رواية اولاد الجوهري
الفصل الثاني والعشرون الاخير
بقلم الحوريه فاطمه محمد
*************
هبط بها الي أسفل حيث يوجد مراد و زين ، واردف بابتسامه واسعه وهو يشير إلي زين ومراد ... ايه رائيك ف المفاجاه ...
لن تتفوه باي حرف بل هرولت الي احضان تؤامها بفرحه وابتسامه غابت عنها من وقت ماحدث معها ...
ولكن لن يلاحظ أحد من يقف يحترق من تلك الحركه التي فعلتها تمارا ......
تمارا ببكاء :_ وحشتني اوي يا زين ..
زين بحب و صدق :_ وانتِ كمان ياعيون زين ...
أسد بحده خفيفه :_ مش هتسلمي علي مراد وكفايه احضان ..
ابتعد زين عن تمارا واردف بضيق :_ وانت ايه اللي مضايق حضرتك ؟؟
فهد بتبرير :_ لا ابدا هو مش مضايق بس كمان لازم تسلم علي مراد ، ولا ايه .... لم يكن فهد مقتنعا بما قاله ولكن لابد من تبرير لما قاله أسد ....
أردف مراد وهو يقبل رأسها :_ عامله ياتيمو وحشاني ..
تمارا بابتسامه :_ وانت كمان ياحبيبي ...
مراد بتساؤل :_ وشك ماله ياتمارا ؟
تبادل نظرات الارتباك بين الجميع ... نعم تحسنت كثيرا ولكن هناك اثر طفيف للجروح ، وبالتأكيد سيلاحظها مراد فهو طبيب ...
تمارا بارتباك وهي تتحسس وجهها :_ ماله وشي ، مفيش اي حاجه ..
مراد بشك :_ تمام ..
سعد الجوهري :_ منورين قصر الجوهري ..
مراد بابتسامه صادقه :_ منور باهله ياسعد بيه ...
سعد الجوهري :_ سعد بيه !! انتو أحفادي يعني تقولي ياجدي ..
مراد بتردد :_ بس ..
محمد :_ مفيش بس ، انتو زيكم زي فهد وأسد ..
مراد :_ شكرا لحضرتك ..
وليد بمرح :_ شكل كريم مربي أولاده زياده عن اللزوم ...
تمارا ضاحكه بقوه :_ لا مراد بس لكن زين متربي أقل من المطلوب كمان ...
ضحك الجميع علي تلك المشاكسه ، بداخلهم فرحه عارمه ، حقا وجود زين ومراد نجح في اعاده ضحكاتها الغائبه ...
لكزها زين واردف بغيظ :_ بقي كده ..
تمارا بابتسامه :_ متزعلش ماهو أنا كمان زيك بالظبط ...
ضحك الجميع مره اخري ...
ليث بمرح :_ انتو مجانين ..
زين بفخر :_ احنا عارفين ، وعموما انت ماشوفتش الجنان الحقيقي ...
مهاب :_ نعم ... هو في جنان اكتر من كده ...
تمارا بابتسامه :_ اطلع معنا رحله وانت تشوف الجنان اللي بجد ...
أردف مالك ضاحكا وهو يهبط الدرج :_ بالظبط كده وانا شاهد علي كلامها ...
نهض زين بفرحه واردف بتساول :_ مالك !! بتعمل ايه هنا ؟
اقترب منه مالك وعانقه واردف :_ ماهي لو بنت عمتك كويسه كانت قالتلك أنها قابلتني هنا وكمان تبقي بنت عمي ..
ابتعد عنه زين واردف بتساؤل ممزوج بالاستغراب :_ بنت عمك !!
مالك بابتسامه :_ بالظبط ، أنا مالك وليد الجوهري ..
تمارا باستنكار :_ يعني كل اللي لفت نظرك كلمه بنت عمي ومش واخد بالك من لو بنت عمتك كويسه ..
مالك :_ بت أنتِ مالكيش دعوه ..
ليث واسد بنفس واحد :_ ماااالك ...
تمارا بفزع :_ حرام عليكم اتخضيت في ايه انتو الاتنين ؟؟
ليث :_ في أنه ماينفعش يتكلم بالطريقه دي ..
زين :_ ليه ؟ وبعدين هو قال ايه غلط ؟
ليث :_ عشان دا الصح ..
تمارا :_ حصل خير يا استاذ ليث ، وبعدين أنا عادي مش بزعل طول مانا عارفه اللي قدامي كويس ..
حمزه :_ تمام ياتيمو .. قولنا بقي ايه رائيك ف المفاجاه ..
تمارا بابتسامه واسعه :_ احلي مفاجاه ، أنا مراد وزين بالنسبه ليا احلي اخوات وأصحاب وكل حاجه حلوه ...
حمزه :_ تصدقي أنا غلطان ..
تمارا باستغراب :_ ليه ؟؟
حمزه وهو يقلدها :_ احلي اخوات ... واحنا ايه يا استاذه ؟؟
ضحك الجميع علي غيرته ...
تمارا :_ انتو كمان اخواتي وبحبكم جدا جدا ، ومبسوطه بوجودكم في حياتي .. بس مراد فتحت عيني عليه والاستاذ زين شرف بعدي بسنه وكنا مع بعض في كل حاجه ، ومراد كان الكبير ، بس مش بالسن بس لا بالعقل ...
فهد بابتسامه :_ واحنا عمرنا مانزعل من حبك ليهم لانهم اخواتنا احنا كمان ...
مراد :_ طبعا يافهد ..
زين :_ والله انا بقول انت العاقل اللي فيهم ...
ضحك الجميع ... وبعد مده من الحديث والمزاح تناولوا جميعا العشاء .. ثم استأذن مراد وزين للذهاب لفندق للبقاء فيه لحين عودتهم الاسكندريه مره اخري ولكن سعد الجوهري رفض وجودهم خارج القصر ومع إصرار الجميع وافق مراد واخيه علي البقاء بالقصر ...
جلست تمارا وحمزه ومهاب وجنه ومالك وزين ومراد وليث بحديقه القصر ...
أما عن مكه فهي بغرفته وكذلك عيون ...
سلمي تجلس بالحديقه ولكن بمكان معزول عن الباقيه ...
فهد وأسد بصاله الرياضه ....
ف الحديقه ...
تمارا بتساؤل :_ فين مكه وسلمي وعيون ؟؟
جنه بارتباك :_ كل واحده في اوضتها .
تمارا :_ ليه ؟؟ وبعدين أنا مش بشوف مكه وسلمي خالص ...
تبدلت ملامح حمزه ولاحظتها تمارا ...
تمارا بتساؤل ؛_ انت مزعل مكه ياحمزه ..
حمزه بوجه عابس :_ أنا مزعلتش حد وياريت نغير الموضوع ...
تمارا :_ أنا هغير الكلام بمزاجي لكن هعرف في ايه ومنك ياحمزه ...
حمزه :_ ايه الثقه دي ؟؟
تمارا ضاحكه :_ دي قدرات يابني ...
زين ضاحكا :_ اسالني أنا ....
ضحك الجميع .... ثم ارتفع رنين الهاتف الخاص بمراد ، استأذن ونهض ليجيب عليه ....
مراد وهو يسير بالحديقه :_ السلام عليكم ...
مليكه :_ وعليكم السلام ياحبيبي ، عاملين ايه ؟
مراد :_ الحمد لله ياعمتو احنا بخير ، انتو عاملين ايه ؟
مليكه :_ الحمد لله .. ثم أكملت برجاء .. قولي الصراحه يا مراد تمارا بخير ؟؟
مراد :_ والله ياعمتو بخير ، هي بس مكتئبه شويه واحنا الحمد لله خرجنها من المود ...
مليكه :_ ربنا يطمنك ياحبيبي ، خلي بالك عليها يامراد ، وبلاش جنان هي وزين ..
مراد ضاحكا ؛_ حاضر ياعمتو ..
مليكه ؛_ يلا سلام ياحبيبي ..
مراد :_ سلام ياحبيبتي .... وبعدما انهي مكالمته استدار ليعود لهم مره اخري ولكن توقف حينما وجدها جالسه وحيده شارده ...اتجه إليها واردف بتساؤل بنبره هادئه ... أنتِ قاعده لوحدك ليه ؟؟
أفاقت من شرودها علي صوته ، إجابته بنبره يغلب عليها الحزن :_ عادي ...
مراد :_ لا طبعا مش عادي ، اكيد في سبب ...
سلمي :_ احيانا بتبقي مجبور تبقي لوحدك حتي لو انت رافض أو حتي ضد شخصيتك ...
مراد :_ الدنيا ابسط من كده ليه التفكير دا ؟؟
سلمي بابتسامه باهته :_ مش بقولك مجبور ...
مراد :_ بس انا لو مكانك أنا اللي افرض نفسي علي الظروف ، مش الظروف هي اللي تتحكم فيا وتفرض نفسها عليا ..
سلمي ييأس :_ الكلام سهل ...
مراد :_ و الاراده قويه تتغلبي علي اي حاجه بفضل ربنا ...
سلمي :_ ونعم بالله ...
مراد :_ انتِ خريجه ايه ياسلمي ؟
سلمي :_ اداب انجلش .. ثم أكملت بمرح .. طبعا احنا ولا حاجه جنبك يا دكتور ...
قهقه مراد علي مراحها :_ والله الكلام دا غلط جدا ... صدقيني عمري ما اقتنعت بفكره كليات القمه والقاع ، دا كله كلام غلط هدام ... القمه الحقيقيه أنك تتفوق في الحاجه اللي بتحبها وتحقق فيها انجازات ، لكن الكليه مش مقياس للناس .... ابسط مثال في دكاتره كتير جدا بسببهم الناس بتموت اوي يعانوا مش مشاكل بسبب تشخص خطاء فين القمه في كده ..
سلمي :_ كلامك مظبوط بس كمان هما اكيد متفوقين عشان يوصلوا للطب ...
مراد :_ والله دي كمان مشكوك فيها دلوقتي ، لام للاسف في ناس بتبيع ضميرها قدام الفلوس ، وللسبب دا اروح ناس كتير هي التمن ...
سلمي :_ انت جواك كتير اوي كده ..
مراد :_ لا بس حبيت اوضح لك أن كلنا واحد ، وبعدين مجالات كليتك كتير وممتازه ..
سلمي :_ لا انا اتخرجت واشتغلت في شركات جدو ، ومعنديش هدف اكمل اكتر من كده ؟ أو بمعني تاني مفيش اللي يشجعني ..
مراد :_ اوعي توقفي نجاحك عشان حد يشجعك ، لازم الدافع يبقي نابع من جواكِ ولنفسك قبل اي حد ...
سلمي بابتسامه :_ شكرا لحضرتك جدا ، بجد كلامك ممتع ومقنع ..
مراد بابتسامه :_ أنا مراد بس من غير حضرتك ..
سلمي بتردد :_ بس ...
مراد :_ من غير بس ، انا حابب كده ..
سلمي :_ حاضر يا مراد ...
مراد :_ مبسوط أن اتعرفت عليك وسمحتيلي اتكلم معاكِ ...
سلمي :_ أنا اللي لازم اشكرك علي كلامك ..
مراد ضاحكا :_ تعالي كل يوم وانا اقولك اكتر من كده ...
سلمي :_ شكرا .. ثم نهضت من مقعده واردف .. عن اذنك هطلع انام ...
مراد :_ تصبحي علي خير ...
سلمي :_ وانت من أهله ... وتركته واتجهت لغرفتها ، ولكن كان بداخلها سعاده عارمه لا تعلم سببها ولا يوجد لها تبرير ...
أما عن مراد .. لن يختلف حالته عنها كثيرا ، فمن المؤكد أنها بدايه لقصه حب جديد ، أو ربما شقاء جديد ... لم ندري ماذا يخفي لنا القدر ....
ع الجانب الآخر ...
انتهت تمارا ومن معها من جلستهم و عاد إليهم مراد وصعد كل منهم لغرفته ماعدا تمارا اتجهت مع زين الي غرفته ...
&&&&&
في صاله الرياضه ...
حيث يوجد فهد واسد ، وكل منهم عاكف علي اله رياضيه ...
أردف فهد بتساؤل وهو يجري علي اله الجري :_ اتعصبت من زين ليه ؟
أسد ببرود واستنكار :_ اتعصب !! خليك في اللي انت فيه يافهد ..
توقف فهد عن الجري واردف ضاحكا :_ طريقتك وأسلوبك اكبر دليل أن أنا معايا حق ..
أسد :_ لو خايف علي نفسك احتفظ بسكوتك ..
قهقه فهد بقوه حتي أدمعت عينه ، ثم أردف بجديه :_ انت في حاجه من ناحيتك تجاه تمارا ...
أسد بتهرب :_ شكلك مصمم اقلب عليك ..
فهد بجديه :_ أنا بتكلم جد يا أسد ..
أسد بحده :_ عايز ايه يافهد ؟؟
فهد :_ بلاش النبره دي عشان مش هخاف .. أنا بسألك سؤال وعايز اجابه ، بس من غير لف ودوران ، يعني من الاخر خليك صريح ..
أسد بتنهيده :_ هتصدق لو قولتلك مش عارف .... اول مره احس ان عقلي داخل حرب مع قلبي ...أنا مش هانكر اعجابي بشخصيتها ولكن مش حب ...
