رواية فرعون الجزء الثاني2 الفصل والسادس6 والسابع7بقلم ريناد يوسف

رواية فرعون الجزء الثاني2 

بقلم /ريناد يوسف 

الفصل السادس 

الوقت بيجرى وفرح جواهر قرب فاضل عليه بس اسبوع والكل بيجهز 

جميله رايحه على اوضة بنتها جواهر وقفها صوت سميه :

هتجوزى بنتك وابن اخوكى معداش على موته شهرين ياجميله ...برضو لو غريب هو اللى مات مش دياب كنتى هتوافقى انتى ولا ماهر  تجوزو وتعملو فرح ؟ !

لكن اقول ايه ..اذا كان الاب    مش حزين على ابنه هتحزن عليه عمته !

جميله تجاهلتهاكالعاده وكملت طريقها وسابتها تتكلم وتبرطم مع نفسها ودخلت لبنتها  وقفلت الباب فوش سميه ...

جميله :هاه ياجوجو كملتى كله مش ناقصك حاجه ...

جواهر :لا ياحبيبتى ماما ماجده كملتلى كل حاجه ...

جميله "ياستى ربنا يخليلك ماما ماجده ..

جواهر راحت قعدت جمب مامتها لما استشفت نبرة غيره بسيطه فكلامها من ماجده ومسكت ايدها باستها :

ويخليكى ليا انتى كمان ياست الكل ...هو انا ليا بركه غيرك ياجميل 

جميله ابتسمت لمجاملة بنتها وبصت لليل ....شايفه صحبتك بقت بكاشه ازاى !

ليل :ربنا يحفظهالك ويخليكم لبعض ياخاله جميله ويكمل فرحتكم يارب ..

جميله :عقبالك ماافرح بيكى انتى كمان ياحبيبتى وازفك لعريسك بأيدى ...

ليل ضحكت على دعوة جميله وقالتلها :له انا خدت نصيبى من الدنيا والحمد لله على اكده ...ولا جواز ولا يحزنون .

جميله :دا كلام فض مجالس دا ..انما لما هييجى النصيب محدش هيقدر يعترض .

ليل ابتسمت وهزت دماغها لجميله وسكتت من غير اعتراض  .

غريب :ناديه رنيلى على قاسم .

ناديه :حاضر ....رنتله على قاسم وادتله التليفون ...

غريب :فين  ياواطى حتى اتصال التليفون اللى بقا الحاجه الوحيده بينا من اسبوع بطلته...

قاسم :والله مشغول لشوشتى منتا عارف وحاليا واقف على ايد العمال فالشقه عشان يخلصو شوية حجات فيها كده ..

غريب :طيب جاى النهارده ولا ايه ؟

قاسم :مش عارف بس غالباً لا عشان فيه عمال تانيين جايين بالليل عشان يخلصو باقى الحجات برضو 

غريب :هى شقتك دى كانت عالطوب يبنى ..دنتا ليك شهر شغل ليل نهار فيها ولسه مخلصتش ..

قاسم :لعلمك شغل التلزيق والرسومات ولعب العيال اللى طالباه بنت عمتك فالشقه دا هو اللى مأخرنى لغاية دلوقتى ...وكمان اخد فلوس بالهبل وخلى عبسلام وماجده اعلنو افلاسهم ...فخلينى ساكت احسن ....وحشتك صح ؟

غريب :للاسف ايوه ..وبصراحه مش عارف اعيش من غيرك ولا قادر اعتمد على حد زى اعتمادى عليك ..وسميه كمان مش لاقيه حد ياخد باله منها ....

قاسم :يقطع ...مامتعصبنيش ياجدع وتخلى قلة الادب اللى جوايا تطلع قدامك ...متجيبليش سيرة الكائن دا تانى ...

غريب :بتحبها اوى انتا سميه دى .

قاسم :ييييه دنا بحبها بحبها وفقلبى ساكن حبها وسلام عشان التليفون هيولع وهو على ودنى من الكدب 

غريب ضحك :سلام 

غريب قفل مع قاسم وقام وحاول يمشى ناديه جت عليه جرى مسكت ايده ...

غريب :لا سبينى يانونه عاوز اتعلم امشى واتحرك لوحدى ...مهو مش معقول هفضل علطول مش هتحرك غير وحد ماسك ايدى كده ...

لو سمحتى هاتيلى عصايتى  وافتحيهالى

 وامشى جمبى وقوليلى اذا كنت بمشى صح ولا غلط ...

ناديه عملت زى ماقلها غريب وابتدا يستكشف الفراغ اللى قدامه بعصايته ويخطى لاول مره لوحده ويحاول يتعايش مع عتمته اللى اتكتب عليه يعيش فيها ....

داده سميره شافته من جوا المطبخ وجات عليه تجرى لكن بحكم سنها حركتها بقت بطيئه وصحتها بقت على ادها ومسكت ايده وهى بتقوله :رايح فين يابنى ومندهتش عليا ليه ؟

غريب :لا ياداده سيبينى عاوز اتعلم اتحرك لوحدى من غير مساعده ...

فعلا داده سميره سابته وبعدت وفضلت باصاله وهو بيحاول يمشى وكل خطوه يخبط فحاجه كأنه عيل صغير بيتعلم المشى جديد وفضلت تدعى فقلبها على سميه ..

غريب وصل لاوضة ابوه وسمع عمته جميله بتعمله التمارين بتاعت  كل يوم وبتضغط عليه وهو مش عاجبه وعاوز يخليها تسيبه عشان يرتاح ..

ماهر :اهو غريب جه اهو كفايه بقا هقعد مع ابنى شويه ...

جميله :عشر دقايق كمان     ونخلص واقعد معاه براحتك ...

غريب :اسمع كلام عمتى يا بابا عشان تخف بسرعه ...

ماهر :حاضر ...حكم القوى ..ورجع يعمل تمرين ايده ورجله تانى ...

غريب لف وماشى ..

ماهر :رايح فين ياغريب ...

غريب :هحاول اطلع اشوف ماما سميه واطمن عليها ...

ماهر بص لجميله اللى هى كمان مش عاجبها قرب غريب من سميه.. لكن الاتنين مراعاة لحالته سكتو لانهم مش عاوزين يحسسوه انهم بيفرضو حاجه عليه ضد ارادته وخصوصا انه بقا حساس اوى بعد اصابته ...

غريب طلع وناديه ماشيه قصاده وفضل يمشى ويحاول لغاية ماوصل لاوضة سميه واللى كانت مفتوحه ..سميه اول ماشافت غريب :اهلا يااعمى ...

غريب :اقدر ادخل ياماما 

سميه :لوش وادخل حد منعك .

ناديه سمعت كلام امها ومسكت فكم غريب وبتشد فيه لكن غريب بعد ايدها وكمل طريقه لجوه الاوضه لغاية ماوصل لسرير سميه وقعد جمبها ...

غريب :اخبار صحتك ايه دلوقتى ..

سميه :زى الفل ..زى الحصان ..

غريب :دايما يارب ...قوليلى مش عاوزه حاجه ...

