CMP: AIE: رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والاربعون47بقلم رنا هادي
أخر الاخبار

رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والاربعون47بقلم رنا هادي

 رواية عشقت كفيفة

  الفصل السابع والاربعون47

بقلم رنا هادي

 


مر اسبوعين واكثر والى الان لم ياتى امير ... لم يهتم الاغلبية الى كونه قد تأخر بالعودة بينما هى تكاد تموت قلقا عليه




 فهو قد اخبرهم انه يومان وسيعود والى الان لم ياتى او يحدثهم لكن ما طمئن فؤادها قليلا اتصاله باخيها واخباره انه تأخر لظروف ليست





 بارادته، لكن صوت ما داخلها يخبرها انه يوجد امر اخر لتبدأ الشكوك والتساؤلات داخلها .. حاولت اكثر من مرة ان تهاتفه لكن شجاعتها تختفى ما ان ياتى بمخيلتها انه من الممكن ان يغضب ويثور عليها ويتهمها بانها كاذبة وانها خدعته وهذه الامور ... لتشعر بالغيظ منه ومنها محدثة نفسها بغضب طفولى

=بقى انا مستنية كل دا وهو ولا هنا ولا حتى سأل فيا هو انا مش وحشته زى ما هو واحشنى .. 


لتكمل بقلق وهى تضع يدها فوق بطنها المنتفخ

=معقول يكون مش عاوزنى من اصله وهو متحجج بالسفر عشان مش عاوز يقابلنى 


لتشعر فجأة بالالم اسفل بطنها لتتجه تجلس فوق الفراش بتعب وشعور من الحزن يتملكها من ان اتت ببالها هذه الافكار 


 


بيجي ببالك مرّات تبعد عن النّاس، بتحس إنك محتاج نفسك أكثر مِن حاجتك للناس 🖤!

 


يقف خلف نافذة الشرفة يتطلع الى زخات المطر وهى تسيل فوق الزجاج يفكر فى ما مضى وما هو قادم، يخشى العودة لاول مرة بحياته يشعر بذلك الخوف .. الخوف من المجهول ولا يعرف ماذا عليه ان يفعل، يفكر بيأس انه من الممكن ان تطلب منه الانفصال، او ان تتهمه وتلومه كيف له ان يقف امامها وينظر الى عينها وهو اكثر شخص قام بإيذائها هو من تسبب بقتل طفله قبل ان يعرفا بوجوده ... لكن ورغم هذا الا انه مشتاق اليها حد الموت يريد ان يذهب اليها فى الحال يشبع شوقه لها ياخذها وينصرفا الى مكان بعيد لا يوجد به غيرهما وتكون قد سامحته على ما فعله بها.. 


ولكن كيف؟ كيف لها ان تسامحه وهو لا يستطيع ان يسامح نفسه، يتأكله الندم.. لاول مرة بحياته يخشى من المواجهه .. يغمض عيناه بتعب ويتجه ليلقى بجسده فوق الفراش 


ليظل على حالته للحظات وينهض فجأة يبحث عن هاتفه وما ان وجده قام بالاتصال على اخته لياتيه الرد بعض لحظات 

=حبيبى عامل ايه وحشتنى اوى يا امير ايه مش ناوى ترجع 


ليجيبها بصوت متعب لكن حاول صبغه بالجدية

=انا كويس الحمدلله بس عاوز اعرف..... 


قاطعته هى من الطرف الاخر قائله بنبرة هادئة 

=سارة مش كدا؟ قلقان صح؟ 


ليجيبها بنبرة خافته 

=ايوة 


لتكمل بنفس نبرتها الهادئة 

=هى كويسة وعلى فكرة هى اللى عاوزة تقابلك ومستنياك لحد دلوقتي 


ليردف بقلق وهو يتحسس جبينه

=طب متعرفيش.. يعنى انها هتكلمنى فى ايه عاوزة تكمل ولا لا؟.. فهمانى؟! 


لتشعر بالشفقة وهى ترى اخيها لاول مرة هكذا نبرته القلقة وتوتره الواضح من مجرد الحديث عن ذلك الامر عبر الهاتف 

=مش عارفه والله هى مش بتكلم قدامى عن الموضوع دا .. هى اصلا اغلب الوقت فى اوضتها ومش بتكلم كتير انت اكيد عارف طبعها 


ليهمس لنفسه بالم =ياريتنى فهمته من زمان 


=بتقول ايه مش سامعه 


ليتنفس بعمق قبل ان يردف قائلا بتهرب

=المهم قوليلى انتِ عامله ايه؟ وحبيب خاله عامل ايه؟ 


لتبتسم بسعادة وهى تجيبه 

=كويسة الحمدلله .. عاوزة اقولك على حاجه 






انهت جملتها وهى تضحك بسعادة، ليشعر هو بسعادتها ليجيبها بحماس مفتعل حتى لا تحزن 

=شوقتينى اعرف .. فى ايه؟ 


=فى توأم فى الطريق 


ليهتف بسعادة وفرحة لاخته الصغيرة

=مبروك يا روحى الف مبروك ان شاء الله يكونو زرية صالحة .. انا هبقى اكان مالك اباركله 


لتهتف بقوة مقاطعه حديثه 

=لا اوعى يا امير والله ازعل منك 


ليعقد ما بين حاجبيه باندهاش قائلا

=ليه هو مالك ميعرفش؟ 


لتجيبه بغيظ تولد لديها ما ان تذكرت ما يفعله مالك بها، وهى تحرك قدمها بعصبية 

=ايوه ومش هقوله البيه مانع عنى اى نوع من انواع الكافية والشبيسهات وكل الاكل الجاهز ممنوع يدخل البيت اصلا .. 


