رواية زوجتي الشرقية الفصل السادس عشر16والسابع عشر17 بقلم ميار عبد الله

 

رواية زوجتى الشرقيه يوسف و ليان

بقلم ميار عبد الله 

الفصل السادس عشر 


تناولت القهوة منها وهي تبتسم بتوتر ، جلست ليلي على المقعد المقابل وهتفت 

- ها قد وصلنا للصالون    الخاص بي ، لا أعلم لما فعلتي كل ذلك كنا بعد الحفل ذهبنا مباشرة للصالون 


أرتشف القهوة ببطء ، ردت بهدوء وهي تضع الكوب بين يديها 

- يجب علي فعل ذلك لتضليلهم هذه هي الطريقة الوحيدة لعدم معرفة زين لخطواتي 


لا تعلم كيف تفكر تلك الحمقاء ولا تعلم ما الغرض لفعلها ذلك ، ضيقت عيناها وهي تهتف بنبرة مستنكرة

- أتعلمين ماذا سيحدث لتيم .. هل هو كبش فداء يا ليان ؟ 


عضت شفتيها السفلي بأسي وهي لا تعلم كيف وصلت لتلك الحالة ، زفرت بحرارة وهي تعود مرة آخري ترتشف القهوة 


- إنني حزينة حقا ، أعلم أن زين سيثور بعض الشيء لأنه يكرهه ويكره الصحفيين بشكل عام 


ثم استرسلت وتغير نبرتها الضعيفة بنبرة آخري جادة حازمة 

- والآن لنتحدث في موضوع هام وحساس للغاية يا ليلي أريد منك وعداً ألا تخبرين بأحد ما سأقوله 


اتسع بؤبؤ ليلي  ، وهتفت بفضول 

- يا فتاة أخبريني لقد أصبحت فضولية 


صمتت لبرهة وهي تطالع نظرات ليلى الثاقبة ، يا الله ماذا ستخبرها ، تعلم تفكير ليلي المنحرف لكن هي الوحيدة التي ستساعدها..


أطرقت برأسها أرضاً وهي تعبث بكوب قهوتها هتفت بخحل وبدأت وجنتها تتصاعد بالحمرة 

- هل تستطيعين اممم عمل تلك العلامات على العنق تعلمين ما أقصد !


اتسعت أعين ليلي ذهولا ، لم تتوقع أبدا ولم يجل بخاطرها هذا الشيء ، توقعت شيئا آخر ومع ذلك لم تمتنع إطلاقاً من إطلاق كلماتها التي تحتوي بين طياتها الكثير من الخبث والمكر 


- يا ماكرة ماذا الذي تريدين الوصول إليه بسبب تلك الأعمال 


زجرتها ليان ببعض العنف وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها بدلاً أن تخبرها 

- ليلي توقفي هذا أمر جاد للغاية لا يتحمل المزاح هل تقدرين علي فعلها أو لا


أرجعت ليلي خصلاتها    الشقراء للخلف وهتفت بزهو 

- بالطبع أستطيع فعلها ، أتعلمين لقد فعلتها من قبل لآدم لكي يتزوجني


لم تسمع لذلك التصريح من     قبل ، كانت منذ بداية علاقتهم تخبرها أن حبيبها لم يقدم لطلب يديها علي الرغم من سنوات معرفتهم لم يتجرأ لقولها ، غمزت بمكر 

- وتقولين أنني أنا المحتالة 


ردت ليلى 


- أعلم أعلم لم أجد شيئا آخر لأحرك ذلك الساكن أمامي لقد أخرجته من شعوره وتحول إلي رجل متملك لمحبوبته أصبح في كل ليلة يسألني من ذلك الرجل الذي تجرأ ولمسي وأنا يجيبه بكل برود لا دخل له لأن ذلك الرجل سيتزوجني رأيته لأول مرة عيناه تشع غضباً و أخبرني أنني الوحيد الذي سيتزوجك وفعلا قد تزوجنا ، لكن ما دافعك انتِ لفعلها ؟ 


تنهدت ليان وهي تضغط على شفتيها 


- جدتي أفعل ذلك بسبب جدتي أتتذكرين الأسبوع الفائت تلح علي في كل مرة أن نصبح أنا وزين زوجين ، لا أعلم كيف الجدة تجرأت على قول ذلك أمامي حاولت في كل مرة أن أعدلها عن ذلك القرار ولكن رأسها يابسة فلم أجد سوى ذلك الحل المؤقت 


وسؤالها كان بمثابة القنبلة في وجهها 

- وماذا عن زوجك ؟


هزت رأسها نافية وبنبرة واثقة 

- كلا لن يراه بالطبع ، عند رحيله في الصباح سأذهب لجدتي و أرتدي أي شىء يبرز عنقي حتى تهدأ 


ضحكت ليلى بأستماع وهي ترد بمشاكسة 

- أيتها المخططة منذ متي أنتي تفكرين بكل ذلك الخبث والمكر


زفرت ليان بقلة حيلة 

- هيا ليلي سيتأخر الوقت أريد العودة للمنزل بأسرع وقت ممكن 


قامت ليلى من مقعدها لتأتي بحقيبتها وتعود مرة أخرى لديها هاتفه بحزم 

- لكن صدقيني إن رأي زين لن يحدث خير إطلاقا وخصوصاً أن آخر ما قابلتيه اليوم هو تيم 


شعور من الندم والقلق يساورها كلما تذكر زين ، لكن هي مضطرة علي فعلها ، منعت ذلك الصوت الداخلي الذي أمرها بالتوقف عن فعل تلك الحماقات وتواجه ، لكنها جبانة .. جبانة للغاية 


- اصمتي وابدأي لما أنتي متشائمة لذلك الحد قلت لكي لن يراه سأزيله عند المساء 


عقصت ليلي شعرها وهتفت 

- حسنا حسنا سأعطيكِ كريم لإزالته 


قضت عدة ساعات وليلي تعمل بجهد حتى هتفت وهي تبتعد زافرة براحة 

- وأخيرا لقد إنتهيت صدقيني لن يشك أحد إنها مزيفة 


تطلعت ليان إلي المرآه برضي ، هتفت بأمتنان 

- أشكرك يا ليلي 


ثم تسائلت بقلق خوفاً إن سرق الوقت 

- كم الوقت الآن 


أجابت بلا مبالاه وهي تنظر للساعة المعلقة على رسغها 

- الحادية عشر مساءا 


اتسع بؤبؤ بندقيتها بهلع 

- يا إلهي لقد تأخرت 


قامت من مقعدها وهي تلتقط حجابها ، أمسكتها ليلي من رسغها بقوة لتجلسها 


- إنتظري نص ساعة ليجف ذلك الجزء الأخير وسأبعث بسيارة أجرة إلى منزلك 


ابتسمت بسعادة  فـ ليلي هي الوحيدة التي تهون عليها كل الضغوط التي تمر بها 

- ليلي حقا شكرا لكِ


ردت ليلى بضيق زائف 

- لا يوجد شكر للأصدقاء يا حمقاء ولكن طمئنيني ما سيحدث غداً


....................................