سميه :متبطل تمثيل بقا مزهقتش ! ...يعنى عاوز تفهمنى انك احن عليا من ولادى اللى من لحمى ودمى اللى رمونى.. وانك خايف عليا وامرى يهمك اكتر منهم! ...

غريب :انا مش عاوز افهمك اى حاجه بس انا عاوزك تتاكدى انى فعلا بحبك وانى برغم كل حاجه الا انى لسه شايفك حاجه غاليه اوى وليكى مكان فقلبى كبير ...

سميه :طيب ياسيدى صدقنا ...هاه عاوز ايه دلوقتى ؟

غريب :اسمحيلى آخد بالى منك واشوف طلباتك ...

سميه :هههههههههاااى مش شايف انها غريبه شويه ...تاخد بالك منى ازاى وانتا عاوز اللى ياخد باله منك ؟!

غريب :معلش لغاية ماتخفى بس وترجعى تمشى على رجلك تانى ...وهطلب منك طلب واحد بس وياريت تقدرى تنفذيه وغلاوة دياب عندك ...

سميه غمضت عنيها بألم واتنهدت وردت عليه بعد مدة سكوت :طلب ايه ...

غريب:تسمحيلى اشرب فنجان القهوه معاكى كل صبح لغاية ماتفكى الجبس ...اظن طلب سهل ...هاه قولتى ايه ..ومتنسيش انا حلفتك بالغالى ..

سميه نفخت بنفاذ صبر ...حاضر ياسيدى موافقه لما نشوف اخرتها ...هاه اى اوامر تانيه ؟

غريب :لا مفيش طلبات تانيه .

سميه :طيب يلا اتفضل من غير مطرود هوينا تعبانه وعاوزه انام شويه ...

غريب :حاضر ...وقام خرج تحت انظار سميه وقفل باب الاوضه وراه ..

نادى على ناديه لكنه سمع صوتها جاى من اوضة جواهر ...مشى ناحية الاوضه ووقف قدامها ولسه هيخبط سمع صوت وحده بتتكلم فلاحى او صعيدى مقدرش يعرف اللغه ...لكن اللى فهمه انها دى ليل اللى حكاله عنها قاسم ...

غريب استعجب على نبر    ة صوتها اللى كلها شجن وحنيه وتجبر  الواحد غصب عنه انه يسمعلها وهى بتتكلم ..

ابتسم غريب وهو سامع كلامها مع جواهر واندماجهم مع بعض وهزار ناديه وجواهر مع بعض ومناقرتهم لبعض ...

فضل غريب واقف ولاول مره يستمع لحوار بنات مع بعض وبرغم هيافته الا انه ممتع وفضل يضحك معاهم على هيافتهم وكلامهم ...

اثناء ماهو واقف باب الاوضه اتفتح مره وحده خلى غريب اتخض وابتسامته اختفت ...

ناديه :غريب !انتا هنا من امته ؟ ومندهتش عليا ليه اول ماخرجت من الاوضه ...

جواهر :تعالا ياغريب ..ادخل يابن خالى دا الدور التانى نور النهارده ...

غريب :ههههههه الظاهر قاسم بهت عليكى من شغل الالبانده بتاعه وبقيتى زيه .

جواهر :لا والله انا بتكلم بجد ..تعالا تعالا ادخل اعرفك بليل اختى وصاحبتى ...

غريب :اهلا وسهلا ..تشرفنا ياليل ..اسمك حلو اوى علفكره .

ليل بخجل :شاله يخليك ويجبر بخاطرك ..انى اللى حصلى  الشرف يابيه .

غريب ابتسم :ايه بيه دى! انتى اخت جواهر زى مابتقول ..وطالما اخت جواهر تبقى فمقام اختى انا كمان ..زى جواهر وناديه بالظبط ..

ابتسم لما ملقاش رد منها وعرف انها اكيد مكسوفه منه وكسوفها مانعها من الرد ...

فضل قاعد معاهم شويه وبعدين قام ونزل هو وناديه بعد مااتعرف على بطلة قصة العذاب اللى حكهاله قاسم وقتل شويه من فضوله فأنه يقدر يشوفها لكنه سمع صوتها ودا كفايه ...

ليل :قاعدين عنتحدتو انى وجواهر وناديه ومره وحده ناديه فطت وقالت انها نسيت اخوها غريب وعوقت عليه ...فتحت الباب واشوف قصادى القمر نزل من السما وواقف على باب الاوضه ...راجل طول ايه وبياض ايه وشعر ايه وجمال ايه ...

كيف مايكون سيدنا يوسف خد نص الجمال وده خد ربع وساب ربع لباقى البشر ..

بعدين عرفت انه هو ديه غريب اللى عمل حادثه وخسر عنيه ياعقلى ...

خساره اللى زيه يعيش باقى عمره فضلمه والله ..

دخل وسلم ويابوووى على حلاوة حسه وبحة صوته ....مش زى صوت مؤمن كان  بيخور خوار كيف التور .

ولا كلامه الزين اللى يخلى الواحد يستحى من كتر رقته ...بصراحه انى اول مره اشوف حد بالاخلاق وبالجمال ديه ..

استأذن وطلع وانى قعدت بعد منه مسوحه وصورته وهيئته لساتها فبالى ...

ليل :بت ياجواهر .

جواهر :هممم 

ليل :انتى قولتيلى ان ولد خالك غريب حكايته حكايه وانك هتحكيهالى بعدين عشان طويله ومعقده ...متحكيلى دلوك واهو موارناش حاجه وفاضيين ..

جواهر بغمزه :ايييه الحكايه .

ليل :ولا حكايه ولا روايه كل اللى فيها انى شفته غلبان وصعبت عليا حالته قولت اعرف حكايته ايه ..

جواهر :عموما ياستى هحكيلك وعلى قولك احنا ورانا ايه ...بصى ياستى واتعدلت وقعدت على السرير واتربعت وابتدت تحكى لليل اللى بتسمعها بكل تركيز ....

ليل بعد ماسمعت حكاية غريب :يابوووى واللى يشوف الناس من بره يقول عليها عايشه      وبالها خالى ومحدش تعبان فالدنيا غيرى  اتارى اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته ...له وبعد ديه كله جابها تانى     وعمال يحادى فيها اكتر من عيالها ...غريب وهو غريب صوح .

جواهر :غريب دا طيب لدرجه متتصوريهاش وقلبه عمره مايعرف الكره او الحقد ...

ليل :باين عليه والله ...سماهم على وجوههم .

غريب :نزلت من عند جواهر  مع ناديه ورحت لاوضة بابا لقيته اول ماشافنى قلى ...ابن حلال كنت لسه هروحلك ...

غريب :تنورنى طبعا بس خير ..

ماهر :حذر فزر مين اللى لسه كان معايا عالتليفون دلوقتى ؟

غريب:عروستى؟ 

ماهر :مريم ...اتصلت وهى شايطه لانها مش عارفه توصل لاى حد فينا خصوصاان تليفوناتنا كلها اللى ضاع واللى مقفول وكمان حسابى على الفيس مفتحتهوش من زمان ...

