
الحلقة 4
.
.
شهاب :هروح الصعيد
محمود :ايييييه ... ازاي يعني
شهاب :انت مش بتقول ان اللي اسمه محسن ده مخلي رجالته قالبين الدنيا علي بنته
محمود :ايوه
شهاب :طيب ...يبقي مفيش حل غير اننا نبعدها عن البلد خالص ومفيش ابعد من الصعيد
محمود :دا علي اساس انها هتوافق
شهاب :ودا علي اساس اني مستني موافقتها اصلا
(كانت مازالت ملقاه علي الارض تبكي والدها الذي كان يسقط من نظرها مع كل دمعه سقطت من عيناها .... واخيرآ كفت عن البكاء وتنهدت عازمة علي شئ قد يحسم الامر نهائيآ ... هبت واقفه من مكانها لتسير علي الطريق الذي لطالما اعتادت ان تسلكه في رحلة وصولها الي غرفة تلك المرأه التي اتخذ منها والدها فريسة له ونهش جسدها كذئب مفترس .... جلست بجوارها وهي هائمة في عالمها الاخر لتمد هدير يدها وتملس علي شعرها ثم علي تفاصيل وجهها الذي انهكه الزمن ... انجرفت دموعها حين تذكرت كلمات شهاب الاخيره معها فأمسكت بيد هند وقبلتها قائله...)
هدير :انا اسفه .. مش عارفه اعتذرلك علي ايه ولا ايه ... بس انا ماليش ذنب .. ما اخترتوش انه يكون ابويا .. ماكنتش اعرف حتي ان جواه كم الفساد والسواد ده كله ... عارفه .. انا دلوقتي بس عذرت ابنك علي كل اللي بيعمله فيا .. حتي لو هو موتني هموت وانا مسمحاه عشان ده حقه
(وفي هذه الاثناء دلف شهاب الي القصر متوجهآ الي غرفة والدته أملآ ان يجد بين احضانها ولو بعضآ من الحنان الذي لطالما بحث عنه والذي لطالما ايضآ كان يفتقد له بسبب حالتها الصحيه ... دلف الي الغرفه وهو يجر معه احزانه واوجاعه ولكن صدمته في وجود هدير مع والدته في الغرفه كانت كفيله ان تجعله يستشيط غضبآ ويذهب اليها مسرعآ ويمسك بذراعها وهو يقول بصراخ ...)
شهاب :انتي بتعملي ايه هنا ... وطلعتي من اوضتك ازاي ..؟
(لتقف امامه وهي في حالة ذعر ..استيقظت والدته علي صوت صراخه فنظرت لها هدير و استجمعت قواها خلال ثواني معدوده لتنزت ذراعها من بين قبضة يده قائله ..)
هدير :انا بعمل ايه هنا ... بعتذر للست دي عن اللي ابويا عمله فيها ... وازاي خرجت من اوضتي ... بنفس الطريقه اللي كنت بخرج بيها واجي هنا كل يوم بعد ماتمشي وارجع بيها برضو قبل ما تيجي ... من بلكونة الاوضه للمكتب ومن المكتب لهنا .. بس النهارده ماخوفتش انك تيجي وتشوفني هنا عشان خلاص ... اللعبه خلصت واحنا في اخرها
(نظر لها شهاب في تسائل ..)
شهاب :تقصدي ايه؟
هدير :بنت عدوك واقفه قدامك وسلاحك في جيبك وانا مستسلمه ليك ... والبيت ده زي ماقولت قبل كده في وسط صحرا ... ورجالتك مش هيغلبوا في دفن جثتي
شهاب :بس مش ده اللي انا عاوزه
هدير :اومال عايز ايه ... عايز تعمل فيا زي ما هو عمل في والدتك ... شايفني جسم عايز تنهشه وتسيبه للزمن يكويه بناره ... انا موافقه ومعنديش مانع ... ده دين ولازم ارده لصاحبه... تحب نطلع فوق في نفس الاوضه اللي شهدت قبل كده علي الماضي ... ولا نتمم الموضوع هنا ... بس يا تري طنط هتقبل ان المأساه اللي عاشتها زمان تتكرر تاني قدام عينيها ...
(كانت تتحدث بشكل هيستيري وتنظر الي الي هند التي تحاول بقدر الامكان تجاهل الموقف اما شهاب فكان ينظر لها وعلامات الدهشه والاستغراب من كلماتها واضحه علي وجهها اما هي فكانت منشغله بكلماتها التي حملت هند الي الماضي لتتذكر ما يحولها الي جثه هامده بهذا الشكل لتقول هدير ...)
هدير :رد عليا ... معقول مش لاقي رد ... مش عارف رد فعل طنط ايه لما تشوفك قدام عينيها وانت بتقطع هدومي .. وبتعريني ... بتلمس جسمي بأيدك تحت دافع الانتقام ...بتعري روحي من بين ضلوعي قبل ما تعري جسمي
(وجهت نظرها اليه وجدته ينظر لها وعلامات الاستفهام من افعالها تملأ تفاصيل وجهها فقالت له ...)
هدير :بلاش انت تجاوبني (ووجهت نظرها لهند مره اخري قائله ..) جاوبيني انتي ... موافقه اني ابقي نسخه تانيه عنك و ابنك يتحول نسخه تانيه لمحسن ...
(وهنا عادت هند من شرودها بعد ان مر امام عيناها شريط الذكريات الذي يضم تلك الليله بألامها واوجاعها واحزانها لتنجرف دموعها من عيناها وتحرك رأسها بالنفي ليخرج صوتها لاول مره منذ سنوات عديده قائله بصوت مبحوح ..)
هند :لاااا
(ابتسمت هدير بألم فقد نجحت حيلتها وحققت رغبتها في استفزاز ما تبقي من تلك الجثه الهامده علي فراشها .. فقد كانت علي ثقه تامه ان هند يوجد فيها من الانسانيه مايكفى لتحتج علي تكرار تلك الفعله الشنيعه مره اخري بين اثنان لا ذنب لهم في تلك اللعبه السخيفه المسماه بلعبة الانتقام ... اما عن شهاب فقد توجه مسرعآ الي والدته محاولآ استيعاب ما حدث غير مصدقآ آذانه ... جلس امامها علي الفراش ظل ينظر لها ويتفحصها جيدآ تصاعدت انفاسه وهبطت بسرعه رهيبه ... لا يدري هل يصدق الامر ام يكذبه ... هز رأسه منتظرآ منها اي كلمه تؤكد ما يدور في باله فأبتلعت هند ريقها لتبدأ حديثها قائله ...)
هند : لا ياشهاب ... مش ... انت اللي .. تعمل .. كدا ... انت مش نسخه ... تانيه منه ... وهي مالهاش ذنب ... بلاش يا ابني
(كان شهاب ينظر لها والدموع تنحدر من عيناها فنظر لها متسائلآ ...)
شهاب :معقول ... هو انا بجد سامع صوتك ... انتي بتتكلمي يا أمي
(كادت هند ان تتحدث مره اخري ولكن اسكتها صوت ارتطام قوي لشئ ما بالارض لينظر كل منها لهذا الشئ ليجدوا ان هذا الشئ ما هو سوي هدير التي وقعت علي الارض مغشيآ عليها بعد ان قطعت شرايين يدها ليصدما من هول المنظر فيذهب شهاب لها مسرعآ وهو في حالة ذهول بسبب الضربات التي يتعرض لها واحدة تلو الاخري .... نظر الي والدته فقالت له وهي في حالة فزع ... )
هند :الحقها يا شهاب ... دي واحده منكسره
(حملها شهاب بين يديه ليهرول بها مستقلآ سيارته فيذهب الي المشفى و...)
شهاب :دكتور ... انا عايز دكتور بسرعه
(جاء اليه مجموعه من الممرضات والمسعفين ليحملوها مسرعين الي غرفة العمليات .... اما هنا فقد دلف عبد السميع مع زوجته رئيفه الي غرفتهم فجلست علي الفراش فنظر لها زوجها فوجد ان الحزن الشديد يبدو عليها فنظر لها متسائلآ ...)
عبدالسميع :خبر ايه يارئيفه مالك
رئيفه :انت ليه جاسى لي حج ولدك اكده يا حج
عبدالسميع :احنا اتربينا اكده يا رئيفه .. الولد بيفضل في طوع اوه لحديت ماواحد فيهم يفتكره ربه ... وانا جدامك اهه ... انا واخوي في طوع ابونا ومابنردلوش كلمه
رئيفه :هشام ماعيزش يتجوز بت عمه
عبدالسميع :هنعيد الحديت الماسخ اهه ... شوفي يابت الناس وافهمي حديتي زين ... لما هشام ومجدي يتجوزا من هاجر ورحمه في نفس الليله زي ما ابوي عايز ... وان شاء الله هيحصل ان ولدي هيخلف الاول ويجيب واد ... تبجي العموديه من حجي بعد ابوي بعد عمر طويل انشاله .... اما لو هشام ماتجوزش تبجي العموديه هتروح لاخوي وولده
رئيفه :ما هو كان متجوز يا حج ... انت اللي خلتني اطفشها
عبدالسميع :وبنت مصر كانت هتسيبه يعيش اهنه بين ناسه ... ولا كانت هتخله يمرح وراها بالمشوار وينسانا
رئيفه :كل ماشوف حاله اللي مايسر عدو ولا حبيب ده ازعل جوي واجول ياريتني ما ....
(قاطعها عبدالسميع صارخآ في وجهها ...)
عبدالسميع : بس خلاص ... اسكتي ساكت خالص ... الموضوع ده انتهي من زمان وماعيزينش نفتحه مره تانيه
(صمتت رئيفه وهي تعود بذاكرتها الي الخلف وتتذمر حيث كانت تجلس مع زوجها في المنزل ذاته من اتوام مضت لتلف اليه الخادمه قائله ...)
الخادمه :كلمي ياست رئيفه
رئيفه :اكلم مين يا ام سيد
ام سيد :واحده وتجفه برا بتجول انها تعرف سي هشام
(وقفت رئيفه وهي في حيره من امرها لتذهب الي حيث تجلس رهف قائله ...)
رئيفه :اهلا وسهلا يا بتي ... نورتينا
رهف :اهلا بيكي يا طنط
رئيفه :خير يا بتي في حاجه
رهف :انا رهف ياطنط ... لو تفتكري هشام كان عايز يتقدملي
(عبث وجهه رئيفه واختفت ابتسامتها وقالت ...)
رئيفه :كان ... بس دلوجتي خلاص
رهف :بس انا وهشام اتجوزنا فعلآ ... ولما خيرته بين انه يطلقني او يعرفكم اننا اتجوزنا طلقني
رئيفه : مدام طلجك جايه ليه دلوجتي
رهف :انا جايه عشان اقولك اني خامل
(صدمت رئيفه مما سمعته فهبت واقفه من مكانها لتتركها وتعود الي الغرفه التي يجلس بها زوجها و ..)
عبدالسميع :مين دي يا حاجه
رئيفه : دي الصبيه الي ولدك كان عايز يتجوزها
عبدالسميع :وجايه ليه دي
رئيفه :بتجول ان هشام اتجوزها وطلجها بس عرفت انها حامل
عبدالسميع :اتجوزها كيف يعني ... من ورانا ... ابنك اتجوز في السر
رئيفه :مش وجت الحديت ده
عبدالسميع :اسمعي يا رئيفه ... البت دي لا حامل ولا حاجه ...هي تلاجيها جلبها اتحرج لما طلجها ... عرفت انها مش هتاخد حاجه من العز اللي احنا فيه ده ... فجالت تكذب وتجول انها حامل فيردها ... انتي اطلعيلها دلوجتي بس خدي معاكي من الخزنه مبلغ يكون كبير وزين اكده يملا عنيها
(توجهت رئيفه الي الخزينه الصغيره الموجوده في الغرفه الخاصه بها هي وزوجها واخذت مبلغ من المال ثم خرجت متوجهه الي رهف لتجلس مقابلها وتقذف المال علي المنضده الصغيره امامها وتقول ...)