فهد بابتسامه وحنان اخوي :_ أنا هقولك كلمتين بس مش عشان تمارا اختي لا ، أنا بكلم اسد اخويا وصاحبي وابن عمي ... انسي القديم و اوعي ف يوم من الايام تستسلم لصراع عقلك .. احيانا القلب بيبقي اصدق و حكمه افضل ...
أسد بتنهيده :_ أن شاء الله .... المهم سيبك مني دلوقتي وياريت تهتم بعيون شويه ..
رفع حاجبه واردف متسائلا :_ هي اشتكت ؟؟
اسد ببرود :_ مش محتاجه تشتكي ، بس انا عندي نظر ...
فهد بابتسامه مكر :_ بلاش طريقتك دي تقدر تتكلم ع طول ..
أسد :_ وتفتكر أنا خايف منك !!!
فهد ضاحكا :_ لا بصراحه معاك حق ، انت بتخاف منك بس ..
أسد ضاحكا :_ بالظبط كده وخاف علي نفسك بقي ...
فهد :_ أنا هسيبك مع الآلات الحلوه دي وهروح لعيون ..
أسد :_ نعم ... تروح فين ؟؟ انت عارف الساعه كام ؟
فهد :_ مراتي ع فكره ..
أسد :_ غور من وشي يافهد ...
فهد ضاحكا :_ أنا خارج من غير ما تقول ... وخرج سريعا من الصاله متجها الي غرفه زوجته ....
أما اسد فظل بالصاله يقوم ببعض التمارين ويفكر في حديث فهد .....
_________
في غرفه عيون ...
كانت تجلس علي فراشها و تتصفح الانترنت علي الهاتف الخاص بها بملل ... استمعت لطرقات الباب فسمحت للطارق بالدخول ظنا منها أنه أخيها ، فتح فهد الباب ودلف وما أن رائها انبهر بجمالها ، فكنت ترتدي بيجامه من اللون الاصفر بنصف كم ، وشعرها البني منسدل كالشلالل فكانت حقا حوريه .... أما هي فقفزت سريعا من علي الفراش لتلتقط حجابها وتضعه علي رأسها فهي لم تتوقع أن هو من بالخارج فهو لن يأتي لغرفتها نهائي ... اغلق فهد الباب خلفه واتجه اليها
واردف بتساؤل :_ قومتي مفزوعه من علي السرير ليه ؟
عيون بارتباك :_ ع .. ع عشان اغطي شعري ...
أزاح فهد الحجاب من علي رأسها واردف بانبهار :_ لا خليكِ بشعرك ...
عيون بخجل :_ ماينفعش ..
اخذ يقترب منها وهي تتراجع حتي التصقت بالحائط واردفت بخجل شديد ووجنتيها شديده الاحمرار :_ يافهد عشان خاطري ابعد ، ماينفعش كده ...
قهقه فهد علي خجله :_ لا ينفع أنا جوزك ولا نسيتي ...
عيون بخجل شديد وصوت مهزوز :_ فاكره ، بس ..
فهد بحب :_ مافيش بس ، وعموما أنا هابعد بس بعد ما اعمل كده ... اقترب منها وطبع قبله هادئه علي وجنتها ، بينما هي أغمضت عينيها ، وأصبح وجهها كتله من الدماء ، وكاد قلبها يخرج من سرعه ضرباته ....
ابتعد عنها فهد وهو يضحك بقوه علي هجلها المبالغ فيه واتجه الي الاريكه وجلس عليها ...وفتحت هي عينيها عندما أحست بابتعاده عنها ...
وتحدث بغيظ :_ انت بتضحك علي ايه ؟
فهد بابتسامه واسعه :_ علي وشك اللي قرب يطلع نار وقلبك اللي هيخرج من مكانه ...
عيون بارتباك :_ انا عايزه انام ...
أشار لها فهد بالجلوس بجانبه ، انصاعت له واتجهت لتجلس بجانبه ...
فهد بتساؤل :_ ممكن اعرف زعلانه مني ليه ؟؟
عيون بنفي :_ أنا مش زعلانه ..
فهد :_ بس عيونك بتقول غير كده ..
عيون :_ حاسه اني مش فارقه معاك خالص الفتره دي ...
فهد :_ انتِ مجنونه ... أنتِ حب عمري ياعيون ... انا عارف ان انا مقصر معاكِ الفتره دي بس غصب عني والله .... بس ان شاء الله كل حاجه تتصلح قريب ..
عيون بابتسامه :_ إن شاء الله ...
فهد :_ يعني خلاص مش زعلانه ...
عيون :_ مش زعلانه ..
فهد بمكر :_ ايه اللي يثبت ؟؟
هبت واقفه واردفت بخجل :_ روح نام يافهد شكل السهر اثر عليك ...
نهض فهد ضاحكا واردف :_ براحتك بس انا مش هتنزل ...
عيون بغيظ :_ تصبح علي خير يافهد ...
فهد :_ وأنتِ من اهلي في الجنه ياعيون فهد ... واتجه الي خارج الغرفه غالقا الباب خلفه متجها إلي غرفه مراد ....
علي الجانب الآخر ...
خرجت تمارا من غرفه زين متجها الي غرفه أخيها ،بينما كان اسد يصعد الدرج متجها الي غرفته ...
أوقفها سؤاله :_ عامله ايه دلوقتي ؟؟
تمارا :_ الحمد لله احسن ... شكرا علي اللي عملته معايا ..
أسد :_ اللي انا عملته مش محتاج شكرا .. أنتِ بنت عمي ، وحتي لو اي بنت كنت هعمل كده ...
تمارا :_ حتي لو بس كان لازم اشكرك ... ثم أكملت بتساؤل ... هو انت عملت فيه ايه ؟؟
أسد :_ ماتشغليش بالك ..
تمارا بعناد :_ بس انا عايزه اعرف ..
أسد ببرود :_ مش شغلك ..
تمارا :_ نعم !
أسد ببرود :_ كلامي واضح جدا مش شغلك ..
تمارا بغيظ :_ تصدق بالله أنا اللي غلطانه عشان واقفه اتكلم معاك ... وتركته واتجهت لغرفه أخيها ... أما هوابتسم علي اغظاتها واتجه لغرفته ....
..................
في غرفه مكه ..
لن تستطيع مكه أن تتحمل أكثر من ذلك ، لابد من اتخاذ قرار ، لابد من استرداد كرامتها التي سلبها زوجها بتصرفاته الغير محسوبه .. اتخاذت قرارها وعليها تنفيذه .. جذبت حجابها ووضعته علي رأسها بأهمال وخرجت من غرفتها متجها لغرفته لتنفيذ ما عزمت عليها ... طرقت علي الباب طرقات خفيفه ، إذن لها من الدخل علي الرغم من استغرابه من منْ يطرق عليه بمنتصف الليل ... دلفت ولن تغلق الباب خلفها ...
مكه بهدوء يتنفي مع ما بداخلها من صراعات :_ ممكن اتكلم معاك ؟؟
رفع نظره من الحاسوب الذي يعمل به بنظره تفحص لهيئتها ، فكانت ترتدي بيجامه بأكمام طويله وتضع حجابها بأهمال وبعض خصلات شعرها متمرده من حجابها .... ثم رفع يده ونظر بساعته .. واردف بسخريه ... أنتِ عارفه الساعه كام ؟؟
مكه بغضب من نبره حديثه الساخره :_ عارفه ...
ترك الحاسوب بجانبه ونهض متجها إليها وهو يتفحصها جيدا فهي اول مره له يراها بثياب النوم ثم أردف وهو يقترب منها :_ يعني عارفه أن الوقت متأخر ، وجايه بهدوم النوم وحجابك اللي طالع منه نص شعرك ... ثم أكمل بسخريه ... وخايفه تقفلي الباب وراكِ ...
مكه بارتباك بسبب اقترابه المهلك منها فهو تعدي مسافتها الخاصه .. أنا مش خايفه ...
اجاب بسخريه وهو يبتعد عنها أخذا الغرفه ذهابا وإيابا :_ لا واضح ...ثم أكمل متسائلا :_ ايه بقي الموضوع المهم اللي مش قادره تستني للصبح وخلاكِ جابلي بالوقت دا ؟؟
تحاول مكه الثبات .. اردفت بشحاعه زائفه :_ اولا لازم تعرف أن اللي انا جاي أقوله مش للنقاش انا خلاص اخدت قراري ومش هرجع فيه ...
نظر لها وهز رأسه بمعني أن تكمل حديثها ...
اردفت وهي تعتصر بداخلها :_ طلقني ياحمزه ...
تفوهت بتلك الكلمه ولكنها لن تعلم أنها أيقظت الوحش بداخله ....
اقترب منها بسرعه وملامحه وجهه لاتبشر بخير ، بل تحولت عينه للون الاسود القاتم من شده الغضب وقبض علي ذراعها بقوه جعلتها تشعر بأن عظمها تتحطم بين يديه ، واردف بحده ولكن بنبره هادئه :_ أنتِ قولتي ايه ؟؟
مكه يتألم :_ سيب ايدي باحمزه ..
أردف بحده :_ جاوبي علي سؤالي ، عيدي كلامك تاني ...
مكه ببكاء :_ والله ايدي هتكسر ..
حمزه بغضب :_ دا انا اكسر عضمك كله ودماغك كمان مش ايدك بس ...
مكه ببكاء وألم شديد :_ طلقني ياحمزه طلقني ...
ترك يدها بعنف ، وأخذ يدور بالغرفه كالوحش الهائج ... ثم أردف وهو يكز علي أسنانه ... ممكن افهم انت عايزه ايه ؟؟ ثم أكمل بتحذير ... وقسما بالله لو الكلمه دي جاءت علي لسانك ...لا لسانك ايه ، الكلمه دي لو جاءت علي بالك تاني هخليك تشوفي ايام سوده قسما بالله لولا وعدي معاكِ ، كان حسابك قلم يفوقك ... ثم أكمل بحده افزغتها ... فاااهمه ...
مكه ببكاء شديد من ألم ذراعها :_ لا مش فاهمه ، من يوم اللي حصل مع اختك وانت بتتعامل معايا ببرود .. أو بمعني اصح مفيش تعامل معايا نهائي وكان أنا اللي عملت فيها كده ، مستني مني ايه ؟؟ استني لما انت تيجي تقولهالي ، لا انا اللي بحلك من اي حاجه بيني وبينك وبكرا هبلغ الكلام دا لجدي والعائله كلها ...
ع الجانب الآخر بغرفه مراد ...
كان يجلس مع فهد ليعرف ماسبب العلامات بوجه تمارا ...
مراد متسائلا :_ ممكن اعرف وش تمارا ماله ؟؟
فهد بثبات :_ ماله وش تمارا ؟
مراد :_ أنا بسالك يافهد وعايز اجابه ، مش ترد علي سؤالي بسؤال ..
فهد :_ صدقني اجابتي عليك مفيش منها فائده ..
مراد :_ يبقي اللي وصلي صح ..
فهد متسائلا :_ مش لما اعرف اللي وصلك الاول ..
مراد :_ بلاش الطريقه دي معايا ... لو انت ضابط أنا دكتور وفاهم كويس اوي معني العلامات اللي في وش تمارا وعلي راقبتها ....
فهد بتنهيده :_ اللي وصلك صح يامراد . .
مراد بعصبيه ؛_ مين الحيوان اللي عمل فيها كده ؟؟ وانت كنت فين ؟؟
فهد بهدوء :_ أنا مش هرد عليك بنفس طريقتك لان دا مش اسلوبي .... انا كنت في شغل وهي كانت لوحدها في الشقه ...
مراد بتردد وخوف شديد :_ هو ...
فهد مقاطعا :_ لا هي الحمد لله بخير ...
تنهد مراد :_ الحمد لله .... تمارا هترجع معايا بكرا اسكندريه ..
فهد :_ مراد أنا بتكلم معاك بس مش معني كده أن هنفذ كلامك ، تمارا دلوقتي ف القصر ومعنا وتحت عين الكل ...
مراد :_ ولو حصلها حاجه تاني ...
فهد :_ مش هيحصل بأمر الله ...
مراد :_ أنا واثق فيك يافهد ، بس لو ....
فهد مقاطعا :_ قولتلك أن شاء الله مفيش حاجه تاني ...
مراد :_ إن شاء الله ...
فهد :_ تصبح علي خير ..
مراد :_ وانت من أهله ...
خرج فهد متجها إلي غرفته ولكن أوقفه صوت الشجار بغرفه أخيه ، اتجه إليها وجد الباب مفتوحا فدلف ....
أردف وهو يمسح علي وجهه بغضب :_ ارجعي علي اوضتك دلوقتي يامكه ، وياريت ماتخرجيش منها كده تاني لأن عندنا ضيوف ف القصر ...
مكه بعناد :_أنا حره اخرج زي مانا عايزه انت مالكش دعوه ..
اقترب منها حمزه ليصفعها ولكن أوقفه صوت أخيه الغاضب ...
فهد بجده :_ حمززززززه ... ممكن افهم في ايه ؟؟ وأنتِ يامكه بتعملي ايه هنا دلوقتي ؟؟ وايه اللي انتِ لابسه دا ؟؟
حمزه بسخريه :_ قولها الهانم المحترمه ...
فهد بحده :_ حمزه كلامي مش معاك ...ثم وجه حديثه لها ... ردي عليا يامكه ...
مكه ببكاء :_ انا عايزه اطلق من حمزه ...
فهد بعدم فهم :_ نعم ... انا مش فاهم ..
