أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الثالث3بقلم امنية يونس


 

مرآة الحب 

بقلم أمنية يونس 

(الفصل الثالث )

تجمدت في مكانها للحظات لا تعرف ماذا تفعل لكنها أدارت رأسها بهدوء وكست وجهها قناعاً من البرود 

رسيل ببرود : ماذا تقصدين ؟ ومن أين تعرفينه من الأساس ؟ 

علا : أنا أعرفه جيداً فهو شاب لعوب يتلاعب بقلوب الفتيات يوسف يخونك يا رسيل وله العديد من العلاقات النسائية 

كان وقع تلك الكلمات كسهام مسمومة تنطلق لتستقر في منتصف قلبها وكادت الدموع أن تتساقط من عينيها لكنها في لحظات استعادت رباطة جأشها فيوسف لا يمكنه فعلها لا يمكنه خيانتها ولا حتي بأفكاره لذا تحدثت بصوت جاهدت ليخرج طبيعياً ولكنه حازم بنفس الوقت 

رسيل : أعرفك أنت وأمثالك من الفتيات التي يحاولن الوقيعة بين كل اثنين سعيدين ثم رفعت إصبعها في وجهها بتحذير لكن أنا أفهم ألاعيبك جيداً ولن أقع في فخك أبداً لذا إياكِ والاقتراب من محيط وجودي لأني وقتها لن اسكت لكِ أبداً وأيضاً أنا أثق بيوسف تمام الثقة وليست فتاة مثلك هي من تزعزع ثقتي بيوسف 

وتركتها ورحلت رافعة رأسها بشموخ 

اقترب من علا الواقفة تنظر في أثرها بشرود 

علا : أرأيت لم تصدقني 

هو بابتسامة خبيثة : لا مشكلة يقال إن العيار الذي لا يصيب يدوش فحتي لو لم تصدقك فإن الأمر بات يشغل تفكيرها ويجول في خاطرها وأي تصرف يصدر منه ستتذكر حديثك 

أومأت له بالإيجاب فهو محق في كلامه إلي حد ما 






دخلت رسيل إلي قاعة المحاضرات وجلست بتعب فما سمعته كان أكبر من مقدار استيعابها رغم أنها تثق بيوسف ثقة عمياء لكن لا تعرف لم زعزع حديث الفتاة تلك الثقة المزعومة 

انتفضت علي يد تلكزها في كتفها استدارات فإذا بها نفس الفتاة التي قابلتها البارحة والتي لا تتذكر اسمها ولكنها اليوم ليس لديها أي قوة لمواجهة أي شخص تحتاج للجلوس مع نفسها وترتيب أفكارها ولكنها وجدت تلك الفتاة تلوح أمام عينيها حتي تنتبه لها 

رواء بابتسامة : مرحباً أنا رواء قابلتك البارحة هل تذكرني ؟   

جاهدت رسيل لرسم ابتسامة مزيفة علي وجهها ولكنها أتقنتها : مرحباً أجل تذكرتك سعيدة بالتعرف عليكِ 

رواء : وأنا كذلك ما رأيك أن تحضري حفل عيد ميلادي في كافيه ..... في السابعة مساءً 

همت رسيل بالرفض ولكن وجدتها فرصة ذهبية للهروب من الأفكار التي تحاصرها 

رسيل : حسناً موافقة 

أبدت رواء سعادتها بموافقة رسيل علي حضور عيد ميلادها فهي منذ أن رأت رسيل وهي تتمني أن يصبحوا أصدقاء 