غريب :قولتلها على الحادثة؟

ماهر :لا طبعا مقولتلهاش دى كانت قلبت الدنيا ...وبعدين هى كده كده جايه وهتشوفك وتعرف كل حاجه على فرح جواهر ...انا عزمتهم وقالولى جايين ...

غريب:طيب دا خبر حلو اوى ...حضرتك متعرفش هى واحشانى اد ايه .

ماهر اتنهد :وانا كمان اميره وحشتنى اوى ونفسى اروح مكانا واتكلم معاها ...بس خايف ومش عارف هقولها عليك وعلى اللى حصلك ازاى ..

غريب مد ايده على ابوه وحطها على كتفه وطبطب عليه وسابه وخرج بعد ماحس فنبرة صوته بخنقه ،وانه فعلا حاسس بالحنين لامه، وشاف انه اكيد محتاج يقعد لوحده شويه مع حنينه وزكرياته ...

ماهر فضل شويه يفكر فأميره وبعدها مسك تليفونه وفتح حسابه على الفيس وقلب شويه وبعدها بص بعيد ورجع دخل رقم موده على جوجل وطلعله حسابها على الفيس ..

دخل عليه ماهر وابتسم وهو بيقلب فصورها ومنشوراتها اللى اغلبها تحذيرات من الفيروسات الخطيره وطريقة القضاء عليها ....

وقف قدام صورة ليها على الصفحه وفضل باصصلها ولفت نظره ضحكتها الجميله وملامحها الهاديه وعمل حفظ للصوره، وبعدها بعتلها طلب صداقه وقفل تليفونه وحطه جمبه وحط ايده تحت دماغه وبص للشباك وهو مبتسم ميعرفش ليه.. 

تانى يوم الصبح غريب صحى وطلب من داده سميره تعمل فنجانين قهوه وتطلعهمله لفوق فاوضة سميه وهو سبقها وطلع ...

خبط على الباب خبطتين خفاف وجاله صوت سميه بترد عليه بنوم :ادخل 

دخل غريب وقعد جمبها على السرير بعد ماصبح عليها وهى مردتش لكنه مهتمش ...شويه ووصلت داده سميره بفنجانين القهوه وحطتهم على الكوميدينو وقالت لغريب انها جابت القهوه  ،وخرجت بعد ماادت لسميه نظرة احتقار وسابتها ومشيت ..

سميه مدت ايدها عل    ى فنجانها واخدته وابتدت تشرب باستمتاع ...

غريب :مش هتناولينى فنجانى !ولا امد ايدى اخده انا لوحدى وممكن يتقلب ويبهدل الدنيا ...

سميه :لا وعلى ايه ...اتفضل ومسكت ايده وحطتله الفنجان فأيده ..

غريب:القهوه حلوه اوى النهارده وليها مذاق خاص ...

سميه :هى قهوة كل يوم ...مفيش جديد يعنى ..

غريب:بالنسبالك انتى لكن بالنسبالى انا مختلفه ومميزه ..

سميه مدت بوزها ورفعت حواجبها واستمرت بشرب قهوتها فسكوت قطعه غريب لما ابتدى يتكلم ويسألها عن صحتها وعن علاجها 

وهى كل شويه تنفخ لانها مبتحبش تسمع اى حاجه وهى بتشرب قهوتها الصباحيه لان دا طقس مقدس عندها .

لكن غريب عرف يشد انتباهها لما ابتدا يتكلم عن نادر وناديه، وابتدا يحكيلها مواقفهم المجنونه المضحكه وهى تلقائيا خانتها ابتسامه اترسمت على وشها وهى بتسمع منه حكايات ولادها وخصوصا ناديه اللى طول عمرها بعيده عنها ومتعرفش عنها اى حاجه ...

سميه محستش بالوقت وهى قاعده تسمع عن ولادها من غريب ،واتفاجأت انها ليها ساعه قاعده بتسمعه لدرجة انها خلصت فنجان قهوتها من زمان وبرضه قاعده ماسكاه ...

سميه :مش خلاص بقا تتفضل عشان صدعتنى عالصبح ...بقالك ساعه بتتكلم ..ايه متعبتش !

غريب ابتسم :الواحد مبيحسش بالوقت وهو بيتكلم على حبايبه ...او بيسمع عن حبايبه ...عن اذنك ياماما ..وقام ومد ايده بالفنجان لسميه اخدته منه وهو خرج بيتعرف على طريقه بعصايته وقفل الباب وراه على سميه اللى لسه شبح ابتسامه مرسوم على وشها ...

ميعرفش ليه رجليه اخدته على اوضة جواهر ووقف قدامها ،وهو فاكر انه واقف بعيد ...كان نفسه يدخل يصبح على ليل وجواهر اوى ميعرفش ليه ،لكنه قال لنفسه اكيد لسه نايمين ايه هيصحيهم من دلوقتى ...هيلف عشان ينزل لكن جاله صوتها العذب وهى بتقرا قرآن وشويه وصوتها ابتدا يعلى حبه حبه وبيزيد جمال خلى كل خليه فجسم غريب انتبهت وركزت معاه ....

دور بعصايته على الكنبه اللى فالطرقه بين الاوض واللى كانت قريبه على اوضة جواهر وقعد عليها وهو بيستمع لليل وهى بتقرا ....

خلصت قرايه وصدقت واتكلمت بعدها مع جواهر مقدرش يسمع قالو ايه لكن الاتنين ضحكو بعدها وهو ابتسم على ضحكهم ...

قام بعد ماحس ان اللى بيعمله دا ميصحش وخصوصا انه مش عارف مين ممكن يشوفه فالوضع دا وهيقول عليه ايه ...حسس على الطريق ونزل لقى ناديه اللى من يوم الحادثه بتبات تحت مع عمتها جميله فاوضتها ،

صحيت وقاعده لما سمع صوتها وهى بتقوله :

صباحو ياغريبوو ...ايه كنت فين عالصبح كده .

غريب:صباح السعاده على احلى نودى فالدنيا ...كنت بشرب فنجان قهوتى مع ماما سميه ياستى ...

ناديه :ومصحتنيش ليه وقولتلى انك طالع فوق كنت وصلتك ..

غريب :لا عرفت اطلع لوحدى ...بقولك صحيح هى ليل مش بتنزل من فوق خالص ليه !

ناديه :معرفش وبصراحه مسألتهاش بس هى يعنى مختصره فحالها اوى وحتى كلامها قليل مع الكل الا جواهر

غريب :طيب ماتعزمى عليها تنزل تفطر معانا ..دى برضو مهما كان فبيتنا وتعتبر ضيفه علينا كلنا مش بس جواهر واكرام الضيف واجب ولا ايه .

ناديه :والله اقولها مع ان جواهر بتلح عليها كتير فالموضوع دا مبترضاش .

غريب:على العموم شوفيها     ولو مرضيتش يبقا عملتى اللى عليكى ..

ناديه هزت كتافها :اوكى هشوفها ...

غريب :ناديه 

ناديه :ايه تانى عاوز ادخل الحمام ...

غريب رفع عصايته فاتجاه ناديه وبيحاول يضربها بشويش :اسمها عاوزه مش عاوز ...

