أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الاول والثانى بقلم امنية يونس


 
رواية مرآة الحب
 الفصل الاول والثانى
 بقلم امنية يونس


كانت جالسة في غرفتها ذات الأثاث الفاخر والذي ينم عن ذوق رفيع ولم لا وهي ابنة والديها الوحيدة ومدللتهم الصغيرة علي الرغم من سنوات عمرها الثلاثة والعشرين ترتدي نظارتها الطبية وترفع شعرها للأعلى تاركة بعض الخصلات متمردة علي وجهها تقرأ بتركيز في أحد كتب الطب والخاصة بدراستها التي تعشقها حتي قاطعها تعالي رنين هاتفها المحمول أبعدت عينيها علي مضض عن كتابها الشيق وأبدت انزعاجها من ذلك المتطفل الذي قاطع قراءتها  لكن سرعان ما تحول انزعاجها إلي ابتسامة عريضة شقت ملامح وجهها المتجهمة ما إن أبصرت اسم المتصل ورقمه الذي تحفظه عن ظهر قلب أجابت علي الفور 

رسيل برقة : مرحباً

يوسف : حبيبتي لقد اشتقت إليكِ لم لا تجيبين علي هاتفك 

ابتسمت رسيل بخجل 

رسيل : أسفة لقد كنت مشغولة بقراءة أحد الكتب ولم أسمع الهاتف 

يوسف بغضب مصطنع : حسناً لا مشكلة عفونا عنكم ولكن لا تكرريها 

حاولت رسيل جاهدة كتم ضحكاتها ولكنها لم تستطع فانفجرت ضاحكة  

يوسف : لا تحاولي كتمها حتي فأنا أعشق صوت ضحكاتك التي تدغدغ قلبي 

ابتسمت رسيل بخجل ولم تجيب 

يوسف : لم لم تجيبي ؟ 

رسيل باستغراب  : وبماذا أجيب ؟ 

زفر يوسف بضيق ولكنه تابع حديثه 

يوسف : لا عليكِ 

رسيل : حسناً لا تغضب 

يوسف : لست غاضباً 

أخذا يتحدثان في أمور شتي حتي انتهت المكالمة 

كان يوسف يفكر مع نفسه هي ابنة خالته وحبيبته وخطيبته ترعرعا سوياً شب علي حبها لطالما تحدثت خالته وأمه عن زواجهم منذ نعومة أظفارهم هي تهتم به وبكل تفاصيل حياته تعرف ماذا يحب وماذا يكره كل شيء متعلق به ولكنه ينزعج دوماً من خجلها وعدم مبادلته مشاعره الجياشة لها دائماً ما






 كان خجلها هو الحاجز بينهما كان سعيداً بخجلها في البداية لكنه مع الوقت بدأ ينزعج منه هو يعلم أنه تحبه بل تعشقه وأن حبها أضعاف حبه لكن ذلك لم يمنع تلك الغصة التي يشعر بها عندما يري تهربها من مبادلته مشاعره وعلي الرغم من ذلك هي الزوجة المثالية بالنسبة له التي يستطيع أن يأتمنها علي





 بيته وأولاده ولكنه دائماً متخوف من أخذ خطوة جدية هو يتذكر أنه ظل يفكر لسنوات حتي تقدم لخطبتها أخيراً منذ عدة أشهر ولم يأخذ قراره النهائي بشأن  موعد الزواج بعد لا يعرف لم كل ذلك التعقيد في حياته لم الأمور ليست علي ما يرام تُري لأنه هو من يعقد الأمور  

أما عند رسيل كانت جالسة تضع يدها أسفل ذقنها تفكر بعمق حزينة لا تعلم لماذا يوسف يغضب منها لأبسط الأشياء لم لا يقدر خجلها قررت عدم التفكير في الأمر والعودة إلي قراءة






