رواية زوجتي الشرقية الفصل الرابع والعشرون24والخامس والعشرون25 بقلم ميار عبدالله

 

رواية زوجتى الشرقيه يوسف و ليان

بقلم ميار عبدالله 

الفصل الرابع والعشرون 


توقف لحظة واسترجع قليلاً للأحداث الماضية 

ماذا فعلت ؟

كيف أمضيت عمرك ؟

ماذا استفدت ؟

هل تشعر بالفخر بأفعالك المجونة ؟

هل انجزت نجاحا تفتخر به ؟


زفر بحرارة وهو يستند بظهره علي جدار غرفته ، يفكر قليلا لأجابه اسئلة    والده .. والده محق ما فعله كان عبثاً لا يليق ابدا بمركزه المرموق .. لم يتأثر بالنساء بل هن من اردن ا   ن يصبحن عشيقاته وهو ليس بقديس حتى يمتنع .. في النهاية هو رجل واشياء داخلية تدفعه .


توجه نحو الفراش بيأس ، لا يريد أن يقضي اجازته في حالة بائسة وكئيبه لقد جاء لكي يجدد نشاطه وأن يحتفظ بأكبر قدر من طاقة الايجابية .. كل ما يريده هو هدوء ..سكون.. راحة تغلغل قلبه .. كالقارب الذي يبحر لمسافات طويلة أيام وليالي يقضيها بعيدا عن موطنه حتى يعثر على  مرسي تكون خط نهايته . 


خانه جفنيه من النوم ، يتقلب في يمينا ويسارا ولا يعلم لماذا يشعر بالأختناق .. شىء يجثم قلبه .. لم يكن هو منذ ثلاثة أشهر شىء غيره ولا يعلم سببه !! 


...............................................


يوم هادىء .. كان كل شيء يسير بسرعة حتى حل الظلام .. الجده تتبع قواعد صارمة لوقت الطعام بل أيضا تخصص ساعة كل يوم إجتماع عائلي .. وبقدوم الغائب كانت الأجواء مشحونة .. قررت الخروج إلى حديقة منزل الجدة .. لفحات هواء باردة قشعرت جسدها ضمت الشال جيداً وجلست علي احدي المقاعد وعيناها محدقتان نحو النجوم المتلألئة ..


شردت في حياتها التي سارت باستقامة .. شىء لم تتوقع حدوثه ابدا .. أن تصبح زوجته توقعت بعد ما حدث ان كل شخص سيسلك بطريقه ... لكن زين مختلف ، لمعت عيناها بخجل  وهي تتذكر الأسبوع الذي مضى .. كان مختلف معها شخصية زين جديدة اكتشفتها وهي بين ذراعيه .. ويكفي انه جلب شقيقتها اليوم ، مفاجأه لم تتوقعها ابداً .. إحتضنته وقبلت وجنتيه امام اعين الجميع لم تخجل من احتضانه ربما  هو السبب الذي ساعدها على كسر خجلها !! 


جلست سارة بجوارها و حمحمت بجدية لـ تنتشلها من شرودها  

- مكنتش متوقعه المفاجأة ديه 


قالتها ليان وهي ما زالت محدقة نحو النجوم ، لم ترمش بعيناها،  النجوم كانت في وضع غريب الليلة ام هي التي تتخيل ؟ 


ابتسمت سارة بإتساع وهي تتأقلم على وضعها الجديد .. المكان و الاشخاص وجو لم تألفه من قبل 


- ولا انا اطلاقا فجأه لقيت جوز اختى حجزلي تذكرة اقعد اسبوعين هنا اقول لأ .. بس بجد المكان هنا تحفة ونينا طلعت حلوة خالص حتي رجالة العيلة وستاتها 


استدارت بوجهها نحو الهائمة ، قطبت حاجبها بتعجب 

- بتلمحي لأيه يا سوسه


عقدت ذراعيها على صدرها ورفعت ساقيها ووضعتهم على الطاولة المستديرة .. تريثت قليلاً قبل ان تجيب 


- ولا حاجه كون اني اعجبت بواحد بشكله ده معناه اني حبيته مثلا ؟! ، لا اطلاقا انا مش بمشي بالمبدأ ده ، اللي يهمني الجوهر 


سألتها بشك .. نظراتها المتهكمة نحو صاحب الأعين الزمردية لم تغب عنها .. وعلياء التي كانت تبتسم بين الثانية والاخرى حينما تلقي سارة بعبارات مقتضبة موجه نحو الغير مكترث


- بتدوري علي جوهر زي مين ؟؟


- جوهر زمردي 


انتفضت ليان من مجلسها وصاحت بحدة .. يوجد شيء فاتها نظرات ابن عم زوجها لم تريحها .. كانت تدور حرب العيون قبل موعد الغذاء .. وما أدراك بحرب العيون ؟! 

- نعم 


- يا بنت بهزر والله 


زجرتها بعنف نحو الجالسة علي مقعدها وبدأت تدندن باغاني رائجة 


- سارة فوقي شغل عالم الوردي ده مش بيحصل 


زفرت سارة بيأس وهتفت بجدية

- مفيش حاجه 


ونبرة ليان كان سؤال للاطمئنان .. رغم أنها مست نبرة الصدق والجدية  في كلامها لكن تشعر أن وضعها ليس على ما يرام .. وإن حاولت سارة ان تصنع قناع السعادة واللامبالاة تظل أختها 


-  مفيش اي حاجه ؟! 


هزت سارة برأسها إيجابا وهي ترسم إبتسامة واسعة ترغمها علي ان تصدقها .. تنهدت ليان بقلة حيلة وسألت بتوجس 

- واللي بيغلس عليكي ؟


قطبت سارة بحاجبيها .. إستغرقت ثوانٍ حتي تعلم عم من تتحدث .. ردت بنبرة هادئة 

- تقصدي كريم ، فكك منه عيل لزج ورزل بس عيونه يخربيته 


غمزتها الوقحة جعلتها تهز رأسها يائسة ووجهت بخطواتها صوب المنزل 

- انا طالعه انام 


ضحكت سارة وهي تراقب خطوات ليان المتعجلة والغاضبة

- خدي هنا يا بنت استني 


ولكن الأخري لم تعتري بها وتابعت بطريقها حتى اختفت عن مرمى بصر سارة .. هزت كتفها بلا مبالاة وعيناها محدقتان نحو الفراغ 


- وانتي بقي يا ست سارة اخرتك ايه ؟! 


عبارة كريم ما زالت تتردد في أذنها ، لطالما قرأت تلك الكلمات في سطور الروايات .. لكن في الحقيقة لم تكن تتخيلها .. كيف يعني ستكون له ؟ من اي جهة يريدها ؟! ..  قشعريرة سرت كامل جسدها .. توتر ارق أصابها بعد كلماته المسمومة .. الواقع والخيال مختلف .. عندما كانت قارئة تلك الكلمات تسعدها ولكن عندما أصبحت في موضع البطلة بدأت تتصرف مثلها .. تبتعد عن الجميع .. لا تخبر احد بما يؤرقها .. تمثل السعادة امام اعين الجميع ... وداخلها يصرخ يستنجد أحد ينتشلها من دوامة هواجسها اللعينة .


تعلم معلومات قليلة عنه  .. طالب في الفرقة الرابعة دائما ما سمعت عن أفعاله المجونة ، كانت بشتي الطرق تبتعد عن طريقه .. لكن يبدو حظها سيء ام قدرها الذي جعلها تقع في طريقه .

...............................................


لقطات من الماضي أصبحت كابوسه .. ماضي ظن انه دفن أو احترق  لكنه اخطأ .. طفل وحيد منزوي عن الجميع ظن ان البعد هو الحل الوحيد الذي أمامه لكنه كان مخطأ .. يد قويه سحبته نحو الظلام ظل يتملص ويلتوي بجسده للتحرر من صاحب القبضة الحديدية .. لكنه أخطأ  صرخ مستغيثاً للنجاة شخص ينجيه من الذي يوجهه نحو ظلام يعبث الرعب والرهبة في القلوب .. رأي ظل شخص يتقدم نحو ، تهللت أساريره وهو يعلو بصوته اكثر حتى يجعل صاحب الظل يلاحقه .. إستمر في صراخه لكن ما من منقذ ..


انتفض فجأة من مضجعه و جسده يتصبب عرقاً .. لهث بقوة وهو يمسح حبات العرق الملتصق بجبهته .. عرق غزيز جعله يشعر كأنه منذ قليل في سباق  للماراثون ..


يخشى أن لا يكون صراخه شق اذان سكون المنزل أو يجعل النائمة بجواره تستيقظ لكن خاب رجاؤه عندما انتفضت فجأة على صوت صريخ شخص .. اتسعت اعينها ذعراً عندما قامت بإضاءة المصباح بجوارها وتنصدم بهيئته المزرية ! 


