
رواية اخدني بذنب ابي
بقلم هدير مصطفي
الفصل التاسع عشر -19شاكر : كالعاده اللي هتكون سائده بينا بديكي فرصه تاخدي القرار
(أنهى شاكر كلماته لينظر الي هدير فيجد نظراتها توحى انها تفكر مليآ بالامر فقال ..)
شاكر :ودلوقتي ... بعد اذنك يا مولاتي بقي هسيبك واخرج واجهز للحفله
(ثم خرج شاكر ليترك هدير غارقه في افكارها ...اما هنا في سيارة شهاب بينما كان محمود يقود السياره وشهاب يجلس بجانبه في حالة غضب عارمه ليقول محمود ...)
محمود :مجينا هنا كان غلط يا شهاب .. كان ممكن نقدم بلاغ ضده ونثبت ان الجواز ده باطل بالجواب اللي مكتوب بخط ايد محسن
شهاب :وانت فاكرني هستني المحاكم وحبالها الطويله
محمود :برده كانت حركه غبيه ان اننا نيجي هنا وننبهه
شهاب :حركه غبيه واتعملت خلاص
محمود :طب هنعمل ايه
شهاب :كلها اقل من 24 ساعه وهدير هتبقى معايا
( مرت ساعات الليل وكل قلب به ما يكفيه من آلام وآحزان ... لم يذق احد طعم النوم ... جميعهم في حالة بؤس ... لم يوفر الألم أحد ... سطعت شمس النهار تحمل يومآ جديدآ ... بأمل جديد ... كان هشام مازال يقف في شرفة حجرته يدخن السجائر ويستعيد ذكرياته ... اغمض عيناه ليرى صورة حبيبة محفوره في ذاكرته ... ابتسم برقه ثم فتح عيناه ليجدها تخرج من منزلها ومعها والدها جمال ومجدي الذي كان يجر خلفه حقيبه سفر ... راوده شعور انه كاد ان يفقد غاليته رحمه ... لم يشعر بنفسه سوى وهو يهرول خارج غرفته ... ثم خارج منزله ... والان سرعان ما وصل الي منزل عمه .. وقف امام سيارتهم فأوقف امجد السياره ليترجلا منها جميعآ منها فيصرخ به جمال قائلآ ...)
مجدي :ايه اللي انت عملته ده .. كنت كان ممكن تموت في لحظه
(نظر هشام الي رحمه وقال ...)
هشام :ومين قالك اني مش بموت دلوقتي
(ثم نظر الي عمه قائلآ ...)
هشام :بعد اذنك ياعمى هقول كلمتين ل رحمه
(حرك جمال رأسه بالأيجاب فتوجه هشام الي رحمه ووقف امامها و ...)
هشام :انتي رايحه فين
(ابتلعت رحمه ريقها بصعوبه لتتصنع القوه وتجيبه قائله ...)
رحمه :مسافره ... قررت اكمل تعليمي
هشام :هتسيبي فرح اخوكي وتسافري
رحمه :هاجي يوم الفرح واسافر تاني
هشام :بس انا مش عايزك تسافري ... عايزك تفضلي جمبي ... رحمه .. انا بحبك و عايز اتجوزك ونكمل حياتنا سوا و ....
(قاطعته رحمه متسائله ...)
رحمه :لحد امتي
هشام :تقصدي ايه
رحمه :لحد امتي هتفضل عايزني جمبك ... لحد امتي هتفضل تحبني ... لحد مايبقي فيه بنا مشكله ..وساعتها تظهر واحده جديده في حياتك وتحبها وتبعد عني تاني
هشام :يارحمه انا اسف ... سامحيني ارجوكي ... كانت غلطه غصب عني
رحمه :قولتلك قبل كده غصب عني دي شماعه بنعلق عليها اخطائنا ... وانا خلاص يا هشام ... معتش عندي طاقه اني افضل معاك في نفس المكان معتش اقظظر اثق فيك ولا اديلك الامان ... فيه حاجه جوايا رفضاك ... او بمعني اصح ما بقيتش احبك خلاص ... عشان كده قررت اشوف مستقبلي واعيش حياتي
هشام :يعني هتسيبني خلاص
رحمه :انتي اللي سيبتني في البدايه يا هشام وكنت شايف ان دي راحتك ودلوقتي انا شايفه ان دي راحتي
(ثم استدارت وتوجهت الي السياره واستقلتها ليستقل مجدي وجمال ايضآ السياره منطلقين بها تاركين هشام خلفهم اثير حزنه وجرحه وفي السياره نظر لها والدها قائلآ ...)