ليضحك هو على تفكيرها الطفولى، ليحاول منع نفسه من الضحك ما ان هتفت اسمه بعصبية، ليجيبها بهدوء قدر الامكان 

=يا حبيبتي مش انتِ دكتوره وعارفة ان الحاجات دى غلط على البيبي 


جاءت لتجيبه لكن ما اخرسها هو رايتها لسارة وهى تخطو بتعب متجه اليها لتنهض فى اتجاهها لتسندها هاتفه بها بقلق ومازالت تضع الهاتف فوق اذنها

=ساره انتِ كويسة؟ 


لتجيبها سارة بدموع وهى تمسك بطنها بحماية

=تولين انا بنزف ودينى المستشفى بسرعة 


لتشهق بفزع وهى تتجه الى غرفتها بسرعه لتاتى بمفاتيح سيارتها =ايه طب استنى هطلع اجيب المفاتيح ونروح المستشفى اهدى بس 







ليردف امير بقلق وهو يستمع الى اختها ولكنه لم يستمع الى حديث سارة

=تولين سارة مالها؟ فى ايه؟ 


لتجيبه بقلق وهى تعود الى سارة بعد ان اخذت مفاتيح سيارتها والفيزا الخاصة بها التى لم تستخدمها منذ ان تزوجت 

=سارة بتنزف هروح بيها المستشفى .. انت كلم مالك يحصلنا على هناك يلا سلام 


ولم تعطيه فرصة للرد واغلقت الخط بينما هو كاد قلبه يتوقف من القلق ليقوم سريعا بحجز اول طائرة الى مصر بعد نصف ساعة التى تليها بعد 6 ساعات ليحجز فى التى ستقلع بعد نصف ساعه .. وفى اقل من خمس دقائق كان قد جهز حقيبته وغادر الجناح، ليأخذ سيارة من الفندق وينطلق بها الى المطار ورغم ان الطريق من الفندق الى المطار ما يقارب النصف ساعة واكثر الا انه وصل الى فى ثُلث ساعة وقام بكل الامور المتعلقة للسفر لينهى كل هذا فى الوقت المحدد وبعد نصف ساعه كان امير بطريقه للصعود على متن الطائرة، وهو يلعن نفسه على تفكيره الغبى الذى طالبه للهروب وتركها وان هذه المرة الثانيه التى تتعب وتذهب للمشفى ولا يكون معها ليدعو ان تكون بصحة جيدة وان لا يصيبها شئ 


________________ 


ستبقى في قلبي خير من أحببت وخير من سأحب وخير الحياة بأكملها ♥️💍

________________


=مبروك يا عريس 


هتف بها حازم بسعادة وهو يعانق صديقه مروان، ليردف مروان بايتسامة واسعة

=عقبال ليلتك يا حازم 


=يارب انا وانت 


ليكمل بمرح وهو يغمز له =بس الصراحه انت فجأتنى انا عمرى ما كنت اتخيل انك تتجوز حبيبة دا انت مكنتس بطيقها 


ليردف مروان بابتسامه وهو يعدل من خصلاته 

=مش عارف ايه اللى حصل بس فجأة حبها اتزرع فى قلبى من وقت اول ما شوفتها لما كانت عندنا هى واهلها حسيت ان اول مرة اشوفها 


ليربت حازم على كتفه قائلا بخبث  

=احسن حاجه فى كل دا انك طلعت مسيطر وهتخلوا كتب كتاب كمان 








ليضحك الاخر بصخب قائلا من بين ضحكته

=هو انا زى حالاتك ولا ايه.... 


=يا عم الحمدلله انى خطبتها دا ابوها كان رافض المبدأ لحد ما تخلص وتشتغل. 


قاطعه الاخر بنبرة ساخرة ولكن بها شئ من الحزن المفتعل وهو يعقد ما بين حاجبيه بضيق حقيقى، فحماه العزيز والد فتون خطيبته كان يرفض ان تتم الخطبه وليس سببا به او شئ كهذا بل كلن رافضا المبدأ من الاساس وكانت حجة انه يردها ان تهتم بدراستها اولا وبعد ان تتخرج تفكر فى تلك الامور، ولكن مع اصرار حازم وكونه لم يستسلم فبعد ان رفض والد فتون جعل امه تتحدث مع والدة فتون لتقنعها وبالفعل خلال شهر كان قد تمت الخطبة خطية حازم وفتون ولكن كان شرط والدها ان الزفاف سيكون بعد تخرجها ليقبل به حازم حتى وان كان يريدان يتم الزواج بعد تخرجه ولكن ليس باليد حيلة كما يقولون 


فى نفس الوقت 


كانت حبيبة تجلس تحت يد خبيرة التجميل التى تزينها من اجل هذا اليوم التى ستتم خطبتها ويعقد قرانها بمن نال قلبها من كانت تدعو الله بكل سجدة صلاة ان يكون حلالها ونصيبها فى الدنيا وقد استجاب الله لها .. 


لتخرجها من تفكيرها هى تلك تقوم بتزينها

=ما شاء الله يا انسة حبيبة بشرة حضرتك مش محتاجة حاجة 


لتشعر الاخرى بالسعادة وهى تستمع الى كلمات تلك السيدة 

=ربنا يخليمى تسلمى 


لتعجب تلك السيدة بادبها ورقتها لتردف قائلة

=احنا كدا خلصنا المكياج اتفضلى البسى الفستان عشان نلف بعدها الطرحة 


لتومأ لها حبيبة وهى ترى تلك السيدة تغادر ومعها باقى الفتيات المساعدة لها، لتنهض هى بخفة تتجه نحو الفستان







 المعلق، ابتسمت بخفة فور تذكر تزمر امها على هذا الفستان فقد كان فستانها هادى ورقيق، لتتنهد. بسعادة وتبدأ فى تبديل ثيابها بحذر حتى لا تخرب زينة وجهها 


وبعد مرور عدة دقائق 


كانت تنظر الى نفسها بالمرأة بعد انتهائها من كل التجهيزات لتمر لحظات وتستمع الى طرق على الباب لتسمح للطارق بالدخول وكانت امها التى ادمعت ما ان راتها لتقترب حبيبة معانقة اياها قائله بحنان 

