رواية عتاب
الفصل الاول 1والثاني2
بقلم علا السعدني
المقدمة
وحيدة هى انطوائية اعتزلت عن الناس جميعاً ولكنها أحبته حب سلب لها العقل والقلب معاً وبعدها اصطدمت بالواقع وبأن حبها له وحبه لها كان مجرد كذبة ٠٠
لها عقل مضطرب وقلب مختلط بالمشاعر بين الحب والكره ولكنها قررت
أن تتغير وتغير كل ما مضى لن تسمح بعد الآن لعقلها بالتشتت ولن تسمح لقلبها بالتمرد ستمسك هى زمام الأمور ولن تفلت منها مرة آخرى ٠٠
الفصل الأول
داخل غرفة بمشفى خاصة للأمراض العصبية والنفسية تمددت تلك الفتاة النائمة على فراشها فى غرفتها الخاصة بالمشفى
شعرها البنى ذو اللمعة الذهبية يغطى الوسادة النائمة عليها عينيها مغمضة مع بشرتها البيضاء وأنفها المناسب لوجهها البيضاوى
وفمها الصغير ذو حمرة طبيعية لا تحتاج لأحمر شفاه تشجنت عضلات وجهها قليلاً وظلت تقول بصوت خافت قليلاً
-(ف٠٠ فضل) ٠٠ (ف٠٠ فضل)
ثم انتفض جسدها عدة مرات انتبهت الممرضة التى تجلس معها لأنتفاضها ذلك فأقتربت منها وهى تشعر بالحزن عليها ثم اقتربت من هاتف الغرفة وطلبت من أحدى العاملين أن يحضر لها الحقنة المهدئة الخاصة بها ظلت الممرضة تمسد على جبينها بحنان حتى تهدئ ذلك الملاك النائم كما تسميها ولكن دون جدوى حتى أحضر العامل الحقنة الخاصة بها فأخذتها الممرضة واعطتها لها فبدء جسد الفتاة فى أن يرتخى ثم غابت عن الوعى مرة آخرى فتحدث العامل الذى مع الممرضة
-بقالها 3 أيام ع الحال ده
زفرت الممرضة بضيق ثم قالت
-واللى يغيظك أن الدكتور اللى متابع حالتها هو اللى عاوز كده ٠٠ أنا بصراحة
ضميرى بيأنبنى عليها اكييد كتر الحقن دى غلط عليها دى مبتصحاش خالص
-يعنى هى لما كانت بتصحى كانت بتتكلم ٠٠
-بس ع الاقل كانت عايشة وسطنا وبتاكل وتشرب
هز العامل رأسه بلا مبالاة ثم قال
-وهنعمل ايه ؟! ٠٠ دى أوامر دكتور (مروان)
أخذت الممرضة نفس عميق ثم رددت بخفوت
-معاك حق ٠٠
*******************
داخل كلية الآداب بالقاهرة فى أحدى الممرات تجلس فتاة على مقعد ترتدى بنطال جينز وفوقه قميص نسائى طويل مختلط بين اللونين الأسود والأبيض عليهم حجاب لونه أسود مما جعل بشرتها تزداد بياضاً وعينيها العسلية تلمع فى أشعة الشمس نظرت للساعة التى فى يدها وزفرت بضيق فدوماً يأتى متأخراً لا يأتى ابداً فى موعده حتى اقترب منها شاب أطول منها بقليل ولكن ملامحه شديدة الوسامة عينيه الخضراء وبشرته الشقراء كما أنه مهندم ومنثق فى أختيار ملابسه فقد كان يرتدى بنطال أسود فوقه قميص لونه أزرق ابتسمت الفتاة حين رأته كأنها نست تماماً طول أنتظارها لها ابتسم الشاب لها ثم جلس بجوارها وهو يقول
-وحشتينى يا روفى
ابتسمت هى قليلاً ثم قالت
-وأنت كمان وحشتنى اوووى يا (أشرف) ٠٠ بس كالعادة متأخر
-صحيت متأخر ٠٠ راحت عليا نومة
-ماشى يا سيدي
ثم نظرت لساعة يدها وقالت
-زمان المحاضرة بدئت من ربع ساعة ٠٠ والدكتور ده مبيدخلش حد وراه
-فعلاً
ابتسمت وهى تنظر له ثم قالت
-يبقى نقعد سوا ونحضر المحاضرة الجاية سوا
-ماشى يا حبيبتى
فركت الفتاة يدها بعضها ببعض فلاحظ (أشرف) توترها ذاك لذا سئلها
-مالك يا (روفيدا) ؟!