ناديه :اااي طيب خلاص نسيت ...قول بقا بسرعه عاوز ايه ..

غريب :هى ليل شكلها عامل ازاى ...

ناديه :ملهاش شكل يتوصف بصراحه ..لكن هى بنى آدمه ...انسانه يعنى زينا ..

غريب :ملهاش شكل بس انسانه ...وصف دقيق اوى ...طيب روحى انتى يلا وضربها بالعصايه ...

ناديه :ايه ياعم صاحى متحلفلى بالضرب ليه وجريت على الحمام  ...

غريب ضحك وهز دماغه ومشى على اوضته ودخل وسمع صوت داده سميره بتصبح عليه ..صباح السعاده ياحبيبى 

غريب :صباح الورد والياسمين ياداده ..عامله ايه النهارده ..

سميره :بخير طول منتا بخير ياغالى ...هاه احضرلك الفطار مدام صاحى بدرى ولا هتستنى تفطر مع الباقيين ...

غريب ابتسم وهو بيتخيل ليل وهى بتفطر وسطهم النهارده ورد بلهفه :لأ ياداده هفطر معاهم ...حضرو الفطار للكل على مايكون الكل صحى ...

سميره :من عينى ياحبيبي ...وسابته وخرجت لكنها رجعت تانى ....

بقولك ياغريب يبنى ...انا مسافره البلد لاختى اصلها كلمتنى وباين على صوتها انها تعبانه اوى ...هروح اشق عليها ...اخاف احسن تجرالها حاجه وانا مشوفهاش ...افضل متعذبه طول عمرى 

غريب :برحتك طبعا ياداده ...وقام راح على الكوميدينو وفتحه واخد منه فلوس ومدهالها ..

سميره :ايه دول ياحبيبي 

غريب :دول عشان تاخدى بيهم حاجه لاولاد اختك وانتى رايحالهم وقبل ماترفضى قوليلهم دى من ابن ابنى غريب 

سميره :بس انا معايا كتير اوى ياحبيبي 

غريب :معلش بس دول منى انا ليهم ..ارجوكى متكسفنيش ياداده .

اخدتهم سميره وقربت منه حضنته وباسته وهى بتتأمل ملامحه بكل حب :حنية الدنيا كلها فقلبك لوحدك ياحبيبي ...كانك اخدت الحنيه والرحمه اللى المفروض تتوزع على قلوب سكان البيت دا كلهم ..

ماهر صحى النهارده على صوت رساله فالتليفون ...فتح تليفونه وشاف الساعه سبعه ونص فتح لقى اشعار من الفيس تم قبول طلب صداقتك اللى ارسلته لموده عبد السلام ..

ابتسم وفتح الماسنجر وكتبلها :

صباح الخير برنسيس شرنقه ...

موده بعتتله وش بيضحك     وردت عليه :صباح الخير ...اخبار صحتك النهارده عامل ايه ..

ماهر :الحمدلله بومب ...اخبارك انتى ...صاحيه بدرى ليه ؟

موده :عادى انا متعوده اصحى بدرى بس بفضل فالسرير اقلب فالفيس شويه لغاية ماكل اللى فالبيت يصحو ...

ماهر :اخبار قاسم ايه بيبات عندكم ؟

موده :لأ بيبات فشقته فوق مع العمال اصله مشغل عمال اتنين شفت 

ماهر :مستعجل عالجواز اوى البيه ..على العموم لما تشوفيه قوليلو  عمك ماهر بيقولك انك وحشته بقالو اسبوع مشفش وشك ودى حاجه مش متعود عليها ...

موده :هو كمان لما بينزل شويه هنا مش بيبطل كلام عن غريب وعن حضرتك وانكم اد ايه وحشتوه ..على فكره بيحبكم اوى ...

ماهر : واحنا كمان بنحبه اوى وبنحبكم كلكم ...

موده :طيب استأذنك عشان هخرج احضر الفطار مع ماما الظاهر صحيت 

ماهر :سلميلى عليها وعلى والدك ..وافطرى كويس هاه 

موده :حاضر...باى 

ماهر :باى 

ماهر قفل مع موده وخرج من المحادثه وقفل التليفون وابتدا يقوم لوحده بصعوبه لكنه فالاخر نجح، وكل دا بفضل رعاية واهتمام جميله اخته اللى ابتدى يجيب نتيجه ،وكل يوم حالته بتتحسن شويه عن اليوم اللى قبله ...

ماهر قعد على السرير وباب الاوضه اتفتح ودخل نادر بدماغه وخبط بعدها ...حضرتك صاحى ممكن ادخل ؟

ماهر :دا على اساس انك لسه مدخلتش !وبعدين فيه حد يفتح الباب ويدخل بدماغه وبعدكده يخبط ؟ مين اللى علمك اداب الاستأذان انتا ...

نادر :لما فتحت الباب قولت اشوفك صاحى ولا لأ عشان لو لسه نايم كنت هقفل الباب وارجع ..لكن لما لقيت حضرتك صاحى خبطت استاذنك فالدخول ...

ماهر :وجهة نظر برضو ...هاه تعالى قولى عاوز ايه عالصبح كده ...

نادر :بصراحه يابابا انا فيه حجات فالشغل كتير مش فاهمها ولا بلاحق على الشغل ومش عارف اعمل ايه وحضرتك سبت الشغل كله عليا ومش راضى تساعدنى لغاية مااتعلم ..

ماهر :اهدى شويه طيب ..وبعدين انتا لازم تعتمد على نفسك ،واى حاجه تعصلج معاك اسأل الموظفين واجتهد وافهم كل حاجه عشان انا قررت انك انتا اللى هتمسك الشركه من هنا ورايح حتى لو انا خفيت ...

نادر :والله بجيب كل الموظفين وبيفضلو يشرحولى وبرضو مش بفهم ...

ماهر :يبقا المشكله عندك انتا بقا ...وبعدين متقلقش هتفهم مع الممارسه ووحده وحده هتبقى اشطر بزنس مان فمصر ومتنساش محدش بيتولد متعلم ...

نادر :بصراحه انا خايف ...

ماهر :حلو اوى ده ...خليك دايما خايف ...لانك طول منتا خايف من الفشل هتحاول الف مره لغاية ماتوصل للنجاح ..

نادر اتنهد :طيب ...يلا بينا عشان نفطر الفطار جهز بره والكل ابتدا يتجمع ..

ماهر :طيب تعالا ساعدنى بدال منتا واقف زى قلتك كده ..

ابتسم نادر وراح لابوه وساعده ووداه على السفره بالكرسى بتاعه ...

شويه وجميله جت من    المطبخ وناديه نزلت وراحت لغريب اوضته عشان تخرجه يفطر ...

ناديه اول مااتنحنحت فاوضة غريب 

غريب بص ناحيتها واتكلم بسرعه :

هاه نزلت معاكى ؟

ناديه :لا مرضيتش كالعاده مع انى لحيت عليها كتير ...اعم دماغها ناشفه قولتلك انا ...وبعدين جواهر هتفطر معاها فوق ....