=بتعيطى ليه يا ماما بس دلوقتي مش طول عمرك نفسك تشوفنى العروسه 


لتجيبها امها بابتسامه وهى تمسح وجنتيها 

=دى دموع الفرحة مش مصدقة يا بيبو ان خلاص هيجى واحد وياخدك منى، ربنا يجعله زوج صالح ليكى ويكون سندك ويراعى ربنا فيكى 


لتأمن هى على حديث امها وتقبل وجنتيها بحب، لتتحدث بمرح وهى تبتعد عنها

=قولى انك زعلانه عشان مش هتلاقى حد يغسلك المواعين بعد كدا 


لتضحك امها، لتردف بتذكر

=نستينى انا كنت جاية ليه، العريس والماذون وصل يلا عشان تطلعى مع بابا 







ولم تكد تكمل جملتها حتى وجدا منصور يدلف الى الغرفة وعلى وجهه ابتسامه وعينيه تلمع بالحنان لكنها لا تخلو من تلك اللمعه الحزينة فوحيدته ستتزوج






 وتنتقل لبيت اخر لكن هذه هى سنة الحياة، لتقترب هى منه معانقة والدها بحب ليربت هو على ظهرها ويطبع قبلة رقيقة فوق راسها لتبتعد عنه بعد لحظات، ليردف قائلا بحنان

=مبروك يا قلب ابوكى 


لتجيبه بابتسامه رقيقة =الله يبارك فيك يا حبيبي 


ليتجه ثلاثتهم الى الخارج، حيث الجميع متواجد ويتجها نحو المكان المخصص لعقد القران وما ان راهم مروان حتى نهض من مكانه وابتسامه واسعة تزين ثغره ليفتتن بجمالها الهادئ بذلك الفستان الرقيق وما زادها جمالا هو حجابها الرقيق الذى جعلها تشبه الملائكة 


ليجلس منصور امام محى وبجانبه حبيبة التى تجلس امام مروان، وكانت تنظر بخجل الى الارضية وهى تشعر بالتوتر من هذا الموقف بالاضافة الى ان مروان ينظر لها من بين الحين والاخر .. لتبدأ مراسم عقد القران وما ان جاء الدفتر امامها شعرت بتنفسها يزداد بمعدل غير طبيعى لتلتفت بنظرها اليهم، تجد مروان ينظر اليها باستغراب وحاجب مرفوع كونها تأخرت فى التوقيع لتتنهد بطول وهى تمسك القلم توقع وبعد لحظات انهى المأذون بجملته الشهيرة 

=بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير 


وما ان انهى جملته انطلق صوت الزغاريط والمباركه بين الجميع وما هدا الوضع قليلا وغادر الماذون اقترب منها وابتسامه سعيده على وجهه فها هو الان بعد كل ما فعله وكل من تعرف عليهم من بنات الا ان حبيبة 





لها تاثير عليه مختلف دقات قلبه هذه ليست بالطبيعية ما ان يراها حتى ملك لم يشعر معها بما يشعر به الان، خطر بباله للتو انه من المؤكد ان الله قد سخر له ملك حتى تكون سبب فى توبته ليكون بالزوج المناسب لحبيبة، تلك الفتاة التى لم يكن يتحمل رؤيتها لدقيقة واحدة الان هى زوجته ويشعر بالسعادة ما ان ينظر اليها .. لتنظر هى له بخجل ليشعر هو وقتها بامتلاك العالم فقد كافأه الله بعد توبته  ليتجها معا الى المكان المخصص لهم ليقوما بتلبيس الدبل لبعضهم فى جو يسوده السعادة والحب 


________________ 


يؤذيكَ إنتهاء الموقف، بينما لا زالَ في صدرِك كلام لمْ يُقال ."🖤

________________ 


وصل كلا من سارة وتولين الى المشفى، كانت الاخيرة بد اتصلت بالمشفى حتى يستعدا لقدومها بسارة وما ان وصلا استقبلهم فريق طبى، لتنتظر تولين بخارج الغرفة التى دلفت بها سارة كون هذا التخصص ليس تخصصها لتمر دقائق ويأتى مالك الذى ترتسم فوق ملامحه القلق ليردف بقلق

=تولين سارة مالها حصل ايه؟ امير كلمنى قالى انها بتنزف من ايه؟ 


لتمسك ذراعه تحسه على الجلوس بجانبها وهى تقول بنبرة هادئة 

=اهدى حبيبي ان شاء الله مفيش حاجه تقلق، هو امير كان بيكلمنى فى التلفون وفجأة لقتها جاية بتقولى انا بنزف قولت لامير يقولك وانا جيت بها على هنا ولسه محدش بلغنا بحاجة 


ليشعر مالك بالقلق على اخته ليستند بمرفقيه فوق ركبتيه وينحنى براسه محيطها بكفيه لتربت تولين على ظهره بحنان ..






 لتمر عدة دقائق مرت عليهم كالدهر لتخرج الطبيبة التى كانت مع سارة لينهض كلا من مالك وتولين وقبل ان يتحدثا سبقتهم الطبيبة قائله بهدوء وعملية بنفس الوقت 

=مدام سارة الحمدلله كويسة، النزيف كان بسبب التوتر والزعل فعمل انقباض للرحم ودا السبب .. ياريت تبعد عن اى ضغوطات نفسية طول فترة الحمل، وهتفضل تحت الملاحظة 24 ساعة تجنبا لو حصل حاجه 


ليردف مالك بجديه وهو لا يعلم ما سبب حزن اخته او توترها

=طب ينفع ندخل نشوفها دلوقتي 


=اكيد بس ياريت لو تستنوا شوية تكون فاقت والمحلول يكون خلص 


ليوما لها مالك لتتركهم الطبيبة، ليلتفت هو الى تولين يظظر اليها باسنفهام لترفع هى كتفيها ببراءة 