أخذت نفس عميق ثم قالت
-ابيه هينزل مصر أول الشهر إن شاء الله
-طب كويس جداً ٠٠ حتى مش هتبقى قعدة لوحدك مش هبقى قلقان عليكى
ابتلعت ريقها ثم قالت
-بس أنا مبعرفش اخبى حاجة عن ابيه ٠٠ و٠٠ وعلاقتنا دى يا (أشرف)
صمتت ولم تستطع أن تكمل حديثها فحثها (أشرف) على الحديث قائلاً
-كملى يا (روافيدا)
-ا٠٠ أنت فاهم قصدى يا (أشرف) مفهاش حاجة لو اتقدمت لابيه و ٠٠
توقفت عن إكمال حديثها حين لمحت بسمته التى يشوبها السخرية تلك فزفرت بضيق ثم قالت
-أنت مستحيل تكون بتحبنى
تحدث (أشرف) بصوت أچش وبنبرة حاسمة
-أنتى عارفة أنى بحبك يا (روفيدا) ٠٠ بس أنا لسه طالب فى سنة تالتة زيى زيك لا شغل ولا حتى ابويا معاه فلوس عشان الخطوبة دى ٠٠ ده غير أن اخوكى مش هيوافق ع واحد زيى لسه بيدرس وبياخد المصروف من باباه بلاش تحطينى وتحطى نفسك فى موقف بايخ
-وآخرة الحب ده أيه يا (أشرف) ٠٠ أنا كل ما بكلم ابيه بحس أن ضميرى بيأنبنى
-أنتى مكبرة الموضوع اوووى
رمقته نظرة طويلة بها ضيق شديد فزفر هو بضيق وقال
-هتفضلى طول عمرك عيلة ودماغك دماغ عيال٠٠ مبتعرفيش تفكرى صح
نهضت (روفيدا) من جواره ثم قالت
-ماشى يا (أشرف) ٠٠ أنا رايحة اقعد مع صحابى ٠٠ عن أذنك
ثم تركته ورحلت فهز رأسه بآسى وتمتم بخفوت
-مجنونة ٠٠
****************
فى وقت الأستراحة داخل المشفى اقترب طبيب من مكتب أحدهم ثم طرق باب الغرفة عدة مرات من ثم فتح باب المكتب فوجدها تقرأ فى كتاب ما ابتسم عليها ثم اقترب أكثر منها ووضع صينية الطعام على المكتب فلم تنتبه له فهز رأسه بآسى ثم تنحنح قليلاً وأخذ منها الكتاب الذى كانت تقرئه وهو يقول
-ممكن حضرتك تتغدى معايا ؟
رمقته بنظرة غاضبة بعينيها البنية التى خلف نظارتها الطبية التى ترتديها فهو عاشق لعينيها تلك فهى فتاة ذو بشرة سمراء قليلاً أنفها صغير للغاية وشفتاها متوسطة الحجم لكنها ملائمة لوجهها تعطيها جمالاً مميزاً ظلت ترمقه بتلك النظرة الغاضبة حتى ابتسم عليها
-ممكن تبصيلى كده واحنا بناكل يا (أسما)
تحدثت بغيظ شديد
-كان كتاب مهم يا (ريان) ٠٠ للرسالة اللى بحضرها
-وقت الغدا يا دكتور مش هيعطل البحث العظيم بتاع سيادتك
ابتسمت عليه فتابع هو
-وحشنينى اووى يا (أسما)
أعادت النظارة الخاصة بها على عينيها ونظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل بعد احمرار وجنتيها أخذ نفس عميق وهو يتأملها ثم قال
-مش هتحنى عليا بقى ونتجوز
-لما اخلص سنة التكليف دى وتعدى ع خير يا دكتور
نظر (ريان) لأعلى ورفع يديه وقال
-يااارب السنة دى تخلص بسرعة
ابتسمت عليه ثم أخذت الشطيرة الخاصة بها من أعلى صينية الطعام ونظرت له هائمة دون أن يشعر٠٠
******************
بعد إنتهاء اليوم الدراسى الخاص ب (روفيدا) كانت ستخرج من القاعة ولكنها تفاجئت ب (أشرف) الذى أمسك يدها وأبعدها عن طريق الخروج ليقفا سوياً جانباً ويتحدثا فقالت هى بضيق
-عاوز ايه ؟!
-مخك ده هيفضل صغير كده ؟!
رددت بنبرة ضعيفة وهى تلومه
-صغير !! ٠٠ أنا لو اهمك يا (أشرف) ولو بتحبنى زى ما بحبك مش هترضى إلا تكون علاقتنا فى النور ٠٠ بس أنا مفرقش معاك و ٠٠
وضع اصبعه على فمها ليقول
-هششششش ٠٠ أنتى عارفة كويس أنتى فى قلبى وعمر ما واحدة هتاخد مكانك بس فكرى بالعقل شوية أنا معنديش حاجة اعملها يا (روفيدا) ع الأقل فى الوقت الحالى ٠٠ اصبرى بس شوية
رمشت (روفيدا) بعينيها قليلاً ولكنها ابعدت اصبعه عن فمها وشعرت بتوتر كبير وقالت
-ا٠٠ أنا مش عاوزة اتكلم دلوقتي ٠٠ أرجوك سبنى امشى
ثم أسرعت نحو الخارج فزفر هو بضيق ولكنه لم يستسلم فخرج خلفها كى يوقفها مرة ثانية لكنه وجدها واقفة مصدومة وكانت عيناها مسلطة على شخص هو يعرفه جيداً يعرفه ويمقته فقد كان شاب من يراه يقول انه قادم من الستينات فخصلات شعره الأمامية تتجه نحو اليمين فهو لم يمشط شعره بتلك الطريقة منذ أن كان فى المرحلة الأبتدائية كما إن ذلك الشاب يرتدى نظارة تغطى عينيه الزرقاء وملابسه رثة للغاية فيرتدى بنطال لونه ابيض وقميص يجمع بين اللونين الاسود والازرق منظره يشبه إلى حد كبير (رامى جشوع) ابتسم ذلك الشاب حين رأى (روفيدا) التى ابتلعت ريقها وشعرت بأن وجوده الآن هو طوق نجاة لينقذها من إصرار (أشرف) على الحديث غير أنها تعلم جيداً أن وجوده يثير غيرة (أشرف) ولا تعرف السبب فى ذلك ربما هى غيرة تملكية زائدة من (أشرف) هو فقط لا يريد أن يراها بصحبة رجل آخر لأنه من المستحيل أن يغار رجل بوسامة (أشرف) من شاب كهذا !!