رئيفه :هتكفيكي الفلوس دي ولا اجيب كمان
(اجابتها رهف متسائله ...)
رهف :فلوس ايه دي
رئيفه :دن تمن انك تبعدي عن ولدي
رهف :ازاي يعني حضرتك ... انا بقولك اني حامل في ابنه .. بس واضح انك مش مصدقاني .. او مش عايزه تصدقيني .... سلام
(حملت رهف حقيبة يدها وخرجت من المنزل وهي تشعر بأنها تعرضت للاهانه لتذهب رئيفه الي الغرفه التي يجلس بها عبدالسميع فجلست بجانبه وهي تقول ...)
رئيفه :حاسه اني غلطت في اللي عملته ده ... معجول تكون حامل بجد
عبدالسميع :وليه بتجولي اكده
رئيفه :حطيت جدامها فلوس ياما وماخدتش منها حاجه واصل
عبدالسميع :هي عايزاكي تصدجيها عشان اكده عملت التمثيليه دي
(عادت رئيفه من شرودها لتقول بينها وبين نفسها ...)
رئيفه :ياريتني صدجتها
(اما هنا حيث كان يقف شهاب بثيابه الملوثه بالدماء وبعد مايقارب الساعه خرج الطبيب من الغرفه ويقول...)
الدكتور :اطمن هي هتبقي كويسه ... الحمد لله الجرح كان سطحي وما وصلش للشرايين
(اجابه شهاب بكل برود قائلا ...)
شهاب :يعني ماكنش فيه لزوم للقلق اصلا
(تعجب الطبيب من رد فعل شهاب البارد فتابع شهاب قائلآ ...)
شهاب :هي هتفوق امتي
الدكتور :بعد ساعتين من دلوقتي
(حمل شهاب نفسه وترك الطبيب خلفه وتوجه الي مكتب الحسابات ليدفه المبلغ المطلوب وعند عودته وحيث كان يسير في الممر وقف متخفيآ بعيدآ عن فتاتان كانتا يتحدثان و ...)
ممرضه 1:تعرفي مين دي
ممرضه2:لا مااعرفهاش تعرفيها انتي ولا ايه
ممرضه1:دي بنت محسن بيه ابوالوفا واحد من كبار رجال الاعمال في مصر
ممرضه2: اومال يااختي مش باين عليها ليه
ممرضه1: يعني ايه
ممرضه2:يعني .... هدومها مقغله ولابسه حجاب ... اومال فين العريان والمكياج والحاجات دي
ممرضه1:ههههههه ما هو يعني مش كل الاغنياء بيلبسوا عريان
ممرضه2: بس دي ايه اللي يخليها تعمل في نفسها كده...؟
ممرضه1: مش عارفه ... بس هعرف
ممرضه2: ازاي ..؟
ممرضه1:عيب عليكي هو انا فيه حاجه تصعب عليه ... هو بس اتصال صغير للبت مني الخدامه اللي عندهم وهعرف كل حاجه
ممرضه2:اه يا سوسه وانتي تعرفيها منين دي
ممرضه1:يابت ما انا كنت روحت بيتهم قبل كده مع الدكتور احمد عبدالتواب بتاع القلب كانت صاحبتك دي حالتها متأخره ايامها وكنت مقيمه في بيتهم
ممرضه2:اه قولتيلي
(وهنا ظهرت ممرضه اخري وقالت...)
ممرضه3: انتوا وقفين هنا وانا بدور عليكم ... الدكتور عايزكم
(انصرفت الفتايات الثلاثه ليتقدم شهاب تجاه غرفتها وهو يفكر فيما كان يستمع اليه لعلمه ان بمجرد اجراء تلك الفتاه لهذه المكالمه ستنكشف كافة الامور ولن يستطيع اتمام خطة انتقامه فدلف الي الغرفه ليجدها نائمه فيحملها ويخرج من الغرفه بل من المشفي بأكملها ليضعها في السياره وتوجه الي قصره ... ليصعد بها الي غرفتها المعهوده ثم هبط الي غرفة والدته التي كانت ممدده علي فراشها في انتظاره ... دلف اليها وجلس بجوارها علي الفراش لتنتيه له وتقول ..)
هند :خير ياابني .. حصلها .. ايه ... طمني عليها
شهاب :معقول ياامي ... انتي قلقانه وعايزه تتطمني عليها .... انتي نسيتي كل اللي ابوها عمله
(تنهدت هند بأسي كبير واردفت قائله ...)
هند : ابوها ... مش هي .. ياابني ... هي مالهاش .. ذنب
(كاد شهاب ان يتحدث ولكن اسكتته هند بسؤالها عن حال هدير ف قالت ...)
هند :طمني عليها
(زفر في ضيق مجيبا عليها ..)
شهاب :ماتخفيش اهي فوق في الاوضه نايمه ...ماتخافيش مماتتش يعني
(نظرت له هند في عتاب قائله ...)
هند :انت جبت القسوه دي كلها منين يا ابني
شهاب :من الزمن يا امي ... اللي شوفته في حياتي قادر يغيرني 180 درجه
هند :بس مش ده اللي بتمناه ليك
شهاب :وايه اللي اتحقق من اللي كنا بنتمناه
(صمت قليلآ ثم اكمل حديثه قائلآ ...)
شهاب :مش مهم ... المهم اني عايز انام جمبك يا امي ... نفسي ارجع طفل بين احضانك
(ابتسمت له ومدت يدها ليرتمي بين احضانها متناسيآ احزانه وألامه واوجاع قلبه ...ليغط ولأول مره منذ سنوات بعيده في نوم عميق ... مرت ساعات الليل لتفتح هدير عيناها علي ضوء الشمس اللذي اقتحمت غرفتها بدفئها وجمال خيوطها الذهبيه ... نظرت في ارجاء الغرفه في محاوله لتتذكر ما حدث معها في ليلة الامس فتلقي نظره علي معصمها فتجد الضمادات فتتنهد بألم قائله ...)
هدير :استغرك ربي وأتوب اليك ... يارب سامحني ... كانت لحظة ضعف وغصب عني
(هبت من علي الفراش لتقل علي قدميها ببعضآ من الصعوبه ولكنها تستند علي اساس الغرفه حتي وصلت اللي الباب الذي ولاول مره منذ ان جائت الي هذا المنزل تجد الباب مفتوحآ فتخرج من الغرفه متوجهه الي غرفة هند التي بالطابق السفلي .. وجدت الباب مفتوحآ فدلفت الي الغرفه مباشرة ليظهر لها وجهه آخر من شهاب ... ذلك الطفل الكبير الذي يخلد في نوم عميق بين احضان والدتها متشبثآ بها خائفآ ان تضيع من بين يداه ... ادارت لهم ظهرها عازمة الخروج من الغرفه كي لا تقطع عليهم هذه اللحظات التي يسرقوهامن الزمن ولكن اوقفها صوت هند التي مادتها بالهمس كي لا تقلق نومة شهاب فعادت هدير اليهم قائله..)
هدير :اسفه اني قلقتك وصحيتك
هند : انا اصلا صاحيه ... بس مكنتش عايزه شهاب يقلق ويقوم من حضني .... عارفه هو بقاله كام سنه محروم من النومه دي
(هزت هدير رأسها بالنفي فتابعت ...)
هند :20سنه
هدير :ياااااااه
هند :20 سنه وانا كده ... مكنتش اكتر من جثه مرميه علي سرير ما بتتحركش ... واللي مصبرني علي الحياه بس هو ان ابني جمبي ومعايا
(استيقظ شهاب علي صوت والدتها ليضمها اليه اكثر قبل ان يفتح عيناه ويقول بفزع وخوف ...)
شهاب :لا يا امي ماتسبينش عايزك جمبي
(كان يبدو علي شهاب انه كان يشاهد كابوسآ مؤلمآ لدرجة انه كان يتصبب عرقآ ... فتح عيناه لينظر امامه فيجد هند بجانبه فأطمئن قلبه وهدء من روعه وقال ...)
شهاب :الحمدلله انه كان كابوس
(هب جالسآ علي الفراش بجوارها ليجد هدير تقف امامه وتنظر له ولكنه انتفض من مكانه حين مر امام عيناه ذكريات الليله الماضيه فوقف قائلآ ... )
شهاب :علي فكره ياامي ... احنا هنمشي النهارده العصر من هنا
هند :هنروح فين ياابني
شهاب :هرجعك بلدك
هند :معقول ... النهارده بعد اكتر من 30 سنه هرجع واروح عندهم تاني ... بس معقول هيقبلوني تاني وسطهم
شهاب : هنجرب ياامي ... مش يمكن جدي لما يشوفك يرضي عليكي
هند :بس انت وصلتلهم ازاي
شهاب :بالصدفه اتقابلت مع ولاد اخوالي
هند :يااااااه ... ياتري يا اخواتي شكلكم بقي عامل ازاي بعد مااتجوزتم وكبرتوا وبقيتوا ابهات
شهاب :لا والمفاجآه ان احنا هنروح نحضر فرحهم هما الاربعه
(قاطعت هدير الحديث الذي يدور بينهم قائلآ ...)
هدير : طب انا هروح فين ... هتسيبني اروح
(نظر لها شهاب ثم ضحك بسخريه قائلا ....)
شهاب :تصدقي ضحكتيني ... سبق وقولتلك ان طريقنا لسه طويل اوي مع بعض ... وانتي كمان هتيجي معانا الصعيد
هند :وأخرة اللي انت بتعمله ده ايه يا شهاب ... سبق وقولتلك ان البنت مالهاش ذنب في حاجه
شهاب :وانا كمان مكنش ليه ذنب وابويا مكنش ليه ذنب وحتي انتي ... انتي يا امي مكنش ليكي ذنب وبرده كلنا اتكسرنا .... انا لحد دلوقتي محترم انها بنت ومش عايز أأذيها ... بس وجودها معانا بيحققلي ولو جزء بسيط من انتقامي من ابوها ... يكفي انه بيدور عليها في كل مكان وقلبه موجوع انه مش لاقيها
(نظرت له هدير قائله ...)
هدير :انت ليه ماسبتنيش أموت ... مع ان موتي كان هيوجعه اكتر
شهاب :يمكن عشان لسه في عمرك بقيه
هند :سيبها ترجع لاهلها يابني ... خلاص بقي كفايه لحد كده
شهاب :مش هسيبها الا بمزاجي ... ( ثم نظر الي هدير ووجه لها كلامه قائلآ ...)
شهاي وبعدين انا انسان مش حيوان زي ابوكي ...فمتخافيش انا لايمكن اني اتعرضلك او حتي اقربلك بأي شكل
(ابتلعت هدير ريقها واغمضت عيناها في محاوله لاستيعاب التغير المفاجأ الذي طرأ علي طريقة تعاملها واسلوبه معها فقالت ....)
هدير :طب انا موافقه اجي معاك ... ومستعده انفذ كل اوامرك ... بس لامتي ...؟؟
شهاب :لحد ما اشوف ابوكي وهو مكسور قدام عينيه وفاقد الامل انه يلاقيكي تاني ... لازم يحس انك ضعتي منه بجد
هدير :مش خايف اني اهرب منك خصوصآ اني مش هبقي وسط صحرا .... وهقدر اوي اني اهرب بسهوله
شهاب :مش هتهربي يا هدير .... لاني هكون حاطط عيني عليكي 24 ساعه في اليوم
(ثم توجهه الي الباب قائلآ ...)
شهاب :العربيات هتجهز بعد ساعتين من دلوقتي
(ثم خرج من الغرفه لتذهب هدير الي هند قائله ...)
هدير :هو ابنك ازاي كده
هند :ازاي يعني
هدير :انسان غريب اوي .. .. طيب وشرير ... محترم ومابيهموش حد ... قاسي وفي نفس اللحظه ضعيف ... انا مابقدرش اتحداه .. فارض سيطرته بكل سهوله و ...)
