أخر الاخبار

رواية العوض الفصل الثالث عشر 13بقلم ميمي عوالي


 

#العوض

بقلم ميمي عوالي 

الفصل الثالث عشر



فاطمة فى البيت كانت هتتجنن ، الوقت بيجرى والبنات ماوصلوش ، وعبد الرحمن مش بيرد على تليفونه ، كل ماتحاول تتصل بيه بيقفل عليها

فتحية كمان كانت عمالة بتهديها رغم ان القلق كان واكلها من جواها ، ولكن كانت عمالة تقوللها : يابنتى استهدى بالله ، تلاقى الشبكة وحشة واللا حاجة ، وهتلاقيهم كلهم داخلين علينا دلوقتى بخير وسلامة

فاطمة وهى واقفة فى بلكونة فتحية وراسها عمالة تبص يمين وشمال : لا يا ماما ، انا قلبى من الصبح بيقوللى ان فى حاجة ، من الصبح وانا مش متطمنة علبهم ، حتى بسمة ماكانتش عاوزة تروح النهاردة وانا اللى غصبت عليها تروح مع اخواتها عشان الامتحانات قربت ، ياريتنى ماكنت نزلتهم اصلا

فتحية : يابنتى اللى بتعمليه ده غلط  عليكى وعلى اللى فى بطنك استهدى بالله شوية

فاطمة ابتدت تنهار وتعيط بصوت عالى وقالت : ولادى يا ماما … ولادى ، مش هستحمل لو حصل لواحدة فيهم حاجة ، هموت من الرعب عليهم .. هموت

فاطمة مسكت التليفون بتحاول تكلم عبد الرحمن تانى وبرضة قفل عليها ، راحت مكلمة ناصر ، ووقتها كانت القشة اللى قسمت ضهر البعير بالنسبة لها لان ناصر كمان قفل عليها التليفون 

فتحية لقت فاطمة فجأة سكتت وقعدت على الارض مكانها وعينها ثابتة فى اتجاه واحد مابتتحركش ، رغم دموعها اللى مغرقة وشها وماوقفتش لحظة

فتحية راحت عليها بقلق وقالت لها : مالك يا بت فاطمة ، انتى عملتى كده ليه

فاطمة اكنها بتكلم روحها : ناصر كمان بيكنسل عليا ، يبقى ولادى حصللهم حاجة ،ولادى راحوا منى 

فتحية بقت هتتجنن ومش عارفة تعمل ايه فقالت : طب انا هتصل على عزة واشوف ايه الحكاية 

فاطمة وهى لسه على جمودها : افتحى الاسبيكر لو ردت عليكى 

فتحية اتصلت على عزة وفعلا فتحت الاسبيكر وعزة ردت وكان واضح جدا على صوتها انها بتعيط بانهيار ففتحية قالتلها بلهفة : قوليلى ايه اللى حصل واياكى تخبى عليا حاجة

عزة بانهيار : بنات عبد الرحمن وفاطمة اتخطفوا يا ماما

فتحية بزعيق : يعنى ايه اتخطفوا ، واتخطفوا منين فهمينى ، اخوكى وجوزك مابيردوش علينا واحنا مش فاهمين حاجة

عزة بانهيار : ولا انا فاهمة حاجة ، كل اللى عرفته ان عبده كلم ناصر وطلب منه يروحله على قسم مصر القديمة بسرعة عشان البنات اتخطفوا من قلب اتوبيس المدرسة 

فجأة فاطمة قامت من مكانها وجريت على شقتها لبست عباية خروج وحطت طرحة على راسها ونزلت 

فتحية كانت وراها بتسألها : رايحة فين يابنتى

فاطمة : راحة اشوف ولادى حصللهم ايه

فتحية : يابنتى ماهو جوزك هناك

فاطمة بانهيار : جوزى اللى مخبى عليا لحد دلوقتى وما قالليش اصلا ، انا نازلة اشوف ولادى .. مش هفضل متكتفة مكانى وانا ما اعرفشى عنهم اى حاجة بالشكل ده .. مش هقدر

