أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الثالث عشر13بقلم امنية يونس

          


رواية مرآة الحب 

بقلم أمنية يونس 

الفصل الثالث عشر  : 


رسيل بتساؤل : أبي هل تنتظر أحداً ؟ 
هز الأب كتفيه علامة النفي ولكن استمر رنين الجرس 
عماد : سأذهب لأري من الطارق  
ذهب والدها ليري من بالباب سمعت صوت والدها يرحب بشخصٍ ما وسمعت صوت يجيبه مهلاً إن هذا الصوت يبدو مألوفاً ابتسمت رسيل بسعادة حين تأكدت من هوية الزائر وضعت الحجاب الذي كان بحوزتها علي رأسها علي عجلة وركضت إلي الخارج لتجد عمها فوزي زوجته آيات 
رسيل بسعادة وهي تركض إلي أحضانها : عمي فوزي 
احتضنها عمها بحب فهي ابنة الغالي 
أبعدها فوزي عن أحضانه قليلاً مقبلاً أعلي رأسها : كيف حال حبيبة عمها ؟ 





رسيل : بخير عمي كيف حالك أنت ؟ 
فوزي : أنا بخير حبيبتي 
لتسلم علي زوجة عمها بترحيب : مرحباً عمتي آيات 
آيات : مرحباً حبيبتي كيف تسير دراستك ؟  
رسيل : علي ما يرام 
جلس عمها علي الأريكة وأجلسها بجانبه أخيراً لاحظت وجود ماجد ابن عمها 
رسيل بحرج : مرحباً ماجد لم ألحظ وجودك 
ماجد بابتسامة : وكيف تلاحظيني بوجود عمك لقد اتجهت الأنظار كلها إليها وكأنني غير موجود 
رسيل بحرج : أسفة لم أقصد ذلك 
ماجد بضحك : رسيل لا تأخذي الأمور علي محمل الجد إلي تلك الدرجة أنا أمزح فقط 
فوزي بصرامة وهي يجذب رسيل إلي أحضانه : كفي يا ولد لا تزعج حبيبتي 
ماجد بتبرم : حبيبتي وكأنه وجدني أمام عتبة مسجد 
ضحك عماد علي مشاكسة أخيه وابنه التي لا تنتهي 
دخلت ميرڤت بعد أن ارتدت عباءة للاستقبال مرحبة بعم رسيل وابنه 
ميرڤت بترحيب : مرحباً سعادة السفير كيف الحال ؟  أنرت المنزل 
فوزي : بخير والحمد لله المنزل منير بأهله كيف الحال 
ميرڤت : نحمد الله 
جلست بجانب آيات مرحبة بها فهي صديقتها الغالية منذ سنوات 
ميرڤت : كيف حالك آيات ؟  لقد اشتقت إليكِ كثيراً 
آيات : وأنا كذلك ولكننا سنتحدث كثيراً ونعوض ما فاتنا 
ميرڤت : بالتأكيد  






ثم نظرت إلي ماجد : مرحباً ماجد كيف حالك ؟ 
ماجد بتهليل : وأخيراً انتبه أحد إلي وجودي 
عماد : لن تتغير أبداً 
نظر عماد إلي أخيه بتساؤل : كم ستمكث هنا ؟ 
نظر فوزي إلي ابنه ثم ابتسم بسعادة : سنستقر هنا 
عماد بعدم تصديق : حقاً ! 
فوزي : بلا شك 
شعر عماد بسعادة داخلية فقد أشتاق لأخيه الأكبر الذي قضي سنوات عمره في الغربة ينتقل من بلد لآخر باعتباره سفيراً 
فتابع فوزي حديثه  : لقد اكتفيت من العمل وسأتقاعد الآن ثم ربت علي كتف ولده وسيفتتح ماجد شركة قريباً مع أحد أصدقائه الذين تعرف عليهم في الخارج






 وحصل كليهما علي الماجستير في إدارة الأعمال 
عماد بحماس : إذن نبحث لك عن بيت في منطقتنا 
فوزي : موافق بالطبع  ولكن الآن أحتاج للراحة فقد جئنا من المطار إلي هنا مباشرة 
عماد : نتناول الغداء معاً أولاً ثم تصعد أنت وزجتك وماجد للراحة في الجناح المنفصل ولن يزعجكم أحد 
فوزي : ولكن 
عماد بصرامة : بدون لكن لقد اتخذت قراري ولا مجال للنقاش 
فوزي بخضوع : حسناً 
عماد ناظراً إلي زوجته : حبيبتي لقد طلبت طعاماً من الخارج لأن إعداد الطعام سيستغرق وقتاً فعلا تجهزين السفرة حتي يصل الطعام 
ميرڤت : لماذا ؟ كنت سأعد الطعام فلمن أعد أغلي منهم 
عماد : حبيبتي هم بحاجة للراحة اليوم ربما في يوم آخر فهم سيستقرون هنا بالقرب منا 
ميرڤت وهي تهب من مكانها : حسناً 
آيات : سأتي معكِ 
رسيل : وأنا كذلك 
في اليوم التالي اجتمعت الفتيات في كافتيريا الجامعة كالعادة 
رسيل : لقد وافق أبي 
رواء بحماس : حسناً إذن موعدنا يوم الجمعة ولكن في أي ساعة ؟ 






