أمام رسيل ومدت يدها لتصافحها 
طالعتها رسيل من رأسها حتي أخمص قدميها بتقييم لعدة لحظات دون أن تمد يديها مما أشعر الأخرى بالحرج ولكن في النهاية مدت يديها : مرحباً 
يوسف : أرأيتِ أنكِ تظنين بي السوء  
رسيل بثبات : أنا لم أوجه إليك أي اتهام 
يوسف باستغراب : حقاً هل تصدقيني ؟ 
رسيل بهدوء : بالطبع أصدقك 
لم يتوقع يوسف أن تصدقه ولكنها خالفت توقعاته ولكن ذلك في صالحه 
أشارت لها رواء بأن الحفل علي وشك البدء 
رسيل : سأذهب للحاق بالحفل 
يوسف : حسناً ولكن انتظريني سأقلك للمنزل 
رسيل : حسناً  
استدارت رسيل ذاهبة في اتجاه الحفل تشعر أنها غير قادرة على التحمل 
حور باستهزاء وهي تجلس واضعة قدماً فوق الأخرى : يبدو أن خطيبتك حمقاء وساذجة 






يوسف بغضب رافعاً إصبعه في وجهها : إياكِ والحديث عنها بتلك الطريقة 
استقامت من مكانها بهدوء : حسناً سأذهب الآن ومالت مقبلة وجنته هامسة في أذنه :  إلي اللقاء حبيبي نلتقي في وقت آخر 
اشتعلت عينيه بالغضب من فعلتها الجريئة فهي لم تحسب حسب لوجود خطيبته بنفس المكان ولكنه لم يستطع فعل شيء فقد استقامت فجأة تتمختر بمشيتها تطالعه بنظرات استهزاء بمعني لن تقدر علي فعل شيء في وسط تلك الجموع ثم استدارات له وقد لاحظت أن نظراته لا تزال مثبتة عليها فابتسمت له بإغواء مرسلة له قبلة في الهواء 
غافلين عن رسيل التي شاهدت كل ما حدث بل وقامت بتسجيل كل ما حدث علي هاتفها صوتاً وصورة لا تعلم لم فعلت ذلك ربما قد تحتاج إليها يوماً ما أو ربما لتذكر نفسها بخيانته كلما طالعت تلك التسجيلات أوقفت التسجيل ناظرة أمامها بشرود تعتصر الهاتف بين أصابعها بغضب قادر على إحراق العالم  أفاقت من شرودها علي صوت إشعار من هاتفها ينبئ عن وصول رسالة فتحت  الرسالة لتجدها من أمها والتي تخبرها أنها ستذهب هي ووالدها لزيارة أحد أقاربهم والذي أجري جراحة عاجلة 
رفعت هاتفها لتتصل لوالدتها أجابت أمها علي الفور 
رسيل : مرحباً أمي 
ميرڤت بقلق  : ما بك رسيل ؟ 
رسيل بابتسامة مزيفة : أنا بخير أمي لا داعي للقلق 
ميرڤت بتشكك : هل تقولين الصدق ؟ 
رسيل : بالطبع أمي وهل سأكذب عليكِ لا تقلقي أنا بأفضل حال 
ميرڤت : حسناً حبيبتي اعتني بنفسك وكما أخبرتك في الرسالة فعمك عادل مريض وأجري جراحة عاجلة وسنذهب لزيارته نحن في طريقنا إليه قد تتأخر لذا عودي مبكراً وأغلقي الأبواب جيداً ولا تفتحي لأحدٍ مطلقاً ويوجد بعض الطعام في الثلاجة قومي بتسخينه وتناوليه ونامي مبكراً لا تنتظرينا فقد نتأخر 






ابتسمت رسيل علي حنان والدتها والذي تغمرها به دائماً 
رسيل بابتسامة ممتنة : سمعاً وطاعة أمي ولا تقلقي لقد كان يوسف هنا في اجتماع عمل وسيقوم بتوصيلي للمنزل 
ميرڤت : حسناً حبيبتي هذا جيد اعتني بنفسك جيداً حتي عودتنا 
رسيل : حاضر أمي سأغلق الآن فالعيد ميلاد علي وشك البدء 
ميرفت : حسناً حبيبتي استمتعي إلي اللقاء 
رسيل : إلي اللقاء 
أغلقت رسيل الهاتف مع والدتها وقامت بوضعه على وضع الصامت 
وذهبت باتجاه الاحتفال والذي كان يبدو مبهجاً بدرجة تسر العين يخطف النظر إليه يبدو أن من قام بالتخطيط لهذا الحفل شخص فنان حقاً وذوقه رفيع 
بدأ الاحتفال وكانت رسيل تنظر بشرود إلي الاحتفال الرائع تفكر في ما رأت لقد كذبت تلك الفتاة التي أخبرتها بتلك الحقيقة صباحاً بل واتهمتها بأنها تحاول الوقيعة بينهما أما الآن فقد شاهدت بأم عينيها ما تحاول إنكاره منذ الصباح لقد ظهرت أمامها الحقيقة عارية عن أي  تزييف مما أصابها في مقتل  فسخرت من نفسها علي ثقتها العمياء به قبلاً 
أفاقت من شرودها علي صوته 
يوسف : رسيل لقد انتهي الحفل ألن نذهب ؟ 
نظرت رسيل حولها لتجد أن صخب الحفلة قد بدأ يخفت وقل عدد الحضور بالفعل فيبدو أنها كانت في عالم آخر فنظرت له نظرة طويلة 
رسيل بهدوء : سأودع صديقتي وأتي 
هو رأسه بالإيجاب دون رد فقد كان شارد في هدوء رسيل والذي يقلقه فهي حتي لم تثور أو تغضب حين رأته بصحبة فتاة بل كان رد فعلها بارداً لدرجة أصابته بالصدمة 
لم تمضي عدة ثواني حتي وقفت رسيل أمامه 
رسيل : هيا بنا 
يوسف : هيا 