(بينما كانت هدير تتحدث كانت هند تنظر لها وتبتسم فقاطعتها قائله ...)
هند :انتي حبيتي شهاب
(صدمت هدير من هذا السؤال الصريح الذي توجهه لها فصمتت للحظات استطاعت فيها ان تبتلع ريقها بصعوبه ثم تحدثت قائله ...)
هدير :حب ... طب ازاي ...لا طبعآ... انا يمكن مستغربه شخصيته ... اول مره اقابل حد كده ... وبعدين حب ايه دا انا معرفوش من يجي شهرين
هند :الحب مش محتاج الا لحظه عشان يتولد في القلب ...
(كانت هدير تفكر في كلام هند مطولآ حتي قطع حبل افكارها سؤال ...)
هند: المهم قوليلي انتي ليه حاولتي تموتي نفسك امبارح
(تنهدت هدير بأسى قائله ...)
هدير :لما شهاب حكالي الحقيقة اتكسرت من جوايا ... حسيت وكأني كنت عايشه في وهم وفوقت منه علي وهم اكبر منه ... شوفت الدنيا سوده حواليه نسيت اني انسانه مؤمنه بالله وان الانتحار ده شئ حرام بس اعمل ايه انا اتحطيت جوا دايره سودا وكل دقيقه بتعدي كانت الدايره دي بتضيق عليا اكتر واكتر لحد ما اتخنقت جواها ... ولاول مره الشيطان قدر انه يتغلب عليا بوسوسته ... وبصراحه خفت اتعرض علي ايده لنفس اللي انتي اتعرضتي ليه زمان ... خوفت ابقي نسخه تانيه منك
هند : منين بتقولي انك خوفتي من ان ابني يتعرض ليكي وفي نفس الوقت كنتي موافقه علي تعرضه ليكي
هدير : كلامي وقتها مكنش اكتر من حيله عشان استفذك ... حبيت اكون السبب في انك تخفي ... كنت عايزه اني اكون سبب في ان ولو حتي جزء منك يرجع يعيش من تاني قبل ما اموت انا يمكن ربنا يغقرلي الجريمه اللي كنت هعمله في حق نفسي
هند :هدير يابنتي ... انتي انسانه جميله من جوا ومن برا ...انسي انك موجوده هنا غصب عنك .. شهاب عمره ماهيتعرضلك بأذي ... هو عايز يوجع ابوكي مش يوجعك انتي ... انا عيزاكي تتعاملي وكأنك طالعه رحله ... وماتخفيش طول ما انا معاكي .. انتي هتبقي زي بنتي بالظبط ... وبعدين انتي هتبقي وسط اهلك .. ما ابوكي اصله من هناك برده
هدير :انا عمري ما روحت هناك ... ولا هو حتي جابلنا سيره عن بلده قبل كده
(نظرت هند اليها في تعجب متسائله ...)
هند :هو مين
(تنهدت هدير في آسى قائلا ..)
هدير :مش قادره اقول عليه بابا ... هو سقط من نظري جدآ ... مش قادره اصدق ان هو طلع بالشكل الوحش ده
هند : اهدي يا بنتي ... محدش فينا بيختار ابوه ولا امه ... دا نصيب مكتوب علينا
(كانت هند تتحدث حيث كانت هدير شارده في عالم أخر لتنحدر دمعة من عيناها فتقول هند محاوله تخفيف الامر علي هدير ...)
هند :يعني انا لازم اكون مابتكلمش عشان تهتمي بيا وتأكليني وتشربيني
هدير :ياخبر ... معقول ياطنط دا انتي في عينيا ... حالا هحضرلك الاكل
(ثم توجهت هند الي الثلاجه الصغيره واخرجت منها بعضآ من العصير ثم جائت لها قائله ..)
هدير :يظهر ان سيادة الباشا كان غضبان علينا امبارح وماجبلناش اكل
(فضحكت هند علي كلماتها قائله...)
هند :والله يابنتي هو كتر خيره انه لسه عايش اصلا من بعد منظرك وانتي مرميه علي الارض وكلك دم كده
(ضحكا الاثنان وارتشفا العصير معآ .. اما هنا حيث كانت حسناء تجلس في غرفتها تحتضن صوره لها مع زوجها ... دلفت اليها (آمنه) قائله ...)
آمنه :وبعدين يا حسنا
حسناء :فيه ايه تاني يا ماما
آمنه :فيه ان حالك ده مايسرش عدو ولا حبيب
حسناء :تاني يا ماما
آمنه :تاتي وتالت وعاشر كمان ... انا خلاص خدت قرار وهيتنفذ برضاكي او غصب عنك
حسناء :قرار ايه ده
آمنه :انتي ومحمود هيتكتب كتابكم النهارده ... وكلها ساعات والمأذون هيجي
(صدمت حسناء بسبب ما سمعت فقالت بذهول ...)
حسناء :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا خالتي .. هو محمود وافق .؟
آمنه :لا ماوافقش
حسناء :يعني لا انا موافقه ولا محمود موافق هتجوزينا ازاي بس
آمنه : موافقتكم ماتهمنيش ... اللي يهمني اني اطمن عليكم قبل ما اموت
حسناء :ياخالتي ماينفعش ... انا ومحمود مش اكتر من اخوات وبس ... وعمرنا ما هنبقي غير كده
(هنا صرخت آمنه بها قائله ...)
آمنه :اقسم بالله يا حسنا يا بنت اختي لو الجوازه دي ما تمتش لا هتبرا منك انتي ومحمود واسيبلكم البلد بحالها وامشي وماحدش هيعرفلي طريق جره
(ثم تركتها خلفها تبكي بحرقه وهي تحتضن صورة زوجها الحبيب وتضمها الي قلبها ... ارتشف محمود القليل من فنجال القهوه الذي بيده ثم وضعه امامه علي المكتب ونظر الي شهاب قائلآ ...)
محمود : متأكد انك مش عايزني اجي معاك
شهاب :انت خايف عليا ولا ايه
محمود: طول عمرنا واحنا ايد واحده يا صاحبي ولازم اخاف عليك
شهاب :ماتخفش يا محمود انا رايح عند اهلي
محمود :كان ممكن يكونوا اهلك لو مكنش اللي حصل من 30 سنه حصل ... انما انت دلوقتي ابن الست اللي هربت يوم فرحها عشان تتجوز اللي بتحبه غصب عن اهلها ... وممكن تروح تلاقي الاهل دول اتحولوا لأعداء
شهاب :دا بدل ما تطمني
محمود :انا بحذرك عشان تاخد بالك
شهاب :علي العموم انا هروح وهسيبها علي الله ... يمكن لما امي تشوف اهلها الفرحه ترجع تملا قلبها من تاني ... ومين عارف يمكن ربنا يتم شفاها
محمود :ان شاءالله خير يا صاحبي المهم ابقي خليك معايا علي التليفون ديمآ
شهاب : ان شاءالله
(هب محمود عازمآ علي الخروج من المكتب ولكنه عاد وجلس مره أخري وقال متسائلآ ...)
محمود :بقولك ايه ياشهاب
شهاب :قول
محمود :هو انت ازاي هتسافر كده وتسيبلي كل حاجه ... انت مش خايف اني اعمل زي ما محين عمل واسرق كل حاجه
شهاب :لان انا وانت زي بعض يا محمود ... مش من النهارده ولا من امبارح ... لا دا من اكتر من 10سنين ... يوم ما كنت انا حتة صنايعي بشتغل باليوميه عشان اصرف علي امي وعلاجها ... وانت طالب ابوك مات وساب في رقبتك امك واخوك الصغير ... اشتغلنا سوا واتعاهدنا اننا هنمشي الطريق لاخره مع بعض .. والايام اثبتتلي انك راجل ... وقدرت تحافظ علي العهد ده ... والراجل اللي يحافظ علي العهد كنوز الدنيا ما تغرهوش انه يخون الامانه ... فهمت ياصاحبي
(ابتسم محمود قائلآ ...)
محمود :فهمت ياصاحبي
(كان هشام و مجدي يسيران معآ بين الاراضي الخضراء مستمتعين بتلك المناظر الخلابه ليزفر مجدي في ضيق قائلآ ...)
مجدي :هااااا فكرت ولا لسه
هشام :يعني انت عايزني اطلع اقول لجدي ان بنته اللي هربت من اكتر من 30سنه جياله مع ابنها
مجدي :اه وايه يعني ايه المشكله
هشام :سيبك من المشكله والكلام ده وقولي ...انت عارف ظهور عمتك تاني ومعاها ولد ده معناه ايه
(نظر مجدي له في تساؤل قائلآ ...)
مجدي :معناه ايه
هشام :معناه ان صوت رصاص التار هيرجع يملا البلد من تاني
الفصل الخامس والسادس
بقلم هدير مصطفي
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵
الحلقة 5
.
.
الفصل الخامس
هشام :معناه ان صوت رصاص التار هيرجع يملا البلد من تاني
(شعر مجدي انه يستمع لأحجية ما شتت فكيره فتسائل ...)
مجدي :رصاص ايه و تار ايه ده
هشام : عمتك لما هربت من 30سنه فاتوا كان بسبب جوازها اللي اتحدد غصب عنها
مجدي :دي حاجه معروفه ايه الجديد
هشام :تعرف العريس كان من عيلة مين
مجدي : لا مااعرفش بس سمعت ان عمتي مكنتش موافقه ورفضت عشان بتحب واحد وجهه اتقدملها وجدي رفضه عشان كان فقير
(تنهد هشام قائلآ ...)
هشام: العريس كان من عيله الراوي
(صدم مجدي حين سمع لقب العائله فقال ...)
مجدي :طب ازاي وفيه عداوه وتار بين العيلتين يمكن من قبل ما اهالينا يتولدوا
هشام :فعلا ولما اتحكم علي العيلتين في مجلس بين كبار العائلات هنا انهم يتصالحوا وينهوا مشاكلهم اتحكم عليهم كمان ان واحد من عيلتهم يتجوز بنت من عيلتنا
(تحدث مجدي بتفهم كبير يوحي بأنه بدأ في ربط الامور معآ ...)
مجدي :والعروسه كانت عمتي هند
هشام :ولما عمتنا هربت يوم فرحها العار مكنش من نصيب عيلتنا احنا بس
مجدي :ازاي عروسة ابنهم تهرب يوم فرحها عليه
هشام :بالظبط كده ... والنار ولعت بينهم من تاني ورجعت عجلة التار تدور عليهم من تاني
لحد ما انعقد المجلس تاني
مجدي :وكان الحكم ايه المره دي
هشام :كان ان من كل عيله من العيلتين واحد يسافر يدور علي عمتي
مجدي :واللي يلاقيها يقتلها صح
(حرك هشام رأسه بالايجاب وهو يتنهد بضيق قائلآ ...)
هشام : للأسف ... جريمه تحت اسم انهم بيغسلوا عارهم بأيديهم ... اللي نجي عمتك منهم انها مريضه وساكنه جوا بيتها ومابتخرجش منه فمحدش عرف طريقها .. اما لما تيجي هنا بقي ....
(ليقاطعه مجدي متمتمآ بصوت كان بالكاد مسموع ...)
مجدي :معقول كده ... مش ممكن ... طب ازاي ... (ثم رفع وجهه الي هشام قائلآ ...) عمتي كده حياتها في خطر
هشام :مش بس عمتي اللي هتبقي حياته في خطر
مجدي :وشهاب كمان
هشام :عرفت بقي المشكله في ايه
مجدي :ان مش بس الفلوس اللي بتتورث
هشام :القتل والدم كمان بيتورث
مجدي :طب وبعدين ... دا شهاب جاي النهارده
هشام :لازم نمنعه انه يجي بأي شكل
(أخرج مجدي هاتفه من جيب بنطاله وشرع في اجراء اتصال بهاتف شهاب ولكن لم يحالفه الحظ فقد كان الهاتف مغلق فزفر في ضيق قائلآ ..)