جمال :ليه اكده يابتي .. . انا وافجتك علي السفر ده ومكتش اعرف انك بتهربي من حاجه انتي بتتمنيها
رحمه :كنت بتمناها يا بابا دلوقتي خلاص استوعبت ان الشئ ده هيبقي سبب في وجعي ومعتش عايزاه خصوصآ بعد اللي هاجر قالته ليا
(نظر لها مجدي متسائلآ ...)
مجدي :وهاجر قالتلي ايه
(عادت رحمه بالذاكره لتسرد لهم ما حدث ليلة امس و ...)
#فلااااااش
(خرجت هاجر من غرفة هشام وتوجهت الي غرفتها امسكت هاتفها وكادت ان تجري اتصال برحمه ...ولكنها تذكرت الوعد الذي قطعته لاخيها بانها لن تخبر رحمه بشئ ولكنها ايضآ فكرت في حالة شقيقها التي يرثى لها فعزمت الامر واجرت الاتصال وبينما كانت رحمه غارقه في افكارها لتسمع صوت رنين هاتفها لتجد هاجر المتصله فأجابتها بقلق ...)
رحمه :خير يا هاجر فيه حاجه ... هشام كويس
هاجر :ماتقلقيش يا رحمه ... هشام لحد دلوقتي بخير ... بس ياتري هيفضل كده كتير
رحمه :يعني ايه
هاجر : يعني انتوا الاتنين بتحبوا بعض وانتوا الاتنين بتكابروا وبتخابوا علي بعض وبتظلموا بعض وكمان بتوجعوا بعض وده حرام ... يعني ايه يكون فيه انسان بيحبك ومستعد يموت نفسه عشان وانتي فكراه مابيحبكيش اوبتبعديه عنك بايدك ... وتقوليله انا مش عايزاك ... ليه بتعذبوا بعض كده
رحمه :ايه اللي انتي بتقوليه ده
هاجر :صدقيني انا اللي عارفه كل حاجه يارحمه ..هشام بيحبك يارحمه ... بيحبك من زمان اوي ...
رحمه :ورهف
(قاطعتها هاجر قائله ...)
هاجر :رهف كانت مجرد نزوه في حياته ...غلطه راحت لحال سبيلها .. ماضى وانتهي ... دلوقتي فيه فرصه انكم تعيشوا مستقبلكم ...هشام بيحبك انتي من زمان ...حتي من واحنا صغيرين ...بس لما كبرتوا انتي بدأتي تبعدي عنه ... بقيتي وكأنك واحده غريبه عنه ... ماكنش بيحس بحبك ليه ...في الوقت ده ظهرت رهف في حياته ... انتي كنتي بعيده عنه فقرب من رهف عشان يخليكي تغيري عليه وتظهري حبك ليه ... كان كل مايقرب منها انتي كنتي بتبعدي عنه لحد ما اختفيتي من حياته خالص ... وفجآه لقى نفسه مع رهف ... وماكنش ينفع يتراجع ... وانتي عارفه اللي حصل بعد كده بقي
(أغلقت رحمه الهاتف في وجه هاجر وجلست مع نفسها تفكر فيما قالته هاجر قبل لحظات ...)
#بااااااك
مجدي :طب ليه بقي اختارتي انك تبعدي عنه مدام بيحبك من البدايه
جمال :صوح يابتي ... مدام الحب موجود بيناتكم يبجي اي مشاكل تانيه تهون
رحمه :لا يا بابا ... هي دي اصل الحكايه ...انه مافضلش متمسك بحبه ليا لمجرد اني كنت بتعامل معاه بجديه ... محبش رحمه الملتزمه اللي فاهمه اصول دينها وتعاليمه ... لمجرد انى ماقولتلوش كلمه حب ... ماقربتش منه ... مكنتش متاحه ليه في اي وقت بقي سهل عليه انه يروح لواحده تانيه ويحبه وعلاقته معاها تطور من غير مايفكر فيا حتي ... ازاي اقدر اديله الامان .. هثق فيه انه هيحافظ عليه ازاي ... وباي حق اسمحله يدخل حياتي اصلآ ... انا رفضته يا بابا لاني لو اتجوزته هعيش طول عمري اشك فيه وفي تصرفاته ... في كل كلمه ... حتي لو كان مخلص ليا ...وفي الوقت ده بالذات فتحت اللاب توب بتاعي لقيت أيميل الموافقه من الجامعه وعرفت انهم قبلوني اتأكدت ان البعد في الوقت ده هو الحل ... ولازم منه علي الاقل هيبقى فيه مجال اني اشم هوا جديد ... هحقق حلمي في التعليم ... هستمد طاقه من العالم الجديد ده فهقدر اني اكمل واعيش حياتي من جديد يابابا
(جذبها جمال اليه لتسكن بين احضانه ويرتب علي ظهرها بحنان فتنفجر هي تاركه المجال لدموعها لتنهمر من عيناها حزنآ وقهرآ مما تعانيه ... انقضى النهار سريعآ ليسدل الليل ستاره ... وصلت رحمه الي المطار ولم يتبقى سوى القليل من الوقت علي اقلاع الطائره ... تشبثت برقبة شقيقها طويلآ والدموع تنهمر من عيناها بسبب هذا الفراق المؤلم فقال بحزن ...)