رسيل : الثالثة عصراً 
علا : موافقة 
رواء : وأنا كذلك إذن أتفقنا سأخبر أخي 
علا بخبث : رواء هل تعلمين أن حسن عائد بنهاية الأسبوع 
رواء بلهفة : حقاً ثم تراجعت علي الفور أقصد حمداً علي سلامته فقد كنتم تفتقدونه كثيراً 
غمزت رسيل بعينها : ما القصة ؟ 
رواء : لا قصة ولا رواية 
علا : إن أخي حسن حب طفولة رواء 
تحول وجه رواء إلي اللون الأحمر من الخجل والغضب الذي بدأ يتصاعد بداخلها ثم تحدثت بحدة 
رواء بحدة : ها قد قلتيها حب طفولة وانتهي الأمر لقد نسيته من الأساس 






ضيقت علا عينيها : هل تقولين الحقيقة  ؟ 
رواء بنفاذ صبر : بالطبع أقول الحقيقة ولا تتحدثي في ذلك الموضوع ثم تابعت مهددة : وإلا سأترككم وأرحل 
علا بلا مبالاة : علي راحتك علي كل حال لقد سمعت أنه معجب بفتاة أجنبية وربما ستأتي معه ليعرفها علي أمي 
تجمدت رواء للحظات تحاول استيعاب ما تسمع وقد شعرت أن بركان من الغضب يغلي بداخلها  ثم تحدثت أخيراً : هل أنتِ متأكدة ؟  
هزت علا كتفيها ثم تحدثت بهدوء : هذا ما سمعته من أمي 
ارتدت رواء قناعاً من الجمود : الموضوع لا يعنيني كنت أسأل فقط من باب الفضول 
علا : بالطبع أعرف ذلك حبيبتي 
لاحظت رسيل توتر الأجواء إثر الحديث في ذلك الموضوع لذا تحدثت : لقد عاد عمي كذلك من السفر وسيستقر هنا مع زوجته وابنه 





رواء : هذا جيد فأنا أعلم مقدار حبك لعمك 
رسيل : معك حق فأنا سعيدة جداً بعودته 
علا بضحك : وهل ابنه وسيم ؟ 
رسيل بغرور : بالطبع وسيم أو ليس ابن عمي 
علا : تباً لتواضعك يا فتاة 
بينما كان ذلك الحديث دائر بين رسيل وعلا كانت رواء في عالم آخر تفكر هل من الممكن أن يكون قد أحب فتاة أخري حقاً ابتسمت بسخرية من سذاجة تفكيرها هو حتي لم يلمح لها من قبل مجرد تلميح عن حبه لها حتي تعتقد الآن أنه أحب أخري غيرها وهل أحبها يوماً 







غريب ذلك الحب حين نحب من لا يرانا أو من  ليس من نصيبنا فيحترق القلب بنيران الفراق ويغلبه الشوق واللوعة إذا لم يكن من نصيبنا فلمَ نقع بحبه من الأساس 
كان هذا ما تفكر به رواء وهي لا تعلم أن خطط القدر أجمل من خططنا بمئات المرات ولو علمنا ما يخبئه لنا القدر لاخترناه كما هو دون تغيير 
أفاقت من شرودها علي صوت رسيل 
رسيل : لقد انتهت فترة الاستراحة ولدينا محاضرة الآن هيا بنا 
علا : هيا 
سارت رواء خلفهم حتي دخلوا لقاعة المحاضرات وبدأ المحاضر في شرح المحاضرة ليصغي له الجميع بما فيهم رواء التي صبت جم تركيزها علي المحاضرة وأخرجت من رأسها أي شيء آخر  
كان عمار يتحدث في الهاتف مع صديقه 





عمار : لا تقلق أخبرتك أن الأمور تسير على ما يرام 
استمع إلي الطرف الآخر ثم تحدث 
عمار : أجل ثق بي وستنبهر بالنتيجة 
أغلق عمار الهاتف ليمسك بإطار الصور والتي تزينه صورة حبيبته الراحلة روز مسح علي الصورة بأطراف أصابعه وكأنها أمامه وهو يتحسس ملامحها ثم قرب الصورة من فمه طابعاً قبلةً عليها ثم تحدث بدموع 
عمار : لقد اشتقت إليكِ روز الحياة لا طعم لها من