اقترب ذلك الشاب من (روفيدا) وهو مبتسم ثم تحدث بهدوء
-أنا قلت ل (رائد) انى هاجى أخدك النهاردة اصل الدنيا بتبقى متأخرة ومينفعش تمشى لوحدك
ابتسمت (روفيدا) قليلاً ثم قالت
-ميرسى يا (أدهم) ٠٠ بس مكنش ليه لازمة تتعب نفسك
اعاد نظارته الكبيرة للخلف وقال وهو مرتبك
-تعبك راحة
-ط٠٠ طب يلا نروح ع العربية
-ا٠٠ اه اتفضلى
سارت (روفيدا) خلف (أدهم) ولكنها إلتفت ولمحت الشرار يتطاير من عينان (أشرف) كما أنه توعد لها وهو يحرك يده لأسفل بمعنى (لن يمر هذا الأمر بسهولة) حتى ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة ولكنها لم تهتم حتى وصلت إلى سيارة (أدهم) استقلت معه السيارة وقبل أن يبدء بالقيادة قالت (روفيدا) دون أن تشعر
-أنت جيت فى وقتك يا (أدهم)
استمع (أدهم) لجملتها تلك لذا قال
-ل٠٠ ليه فى حاجة ؟!
عضت (روفيدا) شفتاها ثم قالت متلعثمة
-ا٠٠ اصل ٠٠ اصل بخاف امشى لوحدى فى الوقت ده
-يا خبر !! ٠٠ ا٠٠ أنا عارف أنا كنت مقصر معاكى الفترة اللى فاتت بس غصب عنى كان فى شغل بتابعه فى شرم ولسه راجع اول امبارح ٠٠ إن شاء الله هقول ل (رائد) واوصلك كل يوم مادام بتخافى تمشى لوحدك
ابتلعت (روفيدا) ريقها ثم قالت
-م٠٠ ملوش لزوم تتعب نفسك ٠٠ ا٠٠ أنا اتعودت خلاص و ٠٠
قاطعها قائلاً وهو قد بدء بقيادة سيارته
-إن شاء الله هقول ل (رائد)ّ ٠٠ مفتكرش انه هيعترض
فتمتمت (روفيدا) بصوت خافت
-ما دى المصيبة ٠٠
********************
فى المساء حاول (أشرف) أن يتصل ب (روفيدا) مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى دون أن تجيب فشعر بأنه قد فقد أعصابه لذا أرسل لها رسالة عبر تطبيق (الواتس آب)
(انا عاوز افهم قريب اخوكى ده بيجيلك الجامعة ليه اصلاً ٠٠
قولتلك كذا مرة نظراته ليكى مش بتريحنى)
وصلت الرسالة إلى (روفيدا) التى استشعرت غيرته وشعرت بسعادة كبيرة فى قلبها من غيرته تلك فظهر على وجهها ابتسامة لكنه ارسل رسالة آخرى
(مادام شوفتى الرسالة
مبترديش ليه ؟!)
زمت (روفيدا) شفتاها ولكنها شعرت بغضبه فقررت أن تجيبه على تلك الرسالة وبدئت فى كتابة
(هو صاحب اخويا وابن عمه كمان
و اخويا بيثق فيه ٠٠ ده غير أن (أدهم) إنسان محترم وعمره ما بصلى بصة وحشة
تضايق ليه مش فاهمة ؟! )
شعر بغضب شديد من إجابتها تلك لذا قرر الأتصال بها فلم يعد يتحمل أن يرسل لها غضبه ذلك عبر الرسائل فأجابت هى على الفور
-خير يا (أشرف) ؟!