فاطمة نزلت وندهت على وحيد اخدته معاها ، وركبوا تاكسى وراحوا على القسم ، دخلوا وهى تايهة عمالة تبص يمين وشمال لحد ما لمحت مكتب مفتوح وعبد الرحمن قاعد وهو ساند ايديه على ركبه وحاطط راسه وسطيهم ، وناصر بيتكلم مع ظابط المباحث ، فاطمة وقفت على الباب وعينيها زايغة مابين جوزها واخوها وقالت بصوت طالع منها بالعافية : بناتى فين يا عبد الرحمن 

عبد الرحمن انتبه على صوتها قام منفوض من مكانه وجرى على فاطمة خدها فى حضنه وهى مابتقولش غير كلمة واحدة بس وعمالة تردد فيها اكنها تايهة عن الدنيا اللى حواليها … بناتى

ظابط المباحث سأل : مين دى

ناصر بحزن شديد جدا على اخته : دى ام البنات اللى اتخطفوا يافندم .. واختى

ظابط المباحث بمواساة : ماتقلقيش ياستى احنا هنعمل كل اللى فى امكاننا عشان نرجعهملك فى حضنك من تانى

فاطمة التفتت لظابط المباحث وقالت : بناتى

الظابط كرر نفس الكلمة : ماتقلقيش ياستى

رجعت بصت لعبد الرحمن اللى عيونه مليانة دموع على قهر على غل وغيظ ورجعت قالت : بناتى يا عبد الرحمن … بناتى

عبد الرحمن رجع خدها فى حضنه من تانى وقاللها : هيرجعوا يافاطمة ، ان شاء الله هيرجعوا ، ربنا مش هيخلينا نتحرم منهم ابدا

واخدها وقعدها جنبه وهو قلقان من شكلها وهدوءها المقلق اللى بيدل على توهانها الشديد 

الظابط بص لعبد الرحمن وقال له : يعنى انت حاليا ما بتتهمش غير طليقتك شروق بخطف البنات

فاطمة انتفضت من مكانها وبصت لعبد الرحمن بصدمة وقالت : هى مش المفروض سافرت وبعدت عننا ، ثم هو فى ام هتخطف بنتها 

الظابط وهو بيتحرك لبرة : عموما القوة جهزت واحنا هنروح نفتش عندها حالا

عبد الرحمن : انا لازم اجى معاك 





الظابط : مافيش مانع .. اتفضل تعالى بس من غير ماتتدخل فى حاجة

فاطمة مسكت فى ايد عبد الرحمن وقالت : وانا ، انا كمان هاجى معاكم

الظابط : للاسف يامدام ماينفعش ، هو انا وافقت على جوز حضرتك عشان تحسوا اننا مش ساكتين وتتطمنوا ، لكن ما ينفعش حضرتك كمان تيجى معانا ، ممكن حضرتك تروحى وبناتك هيوصلولك بالسلامة لحد البيت

وهم لسه واقفين دخل ظابط تانى وقال للظابط الاول : احنا فرغنا كاميرات المراقبة اللى فى الشارع اللى رصدت اللى حصل وقدرنا نعرف ارقام العربية وعنوان صاحبها 

الظابط الاول : طب كويس جدا انا عاوز كل البيانات دى وتطلع لنا أمر من النيابة بالقبض على صاحب العربية دى على ما نرجع من التفتيش

الظابط التانى : تمام

عبد الرحمن قال لناصر : روح اختك يا ناصر ، و ماحدش يسهى عنها شكلها مايطمنش ، وسابهم وخرج وراح  ورا الظابط

ناصر راح لفاطمة اخدها تحت جناحه وقاللها : ياللا ياحبيبتى نروح ، قعادنا هنا ماممنوش فايدة

فاطمة التفتت لناصر وقالت : بناتى … مافيش ام تخطف بنتها …. عاوزة اروح اجيب بناتى

ناصر قلق جدا من شكل فاطمة وقاللها : طب تعالى ياللا نروح سوا

فاطمة مشيت معاه بهدوء وهى عمالة تكرر فى كلامها اكنها بتسمع حاجة بتحفظها ، لحد ما ركبت مع ناصر ووحيد العربية 

وصلوا البيت .. ناصر و وحيد نزلوا وفاطمة لسه فى مكانها ، ناصر لف فتحلها الباب وقاللها : ياللا يا فاطمة انزلى ، هاتى ايدك 

فاطمة فجأة ابتدت تبص حواليها وانتبهت انها عند البيت فقالت : انا عاوزة اروح لبناتى ، ودينى لبناتى ، البنات زمانهم جعانين وخايفين 