=والله ما اعرف حاجه الموضوع زى ما قولتلك 


ليردف بتفكير =طب هتكون زعلانه من ايه 


=ممكن تكون خايفة لاحسن امير ما يجيش او متوترة من المواجهه 


لينظر لها مالك وهو يعقد حاجبيه ويعودا للجلوس مرة اخرى حتى يسمح لهم بالدخول لرؤية سارة .. لتمر نصف ساعة ويدخلان بعضها يجدها تتسطح فوق الفراش ويبدوا على ملامحها التعب ليجلس مالك عند طرف الفراش قائلا بعتاب

=كدا تقلقينا عليكى؟ 





لتبتسم بخفة =حصل خير حبيبي انا الحمدلله كويسه، وعلى فكرة مراتك دكتوره شاطرة 


ليعقد الاخر حاجبيه بمرح يريد اغاظة زوجته

=وهى ايه دخلها بالنسا وبعدين انا اوقات كتير بنساه انها دكتوره 


لتقاطعه تولين قائله بغضب طفولى 

=ودا ليه ان شاء الله مش دكتورة انا ولا مش دكتورة هاا 


ولم تكمل جملتها حتى وجدت ملك تليها ديما ومعهم حازم شقيق ديما الاصغر وبدهم بلحظات الياس وتيم ومعه زوجته سيدرا اللذان اقام زفافهما فى المانيا من ثم نقلوا جميع متعلقاتهم الى مصر 


ليبدأ الجميع فى الحديث مطمئنين على سارة وبعد مدة قليلة جاءت احدى الممرضات لتضع محلول اخر لسارة بعد انتهاء الاول .. 


ليتحدث الجميع مع بعضهم مالك والياس وتيم ثلاثتهم فوق الاريكة يتحدثون فى مواضيع مختلفة بينما الفتيات يجلسون حول سارة تارة يضحكون على مناوشات ديما وملك وتارة يتحدثون عن امور مختلفة ليمر الوقت بهم جميعا غير منبهين للوقت الذى مضى فبعد مرور اكثر من 5 ساعات وجدوا شخص يدلف الى الغرفة ليعم الصمت المكان ينقلون ببصره بينه وبين سارة التى تنظر باستغراب اليه لم تتعرف اليه لكن ما صدمها او صياح حازم 

=هو انت امير .. انا افتكرت انك مش هتيجى تانى 


لتشهق سارة بصدمة وهى تضع يدها فوق فمها وتنقل بصرها الى امير بنظرة لم يفهمها الاخر لكن عيناه كانت تتحدث بما لا يستطيع نطقه، بينما ملك ارسلت شرارات غضب بعينها الى حازم الذى لم يهتم واخرج لها طرف لسانه بطفولة .. لتردف تولين وهى تنهض باتجاه اخيها عندما طال صمت الجميع واندهاشهم

=حمدالله على سلامتك يا حبيبي تعال ادخل 


ليرحب امير بالجميع براسه ويجلس فى زوايه بعيدة عنهم بعض الشئ يشعر بالتوتر والقلق ولا يعلم ماذا عليه ان يفعل 





لتمر دقائق قليلة حتى نهض تيم تتبعه سيدرا متحدثا بالانجليزية حتى يفهمه جميع المتواجدين كونه لا يعلم كيف يتحدث باللغة العربية 

(الحوار مترجم) 






=هيا نحن سوف نذهب الان، اعتنى بنفسك سارة اتمنى ان تكونى بصحة جيدة 


ليتجه ليصافح امير بابتسامة جادة وسيدرا تقبل الفتيات مودعة اياهم من ثم يغادرا .. ليشعر الياس بان الجميع فى حالة صمت ليبدا فى الحديث عن سوق العمل ليندمج ثلاثتهم هو وامير ومالك وبعدة مدة لا بأس بها يعتذر الياس للمغادرة ويأخذ معه ديما وحازم وايضا ملك فضلت الذهاب معهم وكونها سوف تطمئن على اختها من مالك وتولين عبر الهاتف ليظل بالغرفة سارة وامير ومالك وتولين 


لتردف تولين بذكاء وهى تريد ان تساعد اخيها فى ان ينفرد بزوجته حتى يتحدثا بشكل هادئ ويحلا جميع المشاكل بينهم 

=مالك ينفع تيجى معايا عاوزة اسال الدكتورة على حاجه 


ليومأ لها مالك وقد فهم نيتها، لم يبقى بالفرفة غير امير وسارة لينهض امير ببطئ يجلس على احدى الكراسى الموضوعة بجانب الفراش ليظل الصمت عدة لحظات بينهم الى ان تحدث امير قائلا بارتباك 

=ا.. انا انا مش عارف اقول ايه 


لتجيبه هى بهدوء وقد تألم قلبها لرؤيته بتلك الحالة فقد كان نحيف بصورة ملحوظة بالإضافة الى تلك الهالات التى تحيط عينيه من شدة ارهاقه تكاد لا تصدق بان هذا هو امير فقد كانت معتقدة انه كما وصف لها مفتول العضلات ووسيم، هى لا تنكر وسامته وجاذبيته لكن ملامحه مرهقة 

=قول اللى انت حسه 


لينظر اليها وهو يحاول منع نفسه من يلقى بنفسه بين ذراعيه ويبكى كما يبكى الاطفال لامهم 

=ندمان مشتاق فرحان انك عايشة زعلان على ابنى اللى مات، غضبان بس عذرك 


لينظر اليها بدموع حبيسة قائلا بتخبط لاول مرة تسمع نبرته هكذا وهى التى طوال الفترة التى عاشتها معه كانت نبرته قوة وباردة ولا يتأثر بشئ والان هو يبكى امامها يحدثها عما بداخله من حزن، لتشعر بتمزق قلبها 

=انا اللى عملته مش سهل واستحالة انك تسامحينى بالسرعة دى بس انكم كلكم تخدعونى وتكد... مش عارف 







لتشعر هى الارتباك منه فهى لم تتوقع ابدا ان يعاملها بتلك الطريقة ويحدثها بهذا الهدوء فقد.كانت تتوقع انه سوف يصرخ ويتهمها بالكذب وتلك الامور

=انا مش قادرة اسامح .. ايوة انا قدرت اتخطى الموقف واتعايش مع اللى حصل .. بس مش هقدر اتقبل ان واحد اتهمنى فى الشرفى ومد ايده عليا لحد ما بقيت بين الحياة والموت ومع ذلك سابنى غارقناه فى دمى .. قولى انت غى حد. هيقدر يكمل حياته مع شخص كدا تقبل انت ان مالك يعمل فى تولين كدا 


ليبتلع هو تلك الغثة التى تشكلت بحلقه مجيبا اياها بنبرة متألمة لكنه حاول صبغها بالبرود 

=انا مش هدافع عن نفسى ولا ادى لنفسى مبررات انا عاوز ابنى لما...... 