-فى يا هانم أن (أدهم) ده بيحبك ٠٠ أنا عارف أنا بقولك أيه
-وأنت يعنى مش واثق فيا ٠٠ وبعدين مش بيحبنى ولا حاجة ٠٠ هو بيعتبرنى زى اخته مش اكتر ٠٠
زفر (أشرف) بضيق فتابعت (روفيدا)
-المشكلة اللى بينا يا (أشرف) بجد أنك مش عاوز تاخد خطوة وتيجى تتقدم ليا
تحدث بصوت مرتفع
-تااااانى !!! ٠٠ تااااانى يا (روفيدا) ٠٠ أنتى ليه مصممة تحرجينى قدام نفسى وقدامك وقدام أخوكى
-وأنت ليه مصمم تحسسنى أنى صغيرة قدام نفسى وقدام (رائد) ٠٠ (رائد)
مش مجرد اخ بس ليا ده ابويا كمان كفاية انه بعد وفاة بابا وماما و (عاصم) اهتم بيا وجبنى اعيش معاه وادنى حرية زايدة
مش معقول استخدم الحرية دى بطريقة غلط من أول علاقتنا وأنا حاسة بتأنيب الضمير وقولتلك ٠٠ أنا مستحيل افضل ع الحال ده من غير ما (رائد) ما يعرف
شعر (أشرف) بضيق شديد ولم يدرى بنفسه وهو يغلق الهاتف بوجهها بغضب ويلقى بالهاتف على الفراش علمت أنه قد اغلق الهاتف بوجهها فألقت هى الآخرى هاتفها على الفراش ورفعت قدمها عند صدرها وظلت تبكى بشدة فدوماً يخذلها فى هذا الموضوع وهى لم تعد تستطيع أن تخبئ عن شقيقها شئ ٠٠
*******************
بينما كانت تعد فتاة مائدة الطعام للعشاء بعد أن انتهت من اعدادها ثم سارت فى ممر طويل وطرقت باب الغرفة التى أمامها لم تستمع لأى رد لذا فتحت الباب وجدت شقيقها (أدهم) جالس على الفراش وهو يتأمل إلبوم للصور عقدت يدها نحو صدرها وتقدمت نحوه بخطوات بطيئة وجدته يتأمل صور (روفيدا) فى عدة مناسبات حضرها معها فأطلقت صافرة ثم قالت
-يا عينى ع اللى حب ولا طالشى
انتبه (أدهم) لوجود شقيقته فأعاد نظارته للخلف بتوتر وأغلق إلبوم الصور مسرعاً وقال مغيراً لمجرى الحديث
-حضرتى العشا يا (شجن) ؟!
-اه جاهز
-ط.. طب يلا عشان نتعشى
لم ترد (شجن) أن تحرجه أكثر من ذلك لذا قالت
-يلا
********************
مر يومان لم يحدث بهما شئ سوي أن (أدهم) أصبح يوصل (روفيدا) دوماً للجامعة مما جعلها لا تستطيع أن تتحدث إلى (أشرف) وذلك ساعدها على الهروب منه فهى لم تكن تريد أن تتحدث معه بالأساس ٠٠
إما عن ذلك الملاك النائم فى المشفى فأصبحت تستيقظ ساعة أو ساعتين باليوم ولكنها صامتة لا تتحدث شعرت الممرضة التى معها بالقلق عليها فهى تراقبها منذ شهران منذ أن جاءت للمشفى ولكن لا جديد لا تقدم فى حالتها بل على العكس احوالها تسوء من سئ لأسوء لذا قررت أن تتحدث مع طبيب آخر عن حالتها ربما يجد حل لها حينما تأكدت أنها نامت خرحت خارج الغرفة وتوجهت نحو مكتب دكتور (ريان) طرقت باب الغرفة حتى استمعت إلى صوته من الداخل
-ادخل
دلفت للداخل وظهر على وجهها الأرتباك فحثها (ريان) على الحديث
-مالك يا (بسمة) ؟!
-انا يا دكتور الكلام اللى هقوله لحضرتك ده ٠٠ ارجوك تخليه سر بينا لو مش هتساعدنى يبقى متحبش سيرة لحد
شعر (ريان) بالقلق من حديثها ذلك فقال
-فى أيه يا (بسمة) قلقتينى ؟!
ابتلعت (بسمة) ريقها ثم قالت
-المريضة اللى فى اوضة 245 ٠٠ حالتها بتسوء يا دكتور و٠٠ أنا معرفش هى فيها أيه بس من ساعة ما جت المستشفى من شهريين وهى حالتها بتسوء كانت الأول بتكلم وبتعترض وبتفضل تصرخ وتقول أنا مش مجنونة ٠٠ أنا بقول الحقيقة ٠٠ بس مع الأدوية اللى كتبهالها دكتور (مروان) بقت تسكت كتييير فى البداية ومتكلمش وبعدين كتبلها على مهدئات كتير وجت فترة كانت بتفضل نايمة طول اليوم ٠٠ ودلوقتى بحاول اكلمها مبتردش ولما سئلتها من شوية قبل ما تنام اسمك أيه ٠٠ قالتلى معرفش بقت غريبة جداً يا دكتور
رفع (ريان) أحدى حاجبيه ثم قال
-غريبة فعلاً ٠٠ أنا هاجى اشوفها
-بس أرجوك يا دكتور متجبش سيرة لحد بكلامى ده
هز (ريان) رأسه بتفهم ثم ذهب معها للغرفة الخاصة بالمريضة وجدها نائمة كالملاك فمن الواضح أنها تعيش على تلك المحاليل نظر ل (بسمة) ثم قال
-هى اسمها ايه ؟! وعندها أيه حسب الحالة اللى شخصها دكتور (مروان)
-(عتاب) ٠٠ اسمها (عتاب) ٠٠ سمعت دكتور (مروان) قال أن عندها فصام
-فصام !!
-أيوة يا دكتور
هز (ريان) رأسه بتفهم ثم قال
-أنا هشوف الموضوع ده
ترك (ريان) الغرفة وأتجه نحو موظف بالمشفى صديق به يعمل فى خدمة السجلات الطبية للمرضى دلف (ريان) مكتب صديقه ذاك ثم قال
-ازيك يا (سامر) ؟!