مكه :_ عايزه انفصل عن حمزه ، مش عايزه اكمل معه ...
فهد بهدوء :_ هو احنا بنلعب ، يعني ايه مش عايزه تكملي .. انتِ عارفه جدك لو سمعك أو حتي اسد موقفك هيبقي ايه ؟؟
مكه ببكاء :_ هيبقوا معايا عشان أنا عندي حق ...
حمزه بحده :_ أنتِ مجنونه مش معاكِ حق ...
فهد :_ قسما بالله ياحمزه لو اتكلمت تأتي هزعلك .... ممكن افهم انا كمان واعرف معاكِ حق ازاي ...
مكه وهي تزيح دموعها بكف يدها :_ يا ابيه فهد من يوم اللي حصل مع تمارا وهو مش بيتكلم معايا نهائي ، وكان أنا السبب ، ومره كان طالع لتمارا قولتله أنا طالعه معاك رفض .... وحتي لما حضرتك وجدو وأبيه اسد قالي أنا وسلمي انتو مالكمش دعوه باللي حصل هو ولا اتكلم ولا قال أي حاجه ......انا مش مسؤوله عن تصرفات حاتم الصياد ومش ذنبي ان هو اخو بابا ... وكمان لو لاقدر الله حصل حاجه تاني هيتعامل معايا ازاي .... انا رافضه اكمل معه ودا حقي ... كل هذا وهي تبكي بحرقه علي تصرفات زوجها ....
فهد بهدوء :_ ممكن تشيلي فكره الطلاق دي من دماغك وانا اعرف اجبلك حقك ...
مكه بنفي :_ بس انا مش عايزه حق ، أنا مصممه علي قراري ...
فهد :_ طيب ممكن تصبري لغايه ما بابا يقوم بالسلامه وبعدها انا هريحك ...
مكه :_ انا واثقه في كلامك يا أبيه ، بس خليك فاكر أن أنا مش هرجع في قراري ...
فهد بابتسامه وهو يقبل رأسها :_ وانا معاكِ في اللي يريحك ...
حمزه بتأفف :_ وبعدين ....
تجاهله الاثنان ....
مكه بابتسامه حزينه :_ شكرا ..
فهد :_عفوا ... ممكن ماتخرجيش من اوضتك كده تاني ... وماتدخليش اوضه البيه تاني ...
مكه :_ انا اسفه ...
فهد :_ من غير اسف يالوكه ...
مكه :_ تصبح علي خير ..
فهد :_ وأنتِ من أهله ...
خرجت سريعا متجه الي غرفتها ...
علي الجانب الآخر بالغرفه ...
حمزه :_ ممكن افهم يعني ايه هتريحها ؟؟
فهد بحده :_ تعرف انت خسره فيك واحده زي مكه ، وعشان كده لازم نصلح الغلط ...
حمزه بترقب :_ يعني ايه ؟؟
فهد :_ يعني هطلق مكه بس لما بابا يقوم بالسلامه ...
حمزه بحده :_ أنا مش هطلقها ...
فهد وهو يتجه للخارج :_ خلاص مبقاش بمزاجك .... وخرج واغلق الباب خلفه ....
اما عن حمزه فتحول الي وحش ثائر ، واخذ يكسر كل ما بالغرفه ....
&&&&&&&&&&&&&&
مر يومين دون أي جديد ... سوي ان مراد وزين عادوا الي الاسكندريه ... ولكن مراد كان يشعر أنه تركه شئ يهمه بالقصر ....
مكه لن تخرج من غرفتها نهائي وبررت ذلك انها مريضه ....
حمزه .. سوف يجن من عدم رويته لها ، ولكن فهد حذره من الاقتراب من غرفتها ....
عادت تمارا حزينه بعدما ذهب مراد وزين و الكوابيس تلاحقها كل ليله من يوم ماحدث معها ....
&&&&&&&&&&&&
في صباح يوم جديد ... ملئ بالاحداث المفرحه للبعض وحزينه للبعض الأخري ... لم يكن هذا غريبا ، لانها طبيعه الحياه ، فالحياه متارجحه بين الافراح والأحزان .....
في قصر الجوهري .
بغرفه الطعام .
كان الجميع علي مائده الطعام وانضمت لهما مكه وتمارا ...
سعد الجوهري :_ صباح الخير ..
الجميع :_ صباح النور .
سعد الجوهري بابتسامه :_ عامله ايه النهارده ياتمارا ؟
تمارا :_ الحمد لله يا جدو ... ثم أكملت بحذر ... انا عايزه اقول لحضرتك وبصراحه للكل علي اللي انا ناويه عليه ...
انتبه لها الجميع ...
أما سعد الجوهري فعلم مايدور برأسها أو تود قوله ... قولي ياتمارا ... قالها سعد الجوهري ...
تمارا :_ أنا هروح المستشفي بس ...
فهد :_ بس ايه ياتمارا كملي ...
تمارا بهدوء :_ النهارده اخر مره هروح وبعد كده هرجع اسكندريه ..
فزع الجميع عندما ضرب حمزه طاوله الطعام بيده واردف بحده :_ أنتِ مجنونه ..
سعد الجوهري بحده :_ حمززززه .. مش عايز اي حد يتكلم .... ثم وجه حديثه لتمارا واردف متسائلا بهدوء ... ممكن افهم غيرتي رائيك ليه ؟ وليه عايزه ترجعي اسكندريه ؟
تمارا بيأس :_ وجودي هنا زي قلته .. أنا قربت علي شهرين ومفيش جديد ، وماما وحشتني اوي ...
سعد الجوهري بابتسامه :_ واحنا مش فارقين معاكِ ..
تمارا بنفي :_ لا طبعا ، أنا والله اتعودت عليكم وان شاء الله هبقي اجي هنا باستمرار ...
سعد الجوهري :_ ممكن تروحي المستشفي النهارده وبالليل نتكلم واكيد مفيش حد يقدر يجبرك علي حاجه ...
تمارا :_ شكرا ...
سعد الجوهري :_ عفوا .. فهد وصل اختك علي المستشفي وسيب معها الحرس واطلع انت علي الشركه ..
فهد بحزن :_ حاضر ياجدي ...
وبعد ما انتهوا من تناول الطعام ، ذهب كل منهم لوجهته ....
في سياره فهد ...
كان الصمت هو سيد الموقف ، إلي أن قطعته تمارا ...
تمارا :_ فهد ...
أجابها وهو ينظر إلي الطريق :_ نعم ..
تمارا :_ هو انت زعلان مني ؟؟
فهد بجمود :_ لا ..
تمارا برجاء :_ لو سمحت يافهد مش متعوده منك علي كده ...
فهد بعدم اهتمام :_ عايزه ايه ياتمارا ...
تمارا بحده :_ عايزاك توقف الزفته دي ونتكلم معايا ...
أوقف فهد السياره بطريقه مفاجئه مما جعلها تصدر اصوات عاليه مفزعه نتيجه احتكاك العجل بالأرض ...
فهد بحده عكس شخصيته تماما :_ قسما بالله ياتمارا لو اتكلمتي معايا بالطريقه دي تاني أنتِ حره ، مش معني أن انا مش عايز ازعلك وبحاول ارضيكي بكل الطرق صوتك يعلي عليا ... فاااااهمه ...
تمارا وهي تحتجز الدموع بمقلتيها :_ فاهمه ..واستدارت بوجهه لتنظر للجانب الآخر وسمحت لدموعها بالانهمار علي وجهها بدون صوت ...
انطلق فهد بسيارته مره اخري للمستشفي ..وكان يختلس النظرات لها واحس بغصه بقلبه عندما راي دموعها ... وبعد مده توقف أمام المستشفي ...
كادت تمارا أن تفتح الباب وتهبط من السياره ولكن منعها من قبض علي يدها برفق ...
فهد :_ استني ...
إجابته دون النظر إليه :_ نعم ..
فهد بنره حنونه :_ ممكن افهم عايزه ترجعي اسكندريه ليه ؟؟
تمارا :_ أنا جاوبت علي السؤال دا ف القصر ...
فهد :_ ممكن ترفعي وشك وأنتِ بتكلمني ...
تمارا :_ لو سمحت أنا عايزه انزل ...
رفع وجهها بكف يده واردف بصدق :_ أنا اسف ...
تمارا :_ انت ماعملتش حاجه عشان تتأسف ..
فهد :_ لا عملت ، لما ازعق في أخته يبقي انا غلطان ولازم اعتذر ..
تمارا :_ أنا مش زعلانه ..
فهد بابتسامه :_ عشان كده بتبكي .... اسف ياتمارا بس ما توقعتش انك ترجعي اسكندريه تاني بعد ما اتعلقنا بيكِ ..
تمارا :_ مش معني رجوعي اسكندريه انكم مش أخواتي .. احنا اخوات مهما بعدنا وبعدين أنا كمان بحبكم واتعلقت بيكم ولا يمكن استغني عنكم ...
جذبها فهد لاحضانه :_ حبيبتي وحنا لايمكن نستغني عنك ... بس ممكن اعرف السبب الحقيقي ..
تمارا بارتباك :_ أنا قولت السبب ..
فهد :_ تمارا .. أنا واثق أن في سبب تاني ..
تمارا :_ بصراحه انا سبب اللي بيحصل في القصر ..
فهد متسائلا :_ مش فاهم ايه اللي حصل في القصر ؟؟
تمارا :_ حمزه اللي زعلان مع مكه ، و سلمي ومكه اللي عايزين يسيبوا القصر ...
فهد وهو يمسح علي وجهه بغضب :_ ممكن اعرف مين اللي فهمك كده ؟
تمارا :_ مش هتفرق المهم أن دا اللي حصل ..
فهد :_ لو هي دي أسبابك فأنا مش موافق ..
تمارا :_ انا اسفه يافهد ... بس انا اخدت قراري ...
فهد وهو يكز علي أسنانه :_ ممكن نتكلم بعدين ..
تمارا :_ حاضر ...
هبط الاثنان وصعدوا الي والدهم ، ثم تركها فهد واتجه الي الشركه أما هي دلفت الي غرفه والدها لتتحدث معه ....
كانت تجلس بجانب فراش ابيها ، بوجه شاحب ،يبدو عليه الحزن الشديد ، وتكثر الهلات السوداء تحت عينها ، تتحدث إليها وهي تبكي ...
تمارا ببكاء :_ يا بابا انت مش عايز تفوق ليه ، انا معاك كل يوم وبتكلم معاك كتير اوي ليه بقي مش عايز تقوم ، هو حضرتك مش عايزني معاك ولا ايه ؟؟؟ ... يابابا أنا تعبانه اوي اوي ... للاسف آسر ظهر تاني في حياتي ، قلبي واجعني اوي يا بابا ، صدقي يابابا لنا خلاص مش عايزه بس حسيت أن ألمي زاد لما شوفته ، كنت فاكره أن عمري ما هتأثر لو شوفته لكن للاسف اتوجعت اوي .. اوي يا بابا .... صمت لتبكي بقهر وحزن شديد .... ثم أكملت بعدما أزاحت دموعها .. وفي نفس اليوم يحاول واحد زباله رخيص يعتدي عليا ، عشان ينتقم من اخويا عشان قبض ع اخوه المجرم ، لا ومن بجحته زعلان كمان ... حاسه ان كل حاجه بقيت سوده قدامي ، الدنيا دي وحشه اوي اوي يا بابا ... عارفه لو كنت معايا من الاول أنا متأكده أن حياتي هتبقي احسن ، بس الحمد لله ع كل حال .... اخر حاجه عايزه اقولها لك يا بابا أن أنا مسمحاك من قلبي ، وكمان عايزه اقولك أن انا بحبك اوي اوي ، وبشكرك علي اكتر حاجه حلوه ف حياتي بعد ماما .. اخواتي .. بجد هما اكبر نعمه ف حياتي وانا بحبهم اوي اوي، عوضوني عن حاجات كتير اوي وحشه ف حياتي ..... ثم نهضت عن مقعدها واردفت بألم ... انا ماشيه ... بس مش هاجي تاني ، أنا راجعه اسكندريه عشان وجودي هنا زي قلته ، كان نفسي اوي ابقي سبب بعد ربنا ف رجوع حضرتك للحياه بس حضرتك ليك راي تاني .... انحنت لتقبل يده وبعدها استقامت لتخرج من الغرفه ولكن أحست بمن يقبض ع يدها ، تفاجات من قبضته ثم استدارت له مره اخري ....
اخذ يفتح عينه ببطئ ويغلقها مره اخري ليعتاد ع اضاءه الغرفه ... واردف بتعب وهو قابض ع يديها ... خليك معايا يا تمارا ..
تمارا بارتباك ولكن بفرحه أيضا :_ حضرتك فوقت ،... يعني أنا مش بتخيل صح .. صح ..
حسن بفرحه رغم تعبه :_ أنا فوقت يا حبيبه ابوكِ ، بس الاهم انكِ معايا ودي اهم حاجه ..
تمارا :_ أنا هروح اجيب الدكتور ..
حسن بتعب :_ مش عايز الدكتور أنا محتاجك أنتِ ، أنتِ وبس ..
تمارا :_ لازم الدكتور يشوف حضرتك ... نزعت يدها من قبضته برفق وخرجت سريعا لتخبر الطبيب أنا والدها عاد للحياه مره اخري بفضل الله .. وبعد دقائق عاد معها الطبيب ولكن طلب منها البقاء في الخارج حتي ينتهي من فحص والدها ...بالفعل انصاعت له وظلت منتظره بالخارج وقامت بالاتصال ع أخيها الأكبر لتخبره ....