لمست ذراعيه بأنامل مرتجفة خشية أن يمنعها او يصدها تمتمت بصوت قلق 

- زين هل انت بخير ؟


أغمض جفنيه وهو يهدأ وتيرة أنفاسه الحادة .. اناملها وهي تربت على ظهره جعل جسده المتشنج يرتخي .. أصابعها يوجد به سحر خاص القت تعوذيتها عليه .. طال رده عليها ليتمتم بصوت جاهد أن يخرج 

- نعم بخير 


إحتضنته بين ذراعيها ليدفن بوجهه عند تجويف عنقها .. لف بذراعيه على خصرها اعتصرها بقوة وهو يردد ببعض العبارات المطمئنة لا يعلم هل هي له ام لها ؟! يطمئنها ام يطمئن القلقة عليه .. ابتسم بألم عندما داعبت على خصلات شعره بهدوء .. شرد نحو الماضي كانت والدته تفعل ذلك عندما يستيقظ من كابوس كانت تطبع بقبلات دافئة علي رأسه مثلما تفعل هي ، كل شيء عفوي تفعله يذكره بوالدته الراحلة 


- ماذا حدث ؟

تريد الاطمئنان .. حاستها السادسة الأنثوية تخبرها ان هناك شيء خاطئ .. شيء يتعلق بماضيه رغم انه اخبرها بكل شيء لكن هناك شيء ناقص .. قطعة ناقصة لم تكتمل بعد والدليل صراخه .. صراخ مؤلم مس قلبها 


- كابوس 

كانت تهدهده كالطفل الصغير .. طبعت قبلات حانية على رأسه 

- اهدأ حبيبي كل شيء سيكون علي ما يرام 


- ارجو ذلك 


تمتم بها بصوت خفيض إلتقطتها أذنيها لتسحق شفتيها بألم ، ابتلعت غصه في حلقها ظنت ان الحياة بدأت تعطيها ألوانها المبهجة ولكن هل يجب للسعادة ان تظل دائما معها ؟! 


..........................................


- صباحو علي الحلوين 

هتفت بها سارة بلهجتها المصرية وهي ترحب بالجميع وتلقي ابتسامتها الهادئة .. لا تحب الهدوء الذي يجلب الرعب ولا تحب الوجوه الجامدة 


جلست على المقعد المجاور لـ علياء لتي كانت تضحك علي مزاح سارة 


شرع الجميع في تناول الطعام بصمت وهدوء يغلفهم ولكن كيف يوجد سكون في صحبة سارة ؟! 


كانت تلقي دعابات سخيفة تحدث لها في حياتها ومواقف مضحكة لم تنساها ، لتبتسم بظفر وهي تري وجوه مبتسمة .. عبست ملامحها عندما سمعت صوت صاحب اللكنة البريطانية وهو يتوجه نحو مقعده يتمتم بأسف 

- معذرة على التأخير 


تكهرب الجو بمجيئه نظرات الجدة المعاتبة ونظرات والده الحارقة اما هو كان يستقبل كل ذلك ببرود بل يتناول طعامه بتلذذ .. رفعت حاجبها باستنكار على تصرفه الغير لائق نفضت افكارها الخبيثة التي إقتحمت عقلها لتوجه بحديثها لـ ليان قائلة 


- ليان حبيبة قلبى ممكن استلف نينا شوية  


ابتسمت ليان نحو اداء سارة وكأنها تمثل على خشبة المسرح أمام الجماهير .. عادت سارة بسياقها للإنجليزية لأعين علياء الفضولية والجدة المتسائلة 


ضربت الجدة بكفوفها ضاحكة    وهي تمتم بعدم تصديق 

- لا تصدق تلك الفتاه 


تساءلت علياء  وهي تعبث بشوكتها على طبقها النصف فارغ 

- ماذا ستفعلي في اجازتك ؟


هزت كتفيها بلا مبالاة وردت 

- لا شيء سأسير في القرية والتقط الصور واذهب الى الحقول 


لمعت عيناها ببريق جعل عسليتها تبرقان وهي تفكر في رحلتها وكيف سيكون المرح ، تبدو شخصية سارة الاجتماعية والمرحة سيجعل الاجازة اكثر اثارة 


- سنذهب انا وخالد في الاسبوع القادم لندن ما رأيك ان تنضمي الينا 


همت بالرفض ليقطاعها صاحب الأعين الزمردية وهو يوجه ببصره نحوها لعدة لحظات جعلها ترفع حاجبها بتحدي .. إبتسم بسخرية لينتقل ببصره إلي علياء 


- ماذا هل ستذهب الطفلة معنا ؟


طفلة ؟ ذلك الغبي هل تقتله الآن ؟! ما زال مصراً علي انها طفلة .. تريثت قليلا قبل ان تقوم بقذف صحنها في وجه الوسيم الذي يعبث في قلبها الاشمئزاز من وسامته المفرطة 


- ماذا يا سيد خالد انني لا اتذمر كثيرا كالأطفال ، ولكن شكرا لك عزيزتي عاليا سأقضي الاجازة مع الجدة وليان 


إرتفع وتيرة الحدة والاجواء صارت مضطربة  وكأنها في حلبة مصارعة تنتظر فقط إشارة الحكم لتنقض عليه و اول شيء ستفعله ستخدش ذلك الوجه وتلكمه بكل ما اوتيت من قوه لتقلع ذلك الغرور والعنجهية الملتصقة به 


هتفت الجدة وهي تتناول قطعة الخبز

- جيد اذهبي الي محمد في اسطبل الجياد 


اتسع بؤبؤ عينيها وهبت من مقعدها وهي تصفق بيديها كالاطفال 

- جياد !! حقا هل يوجد جياد سأطير إلي هناك وداعا 


إنطلقت سارة كالصاروخ غير عابئه بالأساسيات الصارمة التي وضعتها الجدة وهي ان لا يقوم شخص من مجلسه عليه انتظار الجميع كي يقوم من مجلسه .. نظرت نحو الجدة لتجدها غير مبالية بما حدث سوى فقط انها قطبت حاجبها ، تمتمت ببساطة 

- اختي 


وما تعنيه " إنها هكذا  يجب عليكم ان تعلموا تصرفاتها " ..


كانت تبلع ما في جوفها بصعوبة .. نظرت نحوه لتجده صامت لم يتفوه بشيء حينما إستيقظ .. مجرد عبارات مقتضبة ، حينما كانت تريد ان تعلم ما الذي حدث له ليلة امس يخبرها " كابوس مزعج .. لا تقلقي كل شيء سيصبح بخير " كيف سيصبح كل شيء بخير ووجه جامد خالي من التعابير ..


لاحظ نظراتها المصوبة نحوه .. اغلق جفنيه وهو يتنهد بحرارة ماذا سيخبرها ؟ انه ايضا لا يعلم سبب ذلك الكابوس المزعج ؟ ربما لن تصدقه وتخبره ان شيء يخفيه ؟ .. كابوس مزعج يستعرض شريط حياة طفولته المأساوية ظن ان الباب الماضي أغلق ولكن يبدو انه عاد من جديد يفتح بابه المظلم ويدعوك بالمجىء .


شعر بأناملها الدافئة وهي تعتصر ذراعه لا يعلم هذا حافز للدعم ام لا ؟! امسك كفها وطبع قبلة دافئة على راحة يديها ليعود النظر إلي طعامه ويعبث به هو الآخر ..


كل ذلك حدث تحت أنظار الجدة .. لم يغب عنها اي شيء .. شيء خاطئ يحدث !  منذ يوم كان كل شيء يسير بطبيعية وسلاسة ما الذي حدث الآن؟ 


- زين عزيزي هل انت بخير 

هتفت الجدة بتساؤل ولم تخفي القلق في نبرتها .. جعل الجميع يلتفون نحوه .. قام من مجلسه وهو يغمغم بحنق


- نعم جدتي ، سأذهب إلي المكتب سأنتظرك عمي 


ذهب وتركها .. لم يكن يود فعلها لكن هناك شيء داخلي يمنعه .. يجب ان يكون قوياً صلبا لمواجهتها لا يريدها ان تراه وهو متحير متذبذب في افكاره ..


- هل يصح ما فعلته 

هتفت بها علياء  بحدة وهي تعترض طريقه للخروج 


لا يتحمل عتاب او نظرة حانقة أو أي شيء يكفي ما به  عواصف وبراكين واشياء يقسم انها لو صممت للتحدث معه سينفجر في وجهها وسيتحدث بأشياء ستجعله يندم عليها لاحقاً .. ضم قبضته وهو يصيح بحدة وأشاح بجسدها عن طريقه  


- آليا توقفي مزاجي متعكر 


ضربت بحذائها علي الارضية وصاحت بحنق 

- بغيض 


..............................................


نظرت إلى الخاتم بانبهار .. دمعت عيناها بفرح بسرور اشياء داخلية متضاربة تجمع ما بين السعادة والحزن .. سعادة لأنها اكتشفت أنها هائمة في زوجها المستقبلي لم تكن تتوقع مقدار كل ذلك الحب الذي تكنه له هو فقط صدق الذي قال " ما حب إلا ما بعد عداوة " .. كانت معجبه به عندما رأته للمرة الأولى لكن كان هو ملتصق بالاخري أو هكذا ظنت لتبدأ بالتدريج يتحول ذلك الإعجاب إلى شيء آخر كره غضب كانت تود ان تقتله .. 