 كتابها ولكن لم تشعر بتلك الغصة بذلك الألم في صدرها لم تشعر بأن هناك شيء سيء علي وشك الحدوث؟  قاطع شرودها طرقات  علي باب غرفتها تبعها دلوف والدتها إلي الغرفة حاملة صينية تضع عليها كوبان من مشروب الشاي بلبن ومعه بعض البسكويت 

رسيل بابتسامة سعادة : المهندسة ميرڤت شخصياً بغرفتي  

والدتها ( ميرڤت ) بابتسامة : جئت لأجلس معكِ ونتحدث في ما يؤرقك أثناء تناولنا الشاي مع البسكويت 





ابتسمت لوالدتها التي تفهمها من نظرة عينيها من صمتها تفهمها بدون كلام لا تحتاج معها لشرح أو تفسير لا تخجل من إخبارها بأدق تفاصيل حياتها فالأم صديقة بلا شبهة بلا مصلحة تقدم النصيحة وفقط بدون أي مجاملات 

أفسحت لها المجال لتجلس بجانبها تقدمت والدتها منها وجلست أخذت تقص رسيل عليها كل تفاصيل يومها ووالدتها تستمع لها بهدوء ورحابة صدر حتي انتهت  لطالما كانت رسيل بالنسبة لها أخت وصديقة أكثر من كونها ابنة 

ميرڤت : ألن تخبريني ما يحزنك ؟ 

رسيل : ليس هناك شيء بعينه ولكن أشعر بانقباضه في صدري لا أعرف لماذا 

مسحت ميرڤت علي رأسها : حبيبتي اتركيها لله وهو سيسر أمورك 

رسيل : ونعم بالله 

ثم تابعت حديثها بتردد : ويوسف 

ميرڤت باستغراب : ما به يوسف ؟ 

رسيل بتخبط وهي تسير بالغرفة بلا هوادة : لا أعلم أمي ولكن أشعر أنه لا يقدر خجلي علي الرغم من أنني حسمت رأيي بشأن علاقتنا من البداية في حين أنه من أخذ وقتاً حتي يأخذ





 خطوة جدية بحجة أنني ما زلت صغيرة ومع ذلك انتظرته ألا يعد ذلك دليلاً كافياً علي حبي له ؟ أم الحب بالنسبة له مجرد كلمات  ثم نظرت إلي والدتها أتعلمين حينما اسأله عن موعد  الزفاف يجيبني بأنه ينتظر حتي انتهي من دراستي مع أنني موافقة علي الزواج أثناء الدراسة تُري ألم يعد يحبني أم ماذا حدث ؟ أليس من المفترض بعد ذلك أنني أنا من يغضب وليس هو ؟ 





أمسكت أمها بذراعها وأجلستها بجانبها : حبيبتي بشأن خجلك لا تتخلي عنه أبداً فهو ما يُزين الفتاة ويوسف سيعتاد عليه بل سيحبه مع الوقت أما عن الزواج فهو مسئولية ولا أقصد بذلك تخويفك ولكنه بالفعل مسئولية ولكن مسئولية مشتركة بين الزوجين وليست مسئولية ملقاة علي عاتق الزوجة بمفردها





 ولكن هو بالنهاية مسئولية ستكونين مسئولة عن زوج وبيت وأسرة وأطفال لن تقدري علي الموازنة بين حياتك ودراستك علي الأقل تُنهي دراستك أولاً ومن ثم تفكرين في الزواج حتي يكون عقلك قد نضج قليلاً ويوسف حين يؤجل الزواج هو يفكر بك أولاً هذا دليل علي حبه لكِ وليس العكس 





اقتنعت رسيل بحديث والدتها إلي حد ما وقفت ميرڤت مربتة علي كتفها

ميرڤت : والآن سأتركك لترتاحي قليلاً 

رسيل بعبوس : أجلسي قليلاً أمي أنا بخير وقد انتهيت من مذاكرتي ثم تابعت بحماس وقد تخلت عن عبوسها :  ما رأيك أن نشاهد فيلماً سوياً ؟ 