وبعد نصف ساعه انتهي الطبيب من فحص والدها وتأكد أنه بخير سمح لها بالدخول مره اخري ...
تمارا :_ الدكتور قال إن حضرتك بقيت كويس وصحتك تمام ..
حسن :_ أنا بخير بفضل الله وبعد كده وجودك يا تمارا .. أنا آسف ..
تمارا :_ أنا مسامحه حضرتك و اوعي تتأسف ليا تاني ، أنا اللي اسفه ع كل كلمه قولتها لحضرتك ..
حسن :_ أن مسامح يا تمارا ، وأنتِ معاكِ حق ف كل حاجه ..
وضعت كف يدها ع ثغره برفق واردفت بحب :_ كل حاجه انتهت ، اهم حاجه أن حضرتك بخير وبعد كده مش مهم اي حاجه ..
حسن :_ تعالي ف حضني يا تمارا ...
عانقته تمارا بحب ودفئ شديد .. عناق كانت بحاجه اليها من ثلاثه وعشرون عام ، كانت بحاجه ملحه للشعور بعناق الاب ...
ابتعدت عنه تمارا وارفت :_ شكرا ...
ولكن قبل أن بجيبها دلفت معظم العائله الي الغرفه ، أبناءه وأخواته وأبيه ... وعندما تزاحمت الغرفه انسحبت تمارا بهدوء الي الخارج ، وكانت بطريقها لخارج المستشفي بأكملها ، ولكن أوقفها صوته ...
:_ ع فين ؟؟؟
تمارا بحزن :_ خلاص ... دوري لحد كده وانتهي ....
&&&&&&&&&&&&
في منزل والد نوح ...
استيقظ نوح علي رنين هاتف زوجته المزعج ، فهذا المره الرابعه أو الخمسه يرن الهاتف وتتجاهل زوجته الرد ...
نوح بنعاس :_ مين يازبنه اللي بيرن علي الصبح كده ؟
زينه بارتباك :_ رقم غريب ..
نوح :_ وأنتِ متوتره ليه ؟
زينه :_ مش متوتره ولا حاجه ..
نوح بشك :_ متاكده ؟؟
زينه :_ ايوه يانوح متأكده ويلا قوم بقي عشان هتتأخر علي شغلك ...
اعتدل نوح في جلسته واردف بتساؤل :_ ايه رائيك نرجع شقتنا النهارده ؟؟
زينه :_ ليه ؟
نوح باندهاش :_ هو ايه اللي ليه ؟؟ احنا هنا من فتره وانا عايز نرجع شقتنا ...
زينه :_ بس انا مش عايزه ارجع ..
نوح :_ يعني ايه ؟؟ يعني عايزه تفضلي عايشه هنا ؟؟
زينه بتردد :_ اا .. اااه
نوح بجمود :_ ليه ؟؟
زينه بخوف من رد فعله ، أجابت تفرك يديها :_ أنا مرتاحه هنا اكتر ..
قفز نوح من الفراش واردف بحده :_ ليه الهانم خايفه تكون معايا لوحدها ؟؟
هبطت زينه من الفراش و قبضت علي يده برفق :_ لا طبعا أنا مش خايفه منك ، بس انا مرتاحه هنا اكتر ..
نزع يده من يدها بحده واردف وهو يتجه للمرحاض :_ براحتك بس انا النهارده هرجع شقتي اما أنتِ خليكِ هنا ..
زينه برجاء :_ يانوح اسمعني عشان خاطري .
لن يجيبها بل صفع باب المرحاض بوجهها ...
جلست علي الفراش باهمل تبكي علي حالها ... فهي ترفض العوده الي الشقه الخاصه بها هروبا من اقرب الناس إليها ،، ولكن هي من اختارت البعاد وان تتحول من اقرب الناس إليها الي من لاترغب في رويته بحياتها نهائي ،، الان تبحث عنها ، الان تريد التواصل معها .. ولكن فات الوقت ...
خرج من المرحاض متجها إلي خزانه الملابس متجاهلا ايها ...
اتجهت إليه وتحدثت برجاء :_ يانوح عشان خاطري ...
نوح بحده :_ لو سمحتي مش عايز اسمع حاجه ، وياريت تتفضلي برا عشان اجهز وانزل علي شغلي. ..
زينه بحزن :_ كده يانوح ...
نوح بحده :_ اتفضلي براااا ..
خرجت سريعا خوفا من غضبه ، تعلمه جيدا حينما يتحول لشخص آخر .... خرجت وهي تبكي متجها إلي الرسيبشن ... وجدت والده نوح تجلس وتقرأ في كتاب الله ... جلست بجانبها بهدوء ..... أغلقت سمر المصحف ثم وضعته علي الطاوله ... ثم اردفت متسائلاه وهي تربت علي ظهرها :_ مالك ياحبيبتي ، بتبكي علي الصبح ليه ؟
زينه ببكاء :_ نوح عايز يرجع شقتنا النهارده ..
سمر باندهاش :_ بتبكي عشان كده ؟؟ خلاص انا هكلمه وخليكو معنا ..
زينه ببكاء :_ أنا كلمته ياماما ، بس هو زعل مني وطردني من الاوضه ...
سمر :_ حقك عليا ياحبيبتي .... ثم أكملت بتساؤل ... ممكن اعرف مش عايزه ترجعي شقتك ليه ؟؟.
زينه ببكاء وحزن شديد :_ عشان نهي هانم معها عنواني وبقالها فتره بتتصل عليا وانا مش برد عليها واكيد هاتيجي علي العنوان اللي معها .... وانا مش عايزه اشوفها ولا اسمع صوتها ...
سمر بحزن وهي تواسيها :_ ليه مش عايزه تقولي لنوح ؟؟
زينه :_ مش عايزه اشوف نظره العطف في عنيه يا ماما ... ثم أكملت بحزن وبكاء ... وبعدين هقوله ايه ؟؟ أقوله أن أمي ست انانيه فكرت في نفسها وبس .. سابت بنتها وهي عيله صغيره وراحت اتجوزت وعاشت حياتها .... انا مش عايزه اتكلم معه في الموضوع دا بالذات ...
سمر :_ اهدي ياحبيبتي وكل حاجه هتتحل بأمر الله ، ثم أكملت بعتاب ... وبعدين هو انا مش امك ولا ايه ؟؟
عانقتها زينه بحب :_ أنتِ احسن ام بالدنيا ، كنت اتمني من قلبي تكون أنتِ امي ...
سمر وهي تمسد علي شعرها ؛_ أنتِ بنتي يازينه ، وانا امك فعلا ...
قطع حديثهم نوح وهو يتجه ليقبل راس أمه واردف بحب :_ صباح الخير يا امي ..
سمر بابتسامه :_ صباح الفل ياحبيبي ...
نوح بجمود :_ أنا رايح الشركه وبعدها هطلع علي شقتي ..
سمر :_ ليه ياحبيبي ، تعالي علي هنا خليكم معايا انت ومراتك ...
أجابها وهو ينظر لزوجته بغضب :_ اطمني يا امي ... ثم أكمل بسخريه ... مراتي هتفضل معاكِ انا راجع شقتي لوحدي ...
سمر :_ يابني ...
نوح مقاطعا :_ معلش يا امي متأخر ولازم امشي ، سلام ياحبيبتي ...وخرج سريعا من الشقه ...
زينه ؛_ شايفه ...
سمر :_ حقك عليا ، عمك يرجع من شغله ويكلمه ...
زينه بحزن :_ أن شاء الله ...
&&&&&&&&&&&&
في الاسكندريه ...
بشقه كريم المهدي ...
كان الجميع علي سفره الطعام لتناول الفطور ...
نور :_ والله البيت نور برجوعكم ياولاد ، أن شاء الله تمارا كمان ترجع قريب ..
مليكه :_ يارب يا نور ، مش قادره اتحمل اكتر من كده ...
كريم :_ معلش يا لوكه لازم تتحملي شويه وبعدين هو كمان والدها وله حق عليها ...
مليكه ؛_ عشان كده صابره ياكريم ...
كريم :_ سرحان في ايه يا مراد ؟؟
فاق من شروده سريعا علي سؤال أبيه :_ ولا حاجه يابابا ...
نور :_ انت متغير من وقت ما رجعت من القاهره ، ايه اللي شاغل بالك ؟؟
مراد بابتسامه :_ والله ابدا ، مفيش حاجه مهمه ...
زين ضاحكا :_ تلاقيه بيفكر في المزز اللي هناك ...
كريم بحده :_ ززززين احترم نفسك ، هو احنا دخلنا بيوت الناس ونفكر في بناتهم ...
تدرك زين خطاءه سريعا واردف بأسف :_ أنا اسف والله كنت بهزر ..
نور :_ بس دا مش هزار ياحبيبي ، كده حرام ..
زين بندم :_ والله حقكم عليا أنا اسف ...
مليكه :_ خلاص ياكريم حصل خير ..
كريم :_ تمام ..
نهض زين وقبل يده :_ خلاص بقي يا ابو مراد ..
كريم ضاحكا :_ ماشي ، بس لو اتكررت تاني ..
زين :_ والله مش هيحصل ..
كريم :_ تمام .... ثم وجه حديثه لمليكه :_ دكتور ممدوح صاحب مستشفي الامل اكبر مستشفي نسا وتوليد بالقاهره عايز يقابلك يا مليكه ...
مليكه باستغراب :_ ليه ؟؟ وبعدين المستشفي دي بالقاهره ..
كريم :_ فعلا المستشفي بالقاهره ، أما بخصوص ليه فانا مش عارف ...
مليكه :_ خلاص مش هاهتم ..
كريم :_ ماينفعش يا حبيبتي ، من أمتي بنتجاهل حد عايزنا ..
مليكه :_ والله مش قصدي ، بس مش عايزه اسافر القاهره ..
كريم :_ يوم واحد بس ياحبيبتي وبالمره تشوفي تمارا ...
مراد :_ وانا هسافر معاكِ ياعمتو ..
مليكه :_ إن شاء الله ، بس امتي ؟؟
كريم :_ بكرا إن شاء الله ...
مليكه :_ تمام ، علي خيرت الله ...
&&&&&&&&&&&&&
:_ ع فين ؟؟؟ قالها اسد باستغراب من تواجدها خارج غرفه والدها ..
تمارا بحزن :_ خلاص ... دوري لحد كده وانتهي ..
نظر لها باندهاش شديد من اجابتها فاخر ماكان يتوقعه أن توجد خارجه الغرفه ، أردف بتساؤل :_ هو ايه اللي انتهي ؟؟
تمارا بحزن :_ أنا كنت هنا عشان يفوق والحمد لله قام بالسلامه ...
أسد متسائلا ليعلم بما ستنعت عمه :_ هو مين اللي فاق ؟؟
تمارا باستياء :_ بلاش الأسلوب دا عشان انت عارف كويس اوي أنا بتكلم عن مين .
أسد بجديه وملامح غير قابله للنقاش :_ وانا بسألك بتتكلمي عن مين ..
تمارا بتردد ،:_ بتكلم عن .. عن عمـك
أسد مقاطعا بحده :_ عمي ، عمي دا يبقي والدك بمزاجك أو غصب عنكِ ، قولتيها أو رفضتي تقوليها هو ووالدك ..
تمارا وعينها تلمع بالدمع :_ ممكن افهم انت بتتكلم معايا كده بصفتك ايه ؟؟ أنا اخويا مش بيتكلم معايا بالاسلوب دا ...
أسد :_ فعلا العيب علي اخوكِ اللي بيتهون معاكِ ، فهد شخصيته قويه لكن للاسف بيتعامل بطيبه مع الكل ، ثم أكمل بسخريه ... لكن أنتِ محتاج اسلوب تاني في التعامل ..
تمارا بحده وهي تبكي :_ انت مالك انت ، واصلا مين ادلك الحق تتكلم معايا كده ..
أسد :_ عارف انا لو جالي الفرصه ابقي مسؤل عنكِ والله ما هتردد لحظه ، مش عشانك لا بس عشان اظبط دماغك اللي عايزه كسرها ..
تمارا بحده ونبره عاليه :_ وانا لو علي رقبتي عمري ما ارتبط بيك ...
قاطعها حينما قبض علي معصمها واردف بغضب ونبره لاتحمل النقاش :_
قسما بالله لو صوتك علي وانا بكلمك تاني ، ماهعمل حساب لاي حاجه ولا لاي حد و وقتها هتعرفي مين هو أسد الجوهري ...
نزعت يدها من قبضته واردفت بشجاعه زائفه ع الرغم من ألم معصمها :_ لو انت أسد الجوهري فأنا تمارا ، واعمل حسابك أنا مش بخاف من حد واللي تقدر عليه اعمله ..
رفع حاجبه واردف بتسليه :_ يعجبني فيكِ شجاعتك المزيفه ..
تمارا وهي تجاهد الثبات لأنها حقا خائفه منه :_ أنا مش خايفه منك... ثم أشارت في وجهه بسبابتها .. خليك فاهم كده كويس ...
قهقه اسد مما زاد وسامته فهو منذ سنين لم يضحك من قلبه هكذا ، ثم أردف :_ مش عارفه والله مين فينا اللي محتاج يفهم ....
قطع حديثهم فهد متسائلا .... خرجتي ليه ياتمارا ، بابا بيسأل عليكِ ...