سردت له ما حدث كل شيء    لم تترك شيئا لتلمع عيناها هامسة بصوت متحشرج 

- لقد إكتشفت في التو واللحظة كم أنت تثق بي يا سيد زين 


إبتعدت عن حصاره وهي تتوجه عدة خطوات نحو الفراش إلتقطت حقيبتها وهي تخرج بعلبة صغيرة ،

وضعت جزء على مكان إحدي العلامات فركتها قليلا لتحتفي العلامة وأصبعها صبغ باللون الأحمر

- وهذا لزيادة التأكد إن كنت لا تصدقني 


خانتها دموعها لتنحدر إلى وجنتيها ، ارتمت على الأرض وهي جالسة كالقرفصاء ، دفنت بوجهها بين راحتي يداها

- والآن أرجوك أخرج 


لبى ندائها وهو يخرج  صافقاً الباب بقوة ، صوت شهقاتها أخذ وتيرته في العلو ، كتمت شهقاتها حتى لا يستمع أحد .. قامت من علي الأرض وهي تزيل العلامات الباقية و تتوجه نحو الفراش إرتمت بضعف وهي تغلق جفنيها.

........................................


أخذ يزرع الأرض مجيئا وذهابا ، يسب ويلعن غبائه تلك الغبية تخبره أنه لا يثق بها ؟ ، يخشى عليها إن حدث لها شيئاً ، مجتمعها مختلف الأفكار مختلفة ، مجتمعها الشرقي هنا لا أساس لوجوده .. سيجرحها أحد بسبب دينها ومعتقداتها . 


إنها ما زالت جديدة في ذلك المجتمع الغربي ، خلل بأصابعه على خصلات شعره ، فرك عيناه بأرهاق ليجلس على الأريكة بثقل ...


كان حتماً سيجن بل طار آخر ذره عقل عندما وجد تلك العلامات من رجل آخر غيره ، كان ردودها المستفزة تجعله يوشك علي قتلها كلا ليس هي فقط بل حاول شخص الاقتراب من إحدي ممتلكاته .


عاد لشروده مرة آخري ليتذكر حديثها ، ستحب رجل غيره ، يهتم بها ويحبها وتكون هي أول مسؤلياته 


عاد وكرر الجملة مرات عديدة ، ستحب رجل غيره !! 

اللعنة لقد أخبرته بطريقة ملتوية أنها تحبه !! .. لم ينتبه لتلك الكلمة كل ما مركز ببصره عليه تلك العلامات على عنقها.


لسانها يحتاج لقص لعدم التفوه بتلك الترهات ، قبل البدء في شيء عليه اولاً عليه أن يتخلص من ذلك الصحفي الأحمق .


....................................

بين اليقظة والنوم ، تتقلب يميناً ويساراً ، شعرت بصوت فتح الباب ... لم يكن سواه علمت بسبب وجود عبق رائحته التي غلف المكان بأكمله ..


توجه نحو الفراش وهو يلتقطها بين ذراعيه ، دفن وجه بين خصلات شعرها وهمس 

- أعلم إنكِ ما زلتي متيقظة 


لم تقدر علي النظر إليه ،بلعت ريقها بتوتر وهي تراه يربت علي خصلات شعرها ، لقد فاجئها اليوم 

- وأعلم أنكِ واقعة في حبي ، أتعلمين أخشي فقدانك بشدة يا ليان، انتي لا تعلمين ما الذي فعلتيه به عندما دخلتي حياتي قلبتها رأساً على عقب


تريث قليلا ويديه تضمان جسدها بقوة ، يتنفس عبق رائحتها .. 

- أعطيني القليل من الوقت ليان 


توقعته أن يتركها لكن ما زالت يديه مكبلتين ، تعترف نعم واقعة في حب ذلك البارد ... وأخبرته بدون وعي منها ودون أن تعلم عواقب ما قالته .. يريد القليل من الوقت حسناً ستعطيه القليل من الوقت ، لا يوجد أمامها سوى الصبر .


غلبها النعاس فجأة لتنام ورأسها موضوعه على مضخته الثائرة .. لا تريد أن يكون حلماً لا تريد أن يكون هلاوس أو يصور لها العقل شيئا .. تمنت وترجت أن يكون كل شيئاً حقيقي .


لاحظ أنتظام تنفسها لينحني نحو شفتيها يسرق قبلة تمناها في أحلامه ، قبلته طالت وأصبحت عميقة متطلبه .. يحاول الأبتعاد وألا يتهور لكن لم ينصاع لذلك .. أصبح شغوف بها فهي دائه ودوائه 


إبتعد لاهثا وهي يتحسس بأنامله شفتيها ليعود مرة آخري في عناق جامح لا يريدها أن تستيقظ ، شل جسده عن الحركة عندما وضعت أحاطت يداها بعنقه وهي تضمه إليه .


يراودها دائما في أحلامها ، يأتيها كل يوم دائما يسرق شفتيها في قُبله تذوب بها روحها ، لكن تلك المرة تشعر بها حقيقة ليس حلماً .. نبهت بجميع خلايا جسدها للأفاقه .


إتكئت بجذعها على الفراش تلتفت يميناً ويساراً لكن لا أثر لوجوده إختفى كالزيبق ، تحسست بأناملها لشفتيها .. لتهب من فراشها علي الفور منتفضة وهي تتوجه نحو المرآه 


شعرها أصبح أشعث ، عنقها أصبح يحمل بصمته لقد دمغ وصك ملكيته علي جسدها ، ياإلهي لم يكن حلماً ؟ لقد كان حقيقة .. 

لن تري الجدة أي شيء ستموت من الخجل إن جعلتها ترى أي شيء .

.....................................