قاطعته هى قائلة بقوة وهى تضع يدها فوق بطنها بحماية 

=قبل اى حاجه البيبى هيعيش معايا، ودا موضوع غير قابل للنقاش استحالة اخلى ابنى يعيش مع واحد معندهوش قلب كفاية واحد راح 


ليغمض عينيه بألم 

=حرام عليكي انا ربنا وحده اللي عالم بحالى .. انتِ عاوزة ايه وانا هعملهولك 


=انا مكنتش هقولك ان انا لسه عايشة ولا انى حامل، بس مالك اول ما عرف انى لسه عايشة قالى انك لازم تعرف غير كدا انا كنت كملت حياتى فى المانيا 


ليردف الاخر بتساؤل

=معنى كدا ان مالك مكنش يعرف انك عايشة من الاول؟ 







لتحرك راسها بالنفى تكمل بجديه 

=لا محدش كان يعرف، مالك عرف بعد ما سافر المانيا باسبوع تقريبا، بس من وقت ما عرف وهو كان عاوز يبلغك مش عارفه ليه بس قدرنا نقنعه ان نستنا لحد ما الامور تظبط هناك.... 


لتكمل بعدها بارتباك وبراءة 

=بس.. بس انا كنت فكراك هتزعق وتتعصب لما تعرف ان انا كذبت وان سافرت وانا حامل وكدا 


ليبتسم بالم على تخيلها الطفولى ليردف قائلا بمرارة

=انا كان ممكن اعمل كل اللى بتقوليه واكتر بس لو كنت امير القديم.. مش امير بتاع دلوقتي اكتشف حقيقته وانه وحش انسان من غير مشاعر خلا من اوهام سبب فى ان يـ.ـخر.ب بيته اللى كان لسه بيتبنى 


ليتنهد بتعب فلا يعلم لما تحدث بتلك الطريقة لم اظهر نفسه بهذه الصوره امامها، حقا لا يعلم لتردف قائلة بارتباك

=هو ايه اللى المفروض يحصل دلوقتي؟ 


لينظر الى عينها بنظرة حزن يسودها لمعة الحب

=انا محتاجلك يا سارة .. انا اسف على كل حاجه عملتها غلط فى حقك .. تعالى نبدأ من جديد 


لتخفض رأسها تفمر للحظات وبعدها تنظر اليه وهى تحرك راسها بالنفى قائلة باسف

=مش هقدر على الاقل الفترة دى .. انا كل ما اسمع صوتك افتكر صريخك فيا .. لا مش هقدر امشى يا امير امشى 


لينهض من مكانه ببطئ يشعر بتثاقل جسده وكان مشاعره تجمدت يبتسم لها بحزن ليقترب منها مقبلا اعلى راسها






 ليهمس لها باعتذار وهو يبتعد عنها من ثم يغادر الغرفة بهدوء، وما ان خرج انفحرت هى بالبكاء لا تعلم هل ما حدث هو الصواب ام العكس ولقد حدث عكس ما كانت تتصور 


بينما امير يسير الى الخارج بخطوات متثاقلة وكانه اصبح جسد 





بلا روح ملامحه جامدة الا عينيه التى كانت تلتمع بالدموع فقد خسر حبيبته وعائلته وصديقه ايضا 




وكل شئ فرغم ان عائلته تحدثه لكن ليس كالسابق فجده اصبح دائما ما يخلق ما مشاكل معه





 وتولين على الحايد لعدم حدوث مشاكل بينه وبين عائلو زوجها، اما الصديق فقد رحل مستغلا تلك الفرصة التى اتته ويهاجر البلد .. ليته



 يستطيع فعل ذلك لكن لن يقدر فقلبه وعقله هنا فى حبيبته من خطفتهما.. 


 















 الاحداثأنتهت رغباتي في الحياة هناك رغبة وحيدة فقط لاتنتهي رغبة في أن أذهب إلى مكان بعيد جداً التقي بأشخاص جدد أن أبدو وكأنني ولدت للتو، أي مكان في هذا العالم غير الذي أنا فيه•• 


هذا اخر ما كتبه امير فى دفتره الذى كان يدون به خواطر لسارة عندما كان يعتقد انها قد ماتت، ليغلق بعدها الدلتر





 ويضعه فى احد الادراج ويغلقه جيدا لينهض بعدها ينظر الى المراة الموجوده بطول الحائط ينظر الى انعكاس صورته لم يعرف نفسه 





تلك الحالات السوداء التى تحيط عينيه بصورة كبيرة، شاربه الغير حليق وشحوب وجهه الواضح بالاضافة انه خسر وزنه بصورة كبيرة، ليحرك راسه بالنفى وهو يحدث نفسه باصرار بتن يبدا من جديد وتكون له حياة جديدة ليتجه الى غرفة 




تغير الملابس يختار ملابس جديدة لم يرتديها من قبل ويتجه الى الحمام الملحق بالغرفة ليأخذ حمام دافئ ينعشه ويزيل كل اثار التعب 







والخمول من عليه وبعد مدة لا باس بها كان قد انتهى من مظهره النهائى خرج من الجناح الخاص به فى القصر الى شركته وقد قام بالاتصال بكريم مساعده الشخصي حتى يكون فى انتظاره مجهزا له كل ما هو جديد يخص العمل 


وما ان وصل وجد كريم فى انتظاره مقدما له تقرير كامل بكافة الاعمال التى حدثت فى فترة غيابه ليستمر فى العمل لبعد منتصف وهو لا يشعر بالوقت من حوله وكانه اله صنعت فقط للعمل .. 