عبست ملامحها بحزن ظاهر جعل شهاب يتسائل بتوجس وترقب 

- الخاتم لو معجبكيش ممكن اغيره وتختاري واحد علي ذوقك 


هزت رأسها نافية وهي تلتقط الخاتم وتضعه في بنصرها الأيمن .. مدت يديها قليلا ليتلاقي اشعه الشمس علي الخاتم إنعكس بريق خلاب اسرها وهي تغمغم بابتسامة واسعة 

- لا حلو جدا كفاية انها من ذوقك 


- طب ليه مش حاسك مبسوطة 


تنهدت بحرارة وهي تمتم بحزن ظاهر في نبرتها 

- لأول مرة احس ان ماما ماتت .. بابا حسسني ان ماما مماتتش عوضني بحنان الأم والاب تعب معايا جدا ليه افضل عليا بس دلوقتى بتمنى انها تكون جنبي في وقت زي ده


امسك كفها وقبل راحة يديها بعشق جعل جسدها يتخدر  وقال بمشاكسة 

- انا معاكي وبعدين سيادة اللواء بيبصلي كتير شكله كده قلقان من المرة اللي فاتت ، طب ما تيجي نعمل كده زي المرة اللي فاتت 


ضمت قبضه يدها وضربته علي صدره وصاحت بنبرة مهددة 

- شهاب اتلم 


غمز بوقاحة وهو يقترب منها بخطورة 

- عيونه 


ابتسمت بخجل سرعان ما تحول إلي غضب زائف عندما وجدته لم يعبأ بتهديدها ..  لما هو متعمد ان يفعل تلك الأشياء الوقحة في منزلها وبحضور والدها


أشارت بسبابتها محذرة 

- المرة الجاية هتلاقيني طردتك من البيت 


زفر بحرارة متنهداً وهو يحيط بكلتا كفيه يديها 

- انا قلتله ننزل كافيه قالي لأ عايزكم تحت عيني بس ده برده ميمنعش اني اخد تصبيرة 


قطبت حاجبها وهزت رأسها يائسه من افعاله ،، صاحت بصوت مرتفع لتجذب انتباه والدها 

- بابا سيادة المقدم عايزك 


سمعت صوت والدها وهو يخبرها أنه سيأتي .. قامت من مجلسها وهي تراقص بحاجبيها للعابس ، وبنبرة حانقة متوعدة قال

- ماشي يا ندي 


أرسلت بقبلة في الهواء قبل خروجها من غرفة الصالون وردت بمشاكسة 


- تعيش وتاكل غيرها يا قلبي 


..................................................


لم تكن تعلم انه يوجد مسافة ليست بهينة للذهاب إلى إسطبل الجياد  .. لكن روحها الشغوفة جعلها لم تشعر بالوقت وهي في صحبة الكاميرا المفضلة لديها .. خلال اليوم الذي قضته في القرية جعلها تعلم مكان الحقل الذي ذهبت إليه الجدة في صباح اليوم .. تنهدت براحة عندما وصلت للمكان المنشود لتتفاجأ بوجود جياد  تعدو بشكل لم يصدقه عقلها هل الجياد أصبحت جميلة لذلك الحد أم أنها لم تكن تنظر بوضوح كـ عدسة المصور ؟! .. اتسعت عيناها بانبهار وهي تراقب حركاتهم الرشيقة .. انطلقت الجياد في حرية وقد تخلصت من السجن والعزلة لتسبح نحو البقع الخضراء التي ليست لها نهاية .. طريق اتخذته للاعودة 


أفاقت من تأملها للمنظر البديع وهي تلتقط الصور بحرفية شديدة لا يجب ان تفوت شيء كهذا وخصوصا عدستها  .. لا تعلم كم عدد الصور التي التقطتها لكن يكفي وجود الشمس اليوم وهي توزع بأشعتها الذهبية على كل بقع الخضراء ..


- خلي بالك 

صوت مصري في البلدة الأجنبية جعلها تنتبه لوضعها .. كانت علي وشك أن تغرق في المياه وهي تنتبه لأول مرة  إلي بركة من الماء ... تنحنحت بحرج وهي تعتدل في وقفتها 

- اه اسفه 


صمت الرجل والتي تبدو من هيئته أنه طبيب ليغمغم بتساؤل 

- انتي سارة صح 


- ايوه وانت دكتور محمد 


- ايوه 


قالها وهو يصافح يديها برسمية .. إلتفت وهي تنظر إلي الخيول بشرود تام وهو الآخر صمت عندما علم بهويتها .. اقتحمت خلوة السكون وهي تحاول جذبه للحديث 


- عمو حمزة كان بيحكي عنكم كتير 


هز رأسه بعلامه لم تفهمها هل هو ايضا قليل الكلام !! .. هل يوجد عيب للجميع ام بها ؟! ربما هي التي تتحدث كثيرا ..


بادرته بسؤال آخر

- علي كده في سور للمزرعة ديه ؟! 


اجاب بنبرة عملية 

- اه اكيد طبعا في سور بس علي بعد مسافة كبيرة .. استاذ زيدان مهتم جدا    بموضوع الخيول وكبر المزرعة وحاول انه يخلي الخيول عايشه في بيئتها اكتر ما هي تكون محبوسه في اسطبل وجزء صغير من الخضرة تحيط بالمزرعة 


يبدو ان الطبيب من النوع الممل كانت ستأخذ بكاميرتها وتعود أدراجها نحو المنزل لتجده يهتف بحماس بشخصية مختلفة عن التي كانت منذ ثوانٍ قليلة 

- طب تعالي 


دافعها لرؤية الاسطبل وفضولها جعلها تسير خلفه .. نظرت إلي من يقوم بتنظيف الجياد ومن يعتني بغذائهم كل شخص يعمل ولم يتلفت إليها أحد بسبب عملهم .. تفحصت جميع الجياد بترقب وهي تنظر إلي أعينهم الواسعة الجذابة .. توقفت فجأه وارتدت للخلف عندما نظر إليها فرس جامح بنظرة دبت في اوصالها الرعب .. إلتفت الطبيب وتحدث بخفه 

- ده فرس  عربي اصيل 


انحني الطبيب وهو يلتقط فرشاة خشنة ومسد بها ببطء وبرقة علي الفرس ..أصدر الفرس صوت يعبر به عن إستمتاعه لما يفعله الطبيب له ..تساءلت بغباء

- ايه ده اللي في ايدك 


إلتفت إليها وهو يرفع حاجبه باستنكار كأنه يخبرها الا تعلمين ماذا افعل ؟ ..لكنه جاوب ببساطة وعاد يفرك جسد الفرس 

إقتربت بحرص نحو الفرس المرعب وهمست 

- طب ممكن اجرب 


- اكيد 


اعطاها الفرشاة التي بيده .. ابتلعت ريقها بتوتر وهي لا تأمن لنظرات الفرس المبهمة .. ثار الفرس بغضب عندما حاولت أن تمد بيدها على ظهره .. ارتجفت اوصالها من نظرته الحادة لتنظر إلي الطبيب الذي طمأنها ويخبرها ان تعيد الكرة مرة اخرى ..


استعادت رباطة جأشها ونظرت إلي الفرس بنظرات ثابتة مطمئنة له ،، مسحت على ظهره بحنان وهي تنقل برسالة انها ليست عدوته بل مجرد صديقه لطيفة ربما ستكون مزعجة معه قليلا ضحكت على حالتها الميؤسة ... 


كان الطبيب يراقب ما يحدث باطمئنان لوضعها ووضع الفرس .. صوت احد يناديه لأمر طارىء جعله يستأذن منها 

- دقايق وهرجع مش هطول  


هزت برأسها وهي تعود تنظر للفرس .. لونه اسود ..سواد فحمي يعبث بالرعب لكن نظراته الحادة تكسرت .. كان يصدر صهيلا يعبر عن سعادته  كلما تلمس ظهره بحنان .. ضحكت علي حالة ذلك الفرس العجيب منذ قليل يرفض ان يلمسها والآن يصدر أصواتاً مرتفعة تعبر عن حالته المزاجية الرائعة ..


وفجأه بدأت تتحدث معه تعبر عن قلقها وخوفها من المستقبل تعلم انها لن تجد الرد منه لكنه كائن لديه مشاعر سيفهمها بالتأكيد .. شريط حياتها مر أمام عينيها ومزاجها يتغير في كل دقيقتين او ثلاثة .. تارة تضحك وتارة تبكي وتارة تبتسم وتارة تعبس 


- لم اكذب حينما قلت طفلة 

صوت أيقظها من دفاترها القديمة .. نظرت نحو صاحب اللكنة البريطانية وهو يستند على الحائط عاقداً  ذراعيه على صدره .. يبدو من هيئته انه كان هنا منذ فترة طويلة 


كشرت انيابها وشتمته في سرها .. ردت ببرود ظاهري 

- معذرة سيدي هل توجه الحديث معي؟! 


تقدم نحوها بخطوات بطيئة وما إن رآه الفرس حتى صهل مرحباً بعودة الغائب نقلت أنظارها نحوهما و صاحب اللكنة البريطانية يمسد علي ظهره بترحيب حار .. رفع حاجبه باستهزاء وغمغم بنبرة ذات مغزى 


- أظن ذلك لأنه لا يوجد احد غيرنا 


كان يريد ان يعلم أثر كلماته عليها .. لم يحيد ببصره عن عيناها يختبر قوتها .. سرت بجسدها رعشة خفيفة جعلتها ترطف بعيناها وجعلها تشيح بوجهها عنه .. ذلك الرجل يجب عليها أن تبتعد عنه ..