غريب بأحباط :طيب ...هو الفطار جهز ؟

ناديه :ايوه عالسفره وجيت عشان اخدك تفطر يلا بينا ..

غريب مد ايده ومسك عصايته اللى كانت مسنوده جمب السرير وقام وهو بيشوف طريقه بيها :يلا يختى بينا ...

وصل غريب للسفره لوحده ورفض كالعاده ان ناديه تمسكه او توريه الطريق وهو مصر يتعايش مع وضعه ويحاول انه يستغنى عن مساعدة الناس له ..

غريب :صباح الخير 

الكل :صباح النور 

ماهر :ياصباح النور والسرور على حبيب قلبي 

غريب ابتسم وقعد ..

نادر :على فكره التفرقه العنصريه دى متنفعش بقا ...ايه يابابا بتصبح عليه بالحفاوة دى ليه اشمعنا هو يعنى ...

ماهر :بس ياولد ..كل وانتا ساكت ...

نادر :سكتنا ... واخد طبق الجبنه من قدام غريب وحطه قدامه ..

ماهر :ولد رجع الجبنه قدام اخوك ..

نادر :لأ كفايه عليه الكلام الحلو مش هيبقا كلام حلو وجبنه كمان ...

ماهر :بقولك رجع الطبق مكانه وكل من اللى قدامك .. 

ناديه :سيبه يابابا انا هاكل انا وغريبو من طبق واحد وهاكله من طبقى ..

نادر مد ايده واخد الطبق من قدام ناديه كمان ...

ناديه :ايييه هو دا واحنا هناكل ايه سيادتك ؟

نادر :متاكلوش ...او كلو بعد مااخلص انا ..هى طلبت معايا غتاته عالصبح بقا ...

جميله بضحك :قومى ياناديه هاتى جبنه تانى من المطبخ اصل نار الغيره مشعلله النهارده من على اول الصبح  ولازم نسكت ونعديها ...

ناديه :هقوم وامرى لله ...

غريب :لأ ياناديه متجيبيش حاجه ...وانا اصلا مش هفطر مع الحيوان دا النهارده ..انا هروح افطر فوق مع جواهر ...

ناديه:فكره حلوه وانا كمان هروح افطر معاكم ...

نادر :وانا هجيب الجبنه بتاعتى وافطر معاكم ..

غريب :اقعددد مكانك واياك تتحرك خطوه وحده ورانا والا هحدفك من فوق ...

ماهر بص لنادر :طفشتهم وقعدت لوحدك ...

نادر :ايوه عشان تبقى تدلعه    قدامى تانى ...وكل يوم من دا ...يلا يلا افطر ...تاخد جبنه ؟ ومدله طبق الجبنه ...

ماهر هز دماغه وكمل فطار وهو شايف غريب بيطلع السلم وحده وحده قدامه ...

غريب وصل لاوضة جواهر وخبط على الباب ...شويه والباب اتفتح ..

جواهر :غريب ؟ تعالا ادخل واقف ليه .

غريب :صباح الخير ..فطرتو ولا لسه 

جواهر :لأ لسه كنت نازله اجيب فطار اهو ...ليه !

غريب :لو مفيهاش تطفل يعنى كنت حابب افطر معاكم ...جواهر سكتت وبتبص لليل ...

غريب كمل :انا وناديه حبينا نفطر معاكم اصل نادر طردنا من على السفره واخد كل الجبنه ورخم علينا ....هاه هتفطرونا معاكم ولا نروح نفطر مع الجيران ..

جواهر :ياخبر ...اكيد طبعا تفطروا معانا ...دا هيبقا احلى فطار النهارده ...ادخل طيب هنزل انا اجيب فطار ...تعالى معايه ياناديه 

ناديه :يوووه دنا لسه طالعه السلم هنزل واطلع تااانى 

جواهر شدتها :تعالى بطلة كسل بقا 

نزلت جواهر وناديه  وغريب دخل الاوضه ...ليل شايفاه وهو بيكتشف الاوضه بعصايته ومش عارف يوصل لمكان يقعد فيه قامت بسرعه ومسكت دراعه ووجهته للكنبه اللى فالاوضه وقعدته عليها ...

غريب اتفاجأ من مسكتها ليه لكنه ابتسم :صباح الخير ياليل ...ارجو انى مكونش ازعجتك بطلبى انى افطر معاكم ..

ليل :ياخبر يابيه دا بيتك ..انتا تفطور مكان مانتا عاوز وكيف ماتحب ..

غريب :بتتكلمى برسميه اوى انتى ياليل ...يابنتى التعامل معايا انا بالذات ابسط من كده صدقينى ..انا ولا بيه ولا انا صاحب البيت ..اتعاملى معايا على انى اخو جواهر وبس ...وبلاش بيه دى والا انا كمان هقولك ياليل هانم ...هاه ياليل هانم قولتى ايه ...

ليل ضحكت ضحكه خفيفه :ماشى ياغريب بي...يااستاذ غريب ...

غريب :الظاهر مفيش فايده واسمى لازم يتقال بلقب ...هو اسم فقري انا عارفه من زمان ...

ابتسمت ليل على كلامه وراحت قعدت قصاده على السرير وسكوت عم المكان مقطعهوش غير صوت ناديه وهى بتقول ...انا جييييت بالفطاااار ....   دخلت وحطت الفطار وجات وراها جواهر بالعيش ، وابتدو ياكلو كلهم والبنات تجاذبو اطراف الحديث وليل من وقت للتانى تتكلم كلمه بسيطه او تعلق على كلامهم، ولما يكون الدور عليها فالكلام غريب يبص ناحيتها ويسمعلها وهو مبتسم كأنه    بيبقى مستنى دورها فالكلام وتفضل ناديه ماداله ايدها بالاكل كتير وتقوله خد يلا وهو  ماياخدهوش منها غير بعد ماليل تخلص كلام وناديه 

.

.

فرعون 2 

البارت السابع 7

بقلم /ريناد رينوو❤

فى الفيلا فأوضة جواهر ...

اثناء ماهما بيفطرو ناديه وغريب وجواهر وليل ...

بصو التلاته على باب الاوضه المفتوح لما لقو دماغ شخص بصت من الباب ...

جواهر بفرحه :قاسم ..تعالا ادخل ...

قاسم :وانا اللى قلت اجى  افطر معاكم النهارده وجيت جرى  وجايب طعميه سخنه وعيش سخن مفقفق وجاى على ملى وشى الاقيكم بتفطرو وتضربو واخر حلاوه ..

جواهر :طب واحنا نعرف منين انك جاى ...مش فيه اختراع اسمه تليفون نرن نقول للناس تستنانا !

قاسم :وانا اعرف منين انكم بايتين ترضعو كلكم وصاحيين تفطرو من الفجر هاه !...مش قولت لما اروح بدرى هلحقهم ...

غريب :ادخل يلا ياواطى وبطل رغى ..وهات الطعميه دى هنا ..

قاسم :لا وحياتك محد يدوق الطعميه طول مانتو طفسين ومبتستنوش حد ...اوعى كده وسع ...صباح الخير ياليل ...