ليستمر هذا الحال لـ 4 اشهر ياتى فى الصباح الباكر من الساعة السابعة صباحا لبعد منتصف الليل يعمل متواصلا ورغم انه يهلك نفسه الا انه يرفض الراحة وبالفعل خلال تلك المدة عادت الشركة مرة اخرى الى سوق العمل وتتنافس بقوة، ولكن رغم هذا النجاح الذى يحققه لم يكن احد يسأل عنه ولا عن تأخره او اختفائه او كونه يهلك نفسه فى العمل وهذا ما كان يشعرها بالحزن ولكن كل هذا ينساه ما ان تأتيه مكالمة من اخته فهى دائما الاتصال به لتطمئن عليه، ويستغلها هو ايضا ليعرف اخبار سارة التى لم يراها منذ اخر مرة راها بالمشفى.. 







_______________ 


فى بداية يوم جديد 


كان قد وصل للتو ليقوم باخدى اجتماعته بهذا النادى، يجلس كعادته بكبرياء وثقة وسط مجموعة من المدراء لشركات مختلفة يقومون بعرض المناقصة الخاصة لكل شركة، وجميعهم يجلسون امامه بتوتر وخوف من ذلك الأمير الجديد عليهم، فمنذ أربعة سنوات وهو اصبح بغير ما كان عليه .. قليل الظهور وكثير النجاحات والأهم من ذلك انه اصبح اكثر هدوءاً وحكمة من قبل، لكن هيبته فى السوق العمل مازالت موجودة بل تضاعفت اكثر، لا أحد يجرأ ان يدخل امام شركته فى مناقصة او صفقة عمل فبالتأكيد النتيجة معروفة وهى الخسارة امام الشهاوى الملقب ب "أمير الاقتصاد" 


ليتحدث امير قائلا بنبرة قوية حادة غير قابلة للنقاش وهو يلقى ملف اخر صفقة امام الحاضرين

=ايه التهريج دا كلكم عاملين شغل عشان تكسبوا من وراه وكلكم حاسبين الارباح وكل دا ومفيش جودة فى الشغل .. انا لو جبت مهندس لسة متخرج جديد وحتى لسه متخرجش هيعمل شغل احسن من دا مية مرة 







ليردف احد الجالسين امامه قائلا بشجاعه مزيفة 

=حضرتك اى شركة لازم تطلع ارباحها من اى عمل هتعلوا وحضرتك اكيد عارف دا 


ليردف امير بنبرة قوية قائلا بثقة

=وانا سبق وقولت ان دا هيكون عمل خيرى يعنى لازم يكون كل حاجة على اتمم وجه وكل الأرباح هتكون للعمل مش لينا 


ليردف شخص أخر متحدثا بجديه 

=بس كدا اى شركة هتدخل مع شركتك هتخسر، مجمع زى اللى حضرتك طالبه عاوز مبالغ ضخمة 


ليبتسم امير بتكلف قائلا بنبرة ساخرة

=فين الخسارة فى انك تعمل دار أيتام او الخسارة من انك تبنى جمعية خيرية ومسجد فين الخسارة لما تعمل دورات تعليمية للناس الكفيفة وتعلمهم طريقة برايل، او انك تعمل مكان مخصص ليهم انهم يتعلموا ازاى يتعاملوا مع اى موقف ويتعايشوا زى اى حد فى المجتمع........ 






ليقاطعه احد الصحافيين المتواجدين قائلا بجدية 

=اسف بس حضرتك مهتم جدا بالناس الكفيفة دا يمكن اغلب المشروع عنهم، هل السبب عشان زوجة حضرتك المتوفية كانت كفيفة؟ 


ليردف امير قائلا بقسوة 

=فعلا وعشان كدا الاجتماع انتهى 


لينهض من مكانه بثقة يرتدى نظارته الشمسية يغلق زر معطف الحلة التى يرتديها ويسير بثقة وكبرياء يتبعه حراسه الشخصيون .. 


ووسط زحمة النادى يرى طفل صغير ذو ملامح بريئة وجميلة، يركض وينادى باسم "بابى" وما ان اقترب من امير حاول احد الحراس ان يبعده لكن امير قد منعه ليترك الصغير يذهب إلى والده وشعور داخله يريد ان يعلم من هو ابيه. 







ليركض الصغير الى امير محتضنا قدمه وهو واقفا مكانه يتحدث الصغير بلغة عربية ضعيفه وكأنه لا يجيد التحدث بتلك اللغه 

=بابى .. انت جيت 


ليجثو امير على عقبيه ممسكا الطفل من ذراعيه قائلا بحنان 

=حبيبى مين باباك؟ انت تايه؟ 


ليردف الطفل بابتسامة مشرقه والان امير يلاحظ لون عينيه التى لم يرى مثلها من قبل غير عيون سارة زوجته وحبيبته الراحلة عنه 

=لا مش تايه انا .. انت بابى 


ليلاحظ امير ملامح الطفل الصغيرة التى تشبه ملامحه هو وكأنه نسخة مصغرة عنه بإستثناء لون عينيه ورسمتها التى تشبه عينى مفقودته الراحلة، لتعلو ضربات قلبه داخل قفصه الصدرى وهو يغمض عينيه يشعر بتثاقل انفاسه ليضع احدى كفيه فوق صدر الصغير قائلا بنبرة هادئه قدر الامكان 

=طب حبيبى مامى اسمها ايه؟ 


جاء الصغير ليجيبه لكن ما قاطعه هو ذلك الصوت الاتى من بعيد لينظر كلاهما للخلف بالتحديد الى مصدر الصوت 

=أريان تعالى هنا.. 