لاحت إبتسامه ظفر علي شفتيه ليدنو نحوها بقرب تحت نظرات الفرس المبهمة 


- في اي صف انتي العاشر ام التاسع ؟


ظلت تعد من واحد لعشرة حتى لا تفتك به .. سحقت شفتيها بغيظ مدفون قبل أن تمتم بحنق 


- اللهم طولك يا روح 


نظر إليها بتسلية لم يكذب    حينما قال إنها طفلة ، كل شيء يصدر منها قرر اللعب على اعصابها ليعلم كيف ستتصرف هل ستفقد بأعصابها ام تكون باردة ؟! 


فضولي ليعلم ردة فعلها  ، والسبب الذي دفعه لذلك مجهول !!


- اما زلتي تحملين معلب للطعام ام زجاجة للماء ام كلاهما للمدرسة


صمت لعدة لحظات وهو يلاحظ اتساع حدقتي عينيها لـ يسترسل بتساؤل 

- أخبريني هل اا 


قاطعته صائحة بغضب وعيناها تنطلقان منهما الشرر 

- اسمع صدقني كلمة أخرى ستجد ما لا يسرك 


دنا نحوها وهو ينظر إليها بتحدي 

- وماذا ستفعلين بي أيتها المتوحشة الصغيرة ستقومين بعضي مثلا 


للحظة تلعثمت وهي تري عيناه الزمردية اللامعة كالأحجار النفيسة .. حبست أنفاسها داخلها حتى لا تمر رائحة عطره الممزوجة بعبقه الرجولي الي انفها .. تنهدت بحسرة 


-يخريبت حلاوتك ياخي 


رفع عيناه بدهشة علي حديثها بلغة مختلفة .. عبست ملامحه يكره ان يتحدث معه شخص بلغه مختلفة ، هتف بحنق  

- معذرة يا طفلة لكن يجب عليك ان ...


- سيد خالد 

بدلت حرف الخاء بالكاف مثلما تقول الجدة ، نظرت إليه بتسلية وهي تقول في سرها "سارة ١ - خالد ١ " اكفهرت ملامحه من اسمه ليصيح غاضباً 


- واللعنة انتِ عربية لما تقوليها مثل الغرب 


عقدت ذراعيها على صدرها و هزت كتفها بلا اكتراث ،

وقد نست اين هي والفرس الذي كان يتابع الحديث الدائر بينهم بصمت وترقب وكأنه يود أن يعلم من الفائز في تلك الجولة !! 

- انها مشكلتك كان يجب ان تغير اسمك بدلا من ان تقضي بقية عمرك تكره اسمك وتسمع شخص يقول اسمك بالهاء او وربما الكاف


- سارة 

صاح بها الطبيب وهو يراقب الوضع المشحون .. جسد خالد المتحفز على انقضاضها ونظرات سارة اللامبالية 

- دكتور محمد 


لم تكن تقصد ان تنطقها بتلك الرقة والنعومة ابداً .. سارت بإتجاهه وسأل باهتمام 

- في حاجه حصلت ؟ 


هزت رأسها نافية وهي تبتسم بإتساع 

- لا انا همشي


ودعته وسارت بأقصي سرعة تهرب من نظرات محمد الغير مطمئنة ،، يبدو غريب بعض الشيء وتصرفاته لا تتوقعها ابداً ..


نظر إليه خالد بلا مبالاة واستدار هو الآخر يخرج من الأسطبل تحت نظرات محمد المتعجبة 

.................................................


- اخبريني كيف تبدو الحظيرة 


سألتها الجدة بأهتمام لترد ليان بإنبهار 

- رائعة يا جدتي لم اتخيل انها كبيرة لذلك الحد 


يبدو ان منزل الجدة يوجد اشياء كثيرة لم تراها من قبل بسبب ما حدث في الماضي  .. ويبدو أنه سيتكرر مرة أخرى !!


نفضت راسها من تلك الأفكار السوداوية ، لن تصبح متشائمة ولن تكون سلبية مرة آخري 


- هيا سنجمع البيض لنرحل سريعاً


ضغط الجدة علي كفها وهي تنتشلها من شرودها لترد ليان بابتسامة هادئة

- انتظريني هنا سأذهب وآتي 


هزت الجدة كتفيها وهتفت ببساطة 

- كما تريدين سأعود للمنزل وسأنتظرك في المطبخ لا تتأخري 


- حسناً

جمعت البيض بعد معركة بينها وبين الدجاج انتهت بفوزها في النهاية .. عادت بأدراجها متوجه صوب المطبخ لتضع السلة التي جمعت بها البيض على الطاولة وصاحت بصوت مرتفع نوعاً ما 

- جدتي اين انتي ؟ 


لم تكن تنتظر تلك الاجابة منه او تجده يقف خلفها بل ملاصق لجسدها وانفاسه تلفح عنقها 

- هل يوجد مانع لو انا هنا ؟ 


إزدر ريقها بتوتر وهي تبتعد عنه عدة خطوات واسعة جعل الاخر ينظر إليها بشك مقطبا حاجبيه 

- لا لا 

رفع حاجبه بإندهاش وهي تمتنع اي تواصل جسدي بينهما .. تمتم بتساؤل 

- ما بك ؟  لما تعامليني كالغريب 


للحظة زجرت نفسها بعنف عن تلك الأشياء الغبية التي تفعلها .. ردت ببساطة وهي تشيح بعينيها عن نظرات اعينه الثاقبة 

- لا شيء 


شهقت عندما وجدته يسحب خصرها نحوه بعنف .. امسك بذقنها ليثبت رأسها التي تتهرب كلما حاول ان ينظر إلي عيناها... نظرات عينيه معاتبه ومكسورة جعلها تبتلع غصة في حلقها بصعوبة 

- كاذبة عيناك تفضحانك 


نبرته يوجد بها شرخ .. شعور بالذنب يقتله وهو يري ملامحها الذابلة والأرق الذي يبدو جلياً على صفحات وجهها .. 


كانت مستيقظة منذ الأمس وهي تضمه إلي ذراعيها لم يغلق لها جفن حتى وجدته ساكناً بين ذراعيها .. كانت الساعة تجاوزت السادسة لتهز رأسها يائسة وهي تتوجه نحو المرحاض تستعد بيوم جديد ..


كان يعلم انها لم تنم شعر بجسدها وهي تبتعد عنه ببطء خشية استيقاظه ... إبتسم بامتنان ليطبع قبلة دافئة عميقة على وجنتيها .. تذبذبت من قبلته وهي تجد اعينه التي اشتعلت بوميض تعلمه جيداً .


- زين ابتعد نحن في المطبخ 

همست بها بصوت خافت لتجده يطبع قبله اخري علي خدها الأيسر بنعومة وعمق أكبر ، صاح بحدة وجدية زائفة 


- ولو انتي زوجتي


تهدمت حصونها العنيدة وهي تجد أنامله تتحرك من عنقها إلى اسفل خصرها بهدوء 


- زين لا يصح ما تفعله ماذا سيحدث ان رآنا أحد بهذا المنظر المخزي 


ملس على وجنتيها التي أصبحت كـ ثمرة طماطم طازجة وغمغم ببساطة 


- سيقولون رجل وإمرأته


تريث قليلا قبل أن يلقي بشيء جعلها تتسع أعينها بذعر 

- اريد قُبلة 


رمشت بأهدابها الكثيفة وهي تريد ان تعلم ان ما سمعته صحيح ؟ حقيقة وليس خيال او هاجس !! 

حدقت به بدهشة وهي ترفع حاجبها الأيسر 

- ماذا ؟ وهنا !!


هز رأسه ببساطة لتقطب حواجبها باستياء 

- تمزح صحيح 


رغم محاولاتها البائسة لمنعه لكنه ما زال مصراً وبعناد صاح 

- ماذا لا اطلب شيئا صعباً 


استسلمت يائسة لتطبع قبلة على وجنتيه .. نظرت إلي ملامحه المنصعقة لتبتسم بتشفي ، كتمت ابتسامتها عندما مرر بإبهامه على ملامح وجهها الناعم 


زفر بحرارة و باستياء واضح 

- هل تُقبلين ابن خالتك ، اريد قبلة الازواج 


حاولت أن تشيح بعيناها عن أعينه الاسيره ، لكن عيناه مثل  المغناطيس الذي يجذبها وهي مسلوبة الارادة .. همست بخجل ووجنتيها اصطبغ بلون احمر قاني محبب له 

- لا استطيع فعلها هنا 


همس بصوت مماثل لها وهو يغمز عيناه بمكر 


- الأمر لن يستغرق سوى ثوانٍ قليلة 


- زيـ

إلتقط شفتيها بين خاصته وهو يسحبها إلي عالم آخر تجعلها لا تشعر بوجود احد سوي نبضات قلبهم الثائرة ..


يُقبلها وكأنها القبلة الأولى لهم ، وما الذي جعله يعمق قبلته انها احاطت بعنقه لتبادله شغفه بشغف أكبر .. لم يفيق من دوامة المشاعر سوي صياح الجدة التي ضربت بعصاها علي ارضية المطبخ مزمجرة بعنف

- زيــاد !!


أخرج لفظ بذيء بين شفتيه وهو يلصق بجبهته على جبهتها وكلاهما يحاولان التقاط انفاسهم المسروقة .. صاح بخشونة  من وضعه الميؤوس منه ، في كل مرة يخرجه شخص وقد بلغت عواصفه للذروة 

- اللعنة لا يصح ذلك في كل مرة !!