نظرت إليهم الجدة بمكر وخبث .. ليان التي تتحاشى النظر إليها 

- ما بكِ يا صغيرتي الجو حار اليوم إخلعي ذلك الوشاح على عنقك 


سقطت الشوكة على طبقها وهي تنظر إلي زين من جهه ومن جهه أخري إلي الجدة نظراتهم تلمعان ببريق ملئ بالمكر وابتسامة هادئة 

- كلا جدتي أشعر بالبرد قليلاً 


ضحكت الجدة باستمتاع وهي ترى وجه ليان الذي إصبطغ بالحمرة 

- يبدو أنكِ طوال الليل لم تنامي 


هبت من مقعدها على الفور ، لن تستطيع سماع تلك الكلمات المخجلة ، ركضت نحو الدرج وهي تختبيء بين نظراتهم الماكرة 


عادت ببصرها نحو الذي يأكل بهدوء 

- كيف تسير الأحوال يا زياد 


رد باقتضاب وهو يشرب كوب الماء 

- علي ما يرام جدتي 


دنت منه هامسة 

- إذا متي ستأتيان بطفل صغير ؟


رفع ببصره مستنكراً ، منذ عدة سنوات تلح عليه بالزواج والآن لن تتركه حتي يأتي طفل 

- جدتي 


تمتمت بتساؤل وخيبة أمل ظاهرة على معالمها

- ماذا ألم يحدث شيئا البارحة؟


- يوجد لدي عمل معذرة علي الذهاب 


قام من مقعده وهو يلتقط سترته متوجها للخارج نظرت الجدة للدرج ثم نحو باب المنزل 

هامسه

- إهربا بقدر ما تشاءان لكنني لن أترككما


صاحت للخادمة لكي تأخذ بالاطباق إلي المطبخ .. قامت من مقعدها وهي تضرب بعصاها مصطنعة التفكير 

- والآن ما هي خطتنا القادمة ؟ 

...................................


- جيد أنكِ أتيتي اليوم أخبريني ماذا حدث البارحة ؟ هل علم زين 

هتفت بها ليلي عندما سحبتها من يديها إلي حمام السيدات 

وضعت ليان بأصبعها على شفتيها وهمست 


- اششش اخفضي صوتك ستقومين بفضحي 


لم تعبأ ليلى بكل شيء لتتابع بفضولية 

- لم يغلق بي جفنا منذ ليلة البارحة ها أخبريني 


تمتمت بضيق 

- لقد رأي زين 


اتسعت أعين ليلي دهشة لتهتف بثقة 

- اللعنة كنت أعلم ذلك 


مطت شفتي ليان بضيق 

- هذا لأنك فتاة متشائمة 


أغلقت باب الحمام الخارجي لعدم دخول أحد ويقتحم خلوتهم ، زجرتها بضيق وهي تعود مرة أخرى 


- اصمتي ها وماذا حدث بعد ذلك ؟


تمتمت ليان ببساطة 

- توقع أنه من تيم 


كتمت شهقتها وهي تضع كفها على شفتيها ، لتمتم بعدم تصديق 


- يا إلهي سنقول الآن لتيم وداعا 

هزت ليان رأسها نافية وهي تبرهن وتطمئن نفسها قبل طمئنتها

- لن يحدث شيء له لقد كان غاضبا وثائرا 


رفعت ليلى حاجبها باستنكار وأردفت 

- هل تراهنيني ؟


- ليلي توقفي 


بأعين متفحصة ومترقبة هتفت 

- أنتِ لا تعلمين زين عندما يقول شيئا فأنه سيفعله


صمتت قليلاً وهي تستوعب حجم الكارثة التي بها ،لتعود مرة آخري وهي تردف بثقة زائفة

- لكنه علم أنها مجرد خدعة وتيم لم يكن الليلة السابقة 


هتفت ليلي بثقة 

- ألم تقولي لي أنه يكرهه ويكره الصحفيين 


غمغمت في خفوت 

- نعم


- لذلك سيفعلها 

تعلم أن زين يستطيع فعلها ، لكن الأمر كانت خدعة فقط تمتمت بشك 

- هل أنتي متأكدة؟


وبنبرة واثقة أجابت 

- مائة بالمائة عزيزتي 


بلعت ريقها بتوتر ، لا تعلم ما مصدر الثقة التي تأتي بها ليلي ، هدأت من روعها وهي تفتح صنبور المياه وضعت بقطرات المياه على وجهها .. لن يحدث شيء ، لقد كان منفعل وغاضب لكنه لن يفعلها. 

....................................


طرقت باب غرفته وفتحتها هاتفه بأبتسامة 

- أيها الأشقر المدير يطلبك 


ترك ما في بيده وقام من مجلسه يهتف بضيق زائف

- تعلمين إسمي أليس كذلك .. إذاً توقفي عن نداء ذلك اللقب 


ضحكت جاسمين وهي تنظر إلي معالم وجه الحانقة 

- ليست مشكلتي أنك أشقر ، والآن إذهب إلي مدير التحرير يريدك الآن 


مط شفتيه بعبوس وأردف    بتساؤل

- منذ متى المدير يطلبني 


تأففت بضيق 

- هلا توقف عقلك قليلا عن التخمين، لن ينتظرك المدير النهار بأكمله ولن أضيع وقت استراحتي معك سأذهب للمقهى هل تريد أن أجلب لك شيئا 


تمتم بابتسامة راضية 

- كلا شكرا لكِ


توجه نحو غرفة المدير ، طرق الباب عدة طرقات متتالية ، ليستمع صوت المدير الجهورى وهو يأذن له بالدخول 

- سيد ويليام لقد طلبتني 

هتف بها بعملية وهو يتوجه نحو مكتبه 


- إجلس من فضلك 

غمغم بها بهدوء ، جلس تيم بأعين مترقبة وشيء داخلي يخبره أن هناك خطأ 

- لقد خدمت الجريدة عدة سنوات وأظن قد حان الوقت لتنتقل وترتقي إلى جريدة أفضل 


اتسعت أعين تيم ذهولا ، الجريدة قررت الاستغناء عن خدماته صاح بانفعال وهو يهب من مقعده 


- ماذا ؟ سيدي أنا عملت في تلك الجريدة منذ ثمانِ سنوات .. هل في ليلة وضحاها قررت الاستغناء عني 

رد المدير ببرود وعملية 

- اعلم يا سيد تيم لذلك قررنا بوضع مكافأة لك لنهاية خدمتك معنا 


إبتسم تيم بسخرية وتهكم ، مكافأة نهاية خدمة ! ما تلك المزحة ؟ 

خطي بخطوات ينفث عنها النيران نحو الباب ، أمسك بمقبض الباب ليرحل قبل أن يلقي بكلمات لاذعة أمام أحد سمع صوت المدير يهتف بعملية

- وأظن عليك التوقف يا تيم العبث مع رجال الأعمال 


إذا هو الذي فعلها ... لم يكن سواه زين الحديدى ، لقد إستخدم سلطته وقوته لطرده من العمل ..


همس بوعيد .. لم ننتهي بعد يا سيد زين .. لم تنتهي المعركة بتلك السهولة ، لست بخصم ضعيف حتي أجر أذيال الخيبة والاستسلام من أول جولة .

........................................