-الحمد لله بخير ٠٠ عامل أنت أيه يا (ريان) وأيه أخبار (أسما) خطيبتك ؟!
-الحمد لله بخير
ثم جلس (ريان) على المقعد المقابل ل (سامر) وتحدث بصوت خافت
-أنا طالب منك خدمة
نظر له (سامر) بعدم فهم فتابع (ريان) بنفس النبرة الخافتة
-عاوز ملف مريضة هنا ٠٠
الفصل الثانى
صمت (سامر) قليلاً ثم نظر مرة آخرى إلى (ريان)
-بس أنت عارف ان ده ممنوع
-ده شئ إنسانى صدقنى أنا مش هورطك فى حاجة وهبقى المسئول عن أى حاجة تحصل
توتر (سامر) كثيراً ولكن بعد صمت طويل لم يستطع رفض طلب (ريان) ففى النهاية هو صديقه حتى هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-اسمها أيه ؟!
ابتسم (ريان) بإريحية ثم قال
-اسمها (عتاب) وهى فى أوضة 245
-تمام وقت ما اقدر اطلع الملف الخاص بيها هجبهولك
نظر له (ريان) بإمتنان ثم شكره وانصرف وقبل أن يعود لمكتبه قرر أن يبحث عن خطيبته فقد اشتاق لرؤيتها دلف فى المكتب الذى تجلس به وجدها مازالت تقرأ فى كتاب ما فهز رأسه بآسى
-أنتى ع طول شغالة ع الرسالة بتاعتك دى !! حتى هنا فى الشغل
ابتسمت حين وجدته ثم قالت
-اصل لاقيت نفسى فاضية فقلت اضيف جزئية كنت قريتها
اقترب من مكتبها ووقف أمامها وقام بنزع عوينتها ونظر فى عينيها البنية وهو مبتسم
-ليه بتخبيهم ؟!
شعرت (أسما) بالخجل ونظرت لأسفل
-دى نظارة للقراية وبحتاجها دايماً ٠٠وأنت عارف
ابتسم (ريان) على أرتبكها ذاك ثم قال
-نفسى فى مرة تيجى مكتبى وتفجئينى كده زى ما بجيلك
نظرت لأسفل وقالت بخجل واضح
-وبعدين يا (ريان) بقى ؟!
-يا أيه ؟! ٠٠ قوليها تانى كده
هزت رأسها بآسى ولم تستطع النظر فى عينيها فوضع وجهها بين كفى يده وجعلها تنظر له فشعرت هى بمزيج من الخجل وابعدت يده ثم نهضت من مكانها وقالت
-وبعدين بجد قدر حد دخل علينا دلوقتى
-ماشى يا ستى ٠٠ بس أيه رأيك فترة الاستراحة النهاردة نروح نتغدا بارة أنا وأنتى
-ماشى
ابتسم عليها ثم قال
-طيب همشى أنا دلوقتى ٠٠ وقبل الاستراحة هتصل بيكى نروح فى المطعم اللى جنب المستشفى
-تمام ٠٠
******************
وقف أمام المرآة يطالع هيئته فقد كان يرتدى بذلة رمادية اللون تليق بلونه القمحى ذاك مع عينيه الرمادية أنفه مناسبة لحجم وجهه كما ان شفتاه غليظتان بعض الشئ لديه لحية خفيفة تجعله أكثر وسامة من يراه لا يعطيه أكثر من ثلاثون عام مع أنه قد بلغ من العمر أربعون عام دلفت داخل الغرفة امراءة أقل ما يقال عنها فاتنة بشعرها الغجرى المموج بنى اللون وعينيها الخضراء وبشرتها القمحية ذو أنف يناسب حجم وجهها وشفاه مكتنزة اقتربت منه بخطوات هادئة لكى تعدل رابطة عنقه
-اوعى تنسى ميعاد النهاردة ؟
نظر لها بعدم فهم وقال
-أى ميعاد
اغمضت عيناها ثم زفرت بضيق
-دى عاشر مرة اقولك يا (طلال) ٠٠ حفلة فى المدرسة بتاعت (مايا) عشان هى الأولى المفروض الأم والأب يحضروا
ابعد (طلال) يدها عنه ثم اقترب من الحقيبة الخاصة به على الأريكة المجاورة للمرآة ليأخذها وهو يقول
-ط٠٠ طيب يا (هانيا) ٠٠ هخلص شغل إن شاء الله واجيلكوا فى المدرسة
نظرت له (هانيا) بشك ولكنها قالت
-ماشى يا (طلال) ٠٠ بس أرجوك عشان خاطرى تحضر ٠٠ البنت نفسها تشوفك معاها فى أى مناسبة
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-خلاص يا (هانيا) قلت ٠٠ أنا هنزل بقى عشان اتأخرت
لم ينتظر جوابها وأسرع نحو الخارج بينما ظلت هى تنظر للباب الذى خرج منه وهى تقول
-يااريت المرة دى تصدق ٠٠ مش عشانى ٠٠ عشان البنت
*******************
جلس (أدهم) فى مكتبه وهو يتابع عمله فهو مهندس يعمل فى الشركة التى ورثها هو وشقيقته من والده كان يعمل على تصميم جديد وهو أمامه لوحة بيضاء بها بعض الخطواط التى تنبئ عن ولادة تصميم جديد خاص به وهو يمسك المسطرة والقلم ويحدد بعض الخطوط على اللوحة قاطع عمله ذاك حين استمع إلى صوت هاتفه فترك القلم والمسطرة وأخذ الهاتف من أعلى المنضدة التى بجواره ليجيب دون أن يرى هوية المتصل
-أيوة
ثم ظهرت ابتسامة زينت شفتاه وهو يقول
-(رائد) ٠٠ عامل أيه وأيه اخبارك ؟! ٠٠ أنا الحمد لله بخير
ثم نظر إلى ساعة يده وهو يقول
-أيوة أيوة ٠٠ بوصلها كل يوم هى بتخرج النهاردة الساعة 4 لسه بدرى ٠٠ أكيد مش هسيبها بعد ما قالت أنها بتخاف تمشى لوحدها ٠٠ معتقدش أن فى حد بيضايقها ٠٠ م٠٠ ماشى ماشى يا (رائد) هحاول اعرف أنا ٠٠ مع السلامة ٠٠
*****************
بينما كانت (هانيا) تشاهد حفل تكريم أبنتها وبعض الفقرات فى المدرسة من طلاب فى نفس سن أبنتها وأكبر منها أيضاً كانت تنظر فى ساعة يدها كل دقيقة تقريباً حتى اقتربت (مايا) ابنتها منها وهى تقول
-هو بابى هياجى أمتى ؟!