ليل :صباح النور ...تعالا اقعد موطرحى  انى شبعت خلاص ...

قاسم :لا والله مايحصل متقوميش وبعدين دانتى الوحيده المسموحلك تاكلى من الطعميه معايا لكن الاندال دول لأ ...

ليل ابتسمت وقاسم قعد وابتدا يطلع فالطعميه والبتنجان والسلطه والريحه قلبت الاوضه ...

جواهر :الله ريحة الطعميه تحفه هات هات ...

قاسم :قولت محدش هياكل يعنى محدش وخلى حد منكم  يمد ايده ..

خدى ياليل انتى وناديه بس اللى تاكلو وناول لكل وحده قرص طعميه ..

غريب بيمد ايده عشان ياخد طعميه وقاسم يبعدها عنه .

غريب رجع ايده بيأس لما ملقاش فايده لكنه فوجئ بحد مسك ايده وحط فيها قرص طعميه ..

غريب ابتسم ورفعها على بوقه وابتدا ياكل فيها وقاسم شافه وصرخ :

خيانااااااااه ...كده ياليل ؟ توقعت الخيانه من اى حد الا انتى ...انتى قتلتينى بقرص طعميه.. اه وحط ايده على قلبه بتمثيل ....

الكل ضحك وغريب اللى كان هياكل رجع ايده تانى بأستغراب بعد ماكان فاكر ان ناديه هى اللى ادتله الطعميه وبعدها ابتسم وابتدا ياكل والابتسامه مفارقتش وشه ....

غريب :الله الطعميه تحفه ياقاسم ...اعمليلى ساندوتش ياليل لو سمحتى بس اتوصي ....

قاسم :اتوصي ياليل عشان دافع فيها فلوس الطعميه دى هو ...

ليل ابتسمت وفعلا عملتله     ساندوتش وصايه ومسكت ايده عشان تديهوله ..

غريب :ممكن تحطيه فطبق مع جبنه وزتون لو سمحتى ياليل ..

ليل :حاضر ..وعملت كده ..

غريب مد ايده مسك عصايته وقام ومد ايده ياخد الطبق ....

قاسم :على فين ياحبيبي ؟

غريب :رايح اودى لماما سميه تفطر عشان تاخد علاجها اكيد محدش فطرها لحد دلوقتى ...

قاسم اخد الطبق من ليل :لا معلش هات الطعميه دى هرجعها لصاحبها مش هناكلها ....

غريب :هات ياقاسم متبقاش رخم يااخى ...

قاسم اداله الطبق بقلة حيله واتنهد وهو بيمد ايده بقرص طعميه لجواهر ...خدى اتغذى انتى داخله على جواز  وبيت وخلفه وعيال ولازمك غذا ورعايه عشان تمسكى معايه شويه حلوين  .

جواهر :ايه تمسكى شويه حلوين دى!

انتا فاكرنى مروحه ولا ايه ايه هتتجوز جهاز كهربائى حضرتك ...

قاسم : هو انا فاكر لوحدى ...دى كل الناس بتفتكر الزوجه كده زى الجهاز الكهربائى ...طب مش بتشوفى الام بتدعى لبنتها تقولها يرزقك باللى يصونك ...يصونك ..جايه من صيانه اهى سهله اهى ..فهمتيها ...يعنى انا لما ااكلك واشربك واهتم بيكى يبقى بحافظ عليكى وبعملك صيانه ...

جواهر :هات ياعم بتناقش مع مين انا ...هو انا هقدر عليك يعنى ...

قاسم بص لناديه اللى عماله تاكل وماليه بوقها اكل من الناحيتين 

قاسم :صحه يامعلم ...ياعينى ياناديه دنتى باين عليكى كنتى جعانه اوى متعشتيش من امبارح باين ....

ناديه بتتكلم ببوق مليان :لا اكعشيت وفطيت بس الكعميه حوه اوى ...

قاسم نفخ بوقه وبيقلدها :الكعميه حوه اوى ....طب كولى يختى كولى مش عارف الاكل دا كله بتوديه فين وانتى عامله زى زعزوع القصب كده 

ناديه :بحيأ بحيأ ...

قاسم :مهو واضح انك بتحرقي ياحجه ...دنتى بتحرقى الاخضر واليابس ...كلى كلى شكلك هفتان ...بت ياجواهر متقربيش احسن تتعدى وتتفجعى زيها كده وتخربي بيتى فالاكل وندخل فمجاعه ...والبت دى لو جات عندنا فيوم تجيب اكلها معاها ...اه ياحبيبتى دى تاكل مونة شهر فطقه ...بوصي خدودها منفوخه من الاكل  ازاى وعامله زى بطن الكنغر لما بيخبى فيها ابنه ؟

ناديه قامت وحطت قرص طعميه فبوقها ومسكت تلاته فأيدها ....وربنا ماواكله تانى شديتو نفشى ...ومشيت وخرجت من الاوضه ...

قاسم :شدينا نفشك ؟ ممكن برضو !

غريب وصل لاوضة سميه وخبط خبطه خفيفه على الباب بعصايته .

سميه :ادخل .

فتح غريب الباب  ودخل بأبتسامه وسميه اول ماشافته :يييييييه فيه ايه تااااانى ....

غريب :جبتلك فطار ... قاسم جايب طعميه سخنه ريحتها تجنن قولت لازم ماما سميه تدوقها ...

قرب الطبق منها وريحة الطعميه    خلت سميه بلعت ريقها باشتهاء ...لكنها قاومت وقالته :لا شكرا مش عاوزه ...

غريب :معلش عشان خ...طب وحياة اغلى حاجه عندك ماتكسفينى وخوديه ....

سميه اخدت الطبق منه ورزعته على الطربيزه :اهو ياسيدى اخدته ...هاه حاجه تانيه ...

غريب ابتسم :لا سلامتك...بألف هنا على قلبك يارب ...

سميه :ومين قالك هاكله ...

غريب :اى حاجه هتاكليها سواء هو او غيره الف هنا على قلبك ..اهم حاجه تاكلى وتاخدى علاجك ..وسابها وخرج وقفل الباب وراه، وهى اول ما الباب اتقفل لفت واخدت الطبق وحطته على رجلها وابتدت تاكل السندويش بأستمتاع لانها من سنين مأكلتش طعميه وكان طعمها واحشها جداااا ....

************

فى البلد عند محروس ..

قاعد فاوضته ومره وحده الباب اتفتح بص للباب بغضب ولسه هيزعق فاكرها حسنيه لقاها زوزو ...

عاوزه ايه جايه هنا ليه ...

زوزو :مالك ياجدع ايه المقابله الناشفه ...وبعدين جايه اطمن عليك من يوم الحادثه مشفتكش ...ايه كفرت وبعدين اللى بينا مكانش شويه دا كان عيش وملح وحلاوه بالقشطه ولا نسيت ...

محروس :كان وراح لحاله وانتهى واديكى شايفه بنفسك بقيت مشلول يعنى معدش حداى حاجه اديهالك لا صحه ولا فلوس ...

زوزو :فلوس اه مبقاش معاك بس الصحه مراتك بتقول انك سليم ...ايه بقا زوزو موحشتكش ...