الحلقة 25 

.

#زوجتي_الشرقية 


الفصل الخامس والعشرون 


دفنت وجهها بين ثنايا عنقه .   . رائحه عطره الموشومة برائحته الرجولية تُسكرها .. عدة لحظات لحظات فقط وهي تحاول إستعادة تنفسها الي الحالة الطبيعية... وجهها الذي    اصطبغ باللون الأحمر لا يجب ان تراه الجده ... وضعت راحة يديها على مصدر مضخته .. تذبذبت دقات قلبها وهي تعض شفتيها السفلي بإحراج    من كلمته  ... دائما يضعها في مواقف محرجة وهي غبيه جسدها يذوب بسرعة من مجرد لمسه .. لمسه واحدة فقط تذوب متلهفة لتلك الدوامة التي تقتلع كل حصونها الثابتة.  


ابتسمت الجده وهي تلاحظ ارتباك جسد ليان وجسد الآخر المتحفز  للانقضاض على فريسته ..  عضلات فكه السفلي المتشنجة وذراعيه الملتفين حول خصر زوجته كالكماشة .. زادت عينيها ببريق خافت وهي ترى محاولات زوجته الفاشلة للتخلص من حصاره ويبدو أن الأخر لم يكتفي بل هبط الي وجنتيها ويوشم بأسمه في كلا وجنتيها 


حمحمت الجدة وهي لا تعلم لما اصبحت نبرتها هادئة ..جاهدت ان تخرجها حازمة لكن حنجرتها خانتها لتخرج بصوت ناعم وابتسامتها من الأذن للأذن 

-  أراك أصبحت كاللص الذي يختلس قبلات من زوجته .. غرفتكما خالية اذهبا تفعلان بها ما تريدانه 


نظره مثبت على زوجته .. ليــانه ... تلك الجميلة الخجولة وعيناها تحاربان النظر إليه .. تستفزه تلك الحركة مد يده وهو يمسك بذقنها ليرفعها اليه .. بندقية عيناها العميقة ظهرت لمعته المحببة إليه ليشي بتأثرها من قُبلته .. . زادت احمرار وجنتيها علي ما قالته جدته .. عيناها معاتبتين على ما فعله .. أما شفتيها فكانت ترتجف بشده 


سحب هواء عميقا ليرد لجدته و عيناه مثبته نحوها .. عيناه توجد بها لمعه المكر والتحدى 


- أتعلمين يا جدتي انتي محقه يوجد لدينا غرفة فارغة.. لا تنادينا وقت العشاء جدتي يوجد لدي اجتماع طارىء مع زوجتي 


شهقة خافتة خرجت منها وقبل ان تنطق معترضه وجدته يحملها بين ذراعيه في ثوانٍ قليلة معدودة وانطلق خارجا قائلاً بعجاله تحت تذمراتها الطفولية 


- اراك جدتي في الصباح التالي 


ضحكه خافته صدرت من الجدة وهي تتبع آثارهم .. لتهز كتفيها بلا مبالاة وهي تجاهد معرفة  لماذا توجهت للمطبخ ؟  ... حينما يأست من التذكر خرجت من المطبخ متوجه نحو غرفتها.  


تنهدت براحة وقد أنهت مهمتها على أكمل وجه ، كل ما ارادته ان يحب فتاة و يذوب بها عشقا .. كادت أن تفقد الأمل من حياته ونهجه .. كيف لم تلاحظ نظراته العاشقة من قبل .. كيف استطاع بتلك البراعة أن يخفي كل ذلك .. ذلك الزياد حقا لن تستطيع 

لذلك ستنتقل الآن وتركز نحو الذي يشبه زين لن تدعه ولن تتركه حتى يقع في حب احد من فتيات القرية أو هو الذي يحدد تلك التي سـ تسلب قلبه .


............................................


ظلت تتلوي وهي تحاول الفكاك من حصاره .. اغلق الباب خلفه متوجها نحو    فراشهم .. احمرت وجنتيها خجلا وهي تجده يزيح حجابها ويلقيه بأهمال على الأرض لتتبعها حركات يديه الرشيقتين وهو يحل أزرار قميصها .. مال بوجه نحو صدغها وهو يلثم بعده قبلات عميقة ليخلع    قميصها ويرميه هو الآخر مع صديقه .. تأوهت بضعف وهمست بين قبلاته المحمومة 

- زين 


أغمض جفنيه وهو يستمع الي اسمه .. لا يعلم هل اسمه اصبح كمعزوفة عاطفية  أم هو الذي يتخيل ... التقط انفاسه المسلوبة وبخشونة أجاب

- يوجد لدينا أمر هام حبيبتي 


كان يجذبها بكل قوة إلى عالمه .. ذلك العالم الذي لا يوجد سواهم .. براكين من العشق و طوفان من المشاعر المتدفقة لا تعلم النار ام الماء هو الذي سيفوز كلاهما يتحديان بقوة لتتكون طبقة عازلة وهي تفيق من ثورة مشاعرهم 


- هل تعلم ماذا ستقول الجدة بل الجميع حينما يعلمون اننا لن نحضر في وقت العشاء 


ربت على وجنتيها الناضجتين يود أن يلتهمهم بل يلتهمها هي كلها 


- لا وقت الآن أريدك نبضات قلبك هي التي تتحدث 


همهمت باعتراض في محاولة فاشلة يائسة وهي تحاول ان تشرح له ، لكن اصمت شفتيها ولم يكن هناك حديث آخر ..


ارقدها على الفراش واعتلاها وهو يرتشف كل قطرة من نهر عسلها  كما أخبرها كان يريد حديث القلب هو الذي يتولى دفة الحديث وحدث ما أراد .


...........................................


أغمض جفنيه بأسي ..شيء ثقيل يجثم قلبه وهو يتطلع الي قبرها واسمها يعيد اشياء قديمة لم ينساها .. جثى على ركبتيه بانهيار تام .. فقد كل شيء حياته جديدة او هكذا ظن ..


نبذته هند وتركته في منتصف الطريق .. مرت ثلاثة نساء في حياته وكل وجع يكون أعمق من السابق 


هل حياته ستسمر في الشقاء والوجع فقط .. حياته رمادية كئيبة لا يوجد نسمة هواء ناعمة تشق تلك الكآبة في حياته ..


علق بصره مرة أخرى إلى قبرها .. ابتسم ساخرا لا يعلم لماذا جاء إلى هنا ؟ وكيف ؟ وما النتيجة 


كل تلك الأسئلة تتضارب عقله بسرعة لم يتخيلها .. أغمض جفنيه بأس ربما ما كان عليه أن يظل حيا هو الآخر 


هل يفكر في الانتحار هو الآخر ؟! .. لن تكون مشكلة لا يوجد شخص يهتم به سوى والدته .. ولكن ما ذنب والدته كيف يتركها وحدها في ذلك العالم ..

نفض تلك النقطة السوداوية وهو تعب و سأم من وضعه .. ومع ذلك تمتم باختناق 

- مسامحك يا ورد 


استقام في جلسته وهو ينفض الاتربه العالقه على ملابسه .. ربما تلك نقطة بداية .. ربما قسوة قلبه هي كانت المشكلة من البداية  ؟.. عقله يحلل ويفكر وفي النهاية الي اين توصل ؟ .. لا شيء مثل كل مرة .


...........................................


- تسلمي يا سعاد 


هتف بها ابراهيم بامتنان     وهو يريح جسده المتشنج على الفراش 


شهقت سعاد مستنكرة وهي تعدل الوسادة على رأسه وقالت 


- الله هو انت بتطلب من الغريب يا حاج 


يشعر بالاختناق من مكوثه في البيت .. كانت اعصار المنزل تهون عليه رحيل ابنته الأخرى ..كل يوم تقوم بسحبه خلسة للتنزه قليلا  ثم يعودان قبل مجىء سعاد .. كان ذلك السر يحتفظان به خوفا من علم سعاد .. ولكنها غادرت هي الأخرى حتى برغم مرور وقت قصير لكن بمغادرته الفتاتان يشعر أن حياته اصبحت بلا معنى .. لاذعه كئيبة ليست لها الوان ناعمة كـ ليان ولا صارخة كـ سارة 


- تعرفي مش متعود علي البيت الهادئ شعنونة البيت وحشتني هي والمسكرة 


لفظ "المسكرة " الأسم الحركي  لـ ليان ، توقف عن نداء ذلك الاسم بسبب تعليقات السخيفة لأولاد الحي وهم يستهزئون باسمها .. وايضا سارة كانت تشاكسها بذلك اللقب وتقول " يا مسكر ياللي مدوخ البقرة " 


لاحت ابتسامة راضية على شفتي سعاد وهي تستجمع ذكري قديمة لهم تنهدت وهي تستفيق من شرودها العميق 


- رغم ان سارة بتتعبني وتخليني ساعات اشد في شعري بس بجد كانت عاملة حس للبيت .. أما المسكرة البيت انت عارف اني كنت رافضة الموضوع في الاول يا ابراهيم 


لن تنتهي ابدا من حديث في ذلك الموضوع ... رغم رفضها وضيقها لكن في كل مرة هي تطمئنهم انها بخير  تصمت لعده لحظات ثم تعود مرة اخري الي اسطوانتها قديمة ..