ميرڤت بابتسامة : حسناً لا مشكلة هيا بنا اختاري واحداً 

قالتها وهي تصعد لتجاورها في فراشها الصغير 

فتحت رسيل فيلماً علي اللاب توب الخاص بها وأخذوا يشاهدون الفيلم بتركيز حتي قاطعهم دلوف والدها من باب الغرفة المفتوح حاملاً بعضاً من الفشار والتسالي 





والدها ( عماد ) بابتسامة : عندما تأخرتِ علمت أنكم تشاهدون فيلماً سوياً لذا قررت عمل الفشار وإحضار التسالي  ومشاركتكم 

ابتسمتا له بسعادة وأفسحا له المجال ليجلس بجانبهم ناولهم الفشار وجلسوا في جو أسري يملأه الدفء والحنان 

انتهي الفيلم وقرر والديها الذهاب للنوم 

عماد : هيا بنا إلي النوم تصبحين على خير حبيبتي 

رسيل بابتسامة مقبلة أعلي رأسه: تصبح علي خير أبي   ثم نظرت إلي أمها 

رسيل : نامي بجانبي أمي فليس لديك عمل غداً 

جذب عماد ميرڤت إليه قائلاً بحب : لا أستطيع النوم بدونها 

ابتسمت ميرڤت بخجل ودفنت رأسها بصدره 





ابتسمت رسيل بسعادة علي حب والديها المستمر والذي لم يقل رغم مرور سنين علي زواجهم فقد تزوجا منذ حوالي ثلاثون عاماً كانت لدي والدتها بعض المشاكل فأنجبتها بعد عدة سنوات من زواجهم وحدثت لها بعض المضاعفات أثناء الولادة أدت إلى استئصال الرحم فلم تستطع الإنجاب مرة أخرى ولكن ذلك لم ينقص من حب والدتها في قلب والدها مطلقاً حاول أهله إقناعه بالزواج مرة أخري حتي ينجب من جديد ولكنه رفض بشدة ولم يستطع أحد أثنائه عن قراره مطلقاً فقال بالحرف : إذا لم يكن أبنائي منها فلا أريدهم ويكفي أنها أهدتني رسيل أجمل ما بحياتي وأنا أكتفي بها 

كان حبه لها يفوق أي رغبة في الإنجاب مجدداً يخضع الكثيرين إلي ذلك الإلحاح من ذويهم في حين أنه ظل متمسكاً برأيه وكانت ميرڤت ممتنة له كثيراً علي فعلته 





تري رسيل قصة حب والديها أجمل من تلك القصص الأسطورية التي تشاهدها في الأفلام أو تقرأها في الروايات فعلي الأقل قصة والديها واقعية تحدث علي أرض الواقع 

عادت من شرودها علي صوت والدتها 

ميرڤت : تصبحين علي خير حبيبتي 

رسيل محتضنة إياها : وأنت بألف خير أمي 

عماد وكأنه قد تذكر شيئاً 

عماد : صحيح لقد اتصل بي يوسف وطلب أن يصحبك من الجامعة غداً لتناول الغداء خارجاً وأنا وافقت 

رسيل بابتسامة : حسناً أبي 

ولكنها عقدت حاجبيها باستغراب و في داخلها  تتساءل لماذا لم يخبرها يوسف بذلك ؟





ذهب والديها للنوم أما هي أمسكت بهاتفها لتتصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي وجدت رسالة من يوسف  يخبرها بأنه سيصحبها من الجامعة غداً وأنه استأذن والدها في ذلك مصحوبة بكلمات من الغزل أخذت تقرأها مرات ومرات وهي تبتسم بسعادة 