محروس :امشى اطلعى بره بدال ماازعق واجيبلك البيت كله هنا دلوك واوريهم المستخبى كله.

زوزو بلعت ريقها بخوف  :طيب خارجه متزوقش ...بس انا نفسى اعرف سر حبستك فاوضتك دى ليل نهار ...وكمان بنت حسنيه اللى واخدها فحضنك دى زى الفرخه اللى راقده على عيالها ...بتحبها اد كده ياولا ولا بتدادى فيها على محبة امها .؟!

محروس :التنين ..وعقولك ليكيش فيه واتفضلى اطلعى بره ...

زوزو :طيب هطلع بس ورينى جواهر الاول اشوفها مشوفتهاش من يوم مااتولدت ناولنى ..ومدت ايدها 

محروس ضمها لصدره بخوف ...اوعى اكده لمى ايدك من بتى متلمسيهاش .

زوزو :ياباى هو انا هاكلها ...خلاص سبتهالك اشبع بيها ...ولفت عشان تمشى لكن رجعها المنظر اللى شافت فيه البنت ....لقتها مفتحه عنيهابس ملهاش اى رد فعل ..زى مايكون مغمى عليها او مغيبه بس مفتحه عنيها ...

زوزو:هى البت مالها عامله كده ليه ؟!

محروس :نعسانه ورايحه تنام ...يلا هوينا وردى الباب وراكي ....

زوزو هزت اديها وخرجت وقفلت الباب وهتمشى لكنها رجعت تانى ووطت على خرم الباب     تبص منه لما حست ان فيه حاجه مش مظبوطه واول ماعملت كدا برقت عنيها برعب من اللى شافته وجريت على اوضتها ودخلت الحمام وفضلت ترجع ....

***********

يوم ورا يوم بيعدى وغريب كل يوم الصبح بيحرص كل الحرص على انه يشرب فنجان القهوه فنفس الميعاد مع مامته سميه مع انه مكانش بيحب القهوه ولا بيشربها

 لكنه بقا يشربها عشان الوقت اللى بيقضيه مع سميه ويقعد جمبها ويفضل يحكيلها عن تفاصيل حياته اللى فاتت ...

كان بيحكى كل التفاصيل اللى كان نفسه يحكيهالها زمان ومكنش يقدر ...

كان بيفتكر كل لحظة فرح مرت عليه وكان نفسه تشاركه فيها ...كان بيحكيلها حجات صغيره حلوه كانت بتعملها وبتفرحه ،حتى لو كانت بتعملها بتمثيل وكان بيبقى متأكد انها من ورا قلبها بس برضو كانت سبب فسعادته ولو لفتره قصيره ....

سميه كانت بتسمع لغريب وهى ساكته ...مكانتش بترد او تدى اي رد فعل ...كانت بس ساكته ...لكن مبقتش تتأفف زى الاول ونفسها يخرج من جمبها بسرعه ...لأ ..دي بقت تسمع وتسكت وتسيبه يتكلم براحته زى ماهو عاوز ،ولغاية مايتعب ويبطل لوحده ....ودا كان كفايه عليه جدااا فالوقت الحالى ...

غريب طول الاسبوع اللى فات كل يوم بعد مايشرب فنجان قهوته مع سميه يفطر مع جواهر وليل وتنضم ليهم ناديه وكل يوم كان يتحججلهم بحجه شكل .....

 لغاية ما اتعود على الفطار معاهم وعلى وجود ليل بالتحديد اللى كل يوم يصحى الفجر مخصوص ويطلع الدور التانى بيتسحب من غير مايعمل اى صوت ويقعد قدام اوضتها هى وجواهر عشان يسمع صوتها العذب وهى بتقرا القرآن وبعد ماتختم تقرا الفاتحه بصوت مخنوق بس اللى كان بيعذبه انها بعد مابتخلص لازم تدخل فنوبة بكا بصوت ضعيف حزين تخلى قلبه يتقطع ....

*********

مريم وصلت هى وراضى واميره وفريده وحسام بالليل وكانت صابحه الحنه ،..واول مادخلت الفيلا استقبلتها جميله

مريم استغربت لما ملقتش لا ماهر ولا غريب فاستقبالهم ...دخلو الفيلا ومريم بتتلفت يمين وشمال وعنيها بتدور فكل مكان ...

جميله مسكت ايدها وطبطبت عليها :

تعالى هما الاتنين فالاوضه جوه ....مشيت معاها مريم وباقي عيلتها وراها وفتحت جميله باب الاوضه ودخلت ووسعت لمريم عشان تدخل ....

مريم دخلت وبصت على غريب اللى باصص قدامه على الفراغ وحتى ملتفتش لما جميله قالتلها اتفضلى يامريم ...

راحت على ماهر اللى كان قاعد على حرف السرير،

 واول ماوصلت عنده وقف بصعوبه وسلم عليها تحت استغرابها ونظراتها اللى بتسرقها لغريب كل لحظه والتانيه ...

بعد ماسلمت على ماهر راحت لغريب ووقفت قدامه وقالت بصوت مخنوق  ....ايه ياغريب مش هتسلم عليا ولا ايه......ايه ماوحشتكش!

غريب :لا ازاى الكلام دا ياماما طبعا وحشتينى ...ووحشتينى جدا كمان .

مريم والدموع ابتدت تلمع فعنيها :امال؟!

غريب وقف على حيله وفرد اديه وهو بيحرك دماغه بحركه خفيفه عاوز يحدد مكان مريم بالظبط :

اهو ياماما تعالى احضنك عشان انا مش شايفك ...

هنا مريم صرخت بكل صوتها وكتمت صرختها بأيدها وهى مستمره فالصراخ وبعدها جريت    واخدت غريب فحضنها وفضلت تبوس فيه وفوشه وفعنيه وتشهق وهى بتتكلم من وسط دموعها  بين كل كلمه وكلمه :

ايه حصلك ياقلب مريم ...ومن امته ياقلبي وانتا كده ...ومقولتليش ليه ..محدش قالى ليه ؟

وبصت لماهر :ليه ياماهرحرمتنى انى اكون جمبه فشدته ليه طول عمرك ظالم وبتحرم الناس من ابسط حقوقها ...

ماهر :وانتى دايما ظالمانى يامريم وهتفضلى طول عمرك ظالمانى ...

جميله :الوقت اللى حصل فيه لغريب اللى حصله، ماهر وقع قصاده وجاتله جلطه ،وهما الاتنين كانو تحت رحمة ربنا فنفس الوقت يامريم ....

مريم نزلت وشها للارض ورجعت رفعته وهى بتمشى ايدها على وش غريب بحنان ...

هفضل طول عمرى اقول واصر انك وارث قلة حظ امك فالدنيا يابنى ...

وبصت لماهر :طب مفيش حل مفيش عمليه مفيش علاج مفيش اى حاجه ...اكيد فيه حل 

الكل نزل دماغه للارض جميله وماهر وحتى غريب وهنا مريم بكت بصوت عالى ونزلت على الارض وراضى والبنات جريو عليها وحتى غريب قعد جمبها واخدها فحضنه وهو اللى بيواسيها ويقلها دا نصيب ومتزعليش وكل حاجه مكتوبه ...