فاطمة دابتدت نبرة صوتها تعلى وتقول بعصبية : ياللا ودينى عند البنات ، احنا اتأخرنا عليهم ، هيناموا من غير ما ياكلوا 

ناصر بقى يبص لها ومابقاش عارف يعمل ايه ، وحيد كان واقف يبص على فاطمة بحزن شديد جدا وقال لناصر فى ودنه : ابلة فاطمة شكلها يخوف يا عم ناصر ، دى محتاجة حد يسايسها ، واللا دكتور يديها حاجة تهديها

ناصر بص لوحيد بتردد وبعدين قال له : خليك معاها عشر دقايق وهرجعلك اوعى تسيبها تنزل من العربية واللا تروح فى حتة

وحيد هز دماغه  وهو بيقول له : عينى يا عم ناصر ، بس اوعى تعوق ، انت شايف ابلة فاطمة عاملة ازاى

ناصر قال له : مش هغيب ماتقلقش ، وبعدين راح لفاطمة قاللها : هسأل اشوف البنات فين بالظبط عشان نروحلهم على طول وما نتأخرش فى اللف والتدوير … ماشى

فاطمة : ايوة عاوزة اروحلهم وسندت راسها لورا وكان واضح عليها انها تعبانة جدا

ناصر جرى على الدكتور اللى على ناصية الشارع وشرحله اللى حصل بسرعة وطلب منه حاجة تهدى فاطمة على مايعرفوا هيعملوا ايه

الدكتور عشان عارف عبد الرحمن وفاطمة نزل معاه على طول واشتروا علبة دواء من الاجزخانة وبعد كده الدكتور قرب من فاطمة وناولها ازازة ماية وهو بيقول : خدى الحباية دى يا مدام فاطمة عشان تصحصحى شوية وتقدرى توصلى لبناتك بالسلامة

فاطمة بتوهان : بناتى … عاوزة اروحلهم

ناصر قرب من فاطمة وحطلها القرص فى بقها وحاول يسقيها ماية على اد ما قدر وهو بيقول : طب اشربى ياحبيبتى ياللا بسرعة عشان مانتأخرش عليهم

الدكتور بعد خمس دقايق مد ايده مسك ايدها اللى ابتدت ترتخى وقاس لها النبض وقال : نبضها مش مظبوط خالص ووشها احمر اوى انا لازم اقيس لها الضغط لان شكله عالى اوى

فاطمة كانت ابتدت تغمض عينها وهى ماسكة راسها بايدها لكن مابطلتش تنده على البنات

ناصر مد ايديه شالها من العربية وطلع بيها عند فتحية والدكتور وراه ، حطها فى السرير وهى بتتلوى بين ايديه بضعف 

الدكتور ابتدى يكشف عليها لقى فعلا ضغطها عالى جدا ، وقال لناصر على حقنة معينة راح جابهالها من الاجزخانة وادالها منها

والدكتور استأذن ومشى وقاللهم انه هيعدى عليهم تانى بعد مايخلص العيادة عشان يشوف ايه التطورات

وفضلت فتحية جنبها تتابعها وعزة كمان جتلهم بعد ما ودت ولادها عند حماتها وناصر رجع القسم من تانى عشان يشوف ايه اللى حصل

………………..

القوة وصلت بيت شروق لقوا البيت ضلمة كحل وما حدش موجود ، ولما سألوا البواب على شروق قاللهم انها نزلت من اسبوع واحد بس من بيتها وكان معاها شنطة سفر واخدت عربيتها ومشيت ، ومن ساعتها مارجعتش تانى

عبد الرحمن كان هيتجنن ، وقعد يسأل روحه ممكن تكون راحت فين ، فقال للظابط : هو ممكن طبعا تعرفوا هى خرجت من البلد واللا لا

الظابط : ايوة طبعا

عبد الرحمن : طب ممكن حضرتك تسأل ان كانت سافرت فرنسا او اى بلد تانية واللا لا

الظابط حط ايده على كتف عبد الرحمن وقال له : احنا هنعمل كل ده ، لكن لازم تعرف ان الحاجات دى بتاخد وقت