مجدي :التليفون مقفول
هشام :طب خليك وراه لحد ما يفتحه
مجدي :ماشي خلاص هفضل متابعه
(دلف شهاب الي المنزل متجهآ الي غرفة والدته ولكن استوقفه صوت ضحكات هند وهدير الذي كان يدوي في الارجاء فوقف للحظات ليستنت عليهم و ...)
هدير :هههههه مش ممكن وبعدين يا طنط حصل ايه
هند :بس يابنتي فضل علي الحال ده يجي اكتر من شهر ... كل ما يتكلم يقول نروح لعروستي يجي يشيلك يقول دي عروستي مع انه كان عنده اقل من 10 سنين وقتها بس هنقول ايه بقي كان في دماغه انه هيربيكي علي ايده ولما تكبري يتجوزك
(ادرك شهاب ان الحديث الذي يدور بينهم الان ليس علي احد سواه فأقتحم الغرفه بوجهه العابث قائلآ ...)
شهاب :انتوا قاعدين تحكوا وتتحاكوا وناسين ان فيه سفر وطريق طويل قدامنا
(سيطر الصمت للحظات علي الموقف لتقول هند وهي مصطنعه الغضب ...)
هند :انت ازاي تدخل كده من غير ما تخبط
شهاب :اخبط ..؟؟! انا داخل اوضة امي
هند :بس انا مش لوحدي فيها ... افرض هدير كانت قاعده براحتها شويه ولا قالعه الحجاب ولا حاجه ... خلاص البنت كبرت ... مابقتش الطفله اللي كنت بتشيلها بين ايديك وهي عمرها ايام
(ثم وجهة نظرها الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي المجاور لها لتقول والابتسامه تعلوا وجهها ...)
هند :تعرفي ان شهاب هو اللي مختار اسم هدير ده ... من حبه فيا اختارلك اسم فيه اول حرف من اسمي
(زفر شهاب في ضيق ثم توجهه الي والدته وهو يتمتم قائلآ .. )
شهاب :شكلك مش ناويه تجيبيها البر يا امي
(ثم انحني ليحملها بين ذراعيه و ...)
هند :انت مواديني فين
شهاب :هركبك العربيه عشان نمشي
(تصنعت هند الزعل و ...)
هند :انت اتغيرت يا شهاب
(فقال لها بنفاذ صبر ...)
شهاب :ايه تاني يا امي
هند :جعانه يا ابني ... انا مقضياها من الصبح عصاير
شهاب :حاضر يا ست الكل ... هجيبلك احلا اكل علي الطريق
(ثم وجهه نظره الي هدير قائلآ بصيغة الامر ...)
شهاب :هاتي الكرسي المتحرك ده وتعالي ورايه
(حركت رأسها بالايجاب ثم ابتلعت ريقها وهي في حيرة من امره بسبب اسلوبه الذي يتغير في الدقيقه اكثر من مره فأخذت الكرسي المتحرك الخاص ب هند وسارت خلفه حتي وصلا الي السياره فوضع شهاب هند في المقعد الخلفي لتتمتع بقسطآ من الراحه ثم توجه الي مقعد السائق وقال له ...)
شهاب :انت من النهارده اجازه ومرتبك هيجيلك اول كل شهر لحد عندك
السائق :حاضر يا فندم
(ثم توجه الي واحد من الحراس الشخصين المحيطين بالمنزل واخرج ظرف به رزمه من المال و اعطاها له قائلآ...)
شهاب :اما انتم فدي مكافآه مني ليكم وبرده تعتبروا نفسكم في اجازه لحد ما اتصل بيكم
الشاب :بس يا فندم ماينفعش نسيبك تسافر لواحدك .. من واجبنا اننا نفضل مع سعادتك طول الوقت
شهاب :انا طالع رحله مع عيلتى ومش عارف هرجع منها امتي ومش هبقي محتاج لاي حراسه معايا وان شاء الله اول ما ارجع هتصل بيكم
الشاب :تحت امرك في اي وقت يا فندم
(ثم توجه شهاب الي السياره وصعد مكان السائق فلم يجد هدير في السياره فنظر لها حيث كانت تقف بجانبها فقال ...)
شهاب :ماتركبي
هدير :اركب فين
شهاب :العربيه ... ولا تحبي سعادتك اني اجيبلك عربيه مخصوص
(زفرت هدير في ضيق آسفه انها رغمآ عنها ستجلس بجانبه لفتره طويله ... ثم صعدت الي السياره لتجلس بجانبه لينطلق مسرعآ في طريقه .... دلف محمود الي منزله ليفاجأ بوالدته التي تجلس مع ثلاث رجال يراهم لاول مره فالقي عليهم التحيه و ....)
محمود :السلام عليكم
الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(تحدث محمود متسائلآ عن سبب وجودهم بالمنزل دون سابق معرفه ...)
محمود :خير يا جماعه فيه حاجه
(فتحدثت والدته وهي تشير الي احدهم ...)
آمنه :ده المأذون يابني .. ودول الشهود
(ثم نقلت اشارة يدها اليه قائله ....)
آمنه :وده العريس يا شيخ
المأذون :زواج مبارك ان شاء الله يا ابني
(وقعت هذه الكلمات كالصدمه علي آذانه فقال وهو محاولآ استيعاب الأمر ...)
محمود :عريس ايه وزواج مين
(نهضت آمنه من مجلسها لتتجه اليه وتأخذ بيده متجهه الي احدي الغرف لتدلف اليها بعد ان طرقتها حيث كانت حسناء تجلس فيها فهبت واقفه فوقف محمود الي جانب حسناء ناظرآ الي والدته في تساؤل و ....)
آمنه :انا تعبت منكم بما فيه الكفايه .... خلاص انا خدت قراري انتوا الاتنين هتتجوزا النهارده ... ولو حد فيكم عارضني مش بس هتبرا منه ... لا انا هسيبلكم البيت والبلد وهخفى خالص ومش هتلاقوني ... انا هخرج اضايف الرجاله اللي برا ... 10 دقايق تكونوا جايبين بطايقكم وجايين ورايا عشان الكتاب يتكتب
(ثم خرجت آمنه من الغرفه غالقة الباب خلفها لتتركهم في حيره من امرهم لينظر محمود الي حسناء قائلآ ...)
محمود :وبعدين يا حسنا
(تنهدت مطولآ بأسي كبير قائله ...)
حسناء :مش عارفه يا محمود ... انا تعبت من خالتي ... كل يوم نفس الكلام ونفس المناهده .. معتش عارفه اعمل ايه عشان تبطل اللي بتعمله ده ... اوقات كتير بفكر اني اسيبلها البيت وامشي وارجع واقول ان كل حياتي في البيت ده ... محمود ... انا كل ذكرياتي مع محمد هنا ... ماقدرش اسيب كل ده ورايا وامشي
(كانت كلمات حسناء تعتصر قلبه ألمآ فماذال يحبها بالرغم من مرور السنوات ...فقال وهو يحاول اخفاء حزنه ...)
محمود :امي مش عايزه اكتر من ورقه يا حسناء
حسناء :تقصد ايه
محمود :هي فاكره انك لما تبقي مراتي هيكون ليكي الحق في كل حاجه عندي ... عايزه تضمنلك حياه كريمه حتي بعد مايجرالها حاجه بعد الشر ... عايزه يكون معانا ورقه تدينا الحق اننا نفضل في ضهر بعض علي طول ... ماتعرفش انك اختي وهتفضلي طول عمرك اختي واني هفضل احميكي طول عمري حتي من الهوا الطاير ...
حسناء :طب والحل ايه ؟
محمود :نديلها الورقه دي
(صدمت حسناء وقالت ...)
حسناء :قصدك ايه ؟
محمود :نتجوز علي الورق بس
حسناء :ايه اللي انت بتقوله ده ؟
محمود :مفيش حل غير كده ... هنريح ماما بالورقه اللي هي عيزاها وكمان هنريح نفسنا من الاسطوانه اللي كل يوم بنسمعها
حسناء :بس ...
(قاطعها محمود قائلآ ....)
محمود :من غير بس يا حسنا ... مفيش حل افضل من ده ... واوعدك اننا هنفضل زي ما احنا ... اخوات وبس
(وهنا طرقت آمنه الباب عليهم ودلفت اليهم قائله ...)
آمنه :الشيخ والشهود تعبوا من كتر الأنتظار ... مش يلا بقي
(مرت لحظات من الصمت عليهم لتتنهد حسناء بأسى معلنة علي قرارها قائله ....)
حسناء : انا موافقه يا خالتي
(لتطلق آمنه الزراغيد علي أمل ان يقتحم الفرح والسرور بيتهم ثم تمسك محمود من يده وتخرجه من الغرفه قائله ...)
آمنه :يلا يا عريس روح اسبقنا علي ما اجهز العروسه
(ثم اغلقت الباب لتتجه الي حسناء محتضنه اياها قائله ...)
آمنه :أخيرآ يا بنتي ....ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتيني ... يلا عشان تغيري هدومك
حسناء :وانا اغير هدومي ليه
آمنه :هو فيه عروسه تحضر كتب كتابها وهي لابسه اسود ... دا حتي فال وحش يا بنتي
حسناء :خالتي
آمنه :ايه يا قلب خالتك
حسناء :ماتتوقعيش مني في الجوزاه دي اكتر من أمضتي علي عقد الجواز
آمنه :يعني ايه؟
حسناء :يعني انا ومحمود هنفضل زي ما احنا ... طول عمرنا
(صمتت آمنه في محاوله لأستيعاب الامور لتقول بنفاذ صبر ...)
آمنه :طيب يا حسنا غيري هدومك دي عشان شكلنا قدام الناس اللي برا وبعدين نشوف الموضوع ده
(أما هنا كان هشام يتجول في باحة المنزل ليعود بالذاكره الي الخلف متذكرآ ذلك اليوم الذه كان خارج المنزل وعاد اليه ليجلس علي احد الكراسي المرفقه بالباحه لتدلف اليه خادمتهم المدعوه ام سيد قائله ...)
ام سيد : اعملك حاجه يا هشام بيه
هشام :شكرآ يا ام سيد ... الا قوليلي صحيح حد جالي هنا النهارده
ام سيد :لا محدش جه (صمتت ام سيد قليلآ لتردف قائله ...) ايوه صح فيه واحده جت النهارده وسألت عليك وست رئيفه اتكلمت معاها
هشام :واحده .. مين دي ... ماتعرفيش اسمها ايه
ام سيد :لا هي ماجلتش اسمها ايه ... بس هي كانت صبيه زينه جوي ... لابسه كيف بنات البندر ... وبتتحدد مصراوي زيك اكده
هشام :طيب هي الحاجه فين دلوقتي
ام سيد : في اوضتها
هشام :طيب انا هطلعلها افهم منها
(ترك هشام ام سيد ثم توجهه الي غرفة والدته وطرق الباب عليها فأذنت له بالدخول وحين دلف اليها قال ...)
هشام :السلام عليكم
رئيفه :وعليكم السلام ياولدي
هشام :مين اللي جتلي النهارده يا امي
(ارتبكت رئيفه بعض الشئ لتقول بتردد ...)
رئيفه :محدش جالك
هشام :بس ام سيد بتقول ....
(قاطعته رئيفه قائله ...)
رئيفه :اه جصدك البت المصراويه اللي انت اتجوزتها في السر من غير ما تعرفنا
هشام :رهف !!
رئيفه :ايوه هي اللي ما تتسماش دي
هشام :كانت جايه هنا ليه يا امي ... وقالتلك ايه
(صمتت رئيفه للحظات وهي تفكر فيما يجب عليها ان تقول ثم كسرت حاجز الصمت هذا قائله ...)
رئيفه :كانت جايه عايزه تمن للوقت اللي قضيته معاها ... ما هي لقت نفسها طلعت من المولد بلا حمص فجت عشان تطلب تمن سكوتها وانها ماتفضحناش في البلد
(صدم هشام بسبب كلمات والدته وما تقوله عن حبيبة قلبه فقال ...)