عدة أيام كانت ممتنعه الخروج من غرفتها ، تأكل بصعوبة تتجنبه ، كلما حاول الحديث معها تتحجج بالنوم ،

طرق باب غرفتها ودخل بهدوء 


- سميره من فضلك عايز أتكلم مع ندى شوية 


أومأت بإذعان وضعت بالصينية علي الطاولة وهتفت بحزن على حالة الندي 


- حاضر 

أغلقت سميرة الباب خلفها ، ليجلس علي الفراش وهو يهتف بهدوء 

- إيه هتعملي زي كل مرة عايزة تنامي وب


قاطعته بتوسل وهي تشد الشرشف حول جسدها

- بابا من فضلك أنا عايزة تعبانه وعايزة أنام 


صاح بغضب وانفعال من هيئة صغيرته الجديدة

- متبقيش جبانة وواجهيني من إمتي بتتهربي من مشاكلك 


هتفت بهدوء وهي تنظر إلي عيناه 

- بابا إنت قلتلي إتجوزت إنت وماما إزاي 


ضيق عيناه وفهم ما ترمي إليه إبنته 

- إيه اللي دخل ده في موضوعنا 


ضحكت بوجع وهي ترد

- مش ملاحظ انه فيه تشابه ما بينا بس فيه إختلاف في العمر والشخصيات يعني حضرتك والداك رفض إنك تتجوز واحدة من القاهرة وإنت برضو رفضت 


يعلم ما تحاول ترمي إليه ، هل ستكرر ما حدث منذ خمس وعشرون عاما

- ندى عايزة توصلي لايه


تطلعت إلي ملامحه المتوترة وأجابت ببرود خارجي عكس تلك النار التي تحرقها 


- ولا حاجه متقلقش انا مش هعملها مش ههرب بالعكس أنا مستنيه إنك تحكيلي موضوع مروان هل ده ليه حكاية بموضوع سفرنا للبلد ، إيه هو الجد قرر يربط بنت ابنه علشان متبعدش عنه ولا إيه ؟! 


لا تعلم كيف إنقشع برودها ،، تحول برودها إلى إنفعال غاضب وصوت متهكم 


- ندى إهدي واعرفي إنتي بتقولي إيه 


صاح والداها بانفعال ، إلتقطت أنفاسها وهي تنظر إليه بألم 


- ما انا هادية يا بابا انا كل اللي مستغرباه لما قولتلك انه جاي رحبت بسم لاتفاحىء بأنه تقول في وشه إنها في حكم المخطوبة مقولتليش ليه يا بابا مأخدتش رأيي ليه زي ما بنعمل زمان قبل كل مرة 


تريثت قليلا وهي تنظر إليه ، تحتاج إلي تبريرات .. دائما تشيح ببصرها عنه .. تجمعت العبرات نحو مقلتيها وهتفت بجمود

- بعد إذنك يا بابا انا محتاجه انام 


.......................................

اليوم اصطحبها إلي حفل مفاجئ ، حفلة بسبب وجود صفقة مشتركة بين شركة زوجها وشركه أخري .. تكره النفاق والمجاملات .. يداه كانت محاطة بخصرها طول الوقت ، لم يجعلها تبتعد عنه مقدار إنش واحد .. 


شردت في وقت الظهيرة عندما جاء تيم وأخبرها أنه طرد من عمله ،لم يتفوه بأي شيء آخر كانت عيناه فقط تحملان نظرات الأتهام لها أنها هي السبب ..


آلمتها تلك النظرة لم تستطيع الجلوس معه أكثر وعيناه تحملان تلك تقتلها ..


عادت إلى المنزل لتتفاجأ بوجود صندوق كبير مخملي الملمس .. وكارت صغير يخبرها أن تتجهز عند المساء 


تكرر المشهد مثل المرة السابقة ، استدعت ليلي والجدة كانت جالسة معهما طوال الوقت تنظر لها بابتسامة هادئة ..


نزلت الدرج بخطوات بطئية لتجده في أبهى حله .. هيئته خطفت أنفاسها .. قلبها يقرع كطبول الحرب 


ما فاجئها وآثار دهشتها أنه قبل جبهتها أمام نظرات ليلى والجدة .. تغير معاملته أثار دهشتها ، تخشى أن يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة .


أفاقت عندما شعرت بصوته يهمس بجانب أذنها ،صوته الرجولي ورائحه عطره دمرتها ، ستخبره أن يتوقف وضع تلك الرائحة 

- انتظريني خمس دقائق وسأتي 


انصاعت وهي تهز برأسها ، حالة من الهذيان و اللاوعي أحاطتها 

توجهت نحو الحمام لكي تنتعش وتفيق من تلك الحالة ..


نظرت إلي المرآه لا تعلم لم ابتسامتها اليوم متسعة ، أعينها تلمعان ووجنتيها متوردتان 


خرجت من الحمام وهي تنظر يميناً ويساراً .. تبحث عنه .. اتسعت ابتسامتها بعد فترة  من البحث عنه .. كان يتحدث مع رجل بعملية شديدة 


ابتسامتها اختفت ، لتصعق من هول ما رأته وهي تري امرأة فائقة ومتفجرة الأنوثة بذلك الفستان النارى الذي يحدد أدق تفاصيل جسدها تعانق زين بحميمية وشفتيها تتوجه نحو خاصته أمام أعين الجمع !!


#زوجتي_الشرقية 


الفصل السابع عشر 

"عالم الرجل من قش ، و عالمك الداخلي من نار ، تكفي نظرة واحدة حقيقية منك أحيانا لتشعلي كل شيء" 


فادي عزام 


استدارت بوجهها للخلف لن تستطيع أن تري تلك الوقاحة أمام مرمى بصرها ، تناولت أحد العصائر الموضوعة على الطاولة لتتوجه إلي مكان أكثر هدوئاً ،،


لا تعلم كيف الوقت مر عليها وهي تنظر نحو الفراغ ، يوجد شيء خطأ ! ، يوجد شيء غير مكتمل في الصورة ، تسعى جاهداً لمعرفة ذلك الجزء المفقود منها ولكن بلا فائدة ..


استدارت للخلف لتتفاجأ بوجود الحارس أمامها وهو يتمتم براحة 

- سيدتي انتِ هنا

هزت رأسها إيجابا وهي ترد بتعجب 


- نعم هل يوجد مشكلة !