عادت رسيل إلي المنزل بعد يوم ثقيل ارتمت على أقرب كرسي قابلها ولحسن الحظ لم يعد والديها إلي المنزل حتي الآن فبالتأكيد كانت ستشعر أمها أن بها خطباً ما أرجعت رأسها إلي الخلف مغمضة عينيها والأفكار تحاصرها تشعر أنها كانت كعصفور محلق في السماء بسعادة وفجأة طارده طائر جارح لا يعرف هل يستمر في التحليق ليهرب  أم يقف ليختبأ في أحد الأشجار حتي يجد وسيلة للهرب من ذلك الموقف  هذا بالضبط ما تفكر به هل تستمر في تحليقها في سماءه وتكمل معه أم تقف حتي تحلل الموقف وتخرج بنتائج تتصرف علي أثرها فركت عينيها ببطء وقررت  الصعود لغرفتها لأخذ قسط من الراحة لحين عودة والديها  

بعد بعض الوقت استيقظت لتجد الساعة المعلقة في غرفتها تشير إلى الخامسة مساءً استقامت عن سريرها بسرعة حتي تلحق بالعيد ميلاد فهي بحاجة لشراء هدية أولاً  اتجهت إلى حمامها لتغتسل وتصلي فرضها نزلت إلي الأسفل لتجد والديها يشاهدان التلفاز في الردهة ألقت عليهما التحية 

ميرڤت : وجدتك تنامين بعمق فلم أرد أن أوقظك 

رسيل : شكراً لك أمي فقد كنت متعبة قليلاً بعد يوم شاق 





ميرڤت بقلق : وكيف حالك الآن ؟

عماد بقلق مماثل : هل أنتِ بخير حبيبتي ؟ 

رسيل بابتسامة : لا تقلقا أنا  بخير كان مجرد إرهاق عادي 

استقامت أمها من مجلسها محتضنة إياها بحب فبادلتها رسيل ذلك الحضن الدافئ 

عماد بعبوس : ماذا عني أليس لي مكان ؟ 

ابتسمت الأم وابنتها فاتحين له ذراعيهم فبادلهم الحب والسعادة 

كانت رسيل ممتنة لوالديها في تلك اللحظة علي تلك السعادة التي تشعر بها في الحقيقة لطالما كانت ممتنة لوالديها كانا دائماً بالنسبة إليها أبوان مثاليان كانا يعاملانها بحنان جارف كانت صديقتهم وطفلتهم لا تعلم هل لأنها طفلتهم الوحيدة أم تلك هي المعاملة الطبيعية من الآباء لأبنائهم علي كل الأحوال هي ممتنة لمجرد وجودهم بحياتها 

أفاقت من شرودها علي صوت والدها : رسيل بما أنتِ شاردة 

رسيل : لا شيء أنا بخير ولكن أين أمي ؟ 

عماد : ذهبت لتحضير الغداء 

 رسيل : حسناً سأذهب لأساعدها توقفت للحظات ونظرت إلي والدها قائلة بخفوت وهي تضع يديها وراء ظهرها وتنظر إلى الأرض : أبي أريد أن أطلب منك طلباً 

عماد بتقرير : كنت أعلم أنكِ تريدين شيء 

رفعت عينيها إليه تناظره بذهول : كيف علمت ذلك ؟ 

عماد : ابنتي واحفظها عن ظهر قلب والآن أخبريني بطلبك 

رسيل : أريد الذهاب إلى حفل عيد ميلاد صديقتي 

عماد فجأة : وهل لديك أصدقاء ؟ 

رسيل بتوتر : وهل يضايقك ذلك ؟

عماد بابتسامة : بالطبع لا لطالما تمنيت أن يكون لك أصدقاء 

رسيل : هل اعتبر تلك موافقة ؟  





عم الصمت للحظات توترت خلالها رسيل فهي تريد الذهاب إلى ذلك العيد ميلاد وبقوة لا تعلم لماذا ؟ ولكنها تشعر أن الذهاب سيحررها من تلك الأفكار التي تراودها 