" أعشقك يا نبض القلب وروح الفؤاد أعشقك بعدد دقات قلبي أعشقك بعدد أمواج البحار أعشقك بعدد نجوم السماء أعشقك بعدد مفردات العربية التي لا تعد أعشقك كما لم يعشق أحد من قبل فعشقك يسري بعروقي سريان الدم أعشقك يا من تشبهين تلألأ القمر في ليلة ظلماء "  

أغمضت عينيها وهي تحتضن هاتفها وهي تبتسم بسعادة حتي راحت في ثبات عميق لكن هل ستستمر هذه السعادة 

المرأة كطفلة صغيره تعشق الاهتمام والدلال تسعدها كلمة تبهرها هدية يطمئنها الاحتواء يهدئها حضن دافئ أشياء بسيطة تشعرها كأنها ملكة متوجة

الفصل الثاني 

استيقظت في الصباح الباكر وصلت فرضها وقفت أمام دولاب ملابسها بالساعات لتنتقي ما ترتديه ارتدت أكثر من عشرة أطقم حتي استقرت أخيراً علي ذلك الفستان ذي اللون اللافندر الذي تعشقه مع حجاب بنفس اللون  وانتعلت حذاء رياضي مريح نظرت إلي انعكاس صورتها بالمرآة وابتسمت لنفسها ابتسامة رضا نزلت إلي أسفل وجدت والديها جالسان علي طاولة الطعام يتناولان فطورهما 

رسيل بابتسامة ودودة : صباح الخير

عماد : صباح النور يا قمري 

ميرڤت : صباح الخير يا حبيبتي أجلسي لتتناولي فطورك 

جلست رسيل لتتناول فطورها والذي تخلله بعض الأحاديث الودودة مع والديها 

رسيل : شبعت سأذهب إلي الجامعة كي لا أتأخر 

عماد : حسناً سأوصلك في طريقي للمشفى 

رسيل : حسناً هيا بنا 






ودعت رسيل والدتها وأخذت كتبها وذهبت مع والدها أوصلها والدها إلي الجامعة وودعها ذاهباً إلي عمله 

دخلت إلي الجامعة وجلست في مكانها المعتاد وأخرجت كتاباً تقرأ به حتي لاحظت أحد يقترب منها ووجدت فتاة تجلس بجانبها مدت الفتاة يدها إليها بالسلام 

الفتاة بابتسامة بشوشة : مرحباً أنا رواء 

مدت رسيل يدها بالسلام ورسمت ابتسامة علي وجهها : مرحباً أنا رسيل 

رواء : أري أنكِ تجلسين دوماً وحيدة 

رسيل بتنهيدة : أجل فأنا لا أحب الاختلاط كثيراً 

رواء بفضول : لماذا ؟ 

رسيل : تلك طبيعتي 

قاطعها دلوف محاضر المادة إلي القاعة حمدت رسيل ربها كثيراً وشكرت المحاضر علي دلوفه في  تلك اللحظة فقد ملت الحديث مع تلك الفتاة المتطفلة فهي لم يكن لديها أبداً أي أصدقاء لا تعرف هل العيب بها أم بهم كان وجود أمها ووجود يوسف يملأ حياتها لم تحتج يوماً إلي أن يكون لها صديقة تبثها همومها أو تقص عليها ما يؤرقها 

بدأ المحاضر في شرح المحاضرة بهدوء وسلاسة وكانت رسيل تستمع له بتركيز وتدون كل ما يقوله في دفترها باهتمام حتي انتهت المحاضرة بعد حوالي ساعتين 

قررت رسيل الذهاب إلى كافيتريا الجامعة لتتناول شيئاً حتي ميعاد المحاضرة القادمة وحتي تهرب من نظرات تلك الفتاة التي تخترقها 





جلست علي منضدة بمفردها تتناول بعض الشطائر وتحتسي كوباً من القهوة كانت تشعر أن هناك من يراقبها تشعر بنظرات مسلطة عليها رفعت رأسها لتري لكنها وجدت الجميع مشغول أعادت نظرها إلي المنضدة وأخذت تتناول طعامها بهدوء حتي انتهت فترة الاستراحة وعادت إلي القاعة لتستأنف يومها 