- كلا تفضلي السيد زين كان يبحث عنك 


توجهت معه وهي تسير بخطوات بطئية للغاية حتي وصلت إلى المرآب 


كان يضع بكلتا كفيه في جيبي بنطاله ويتكئ بجزعه العلوي على السيارة وما إن رآها حتى إستقام وهتف 

- أين كنتِ ؟


غمغمت في خفوت 

- كنت في ركن هادىء لم أتحمل الضجيج 


لم تمنع عيناها من تفحص وجهه إن كان يوجد به أي أثار من تلك الحقيرة ، توقفت عن التمعن في وجهه عندما تقابلت أعينهم للحظات عيناه كانت متسائلة ،


ابتسمت في خفوت وهي تطأطأ برأسها للأسفل وتصعد السيارة ، لا تريد أن يفهمها بأي شكل خاطىء .. لا تريد أن تدمر أي شىء ،   ، لا تريد أن تسأله عن تلك الفاتنة ؟ قلبها سيتألم .. سيؤلمها أكثر إن أخبرها أنها من الماضي ، لذلك عزمت أنها لن تسأله أبداً عن الماضي .

........................................


إجتمع الجميع ما عداه     كعادة كل يوم ، ما بين المزاح والضحك ، رغم مرور وقت قصير علي معرفتهم إلا إنها تشعر أنها تعلمهم منذ    وقت طويل للغاية ، نظرت للمقعد الفارغ بشرود .. لم يأتي منذ أسبوعان .. ما الذي يريد أن يوصله لها ؟ .. أنها السبب ؟! 


هتفت بتساؤل 

- أين تيم ؟


تطلعت إلى نظراتهم الحائرة ، لترد جاسمين بلا مبالاة 

- يبحث عن العمل 


- لقد مر أسبوعان ولم يجد وظيفة ! لكن هذا لا يمنعه للمجيء 

صاحت بها بتعجب ، لتتولي ليلي الرد عن جاسمين 


- ليان .. تيم يمر بفترة سيئة تعلمين أن عمله كان يعتبر كالشغف بالنسبة له ولكن الآن كونه عاطلا وتغير الروتين الخاص به يجعله مشوش وغير متزن سيأتي في الغد أو بعد الغد لا تقلقي تيم قوي أليس كذلك جاسمين ؟


نطقتها بحماس زائف وهي تغمز لجاسمين ، بللت جاسمين شفتيها وهمست مؤكده

- بالطبع لا تقلقي 


- يا بنات لم أخبركم ماذا حدث بعد أن أخبرني أنه يطلب رقمي 


ذلك الصوت الذي خرج من فم سلمي جعلها تصمت وهي تطالع أعين ليلي وجاسمين الهاربة .


كانت تتحدث سلمي بسعادة بسبب وجود شخص أبدي إعجابه بها ، لم تستمع إلي باقي التفاصيل لأن عقلها كان شارداً من جهة زين ومن جهة أخرى تيم ، ماذا فعل زين له ؟ 

....................................................


ظلام دامس يعم المكان ولا يوجد بصيص نور فى أنحاء شقته بأكملها ، إستطالت لحيته بشكل شنيع وهيئته أصبحت كهيئة إنسان يعيش في الغابة ، انعزل عن الجميع .. لم يكن يريد أن يصبح سلبي بتلك الدرجة لكن قواه قد خارت قلبه توقف عن الحياة ، يعيش أيامه بالطول والعرض ، حتى أصبح لا يعلم كم الساعة الآن وما هو اليوم ؟ 


قام من مقعده عندما سمع صوت رنين جرس على الباب متواصل ، أمسك المقبض وفتح الباب بأعين ناعسة 

- واخيراً فينك يا عم من الصبح 


نطقتها سارة بشقاوة وهي تشيح بذراعه الذي عرقلها من الدخول ،


جالت ببصرها إلى المنظر الكارثي وشقته التي أصبحت كمدخنة قطار قديم لا يفعل شيء سوى تغطية المكان بالأدخنة سعلت بقوة وهي تمتم بسخط

- ايه ده إنت بتشرب ولا بتستحمي سجاير 


أزاحت الستائر المغلقة ليبدأ الضوء بالتسلل للداخل استنشقت هواء الصباح بانتعاش 


- علفكرة أنا جيت قبل محاضراتي علشان هتوصلني بعربيتك للكلية بتاعتي


جلس علي المقعد وهو يلتقط لفافة من التبغ وهتف بخشونة 


- سارة أنا مش ناقص صداع لو في حاجه مهمة جاية تقوليها قولي غير كده إتفضلي 


تمتمت بضيق وهي ترمي بحقيبتها على الطاولة 

- حيوان وغبي وهتفضل طول عمرك كده معندكش ذوق ،عقابا بقي هننزل نفطر ونروح 


صاح بغضب وهو يرمي باللفافة في المطفأة التي امتلأت ببقايا السجائر 

- سارة لمي لسانك 


- يلا قوم كده ضبط نفسك وإحلق البتاع ده ، عشان عايزاك في موضوع مهم 


نطقت بها بتقزز وهي تشير بأصبعها نحو لحيته التي جعلتها تشعر أنها تشاهد أفلام من العصور الوسطى 


تنهد شهاب بضيق وهو يقوم 

- بس صدقيني مش هرحمك لو اكتشفت ان فيه موضوع تافه نزلتني عشانه 


عضت شفتيها السفلي تكتم ضحكتها بصعوبة ، تطلعت إلي وجهه الغاضب وهيئته التي شبيه بالهنود الحمر 

يحتاج فقط إلي فرو أي حيوان وسيكون مريع .

....................................................


جلس على المقعد بتأفف شديد وكما توقع تلك الصغيرة تتحدث في مواضيع لا تخصه بصلة ، تحدثه عن كليتها وإختباراتها ثم تنتقل إلي مواقف طريفة وهو حتى الآن لا يعلم لما أذعن لطلبها 


- يا شهاب ركز بس إسمع النكتة دى هتعجبك والله 

هتفت بها سارة وهو تتمسك بصعوبة في محاولة عدم الضحك ، ارتشفت الماء ببطء وحمحمت بجدية عندما رأت نظرات شهاب التي تحرقها


- مرة فيه واحد حب واحده ، بس للأسف الواحد محاربش علشان يكسب حبه معندهوش لا جرأه ولا شجاعه علشان يكمل .. إنسحب من أول معركة المهم بقي تفتكر ديه نهاية حكايتهم ... اقدر أقول اه ولأ في نفس الوقت اقول لأ علشان الواحد ده انا متأكده انه هيرجع تاني يكمل معركته ومش هيسيبها إلا لما يفوز ، وأقول اه علشان الواحدة ديه اللي بيحبها هيكون كتب كتابها آخر الأسبوع 


أظلمت عيناه فجأة وهب من مقعده على الفور لتتمسك بذراعه وهي تمنعه من آي تصرف متهور


- إهدي بس يا عم أنا لسه مخلصتش 


أزاح بيديها عن ذراعه وهتف بقسوة 

- سارة سيبيني دلوقتي 


بنبرة مستعطفة هادئة قالت

- يا شهاب لو سمحت الأنسان وقت غضبه ممكن يعمل تصرف يندم عليه طول حياته 


جز علي أسنانه بغيظ 

- إنتِ مش عارفة إنتِ قولتي إيه ! بتقوليلي كتب كتابها آخر الأسبوع خلاص هي كمان استسلمت ووافقت ولا هي كانت عارفة وموافقة 


- شوفت أهو ده أنا اللي خايفة منه ، غضبك وتهورك ممكن يضيعوك في لحظة إهدي بس وإسمعني 


.....................................