صاح برزانه وهو يعقد ذراعيه على صدره 

- ليان عايشة مستقرة مع جوزها عايزة ايه تاني 


أجابت وبدأت تتجمع الدموع عند مقلتيها 

- بنتي بعيدة عني يا إبراهيم جزء من قلبى متعلق هناك وانت عارف وقت ما غابت فجأه كان قلبي واقع بين رجليا ازاي


هو ايضا كان يشعر أن هناك شيئا خاطئا  بسبب فترة انقطاع اتصال ليان لهم ، لكنه اخفي ذلك يعلم زوجته حق المعرفة ان اخبرها هو ايضا انه يشعر بالقلق ستقوم بحجز تذاكر السفر وتتوجه الى منزلهم ، لكنه بدا صامتا هادئا حتى أتت مكالمة زين التي اثلجت صدره .. هتف بجمود 

- زين اتصل وقال انهم في شهر عسل 


هزت سعاد راسها نافيه وشيء داخلي يخبرها هناك شيء سيء حدث لها 


- برده مش هصدقه ولا هصدق انا قمت مفزوعة من النوم البنت حصلها حاجه واحساسي عمره ما هيخيب 


زفر بيأس وهو يعلم أنه سيتجادل معها حتى بزوغ الشمس ، قرر تغيير دفة الحديث وهو يتعمد وسيلة الألهاء ليجدها أصبحت تتحدث بدرامية 


- وسارة برده سافرت انا مش عارفه لما تتجوز وتستقر هعمل ايه ؟


رفع حاجبيه بدهشة واستنكار أليست منذ عدة أيام كانت تخبر سارة بالنص " ابقي قابليني مين ده اللي هيتجوزك " ..غمز بمكر وهو يقول بنبرة ذات مغزى 


- هيفضالنا يا جميل انت 


شهقت مستنكرة وهي تضرب براحة يدها على صدغها وهي تقول بجدية 

- يالهووي عليك يا حاج احنا كبرنا خلاص 


مال شفتيه وهو يغير مجرى الحديث كليا 

- المسلسل فاضله قد ايه ويبدأ 


قطبت حاجبيها بعبوس    وهتفت بحدة كأم تزجر طفلها وتعاقبه 

- مسلسل ايه بس يا ابراهيم انت هتاخد الدوا وهتنام وقت النوم جه

تمتم بنبرة خفيضة كي لا تسمعه زوجته 

- انا مش عارفة استحملتوها ازاي ديه 

...........................................


رمي لفافة التبغ على الأرض وسحقها بقدمه وهو يزفر بحنق ،، لا يعلم كم عدد السجائر التي شربها حتى ذلك الوقت ... شيء في داخله يضايقه بل يجعله ينفجر ... يقف على حافة البركان 

سحب اكبر كمية من الهواء لتملىء رئتيه ثم زفر بتمهل ..


نظر الي الماسورة الحديدة المقتربة من شرفة شقيقته .. لاخت عليه ذكرى قديمة عندما كان يتسلق الماسورة كاللص ويذهب الى غرفة شقيقته لأرعابها ليلا .. لاح عليه عقله بأن يعيد ويجدد تلك الذكريات القديمة ..


نظر إلى الساعة المعلقة على رسغه و هتف بحماس رائع الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل .. ثانية فقط وهو يعدل عن قراره لكن شيء داخلي طغي علي ذلك الرفض وبدأ بالفعل يتسلق برشاقة حتي وصل الي شرفتها زفر بنجاح وهو لا يصدق كيف فعلها .. ماذا إن رآه أحد؟!  يبدو وكأنه عاشق يتسلل الى غرفة حبيبته ..


هز رأسه يائسا .. حاسة الاذن كانت قد قطعت أحاديث أفكاره المجنونة .. موسيقى ؟ هل اخته مستيقظة ؟ وما تلك النغمات ؟ اقترب ببطء من نافذة شرفتها الداكنة .. ما ذلك الصوت ؟ لأول مرة يستمع إلى تلك الألحان الغريبة .. النافذة غير محكمة الغلق وجد أن هناك شق صغير تسلسل علي أطراف أصابعه ليري تلك المجنونة المسمى بأخته .. 


- اللعنة 


همس بها بصوت خفيض وسقط فكه السفلي من اخر شيء ممكن اي يتوقعه او يجول بخاطره طفله تلك الطفلة .. كلا كلا ليست طفلة أنثى ناضجة مكتملة لا يشوبها شيء .. تلك الانحناءات اللعنة كيف ؟  كيف ؟ ..  تلك الشرقية المغوية .. عض شفتيه السفلي وهو يراقب خصرها الذي يتمايل بكل رقة ونعومة مع تلك الاغنية التي تليق برقصها .. ثانية اثنان عشرة حتى تذكر اسم تلك الرقصة التي بعثرته رقص شرقي نعم هو ذلك الرقص الذي يثير الرجل .. لكن لم يكن يهتم به لم يكن يتأثر ولكن تلك الطفلة .. تباً لها .


اشياء تدفقت في داخله .. سخونة تسري في اوردة جسده لأول مرة تحدث له .. عيناه كانت كالفهد التي تراقب فريستها .. حبس انفاسه عندما وجدها تنحني وخصلات شعرها الغجرية تلامس الارض لتعتدل وهي تعيد تتمايل بخصرها المنحوت .. دقق ببصره إلى ما ترتديه .. اغمض جفنيه لعده لحظات وهو يستوعب تلك الكارثة التي فعلها ..


ثوب أسود ملتصق كجلد ثاني لها .. وذو شقين جانبين يظهر ساقيها المهلكتين .. وخصلات شعرها الغجرية التي تلامس مؤخرتها .. اللعنه اللعنه اللعنه 

فتح جفنيه وهو يتحكم في وتيرة أنفاسه المرتفعة بسبب تلك الشرقية المغوية .. ما زالت ترقص بافتتان واغواء غافلة عن عيناه التي لمعت بوهج غريب يلمع لأول مرة .. لكن أين اخته ؟ لا يعلم بل ظن انه لم يراها كل تركيزه منصب على الشرقية .


- تلك الطفلة الفاتنة اللعنة عليها 

زفر بحنق وهو يشد خصلات شعره بقوة حتى كاد أن يقتلعه من جذوره  .. عاد مرة أخرى إلى الماسورة ليهبط منها بسرعة وصورة ذلك الثوب يقسم انه لن يغادر مخيلته ولو طالت الليالي .. توجه نحو غرفته بخطوات رشيقة وفجأه نسي ذلك الضيق والعبوس الذي يكتم جسده .. تبقى فقط صاحبة الثوب الأسود وخصلاتها الغجرية المهلكة له ..


استلقي على الفراش  وظل يتقلب فيه كمرجل .. نار اشتعلت في داخله كيف لتلك الطفلة يوجد لديها انحناءات مهلكة .. ماذا ان اصبحت انثى يافعة .. عض شفتيه السفلي وافكار دنيئة اقتحمت مخيلته 


- لم اكذب حينما قلت انها تمتلك جسد أنثوي صارخ 

..........................................


كان يداعبها ثم يعود يقبل ما طالت شفتيه ذراعها .. وجنتيها .. عنقها .. شفتيها .. كانت تتملل وهي تشيح بيديه ثم تلتفت بجسدها الناحية الأخرى لتنكشف ظهرها العاري .. اتسعت اعينه ببريق خفي ليسحبها نحو خصره وهو يشدد من خصرها اليه ابتسم وهو يلمس جسدها الدافىء بين ذراعيه يستشعر نعومة جسدها 

- لياني


همهمت وهي تحاول ازاحة ذلك الذي الجسد المُلح علي استيقاظها 


- زين توقف اريد النوم 


- لقد حظيتي به منذ ساعتان ونصف 

رغم محاولتها الفاشلة للنوم استيقظت أثر أنامله التي تداعب ذراعها رمشت بعينيها عدة مرات حتي تنظر إلى الساعة التي تجاوزت الواحدة صباحا .. عبست ملامحها بسبب مواعيد نومها التي تغيرت بفضله ..

ابتسمت بضعف وردت 

- يا لكرمك حقا


داعب خصلات شعرها السوداء بأفتتان .. كان طوال فترة نومها يراقب بها ادق التفاصيل التي لم يكتشفها بعد .. شفتيها تكون منفرجه قليلا وتتخذ وضع الجنين اثناء نومها اما خصلات شعرها المهلكة كانت تثيره كل مرة كان يزيح خصلاتها عن وجهها .. همس بنعومة 

- هيا حبيبتي استيقظي 


نظرت اليه بعبوس شديد وقالت بنعاس وهي تفرك عيناها حتي تستطيع إزاحة الخمول من جسدها 

- اريد النوم زين 


تنهيده عميقة خرجت منه سحب جسدها نحو صدره وقال 

- هل تعلمين حينما رأيتك لأول مرة امامي ماذا حدث لى ؟


يا إلهي ذلك اللقاء .. وعيناه التي كانت تحرجها .. فلاشات سريعة حدثت امام عينيها وردت بضيق 


- كنت بغيض للغاية وبارد وجلف وكنت اريد ان احطم فك أسنانك البيضاء المستفزة 


اتسع عيناه دهشة مذهولا من كل تلك الصفات المتعددة .. هل كانت تسبه بكل تلك الأشياء غمغم ونبرة صوته كان يوجد بها الصدمة 

- يا الهي هل كنت سىء لتلك الدرجة !!