ابتسمت (هانيا) بهدوء لها ثم قالت
-هياجى ٠٠ إن شاء الله هياجى
ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها لكى تتصل ب (طلال) ولكن صدمت حين وجدت أن هاتفه مغلق عضت شفتاها بغيظ شديد فهو لن يأتى بالتأكيد لن يأتى يبدو وأن مرضاه أهم منها هى وأبنتها فقد أكدت عليه فى صباح اليوم ولكن ٠٠ هذا هو (طلال) تلألأت الدموع فى عينيها ولكنها حاولت أن تتماسك أمام أبنتها لكى لا ترى دموعها تلك وبعد ربع ساعة اقتربت منها (مايا) وسئلتها مرة آخرى
-بابا فين يا ماما ؟ الحفلة خلاص يا ماما خلصت
ابتلعت (هانيا) ريقها ثم ابتسمت قليلاً وقالت
-بابا عنده مريض ٠٠ ومحتاج علاج ٠٠ مينفعش يسيبه ويجيلك يا (مايا) بس هو هيحتفل بيكى فى البيت أكيد
زفرت (مايا) بضيق ثم قالت
-اه ٠٠ ماشى يا مامى
نهضت (هانيا) عن مقعدها وأمسكت يد (مايا) لتقول
-تيجى نروح ناكل الايس كريم اللى بالشكولا بتحبيه ؟
ابتسمت الصغيرة وهزت رأسها بالإيجاب فبادلتها (هانيا) البسمة وسارا معاً حتى خرجوا من المدرسة وذهبت بها إلى محل حلوى لتبتاع لها المثلجات ٠٠
*****************
فى تمام الساعة الرابعة وقف (أدهم) أمام القاعة التى ستخرج منها (روفيدا) حيث أنها خرجت مع صديقتها وهى تضحك ولكنها توقفت عن الضحك حين رأت (أدهم) أمامها فقد أصبح الأمر مبالغ فيه حقاً لما كل يوم يأتى ويأخذها لما
(رائد) دوماً يضعه فى منزلة الواصى عليها تبدلت ملامح وجهها بوضوح
ونظرت للخلف وجدت (أشرف) ينظر لها تارة و ل (أدهم) تارة آخرى بنظرات مشتعله ولكن فى النهاية قد ترك لهم المكان فلم يعد يتحمل وجود ذلك المهرج معها يومياً أغمضت (روفيدا) عينيها
بضيق واقتربت من (أدهم) الذى لاحظ نظراتها لذلك الشاب ونظرات ذلك الشاب لها شعر بالقلق أن يكون ذلك الشاب يضايقها أو ش
ما من ذاك القبيل كما نبهه (رائد) وحين اقتربت منه (روفيدا) تحدث بهدوء
-ازيك يا (روفيدا) ؟!
-الحمد لله ٠٠ بس تعبت نفسك ليه ؟! ملوش لزوم كل يوم تسيب شغلك عشان تيجى توصلنى ٠٠ كمان مواعيدى كل يوم مش ثابتة يوم اخرج بدرى ويوم متأخر ٠٠ أنت ملكش ذنب فى البهدلة دى
-بس أنا مش مضايق
زفرت (روفيدا) ثم تمتمت بصوت خافت
-بس أنا مضايقة
لم يستمع لها (أدهم) ولكنها سبقها نحو السيارة الخاصة به فسارت هى خلفه بإمتعاض وصلا إلى السيارة واستقلاها سوياً فقبل أن يبدء (أدهم) فى قيادة السيارة نظر لها ثم قال
-أنتى فى شاب كنتى بتبصى عليه وهو كمان كان بيبصلك ٠٠ هو بيضايقك ؟!
توترت (روفيدا) كثيراً ثم ابتلعت ريقها وقالت متلعثمة
-ا٠٠ أنا!! ش٠٠ شاب مين اللى كنت ببصله أكييد بيتهيئلك
صمت (أدهم) قليلاً ثم تحدث وهو يرجع عوينته للخلف
-مقصدش أشكك فى اخلاقك ٠٠ أكييد كان بيتهيئلى بس أنتى بصيتى وراكى ليه ؟!