تلألأت الدموع من مقلتيها وهمست بفرح

- بجد متعرفيش بتوحشوني قد إيه 


مسحت ساره دموعها وابتسمت

- إضحكي ده إنتِ لسه كلمتيني إمبارح 


- وحشتوني جداً 


عبست سارة بملامحها وهتفت 

- خلاص إنزلي مصر 


تلعثمت ليان 

- بس أنا يادوب هكمل شهر 


رفعت سارة حاجبها باستنكار 

- لا والله ، المهم طمنيني نينا واللي واكل الجو عاملين ايه ؟ مرتاحة هناك ؟ 


- تمام نينا بتسلم عليكِ ، وكويسة تمام ومرتاحة والدنيا ماشية تمام 


تنهدت سارة براحة 

- بس متنسيناش ها ، حاولي تنزلي مصر علشان بجد وحشتينا ، يلا بقي سلام علشان ألحق محاضرات بكره 


أغلقت الحاسوب وتنهدت بضيق ، والدها ووالدتها دائما

يخبرانها متى ستعود ؟ كيف ستعود وبالكاد مضي شهر بمفردهم ،،


هي أيضاً تشتاق لهم وبقوة ولكن كيف ستكون ردة فعله إن أخبرته أنها تريد العودة إلي موطنها، علاقتهم تحتاج إلي المزيد من الوقت وبالكاد هي تخطت العقبة الأولي من حياتها ،،


رنين هاتف من رقم غريب جعلها تتسائل صاحب ذلك الرقم ، وضعت الهاتف على أذنها وهتفت بتساؤل 

- مرحبا ؟


صوت ضجيج من الخط    المقابل وصوت فتاة تهتف بصوت عالي بالكاد إلتقطت الحروف من أذنها 


- ليان لقد إشتقت لكي ، لحظة ... لحظة لا تخبريني أنك لا تعلمين من أنا 


صوتها ليس غريب ، ولكنه مميز هتفت بأبتسامة 


- علياء 


ضحكت علياء وهي تصعد السيارة 

- آليا ،نعم إنها أنا أريدك أن تعلمي أنني قد عدت إلي لندن ، في الصباح سأتي للمنزل لكي أدردش معك 


رغم غرابة الأمر هتفت 

- حسناً 


أجابت علياء بمرح 

- رائع سأقابلك غداً 


أغلقت هاتفهاً ووضعته جانباً ،، نظرت للساعة المعلقة على الحائط لتجدها الثانية عشر ، لم يأتي إلي الآن !! .. 


سحبت الشرشف وتدثرت جيداً ، أغمضت جفنيها لأن غداً سيكون يوم حافل للغاية .


..............................................


صعد إلي غرفتها بل غرفتهم في الحقيقة ،، آخر مرة شعر بدفء جسدها عندما أخبرها أنه يحتاج لوقت ،،

توقع أن ترفض أو تثور لكنها وافقت لا يعلم إذا كانت موافقتها بعد يأس أم أنها كانت تنتظرها ،،


فتح الغرفة بهدوء ليجد الظلام يغلف المكان ، خلع حذائه و ألقي سترته جانباً ، فك أزرار قميصه العلوية وتوجه نحو الفراش ،


سينام بجوارها الليلة بضع ساعات فقط ثم سيقوم حتى لا تستيقظ هي على غفلة ، لا يعلم لما يخشي أن تستيقظ وتراه كاللص الذي يخشى أن يراه الضابط ..


سحب جسدها نحوه ، وضع بيديه على خصرها ودفن بوجهه في عنقها ، رائحتها تجعله يشعر بالراحة والطمأنينة ..


هي مصدر سلام آمني لداخله ، لم يكن يعلم أن صاحبة أعين البندقيتين ستجعله يشعر بتلك الراحة بعد كل تلك السنوات الماضية المؤلمة ..


"دائما هناك شخص يكسر قوانينك التي وضعتها دون أن تستطيع منعه "


ردد العبارة بابتسامة هادئة    ليشدد من معانقة جسدها نحوه وهو يهتف بعبارات مطمئنه ، لن ترحل .. لن ترحل .. لن يدعها ترحل .


...........................................


- إنك تمزحين لما لم تذهبي إلى تلك الحقيرة وجذبتيها من شعرها 

صاحت بها ليلي بانفعال أمام نظرات ليان المتألمة 


تأففت بضيق عندما رأت محاولة ليان الفاشلة في أن تتحكم في دموعها

- إتركي دموعك يا فتاه ، أنتي تغارين عليه إذا لما لم تذهبي وتلتصقي به لما هربتي ؟


إنهارت ليان وصورة تلك الحية لا تغادر أبداً من خيالها

- لا أعلم كنت أخشي بشده ، أنتي لم تريها تلك كانت فاتنة أما أنا كنت ك..


- واللعنة اصمتي 


تريثت ليلي قليلاً وهي تنظر إلي حالة ليان المتدمرة أمامها 


- أنتِ جميلة للغاية لكن ينقصك الثقة 


انهارت ليان لتمسح دموعها بكفيها كالطفلة الصغيرة 

- تقولين هكذا لتواسيني أنت لا تعلمي كيف كانت تلك الجذابة الحقيرة بذلك الفستان 


ضربت ليلي بكفها علي جبهتها هزت رأسها يائسة 


- حسناً هذا لن ينفع 


تريثت قليلا وقالت ببعض الأسف 

- ليان أنا آسفه علي قولها ولكنك غبية أتعلمين لو كنت مكانك كنت اقتلعت خصلات شعرها ثم أمسكته منذ ذراعه وقبلته بدلاً منها 


اعترضت ليان هاتفه 

- ليلي لم أقل أنه قبلها بل هي التي كانت قريبة من شفتيه لا أعلم إن قبلته أم لا ؟!


ارتفع حاجبا ليلى باستنكار 

- معذرة ولكن مشكلتك في القبلة فقط وليست أنها هجمت بجسدها عليه


تنهدت ليان وزفرت بقلة حيلة 

- حسنا أعلن راية الأستسلام ، أكره أن تقبله إمرأه ولو من وجنتيه وأكره أن احتضنته إمرأه وأكره أن تقترب منه أي إمرأه وأكره إن إبتسم لأي إمرأه ولو بابتسامة باردة وأكره جميع العاملات معه في الشركة هل أنتي سعيدة الآن ؟! 