هشام :تفضحنا
رئيفه :ايوه تفضحنا ... هي حاجه سهله ان هشام بيه حفيد العمده يكون متزوج من مصراويه بتلبس محزق وملزق وكمان في السر من ورا اهله ... هو فيه بنت ناس تقبل بحاجه زي دي
هشام :وحصل ايه يا أمي
رئيفه :اديتها اللي يسكتها ويملا عنيها
(قطع حديثهم ذلك صوت رنين هاتفه ولكن صدمته كانت اكبر من انه ينتبه الي ذلك الصوت فقالت والدته ....)
رئيفه :تليفونك بيرن ياولدي
(أخرج هشام هاتفه من جيب جاكيته ليجد ان المتصل ليس أحدآ سوى رهف لتنحدر دمعة من عيناه فتقول رئيفه ....)
رئيفه :مين اللي بيرن ده
(تحدث هشام بصوت مجروح ....)
هشام :دي هي يا أمي .... رهف
رئيفه :رد عليها ياهشام ... تلقيها عايزه فلوس تاني... خليها تبعد عنك ... بكفايه اللي خدته
(اجاب هشام علي الهاتف وهو يحاول ان يصطنع القوه قائلآ ...)
هشام :السلام عليكم
(اجابته رهف بكل الشوق والحب قائله ...)
رهف :هشام حبيبي .... انت فين ... وحشتني اوي ... انا جيتلك البلد و ....)
(كان حنين هشام لها ولكلماتها قوي جدآ لدرجة انه كاد ان بيدعوها بحبيبته ولكن حينما ذكرته بمجيئها الي بلدته تذكر كل ما هو كفيلآ ان يجعل قلبه قاسيآ عليها فقال بكل قوته ...)
هشام :عرفت انك جيتي ... وخدتي اللي يكفيكي ... بتتصلي تاني ليه بقي ... معقوله اللي خدتيه من امي قليل و طمعانه في اكتر
(اجابته بذهول قائله ...)
رهف :انت بتقول ايه ..؟
هشام :ابعتلك قد ايه وتبعدي عني يا رهف ... ايه اللي يكفيكي ويخليكي تنسي انك عرفتي حد في حياتك اسمه هشام
(لم يجد هشام ردآ من رهف سوا غلق الهاتف في وجهه ليعود الي ارض الواقع علي صوت شقيقته الصغرى هاجر وهي تناديه ...)
هاجر :أبيه هشام انت فين ... هييييييه ... انت مش سامعني
هشام :معاكي يا جيجي معاكي اهو
هاجر :مش باين انك معايا ... سرحت كده روحت لحد فين
هشام :ماسرحتش ولا حاجه خير كان فيه حاجه
(وهنا دلف اليهم مجدي وهو يقول بصوت عالي دون ان يدرك وجود هاجر ...)
مجدي :هشام ... يا هشام انت هنا وسايبني ادور عليك
هشام :خير يابني فيه ايه
مجدي :فيه مصيبه
(استدارت هاجر له قائله ...)
هاجر :يا ساتر يارب
(وهنا حلقت عصافير الحب فوق رأس مجدي ويقف فقط ناظرآ الي هاجر متناسيآ كل ما كان سيقوله فيقول ....)
هشام : مساء الورد والعسل والفل علي احلا هاجر في الدنيا
(لتبتسم هاجر في خجل وتصمت لينظر هشام لهم مطولآ في انتظار ان يتحدث احدهم ولكن دون فائده فتنحنح لتنتبه له هاجر فتتركهم وتتوجه الي المنزل فيذهب هشام ليقف بجانب مجدي فيجده ينظر الي هاجر بحب وعاطفه كبيرين حتي اختفت عن انظاره فضربه بخفه علي رأسه لينتبه له قائلآ ...)
مجدي :اييييه يا عم الفصلان ده
هشام :علي اساس جاي تقول ان فيه مصيبه
(ضرب مجدي يده برأسه وكأنه متذكرآ شئ و ...)
مجدي :اااااه ..... شهاب ابن عمتك
هشام :ماله ... وصل ولا ايه
مجدي :بتصل بيه وتليفونه لسه مقفول
هشام :طب والحل ايه دلوقتي
مجدي :خليها علي الله بقي واللي فيه الخير هيقدمه ربنا
هشام :ان شاءالله خير
(اوقف شهاب سيارته ونظر الى هدير فوجدها تغط في نوم عميق وكذالك هند التي كانت في الكرسي الخلفي فهبط من السياره متجهآ الي الاستراحه ليعود بعد دقائق ومعه بعض من الأطعمه واستقل السياره مجددآ لتستيقظ هدير مفزوعه علي صوت اغلاقه للباب ...)
هدير :يسم الله الرحمن الرحيم
شهاب(بجمود) :ايه شوفتي عفريت ولا ايه
هدير :بمنظرك ده تخوف اكتر من العفريت
(عبثت ملامح وجهه شهاب لينظر لها بغضب قائلآ ...)
شهاب :لا دا انتي كده خدتي عليا اوي
(وهنا استيقظت هند علي صوت ابنها قائله ...)
هند :فيه ايه يا شهاب انت علي طول صوتك عالي كده
(ابتسم شهاب حين استمع الي صوت والدته الحبيبه التي لطالما كان يطوق الي سماع صوتها وتأنيبها له فقال بحب ...)
شهاب :مساء الورد ياست الكل ... يلا بقي عشان تاكلي
(نظرت هدير له بتعجب قائله ....)
هدير :لا بقي مش معقول كده
هند :خير يابنتي فيه ايه
هدير :ابنك ده ازاي كده ... دا من لحظه واحده بس كان بيطلع نار من مناخيره وعمال يزعق ويشخط فيا
(نظر لها شهاب بغضب وهو يجز علي اسنانه فأكملت حديثها و ....)
هدير :وفي لحظه واحده كده بمجرد ما بصلك بقي انسان تاني خالص
(ثم وجهت نظرها الي شهاب قائله ...)
هدير :انت جاي معانا في المسرحيه دي بكام دور ياكابتن
(ابتلع شهاب ريقه بصعوبه غير مستوعبآ طريقه كلامها واسلوبها وقال ...)
شهاب :مسرحيه ...
(كاد شهاب ان يطلق صافرات أنذار الغضب العارم علي هدير لتوقفه ضحكات هند التي كانت تدوي في السياره وكأنها ابنة ال20 ربيعآ التي لم تري احزانآ ولا اوجاعآ من قبل لينشرح قلب شهاب لسماعه هذه الضحكات فيبتسم و ...)
هند :مش ممكن يا هدير ... انتي فظيعه ... ايه خفة الدم دي يا بنتي
(ضحكت هدير هي الاخري قائله ...)
هدير :والله يا طنط انا برمي القنبله يا تضحك وتقلبها نكد ... المهم اضحكي اضحكي انشاله ما حد حوش
(ازدادت ضحكات هند علي اسلوب هدير التي عزمت ان تسخر من كل شئ كلما سنحت لها الفرصه كي تزيد من اغاظة شهاب وغضبه .... ماهي لحظات حتي اعطي شهاب لكل واحده منهم صندوق صغير يحتوي علي طعام وقال بجمود...)
شهاب :اتفضلوا كلوا عشان ماتقليش اني حارمك من حاجه ياست هند ... وتقعدي جمب جدي بقي تشكي وتتشكي مني
(هنا انقطعت ضحكات هند لتصمت لثواني معدوده وتردف قائله ...)
هند :هو معقول بابا ممكن يتقبلني بعد السنين دي كلها
(شعر شهاب وكأنه علي وشك الخوض في اختبار كبير جدآ وغايه في الصعوبه ... فأبتلع ريقه وتنهد ليقول في محاوله لتهدئة القلق والخوف الذي يعتري قلب والدته ...)
شهاب :هو بس ديته تقوليله كلمة بابا بالمصري كده مرتين تلاته وهو مش بس يتقبلك ده مش بعيد يستسمحك كمان
(أنهى المأذون والشهود مهمتهم وخرجوا من المنزل تاركين محمود و حسناء جالسين علي الارائك وهم في حالة صدمه مما اقدموا علي فعله ... عادت آمنه بعد أن اغلقت الباب خلف الرجال والفرحه تعلوا وجهها لتقول بسعاده ...)
آمنه :والله وحققتولي حلمي اخيرآ ... الف مبروك يا ولاد ... عقبال ما اشيل عيالكم بين ايديا
(هنا انتفضت حسناء من مجلسها قائله ...)
حسناء :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما
آمنه :خير يا بنتي كفالنا الشر ... انا غلطت ولا ايه
(نهض محمود هو الاخر من مجلسه قائلآ ...)
محمود :ايوه يا أمي غلطتي ... جوازي انا وحسنا مش اكتر من كلام علي ورق بس عشان نحقق رغبتك ... اما اكتر من كده ما تتوقعيش مننا ... احنا كنا وهنفضل اخوات للابد ... تصبحوا علي خير
(ثم توجه الي غرفته لتتوجه حسناء هي الاخري الي غرفتها تاركين آمنه خلفهم في حاله من الصدمه وخيبة الأمل بعد ان كانت تظن ان الاوان قد آن وان الفرح والسرور سيعرفان طريقهم الي بيتها ولكن هيهات ما كان هذا الفرح والسرور ما هما سوي لحظات مؤقته تخفي خلفها الحزن والأمل ...... أما هنا وحيث كان شهاب يسير في طريقه الطويل هذا وبينما كانت هدير وهند منشغلان بالحديث الممتع والذي كان شهاب بعيدآ كل البعد عنه اخرج هاتفه ليلقي نظره عليه فوجده مغلقآ ... زفر في ضيق لاعنآ هذا الحظ فقالت هند ...)
هند :خير يا ابني فيه ايه
شهاب :الموبايل فاصل شحن وماخدتش بالي خالص
هند :عادي يابني مفيش مشكله دلوقتي نوصل وتشحنه
شهاب :ما انا كنت عاوزه عشان اتصل بشهاب او مجدي عشان مانطبش عليهم فجأه كده
هند :خليها علي الله ياشهاب واتوكل
هدير :هو احنا وصلنا ولا ايه يا طنط
هند : 5 دقايق بالظبط وهنكون وصلنا
(مرت الدقائق عليهم كمرور السنوات حيث كان كلآ منهم يحمل التساؤلات في خاطره ويدور في عقله الكثير والكثير من الافتراضات ليحدث كل منهما نفسه قائلآ ...)
هند :ياتري يا بابا هتعمل ايه لما تلاقيني جيالك بعد السنين دي كلها ... هتاخدني في حضنك زي ما انا نفسي اترمي في حضنك ولا مش هترضى انك تبص حتي في وشي ... طب اخواتي هيعملوا ايه ... ياتري لسه فاكرين ان ليهم اخت اسمها هند
شهاب :وبعدين بقي ... طب لو جدي رفض انه يقبل وجودنا ... دي هتبقي صدمه كبيره اوي علي امي ... دي ممكن تروح فيها ... انا ازاي مافكرتش في النقطه دي ... ازاي اخطي خطوه من غير ما احسب سلبيتها قبل ايجابيتها ... من امتي وانا بعمل كده
هدير :ياتري الناس اللي رايحين لهم دول هيعملوني ازاي ... وعلي اي اساس ... انا هعيش بينهم ازاي وبأي صفه ... وشهاب هيقولهم انا مين
(ليقطع حبل افكار ثلاثتهم ايقاف السياره بشكل مفاجئ من قبل شهاب حين رأي اثنان من الرجال يسيران في وسط الظلام متجهان اليه فهبط من السياره وتوجه اليهم ليتحقق منهم فيجد انهم هشام ومجدي و ...)