عبد الرحمن : يبقى على الاقل تمنعوا سفر بنتى واخواتها فى المطار

الظابط : معاك صور ليهم 

عبد الرحمن : ايوة حضرتك على الموبايل 

الظابط : طب خد رقمى اهوه وابعتهملى عليه وانا هتصرف

الظابط طلع تليفونه من جيبه وكلم زميله وسأله ان كان اذن النيابة طلع واللا لسه ، ولما عرف انه طلع قال لزميله : حصلنى بيه على عنوان الراجل ، ويلغ الرائد مسعد ان صور البنات هبعتهمله ، وعاوزه يطلع قرار منع من السفر باقصى سرعة 

عبد الرحمن : طب والراجل صاحب العربية

الظابط : هنروح له حالا

وراحوا على عنوان الراجل اللى اول ماشافهم حاول يهرب منهم لكن فى الاخر قدروا يقبضوا عليه

اول مامسكوه عبد الرحمن مسكه من رقبته وقال له : بناتى فين ، وديت بناتى فين

الراجل : انا ما اعرفش حاجة وماليش دعوة بحاجة

الظابط خلص الراجل من ايد عبد الرحمن وقال له : انطق وقول البنات فين احسنلك على الاقل تخفف الحكم عنك شوية

الراجل باصرار : انا ما اعرفش حاجة ، وماليش دعوة بحاجة

الظابط للقوة اللى معاه : فتشوا الشقة وهاتوها عاليها واطيها واى مضبوطات هاتوهالى

القوة لما فتشت لقت طبنجة ميرى ، وكذا قطعة سلاح ابيض ولقوا كمان قطعتين حشيش وكذا سيجارة بانجو

فقبضوا عليه و حرزوا كل الحاجات اللى لقيوها واخدوه ورجعوا تانى على القسم





فى القسم … الظابط رفض ان عبد الرحمن يحضر التحقيق وسابه قاعد برة مع ناصر اللى لما رجعوا القسم لقوه مستنيهم وبعد ما الظابط قعد على المكتب  ، قال للراجل اللى اتقبض عليه : الكاميرات بتاعة المحلات مصوراك وانت بتخطف البنات فى عربيتك يادسوقى ، ده غير الحاجات اللى اتظبطت فى بيتك …. دى فيها اعدام لوحدها ، انا ممكن اعملك قضية اتجار فى المخدرات

دسوقى برعب : اتجار ايه ياباشا ، دى حاجات لمزاجى الشخصى 

الظابط بمكر : مزاجك الشخصى بعشرة كيلو حشيش يامفترى

دسوقى بصدمة : عشرة كيلو حشيش … عشرة كيلو ايه يا باشا ، دول هما تعميرتين 

الظابط بسخرية : لا هو انا ماقلتلكش يا دسوقى ، اصل انا بقى عندى من الصنف بتاعك ده كمية مالهاش صاحب … ممكن تنضاف للحرز بتاعك بكل سهولة واثبتها فى محضر التفتيش ، وابقى ساعتها بقى كدبنى وقول انى اتبليت عليك يا دسوقى 

ده غير تهمة حيازة سلاح ابيض ، واللا سرقة سلاح ميرى ، تؤ تؤ تؤ يا دسوقى ، ليه كده ، ليه تعمل فى روحك كده ، ده انت صغير على الاعدام 

دسوقى برعب : اعدام ايه ياباشا انا ماعملتش حاجة يا باشا

الظابط بزعيق : فين العيال اللى خطفتوهم يالا …  انطق





وبعدين قال بهمس زى الفحيح فى ودن دسوقى : لو قريت على طول على مكان البنات هعتبر الحاجات اللى اتحرزت دى ان هى دى بس اللى لقيناها ، ماقريتش هضملك الحرز اللى مش لاقيله اصحاب ده وتبقى تاجر مخدرات اد الدنيا و هتنور كده و انت متعلق فى المشنقة …. قلت ايه …. هتقر واللا عاوز تتمرجح على حبل المشنقة

دسوقى بخوف : يا باشا انا يادوب كنت ماسك المسدس وهددت وبس ، لكن مش انا اللى اخدت العيال

الظابط بهدوء وهو بيطبطب على كتف دسوقى : مصدقك يا دسوقى ، مانا جايبك هنا عشان تقوللى مين بقى اللى اخد العيال