لعنت لسانها الذي يخرج دائما دون أن تعود لأستشارة عقلها مرة اخرى .. كان سيلقي كلمات معسولة لتأتي هى مثل "الدبش " تصديه بقوة 


- اعذرني حقا لكنك كنت لا تطاق 


ابتسم وهو يرى عينيها اللامعتين ونبرة صوتها المعتذرة .. 


- لم اصدق حينما رأيتك كنت اراك مرتبكة وخافضة برأسك طوال الوقت 


تشعر بأن تلك الأحداث حدثت منذ يومين .. تتذكر كل شيء ادق التفاصيل ابتسمت بنعومة وهي لا تصدق كيف كان اللقاء الأول انحسرت ابتسامتها عندما تذكرت طيف المرأه الأنثوية التي بجانبه 


- وماذا عن تلك المتشبثة بك والتي أسرعت باحتضانك يوم المطعم 


لاحظ غيرتها بوضوح .. لم تخفي ذلك في نبرتها المندفعة والحانقة .. امسك بذقنها لتتقابل اعينهم وهمس بصدق 


- نتالي انها مجرد صديقة والتي في المطعم كانت صديقه ايضا لم يكن بيننا أي شيء ليان .. لقد اخبرتك منذ أن رأيتك أول مرة توقفت عن فعل أي شيء .. كنت اريد ان اكون لائق بك 


برقت عيناها بوميض محبب له .. لم يكذب عليها منذ ان رآها حتى اعتزل نساء العالم بأكمله لتكون هي الوحيدة من يرغب بها أن تكون نصفه الآخر .. هتف وابتسامه عاشقه لم تفارقه 


- عيناك كانت مرتبكتان ووجنتيك توردت لا اعلم كنت اريد في تلك اللحظة أن اعتصرك بين ذراعي ، واول مره حينما رأيتك في القصر والأوراق التي سقطت على الأرض 


غمغمت بضيق زائف وهي تحاول ان تقلد نبرة صوته  

- لقاء تافه 


ضحك ضحكات رجولية رنانة جعل قلبها يشعر بالاطراب واشياء تداعب معدتها .. قرص وجنتيها بخفه وبعبث قال

- لا تنسين حبيبتي 


نفخت وجنتيها وهي تتعبث بيدها عشوائية 

- بالطبع كنت بالكاد تحكمت في اعصابي 


شهقت بخفوت عندما اعتلاها وأصبحت هي اسيرته غمز بعبث 


- اعلم ذلك لكن لا اعلم لما كنت احب ان اطالع حنقك وشفتيك التي تصبح مضمومتين تحثني على تقبيلك 


ارتفعت وتيرة انفاسها وتحول وجهها وجسدها الظاهر امام عيناه علي لون وردى .. أغمضت جفنيها وهي تعض شفتيها السفلى بخجل تحت نظراته المثبتة نحوها وهمست بتوسل 


- زين ارجوك توقف اخجل من حديثك 


برقت عيناه ببريق لامع وما زال يسترسل في لقاءاتهم الغريبة 


- عندما تلامست ايدنا بالخطأ رأيت تصلب جسدك في الحقيقة كنت بارعا في اخفاء تعابير وجهي لكن كانت تلك بمثابة شعلة لي .. ثم رؤيتك لذلك الشاب في الشركة كنت اريد ان اطرده لكنني غيرت ما طرأ فى عقلى لذلك قررت  على ان اخطفك قبل ان يقوم احد بأختطافك قبلى 


عبست بملامح طفولية وصاحت 

- لكنك كنت تحدثني بكل تعنت وغرور وتخبرني انك ستتحكم بي 


قاطعها بنبرة رجولية عميقة جعلتها تتخشب للحظة 

- سأتوغل بين انفاسك لياني اعدك بذلك 


ازدادت تورد وجنتيها حتى شعرت انها على وشك الاختناق من حديثه ومن سطوته عليها .. رفعت عيناها لتقابل زرقاوتيه التي أدمنت النظر إليهما همس بخشونة وهو يقبل وجنتيها 


- ليان هل تريدين حفل زفاف اعلم انني قمت بأختطافك من موطنك دون حتى ان نقوم بعمل حفل للعائلتين 


هزت رأسها نافية و تعلقت بعنقه وهمست بخجل 

- لا اريد سواك زين 


- هل انتي متأكده ؟

عاد سؤاله بشك .. لتعيد وهي تهز رأسها نافيه دون تردد ودون أن تفكر للحظة ..


هل هو اناني في تلك اللحظة ؟...  نعم .. رغم رفضها لكن هو يعلم كيف يكون     يوم الزفاف هو يوم العمر .. لطالما كره من حديث ليلى عن ما ستفعله في زفافها .. واستعدات وتخطيطات    لا تبدأ حينما يأتي الخاطب بل عندما تكون صغيرة طفلة .. لكن سيعوض تلك الايام السابقة سيعوضها بالتأكيد .  


- هل اخبرتك من قبل اننى احبك ؟


ردت وهي تغمز بمكر 

- الان كلا .. لكن إن كنت تقصد منذ فترة فنعم


إبتسم قبل أن يسبحها معه إلى دوامته وهي ترفع راية استسلامها في كل مرة .

............................................


- توقفي توقفي لقد تعبت 


تنهدت سارة بتعب وهي تلتقط انفاسها المتأججة من فرط مجهود الجبار الذي بذلته .. لطالما كان الرقص والرسم والتصوير شغفها في الحياة .. منذ أن كانت طفلة كانت تحب ان تقلد الراقصات الشرقيات لكن مع رفض والدتها و والدها دفنت تلك الرغبة بداخلها لكن حينما تشعر بالضيق او الكبت تغلق باب غرفتها بالقفل ثم تقوم بتشغيل الالحان الشرقية وترقص بتناغم على الحانها ..


هتفت وهي ترجع خصله شاردة للخلف 


- إن علم شخص سيكون بها ذبح الرقاب


هزت علياء رأسها بالنفي وهي تخبرها بأشارتها سيظل ذلك سر بينهم ..  لا تعلم كيف سألت سارة إن كانت تعلم الرقص الشرقي ام لا لتتفاجئ برد الأخرى وهي تخبرها انها تعلم .. انتظرت قليلا في غرفتها عندما اخبرتها انها ستأتي بـ "عدتها " لكي يبدأوا حفلتهم المسائية لم تستغرق سوى دقائق بالكاد تعد لتجد انها ابدلت ملابسها بشيء آخر يناسب لرقصها الشرقي .. 


ردت بثقة 

- لا تقلقي لايعلم احد لكن رقصك رائع بالمناسبة اريد ان اتعلم 


- الوقت تأخر الآن  سأعود إلى غرفتي ونتحدث في الصباح


ترددت علياء قليلا 

- لكن 


قاطعتها ساره وهي تفتح الباب بتعجل خشية ان يراها احد بهيئتها الفاضحة 

- هيا سأراك في الصباح 


في أقل من ثوانٍ معدودة عادت الى غرفتها لتخلع ثوبها وترتدي شيء أكثر راحة .. جمعت خصلات شعرها على هيئة كعكة فوضوية واستلقت على الفراش وجسدها يأن طلباً للراحة ..


رنين هاتفها جعلها تتوجس خيفة لتمسك هاتفها وهي تري رقم دولي من مصر يهاتفها .. الح المتصل مره واثنين وثلاثه حتى ردت بتوجس 

- الو 


صوته بعثرها وجعل قلبها ينقبض فجأه من حديثه وذلك اللقب البذيء 


- ايه يا مزه لسه صاحيه لحد دلوقتي معقول بتفكري فيا وانتي مسافرة برة مصر 


لم يخرج من شفتيها سوى اسمه وهي تشهق بصدمه كيف علم هاتفها بل كيف علم أنها خارج مصر ؟ 


- كريــم 


ونبره الآخر كانت واثقة جليدية 

- ايوه انا 


أغلقت هاتفها علي الفور وهي تلقيه بأهمال .. رفعت ساقيها الى صدرها ودفنت برأسها وهي تسبه بكل الألفاظ التي تعلمها 


- وقح حقير زباله 

.........................................

في الصباح التالي ،،،


لم تنعم بالنوم جفاها وهي تتقلب علي الفراش كمن يجلس علي جمر مشتعلة .. توجهت نحو اصطبل الخيل خلسة دون ان يراها احد وما زال الوقت باكراً .. تنفست الصعداء  حينما رأته يصهل مرحبا بها بقوه من رؤيتها .. وضعت سبابتها على شفتيها وهي تحاول ان تخفض صوته والغريب في الامر ان  صهيل الفرس بدأ في الخفوت .. اقتربت منه وهي تربت على ظهره بنعومة وهمست ببريق طفولي 

- ايه رأيك ناخد جولة ؟ 


لاحظت حركة الفرس كتعبير على موافقته .. كيف علم ما تريده ؟ هل شعر بها ؟ ..  ما ذلك الغباء انها حتى لم تركب الفرس من قبل .. روح من المغامرة دفعتها لتعتلي صهوة الفرس بدون اى تردد  .. وكزته بقدميها لينطلق بسرعة فاجأتها خارج الإسطبل متوجها نحو المزرعة الشاسعة 


ابتسمت بمرح وهي تراقب منظر الطبيعة الجمالي والهواء النقي يلفح وجهها  ... تمسكت اللجام بقوة وتطايرت خصلاتها تشعر وكأنها مثل الطائر الذي يحلق في الأفق البعيد لا يوجد لديه أي حدود تردعه في التحليق في الأفق  .. 