لينهض امير واقفا يسحب الصغير اليه ليستند ظهر الطفل بجسد امير الذى حاوطه بكلتلا ذراعيه، وهو ينظر باندهاش الى مصدر الصوت ... ليجدها هى امامه تنظر اليه بابتسامة سعيدة لكنه تفاجأ من حديثها عندما قالت

=كدا يا اريان مش قولتلك نستنى بابى لحد ما يخلص شغل وهو هيجى يقعد معانا 


ليجيبها الطفل بعبوس طفولى وهو يعقد ذراعيه فوق صدره =مامى، بابى مش ءرفنى (عرفنى) هو مش بيحبنى اشان (عشان) كدا مش ءرفنى (عرفنى) 


ليميل امير للصغير ليحمله فوق ذراعه قائلا بمرح 

=حبيب بابى انت، انا كنت بهزر معاك يا بطل ايه رايك نروح الملاهى ونلعب هناك انا وانت بس 


ليصقف الصغير بسعادة وهو يهتف بموافقة ليسير امير بالصغير خطوتين لتوقفه هى قائلة بقلق

=ايه دا انت رايح فين وواخد ابنى كدا 


ليلتفت لها امير قائلا بجدية 

=كفايه عليكى لحد هنا انتِ حرمتينى من كل حاجه اعشها مع ابنى انا عمرى ما تخيلتك بالقسوة دى، انا لما حبيت حبيت سارة البنت الطيبة البريئة حبيت كفيفة مش بس كفيفة نظر كفيفة فى كل حاجهفى انها تشوف السوء اللى عند الناس فى انها تاذى شخص، بس سارة اللى قدامى دى واحده تانية مس دى اللى اناحبتها، انا حبيت سارة بس عشقت كفيفة 






تستمع اليه ولا تعلم كيف تجيبه تهمس باسمه مناديه له ومعه ابنها وصورتهما تختفى من امامها شيئا فشيئ الى ان اختفى تماما 


لتستيقظ بفزع وهى تنادى باسم امير تضع يدها فوق بطنها وباليد الاخرى تتحس جبينها المتعرق لتنظر بجانبها الى المنبه تجد الساعه قاربت على التاسعة صباحا لتنهض من فوق الفراش ببطئ بسبب بطنها الكبير حيث انها اصبحت فى شهورها الاخيرة من الحمل، لتقوم بعمل روتينها اليومى وبعد انتهائها اتجهت نحو خزانتها لتخرج ملابس مريحة وبنفس الوقت عمليه تستطيع الخروج بها


بعد مرور ساعتين كانت باتجاهها الى مكتبه لتجد مكتب متوسط الحجم يتميز بزوقه الرفيع يجلس فوق المكتب شاب فى اواخر العشرينات لتحمحم حتى ينتبه اليها يرفع راسه عن الاوراق يعقد حاجبيه باستغراب ليردف بتساؤل 

=مين حضرتك يا فندم؟ 


لتجيبه هى بارتباك 

=انا سارة الصياد مرات استاذ امير.... 


وقبل ان تكمل جملتها نهض كريم من مكانه باحترام مرحبا بها وهو يعدل من نظارته بارتباك

=اهلا وسهلا بحضرتك يا فندم انا اسف جدا والله بس اول مرة اشوف حضرتك عشان كدا معرفتكيش اتفضلى حضرتك امير بيه جوا... اتفضلى 





لتومأ له بإبتسامة وهى تتجه الى مكتب امير لتدلف الى الداخل بعد ان سمح لها بالدخول، لتجده يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الاوراق ولم ينتبه لتستمع اليه وهو يحدثها معتقدا انها كريم مساعده 

=فى ايه يا كريم انت مش طلبت اذن باقى اليوم 


وعندما طال الصمت رفع راسه ينظر اليه باستغراب لكنه صدم ما ان راها هى امامه لتبتسم هى ابتسامة بلهاء تردف قائلة 

=ازيك يا امير؟ 


عقد ما بين حاجبيه بعد ان فاق من صدمته لينهض من مكانه يسحبها من يدها يحثها على الجلوس فوق الاريكة الموضوعة بالمكتب ليتحدث بقلق واضح

=سارة انتِ كويسة؟ فى حاجه..... 


لتقاطعه هى برقة قائلة بهدوء 

=مفيش حاجه انا كويسة الحمدلله والبيبى كويس الحمدلله انا بس عاوزه اتكلم معاك شوية .. ينفع؟ 


ليومأ لها بابتسامة بسيطة قائلا بهدوء 

=اكيد بس الاول تشربى ايه ولا اجبلك فطار 


لتنفى براسها قائلة بتهرب =لا مش عاوزة حاجة انا فطرت قبل ما انزل 


اكتشف امير كذبها من تحرك عينها لينهض من مكانه يسحب الهاتف يقوم بالاتصال على احد العاملين قائلا اليه بجدية عبر الهاتف طالبا منه ان يحصر له فطار صحى متكامل، لتنظر له بغيظ وهى تستمع اليه يطلب لها الطعام وما ان جاء ليجلس بجانبها اردفت بغضب وهى تشير بسبابتها

=هو انت غاوى متسمعيش كلامى؟.. قولتلك مش عاوزة افطر انت ليه بتعمل اللل على مزاجك 


ليجيبها ببراءة مصطنعة وهو ينظر اليه باستغراب 

=دا ليا انا عشان مفطرتش مش انتِ قولتى مش عاوزة اطلبلك معايا 


لتشعر هى بالخجل لتخفض راسها وهى تحركها بنفى لتردف قائلة بشجاعه

=انا كنت عند الدكتورة قبل ما اجى هنا 


ليشعر أمير بتوتر وهو ينتظرها ان تكمل الحديث

=فى حاجه 


لتجيبه هى بنبرة سريعة حتى لا تخونها شجاعتها

=انا حامل فى ولد والمرة الجاية فى الكشف الدكتورة هتحدد معاد الولادة وانا عاوزاك تكون معايا 


ليبتسم امير بسعادة وهو ينظر اليها بغير تصديق قائلا بسعادة

=ولد والمرة الجاية هتحدد الميعاد 


لتومأ هى له بسعادة وهى ترى سعادته الواضحة، ليقترب منها معانقا اياها بفرحه لتبادله العناق وهى تضحك على سعادته، ليبتعد عنها قائلا برجاء وهو يحيط وجهها بكلتا كفيه

=عاوز فرصة واحده بس يا سارة فرصة اثبتلك حبى وان حقيقى اتغيرت...... 