اتسعت ابتسامة ليلي بحالميه 

- إنك ذائبه به يا فتاه مثل السكر الذي يذوب في القهوة


- أعلم ولكن هل هذا    يجعلني أفرح أم أتوتر 


- بالطبع تفرحين أين التوتر ؟ 


مطت شفتيها بعبوس 

- حقا لا أعلم 


همت ليلى بالحديث ليقاطعهم صوت ذكوري يهتف بهدوء 


- مرحبا يا فتيات 


وبصوت واحد متعجب ومستنكر قالتا 

- تيم 


جلس تيم علي مقعده المخصص وهتف بأبتسامة هادئة

- يبدو أنكم لا تريدون رؤية وجهي 


نفت ليلى رأسها وهبت من مقعدها 


- كلا كلا لقد تفاجأت قليلا سأذهب إلي كمال وسأتي فوراً


تتطلعت ليان إلي ليلي حتى إختفت عن مرمى بصرها ، هتف تيم بأبتسامة هادئة 


- كيف حالك ليان ؟


- كيف حالك أنت 


غمغم في خفوت 


- جيد نوعا ما 


ردت باستنكار

- نوعا ما !؟


- نعم كما تعلمين أنا شبه عاطل عن العمل ، حتي الآن لم تتقبل أي جريدة لتوظيف ، وصاحب الشقة يريد أجرته وإلا سيقوم بطردى لا أعلم كيف تلك الأشياء حدثت في ليلة وضحاها 


سترسم إبتسامة بلهاء لا يوجد غير ذلك ، تعلم أن زوجها فعل ذلك ولكن ما هو السبب ؟! 

- سيكون كل شيء بخير 


رد بيأس

- أتمني ذلك حقاً 

............................................

عادت للمنزل لتجد الجدة وعلياء يتسامران بمرح وصوت ضحكات تنفلت من بين شفتي علياء ، حمحمت بهدوء 

- مساء الخير 


صاحت الجدة 

- مساء الخير هيا تعالي 


تقدمت نحوها وجلست على الأريكة ، اتسعت ابتسامة علياء 

- جيد أنكِ أتيتي كنت سأذهب بعد قليل غداً سيكون حفلة لمصممي الأزياء وطبعاً ستكونين أنتي حاضرة 


عضت شفتيها السفلى بإحراج

- لكن 


قاطعتها بنبرة حاسمة 

- كلا كلا سأقوم بعمل عرض لي غداً لن أسمح بوجود أي إعتذارات لقد أخذت موافقة زين بصعوبة 


حثتها الجدة على الموافقة 

- إذهبي يا ليان 


ردت بتوتر 

- لكنني لن أندمج


تعلم جيداً ما يجول في خاطر ليان إبتسمت في حبور 

- لا تقلقي ستحضرين عرض الأزياء وإن شعرتي بالضجر في الاحتفال بعد العرض ارحلي 


استسلمت بيأس من محاصرة علياء التي لا تقبل الرفض 

- حسناً


صفقت يداها بمرح 

- رائع حسنا تجهزي أريدك أول الحاضرين غداً خلف الكواليس 


أومأت ليان راسها بإيجاب لتسترسل علياء 

- جيد حسنا سأذهب أنا إلى اللقاء 

.............................................


"ﻻ تقع في الحب ... لان أي شيء يقع ينكسر "


أصبحت تلك مقولتها المفضلة ، ماذا فعلت بالحب وماذا أضاف لها ؟! .. مجرد الوجع والحزن وانشطار قلبها 


عضت شفتيها السفلي بألم وهي تتطلع إلي هيئتها في المرآه .. إنها عروس ،، تلك الليلة التي حلمت بها أن تكون مع حبيبها شهاب 


ولكن أين حبيبها إختفى     كالزيبق ،، هاتفت سارة لتكون الوحيدة من تساندها وتدعمها في حالتها ،،


ولسانها يردد دائماً سامحك الله أبي تريدني أن أتزوج بذلك السمج مروان !


اقتحمت سارة خلوتها وهتفت 

- يلا يا عروسة ، المأذون جيه 


غمغمت بانزعاج وهي تري اللامبالاة علي وجه سارة

- سارة أنا مش عارفة إنتِ جايبة كل البرود ده من فين 


مطت سارة شفتيها بعبوس 

- يعني أنا أصوت وأعمل عزا ولا إيه ؟ 


أوصدت عيناها بألم ، لا مجال للتراجع الآن ستتزوجه 

- شهاب عرف 


بللت سارة شفتيها بتوتر ، وهي ترى نظرة الأمل في أعين ندى 

- الصراحة اه 


سمعت صوت والدها وهو يأمرها بالخروج ، تحجرت الدموع عند مقلتيها ، شعرت بيد سارة التي تطمئنها سارت بجوار سارة بخطوات بطئية إليهم ، في كل خطوة تخطوها تشعر أن روحها تنسحب من جسدها .

.............................................


حفلة كأي حفلة مملة لكن المختلف أن عدسات الصحفيين تلتقط الصور في كل ثانية ، عارضات أزياء ممشوقات القوام ، مصممين عالمين يتحدثون أمام أعين العدسات بابتسامة متكلفة ،،


كان زين محقاً لعدم موافقته للذهاب إلى تلك النوع من الحفلات ، على الرغم أن كل تلك الحفلات كئيبة لكن تلك شعرت أنها على وشك الأختناق ،، وستفعل مثل كل مرة تبتعد عن أعين الجميع وتراقب زوجها عن كثب .


سمعت صوت خطوات كعب عالي يتوجه نحوها ، ورائحة عطر أنثوي صارخ وصل إلي أنفها 

استدرات بجسدها لتقابل    إمرأه أقل ما يقال أنها خرجت من إحدي الصحف الخاصة بالموضة ..


دققت النظر إليها قليلاً ، ذلك الوجه لم يغب عنها .. أين رأتها ، أي حفلة رأتها ؟!


اتسعت عيناها دهشة .. إنها تلك الحقيرة صاحبة الفستان الناري ، هل تسحبها من شعرها كما قالت ليلي ؟! 


- إنظرى جيداً يا عزيزتى أين أنتِ وأين هو ..يجب عليك معرفة الفارق بينكما جيداً 


بهتت للحظات وهى تستمع الى تلك الشقراء الفاتنة وهما منزويان بعيداً عن الأشخاص 


استرسلت الشقراء بسخرية:

- أنا حقاً لا أعلم كيف بعد مرور كل ذلك الوقت لم يتركك مثلما يفعل مع باقى النساء !!