أرادت أن تبطئ من حركة الفرس لتجد عصيان الفرس منها وهو يصهل مزمجرا بغضب  ولم يكتفي بذلك بل زادت من قوة سرعته متوجه نحو حدود المزرعة لم تمنع من خروج صرخه مستغيثة وهي تغمض جفنيها أن الهلاك قادم لا محالة ..


لاحظ خالد حالة من الهرج والمرج عند الاسطبل ليتوجه بسرعه وهو يهتف للسائس بحدة 

- ماذا حدث ؟


ازدر ريق السائس بتوتر .. آخر ما يتوقعه هو وجود سيده في ذلك الوقت المبكر 


- لقد أخذت السيدة الصغيرة الفرس .. وانت تعلم ان هناك مشكلة في ذلك الفرس منذ المرة السابقة 


- اللعنة 

وبدون أي تردد اعتلى صهوة فرس وهو يلحق تلك الطفلة الغبية و ينقذها من براثن غضب الفرس 


اشياء سوداوية اقتحمت عقلها .. لتنتبه فجأة لوجود صهيل فرس آخر ، طرفت بعينيها نحو الآخر الذي أصبح في محاذاتها وهو يصيح بحدة 


- اقفزي هيا 


هزت رأسها نافية فكلا الخيارين انها ستموت ستختار الطريقة الاهون .. كيف يطلب منها ان تقفز ليست بارعة في ركوب الفرس استطاعت بصعوبة ان تعتلي صهوة الفرس كيف يريدها ان تقفز للفرس الاخر 


لاحظ خالد اقتراب نهاية المزرعة.. نهاية حدود المزرعة تعني وجود ما يشبه بطريق مسدود أي أن الفرس والغبية سيموتان وهما يسقطان من التل المرتفع الى بحيرة القرية  ..


نظر نحوها ليجدها تغمض جفنيها وهي مستعدة للهلاك القادم قبضتها ارتخت من اللجام ودموعها تتساقط بحرية 


انطلقت صرخة آمره وهو يراقب المسافة المنعدمة 


- اللعنة ايتها الغبية اقفزى 


انتفضت تحت صيحته الآمرة أفلتت اللجام لتلقي بنفسها فوق صهوة فرسه .. التقطتها ذراعيه يضمها بقوة بينما دفنت هي بوجهها عند عنقه تبكي وتتنتفض بين تارة والاخري بصمت .. شد لجام فرسه ليبطأ الفرس من حركته المتسارعة حتى توقف .. ألقى ببصره نحو الفرس الآخر الذي توقف عند حافة التل ليعود مرة أخري يسير ببطء وغرور متوجها نحو الإسطبل غير مكترث لما حدث منذ قليل  .. 


زفر براحة وهو يمسك بخصرها بدون تردد لينزلها من الفرس .. ارتمت على الأرض بوهن وقدميها ويديها خارت و اعصابها انفلتت 


سمعت صوته العميق وهو يربت علي ذراعها

- اهدئي اهدئي 


انفجرت في البكاء وهي تخفي وجهها بين كفيها وهي تهذي بكلمات غير مرتبطة حتى اجهشت في البكاء وهي تحاول ان تتنفس 


- كنت .. كنت .. علي وشك 


كانت رقيقة ضعيفة امامه ود ان يجذبها لحضنه وهو يربت علي ظهرها  لكنه     يخشي ان تنفعل راقبها وهو تمسح وجهها بقوة ثم ما تلبث ان تنفجر في نوبة بكاء آخر ..


يود أن يرحل لقد أنقذها لقد انتهت مهنة الفارس المنقذ لكنه جثا بجوارها ليتصنم جسده عندما وجدها تحتضنه بقوة واصابعها تغرس قميصه بشدة


اللعنة تلك الطفلة ماذا تفعل به ؟! .. حاول ان يبعدها ويزيحها برفق وهو يهتف برقة


- اهدئي لم يحدث لك شيء 


حرقة توغلت صدره واشياء تضاربت بقوة في داخله و تداعب أنفه بعطرها الشرقي .. ازدرد ريقه بتوتر وهو يحاول تناسى ما حدث ليلة أمس ما زال يتذكر جسدها الفتاك وثوبها الذي لم يبارح عقله .. 


- شكرا 

همست بها وهي تبدأ في استعادة  وعيها تدريجياً .. هل تحتضن الوسيم ؟ رغم انه لم يبادر هو الآخر ويحتضنها سوي عندما قفزت من الفرس .. ابتعدت بخجل وقد تصاعدت حمرة وجنتيها وهي تتطرق برأسها للأسفل ..


شعرت بيده التي لمست ذقنها ليرفعها نحوه اقترب منها بخطورة حتي كاد انفه يلامس طرف أنفها .. اتسعت عيناها صدمه وقد شلت يداها وجسدها عن الحركة .. ماذا يفعل ؟ هل سيُقبلها ؟! 


.............................................


كانت تركيزه منصب نحو الأوراق الغير منتهيه .. لم يغلق له جفن منذ الليلة السابقة يخشي أن يأتيه الكابوس ويخشى ان تساله ليان مرة اخرى ؟ تعمد استيقاظها حتى الرابعة صباحا ليتركها تنعم بالنوم بينما هو التقط ملابسه وتوجه نحو المطبخ لكي يرتشف القهوة ..


ساعات طويلة استغرقها في مكتبه وهو يحاول بقدر الامكان ان ينجز اعماله المتراكمة 


رنين هاتف جعله ينظر إلى الساعة التي أصبحت السابعة والنصف صباحا رد علي الهاتف بضيق 

هتف الحارس بقلق واضح وهو يستمع الي زفرات حانقة من سيده 


- سيدى هناك من تريد مقابلتك 


صاح بجمود وهو يريد أن يقتل ذلك المتطفل الذي جاء في وقت مبكر 

- من ؟


تخشب جسده عندما علم الهوية .. صمت دون رد إجابته طالت عن الوقت المحدد المسموح بالاجابة .. وقبل أن يبادر الحارس بشىء قاطعه صوت الزين البارد 


- ادخلها 

دقائق مرت عليه كالدهر ماذا تريد تلك اللعينة .. اعتصر قبضته وهو يحاول أن يتحكم في اعصابه والا يتهور و يقوم بصفعها او ترافق شقيقه في المخزن 


صوت حذاء كعب عالي الذي يطرق بقوة على أرضية مكتبه انتشله من شروده .. رائحه عطر أنثوي صارخ جعله على وشك التقيؤ .. طرقه اثنان ثلاثة حتى أصبحت في مواجهته همست  ببحتها المميزة 

- مرحبا عزيزي زين 


قطب حاجبه وهو يرفع بصره لتصطدم عيناه الباردتين بأخرى خضراء ماكرة 


- ماذا تريدين ؟


سؤاله كان مجرد هدوء قبل العاصفة لترد بكلمة واحدة وهي تستند بكلتا ذراعيها على حافة المكتب وتنحني بجسدها نحوه

- شقيقي 


ظهرت عليه علامات التعجب والاستنكار وقال 

- معذرة !!


اقتربت بجسدها نحو وجه وهمست بصوت يشبه فحيح الأفعى 


- انت الوحيد الذي تعلم اين هو لا تتلاعب معي ابدا 


علت نبرتها بحده جعلت زرقاوته تصبحان حالكتين مظلمتين .. وعلي الرغم من رغبته في تحطيم رأسها رد ببرود يحسد عليه كلا بل كان بارعا فيه 

- لقد اخطاتي يا آنسه في العنوان 


تصاعدت بركان غضبها وهي تطرق بحده على سطح مكتبه وقالت بحنق 

- لقد علمت من سيدة تعمل في المتجر المقابل لمتجر تيم ان هناك عربة سوداء اختطفته 


كان على وشك الانقضاض عليها و يزهق روحها لكن صوت طرقات الخفيفة التي علم صاحبتها جعلته يتراجع عن رأيه ..


دلفت ليان بأبتسامه تزين وجهها المشرق وقالت 

- زين وقت الفطور 


لاحظت وجود شحنة سيئة في الغرفة .. لتنظر الي المرأة صاحبة الرداء الأحمر .. واللعنة انحنائها نحو المكتب ماذا تفعل تلك في مكتب زوجها !! 


- زين من تلك المرأة ؟ 


هتفت بها ليان ونظرها مثبت نحو  المتفجره الانوثه 


رفعت الشقراء حاجبها الأيسر بمكر وهي تقيمها من رأسها إلى أخمص قدميها باشمئزاز طغي علي ملامحها الفاتنه .. لفت خصله شقراء حول اصبعها وردت بنبرة تحمل الخبث والكثير الكثير من الكره والحقد 


- ادعي بيث عزيزتي من سرقت قلب زوجك للمرة الأولى 


صدمة .. بل صعقه شلت جميع اطرافها .. مررت ببصرها نحو زوجها المتهجم    الوجه و بابتسامه بارده هزت رأسها مرحبه بالثعلبة الشقراء

             الفصل السادس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>