مجدي :ايه يا شهاب انا من الصبح برنلك تليفونك مقفول ليه
شهاب :ايه ده مفيش الحمدلله علي السلامه ... ولا حتي تسلموا علي عمتكم
(وهنا تحدث هشام بقلق ...)
هشام :انت لازم تاخد عمتي وتمشي من البلد بسرعه
(تعجب شهاب مما يقوله هشام و ...)
شهاب :هو فيه ايه ... جدي هو اللي عايز كده
مجدي :جدي مالوش دعوه بالموضوع ....هو حتي مايعرفش عنكم حاجه لسه
شهاب :اومال في ايه
هشام :الموضوع موضوع تار يا ابن عمتي
(صدم شهاب وقال متسائلآ ...)
شهاب :تار مني انا
مجدي :لا مش منك .... من عمتي
شهاب :تار من واحده ست ... طب ازاي ... ومن امتي والستات بيتاخد منهم التار
هشام :هي مش مسألة تار ... المسأله ان دي واحده هربت يوم فرحها وجابت العار لعيلتين ... والعهد كان انها لما تظهر تتقتل عشان يغسلوا العار بدمها
(تسائل شهاب في محاوله لأستيعاب الامور ...)
شهاب :يعني ايه ..؟ مش فاهم
(بدأ هشام ومجدي في شرح الامور ل شهاب بسلاسه بينما كانت هند مع هدير ينتظرانه في السياره علي بعد خطوات منهم و ..)
هند :ياتري مين الأتنين اللي واقفين مع شهاب دول
هدير :يمكن حد من معارفه ولا حاجه
هند :دي اول مره يجي فيها البلد عرفهم منين دول
هدير :مش عارفه بس وقفتهم سوا طولت واكيد يعني يعرفهم والا مكنش وقف معاهم كل ده
هند :يارب خير
(انهوا الشباب حديثهم ليقول شهاب متفهمآ الامر ....)
شهاب :عشان كده واقفين لي في الشارع عشان تنبهوني
هشام :اومال نسيبك تخاطر بحياتك انت وعمتي كده
شهاب :والمطلوب مني ايه دلوقتي
مجدي :تاخد عمتي وترجع مصر حالآ
شهاب :قصدك اهرب يعني ... مستحيل
هشام :ماينفعش النهار يطلع عليكم هنا يا شهاب ... لو حد من البلد شم خبر انكم هنا عيلة الراوي هتقيد النار في قلوبهم ومش هيطفيها الا الدم
شهاب :انا جيت هنا عشان اخلي امي تحضر فرح ولاد اخواته ولازم انفذ العهد ده حتي لو بالدم
مجدي وهشام :بس ده خطر
شهاب :خلوها علي الله وتعالوا سلموا علي عمتكم
(ثم أخذهم من ايديهم حتي وصلا الي السياره ليفتح الباب الخلفي و ...)
شهاب :تخيلي كده يا امي مين الشابين دول ..؟
(حركت هند رأسها متسائله ...)
هند :مين يا حبيبي
شهاب :مجدي وهشام ولاد اخواتك
(تلألأت أعين هند عندما علمت انهم اولاد اخواتها لتأخذهم في احضانها غير مصدقه للأمر وبعد مرور دقائق من التحيات والقبلات نظر مجدي وشهاب الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي الامامي وتنظر لهم و ...)
هشام :ايه ده يا شهاب انت ماقولتلناش ان عندك اخت
شهاب :ما هي دي مش اختي
مجدي :اومال مين دي
(صمت الجميع للحظات لتكسر هند موجة الصمت هذه قائله ... )
هند :دي هدير ... مرات شهاب
(وقعت هذه الصدمه علي اذان شهاب وهدير ليصرخ شهاب قائلآ ...)
شهاب :هدير مين
(واردفت هدير قائله .....)
هدير :مرات شهاب مين لامؤاخذه
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵
الحلقة 6
.
.
الفصل السادس
(وقعت هذه الصدمه علي اذان شهاب وهدير ليصرخ شهاب قائلآ ...)
شهاب :هدير مين
(واردفت هدير قائله .....)
هدير :مرات شهاب مين لامؤاخذه
(نظر الشباب بعضهم الي البعض في حيره وتساؤل لتقول هند حاسمة الامر ...)
هند :جري ايه يا شهاب انت ومراتك مش هتبطلوا اللي انتوا بتعملوه ده ... الشباب هيقعوا في الفخ وهيصدقوا انكم مش متجوزين
مجدي :فخ ايه يا عمتي
هند :اصل شهاب وهدير 24 ساعه عاملين زي ناقر ونقير وعلي طول بيعملوا مقالب في بعض تقولشي اعداء يا ابن اخويا ... واخر المتمه عاملين ليها تقال وكل واحد فيهم مش معترف انه متجوز من التاني
هشام :متجوزين غصب ولا ايه
هند :ابدآ ياقلب عمتك ... دا الحب بينهم ولع في الدره لدرجة ان عنيهم فضحاهم
(زفر شهاب بغيظ وانزل الكرسي المتحرك من اعلا السياره وجذب مجدي من ياقة قميصه وأخرجه من السياره ودلف هو منحنيآ علي هند ليحملها بين ذراعيه وهو يجز علي اسنانه قائلآ ...)
شهاب :كنت عارف انك مش هتجبيها البر يا هند
(ابتسمت ومدت يدها لتمسك بأذن شهاب قائله بمزاح ....)
هند :ولد عيب ... ينفع تقول لماما هند كده حاف
(ابتسم شهاب قائلآ ...)
شهاب :ولا تزعلي نفسك يا قمر المره الجابه هفقشلك عليها بيضتين
(ضحكت هند من قلبها ...)
هند :بيضتين ولا بطين
شهاب :بيضتين بتوع دجاجه يا حج كامل
(ضحك الجميع علي اسلوبهم الساخر هذا فوضع شهاب والدته علي كرسيها المتحرك ويقول ... )
شهاب :مستعده للمقابله دي
هند :ان شاء الله خير
هشام :طب ما تيجي عندنا يا عمتي ... واجلي مقابلتك مع جدي للصبح وبعدين ال3 بيوت جمب بعض ان كان بيتنا ولا بيت عمي ولا بيت جدي
هند :لا يا ابني انا لو روحت علي بيت في البلد هيكون بيت واحد بس ... البيت اللي اتربيت وكبرت فيه ... دوار العمده ... أبويا الحاج عبدالعزيز الجمال
مجدي :بس جدي مايعرفش انك جايه والله اعلم رد فعله هيكون ايه
هند :انا مستعده لاي رد فعل منه يا مجدي
(تنهد شهاب مستدعيآ الصبر والسلوان علي ما يقبلون عليه ثم وقف خلف امه ليدفع بها تجاه منزل جده وخلفه يسير البقيه ...وصلا عند الباب فتقدم هشام ومجدي لطرقه لتفتح له فتاه في الا20 من عمرها يافعة و غاية في الجمال و ...)
الفتاه :خير يا أبيه هشام
هشام :جدي نام ولا لسه يا ورد
ورد :هو دخل اوضه من شويه بس متهيقلي كده مالحقش ينام
هشام :طب ممكن تندهيله
(نظرت له بتساؤل قائله ..)
ورد :هو فيه ايه يا أبيه ... ومين دول
(نظر لها مجدي بغيظ قائلآ ...)
مجدي :أنتي مش هتبطلي التساؤلات بتاعتك دي ... اتفضلي اندهي لجدي واحنا هنستناه في المضيفه
(شعرت ورد بالاحراج بسبب اسلوب مجدي في الحديث معها فدلفت الي الداخل وصعدت الي الاعلي متوجهه الي غرفة جدها عبدالعزيز ذلك الرجل الذي تجاوز عمره ال80 من عمره لتطرق الباب فيأذن لها بالدخول و ...)
عبدالعزيز :خير يا بتي في حاجه
ورد :ابيه هشام ومجدي تحت ومعاهم ضيوف مستنينك يا جدي
عبدالعزيز :ضيوف مين دول اللي جايين الساعه دي
ورد :ناس اول مره اشوفهم ... ست كبيره علي كرسي متحرك وشاب وبنت
عبدالعزيز :طب سنديني يابتي عشان انزلهم
(وقفت ورد بجانبه ليضع يده علي يدها فيتكأ عليها ليجلس علي فراشه ويشرع في ارتداء جلبابه و وضع عمامته علي رأسه ثم هب واقفآ ليسير مستندآ علي ورد وهبط الي أسفل ودلف الي المضيفه والأبتسامه تعلوا وجهه ليستقبل ضيوفه ...)
عبدالعزيز :السلام عليكم ورحمة الله
(رفعت هند رأسها لتلتقي عيناها بأعين والدها الذي لطالما كانت تتوق لرؤيته ... نظر لها عبد العزيز مطولآ حتي تعرف أليها فأختفت ملامح الابتسامه عن وجهه وقال بجمود ...)
عبدالعزيز :خير يا هشام في حاجه
(توجه مجدي الي جده ممسكآ بيده قائلآ لورد ...)
مجدي :سيبينا انتي لوحدنا
(تركتهم ورد وخرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها فقال هشام ....)
هشام :ايه يا جدي...معقول ماتعرفش مين دي
عبدالعزيز :لاه ماعرفش ... وماعيزش اعرف
هشام :بس كلامك ده بيقول انك عرفتها كويس اوي
(وهنا تحدثت هند بلكنتها الصعيديه قائله ...)
هند :انا هند يابوي .. وده شهاب الدين ولدي الوحيد .. زينة الرجال
عبدالعزيز :مااعرفش حد بالاسم ده
هند :انا هند بنت جلبك ... الي طول عمرك بتحلف بحبك ليها ...
(نظر لها عبدالعزيز بقسوه قائلآ ...)
عبدالعزيز :تجصدي هند اللي جابتلي العار وهربت يوم فرحها ... هند اللي جصرت رجبتي وحطت راسي في الطين
هند :كان غصب عني يا ابوي ... كيف يعني كنت عاوزني اتجوز واحد ماشفتوش وماعرفتوش جبل اكده ... كيف اسيب راجل زين بحبه ويحبني و ادفن حالي مع واحد عشان حكم صلح اتحكم عليه بيه
(استمع عبد العزيز الي حديث هند وثم استدار عازمآ الخروج من الغرفه فأوقفته كلمات هشام ...)
هشام :هترد سؤالهم يا جدي
(صمت عبدالعزيز للحظات ثم قال ...)
عبدالعزيز :هما دقوا باب الكبير ... وانا ماتعودش ارد سؤال اي حد يدق بابي ...
(ثم نظر الي هند قائلآ...)
عبدالعزيز :انتوا جايين هنا ضيوف ... تاخدوا واجبكم زيكم زي اي ضيف غريب عن البلد ... قعدتوا يوم ، اسبوع ، شهر .. اهلآ وسهلآ .. نص ساعه وهنكون جهزنالكم اوضتين تجعدوا فيهم بس ماتنتظروش مننا اكتر من الضيافه ...
(ثم فتح الباب ليجد زينه مقبله عليه قائله ...)
زينه :بتندهلي يا جدي
عبدالعزيز :اسنديني يا بتي اطلع فوق
(مدت زينه يدها ليتكأ عليها عبدالعزيز ليغادر الغرفه فينظر شهاب الي والدته فيجد ان الحزن قد سيطر عليها فنظر لها هشام قائلآ ....)
هشام :انا أسف يا عمتي ... بس انا قولتلك نمهدله الاول انتي اللي رفضتي
(تنهدت هند بأسى قائله ...)
هند :اللي حصل ده هو اللي كنت متوقعاه .. بالعكس انا كنت متوقعه اكتر من كده
مجدي :اومال خلتينا نيجي علي هنا ليه ...ماجتيش عندنا او عند عمي ليه
هند :لو كنت روحت عند حد من اخواتي كان ممكن اي واحد فيهم يطردني في نوبة غضبه أنما زي ما شوفت ... ابويا مهما غضب واتنرفز ما طردنيش بل بالعكس استضافنا عنده وده بيديني فرصه اني افضل معاه في نفس البيت واقرب منه
(ابتسم مجدي وقال مادحآ ذكائها ...)