تمارا :_ اصل انا ....
أسد مقاطعا :_ كان معها اتصال وراجعه تاني لعمي ...
تمارا بنفي :_ لا انا ....
أسد بنبره صارمه وهو ينظر لها محذرا الا تتحدث :_ كان معها اتصال ويلا بينا احنا الثلاثه ندخل لعمي ....
اتجه ثلاثتهم الي غرفه حسن ، فكانت نظراته لها صارمه جعلتها تترتعب وتنصاع لها وهي مجبره ...
وعندما اقتربوا من باب الغرفه توقفت تمارا ...
فهد :_ وقفتي ليه ؟؟
تمارا بارتباك :_ انا عايزه امشي يافهد ...
وقبل أن يجيبها خرج صوته الغاضب .... قسما بالله لو ما دخلتي دلوقتي لوالدك لهقلب عليكِ ...
فهد بهدوء :_ استني يا أسد افهم مالها ..
أسد :_ فهد ... مالكش دعوه .. ثم وجه حديثه لها بأمر ... علي جوه ...
مظهره لا يسمح بالنقاش .. قبضت علي يد أخيها ودلفت معه للداخل ...
حسن بتعب :_ كنتي فين ياتمارا ؟؟
تمارا بخفوت :_ كنت برا ...
حسن :_ تعالي جنبي ياحبيبتي ...
انصاعت له تمارا واتجهت لتجلس بجانبه ...
تمارا :_ حاسس بيا ايه دلوقتي ؟؟
حسن بتعب :_ الحمد لله بخير طول مانتِ معايا ...
ع الجانب الآخر ...
فهد هامسا لاسد :_ ليه عملت مع تمارا كده ؟؟ انت عارف ان انا مش بحب الأسلوب دا ...
اسد ببرود :_ والله ياحنين انت اللي محتاج الأسلوب دا ...
فهد باستنكار :_ بطل برود ورد علي سؤالي ..
أسد :_ عشان اختك ماينفعش معها الهدوء والكلام بالعقل ، اختك محتاج تأخد علي دماغها ..
فهد :_ وانا عمري ما هوافق اختي تتعامل بالطريقه دي ...
أسد :_ اطلع من دماغي يافهد ، وياريت تكون حازم معها شويه لان هي عنيده جدا ..
فهد :_ كفايه عليها حمزه ، وبعدين أنا عمري ماهغير اسلوبي معها ، أنا مقتنع أن كل حاجه بالهدوء تتحل ...
أسد :_ براحتك ...
وفجاه استمع الجميع الي صوت صراخ قوي ... هرول الجميع الي مصدر الصوت ....
اولاد الجوهري
الخاتمه 2
__________
الله اكبر
الحمد لله
صل علي اشرف الخلق محمد رسول الله ..
___________
#تنبيه معلش ي بنات خاتمه الجزء الاول ا تمسحت من الالبوم نزلتها تاني تبعوها عشان تفهمو احداث الجزءالتاني بدون لغبطه
بعدما انتهوا من تناول الغداء في جو من المرح ، اتجه كل من مراد ومليكه الي الاسكندريه ، وتمارا وحمزه الي القصر ..
في سياره حمزه ..
حمزه متسائلا :_ أنتِ ليه ماقولتيش لماما أن بابا الحمد لله فاق من الغيبوبه ؟
تمارا موضحه :_ أنا لو قولت لماما أن بابا فاق كانت هتطلب مني ارجع معها اسكندريه ، وانا بصراحه مش هقدر اقولها لا ، وفي نفس الوقت وعدت بابا أن أنا هرجع علي القصر النهارده ، فدا كان انسب حل ..
ضربها بخفه علي موخره رأسها واردف ضاحكا :_ لا نصحه ..
تمارا :_ وانت بقي يا ناصح مزعل مراتك ليه ؟
حمزه بضيق :_ تمارا غيري الموضوع ..
تمارا :_ بقولك ايه انت فاكر لما تقلب وشك عليا هخاف و اغير الموضوع تبقي غلطان ..
حمزه :_ تمارا والله ما قادر اتكلم ..
تمارا برجاء :_ طيب عشان خاطري صالحها النهارده ..
حمزه بابتسامه باهته :_ إن شاء الله ...
علي الجانب الآخر
بقصر الجوهري ...
كان الجميع بغرفه الطعام لتناول الغداء ، ولكن اليوم معهم حسن بعد غياب طويل ...
محمد بابتسامه وحب صادق :_ نورت القصر يا ابو علي ، القصر كان وحش من غيرك ..
حسن بابتسامه :_ بس اكيد تمارا كانت معوضه مكاني ..
ريهام :_ ربنا يباركلك فيها ياحبيبي ، هي فعلا ما تختلفش عنك كتير في حاجات كتير ، بس لايمكن حد يعوض مكانك ..
حسن بفرح :_ ربنا يخليكِ لينا ياريهام ..
وليد :_ خليه يأكل عشان صحته والكلام لبعد الاكل ..
فريده :_ فين تمارا وحمزه ؟
فهد :_ ماما مليكه هنا في القاهره وحمزه وتمارا هيقابلوها قبل ما ترجع اسكندريه ..
عيون :_ هي هترجع اسكندريه النهارده ؟
حسن :_ لا ياحبيبتي هاتيجي علي القصر ..
سعد الجوهري :_ فين مكه وتاج ؟؟
ريهام بحزن علي حال تلك الفتاه :_ تاج مش عايزه تنزل ومكه قاعده معها ..
سعد الجوهري :_ كملوا اكل وبعد الغداء ليا معها كلام ...
وبعدما انتهوا من الطعام جلسوا بقاعه القصر كعادتهم ...
سعد الجوهري :_ عيون ... اطلعي قوليلي لمكه و تاج ينزلوا ...
عيون :_ حاضر ياجدو ... واتجهت الي أعلي لتفعل ما طلبه جدها ...
طرقت علي باب الغرفه ، وجدت تاج ترتدي ملابسها كامله استعداد للخروج ...
عيون :_ علي فين يا تاج ؟
تاج :_ هرجع شقه اهلي ..
مكه بحزن :_ بس احنا عايزينك معنا ..
تاج ابتسامه صغيره :_ إن شاء الله نتقابل تاني ..
عيون بحزن :_ جدو عايزكم تحت ..
تاج :_ أنا اصلا نازله ... واتجهوا الثلاثه للاسفل ...
علي الجانب الآخر
بالاسفل ..
ليث بأمل :_ هتكلمها دلوقتي يا جدي ؟
سعد الجوهري :_ أن شاء الله ، بس مش عايز اي تهور من حضرتك في الكلام ولا تحاول تضغط عليها ..
ليث بفرحه :_ حاضر ياجدي ..
نهله وهي تلوي فمها :_ والله انا مش عارفه انت عاجبك فيها ايه ؟ وبعدين أنا مش موافقه علي الجوازه دي ...
:_ اطمني حضرتك ، لان أنا كمان مش موافقه ...
سعد الجوهري بحده :_ نههههههله ...
تاج مقاطعه :_ سعد بيه بعد اذنك ، مفيش داعي تزعلوا من بعض ، انا اصلا ماشيه ، فلو سمحت خلي حد يوصلني لأقرب مكان اركب منه ...
كان ليث ينفجر من الغضب ...
نهض سعد الجوهري من مقعده واردف بجمود :_ اتفضلي معايا علي المكتب ياتاج وانت يا ليث ، ثم وجه نظرات حاده لتلك المتعجرفه ... وأنتِ حسابك بعدين ...
تحرك سعد الجوهري ومن وراءه تلك البائسه الحزينه ...
دلف المكتب ثم دلفت هي الأخري ثم دلف ليث وأغلق الباب خلفهاط ، جلس سعد الجوهري علي مقعده وأشار لهما بالجلوس أمامه ...
سعد الجوهري :_ أنا هتكلم وعايزك تسمعي للآخر .... اولا أنتِ وصيه والدتك لينا ، والدتك كانت تتمني تشوفك عروسه ، ولكن ربنا ليه حكمه في كده ... انا طالب منك أن احنا ننفذ وصيه والدتك ، والنهارده يتكتب كتابك علي ليث ...
كادت أن تعترض ، ولكن قاطعها سعد الجوهري ... خليني اكمل كلامي ... انا مضطر اقولك كده لان عمك ممكن يجي في وقت وياخدك ، لكن لو انتِ هنا بصفتك مرات ليث ميقدرش يعمل حاجه ...
تاج بحزن :_ أنا اسفه يا سعد بيه ، بس انا وافقت علي جوازي من استاذ ليث عشان امي ، لكن .... اخذت تنهيده طويل حتى لا تبكي .... بس هي خلاص ماتت ، وانا مش موافقه ..
سعد الجوهري :_ بس واصيه المتوفي واجبه النفاذ ..
تاج :_ أن شاء الله هي هتسامحني ...
سعد الجوهري :_ يابنتي لازم تنفذي وصيه والدتك حتي لو توفت ... وبعدين جوازك أنتِ وليث هيبقي علي الورق ، لغايه مانتِ تقرري وتبقي مستعده لانه يبقي زواج فعلي ...
تاج باستسلام :_ بس هعيش في شقه اهلي ..
ليث باندفاع :_ لا طبعا ...
نظر له سعد الجوهري بحده ....ثم أكمل حديثه ... ماينفعش ياحبيبتي .. أنتِ لازم تبقي معنا وتحت عنينا ..
تاج بحزن :_ بس مش هينفع ابقي في مكان مرفوضه فيه ...
سعد الجوهري :_ محدش هيوجهلك اي كلمه بعد كده ولو حصل عقاب الشخص دا هيبقي معايا أنا ...
تاج باستسلام :_ موافقه ... بس ليا طلب عند حضرتك ...
سعد الجوهري :_ اولاد قوليلي ياجدي زيك زي احفادي .. ثانيا اتفضلي ...
تاج بخوف من رد فعل ليث :_ أنا هنزل شغل في الشركه تاني ، ولو مش في شركه حضرتك هنزل في شركه تانيه ، و كمان أنا اللي هصرف علي نفسي ...
هب ليث حتي لا يفقد أعصابه ... عن اذنك ياجدي أنا خارج .... وخرج سريعا من الغرفه ...
سعد الجوهري بابتسامه :_ عارفه لو انا مش موجود كان عمل فيكِ ايه ؟
تاج :_ انا اسفه ، بس انا مصممه علي كده ...
سعد الجوهري :_ وانا موافق علي الشغل بس ..
تاج باعتراض :_ يا سعد بيه ...
سعد الجوهري مقاطعا :_ أنا قولت ايه ، وبعدين مفيش كلام بعد كلامي ...
تاج باستسلام :_ حاضر ..
سعد الجوهري :_ كتب الكتاب النهارده بالليل ...
تاج بحزن شديد :_ أن شاء الله ..
يعد الجوهري :_ اتفضلي أنتِ يا تاج و قولي لعمك حسن وفهد ومكه وحمزه لو وصل أن أنا عايزهم ...
تاج :_ حاضر يا جدي .... اتجهت للخارج سريعا واخبرت حسن وفهد ومكه وحمزه الذي وصل للتو مع أخته بالذهاب الي مكتبه ، ثم صعدت سريعا الي الاعلي مع سلمي ، حتي لاتبقي مع نهله في مكانا واحد .....
في مكتب سعد الجوهري ...
سعد الجوهري :_ كنت مستني حسن يخرج يافهد وعايز تتكلم معايا ...
فهد :_ فعلا يا جدي ... كنت عايز اقول لحضرتك أن مكه عايزه تنفصل عن حمزه ..
حسن بعدم فهم :_ ازاي تنفصل عنه ؟ وليه ؟
فهد :_ باختصار يا بابا ، تمارا حصل معها مشكله وكان السبب فيها حاتم الصياد ، ومن وقتها الاستاذ بيعامل مراته وبنت عمته اسوء معامله ، وهي مش قادره تكمل معه. ودا حقها ..
حسن :_ مشكله ايه ؟
سعد الجوهري :_ مش وقته ياحسن ، ... ثم وجه حديثه لمكه .... متأكده من قرارك يا مكه ؟؟
حمزه بحده خفيفه :_ حضرتك بتسألها ؟؟ أنا مش موافق ...
سعد الجوهري :_ مش عايز اسمع صوتك ... ردي يامكه ...
تذكرت مكه حديثها مع فهد حينما قال لها توافق تؤيده فيما يقول ، ولكن ليس بهدف الطلاق لانه يعلم جيدا كم هي تحبه ، ولكن ليعليم أخيه درسا ..
مكه :_ انا عايزه أطلق من حمزه يا جدو ...
سعد الجوهري :_ وانا موافق ..
حمزه بعصبيه :_ وانا مش موافق ...
سعد الجوهري متجاهلا اعتراض حمزه :_ بس قبل ما تكملي ٢١ سنه ، عشان عمك ما يقدرش ياخدك ... بس من هنا لغايه ما دا يحصل ، انت مالكش علاقه بيها نهائي ، وكل حاجه تخصها تطلبها مني أو من محمد أو وليد او حسن وطبعا فهد أو اسد ...
مكه مصطنعه الحزن :_ حاضر يا جدو ...
سعد الجوهري :_ اتفضلي أنتِ يا مكه ...
خرجت مكه سريعا حتي لاتضحك علي هئيه حمزه ، ولكن لابد أن تأخذ حقها ...
حمزه بغضب :_ وانا مش موافق علي الكلام دا ..