دسوقى : سيد يا سعادة الباشا ، سيد ابو حبيبة هو اللى اخد العيال

الظابط بتفكير : سيد ابو حبيبة بتاع شق التعبان

سوقى بلهفة : ايوة با باشا هو

الظابط : تقعد بقى كده واحدة واحدة وتفهمنى الليلة واللى فيها من الاول للاخر




دسوقى : سيد جالى يا باشا من اسبوعين وقاللى انه عاوزنى فى عملية هتجيبلى قرشين سوقع ، وحكالى ان فى واحد واخد عياله من مراته وحارمها منهم واننا هنساعدها عشان نرجعلها عيالها قصاد اللى هتديهولنا

يعنى عمل انسانى يا باشا

الظابط بتهكم : لا وانت ابو الانسانية كلها يا دسوقى ، ها يا سيدى ، ومين بقى الست دى

دسوقى : انا ماشفتهاش يا باشا غير مرة واحدة بس ، بس هى ست لامؤاخذة يعنى يا باشا فى الكلمة ، ست عايبة

الظابط : اشمعنى يعنى

دسوقى : يعنى ست ارشانة ولابسة لبس كده مش محترمة بيه سنها ، وتلات تربع كلامها بالافرنجى وهى بتلوئ لسانها كده زى بتوع نشرة الاخبار  

الظابط : عندها كام سنة تقريبا 

دسوقى : يعنى ، يبجى ستين سنة كده يا باشا 

الظابط : كانت لابسة ايه

دسوقى : بنطلون استريتش هيفرقع من عليها و فوقيه حاجة كده زى الشال اللى لفاه على كتفها ووسطها 

الظابط : طب استنى ، وخرج نده على عبد الرحمن من برة وبعد ما دخلوا تانى وقفل الباب ، الظابط قال لدسوقى : اوصفلى الست دى شكلها ايه يا دسوقى وركز كويس ، وانت يا استاذ عبد الرحمن عاوزك تركز فى الاوصاف دى وتقوللنا بتاعة مين بالظبط لو اتعرفت عليها ، مبدأيا هو بيقول انها ست فى حدود ستين سنة

دسوقى : هى يا باشا الحق يتقال جسمها زى المانيكان ، وبيضا زى القشطة وشعرها اصفر وطويل بس عاملاه زى الكانيش وعندها حسنة كبيرة تحت رقبتها ، حاكم لامؤاخة الشال اللى كانت لابساه كان مبين كتافها كلها رغم اننا فى عز البرد وبتشرب سيجار زى بتاع البشوات بتوع زمان بس رفيع 

عبد الرحمن بتركيز سأل دسوقى وقال له  :  لما كانت بتتكلم  كانت لادغة  





دسوقى بابتسامة : هى الصراحة كانت بتتكلم بدلع كده وماباقيتش عارف هى لادغة واللا دلع بس هى كانت بتلوئ لسانها وهى بتتكلم

عبد الرحمن اكنه بيكلم روحه : بس ده المفروض انها ماتت

الظابط : المفروض الست دى هى اللى اتفقت على خطف بناتك ، انت تعرفها

عبد الرحمن وهو عمال يوزن حاجات كتير اوى فى دماغه : الست دى تبقى ام شروق ، بس المفروض انها ماتت فى فرنسا من شهور فاتت

الظابط : وعرفت منين انها ماتت

عبد الرحمن : شروق … شروق هى اللى ……

وفجأة قال بغضب : اااه ياملعونة يا سلالة الشياطين ، كانت بتعمل عليا كل الفيلم ده عشان تخطط للى عملته ، بس انا ممكن افهم انها تخطف قمر لكن تخطف اخواتها ليه 

الظابط : طب وانت ماعندكش اى علم بالاماكن التانية اللى ممكن تكون شروق وامها متواجدين فيه

عبد الرحمن ادى الظابط كل العناوين اللى يعرفها لشروق وامها وابوها كمان 

والظابط طلع حملة تفتيش فى الاماكن دى كلها بعد مابلغ زمايله فى المطار انهم يدوروا على اى حجز بالسفر باسم ام شروق بعد ماطلع امر بالقبض على اللى اسمه سيد ابو حبيبة اللى قاللهم عليه دسوقى





عبد الرحمن صمم يطلع مع الحملة ، وفعلا الظابط وافق انه يروح  وراهم  مع ناصر فى عربيته 