مجدي :يانهار ابيض ياعمتي .. انتي جبتي الذكاء ده منين
هند :اومال انتوا فاكرين ان مفيش حد ذكي الا انتوا ولا ايه
(ثم نظرت الي شهاب الذي كان الصمت يسيطر عليه وقالت ...)
هند :مالك يا شهاب ساكت ليه
(زفر شهاب في ضيق شديد قائلآ ...)
شهاب :مكنتش عاوزك تتحطي في الوضع ده
(ابتسمت هند بهدوء ورطبت علي يديه ....)
هند :دول أهلي يا شهاب ومهما حصل كان لازم أني هرجعلهم في يوم من الايام ... والمواجهه دي كان لابد منها
(ثم نظرت الي هشام متسائله ...)
هند :المهم ... قولي يا هشام
هشام :نعم يا عمتي
هند :مين البنت اللي اسمها زينه دي ... تبقي اخت حد منكم ؟
هشام :لا تبقي بنت ابن جدي عبدالحكيم اخو جدي عبد العزيز ... بس لما اهلها كلهم ماتوا ومعتش ليها حد جدي جابها تعيش معاه واتكفل بمصاريفها وتعليمها وكل حاجه تخصها
هند :الله يرحم جميع أمواتنا
الجميع :اللهم امين
(وهنا استمعوا الي صوت طرقات علي الباب فتوجه هشام لفتحه فوجد زينه تقف امامه قائله ...)
زينه:جدي أمرني اني اجهز اوضتين للضيوف يا ابيه هشام وانا حضرت اوضه ومحتاره في الاوضه التانيه ومش عارفه اجهز انهي اوضه
(هنا تحدثت هند قائله ..)
هند :انا هقعد في اوضتي
(نظرت زينه لها مستفسره ...)
زينه :أنهي اوضه دي حضرتك
هند :الاوضه اللي جمب اوضة ابويا
زينه:ابوكي ...؟؟
هشام :دي عمتي هند يا زينه
(صدمت زينه من جملة هشام الاخيره وقالت في تسرع ...)
زينه :دي اللي هربت يوم فرحها
(نظر الجميع لها بغضب فأدركت مدي الخطأ الذي اقترفته فدلفت الي الغرفه متأسفه ...)
زينه :انا اسفه بجد ... بس ده كل اللي اعرفه عنك ... دا انا حتي ماكنتش اعرف شكلك ... ومالكيش ولا صوره واحده حتي في البيت ده خالص
(أبتسمت هند لها مستوعبه الامر لتقول ...)
هند :ولا يهمك يا زينه ... أدينا اتقابلنا اهو ... واكيد هنتعرف ببعض وانا هبدأ بالتعرف ... أنا هند في مقام عمتك ... وده شهاب الدين أبني .. اما القمر دي تبقي هدير مرات أبني
(بدأت زينه تتجول بأنظارها علي ثلاثتهم وكأنها تتفحصهم بأتقان شديد لتقول ...)
زينه :أهلآ وسهلآ يا مرحبا .. نورتونا والله .. انا بقي زينه سالم عبدالحكيم واتمنى أن حسن ضيافتنا ليكم يليق بيكم
(نظر لها مجدي بغيظ قائلآ ...)
مجدي :بس هما مش ضيوف دول اصحاب مكان
(فبادلته زينه نظراته بتحدي وقالت ...)
زينه :جدي قال ضيوف يبقوا ضيوف ... اما نقطة أصحاب البيت دي فدي حاجه بأمر جدي مش انت اللي هتحكم بيها
(ثم وجهت نظرها الي هند قائله ببرود ...)
زينه :حضراتكم فيه اوضه اتوضبت ليكم مؤقتآ علي الصبح لما جدي يصحي ويقولنا علي الاوضه التانيه اللي تتجهزلكم ... اما بالنسبه للاوضه القديمه اللي حضرتك عوزاها فدي مقفوله من زمان جدآ ... من أكتر من 30 سنه ...ومحتاجه تنضيف كتير جدآ والخدم نايمين ... ف... أعتقد انكم تمشوا اموركم للصبح
(شعروا جميعآ بالغيظ والغضب من هذه الفتاه التي تريد ان تفرض سيطرتها علي كافة الامور ولكن هنا خرجت هدير عن صمتها الذي دام طويلآ وقالت ...)
هدير :وفيه حل تاني
(نظر لها الجميع في تساؤل مستفهمين فأردفت ...)
هدير :انا وانتي والشباب صاحيين ونقدر اننا ننضف الاوضه سوا ... وفي اقل وقت هنخليها زي الفل
(تحولت نظرات زينه الي تكبر وغرور وقالت بأستنكار ...)
زينه :انتي عيزاني انا انفض التراب واشيل العنكبوت واكنس الارضيه
هدير:ونمسحها كمان ... وايه المشكله
زينه :والله اذا كنتي انتي اتعلمتي تعملي الحاجات دي في بيت اهلك ... انا مستعده اجيبلك عدة التنضيف وابدأي تنضيف اما انا فعندي خدم بيخدموني
(شعروا جميعآ بالاهانه التي توجهت الي هدير من قبل زينه فقالت هند ...)
هند :علي فكره يا زينه الواحده الي مابتعرفش تنضف وتكنس وتمسح عمرها ما تعرف تفتح بيت ...واللي زي هدير بس هما اللي بيعرفوا يعمروا ... والدليل انها من اغنياء مصر وجوزها شهاب بيه ابني غني جدآ ومع ذلك معندهاش مانع انها تنضفلي الاوضه اللي بحلم اني انام فيها
(صمتت زينه لانها لم تجد في جعبتها ردآ لتقول هدير...)
هدير :ها بقي هاتجيبيلي ادوات التنضيف ولا ايه
(زفرت في ضيق وسحبت نفسها خارجه من الغرفه لتقول هند ...)
هند :مالها دي
هشام :زينه دي بقي يا عمتي حكايتها حكايه
هند :احكيلي احنا يعني ورانا ايه
هشام :دي لما اتنقلت من بيت عيلتها لبيت عيلتنا وجت قعدت مع جدي هنا من حوالي سنتين وهي في دماغها حاجه واحده بس
هند :وايه هي ..؟
هشام :هي انها تبقي صاحبة البيت ده ... وتحكم وتتأمر علي الجميع ..
مجدي :عشان كده كانت عاوزه تتجوزني
هند :معقول دي صغيره جدآ علي انها تفكر كده
مجدي :زينه بتتحرك بخطط خالتها
هند :هي الحكايه فيها نواره؟
هشام :انتي تعرفيها
هند :الا اعرفها ... ده بيني وبينها حكايات ياما
(كانوا جميعآ يتحدثون ويتسامرون وكان شهاب يجلس وهموم الدنيا كلها متكاتله فوق رأسه لتنظر اليه هدير متعاطفه معه لتتنهد بأسى ... دلفت زينه اليهم وهي تحمل ادوات التنظيف لتلقي بهم علي الارض قائله ..)
زينه :ادي حاجة التنضيف والاوضه فوق في الدور التاني ... اتفضلي شوفي شغلك بقي واعملي اللي انتي عوزاه
(ثم خرجت وتركتهم فأنحنت هدير الي الارض لتتناولهم فتنظر هند اليها قائله ..)
هند :هو انتي هتنضفي الاوضه بجد
هدير :طبعآ يا طنط .. انتي فكراني بهزر ولا ايه ..؟
هند :لا يا بنتي .. احنا ننام لي الاوضه اللي جاهزه وبكره ان شاءالله تتحل من عنده
هدير :لا لا لا لا يمكن .. ازاي ننام كلنا سوا
(ثم أنحنت هدير الي هند لتقول في أذنها ..)
هدير :انتي صدقتي اني مرات ابنك بجد ولا ايه ..؟
(ابتسمت هند وقالت هامسه ...)
هند :دا يوم المنا يا دودي
هدير : دا لو اخر يوم في عمري مايحصلش
هند :هنشوف
(ارتفعت هدير ونظرت الي هشام ومجدي قائله ...)
هدير :مش يلا ولا ايه يا شباب
هشام ومجدي :يلا بينا
(وخرجوا ثلاثتهم متجهين الي الطابق الثاني الذي يضم مجموعه من الغرف ليرشداها الي غرفة هند القديمه ليفتحا الباب ويتفاجاءا بما يرون ... فكانت الغرفه مرتبه ونظيفه وكأن هناك من يعيش بها ويهتم بنظافتها فتعجبوا لذلك الامر كثيرآ ... في هذه الاحيان كان شهاب ماذال يجلس مع والدته في غرفة المضيفه فنظرت له هند لتجده حزين للغايه فحركت كرسيها وتوجهت اليه لتكون مقربه منه كثيرآ و ...)
هند :مالك يا شهاب ... من ساعة ما جينا هنا وانت عامل زي ما تكون هموم الدنيا كلها اترمت علي كتافك ليه
شهاب :عشان انا غلطت لما جيبتك هنا يا امي
هند :بالعكس يا حبيبتي ... انت لما جبتني هنا اتولد جوايا امل ان ابويا يسامحني .. وهعمل كل جهدي عشان ده يحصل لازم باي طريقه اخليه ينسى اللي حصل زمان
(نظر شهاب الي والدته متسائلآ...)
شهاب :انتي ليه قولتي ان انا وهدير متجوزين
هند :شهاب يا حبيبي انت هنا في الصعيد .. ماينفعش تدخل علي ناس صعايده وتقولهم معلش اصل البنت دي انا خاطفها وجايبها هنا معايا عشان عندي تار عند ابوها وهاخده منها
(صمت شهاب للحظات وتنهد بأسى فقالت هند...)
هند :فيه كلام كتير جواك عايز تقوله
شهاب : حاسس اني مخنوق اوي يا امي
هند :انت حبيتها ..؟
شهاب :ماينفعش يا امي ... انتي نسيتي هي تبقي بنت مين
هند :واديك قولتها بنته يعني مش هي المذنبه ...قولها الحقيقه يا شهاب ... وبرأ نفسك قدامها
(احني شهاب رأسه ليضعها علي قدم والدته التي كانت تجلس مقابله له ليقول بأسى ...)
شهاب :وهي مين يبرأها هي وابوها قدامي ... 20سنه وشبح الليله السودا دي بيطاردني في كل لحظه وكل ثانيه تمر عليه ...20 سنه وانا حابس نفسي جوا دايرة الشغل عشان اكبر واعلا لدرجه تمكني اني انتقم ... 20سنه وفيه فكره واحده بس اللي مسيطره عليه .. هي أني اخد بتاري
(ثم رفع رأسه لها مكملآ لحديثه ...)
شهاب :عيزاني بعد السنين دي كلها يا أمى انسى كل ده عشان وهم اسمه الحب .. لأ .. مش هيحصل
هند :بس وانت خطفك ليها من البدايه مكنش عشان تنتقم منها .. كل خطط انتقامك من البدايه كانت من ابوها
شهاب :صح يا امي ... عندك حق
(ثم احنى رأسه ثانية ليتوسد قدميها قائلآ ...)
شهاب :في الاول خطفتها عشان احميها .. بس بعد كده اكتشفت انها بقت سلاح في ايدي اقدر اغرزه جوا قلب ابوها
هند :يعني ايه يا شهاب
شهاب :يعني اللعبه اللي بلعبها مع هدير بقالي شهور ...آن الآوان اني اقلبها جد بقي
هند :يعني هتبقي نسخه تانيه من محسن
(وهنا دلفت هدير اليهم مع هشام ومجدي قائله ...)
هدير :مش ممكن دا الاوضه نضيفه جدآ وكأنها ما اتقفلتش ولا لحظه
(انتفض شهاب ورفع رأسه عن اقدام هند وتصنع القوه فتنهدت هند بأسى لتبتسم بغرض اخفاء حزنها قائله ..)