سعد الجوهري :_ كلامي يتنفذ بالحرف ، عشان تتعلم بعد كده أن مراتك مالهاش علاقه بعمها وجدها ...
حمزه :_ ياجدي ..
سعد الجوهري مقاطعا :_ مش عايز اسمع كلام يا حمزه .. قدامك وقت كافي تقدر تصلح غلطك معها لو هي وافقت غير كده مفيش عندي كلام تاني ...
حمزه :_ عن اذنك ياجدي ... وخرج سريعا كالعاصفه ، من القصر بأكمله ..
حسن :_ حضرتك موافق علي طلب مكه ؟
سعد الجوهري :_ لا طبعا ، بس لازم يتعلم ازاي يتعامل مع مراته ، ازاي يفصل بين عائله الصياد وبنات عمته ، لأنهم مالهمش علاقه لعائله الصياد غير اشتراكهم في الاسم بس ...
حسن :_ معاك حق يا بابا ، ربما يهديه ....
سعد الجوهري :_ بالليل كتب كتاب ليث وتاج ، وهيتم في هدوء تام احتراما لحزنها ...
حسن :_ إن شاء الله ....
حل الليل وتم عقد قرآن ليث و تاج ، وكانت تاج حزينه للغايه ولكن أجبرت علي الموافقه ، فسعد الجوهري استغل فرصه أن يقنعها أن الوصيه واجبه النفاذ وهي اضطرت للموافقه احتراما لكلمه امها الحبيبه ....
___________
في منزل والد نوح ..
كانت تجلس زينه بجانب سمر حزينه ، فمنذ خروج نوح صباحا لن يتحدث إليها ...
زينه بحزن :_ شايفه يا ماما ، نوح ولا اتصل ولا رجع ..
سمر بابتسامه :_ مش قادره علي فراقه كام ساعه ..
زينه بعبوس :_ يا ماما انا بتكلم في ايه وحضرتك بتتكلمي في ايه ؟
سمر ضاحكه :_ طيب ياحبيبتي عايزه ايه دلوقتي ؟
زينه بخجل :_ ممكن عمي يوصلني علي شقتنا ...
سمر بفرحه :_ طبعا ياحبيبتي ، قومي اجهزي وانا هقوم اقول لعمك ...
زينه :_ بس بلاش يعرف نوح ..
سمر :_ حاضر يا حبيبتي ...
وبالفعل ارتدت ملابسها سريعا ، و اخذها والد نوح متجها بها الي الشقه الخاصه بابنه ، ولكن تركها تصعد بمفردها وعاد الي منزله مره اخري ....
علي الجانب الآخر ..
في شقه نوح ...
كان بالمطبخ يعد كوب من النسكافيه ، وهو حزين بسبب زوجتها التي رفضت العوده معه ... سمع الي صوت الجرس .. اتجه ليفتح الباب ، وعندما وجدها ترقص قلبه فرحا ولكن أظهر عكس ذلك واردف متسائلا بجمود :_ ايه اللي جابك ؟؟
زينه بعبوس :_ هو دا استقبال ...
تركها واتجه للمطبخ مره اخري ، دلفت وأغلقت الباب واتجهت خلفه ...
زينه :_ يعني امشي تاني ؟؟
نوح :_ براحتك ..
زينه :_ يانوح بلاش الطريقه دي ، أنا اسفه والله حقك عليا ..
استدار نوح لها واردف متسائلا :_ ممكن افهم رفضتي ترجعي معايا ليه ؟
زينه بحزن :_ عشان .... عشان ....
نوح وهو يخرج من المطبخ :_ بلاش تتكلمي ...
خرجت وراءه وجلست بجانبه علي الاريكه ...
زينه وهي تنظر أرضا :_ عشان مدام نهي عارفه عنواني هنا وممكن تيجي في أي وقت ، عشان أنا مش برد علي اتصالاتها ..
نوح :_ مين مدام نهي ؟؟
زينه :_ للاسف امي ..
رفع وجهها بكف يده ، واردف بحب :_ خلي راسك دائم مرفوعه ، واحكيلي اللي في قلبك ...
زينه والدموع بمقلتيها :_ هي عامله فيها ام وبتتصل علي بابا عشان تسال عليا ، لكن أنا ولا مره رديت عليها ... وهي آخرها التلفيون ... بس بابا ربنا يقومه بالسلامه كان بيرد عليها ، لكن من وقت ما تعب وفونه معايا ، عشان كده هي ممكن تيجي علي عنواني عشان بابا عطهولها ، وانا مش عايزه اقابلها ...
جذبها نوح لاحضانه :_ حقك عليا أنا آسف ، ومحدش هيضايقك طول مانا عايش ..
زينه :_ شكرا يا نوح ..
نوح :_ عفوا يا قطتي ...
زينه :_ مش زعلان مني ؟
نوح بابتسامه :_ ما اقدرش ازعل منك ياقطتي ... ثم أبعدها عنه واردف بتساؤل ... أنتِ جيتي دلوقتي لوحدك ؟؟
زينه :_ لا عمو عبد الحميد وصلني بس رفض يطلع معايا ...
نوح :_ شاطره ياقطتي ... يلا أنا هطلب عشا وناكل مع بعض ...
زينه بابتسامه :_ وانا هقوم ابدل هدومي ...
__________
أما عند مليكه ، فقالت لأخيها علي عرض دكتور ممدوح ، رحب بالفكرة واقنعها بها ، واخبرها بالذهاب معها الي القاهره غدا لشراء شقه خاصه بها لتقيم فيها أثناء عملها بالقاهره ...
__________
في فيلا السيوفي ..
عاد آسر و والدته من السفر منذ يومين ، فهى كانت مريضه وبحاجه لعلاج بالخارج ، لذلك سافرت هي وابنها ... ولكن منذ عودتهم لم يذهب آسر الي شركه والده ، وكأنه يعاقبه علي مافعله معه بالماضي ..
دلف آسر الي غرفه والدته ليطمئن عليها ...
آسر بابتسامه زائفه يتصنعها من أجل والدته المريضه :_ عامله ايه ياست الكل ؟
هدي :_الحمد لله ياحبيبي بخير ، انت عامل ايه ؟
آسر بتنهيده :_ الحمد لله بخير ..
هدي :_ ليه مانزلتش الشركه ؟
آسر :_ إذا سمحتي يا امي بلاش كلام في الموضوع دا ، أنا واخد قراري ..
:_ عشان كده البيه مش بينزل الشركه من يومين ، صح يابن السيوفي. ... قالها رأفت السيوفي ..
آسر :_ ايوه يابابا عشان كده مش بنزل ومش هنزل ..
رأفت بحده :_ لازم تقتنع أن بنت الجوهري خلاص مش ليك ...
آسر بحده :_ ومين اللي ضيع حب عمري مني ، مين اللي أجبرني وهددني أن يدمر حياتي لو ما نفذتش اللي هو عايزه .... ثم أكمل بسخريه ... اللي يطلعه السماء حتي لو علي حساب سعاده اقرب الناس ليه .... مين اللي أجبرني اتجوز واحده عديمه الاخلاق والاحساس ، كل هامها السهر والشوبنج ، والحفلات والقرف ..... ثم أكمل بحزن وعيون ممتلأ بالدمع .... مين اللي كان السبب في موت بنتي ؟ مين اللي حرق قلبي علي الفرحه الوحيده اللي كانت موجوده في حياتي ..... رد عليااااااا مين ؟؟
هدي ببكاء علي حال ابنها :_ كفايه يا آسر ، كفايه يابني حرام عليك نفسك ...
اما عن رأفت فطأطأ راسها في خجل ، ابنه محق فيما قاله ، ألهذه الدرجه كان أعمي ، لن يشعر بنفسه وهو يجعل من حوله يتألم ....
آسر بحده :_ أنا النهارده هروح لسعد الجوهري القصر بتاعه ، وهحاول اصلح اللي بيني وبين تمارا ، وهطلبها الجواز من جدها ...
هدي :_ بلاش يابني ....
آسر مقاطعا :_ انا آسف يا امي بس انا مش هرجع في قراري .... وانطلق سريعا لخارج الغرفه بل لخارج الفيلا بأكملها ....
_______________
ف قصر سعد الجوهري ..
ف غرفه الطعام ...
الجميع ف غرفه الطعام ولكن هذه المره مختلفه تماما ... فحسن الجوهري تعافي وعاد للقصر مره اخري و انضمت تمارا للعائله ببدايه جديده خاليه من الحزن والاوجاع ....
سعد الجوهري بابتسامه وحب :_ منوره القصر كله ياتمارا ...
تمارا بابتسامه :_ ربنا يكرمك يا جدو ...
مكه بمشاكسه :_ واحنا ايه النظام ؟؟؟
ضحك الجميع ....
سعد الجوهري :_ طبعا منورين يا مكه ... بس بصراحه انا النهارده بقولها قدام الكل ... تمارا ليها مكانه خاصه عندي ... يمكن اكتر من الكل ...
نهله بقرف :_ مش كان حمزه و مكه الغالين ... دلوقتي بقت تمارا ...
سعد الجوهري بحده :_ اولا اتكلم بأسلوب كويس ... ثانيا .. مازال حمزه و مكه الغالين .. لكن تمارا غيرهم لثلاث اسباب ... الاول مش علشان هي بنت حسن لا ، لأنها بنت مليكه ... ثانيا .. أنها مش اتحرمت من ابوها بس لا اتحرمت من عائله بأكملها ... ثالثا .. ودا الاهم .. أنها ع الرغم من أنها عمره ماحست حنيه من ابوها ،بل بالعكس كانت مش حابه تسمع اسمه ، بس لما عرفت أن هو محتاجلها ،وافقت وجاءت هنا عشانه ...
تمارا بمرح :_ والله انا قولت ع حضرتك راجل جدع من اول ما شوفتك ...
ضحك الجميع ..
همس فهد بجانب أذنها :_ ماينفعش تكلمي جدك كده ..
تمارا بعبوس :_ ليه يعني ..
فهد بجديه :_ اسمعي الكلام ..
تمارا بتأفف :_ ماشي ..
فهد :_ اسمها حاضر ..
تمارا بعناد :_ لا ..
انتهو من حديثهم الجانبي ع صوت سعد الجوهري :_ ف ايه يافهد ؟
فهد :_ ابدا ياجدي مفيش حاجه ...
سعد الجوهري :_ ف ايه ياتمارا ..
وقبل أن تتحدث تمارا ..أجاب فهد :_ صدقني ياجدي مفيش حاجه ...
سعد الجوهري :_ براحتكم يا ولاد حسن ...
مكه بستاؤل :_ انت هتفضلي عايشه معنا ع طول صح ؟؟
تمارا :_ لا طبعا ...
حسن بحزن :_ ليه ياتمارا ؟
تمارا :_ اولا يابابا انا خلاص اتعرفت عليكم واكيد هاجي القاهره كل فتره عشان اشوفكم وانتو كمان هاتيجوا اسكندريه ، وبعدين أنا ممكن ابقي في القاهره شهرين لأن ماما عندها شغل هنا ، لكن لما ماما ترجع اسكندريه هرجع معها وكمان مقدرش اسيب خالو وطنط نور ومراد .. والاهم زين ...
ليث :_ انت متعلقه بزين اوي ياتمارا ..
تمارا بحب :_ اكتر مما تتخيل ... انا وزين اكتر من اخوات ...
حمزه بغيره واضحه :_ واحنا ايه ياست هانم ...
تمارا بابتسامه :_ انتو احلي اخوات بالدنيا ... بس انا فتحت عيوني ع زين وكنا مع بعض ف كل حاجه ... فصعب اوي احساسي يتغير او حتي يقل من ناحيته ، وبعدين انت كمان حبيبي ياحموزه .
سعد الجوهري :_ معاك حق ياتمارا ... بس احنا كمان لينا عليك حقوق ...
تمارا باحترام :_ اكيد يا جدو .. انا خلال الشهرين هاجي هنا كل يوم لكن لما ارجع اسكندريه ممكن كل شهر ...
فهد باعتراض :_ بس انا اول واحد رافض كلامك ...
تمارا :_ يعني ايه؟؟؟
فهد بضيق :_ يعني أنتِ عشتي معهم ٢٣ سنه مش كفايه. ..
تمارا بصدمه :_ انت بتتكلم جد !!!
حسن :_ فهد ... بهدوء شويه مع اختك ...
حمزه :_ يابابا فهد معه حق احنا لينا حق عليها ، وكمان عايزنها تعيش معنا ..
سعد الجوهري :_ كفايه كلام فالموضوع دا . وربنا يحلها من عنده ...
عيون بابتسامه :_ أنا عندي سؤال ليكِ ياتيمو ...
تمارا بابتسامه :_ اتفضلي ياعيون ..
عيون بتساؤل :_ أنتِ ليه مش محجبه ؟ أنا والله مش قصدي حاجه أنا بسأل بس ...
تمارا بهدوء :_ وانا مش زعلان يا عيون من السؤال ، لأن ببساطه أنا مش بعمل حاجه غلط ...
أسد بسخريه :_ متأكده ان أنتِ مش غلط !!!!
تمارا :_ اكيد والا كنت هبقا محجبه ، ولا ايه رايك ؟؟
أسد :_الرد المناسب ليكِ هيزعلك ..
سعد الجوهري :_ بس يا أسد ..
تمارا :_ معلش ياجدو خليه يقول اللي عنده ..