لتضع كفها فوق شفتيه تمنعه من مواصلة الحديث قائلة بخجل وهى تنظر الى عينيه مباشرة 

=مش مستاهلة فرصة تانيه .. انا سامحتك من زمان بس بس كنت عاوزة اعاقبك 


لتضغط باسنانها على شفتيها بحرج وهى تخفض راسها ليرفعها هو قائلا بحب لاول مرة تراه منه

=انا اسف .. على كل اللى عملته و وعد منى هعوضك عن اللى عشتيه قبل كدا معايا 


لتبتسم هى بحرج وهى تردف بارتباك

=هو انت مش زعلان منى؟ يعنى عشان مكنتش عاوزه اقولك او كدا؟ 


ليبتسم لها بحب وهو يحيط كتفيها بذراعه مقربها منه ويجعل ظهرها يستند فوق صدره

=لا كل ما احس ان هفكر غلط اقول لنفسى انك استحالة تحرمينى من ان اكون موجود فى يوم ولادته كنت بدعى ربنا دايما انك تسامحينى ونربى ابننا سوا 


لترفع راسها اليه وهى تتحس لحيته النابته، قائلة برقة

=اوعدنى انك مش هتجرحنى تانى 


ليسحب يدها التى تتحس لحيته يقبلها برقة قائلا بصدق =وعد حبييتي... 


وقبل ان يكمل حديثه قاطعته هى بنبرة قلقة وقد تذكرت ما قاله لها بالحلم 

=هو انت مبقتش تحبنى لما بقيت بشوف؟ انت قولت كدا 


ليعقد هو ما بين حاجبيه يحاول التذكر ليردف بأستغراب 

=انا عمري ما قولت كدا ولا فكرت بالطريقة دى ... هو يمكن اكون زعلت شوية عشان مكنتش معاكى بس فرحت جدا انك بقتى تشوفي 


وقبل ان تجيبه دلف احدى العاملين بعد ان طرق الباب يحمل بين يديه صينيه بها الفطار كما طلبه امير و خرج بعد ان اذن له امير .. لتنظر سارة الى الطعام بشهيه فهى قد كذبت عليه كونها تناولت طعامها فهى عندما تستيقظ لا تسطيع ان تاكل، لينهض امير وياتى بالصنية يضعها بينه وبينها ليردف برجاء مصطنع ليجعلها تاكل معه ولا تعانده

=ينفع تاكلى معايا مش متعود اكل لوحدي 


لتردف بكبرياء مصطنع وهى تتجنب النظر اليه او الى الطعام حتى لا يعلم انها كذبت

=مع انى شبعانه بس هاكل .. 


لتكمل بخفوت وهى تشير ناحية المكتب 

=ينغع اكل وانا على كرسى المكتب عشان ضهرى ابتدا يوجعنى 


لينهض امير على الفور يسحبها من يدها لتنهض معه لتشهق بتفاجأ عندما حملها بين ذراعيه لتحيط هى رقبته بذراعيها بحركة لا اراديه، ليضعها فوف كرسيه الخاص هاتفه بقلق

=مرتاحة كدا ولا تعبانه 


لتجيبه بخجل وهى تحرك راسها بالنفى 

=لا الكرسي مريح كدا 


ليبتسم لها أمير وهو يقبل فروة راسها بحنان ويتجه لياتى بالصنيه الموضعه فوق الاريكة يضعها فوق المكتب بعد ان ازاح الاوراق من فوقه، ليبدأ فى الحديث معها فى مواضيع كثيرة، لم يتناول غير لقمات قليلة يهتم بان يطعمها هو بيده 


وبعد مدة نقلت سارة نظرها بين امير و الى الصنية الفارغة امامها لتبتسم بخجل وهى تتحدث بحرج

=هو انا تقلت شويه مش كدا؟ 


لتكمل بشجاعة... بس انا اكلت لاتنين انا والبيبى 


ليضحك امير على شكلها الطفولى يجيبها بحنان

=بالهنا والشفا حبيبى 


لتبتسم بخجل وهى ترتشف من كاس العصير، وبعد انتهاءها شعرت بالنعاس لتردف قائلة 

=انا شكلى هنام، ينفع تروحنى عشان مش هقدر اروح لوحدي 


لينهض امير وهو ينظر اليها بحب من شكلها الجديد فقد تغيرت قليلا بسبب حملها، فقد زاد وزنها بصورة كبيرة ووجها اصبح بيداوى وجنتيها ممتلاتان، ولكن كل هذا زادها جمالا فوق جمالها، ليتجه اليها يساعدها على النهوض ليسحب معطفه ومتعلقاته وايضا حقيبته وباليد الاخرى يمسك مرفقها يحسها على السير برفق بينما هى اصبح النعاس يتغلب عليها تشعر بتثافل جفنيها فهذا يكون حالها بعد تناول اى وجبه 


ما ان دلفا الى المصعد امالت هى براسها على ذراعيه ليحيط هو خسرها بحماية، لتصدر، فجأة تاوه قوى وهى تضع يدها فوق بطنها، لينظر امير اليها قائلا بقلق حقيقى 

=فى ايه؟ انتِ كويسة نطلع على المستشفي نطمن... 


قاطعته وهى تسحب يده تضعها فوق بطنها قائلة بسعادة وهى تنظر الى عينيه

=بيتحرك حاسس 


ليشعر امير بحركة صغيره فى بطن امه ليشعر بالسعادة تغمره بتلك اللحظة وكانه قد امتلك العالم باكمله، بالفعل هو الان امتلكه فحبييته سامحته وابنه سياتى لينير حياته بعد مدة تكاد لا تذكر ... ماذا يريد بعد؟! 



                 الفصل الثامن والعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-