هند :كنت عارفه انه كان مستنيني ارجع ومفقدش الامل
مجدي :ايوه يا عمتي يا جامده يا عم الواثق انت
(ضحكت هند مجاملة لمجمدي وقالت ...)
هند :طيب يا شباب مين فيكم هيطلعني أوضتي
(انتفض شهاب واقفآ وقال ..)
شهاب :انا يا ماما هشيلك
(نظرت له هند بنظرات عتاب ...)
هند :لا يا شهاب .. اقعد ارتاح انت ياابني .. انت طول عمرك شايلني .. وبعدين اولاد أخوالك هنا اهم ... هما كمان في مقام ولادي ... يشيلوني شويه بقي
هشام :بس كده يا عمتي ... دا انتي تأمري
(ثم توجه هشام الي عمته حاملآ اياها بين ذراعيه ثم خرج من الغرفه وحمل مجدي الكرسي المتحرك وخرج خلفه ... فحزن شهاب كثيرآ من رد فعلا والدته فجلس محبطآ متألمآ فذهبت هدير وجلست بجانبه قائله ...)
هدير :تسمحلي اقعد معاك لحد ما استاذ هشام واستاذ مجدي يروحوا اصل طنط قالتلي اتظاهر اننا مراتك قدام اي حد
(ضحك شهاب ساخرآ علي كلماتها وقال ...)
شهاب :انتي ... الله يسامحك يا امي ... بقي مالقتيش غير دي وتدبسيني فيها ... طب كنتي استنضفي شويه
(نظرت له هدير بأزعاج كبير وقالت ...)
هدير :ايه اللي انت بتقوله ده ... عيب كده يا استاذ ...
(قاطعها شهاب قائلآ ...)
شهاب :ايه .. زعلتي ... معلش اصل فيه ناس كده لما بتقف قدام المرايه اللي بتبينلهم حقيقتهم بيزعلوا
هدير :حقيقتهم ..؟؟
شهاب :ايوه ... انتي ايه حقيقتك غير انك صوره مصغره عن ابوكي ... هو كمان كان بيعمل كده ... دخل جوا العيله وفضل يتدحلب يتدحلب لحد ما بقي جزء منها ... والكل اداله الامان ... وبعدين ضرب ضربته اللي قضي بيها علي الكل ... وانتي دلوقتي في مرحلة الدحلبه ومش هسمحلك انك توصلي لغايتك وتقضي علينا كلنا
هدير :انت بتقول ايه ؟
شهاب :بوريكي حقيقتك
هدير :وانت ؟
شهاب :انا ايه .؟
هدير :انت مين هيوريك حقيقتك ... سكتت ليه .. سيبلي انا المهمه دي ... انت مش اكتر من انسان ... لا انسان ايه ...
(وبدأت هدير تتحدث بأنفعال اكبر ..)
هدير : انت آله متبرمجه علي تقنيه واحده بس وهي الانتقام ... رغبتك في الانتقام عمتلك عينيك .. خلتك مش عارف انت بتنتقم من مين وفي مين .. جايب بنت ماتعرفش عنها اي حاجه ... حالتها اي او ظروفها ايه او حتي مرضها ايه .. . مجرجرها وراك وكأنها سجينتك ... وطول الوقت ... طول الوقت عمال ترمي عليك اتهاماتك ومشيلها ذنوب حاجات هي ما عملتهاش ... وبتعاملها وكأنها مجرمه ... تقدر تقولي انا ايه ذنبي في اللي حصلك او اللي حصل لعيلتك ... ولا اي حاجه .. مجرد بس اني بنت الراجل اللي اذنب في حقكم ... ووقتها عمري مكنش اكتر من سنه ... بس ازاي ... اخطاء الكبار بيتوارثها الصغار ... وانا ورثت غلطة ابويا وعشان كده جبتني هنا ... انت فاكر ان عشان انت مابتعمليش حاجه يبقي كده خلاص ... لا انت غلطان يا شهاب بيه ... انا مجرد وجودي معاك بيوجعني ... عارف ...لمجرد ان انا وانت بنتنفس نفس الهوا دا شئ بيكسرني من جوايا .. لانك بالنسبه ليا دلوقتي مش اكتر من نسخه تانيه من محسن ... محسن اللي انت بتكرهه ده
(كانا يقفان امام بعضهم البعض وكل منهم ينظر في عين الأخر حتي انهت هدير حديثها فتركها شهاب وخرج من الغرفه تاركآ اياها خلفه وهي لاتصدق كيف تحدثت معه هكذا او كيف قالت كل ذلك الكلام القاسي في حقه فتنهدت في ضيق وخرجت هي الاخري من الغرفه فوجدت باب المنزل مفتوح القت بنظرها الي الخارج فوجدته يعطيها ظهره ويدخن السجائر بشراهه كبيره فكرت في نفسها ان تعتذر له ولكنها قالت ان هذا ليس الوقت المناسب للكلام فقد قالت ما يكفي فأوشكت علي صعود السلالم فوجدت هشام ومجدي يهبطان فأسرعت ومسحت دموعها ونظرت لهم قائله ...)
هدير :هي طنط هند نامت
هشام :ايوه احنا فضلنا جمبها لحد ما نامت
مجدي :اومال شهاب فين
هدير :هو خرج يشرب سجاير وانا قولت اطلع اتطمن علي طنط علي ما يخلص
هشام :طيب اطلعي بصي عليها برده واحنا هنعرف شهاب علي مكان اوضتكم
(تركتهم هدير وصعدت متوجهه الي غرفة هند ودلفت اليه بعد ان طرقت الباب طرقات خفيفه ... وجدتها نائمه فتسطحت بجوارها ولتتظاهر بالنوم ولكن يبقي بداخلها حمم تحرقها كليآ أثر ذلك الانفجار الذي حدث قبل قليل اما هنا خرج هشام ومجدي ووجدوا شهاب يدخن السجائر بشراهه فقال هشام معلقآ ..)
هشام :ماتزعلش يا صاحبي ..الدنيا كلها هموم ...ان شاء الله الزعل مش هيطول اكتر من كده ... المهم دلوقتي هتعمل ايه في مسألة القتل دي ... عيلة الراوي بقالهم سنين مستنين الفرصه دي ... وماهيصدقوا يلاقوها
(لم ينتبه شهاب لما يقوله هشام فكان يفكر فيما قالته هدير له وكانت كلماتها تتردد في آذانه ليفيق من شروده علي صوت شهاب الذي ناداه بصوت اعلا ...)
شهاب :ايه يا ابني بتزعق ليه
هشام :بقالي ساعه بتكلم معاك وانت ولا هنا
شهاب :خير فيه حاجه
هشام :بقولك هتعمل ايه في موضوع التار
شهاب :سيبها علي الله ... هو هيرتب كل حاجه بمعرفته
مجدي :طب احنا هنروح دلوقتي وهنسيبك ترتاح ... اوضتك انت ومراتك هي الاوضه اللي جمب اوضة المضيفه ... يلا تصبح علي خير
هشام :تصبح علي خير
شهاب :وانتوا من اهله
(غادرا هشام ومجدي المكان وكل منهم توجهه الي منزله ليكمن في غرفته ليغط في نوم عميق منتظرين ان تبزغ شمس النهار لتضعهم في مواجهه جديده بين الاخوه ... اما شهاب فظل يدخن السجائر حتي نفذت منه العلبه فتمدد علي كرسي ملحق بالحديقه وغط هو الاخر في نوم عميق رغمآ عنه ...مرت الساعات لتشرق شمس النهار ليستيقظ عبدالعزيز قبل الجميع او بالاحرى هو لم ينم طوال الليل بسبب التفكير ظل يفكر طويلآ وماذال يفكر ... تري ماذا عليه ان يفعل ... هل يعفوا عنها ويتقبل ... هو بالفعل يريد ذلك ... كم يطوق لها ويتمنى ان يحتضنها ... يا الله ... كم اشتاق اليها هذا الاب الذي لطالما لقبها بأبنة قلبه ... هل يذهب لها الان ويفتح لها ذراعيه قائلآ أبنتي الحبيبه اشتقت لكي ... ولكن ماذا سيقول للناس ... ابنته الهاربه عادت بعد كل هذه السنوات ... قعيده علي كرسي متحرك ... معها شاب وهو ابنها ... زوجها ليس معها ... يبدو وكأنه أكتفي منها ... او لم يأمن لها بعد ان هربت من بيتها من أجله ... مؤكد انه فكر كيف لفتاه هربت وجلبت العار لاهله ان تحافظ عليه فتركها رهن المرض والسنوات لتتأكل فيما تبقي منها ...اهذا ماحصلتي عليه يا هند مقابل هروبك مني ... كرسي متحرك ينقلك من مكان الي اخر .... لما ياهند ... لما حرقتي قلبي وهجرتي احبائك ... لا هذه ليست هند ...ليست هند التي هربت منذ اكثر من ثلاثين عامآ ... فقد غيرها الزمن
(انقطع حبل افكاره دخول زينه التي سبق دخولها صوت طرقاتها الخفيف علي الباب و ...)
زينه :صباح الخير يا جدي ... صاحي بدري لوحدك يعني
عبدالعزيز :صباح النور يا بتي ... ومين جاله نوم بس
(صمتت زينه للحظات ثم ابتسمت في خبث لتقول ...)
زينه :اكيد الضيوف دول قلقوك مكنش لازم اسيبهم يقعدوا في الاوضه اللي جمبك عشان مايقلقوش نومك
عبدالعزيز :اوضة ايه اللي جمبي
زينه :الاوضه اللي انتي محرج علينا ان محدش يدخلها ...وياما اترجيتك اني اقعد فيها عشان ابقي جمبك وانت ماوفقتش
(هب عبدالعزيز من علي فراشه والغضب يتطاير من عيناه لتسنده زينه التي سرت تلك الوقيعه التي القت بها بين الاب وابنته قلبها واخذته متجهه الي الغرفه ليفتحها ويدلف اليها فينظر الي ابنته النائمه بشكل ملائكي علي فراشها كمن لم ينعم بنومه هنيئه منذ عشرات السنين ... شعر وكأنها طفله صغيره ظلت تبحث عن احضان والدتها مطولآ واخيرآ وجدتها لترتمي فيها متناسيه لكل هموم الدنيا ... ولكن سرعان ما قشعر ابدانه منظر الكرسي المتحرك الموضوع بجانب الفراش فخطر علي ذاكرته صورتها وهي تجلس عليه فعاد الغضب ليسيطر عليه مجددآ ليتوجها اليها ويصرخ بها وهو ينكزها بعصاته التي يتكأ عليها قائلآ ....)
عبدالعزيز :جومي فزي يابت انتي
(هبت هند من نومها علي صوت ابيها لتنظر له مبتسمه ...)
هند :يااااه يابوي .... بعد السنين دي كلها يتحقق حلمي واشوفك اول مااصحي من النوم
عبدالعزيز :انتي ايه جابك الاوضه دي ... مش جولتلكم ليلة امبارح انكم ضيوف ومكانكم في اوض الضيوف
هند :بس دي اوضتي
عبدالعزيز :كانت اوضتك زمان ... دلوجت انتي مالكيش حاجه عندينا ... لو كنتي رجعتيلنا بصحتك واثبتيلنا ان اختيارك هو الصح كان ممكن اسامحك انما انتي جيالنا بعد ما اترميتي واتزليتي من اللي فضلتيه علينا
(تنهدت هند في آسى قائله ...)
هند :ممكن تسيبينا لوحدنا يا زينه
(نظرت زينه الي عبدالعزيز فأشر لها بنظراته لتخرج وتتركهم وحدها فخرجت زينه ولكن فضولها ارغمها علي الوقوف خلف الباب للتصنت عليهم ...اما هنا وقد عزمت هند ان تفتح قلبها وتبدأ في سرد قصتها قائله ...)
هند :اسمع حكايتي وبعديها احكم عليا