أسد :_ اللي عندي انك بنت مسلمه ، ودينك بيفرض عليكِ الحجاب ، واي كلام غير دا يبقي كلام فاضي ..
تمارا بعناد :_ وحتي بعد كلامك مش هغير رأي ..
أسد :_ براحتك كل واحد بيتحاسب علي نفسه ..
تمارا :_ بالظبط كده ...
جنه بابتسامه :_ احنا هنلعب بعد العشاء ..
مالك بسخريه :_ يانونه ، يابنتي أنتِ كبرتي ..
مهاب :_ مش شغلك ، وبعدين ايوه هنلعب انت مالك ..
ضحك الجميع ...
تمارا بمرح :_ جدع ياهوبا ..
مالك يتوعد :_ براحتك علي الاخر يا تيمو ، بس شوفي مين بقي اللي هيقولك علي رحله الساحل ...
تمارا بتصفيق شديد :_ حبيبي يا مالك ، اكيد مش هطلع الرحله من غيري ..
مالك ضاحكا :_ ما كنت استاهل من شويه ..
تمارا :_ غلطه ، عيله وغلطت ...
انفجر الجميع ضاحكين ...
وليد بمرح :_ أنتِ متاكده ياتمارا أن عندك ٢٣ سنه ..
تمارا :_ اه والله ياعمو ...
ريهام بابتسامه :_ ربنا يفرحك دائما ياحبيبتي ..
تمارا :_ شكرا ياعمتو ... ثم وجهت حديثها لتاج التي تجلس حزينه ، تعبث بصحنها دون أن تأكل منه .... ايه رائيك يا توته تلعبي معنا ..
فاقت تاج من شروده علي صوت تمارا :_ بتقولي حاجه ياتمارا ؟
ليث :_ بتقول انك مش معنا خالص ...
نظرت له دون أن تتفوه بحرف ...
سعد الجوهري :_ مالك يا تاج ؟
تاج بحزن واضح في نبره صوتها ونظراتها :_ أنا الحمد لله بخير ..
ربت ريهام علي ظهرها واردفت بحب :_ يارب ياحبيبتي دائما بخير ...
وبعدما انتهوا من تناول الطعام ، كانت العائله مجتمعه في جو عائلي رائع يسوده الحب والمرح ، ماعدا تاج التي تجلس شارده حزينه ، ولكن من المؤسف لن يسير الوضع دائما كما نحب ، لابد من تقلب الحياه لابد من بعض العواصف والاختبارات ...فلولا المصاعب والعقبات ماكنا لنشعر بلذه الصبر والتغلب ع متاعب الحياه ....
سعد الجوهري بغموض :_ عندي خبر حلو ...
محمد :_ خير يابابا ..
تمارا بمرحها المعتاد :_ هتتجوز ياجدو ...
ضحك الجميع ع تلك المشاكسه ، التي لاحدود لها مع سعد الجوهري ...
سعد الجوهري بابتسامه :_ هو فعلا جواز بس مش انا .... أسد هيتجوز ...
تمارا باندفاع وفرحه :_ اخييببييرا هنخلص منه ...
ضحك كل من مالك وحمزه ومهاب وجنه ومكه وسلمي وعيون ...
حسن بحده :_ تمارا ...عيب كده ..
تمارا متصنعه البراءه :_ يابابا انا قصدي أن هو هيستقر ودي حاجه حلوه للي زي اسد ... ثم أكملت بتلقائيه ... بس بصراحه البنت صعبانه عليا ، ربنا معها وتكفر عن الغلط اللي عملته ف حياتها ...
ضحك الجميع بما فيهم سعد الجوهري ...فهي تتحدث وكان زوجته المستقبليه مقبله ع حرب أو سجن ...
رفع أسد احدي حاجبيه واردف بخبث :_مش حابه تعرفي مين العروسه ؟
تمارا :_عايز الحق ...
أسد بمكر :_ طبعا ..
تمارا :_ لا ..اصلا بصراحه ، لأنها بصراحه صعبانه عليا ، أنا متأكدة أن أمها داعيه عليها ... بس مش مهم المهم نخلص منك ...
حسن بحده :_ تمااارا أنا قولت ايه ؟؟
تمارا :_ يابابا بعبر لابن عمي عن رأي فيها ايه دي ...
سعد الجوهري :_سيبها ع راحتها يا حسن ...
أسد :_ جدي معه حق ياعمي خليها براحتها ع الآخر ...
تمارا باندهاش :_ ايه الكرم دا يابن الجوهري ...
أسد بخبث :_ الحساب هيجمع بس مش دلوقتي ...
لم تفهم تمارا مغزي جملته ... فلا أحد يعلم من العروسه سوي سعد الجوهري فهو الرأس المدبر ...وحسن ومن المؤكد الأسد الماكر ...
فهد باستغراب من قرار ابن عمه :_ بس انت غيرت رائيك يعني يا أسد ، مش كنت رافض الجواز ...
أسد بخبث :_ غيرت راي عندك مانع ..
فهد :_ لاطبعا بس مش مرتحالك ..
أسد بابتسامه مكر :_ لا اطمئن ع الآخر ..
عيون متسائلاه بفرحه :_ العروسه حلوه يا أبيه ؟ واحنا نعرفها ولا لا ؟؟
أسد بغموض :_ نعرفها اوي كمان ..
مكه بفضول :_ قولنا مين هي يا أبيه ..
أسد :_ هتعرفي دلوقتي ..
سعد الجوهري :_ تمارا ... انت طبعا بتقولي اللي يكون ف عون زوجه اسد صح ..
تمارا باندفاع :_ طبعا ، دي أيامها الجايه مش باين لها ملامح نهائي ..
ضحك الجميع ...
سعد الجوهري :_ وعشان كده اسد لازم يتجوز من العائله ...
تمارا :_ اوعي تكون سلمي العروسه ...
أسد بنفي :_ لا ..
فهم فهد مايدور حوله سريعا ، وتمني أن لا يحدث كارثه ...
تمارا :_مافيش بنات تاني ف العائله ...
سعد الجوهري بثبات :_ لا في ... أنتِ ياتمارا ....
ظلت لثواني تستوعب ما سمعت ، وبعدها اردفت بذهول وعدم تصديق ... حضرتك بتهزر صح .. اكيد الكلام دا مستحيل ..
اسد بابتسامه مكر :_ وتفتكري يابنت عمي الكلام دا فيه هزار ...
تمارا بحده :_ لا انتو اكيد بتهزروا أو مجانين ...
أسد بحده :_ احترامي نفسك وأنتِ بتتكلمي ..
تمارا :_ أنا مش موافقه ع الحوازه دي ...
فهد :_وانا كمان مش موافق ....
سعد الجوهري بحده :_ مالكش دعوه يافهد ..
حمزه :_ ولا أنا ياجدي ، كلنا بنحب اسد ، لكن يتجوز تمارا غصب عنها لا ..
سعد الجوهري :_ قولت مالكمش دعوه ، كلامي مع تمارا ..
مهاب :_ ياجدي تمارا تبقى اختنا ...
سعد الجوهري :_ وحفيدتي ، وانا عارف مصلحتها ..
تمارا بذهول :_ مصلحتي أنا اكتر واحده عارفها ، وبقول لحضرتك مش موافقه يعني مش موافقه ..
سعد الجوهري بنبره حاده :_ وانا مش بخيارك أنا بأمرك ...
تمارا بهستريا :_ انت .. انت ازاي بتتكلم كده ... ثم وجهت حديثها لأبيها متسائلاه ... بابا حضرتك ساكت ليه ؟؟
سعد الجوهري بحده :_ عشان لو اعتراض لاهو ابني ولا اعرفه ..
تمارا بصراخ :_ انت ازاي بتفكر كده ، ماما دائما تقول عنك راجل طيب و عادل ، ازاي أنا كنت مخدوعه فيك كده ؟
محمد :_ اهدي يابنتي وكل حاجه بالتفاهم ..
تمارا بحده :_ أنا مش هتفاهم ، أنا خارجه من هنا ومش هرجع هنا تاني ...
حسن بحزن شديد :_ لا ياتمارا ، خليكِ يابنتي ومحدش هيجبرك علي حاجه أنتِ مش عايزها ..
سعد الجوهري :_ يعني ايه يا حسن ؟؟
حسن :_ يعني أنا عمري ما أتمني لبنتي زوج افضل من أسد ، أسد ابني مش ابن اخويا ، لكن كمان لازم بنتي توافق لأن هي اللي هتتجوز مش انا ...
هب سعد الجوهري وقفا واردف بحده لا تحمل النقاش :_ يبقي لا انت ابني ولا اعرفك ..
تمارا :_ انت ازاي ظالم كده ...
وقبل أن يجيبها دلف أحد الحرس يخبر سعد الجوهري أن هناك شابا بالخارج يريد مقابله سعد الجوهري ...
الحارس :_ سعد بيه ، في شاب بره عايز يقابل حضرتك ...
سعد الجوهري :_ اسمه ايه ؟
الحارس :_ اسمه آسر ...
تمارا بخفوت .. آسر ...
سعد الجوهري :_ خليه يدخل ...
الحارس :_ أمرك يا بيه ... واتجه الي الخارج سريعا ليسمح له بالدخول ...
تمارا :_ أنا هامشي
سعد الجوهري بحده :_ خليكِ مكانك ...
انصعت له وجلست مره اخري ...
سعد الجوهري :_ ياريت محدش ليه كلام معه ..
وأثناء حديثها دلف آسر وراء الحارس ...
سعد الجوهري للحارس :_ اتفضل انت ...
انصرف سريعا للخارج ...
أسد بحده :_ انت ايه اللي جابك هنا ؟
سعد الجوهري :_ أسد .... ثم وجه حديثه لآسر ....خير يابن السيوفي ؟؟
آسر وهو ينظر لتمارا بندم واضح في عيناه :_ كل خير يا سعد بيه ...
نهض سعد الجوهري واردف :_ اتفضل معايا علي المكتب ...
آسر :_ لو سمحت خلينا هنا ...
أشار له سعد الجوهري بالجلوس علي أحد المقاعد :_ اتفضل ... ثم جلس هو الآخر ،.... قول اللي عندك ...
آسر :_ أولا أنا حابب اعتذر لتمارا قدمكم الكل ، ثانيا .. جاي اطلب تمارا من حضرتك ...
قهقهت تمارا بسخريه :_ وايه كمان يا دكتور آسر ..
آسر :_ أنا عارف انك حقك تزعلي ومش مضايق من رد فعلك دا حقك ، بس والله انا ندمان ولو الزمن رجع بيا عمري ما اتخلي عنك ابدا ..
تمارا بألم :_ بس الزمن مش بيرجع ، عشان كده مفيش حاجه هتتغير ...
حمزه بحده :_ ممكن نفهم في ايه ؟ وتمارا تعرف آسر منين ؟؟
سعد الجوهري :_ استني انت ياحمزه .... كمل كلامك يا ابن السيوفي ..
آسر برجاء :_ ياسعد بيه اسمعني ...
تمارا بحده :_ حتي لو سمعك مفيش حاجه هتتغير يا دكتور ..
آسر :_ بس انا لسه بحبك ، ومتأكد انك لسه بتحبيني ...
فهد بحده :_ الزم حدودك في الكلام ..
ضحكت تمارا بسخريه واردفت بقوه زائفه :_ انت خيالك واسع اوي ، واكبر دليل علي كده أن أنا وابن عمي هنتجوز قريب ..
هب وقفا واتجه ليقف مقابل لها واردف بحده :_ أنتِ كذابه وبتقولي كده عشان تردلي اللي انا عملته معاكِ ..
جذبه أسد من أمامها بحده واردف :_ ياريت تفهم قالتك هتتجوز عايز تسمع ايه تاني ..
آسر بعصبيه شديده ، فهو الآن فقدها حقا :_ أنتِ كدابه وبتقولي كده عشان تضايقني لكن لا انا واثق من حبك ليا ، وان محدش يقدر يدخل حياتك غيري ..
كان رد أسد لكمه قويه اسقطته أرضا ...ثم أردف بحده :_ المره الجايه اترحم علي نفسك ...
تمارا بصراخ :_ انت مجنون ، ازاي تضربه كده .. وانحنت لتساعده علي الوقف ...
ولكن جذبها أسد بقوه ،واتجه له مهاب ليساعده علي الوقف ، واردف بحده :_ تقدر تتفضل من هنا وتنسي تمارا نهائي ...
آسر هو يزيح الدماء من علي فمه :_ أنا هخرج بس زي ما قولتلكم تمارا ليا ومش لحد تاني ، وانا بقي مستني فرحك المزيف ... وخرج سريعا وهو يتوعد لاسد ....
أسد بحده :_ فكر تعملها ولا تقرب منها عشان حسابك هيبقي معايا يا بن السيوفي
مهاب بحده :_ أنتِ ازاي عايزه تساعديه يقوم ، و ايه اللي بينك وبينه ؟؟
تمارا صامته تماما ، تتخبط بأفكارها ، لم يأتي ببالها أن يعود لها مره اخري ، هل احس بالندم الان ، شعر بألمها حينما تركها ورحل دون أن يلتفت وراءه ، دون أن يفكر بألمها وحزنها علي من أحبته ، ومن المؤسف انه علي يقين أن حياتها توقفت برحيله ، لما كل هذه القسوه ، أكان اناني ويفكر بنفسه لتلك الدرجه ، تسبب في ألمها وحزنها ، والان يود العوده كان شئ لم يكن ...