عماد : لا مشكلة يمكنك الذهاب 

اتسعت ابتسامتها واحتضنت والدها بسعادة : حسناً سأذهب لأتجهز 

عماد : ألن تتناولي طعامك ؟ 

كانت رسيل قد ركضت من أمامه فتحدثت بصوت مرتفع : سيكون هناك طعام بالعيد ميلاد 

خرجت والدتها من المطبخ علي صوتها 

ميرڤت بقلق  : ماذا هناك ؟ 

اقترب عماد مقبلاً يدها : لا تقلقي أنها تريد الذهاب لعيد ميلاد إحدى صديقاتها وأنا وافقت ابتسمت ميرڤت بسعادة فقد كانت تتمني أن تكون لرسيل صديقات تخرج معهن وتتنزه بدلاً من أن تقتصر حياتها علي الدراسة ويوسف وطالما نصحتها بتكوين صداقات لكنها كانت نجيبها بأنها لا تحب تكوين صداقات 

أما في غرفة رسيل فقد حاولت الاتصال بيوسف لتخبره بذهابها لكن هاتفه كان مغلق زفرت بضيق وبعثت له برسالة علي تطبيق الواتساب عله يراها وذهبت لتتجهز كي لا تتأخر 

ارتدت فستان باللون الأحمر القاني يتوسطه حزام باللون الأسود يعلوه حجاب باللون الأسود وانتعلت حذاء ذو كعب عالي حملت حقيبتها ونظرت إلى




 المرآة بابتسامة فكانت راضية تمام الرضا عن تلك الإطلالة كانت تلك عادتها بعد الانتهاء من ارتداء ملابسها أن تقف أمام مرآتها  وتبتسم وقد تتحدث لتري كيف ستكون هيئتها أمام الناس 

نزلت إلي الأسفل وجدت والديها يتناولان الطعام كانت والدتها أول من رفعت رأسها ونظرت إليها بسعادة وانبهار وهي تحاول إمساك دموعها : كبرتِ يا رسيل وكل يوم تزدادين جمالاً أخشي عليكِ من عيون الحاسدين 

رسيل بابتسامة : ليس إلي تلك الدرجة 

ميرڤت : بل وأكثر من تلك الدرجة أنتِ أجمل ما رأت عيني ألم تنظري في المرآة 





عماد : إنها محقة أنتِ أجمل مما تتخيلين 

ابتسمت رسيل بسعادة وخجل من حديث والديها الذي يبث بداخلها الثقة بل ويعزز ثقتها بنفسها 

رسيل بابتسامة : حسناً سأذهب الآن 

عماد : حسناً ولكن لا تتأخري 

أومأت برأسها وودعتهم بيدها مرسلة لهم قبلة في الهواء 

ركبت سيارة أجرة ونزلت إلي أحد متاجر الهدايا وطلبت من السائق انتظارها





دخلت إلي المتجر وأخذت تبحث عن هدية مناسبة حتي وجدت ضالتها في سوار فضي لامع أعجبها بمجرد أن وقعت عينيها عليه فقررت شرائه وطلبت من البائع وضعه في علبة هدايا 

ركبت سيارة الأجرة مجدداً حتي وصلت إلي المكان المنشود نزلت من السيارة بتردد فهي لم تذهب إلي مثل تلك الاحتفالات من قبل ولكنها شجعت نفسها وأخذت نفس عميق ودخلت وجدت المكان مجهز بطريقة رائعة يبدو أن رواء قامت بدعوة الكثير من الأشخاص ولكن جزء من المكان فقط هو المحجوز





 للاحتفال أما باقي المكان فكان يرتاده أناس لاحتساء القهوة أو أكل الحلو وجدت أنها قد أطالت التركيز بالمكان فأخذت تبحث بعينيها عن رواء والتي أتت علي الفور مرحبة برسيل بمجرد رؤيتها لها 

رواء بحفاوة : مرحباً رسيل أنرت المكان لم أتوقع قدومك 

رسيل بابتسامة مقدمة لها الهدية : كل عام وأنتِ بخير   

رواء : لم أتعبتِ نفسك ؟ 

رسيل بابتسامة : شيء بسيط 

كانت رسيل تتحدث مع رواء حتي رأت خلف رواء ما جعلها تتجمد مكانها دون حراك 

                     الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-