بعد عدة ساعات كان اليوم الدراسي قد انتهي لملمت رسيل حاجيتها وأسرعت إلي الخارج وابتسامة واسعة تزين وجهها ودقات قلبها تتسارع تشعر بالسعادة وبأنها تكاد تلامس السحاب من فرط سعادتها  لأنها ستقابل حبيبها وصلت إلي باب الجامعة وجدته يستند علي سيارته يرتدي نظارته الشمسية التي تغطي عينيه لكنها ورغم ذلك لم تخفي وسامته نظرت حولها وجدت العديد من الفتيات يحدقن به بدأ شعور بالغيرة يتسلل لداخلها اقتربت منه حتي وقفت أمامه رفع أنظاره إليها  مبتسماً ابتسامته الساحرة تلك الابتسامة التي تعشقها 

كانت عينيها تتجول علي ملامح وتفاصيل وجهه أنف مستقيم وشفاه غليظة وعيون بنية واسعة وحاجبان عريضان ذو بشرة قمحية شعره ناعم إلي حد ما يرفعه إلى الأعلى كان يرتدي بنطالاً من خامة الجينز يعلوه قميص باللون الأسود أدركت أنها أطالت النظر إليه فأخفضت عينيها سريعاً بخجل 

يوسف بابتسامة: مرحباً حبيبتي 

رسيل بخجل وقد أطرقت رأسها لأسفل : مرحباً 

فتح لها باب السيارة لتجلس بجانبه ودار حول السيارة ليجلس في الكرسي المجاور لها 

أدار محرك السيارة ناظراً إلي عمق عينيها : إلي أين تريد أميرتي الذهاب ؟ 

رسيل برقة : لقد تم افتتاح مطعم حديثاً في منطقة .. .. ما رأيك أن نذهب ؟ 

يوسف : حسناً لا مشكلة لدي ما دمتي تريدين ذلك 

رسيل : هيا بنا 

كان هناك من يتابعها بعينيه من بعيد يتمني لو كانت ترمقه بتلك الابتسامة التي تسلب  لبه بمجرد رؤيتها تبتسم لأحد غيره ماذا لو كانت تلك الابتسامة تخصه وحده خرج منه تأوه مسموع أه يا رسيل لو تعلمين بحبي لك الذي وصل لحد النخاع وكأنه لعنة أصبت بها ولا يمكنني الخلاص منها أبداً أه لو تعلمين ما أعلمه عن ذلك المدلل لهربتِ منه فوراً ثم ابتسم بغموض لكن أعدك أنك ستعلمين قريباً 

وصلا إلى المطعم أخيراً أوقف يوسف سيارته ونزل منها فاتحاً الباب لرسيل التي ترجلت من السيارة بدورها ليدلفا إلي ذلك المطعم سوياً 

سحب لها المقعد لتجلس وجلس بجوارها علي طاولة هادئة نوعاً ما 

يوسف : كيف تسير دراستك ؟ 

رسيل : علي خير ما يرام وأنت كيف يسير عملك ؟ 

قلب عينيه بملل وبرود : جيد 





رسيل : لم تقولها بهذا البرود ؟ 

يوسف بتنهيدة : أنتِ تعلمين أني لا أحب العمل مع والدي في الشركة وهو يجبرني علي ذلك أنا أعشق الألوان واللوحات أحب أن أعبر بالرسم عما يجول بخاطري 

رسيل بتفكير : لم لا تفتح معرضك الخاص ؟ 

يوسف بحماس : هذا ما كنت أفكر به أنتِ دائماً تفهميني بدون حديث هل أنا شفاف لهذه الدرجة 