مجدي :هي يعني مصر مافيهاش جامعات لما تسافري وتبعدي عننا كدا
رحمه :يا حبيبي ما انت عارف ان الجامعه دي بالذات حلم حياتي وماتتصورش فرحتي قد ايه لما قبلوني فيها
جمال :خلاص يا ولدي ... اتمني لخيتك النجاح والتوفيج وجولها في امان الله
(ابتسم مجدي ليخفى حزنه وقال ...)
مجدي :في امان الله ياحبيبتي ... انا واثق فيكي وفي انك هترفعي راسنا بنجاحك ان شاءالله
رحمه :ان شاء الله يا ابيه ... المهم ماتنساش تبعتلي نسخه من شريط فرحكم وقول لهاجر ماتزعلش مني
مجدي :اكتر حاجه مزعلاني انك مش هتحضري فرحي
رحمه :انا هبقى معاكم بقلبي ياابيه .... سلام بقي بدل ما الطياره تطير وتنساني
(ثم اخذاها الاثنان في احضانهم ليغمارها بحب .... وانا هنا في منزل شاكر حيث تقام حفله باهره تضم اكبر نجوم المجتمع وقف شاكر وعلى بعد خطوات كان يقف شهاب وبعد لحظات هبطت هدير عن السلالم برداءها المميز وحجابها الراقي لتبهر الحضور فتحوم بعينها في الارجاء حتي تصل الي شهاب فتسلط عيناها عليه فترتسم ابتسامة حب علي شفتاها واخيرآ وصلت الي الدور السفلي ... اخذ شاكر بيدها وبدأ يعرفها علي الجميع ولكنها كانت لا تبالي لاحد كل ما تفعله انها توزع الابتسامات علي الحضور فقط اما عيناها وقلبها معلقان علي شهاب الذي كان يراقبها هو الاخر من بعيد ... تعمد شاكر ان يلتصق بها طوال الحفل ... مرت الدقائق والساعات ... اوشك الحفل علي الانتهاء بدأ الضيوف ينصرفون واحدآ تلو الآخر ... والآن لم يبقى أحد سوى شهاب ومحمود وهدير وشاكر ... وقفوا الاربعه ينظرون بعضهم الي بعض للحظان ثم قال شاكر ...)
شاكر :مستنين ايه ... الحفله خلصت وانا والمدام تعبانين وعايزين ننام
شهاب :كان نفسى انفذلك امنيتك بس للاسف هتنام لوحدك
شاكر :تقصد ايه
شهاب :ما بنى علي باطل فهو باطل ... وجوازكم ده باطل ولا يجوز ... عشان كده انا جيت وجبت معايا المأذون عشان يطلقكم ... احسن من المحاكم والدوشه دي كلها ... اتفضل يا فضيلة الشيخ
(دلف المأذون اليهم فصرخ شاكر ...)
شاكر :انت اتجننت ولا ايه ... دا انا رجالتي يقطعوكم هنا دلوقتي
محمود :للاسف برده الامنيه دي كمان مش هتتحقق ... رجالتك كلهم في حالة غيبوبه دلوقتي ... رجالتي هما اللي محاوطين المكان كله ومفيش خرم ابره تهرب منه
شهاب :مفيش حل قدامك غير انك تطلق
(نظر شاكر له بتحدي قائلآ ...)
شاكر :هتعمل ايه يعني ... هتموتني ...مايهمنيش ... انا مستحيل اطلق هدير ... انا وهي عايزين بعض
(تدخلت هدير قائله ...)
هدير :بس انا عاوزه اتطلق يا شاكر ... انا اصلا مش معترفه بالجوازه دي .. طلقني
(صمت شاكر للحظات وهو مصدوم ثم نظر لها بضعف قائلآ ...)
شاكر :كان نفسى تفهميني ... وتفضلي معايا وتحميني من نفسي ... مش عارف ليه شوفت فيكي خلاصى .. بس مدام ده اول طلب تطلبيه مني .. هنفذه ليكي يا اميرتي ... انتي ... طالق
(لم يتوقع احد من الحضور ان الامر بهذه السهوله ... ولكن قد حدث بالفعل واصبحت هدير حره الأن انهى المأذون الأجراءات ثم غادر المكان امسك شهاب بيد هدير قائلآ ...)
شهاب :يلا نخرج من هنا
(سحبت هدير يدها من بين يدي شهاب قائله ...)
هدير :انا عاوزه اتكلم معاك شويه علي انفراد يا شاكر
(نظر الجميع بعضهم الي بعض في حاله من التعجب والاستغراب فتوجه شاكر الي غرفة المكتب قائلآ ...)
شاكر :اتفضلي ... دي اوضة المكتب بتاعتي
(ذهبت هدير معه الي الغرفه وجلسا معآ ... ظلت متردده بعض الشئ للحظات ثم بدأت حديثها قائله ...)
هدير :هو احنا ممكن نتكلم مع بعض بصراحه شويه وماتزعلش
شاكر : اكيد طبعآ اتفضلي
هدير :ايه رأيك لو تروح تتعالج
شاكر (باستغراب :اتعالج من ايه بالظبط
هدير :من مرضك ... الوضع اللي انت فيه ده اسمه مرض ... ولازم تتعالج منه ... وانا اعرف دكاتره نفسيين كتير جدآ ... وهيسعدوك انك تتحسن
(كاد شاكر ان يثور عليها غضبآ ولكنه احتفظ بهدوءه قائلآ ...)
شاكر :بس انا مش مريض نفسي ... انا كويس جدآ ... انسان طبيعي .. ناجح جدآ... ورجل اعمال ... و ...
(قاطعته هدير قائله ...)
هدير :وهو فيه انسان طبيعي يجلد نفسه بالكرباج ويجرح نفسه بالسكينه
(صمت شاكر ولم يجيبها لأدراكه انه ليس انسان طبيعي وقد ايقن ان حالته مرض ويجب المعالجه منه ... وقفت هدير لتنصرف قائله ...)
هدير :شاكر ... انت انسان كويس جدآ ولسه شاب ... والعمر لسه قدامك ... لازم تعيش حياتك صح عشان لما تروح عند اللي خالقك تقدر ترد عليه وتقوله يارب انا عملت كل اللي اقدر عليه عشان ارضيك ... حتي لما ابتليتني بمرض نهش في جسمى وعقلي غصب عني عملت اللي اقدر عليه عشان اخف منه
(ثم تركته وخرجت من المكتب فأخذها شهاب والفضول يفيض منه يتمني لو يعرف ماذا دار بينهم في الداخل ....استقلا السياره في صمت تام واخذها الي منزلها في هدوء ثم صعدا الي منزلها ودلفا اليه وجلسوا في غرفة الجلوس ... كل ذلك ولم ينطق ايآ منهم ببنت كلمه ... فتنهد شهاب قائلآ بهدوء ....)
شهاب :يلا ننسى كل اللي فات ده ونبدأ من جديد
(نظرت له هدير قائله ...)
هدير :انا فعلا نسيته خلاص ... نسيت كل حاجه ... حتى انت نسيتك
شهاب :ايه اللي انتي بتقوليه ده
هدير :بقول الحقيقه ياشهاب ... خلاص بقي الطريق انتهى بينا ... وكل واحد فينا عنده حياته اللي لازم يكملها بعيد عن التاني ... انا شغلي وبيتي وحياتي ومستقبلي مستنيني وانت برده فيه عروسه مستنياك بعد كام يوم تتجوزها
شهاب :لا يا هدير ... الجوازه دي مش هتتم خلاص .. اتلغت
هدير :مايهمنيش في شئ ... انا لأول مره في حياتي قررت اني افكر في نفسي وفي اللي يريحني واكتشفت ان راحتي هنا .. في البيت ده ... في شغلي في الاذاعه ... ولما فكرت اكتر شويه لقيت ان ليه مااتعرفش علي شاكر اكتر ... هو انسان كويس جدآ اعتراضى عليه كان بسبب طريقة الجواز ... عشان كده لما دخلت اتكلم معاه في المكتب اتفقنا انتا نبقي اصحاب ونتعرف علي بعض ... يمكن الصحوبيه دي تقلب بعض كده ل ... حب ... جواز ... الله اعلم
(انتفض شهاب من مجلسه وهب واقفآ ينظر لها بغضب عارم ثم حمل نفسه وخرج من منزلها يتبعه محمود ثم استقلا سيارتهم تاركين هدير خلفهم تظن انها بهذه الحركه قد فعلت الثواب وحافظت علي حياة شهاب ... اما ف السياره ...)
محمود :هتعمل ايه بقي
شهاب :كده بقي خلاص يا محمود ... انتهت ... يلا بينا علي الصعيد
الفصل العشرين -20
(مرت الايام وكل قلب فيه ما يكفيه ... بعضهم رضى بالامر الواقع وبعضهم لا ولكن مما لا شك فيه ان جميعهم يحاولون التعايش مع الامر ... اليوم هو اليوم المعهود ... زفاف هاجر الي مجدي ... الثنائي السعيد الوحيد في تلك المعضله ... اجواء الفرح ملأت البلده بأكملها ... لربما كانت هذه فرصه ليشعروا ببعض السعاده لو للحظات ... دلف هشام الي غرفة مجدى فوجد شهاب ومحمود معه بتصنعان السعاده من اجل صديقهم مجدي فقال متسائلآ ...)
هشام :رحمه فين يا مجدي
(نظر له مجدي متعجبآ من سؤاله وقال ...)
مجدي :ما انت عارف ان رحمه مسافره
هشام :انا عارف انها سافرت مصر عشان تكمل تعليمها هناك ...وانها هتجي تحضر فرحك وادينى مستنيها من يوم ما سافرت اهو وبرده ماجتش ... ماكنتش اعرف انها كذبت عليه وانها سافرت بره مصر كلها ومش هتيجي دلوقتي خالص ...ماكنتش اعرف انها هتكذب عليا وان صاحب عمري هو كمان هيخليني زي العبيط ومش هيقولي الحقيقه
مجدي :هو ده كل اللي عندك
هشام :رحمه سافرت فين يا مجدي
مجدي :انجلترا ... جامعة كامبردج
(وقعت هذه الجمله كالصدمه علي هشام فتمتم قائلآ ....)
هشام :ايييه انجلترا ... بتعمل ايه
مجدي : بتدرس علوم سياسيه
(تنهد بأسى ثم قال ...)
اسمعتي يا هشام ... انت عارف ان كان حلمها انها تتقبل في الجامعه دي واهي اتقبلت
هشام :طب وانا
مجدي : افهم بقي ياهشام ... رحمه معادتش عايزاك في حياتها عشان كده اختارت انها تبعد .. قررت انها تبني حياتها من اول وجديد بطريقه ماتكونش انت حجر الاساس فيها ... وانا وبابا ساندناها لان مكنش ينفع نحبسها هنا ونغصب عليها والا كنا هنبقي بنموتها بالبطئ ...
هشام :موت ... وجودها معايا يبقي موت ليها
مجدي :هي دي الحقيقه يا هشام ...
(خرج هشان من الغرفه فكاد مجدي ان يخرج خلفه ولكن استوقفه شهاب قائلآ ...)
شهاب :خليك انت يا مجدي كمل اللي كنت بتعمله ... وبعدين انت عريس يا راجل
مجدي :طب وهشام
شهاب: ماتقلقش انا هروح اتكلم معاه
(خرج شهاب ليلحق ب هشام بحث عنه بنظره بين الموجودين في ساحة المنزل لم يجده فخرج الي الحديقه فوجده يجلس علي كرسي مستندآ برآسه الي الخلف مغمضآ عيناه فتوجه اليه وجلس بجانبه و ...)
شهاب : مش كفايه بقي لحد كده
(فتح هشام عيناه ونظر له قائلآ ...)
هشام :كان عندي امل انها هتيجي ... من اول ما بدأنا ترتيبات الفرح وانا بجهز نفسى للحظه اللي هشوفها قدامي ...كنت هتأسفلها واطلب منها الجواز قدام العيله كلها ...كان عندي امل اخليها توافق ..
(قاطعه شهاب قائلآ ...)
هشام :خلاص يا هشام ... لحد هنا وكفايه ... انت عملت كل اللي تقدر عليه عشان تقنعها بس خلاص مفيش امل ... هي خلاص اختارت البعد عنك
هشام :طب انا اعمل ايه بس
شهاب :اعمل زي ما انا عملت ... ابعد انت كمان ... حاول علي قد ماتقدر انك ترضى بالواقع
هشام :انت فاكر اني كده هرتاح
(صمت شهاب للحظات قائلآ ...)
شهاب :مش مهم احنا نرتاح ... المهم هما يرتاحوا ... مدام هدير ورحمه اختاروا البعد عننا يبقى هما شايفين ان دي راحتهم يبقي خلاص ... ربنا يسعدهم في حياتهم ويتولانا احنا برحمته
هشام : ياااارب
(اما هنا استيقظت هدير علي صوت رنين هاتفها و ...)
هدير :السلام عليكم ... حاضر يا سهر جايه اهو ... اصل بصراحه صليت الفجر وقعدت اقرأ قرآن ونمت تاني غصب عني ... لا انا صحيت ما تقلقيش ... ساعه واكون عندك ... يلا سلام
(نهضت هدير من علي فراشها لتجهز نفسها للخروج ... اما هنا في بلده بعيده غريبه كانت تجلس في كافيه هي الاخرى تنتظر لحظة البدء وقد وضعت السماعات في اذنيها .... اما هاجر كانت في غرفتها هي ومجموعه من الفتايات يحضرنها لحفلة الزفاف اوقفت كل شئ وفتحت الراديو ... اما في غرفة مجدي بينما كان الحديث دائرآ بينهم نظر شهاب في الساعه قائلآ ...)
شهاب :مين فيكم يسمع معايا برنامج هدير
(اجابه الجميع في صوت واحد ...)
الجميع :كلنا طبعآ يلا نشغل الراديو
اما في هذه الغرفه حيث تجلس هند دلف اليها والدها قائلا ...)
عبدالعزيز :جاعده لحالك ليه يابتي
هند :مستنيه حلقة البرنامج بتاع هدير
(جلس بجانبها قائلآ ...)
عبدالعزيز :طيب انا هجعد اسمعه معاكي
(وبعد مرور ساعه كانت هدير في الاستديو لتبث حلقه برنامجها... جلست هدير علي كرسيها بعد ان جهزت نفسها ثم اخذت نفس عميق وبدأت قائله ....)
هدير :بسم الله الرحمن الرحيم ... اعزائى المستمعين .. وحشتوني جدآ ... النهارده فيه عندي مناسبه خاصه مخلياني سعيده جدآ عشان كده حبيت اتكلم معاكم بالقائيه ... من غير تجهيز ولا ترتيب ولا اعداد ... كلامي معاكم النهارده هيكون عن الحب ...الحب حاله بتتملك الانسان ...بتخليه غصب عنه يكون ملك حبيبه ... مستعد انه يضحي بنفسه عشان حبيبه ده .. ممكن انه يرمي نفسه في النار ومايشوفش دموعه .. اجمل علاقات الحب اللي بتتوج بالأهتمام .. كل الناس تقدر تحب بس مش كلهم يقدروا يعطوك الاهتمام اللي بيحافظ علي الحب ده ... مجرد فكرة ان فيه حد في حياتك بيهتم بكل نفاصيلك ويحافظ عليك .. ويحميك ويديك الآمان بتخليك تعيش في عالم تانى ... عالم صغير علي قدكم انتوا وبس ... انتوا اللي عاملينه ومدققين في كل تفاصيله ... واظن ان مفيش اجمل من انك تعيش حب يكون كل يوم اقوي من اليوم اللي قبله فتقدر انك تقف في وش اصعب التحديات بيه ...
( صمتت هدير للحظات ثم قالت ...) هدير :ودلوقتي بقي اسيبكم لمدة دقيقتين في فقره اعلانيه ... اوعوا تروحوا في في حته استنوني ...
(كانت كلمات هدير كرساله تخترق قلب جميع افراد العائله ...نزعت هدير السماعات التي علي اذنها لتدلف اليها صديقتها سهر قائله ...)
سهر :يابنتي التليفون مابطلش رن والمكالمات اللي جيالك كتير مابترديش ليه
هدير :مش حابه اتكلم مع حد النهارده
سهر :مالك بس يا جميل دا انتي عامله حلقه تحفه والموضع روعه والدليل في المكالمات الكتير اللي جيالك دي وعماله تقولي مناسبه خاصه ومش مناسبه خاصه
(نظرت لها هدير وتنهدت بالم قائله ...)
هدير :شهاي هيتجوز النهارده
سهر :معقول النهارده
هدير :ايوه ياسهر النهارده فرح شهاب
(صمتت سهر للحظات ثم قالت بطريقه همجيه الغرض منها انعاش روح هدير ...)
سهر :ايه ده الفاصل الاعلاني خلص ... يالهوي مدير المحطه هيسوحنا .... يلا نرجع علي شغلنا بسرعه
(حركت هدير رأسها بالايجاب وجلست علي كرسيها لتضع السماعات مره اخري واتجهت سهر للباب كي تخرج ولكنها استدارت لهدير قائله ..)
سهر :علي فكره في واحد كل دقيقه تقريبآ بيتصل ومصمم انه يكلمك بيقول فيه موضوع مهم ... هوصلك بيه علي الهوا ...
(انهت سهر كلماتها وخرجت مسرعه لتعود هدير لعملها من جديد فترتسم بسمه خادعه علي شفتاها و ...)
هدير :ورجعنالكم تاني اعزائي المستمعين ولسه موضعنا شغال والكلام عن الحب مايخلصش بس قبل ما نكمل كلامنا معانا اتصال ونقول الو
(جائها صوته المختنق قائلآ ...)
المتصل :الو
(عرفت هدير انه هو ... مؤكد انه هو فأنتفضت في مكانها وقالت بصوت شبه مكتوم ..)
هدير : نتعرف بحضرتك
شهاب :مش لازم تعرفي اسمى ... اللي يهمني ان اللي متصل عشانها تسمعني وانا متأكد انها هتعرفني من صوتى
(ابتلعت عدير ريقها وحركت رأسها بالأيجاب وكأنها ترسل له رسالها محتواها... نعم لقد عرفتك منذ الوهلة الاولي ... فأبتسم بألم فقد عرفته حبيبته ... صمت للحظات قائلآ...)
شهاب :عايز اوصل رسالتي لحبيبتي ... حبيت بس اقولها اني بحبها من كل قلبي ... كل ما في الحكايه بس انهم شوية ظروف اتركبوا فوق بعض وبنوا بيني وبينها حاجز كبير ... يمكن لو كنا مسكنا في ايد بعض من البدايه كنا عدينا علي الصعب ... كنا قوينا ببعض مش علي بعض ... مكنش كل واحد فينا شاف ان حبيبه بيتوجع وهو معاه ... بس هنعمل ايه حظنا كده ... تقربي مني ابعد ... ابعد عنك تقربي ... وكأن مكتوب علينا الوجع ومقسوم لينا الالم ... بس يمكن اللي مطمني عليكي انك لما قررتي الفراق وبعدتي عني سرقتي حته مني ... وانتي بتديلي ضهرك ساعتها عشان تمشى خدتي مني قلبي ...
(انجرفت دمعه من عين هدير تبعتها اخري من عين شهاب ... صاد الصمت بينهم للحظات ثم انتبه شهاب لنفسه فقال ...)
شهاب :شكرآ ليكي انك سمعتيني واتمني ان حبيبتي هي كمان تكون سمعتني ورسالتي وصلتلها ...سلام
(اغلق شهاب الهاتف لتظل هدير محتفظه بصمتها وشارده لبضعة لحظات اخرى لتفيق علي اشارات من سهر فتتنحنح وتعود الي رشدها قائله ...)
هدير :وزي ما حضرتكم شايفين ... الحب زي ما بيسعد قلوب بيوجع قلوب برده ...ومش كل انسان شايفينه بيضحك يبقي سعيد ...للاسف وجع القلب نادر جدآ انه يبان ولما القلب بينكسر بيبقي صغب انك تصلحه لانه بيبقي خلاص وكأن مدة صلاحيته انتهت ... للاسف حلاقتنا خلصت بس زي كل حلقه هسيبكم وهنتظر رسايلكم ورأيكم في الحلقه الثاكن الحلقه الجايه علي خير ان شاء الله
(انهت هدير الحلقه وخرجت مسرعه من الغرفة لتلحق بها سهر ... وصلت الي سيارتها واستقلتها وتبعتها سهر قائله ...)
سهر :فيه ايه هدير ... مالك
هدير :شهاب ياسهر
سهر :ماله
هدير :هو اللي كان بيتكلم ده
سهر :مش ممكن ... طب عرفتي ازاي .. مش ممكن غلطانه
هدير :مستحيل اغلط في صوته مستحيل
سهر :بس شكله بيحبك اوي
هدير :ما هي دي المشكله .... ان احنا الاتنين بنحب بعض
سهر :طب ما تروحيله يا هدير ... روحيله وكملوا حياتكم سوا ...
هدير :بقولك النهارده فرحه ولو مااتجوزش البنت اللي اختاروهالوا دي ممكن يقتلوه فيها وانا مستحيل اعرض حياته للخطر ....انزلي بقي خليني امشى
سهر :طب هتروحي فين
هدير :هروح البيت
(ترجلت سهر من السياره ف قادتها هدير بسرعه قائقه حتي وصلت الي منزلها فدلفت اليه ثم الي غرفتها لترتمي علي فراشها وتحتضن سترة شهار الخاصه التي سبق واحتفظت بها للذكره ...وفي هذه الأثناء دلف شهاب الي غرفة مجدي حيث يجتمعون الشباب ... نظروا جميعآ اليه ثم الي بعضهم البعض وصمتوا تماما.. فجميعهم يعلم جيدآ ان المتصل لم يكن احدآ سوى شهاب .. في هذه اللحظه رن هاتف مجدي لينظر الي هاتفه ويجد المتصل رحمه نظر الي هشام الواقف جانبه فخطف هشام الهاتف من يده وخرج الي الشرفه ثم فتح الهاتف .. كادت ان تتحدث ولكنه سبقها قائلآ بهدوء ...)
هشام :ارجعي يا رحمه ... ارجعي عيشي وسطنا تاني وانا اوعدك مش هضايقك تاني ... معتش هفاتحك في موضوعنا ده خالص بس ارجعى
(تنهدت بآسى قائله ...)
رحمه : معتش ينفع يا هشام خلاص انا حطيت رجلي علي اول المشوار وماينفعش ارجع تاني ... انا مستقبلي هنا يا هشام
هشام :انتي كده هتبقى مرتاحه
رحمه :ايوه
(هنا دلف مجدي الي الشرفه فقال هشام ....)
هشام :ربنا معاكي ويعينك ويوفقك ... خدي مجدي معاكي اهو
(اعطى هشام الهاتف لمجدي وخرج من الشرفه اما مجدي فحدث رحمه و ...)
مجدي : وحشتيني اوي يا ريري ... كان نفسى تحضري معايا يوم زي ده
رحمه :انا كمان يا أبيه كان نفسى احضر والله بس انت عارفه جامعه زي دي مش هتستناني ... لو مكنتش جيت في المعاد مكنش بقي ليا مكان فيها دلوقتي .... المهم الف مبروك وربنا يتمم بخير ... وماتنساش تبعتلي نسخه عن الفرح
مجدي :حاضر يا حبيبتي من عينيا
رحمه :تسلملي عيونك يا حبيبي اسيبك بقي عشان عندي محاضره دلوقتي
مجدي:محاضره دلوقتي ازاي
رحمه : ههههه انت ناسى فرق التوقيت ولا ايه يا ابيه هههههه
مجدي :تصدقى انى فعلا نسيت ... خلاص يا حبيبتي اسيبك بقي دلوقتي ونتكلم بعدين ... سلام
رحمه :في امان الله يا حبيبي
(انتهت المكالمه لينظر في الهاتف ويخرج مهرولآ من الشرفه ليفزع الشباب فيقول هشام ...)
هشام :فيه ايه ياابنى ... مالك
مجدي :نسيت اختك في الكوافير والساعه بقت 8 وكان معادي اجيبها 7 ونص
هشام : ولسه واقف هنا يلا بسرعه نروحلها
(انطلق الشباب مسرعين ليذهبوا اليها فيجدوا هاجر تجلس في انتظارهم فيقول مجدي ...)
مجدي :آسف آسف آسف سامحيني بجد غصب عني
(وقفت هاجر والغضب يتطاير من عيناها ثم امسكت بباقة الورد التي معها وقذفتها عليه واستدارت لتعطيه ظهرها قائله ...)
هاجر :آسف .. اصرفها من انهي بنك آسف دي
هشام :طب اهدي شويه مش كده
رحمه :علي العموم ياابيه يلا نروح .. انا مش هتجوز
مجدي :نعم يا اختي ... دا اسمه جنان رسمى
رحمه :لو سمحت يا ابيه خليه مايكلمنيش
(اقترب منها مجدي بهدوء ليديرها فيصبح وجهها امام وجهه فيتظاهر بالخوف قائلآ ...)
مجدي :ايه ده
(شعرت هاجر هي الاخري بالخوف وتسائلت...)
هاجر :ايه فيه ايه
مجدي : مين دي انتي مش هاجر ... انتوا وديتوا حبيبتي هاجر فين
هاجر : لا انا هاجر
(فابتسم بحب واقترب منها ليطبع قبله علي جبينها بحب قائلآ ...)
مجدي :اكيد طبعآ انتي هي حبيبتي هاجر ... اجمل بنت في العالم اللي النهارده بقت مش بس حبيبتي لا دي بقت مراتي وكل حياتي
شهاب :احم احم ... احنا موجودين علي فكره
(شعرت هاجر بالاحراج فأحنت رأسها للأرض فقال مجدي ... )
مجدي :يلا نروح الفرح بقي ولا اشيلك ونروح علي بيتنا
هاجر :لا لا لا يالا علي الفرح
(اخذها مجدي ليذهبا معآ لالتقاط الصور ثم استقلا سيارتهم المزينه ليتوجها الي منزل العائله الكبير حيث يقام حفل الزفاف ....