لكن وهم لسه هيبتدوا يتحركوا جه تليفون للظابط بلغه ان فى حجز باسم ام شروق على طيارة باريس اللى طالعة بعد ٣ ساعات ، غيروا اتجاههم وطلعوا على المطار وكانت المفاجئة 

ام شروق وشروق الاتنين مع بعض فى الاستراحة بعد ما خلصوا اجراءات السفر ومعاهم التلات بنات ، كل بنت فيهم قاعدة على كرسى متحرك وهى حالقة شعرها بالموس وغايبة عن الوعى ، ومتركب فى ايد كل بنت فيهم  كانولا 

عبد الرحمن وناصر جريوا على البنات بلهفة وهم بيتشاهدوا وبيحمدوا ربنا انهم لحقوا البنات قبل مايضيعوا نهائى ، شروق وامها الصدمة لجمتهم ، وماقدروش يهربوا 

عبد الرحمن وناصر حاولوا يفوقوا البنات مالاقوش اى فايدة ، عبد الرحمن قام بغل الدنيا كلها مسك شروق من كتفها وهو بيقوللها بثورة : عملتى فيهم ايه … انطقى ، وماحسش بنفسه غير وهو بيضربها على وشها قلم ورا التانى لحد ما الظابط حاشه عنها وطلب عربية اسعاف نقلت البنات للمستشفى عشان يتطمنوا عليهم ويفوقوهم




عبد الرحمن كلم فاطمة ، مارديتش عليه ، لكن فتحية هى اللى ردت وعرفت منه اللى حصل ولما سألها على فاطمة قالت له انها لسه تحت تأثير المنوم اللى الدكتور كتبهولها ، وان الدكتور عدا عليهم تانى وقاس لها الضغط لقاه الحمدلله بقى احسن بس لسه قلقان عليها وقاللهم انه هيعدى عليهم تانى يوم من تانى قبل العيادة ، وحذرهم انها لو تعبت فى اى وقت لازم تتنقل المستشفى فورا

عبد الرحمن كان هيتجنن لما عرف اللى حصل لفاطمة ، لان ناصر خبى عنه التفاصيل اللى حصلت لما وصل فاطمة البيت ، وبقى بين نارين 






نار انه يتطمن على البنات ونار انه عاوز يروح بسرعة يتطمن على فاطمة

اما وصلوا المستشفى ، والدكاترة كشفوا عليهم واتطمنوا على مؤشراتهم الحيوية ، طمنوا عبد الرحمن انهم بس تحت تأثير مخدر قوى وانهم هيدولهم حاجة مضادة ترجعهم لوعيهم تانى

وفعلا ، بعد حوالى نص ساعة البنات ابتدوا يفوقوا وكل اللى تفوق منهم اول ماتشوف ناصر وعبد الرحمن ينهاروا فى العياط وهم بيحاولوا انهم يحكولهم عن اللى حصل

لكن عبد الرحمن كان بيضمهم ويطمنهم وقال لهم بلاش تحكوا حاجة دلوقتى ، لما تهدوا وترتاحوا

وعرف منهم انهم ما اكلوش اى حاجة من ساعة اللى حصل ، فناصر خرج بسرعة جابلهم سندوتشات وخلاهم ياكلوا وقال لهم كلوا السندوتشات دى قبل ما نروح ، احسن ماما لو عرفت انكم جعانين هتزعل اوى





عبد الرحمن وناصر اخدوهم ومشيوا بعد ما الظابط قال لهم انه هيعدى عليهم تانى يوم فى البيت ، وعبد الرحمن شكره كتير جدا على مجهوده معاهم وانه ساعده عشان يرجعله بناته

عبد الرحمن وناصر اول ما عربية ناصر وصلت تحت البيت ، فتحية وعزة كانوا عمالين يزغردوا بفرحة شديدة جدا رغم ان الساعة كانت عدت اربعة الفجر ، ومعظم الجيران اللى صحيوا على صوت الزغاريد قعدوا يهللوا ويباركوا لعبد الرحمن على ان البنات رجعولهم بخير

وفضلوا يزغردوا لحد ما دخلوا من باب الشقة واول ماشافوا شكلهم سكتوا تماما والبنات كمان كانوا منهارين وزعلانين على شعرهم اللى اتحلق