-ع٠٠ عادى ٠٠ سمعت صوت ورايا بصيت ٠٠ هو تحقيق ولا أيه ؟!
هز (أدهم) رأسه نافياً ثم قال
-م٠٠ مقصدتش خالص ٠٠ أنا بس حابب اطمن عليكى اصلك قلتى أنك بتخافى تمشى لوحدك لو فى حد بيضايقك ممكن تقوليلى وأنا هتصرف
-اه ٠٠ عشان كده بتيجى توصلنى ٠٠ دى كانت كلمة عادية أنا لا بخاف امشى لوحدى ولا حاجة ولو عشان خاطر الكلمة دى بتيجى كل يوم أنا بعفيك أنا مش صغيرة وبعرف اتصرف
-ا٠٠ الله أنتى اضايقتى ولا أيه ؟! مكنش قصدى ٠٠ أنا بس حابب اطمن عليكى
زفرت (روفيدا) بضيق ثم قالت
-ممكن توصلنى وأنت ساكت ٠٠ وأبيه (رائد) أنا ليا كلام معاه عشان هو اللى بيحطنا فى الموقف السخيف ده
-يا (روفيدا) أنا حابب اطمن عليكى ٠٠ أنتى ليه كبرتى الموضوع كده ؟!
-عشان الموضوع سخيف سخيف جداً ٠٠ أنا مش عيلة صغيرة مستنية ولى امرها يوصلها ٠٠ لو سمحت يا (أدهم) روحنى
-م٠٠ ماشى
ثم بدء فى قيادة السيارة بينما ظلت هى صامتة طوال الطريق وهى تنظر من نافذة السيارة ٠٠
*****************
فى المساء عاد (طلال) للمنزل وهو منهك بشدة وجد (هانيا) جالسة أمام طاولة الزينة وهى تمشط شعرها فدلف للداخل وجلس على مقعد لينزع حذائه ثم بعد ذلك فك عقدة رابطة عنقه فرمقته (هانيا) من خلال المرآة بغيظ شديد فلاحظ هو نظراتها له فنظر لها بضيق فإلتفت هى لكى تصبح بمواجهته وهى مازالت جالسة على المقعد ثم قالت
-مفيش حاجة عاوز تقولها ؟!
زفر بضيق ثم قال
-ا٠٠ أيه يا (هانيا) من أمتى بقيتى كده كل ما ادخل البيت بقيتى لوية وشك كل ده ليه ؟! هو الشغل ده ليا لوحدى ولا بصرف عليكى أنتى وبنتك بسببه ولولاه مكنتوش عايشين فى المستوى ده
صرت (هانيا) على أسنانها ابية أن تنزل دموعها أمامه ثم ابتسمت فى وجهه وقالت بعد أن حاولت أن تستعيد ثباتها للأنفعالى
-لا ٠٠ أنت معاك حق ٠٠ اصلى هعوز أيه من الدنيا غير زوج شايف كل طلباتى وبيصرف عليا كويس حتى البنت مش محتاجة شئ مش ناقصها شئ
ثم آشارات على الفراش
-اللبس بتاعك جاهز ٠٠ ممكن تغير عقبال ما احضر الأكل واجيبه ليك
اجاب بهدوء
-أنا اتعشيت فى الشغل
صمتت هى لما قليلاً ثم قالت
-طب حيث كده أنا هنام ٠٠ عاوز حاجة
هز رأسه نافياً فتوجهت (هانيا ) للفراش وقبل أن تنام قالت وهى ممسكة بالغطاء
-اه صحيح ٠٠ بقالك 3 أسابيع مروحتش شوفت أختك محتاجة حاجة ولا لا ؟! ٠٠ ابقى روح اطمن ع (روفيدا)
-أنا ببعتلها كل اللى تحتاجه ٠٠ وبكلمها فى التليفون كل يوم
-اه كويس جداً ٠٠ بس ابقى روح اطمن عليها ٠٠ (روفيدا) بنت وعايشة لوحدها و ٠٠
قاطعها قائلاً
-قولتلها تيجى تعيش معانا ومرضيتش ٠٠ هى حابة انها تعيش مع (رائد)
-بس (رائد) مسافر وهى بنت ٠٠
توقفت عن الحديث فهى كما يقولون (تنفخ فى اربة مخرومة) لن يفعل أى شئ ولن يعترف بخطئه لذا قالت مقتصرة كل جهدها
-تصبح ع خير يا (طلال)
لم تنتظر رده وقد دثرت نفسها فى الفراش بينما ظل (طلال) ينظر تجاهه دون أن يتفوه بكلمة ٠٠
******************
فى ظهيرة اليوم التالى كان (ريان) يجلس فى وقت الأستراحة فى مكتبه فلم تأتى (أسما) اليوم للعمل فقد أخذت اليوم عطلة لكى تجلس فى المنزل من أجل أن تهتم بالرسالة الخاصة به سمع (ريان) صوت أحدهم يطرق باب المكتب
-ادخل
دلف (سامر) للداخل واقترب من المكتب الخاص ب (ريان) وقال
-ربنا يستر ٠٠ أنا جبتلك اللى أنت عاوزه
اعتدل (ريان) فى جلسته لينظر ل (سامر) بإهتمام
-جبت الملف بتاعها ؟!