مريم بصوت مخنوق :ياحبيبي بتواسينى بدال مانا اواسيك ! ...

بتسكتنى وتهون عليا بدال منا اهون عليك؟ ...وزادت فالبكا اكتر واكتر ...

اخدو مسافه يهدو فيها لدرجه ان الكل تعب وغريب اعصابه تعبت لحالة الحزن اللى وصلتلها مريم وقعد وحط ايديه على دماغه ...

اميره وفريده الاتنين صعب عليهم غريب جدا والحاله اللى هو فيها وصعبت عليهم امهم وحالتها ....

جميله اخدتها معاها عشان ترتاح فاوضتها 

وناديه اخدت البنات هى وجواهر وطلعو اوضتهم ...

راضى فضل مع ماهر وغريب ..وبعد شويه 

نادر رجع من الشركه وطار من الفرحه لما عرف ان اميره ومامتها عندهم 

اخد شاور وغير وحط من برفانه     المفضل وفضل قاعد على نار مستنى اميره تنزل من فوق وكل شويه عينه على السلم وكل نص ساعه يرن على ناديه عشان تنزله وهى تقله حاضر نازله ومتنزلش لما بقا على آخره ...

شويه والبنات نزلو على العشا بعد ماجميله حضرت سفره تليق بيهم والكل اتجمع ...وكالعاده غريب اتمنى ان ليل تنزل تتعشى معاهم لكن برضو امنيته متحققتش وفضلت فأوضت جواهر تتعشى لوحدها ...

مريم بالعافيه وبعد اصرار والحاح من الكل عليها اكلت لقمتين تحت نظرات راضى اللى زعلان عليها وعلى قهرتها على حبيبها وابن صحبتها ...

نادر عينه منزلتش من على اميره اللى هى كمان كانت  بتبصله من وقت للتانى وتنزل عنيها بخجل لطبقها ..بعد ماعينها تيجى فعين نادر  .

مريم لاحظت لكنها مش فحاله تسمحلها غير بزغره لاميره من وقت للتانى واميره اتوترت وبقت تهز فرجلها بعد مااتاكدت ان امها هتسمعها موشحها اللى سمعتهولها بعد ماروحو من هنا المره اللى فاتت ...

خلصو العشا والبنات اخدتهم جواهر وطلعو فوق ..

اما قاسم عدى عليهم لما عرف ان مريم وعيلتها فالفيلا عشان يسلم عليهم ..ملحقش العشا لكنه دخل المطبخ وتعامل مع الحلل وكأنه بيت اهله..، وانضملهم بعدها وقعد معاهم ...

 وكل شويه يرن على جواهر تنزله عشان واحشاه وهى مش راضيه تنزل وبتتقل عليه وهو يبعتلها رسايل وهى تقرا ومتردش لما خلت ودانه يطلعو دخان ...

قاسم لما ملقاش فايده قام روح و قال بالمره عشان يلحق يجهز نفسه للحنه وكتب الكتاب بكره واد ايه اتمنى لو غريب بيشوف وهو اللى يشرف بنفسه على كل حاجه فاليوم دا ويقف معاه ويشاركه فرحته  ...

اتنهد قاسم بتعب وقهر وهو حاسس بلجمة فقلبه على غريب وعلى حاله  واتمنى لو يقدر يعمله اى حاجه عشان يرجع يشوف مره تانيه ، 

لكنه يرجع فالاخر وميلاقيش بيده اى حيله ويسكت وهو حاسس كأنه متكتف ،حتى تفكيره بيحس انه متربط لما بيفكر ان اخوه وحبيبه خلاص اتكتب عليه يعيش باقى عمره فعتمه ...

بالذات وهو عمره ماشاف حاجه حلوه من الدنيا، ويادوب لسه كان هيبتدى يفرح ويعيش    ..وكل مره تفكيره يهديه انه يدعى على سميه دعا الحسره عشان هى السبب ودايما كانت هى السبب فكل حاجه حصلتله وبتحصله .

الوقت اتأخر بالليل ومحدش    جايله نوم ،

كل واحد دماغه مشغوله بكذا حاجه والكل بيفكر ويخطط لبكره ولليوم تخطيط جماعى لكن فالاخر وقبل الفجر بحاجه بسيطه الكل استسلم للنوم .....

النهار طلع والليل اتلاشى بنور الصبح وكان الدنيا كانت متغطيه بشال ام فردته على اولادها وقت النوم  وشالته ...

جميله صحت البنات والكل صحى بهمه ونشاط وكل واحده عارفه هى وراها ايه بالتحديد ...

اما جميله ومريم فاستلمو المطبخ ومسئوليته وانضمتلهم لاحقا ماجده ومراتات  ولادها الاتنين مع انهم حوامل وعلى وش ولاده لكنهم برضو ساعدو مساعده كبيره فالمطبخ ..

.اما موده بقا ففضلت طول الوقت مع ماهر بناء على طلبه بحكم الصداقه اللى بقت بينهم انها تساعده انه يعمل تمريناته وتساعده ياخد علاجه بحجة ان جميله مش فاضياله النهارده ومحدش فاضيله ...

وبرغم ان موده استغربت طلبه منها هى بالزات الا انها نفذت رغبته ،وبينها وبين نفسها مكنتش قادره تنكر انها مستمتعه بالقعده معاه ومعجبه بكلامه واسلوبه جدا اللى اكتشفت ان غريب واخد منه كتير اوى ، وحاسه طول الوقت ان فيه حاجه بتشدها ليه ومش عارفه هى ايه .....

والاغرب من دا كله انها مش بتحس ناحيته الاحساس اللى طول عمرها بتحسه ناحية كل الرجاله ...طول الوقت شايفاه مختلف اختلاف خاطفها من نفسها ....

العصر اذن والبنات ابتدو يلبسو كلهم واتصلو بكوافير بعتلهم بنات على البيت مكيجوهم كلهم والبنات كلهم  طالعين قمرات وبالذات جواهر ....

الا ليل اللى فالوقت دا حست بنقص كبير وهى بعد كل اللى عملوه البنات فوشها الا انها لسه زى ماهى ولذلك قررت انها مش هتنزل تحت ولا تحضر كتب الكتاب لدرجة ان جواهر كانت هتبكى وهى بتترجاها تنزل وهى قفلت مش هتنزل يعنى مش هتنزل ....

.

.استسلمت جواهر فالاخر ونزلت من غير ليل وكتبو الكتاب وهيصو وقاسم بعد مالمأذون خلص كتب الكتاب  خطف جواهر فحضنه وفضل يشم فيها وهو مش مصدق انها  خلاص بقت مراته وعلى ذمته وهى كمان فرحتها مكنتش تقل عن فرحته  .

خلصو واتعشو والكل فرح    وكمان نادر كانله نصيب فالسعاده وهو حاسس ان حب جديد ابتدا يتسلق جدران قلبه زى شجرة اللبلاب 

                   الفصل الثامن  من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا