رواية فاطمة
(الفصل الأول )
تجلس امرأة كبيرة بالسن علي كرسي هزاز بجانب مدفئه مشتعلة وبيدها
بعض الخيوط التي تحيكها ببعضها والراديو بجانبها ويعلوه صوت السيدة أم كلثوم باغنيتها الشهيرة
ألف ليلة وليلة وتدندن المرأة معها وتجلس علي الارض طفلة صغيرة لايتجاوز عمرها 7 سنوات بيدها
بعض الالوان وأمامها لوحة تملاها الطفلة بألوانها وهي مستمتعه ثم قالت الفتاه
لقد انهيت الرسمه ياجدتي انظري ماذا رسمت
الجدة :ما أجمل رسمتك يافاطمة لم اري لوحة في جمالها أبدا
فاحتضنتها بشدة وقبلتها من جبينها وهي تقول أحبك أيضا يا ابنتي
حيث رسمت الطفلة جدتها وهي تمسك بيدها وحولهم الكثير من القلوب الحمراء وبجانبهما بخط كبير أحبك ياجدت
وفي صباح اليوم التالي استيقظت فاطمة ولم تجد جدتها بجانبها فخرجت من غرفة النوم تبحث عن جدتها ثم فتحت الجدة الباب فجرت فاطمة وتشبتت بحضنها
فاطمة:أين كنتي ياجدتي
جدتها:كنت بالسوق يا حبيبتي
فاطمة :هل بكيتي ياجدتي
جدتها:لا لم أبكي يا ابنتي فقط أشعر بالتهاب في عيني. انظري لقد جلبت لكي العديد من الفطائر التي تحبيها
فافرحت فاطمة كثيرا وذهبت لكي تأكل الفطائر
الجدة:هيا يا حبيبتي اذهبي لكي تلعبي مع أصدقائك
وأنا سوف أجلس قليلا مع جيراننا
فاطمة:حسنا يا جدتي
فذهبت الجدة للجيران وقالت لهم :هل يمكنكما رعاية ابنتي فاطمة في غيابي
فقال أحدهم :لماذا ؟ هل سوف تسافرين ؟
الجدة:نعم يا ابنتي ولكني سوف اذهب للأبد ولن أعود
فلقد قال الطبيب أنني لم يبقي من عمري الكثير
فقالت:ماذا بكي يا خالة ؟
الجدة:رزقت بورما في صدري الحمد لله علي كل حال اني والله لا أخاف الموت فلا يوجد أحن من الله علي عبده ولكن لا أخاف غير علي ابنتي فاطمة أعلم أن الله لن ينساها لكن احلفكم بالله ان ترعوا طفلتي مثل ابنتكم
فقالت:لا تقلقي سوف ارعاها مثل ولدي أنور
وبعد عدة أيام استيقظت فاطمة وبجانبها جدتها وكانت تحاول ايقاظها
فاطمة :جدتي هيا استيقظي يا جدتي .جدتي جدتي لماذا لا تستيقظي
فذهبت فاطمة لجارتهم وهي تقول جدتي لا تستيقظ ياخالتي
فا فزعت المرأة وجرت سريعا حول منزل الجدة فوجدتها جثة هامدة لا تتحرك فغطت وجهها وجلست تبكي بجانبها وجلست
فاطمة بجانب الحائط وهي لا تعلم ماذا حدث لجدتها لماذا لا تستيقظ وماذا يعني الموت .