وصلا إلي السيارة وركبت رسيل بجانبه وانطلقت السيارة تشق سكون الليل وكان الصمت هو المسيطر على أجواء السيارة حتي قطعه يوسف 
يوسف : لم أكن أعرف أن لديكِ أصدقاء 
رفعت رسيل أنظارها إليه وأجابت بهدوء 
رسيل : وهل هو شيء غريب أن يكون لديّ أصدقاء ؟ 
يوسف : بالطبع لا ولكني أسأل فأنتِ لم تخبريني من قبل عن صديقاتك 
رسيل بهدوء: من البديهي أن يكون لديّ صديقات فأنت مثلاً لديك أصدقاء 
يوسف بابتسامة : معكِ حق ولكني كنت أتساءل 
رسيل : بالطبع لدي أصدقاء ولكن لم تأتي مناسبة لأخبرك عنهن 
قاطعهم رنين هاتف يوسف فأجاب يوسف علي الفور 
يوسف : مرحباً سامر كيف حالك 
صمت قليلاً يستمع إلى الطرف الآخر 
يوسف : حسناً سأوصل رسيل إلي المنزل وأمر عليك إلي اللقاء 
أنهي يوسف المكالمة لينظر إلي رسيل بطرف عينيه ليري رد فعلها ليجدها تنظر من شباك السيارة بهدوء حمحم يوسف لتنظر إليه ثم تحدث 
يوسف : هذا صديقي سامر طلب أن نسهر سوياً سأمر عليه ونخرج بالسيارة سوياً 
رسيل : حسناً سهرة سعيدة 
يوسف بابتسامة كانت تهيم بها عشقاً ذات يوم : شكراً لكِ 
رسيل بخجل وتردد : يوسف أنا أشعر بالعطش هلا أحضرت لي زجاجة مياه 
يوسف : بالطبع طلباتك أوامر لا حاجة لهذا التردد والخجل أنا خطيبك 
رسيل : شكراً لك 
أوقف يوسف السيارة وفي عدة دقائق كان قد أحضر الزجاجة وعاد إلي السيارة ناولها زجاجة المياه وأخذتها منه شاكرة وعاد الصمت يعم الأجواء مرة أخري حتي وصلت إلى منزلها 






رسيل : شكراً لك يوسف علي التوصيلة 
يوسف : علي الرحب فهذا واجبي 
كادت رسيل أن تنزل من السيارة حتى قاطعها يوسف 
يوسف : رسيل 
رسيل : نعم 
يوسف بابتسامة : هل أخبرتك أنكِ تبدين غاية في الجمال اليوم 
رسيل بابتسامة مزيفة : لا لم تخبرني ولكن شكراً لك 
كانت تتوقع أن يخبرها ذلك بمجرد رؤيته لها ولكن يبدو أنه كان مشغول بما هو أهم 
فتح لها باب السيارة فنزلت ملوحة له بيديها لم تخبره أن والديها ليسا في المنزل لا تعلم لماذا ولكنها لم ترد إخباره 






دخلت رسيل إلي المنزل وصعدت إلي غرفتها جالسة على سريرها وكأن قناع التماسك الذي ارتدته قد تلاشي فانفجرت في بكاء مرير تبكي سنوات عمرها التي أضاعتها في حب شخص كهذا تبكي سذاجتها المفرطة التي جعلتها تثق به تبكي قلبها الذي سلمته لشخص لا يستحقه تبكي كبريائها المجروح وكرامتها المهانة استمر بكاءها لفترة طويلة فرفعت رأسها وهالها ما رأت فقد رأت انعكاس صورتها بالمرآة






 اقتربت أكثر من المرآة لتجد دموعها تغرق وجنتيها باللون الأسود نتيجة سيلان كحل عينيها مع الدموع وجدت أنثي باهتة تمت خيانتها أنثي مهانة ومجروحة الكبرياء والكرامة أنثي صدمت في حب عمرها مسحت دموعها بعنف فتلك الأنثى ليست هي مطلقاً في تلك اللحظة قررت تحطيم مرآة الحب المزعومة فليس هناك أهم بالنسبة لها من كرامتها وكبريائها لا حب ولا غيره 
فقامت بتغيير ملابسها واغتسلت لتنفض عنها عناء ذلك اليوم 
وجلست على سريرها تفكر ماذا تفعل حتي لمعت عينيها بخبث وإصرار وهي تفكر أنها بدأت بالتنفيذ بالفعل 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-