ابتسمت بخجل : لا ولكني أعلم عشقك للرسم وكان لابد لك من بدء عملك الخاص الذي تحبه 

يوسف بابتسامة : شكراً لك على وجودك بحياتي 

رسيل : شكراً لك أيضاً 

قاطعها قدوم الجرسون ليسأل عن طلبهم للطعام أملي يوسف علي الجرسون طلبهم للطعام 

بعد قليل كان قد وصل  الطعام جلسا يتناولان طعامهما بهدوء حتي لاحظت رسيل فتاة تجلس وحيدة علي طاولة مقابلة لهما تبتسم ليوسف حتي انهت ابتسامتها بغمزة من عينيها 

شهقت رسيل بصوت مكتوم لا تصدق وقاحة تلك الفتاة هل وصلت بها الوقاحة إلي تلك الدرجة لتغمز له في مكان عام وفي وجود خطيبته رفعت أنظارها إليه لتصب غضبها عليها إن كان يبادلها الابتسامة إلا أنها تفاجأت حين وجدته يأكل طعامه بهدوء ولامبالاة بما حوله 

أنبت نفسها واستغفرت ربها لأنها ظنت به السوء في حين أنه يهتم بها هي وفقط ولا تهمه أنثي غيرها 

نظرت له بابتسامة عاشقة تزين وجهها وتُظهر تلك الحفرة الجميلة علي جانب وجهها 

رفع وجهه إليها وجدها تنظر له فغمز لها بعينيها ابتسمت بخجل وحاولت أن تنظر في كل الاتجاهات ما عدا إليه فقد تم ضبطها بالجرم المشهود 

ابتسم علي توترها وخجلها ولكنه تحدث بخبث : لم تخبريني لماذا كنتِ تنظرين إليّ هكذا ختم حديثه بغمزة 

شهقت بخجل من وقاحته يا الله أهو يوم الوقاحة العالمي لم عليها أن تري هذا الكم من الوقاحة في يوم واحد هي لن تتحمل يكفي ذلك اليوم 

رسيل بتلجلج : هلا نعود يبدو أننا تأخرنا 

يوسف بابتسامة : هيا بنا 

اصطحبها إلي المنزل كان الطريق إلي المنزل طويلاً نوعاً ما 

رسيل بلهفة وفضول : يوسف متي سنحدد موعد زفافها ؟ 

توتر يوسف قليلاً من سؤالها مع اهتزاز حدقة عينيه لكنه حاول ألا يُظهر ذلك فانفرجت شفتاه عن ابتسامة بسيطة وأمسك بيدها قائلاً : حبيبتي لا أريد أن أعطلك عن دراستك أتمني أن نتزوج اليوم قبل غداً ولكن ليس علي حساب مستقبلك 





أومأت برأسها بالإيجار علامة الموافقة على حديثه إلا أنها في داخلها لم تقتنع كلياً بتلك الإجابة التي تشعر أنها إجابة دبلوماسية حتي لا تسأل عن الموضوع مرة أخري 

كان من المفترض أن تطمئنها إجابته بأنه يهتم بها وبمستقبلها ولكنها وعلي العكس لم تهدأها أو تطمأنها وإنما أربكتها وزادت من توترها أليس من يحب أحد يتمني أن يكون معه بأسرع وقت ويمضي الباقي من عمره بجانبه أليس كل حب مصيره الزواج 

كانت شاردة في أفكارها فلم تشعر بمرور الوقت حتي تفاجأت بيوسف يخبرها بوصولهم 

نظرت حولها باستغراب فوجدت أنها أمام منزلهم ودعته ودخلت إلي المنزل وجدت والديها يجلسان في بهو المنزل يتناولان قدحان من القهوة  وتتعالي ضحكاتهم 






رسيل بابتسامة زائفة فمازال ذهنها مشغول : مساء الخير

رد عليها والديها التحية 

فنظرت إلى والدها بمشاغبة : سمحت لي بالخروج مع يوسف حتي يخلو لك الجو مع حبيبة القلب 