هز (سامر) رأسه بإهتمام ثم اخرج من جيب بنطاله عدة أوراق مطوية وهو يقول
-دى نسخة من البيانات بتاعتها اللى هنا فى المستشفى ٠٠ و تشخيص المرض بتاعها
هز رأسه بتفهم وهو يأخذ منه الأوراق فأكد عليه (سامر)
-بس ٠٠ بس أنا مليش دعوة بأى شئ مش ع٠٠
قاطعه (ريان) بعد أن فهم مقصده
-أنت ملكش دعوة وأنا مسئول عن أى شئ
ابتسم له (سامر) بإمتنان ثم نهض عن المقعد وخرج خارج المكتب فتح (ريان) الأوراق ليقرأ البيانات الخاصة الخاصة ب (عتاب)
-الأسم : عتاب طارق الدمنهورى
السن : 23 سنة
العنوان : (٠٠٠٠٠٠٠٠٠)
المهنة : كانت تعمل فى محل لملابس الأطفال
المؤهل : آداب قسم التاريخ
انتقل بعينه على الورق الذى يصف الحالة الخاصة به وكيف أتت إلى هنا للمشفى فأتسعت عيناه من الصدمة وهو لا يصدق ما يقرأه ٠٠
********************
أعدت (شجن) مائدة العشاء من أجلها وأجل شقيقها (أدهم) الذى خرج من غرفته وجلس على أحدى مقاعد المائدة فشعر بتوترها فسئلها بأهتمام
-مالك فى حاجة يا (شجن) ؟
ابتسمت ابتسامة باهتة ثم هزت رأسها بالنفى وبعدها قالت
-ا٠٠ ابداً هيكون فيه أيه يعنى ؟!
بعد قالت مغيرة مجرى الحديث
-ه٠٠ هو (رائد) هيرجع امتى ؟!
نظر لها (أدهم) بشك فهو يعلم جيداً أنها متيمة ب (رائد) منذ الصغر ولكنه
كما يفهم شقيقته جيداً،ف (رائد) أيضاً ليس ابن عمه فقط بل هو صديقه منذ الطفولة ويعرف أن (شجن) لا تمثل ل (رائد) سوى أنها (روفيدا) ثانية بالنسبة له فتحدث وهو يراقب تعبيرات وجهها
-هيجى اول الشهر ٠٠ هانت
فجائته هى بسؤالها ذاك الذى لم يتوقعه فقد كان يتوقع أن تتحدث أكثر عن تفاصيل عودة (رائد)
-وهتتفقوا على جوازك من (روفيدا) ؟! ٠٠ الكل عارف انكوا فى مقام المخطوبين
اعاد (أدهم) نظراته للخلف بتوتر ثم قال
-ا٠٠ اه بس (روفيدا) متعرفش حاجة ودى كانت رغبة (رائد) عشان دراستها متتعطلش
هزت رأسها بعدم اقتناع ثم قالت
-بس لازم يا (أدهم) ٠٠ (روفيدا) تعرف وبعدين مهياش عيلة يعنى دى كلها سنة وترم وتتخرج
-معاكى حق ٠٠ ب٠٠ بس أنا افضل أنى اقولها فى إطار رسمى أنا مليش فى اللوع ٠٠ مجرد ما تعرف أنى اتقدمت ليها هتعرف أنى عاوزها
صححت (شجن) له قائلة
-اسمها بحبها مش عاوزها يا (أدهم) ٠٠ البنات بتحب تسمع كلمة حلوة
-أنا كده يا (شجن) ودى شخصيتى ٠٠ عاوزة توافق بيا توافق مش عاوزة براحتها
شعرت (شجن) بالحزن على حال شقيقها وحال (روفيدا) ف (أدهم) لن يتغير بشخصيته تلك ابداً وفتاة مثل (روفيدا) لن يعجبها أن يكون زوجها المستقبلى يكون مثل (أدهم) فقد حاولت مراراً أن تعدل أسلوب ملابسه وحديثه
ف (أدهم) وسيم للغاية ولكنه يخفى وسامته تلك تحت الرمال هى خائفة من جرح شعوره أو ٠٠ يحدث لشقيقها كما حدث لها حين اعترفت ل (رائد) بمشاعره
تغيرت ملامح وجهها لغضب وغيظ معاً،فهى لا تريد تذكر تلك الذكرى الكريهة لذا نهضت وقالت بهدوء ل (أدهم) الذى كان منشغل بتناول طعامه
-هروح الحمام وجاية
هز (أدهم) رأسه بتفهم وذهبت (شجن) إلى الحمام وأخرجت من جيب البيچاما
التى كانت ترتديها اختبار للحمل كى تتحق وتتخلص من شكها ذاك فستكون كارثة أن كانت حامل حقاً ستضطر أن تفعل ما لا تريده وقفت تنتظر النتيحة
فقد مرت الدقيقتين كضهر كامل كانت مغمضة العينين تدعو الله فى قلبها أن يكون مجرد ظن وليس حقيقة فتحت عينها بهدوء وهى تترقب النتيجة لترى ٠٠