انتشلها من شرودها صوت حمزه الغاضب :_ ممكن تردي علينا ..
تمارا بذهول :_ انت بتزعق ليه ؟
مهاب بحده :_ عشان عايزين نفهم ايه اللي بينك وبين آسر ..
تمارا بحده :_ كان حبيبي ارتحتو كده ..
صفعه قويه علي وجه تمارا ... وضعت يدها علي وجهها من الصدمه ، فكانت صدمتها اكبر من ألمها ..
حسن بحده :_ حمززززه ، اياك ايدك تمد ايدك علي اختك تاني انت فاهم .. ثم جذبها الي أحضانه ..
حمزه بغضب شديد :_ حضرتك سامع قالت ايه ؟؟
حسن بحده :_ سامع ، وبقولك مالكش دعوه واياك تكررها تاني وتضرب اختك .. مفهوووم ..
حمزه بغضب دفين :_ مفهوم ...
ابتعدت تمارا عن والدها ، واردفت بتوهان :_ انا ماشيه .
سعد الجوهري :_ اعملي حسابك فرحك أنتِ واسد بعد عشر ايام ..
تمارا بحزن وهي تتجه للخارج :_ مش فارقه كتير ، اللي يريحك اعمله ، بس انسي أن انا حفيدتك .. واسرعت بخطوات شبه راكضه للخارج ، لحق بها فهد للخارج ...
بالخارج ...
فهد وهو يلحق بها :_ تمارا .. ياتمارا استني ..
لم تتوقف ، اسرع فهد وقبض علي يدها ... وجدها تبكي بانهيار .. جذبها لاحضانه محاولا تهدئتها ...
أردف وهو يمسد علي شعرها :_ ياحبيبي اهدي ، حقك عليا انا ...
تمارا ببكاء :_ تعبانه اوي اوي يافهد ، خليني أخرج من هنا ...
أبعدها فهد عنه واردف بحب :_ اهدي وانا معاكِ مكان ماتحبي ...
تمارا بانهيار :_ عشان خاطري يافهد خليني أخرج من هنا ...
جذبها من يدها متجها إلي سيارته ، وفتح لها باب المقعد الأمامي ، استقلت السياره ، اغلق الباب ثم اتجه للجه الأخري واستقل مقعد القياده وانطلاق الي مكانها المفضل علي النيل ...
وصلوا الي النيل ، هبطت تمارا واتجهت لاحدي المقاعد الرخاميه المتواجده أمام النيل ، جلست عليها ، جلس فهد بجانبها .....
طال صمتهم لأكثر من نصف ساعه ، ولكن تمارا كانت تبكي بانهيار ...
فهد بحزن :_ كفايه يا تمارا .
تمارا بانهيار :_ جاي بعد كام سنه يقولي اسف ، أنا عارف ان حياتك وقفه من غيري ، ايه القسوه دي .. دا لايمكن يكون بيحب ...وانا حبيته ، حبيته اوي اوي يافهد
جذبها لاحضانه بقوه ليشعره بالامان والاحتواء :_ اهدي .. كلنا معاكِ ومحدش هيزعلك تاني ...
تمارا ببكاء :_ أنا مش هزعل تاني ، وهتجوز وهثبتله أن حياتي مش واقفه عليه ...
أبعدها فهد عن أحضانه واردف بحده خفيفه :_ بس كده غلط ، هتتجوزي عشان تثبتيله انك عايشه حياتك لكن في الحياه أنتِ بتغلطي غلط اكبر ..
تمارا وهي تزيح دموعها بقوه :_ لا مش غلط ، وبعدين عشان سعد بيه يرتاح ..
قبض علي شعره بقوه واردف بغضب :_ سعد بيه يبقي جدك يا تمارا ، أن هو يجبرك دا غلط لكن هيفضل جدك ..
هبت واقفه و اردفت :_ عايزه اروح يا فهد ..
وقف هو الآخر :_ علي فين ؟
تمارا :_ علي شقه ماما ...
فهد :_ حاضر ...
واستقل الاثنان السياره متجهين الي شقه مليكه ...
توقفت السياره أمام البنايه ...
تمارا ؛_ اطلع معايا ..
فهد :_ معلش ياتيمو مره تانيه ، لازم ارجع القصر ..
وضعت قبله علي خده واردفت بحب :_ تصبح علي خير ..
فهد بابتسامه :_ وأنتِ من اهل الجنه ..
هبطت تمارا من السياره واتجهت الي داخل البنايه ومنها للطابق الخاص بها ... دلفت إلي الشقه ، فكان السكون يعم المكان ... بحثت عن والدتها ولم تجدها ، دلفت الي غرفتها وجدتها تقرأ في كتاب الله ... وعندما رأئت ابنتها بوجه شاحب وعيون متورمه من كثره البكاء ، صدقت وأغلقت المصحف ووضعته بجانبها ونهضت من الفراش سريعا متجه إليها ...
مليكه بفزع :_ مالك ، ومعيطه ليه كده ..
تمارا :_ اطمني يا ماما أنا كويسه ... ثم أكملت بتنهيده طويله .... انا هتجوز أسد ابن عمي بعد ١٠ ايام ..
مليكه بهدوء :_ أنتِ موافقه علي الكلام دا ..
تمارا :_ مش فارقه كتير بس عموما أما موافقه ، ثم قبلت جبينها ... تصبحي علي الف خير ... واتجهت لغرفته دون أن تتفوه بحرف اخر ...
أما مليكه جلست علي الفراش باهمال وتذكرت لقاءها مع سعد الجوهري منذ يومين ، اتي إليها بالمستشفي وتحدث معها ..
سعد الجوهري بهدوء :_ عامله ايه يامليكه ؟
مليكه بابتسامه :_ الحمد لله يا سعد بيه ، و حضرتك عامل ايه ؟
سعد الجوهري :_ الحمد لله بخير ، وبعدين أنا عمك ، من أمتي وانا سعد بيه بالنسبالك ؟
مليكه :_ حاضر ياعمي ..
سعد الجوهري :_ انا جاي اتكلم معاكِ في موضوع يخص تمارا وهامشي بسرعه عشان شغلك ..
مليكه :_ لا طبعا ياعمي براحتك ، أنا في استراحه ساعه ..
سعد الجوهري :_ ربنا معاكِ ، طبعا أنتِ اكتر واحده عارفه حكايه تمارا وآسر ، وان هي من وقتها رافضه الارتباط ... صح
مليكه بتأكيد :_ صح ..
سعد الجوهري :_ وعارفه بنتك عنيده وتفكيرها صعب قد ايه ...
مليكه بقلق :_ عارفه ، بس ايه سبب الكلام دا ؟
سعد الجوهري :_ أنا عايز تمارا تتجوز اسد ... وصمت ليعرف راد فعلها ...
مليكه برفض :_ أنا مش موافقه ياعمي ، حضرتك قولتلي أن محدش هياخد بنتي مني ، وكده هتاخدوها ..
سعد الجوهري بهدوء :_ ممكن تفكري بالعقل وبلاش تفكري بقلبك ... تمارا اكيد في هتتجوز وممكن جوزها ياخدها ويسافر وقتها هتعملي ايه ؟ وبعدين بنتك محدش يقدر يمنعك أو يمنعها عنك ... اللي خلاني افكر كده أن شايف لمعه الحب في عيون أسد لتمارا والا كنت عمري ما ارضي أنها تتجوزه ..
مليكه :_ يعني أسد مايعرفش أن حضرتك جاي تتكلم معايا ..
سعد الجوهري بابتسامه :_ محدش يعرف ، انا قررت اتكلم معاكِ أنتِ الاول لانك أحق واحده أنها تعرف الاول .... وباكدلك أن تمارا هتبقي مبسوطه مع أسد وهو اللي هيعرف يلين دماغها ويخليها تتخلي عن عنادها ..
مليكه :_ أنا موافقه بس ...
سعد الجوهري :_ بس ايه ؟؟
مليكه :_ لازم تمارا توافق الاول ..
سعد الجوهري بابتسامه واسعه :_ وانا موافق ..
فاقت من شرودها ، وهي تدعو الله أن يرزق ابنتها الصالح ...
علي الجانب الآخر
في قصر سعد الجوهري ...
بعدما خرج فهد وتمارا ..
سعد الجوهري :_ فرح أسد وتمارا بعد عشر ايام زي ما قولت وفهد وعيون وجنه ومهاب معهم ، ومش عايز اي كلام تاني ... واتجه الي مكتبه ...
دلف الي مكتبه ، جلس علي مقعده بإهمال وحزن شديد علي حال حفيدته ، يعلم أن الطريقه التي فرضها عليها خطأ ولكن هو مجبر علي ذلك ، يعلم جيدا كم هي عنيده لاتسمع لاحد لذلك اضطر الي تلك الأسلوب معها ....
وهنا تذكر حديثه مع أسد ، عندما ذهب إلي جناحه الخاص ...
أسد بابتسامه :_ سعد الجوهري بنفسه منور جناحي ..
سعد الجوهري :_ اقعد يابن الجوهري وسيبك من الكلام دا ..
أسد ضاحكا :_ حاضر ياجدي ..
سعد الجوهري :_ جاي اتكلم معاك في موضوع مهم من غير كلام كتير ..
أسد :_ يبقي موضوع مهم ..
سعد الجوهري :_ اسمع وانت تعرف ..
أسد باحترام ؛_ حاضر ...
سعد الجوهري :_ طبعا انت رافض موضوع الجواز ..
تبدلت ملامح أسد للجمود :_ طبعا ياجدي ، دا موضوع منتهي بالنسبالي ..
سعد الجوهري :_ ولو أنا طلبت منك تتجوز عشان خاطر عمك حسن ترفض ..
أسد بذهول :_ حضرتك متأكد أن أما اعمل اي حاجه عشان خاطر عمي حسن بالذات ، لكن ايه علاقه عمي حسن بجوازي
سعد الجوهري :_ حسن عايز تمارا معها ، وهي مش موافقه تبقي بالقصر وتسيب والدتها ، لكن لو هي متجوزه حد من القصر ، وبكده هتفضل مع جوزها في مكان واحد ، ومع حسن كمان ..
أسد بابتسامه خفيفه ولكن تلاشها سريعا ، ولكن راءها سعد الجوهري ، وربما لمعان عينه لم يستطيع اخفاؤه :_ وطبعا أن الشخص دا ..
سعد الجوهري :_ قولت ايه ؟؟
أسد بكذب :_ موافق بس عشان عمي وبس ..
سعد الجوهري بمكر :_ المهم تتجوزوا مش مهم ليه ..
أسد بابتسامه :_ إن شاء الله ياجدي .. بس هي موافقه ؟؟
سعد الجوهري :_ هي ماتعرفش حاجه لسه ، بس هتوافق ..
أسد :_ أنا متأكد انها مش هتوافق ..
نهض سعد الجوهري واردف :_ مش شغلك يا ابن الجوهري ، انت كده دورك خلص ...
أسد ضاحكا :_ حاضر ...
افاق من شروده علي طرق باب المكتب ، إذن للطارف بالدخول ... دلف حسن وجلس علي المقعد المقابل لوالده ...
حسن بحزن :_ مش دا اللي اتفقنا عليه ، حضرتك قولت مش هتجبرها علي الجواز ..
سعد الجوهري :_ انا مقدر احساسك يا حسن ، ولكن تمارا عنيده ومحدش هيقدر يسعدها ويساعدها أنها تتخلص من عنادها غير أسد ، ولا انت مش واثق فيه ؟
حسن :_ طبعا واثق فيه ، لكن مش حابب بنتي تتجوز بالطريقه دي ..
سعد الجوهري :_ بكرا الايام تثبتلك أن أنا معايا حق ، و تمارا هتحب أسد ...
حسن :_ ازاي يا بابا هي مش بتقبل أسد ..
سعد الجوهري :_ بس اسد بيحبها ، وهيعرف يخليها تحبه ... لو أنا شاكك في حب أسد ليها ، عمري ما كنت هعمل كده ....
حسن بأمل :_ ربنا يستر ...
علي الجانب الآخر
في قاعه القصر ...
كان يجلس كل من حمزه وليث ومهاب وأسد بانتظار فهد ، والباقي كل منهم صعد الي غرفته ...
وصل فهد وعندما وجدهم بالقاعه ، اتجه الي الدرج ليصعد لغرفته دون التحدث الي أحد ...
أسد :_ هو انت مش شايفنا ...
فهد وهو موليهم ظهره :_ شايفكم ومش عايز اتكلم معاكم ..
حمزه :_ تمارا فين ؟؟
استدار له واردف بحده :_ مالكش دعوه بيها انت فاهم ..
لن يتفوه حمزه بحرف بل صعد الي غرفته سريعا لانه يعلم جيدا أنه أخطأ بحق أخته ...
ليث :_ اعمل حسابك يافهد فرحك انت وعيون مع اسد وتمارا ، ومهاب وجنه معاكم ...
اتجه ليصعد الدرج واردف بحزن :_ مش فارقه كتير ...
_________________
مر العشر ايام سريعا ، وتم تجهز كل مايلزم البنات للزفاف ، ولكن تمارا لم تختار اي شئ ، فالنبات تولت اختيار كل شئ يخصها ، أما هي لم تخرج من غرفتها منذ عشر ايام ...
في افخم قاعات القاهره ، كانت تشهد افخم زفاف في تاريخها ولم لا وهما احفاد سعد الجوهري ...
تمت بحمد الله