ختمت حديثها بغمزة من عينيها لكن حين لاحظت والدها يضع القدح بجانبه ويهم بالوقوف ركضت من أمامه بسرعة فائقة مع ارتفاع صوت ضحكاتها 

نظر والديها في أثرها بابتسامة سعادة وهما يدعوان الله أن تصاحبها السعادة دوماً وتلك الضحكات الجميلة  

صعدت إلى غرفتها وارتمت جالسة علي سريرها مطرقة برأسها إلي الأسفل  مغمضة عينياها واضعة وجهها بين يديها تفكر بعمق وكأنها تحاول حل معادلة رياضية صعبة لا تجد لها حلاً ولا جواباً 





كانت تفكر هل يحبها يوسف هي تحبه ولكن ماذا عنه ؟ بالتأكيد يحبها وإلا لم  خطبها من الأساس ولكن هل الحب شرط للزواج فقد يعجب الشاب فيتقدم لخطبتها أو تقوم أمه بترشيح عروس مناسبة له ويتم الزواج ويعيش الزوجان بسعادة وقد يولد الحب بعد الزواج هنالك أسباب أخرى للزواج غير الحب لكن هي لطالما تمنت أن تتزوج عن حب وتكون ملكة متوجة علي قلب زوجها بدون أدني مجهود تمنت أن تعيش قصة حب أسطورية يتحاكى بها الناس تُري هل ستعيش مع يوسف ما كانت تحلم به يوماً يا الله لم الموضوع معقد إلي تلك الدرجة كانت الأفكار تعصف بعقلها حتي شعرت أن رأسها يكاد ينفجر من شدة الصداع الذي تشعر به تناولت قرصاً مسكناً وقررت الخلود إلى النوم 

استيقظت في صباح اليوم التالي علي طرقات والدتها علي باب غرفتها تبعها دلوفها للغرفة 

ميرڤت بقلق : ماذا بك رسيل ؟ لقد جئت للاطمئنان عليك أمس فوجدتك خلدت إلي النوم بملابسك 

رسيل وهي تحاول تهدئة والدتها : أنا بخير أمي فقط كان الصداع يفتك برأسي أخذت قرصاً مسكناً ونمت علي الفور 

ميرڤت : وكيف حالك الآن ؟

رسيل : أنا بأفضل حال لا تقلقي 






ميرڤت : لم تخبريني كيف كان موعدك أمس ؟ 

ابتسمت لأمها وأخذت تقص عليها ما حدث معها باستثناء ذلك الجزء الذي يخص مخاوفها من عدم تحديد يوسف لموعد الزفاف فهي تعرف رأي أمها في ذلك الموضوع فهي تري أن يوسف يهمه مستقبلها في المقام الأول لذا لم تتحدث ذهبت والدتها لتحضير الفطور في حين توضأت رسيل وفرشت أسنانها وقامت بتأدية فرضها وارتدت ملابسها علي عجالة للحاق بالجامعة 

وصلت إلي الجامعة وكادت أن تصل إلى المدرج الخاص بها حتي سمعت أحد ينادي باسمها 

التفت لتجد فتاة يبدو أنها من عمرها 

الفتاة ( علا ) : رسيل 





أشارت رسيل إلي نفسها باستغراب بمعني هل تقصديني أنا ؟ أومأت الفتاة برأسها علامة الإيجاب واقتربت من رسيل 

علا : أريد الحديث معكِ رسيل 

رسيل : ومن أين تعرفيني أعتقد أن تقصدين أحداً آخر فليس بيننا أي حديث اعتذر 

وتركتها وغادرت 

لكن استوقفها صوت الفتاة وهي تهتف : حتي ولو كان ذلك الحديث يخص خطيبك يوسف 

تجمدت رسيل في مكانها فمن تلك الفتاة ومن أين تعرف يوسف وما علاقتها به من الأساس 


                           الفصل الثالث من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-