فتحية وهى بتفتح دراعتها وبتاخدهم فى حضنها مرة واحدة : حمدلله على سلامتكم ياحبايبى ، يارب ما اتحرم من دخلتكم عليا ابدا ، وقعدت تعيط على عياطهم 

عزة بعتاب رغم ان هى كمان كانت دموعها مغرقة وشها : بقى ده كلام يا ماما ، كفاية عياط بقى ، الحمدلله انهم رجعولنا بخير 





بسمة وهى بتتلفت حواليها : فين ماما

عبد الرحمن : بصوا با حبايبى ، انا عارف ان اليوم كان طويل اوى عليكم ، وعشان كده عاوزكم تدخلوا تتشطفوا كده وتغيروا هدومكم وتناموا ، واللا جعانين اخلى تيتا تحطلكم اكل

بسمة ونسمة وقمر بصوا لبعض ورجعوا بصوا لعبد الرحمن وقالوا فى نفس واحد : فين ماما

عبد الرحمن اتنهد وقال بقلة حيلة : ماما تعبت اوى لما عرفت اللى حصل معاكم ، والدكتور اداها  دوا عشان تنام

قمر بزعل : زى اللى ماما خلت الدكتور يديهولنا

 عبد الرحمن : حاجة زى كده ياحبيبتى ، فعاوزكم انتم كمان تستريحوا عشان لما ماما تصحى تلاقيكم حواليها ، وياريت معلش ، ابقوا البسوا ايس كاب على ما احكيلها اللى حصل … ممكن




البنات هزوا راسهم بالموافقة وراحوا ناحية شقتهم بس قمر بصت لعزة وقالت : تعالى ياعمتوا غيرليلى هدومى 

فبسمة ونسمة قالوا : تعالى ياقمر واحنا هنساعدك ، فقمر راحت معاهم وعبد الرحمن فتحلهم الباب ودخلهم شقتهم وقاللهم : هروح اجيب ماما واجى سيبولى الباب مفتوح

عبد الرحمن رجع دخل شقة مامته ودخل اوضة فتحية ، ولف الطرحة كويس على وش فاطمة ورقبتها ، واخدها فى حضنه وشالها وخرج

فتحية : كنت سيبها يابنى للصبح لحد ماتصحى براحتها لا تبرد

عبد الرحمن وهو رايح ناحية شقته : تصحى فى وسط ولادها احسن يا ماما

عزة : عنده حق يا ماما ، ربنا الحمدلله ردهم لها ، بس لازم اما تفوق تلاقيهم حواليها عشان تعرف وتتأكد انهم رجعوا لها بالسلامة





عبد الرحمن حط فاطمة فى سريرهم وغطاها ورجع قفل باب شقته وراح اتطمن على بناته لقاهم غيروا هدومهم ، اخدهم فى حضنه وعيونه مليانة دموع وحطهم فى سرايرهم واتطمن انهم نايمين فى بيته ورجع على اوضته 

اخد غيار ودخل خد حمام وخرج نام جنب فاطمة 

نام على ضهره وهو حاطط دراعه على عنيه وفى راسه الف سؤال و سؤال

ليه شروق خطفت بنات فاطمة

وليه عملت كده فى شكلهم

وكانت واخداهم برة تعمل بيهم ايه

واهم سؤال … ليه كانت قايلاله ان امها ماتت





وبعدين لف بص على فاطمة وقعد يبص على وشها اللى رغم المنوم اللى واخداه الا ان معالم الحزن الشديد والقهرة كانوا مرسومين على وشها ، ففكر تانى وقال : لو بعد الشر ماكانوش قدروا يلحقوا البنات قبل ماتسافر بيهم كانت فاطمة ممكن يحصللها ايه ، وهو كان هيواجهها ازاى بعد ما بناتها راحوا منها بسببه

عبد الرحمن مد دراعه حطه تحت كتف فاطمة وضمها ليه وحضنها بايده التانية ودفن راسه عند رقبتها وانفجر فى العياط ، عياط غل على غضب على احساس بالعجز كان طابق على صدره طول الوقت ، كان بيعيط وهو كاتم صوته عشان البنات ماتتخضش تانى ، لكن كل اللى كان بيفكر فيه وقتها ان شروق باللى عملته ده كان هدفها الوحيد انها تفرق بينه و بين فاطمة



                الفصل الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close