امتنعت عن الرد .. لتنظر الشقراء إلى تلك الساكنة المتجمدة أمامها متنهدة بحزن 


- لا أريد أن أحطم أمالك يا عزيزتى ولكن هذا هو زين الحديدى ..لا تستطيع اى امرأه الصمود أمام كتلة الوسامة والجاذبية ، لديه طرقه الخاصة ليجعلك انتِ تتمنين أن تصبحي بفراشه وليس هو 


اتسعت حدقتي ليان بصدمه ، ضحكت ليان بسخرية 

- رائع حقاً كل يوم اكتشف به صفة جديدة تجعلني أصاب بالدهشة 


غمغمت الشقراء 

- هذا هو زين الحديدى    عزيزتى ..ولكن كون انه ظل معك تلك الفترة الطويلة يوجد احتمالين فقط !!


تطلعت ليان للشقراء وهى تحثها على متابعة الحديث لتسترسل الشقراء بسخرية 


- إما إنه لم ينم معك وهذا إحتمال مؤكد بنسبة تسعون بالمائة او أنه قرر أن يمضى حياته معك وهذا احتمال ضعيف جداً ..لأن زين لا يوجد في قاموسه الحب ابداً ..لذلك لا تنخدعي إذا عاملك بلطف 


الوقحة ..تلك الحقيرة كيف تجرأ وتتحدث معها هكذا ؟! ...إنها تتحدث معها بأريحية عن ذلك الموضوع المخجل وهى المسكينة كلما تتذكر قبلاته تخجل وتبدأ وجنتيها بالاحمرار .


جزت على أسنانها بغيظ لتلك الوقحة أمامها 


- كفى لا أريد أن أستمع لهرائك أيتها الوقحة 


ضحكت الشقراء باستمتاع وهي تنظر الى تورد وجنتين ليان 


- اوووه عزيزتى انك خجلة من حديثى هذا ؟! لقد تأكدت فعلا انه لم ينم معك 


- قلت توقفي 


ابتسمت الشقراء بمراوغة

- حسناً حسناً سأتوقف ولكن تذكري شيئا واحداً لا تكونى حمقاء إن جال بعقلك الاخرق ذلك أن تهربى منه أو مثلا تمنعيه من أخذ حقوقه الزوجية ..لانه بلا شك سيأخذه منك يا عزيزتى وأيضا ستكونين مستمتعة بين ذراعيه الدافئتين.. زين يستطيع فعل ذلك بسهولة. 


حقاً يكفى هكذا الحقيرة ما زالت تتحدث معها بأريحية نحو موضوع تخجل حتى أن تفكر به وبكل وقاحه تقول بطريقة غير مباشرة أنها نامت معه في الفراش ليست هى وحدها بل العديد من النساء ايضاً...و بدون اى مقدمات تحركت من مكانها فورا واتجهت نحوه بنظرات متوعدة له .


سارت بقدمين تقسم أنها ينفث عنها النيران ، وجدته يحادث احداً ويبدو انهما مشغولان بسبب عدم ملاحظتهم لوجودها قاطعت حديثهما بجمود وبابتسامة دبلوماسية


- عذرا سيدى لمقاطعتك ولكننى أريد أن أتحدث مع زوجى لدقيقتين 


ابتسم الرجل وهو يومىء رأسه ثم تحرك بهدوء مبتعداً عنهم 


رفع أحد حاجبيه بتساؤل ، مطت شفتيها بعبوس 

- لقد مللت من تلك الحفلة السخيفة أريد العودة إلى المنزل ..الآن 


توقعت أن يرفض ويطلب منها الانتظار قليلا بل حدث العكس تماما فى دقيقتين وجدت نفسها فى السيارة والسائق يقود متحركاً نحو المنزل .


ظل حديث الشقراء يدور فى ذهنها بطريقة لم تستوعبها لتسقط دموعها بأريحية بعد أن حمدت ربها انها لم تبكى أمام تلك الحقيرة ، تمتمت بسخط 

- أنا فعلاً غبية 

- ماذا قلتى؟ 


تطلعت اليه بغضب وهتفت باشمئزاز غير واعية انها تتحدث بالعربية


- انا ازاى كنت عامية للدرجة ديه 


أمسكها زين من ذراعها وصاح بجمود 


- اهدئي وعودى إلى رشدك واخبرينى ما الذى حدث لكِ ؟


أشاحت بكفيه عنها وبنبرة مشمئزة قالت 

- أنا لم أعد اتحملك يا زين ابعد يداك النجسة عنى 


نظر لها بذهول وهي تعيد تهذى بكلمات عربية لم يفهمها صاح بصرامة

- كُفى عن هذيانك هذا !    واحمدى ربك اننى مررت ما فعلتيه ذلك اليوم


- أنا لست أهذي وثم لماذا طردت ذاك الشاب لقد اصبح متسولاً فى الشوارع لا مأوى لديه ولا عمل وكل ذلك بسبب سطوتك .


أظلمت عيناه ..أما زالت تتحدث معه بعد ما حدث ..نار داخلية جعلته يلتهب ..أمسك فكها بقسوة 

- وما زلتى تقابلين ذلك اللعين ! كيف أتتك الجرأة للتحدث معه مرة اخرى بعد ما فعلتيه ؟


لقد قلب الطاولة ببساطة وبسرعة لم تستوعبها .. إنه على وشك أن يتهمها !! 


- أنت تعلم جيدا السبب كما أنني لست عاهرة لكى أقوم بتلك الاشياء المشينة وانا لم اقوم بعمل شيء مشين لأعاقب عليه


ثم تابعت بسخرية غير مبالية لألامها ..

- بل أنت يجب عليك ان تخجل من نفسك عما تفعله ..تلك الوقحة تخبرني بأنجازاتك العظيمة مع النساء ..انها حتى لا تخجل من نفسها وهي تتحدث بكل ثقة أنها نامت بجوارك 


إزادات شهقات بكائها لتضربه بكف يديها على صدره بقوه جعله يترك فكها ويتراجع للخلف قليلاً 


- أنا أكرهك بشدة يا زين أكرهك بشده لا أريدك فى حياتى ابداً

أمسك كفيها بيد واحدة وصاح بانفعال 

- توقفى عن هرائك الآن إننا لسنا فى المنزل 


- لا يهمني أين نحن ..أنا لا أطيق وجودك بجانبى 

ثم استرسلت بحسم 


- طلقنى 


كتمت شهقتها وهي تضع كفها علي شفتيها ،لم تريد أن تنطق بذلك ، كيف أخبرته أنها تكره كيف فعلتها تخبره أنها تكره ولا تريد رؤيته مرة آخري ولا تطيق رؤيته في حياتها ؟! 


تلك المخادعة الحقيرة لقد جعلتها تنطق بما لا تريده ، هل حقا قالت طلاق ؟   ! تريد الانفصال عنه وقد بدأت الحياه بينهما تسير بشكل شبه طبيعي ؟!

                  الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>