 بعدك لطالما تمنيت أن ألحق بكِ لكن أشعر أن رسالتي في الحياة لم تنتهي بعد ووجود أوليفيا يهون علي الكثير لا تقلقي عليها فأنا لن أسلمها إلا لمن يصونها ويحافظ عليها عندها قد أكون أديت رسالتي في الحياة وأستطيع اللحاق بك وأنا مطمئن عليها 
استمر في الحديث معها لساعات كأنها جالسة أمامه يقص عليها تفاصيل حياته هو وأوليفيا يخبرها كم كبرت أوليفيا وأصبحت تعتني به 






ما أقسي ذلك الشعور حين نتمنى الإفضاء بما يؤرقنا لحبيب ولا نجده أمامنا حين نتمنى أن نمسك بيده ولا نستطيع حين نريد الارتماء بين أحضانه للشعور بالأمان ولا نجد ذلك الحضن الذي طالما كان مفتوحاً لنا حين نحتاج إلي رؤية ابتسامته لتهون علينا عناء الحياة ولا نجدها لنستيقظ علي واقع أليم وأن ذلك





 الحبيب لم يعد بيننا وإنما تواري تحت التراب 
سمع صوت ابنته فمسح دموعه سريعاً 
أوليفيا : أبي الطعام الجهاز هيا حتي تأكل وتتناول دوائك 
نظر إلي صورة زوجته : أرأيت تعتني بي كما أخبرتك 
اقتربت منه حين لم تجد رد : هيا أبي حتي لا يبرد الطعام 
ثم نظرت له نظرة ثاقبة : هل كنت تبكي أبي ؟ 
عمار بنفي : بالطبع لا حبيبتي 
لم ترد أن تضغط عليه فهي تعلم مقدار حبه لوالدتها الراحلة






كان يوسف يجلس بشرفة ذلك النزل الذي يسكن فيه يتناول قدحاً من القهوة وأمامه لوحته فتلك هوايته التي لا يستطيع التخلي عنها كان يرسم بشرود يفكر في حياته التي انقلبت رأساً على عقب بين ليلة وضحاها يفكر في والده الذي لم يتصل للاطمئنان عليه منذ وصوله إلى هنا يفكر في والدته التي تتصل





 به خلسة دون علم والده يفكر في رسيل الذي هو متأكد في قرارة نفسه أنه ظلمها يفكر في عمله الجديد يفكر في ذلك الرجل عمار الذي يحلم بأن يصبح مثله في يوم من الأيام في ابنته أوليفيا كتلة البرود المتحركة تلك لينظر إلي اللوحة ليفاجئ بأنه قد قام برسم لوحة لها نظر إلي الصورة باستغراب ما الذي كان يخطر ببالك ليرسم تلك اللوحة وكيف حفظ ملامحها بهذا الشكل كاد أن يقوم بتمزيق اللوحة ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ووضعها جانباً ووقف ينظر أمامه بشرود 






يوسف بشرود : تُري ماذا يخبئ لي القدر ؟ 
علي أرض مطار القاهرة الدولي كانت علا ووالدتها ومعهم كريم في انتظار شقيقها حسن 
علا بحماس : أمي ها هو 
فاطمة : أين ؟ 
علا : هناك أمي هل رأيته ؟ 
أبصرت فاطمة من بعيد فلذة كبدها الذي فارقها منذ عدة سنوات ليكمل دراسته 
فتحت له ذراعيه ودموعها تتساقط رغماً عنها اقترب منها ليضمها بشوق وحنين ودموعه تتساقط هو الآخر ليحملها ويدور بها ليتأثر كل من في المطار علي ذلك المشهد 
علا وهي تحبس دموعها وتتظاهر بالمرح : ماذا عني ألن تسلم عليّ ؟ 






ابتعد حسن عن حضن والدته وهو يمسح دموعه فاتحاً لها ذراعيه لتركض إليه وترتمي بين أحضانه 
علا وهي تلكزه بكتفه : لقد اشتقت إليك أبو علي 
حسن : وأنا أيضاً اشتقت إليكِ يا قزمة 
قلبت علا شفتيها بتبرم : أنا لست قزمة 
نظر إلي الجانب ليجد صديق عمره يقف واضعاً يديه بجيب بنطاله بهدوء فاقترب منه ليضمه بحب 
في صباح يوم الجمعة استيقظت رسيل مبكرة لتنجز ما لديها قبل الذهاب للنادي ليشرح كريم لهم 
وفي الساعة الثانية ظهراً تجهزت وارتدت ملابسها للذهاب نزلت إلي الأسفل لتجد والدتها تجلس بصحبة زوجة عمها آيات 
رسيل : مرحباً عمتي 
آيات : مرحباً حبيبتي 
رسيل : أمي أين أبي ؟ 





ميرڤت : لديه جراحة عاجلة 
رسيل : حسناً سأذهب إلي النادي 
ميرڤت : حسناً حبيبتي تصحبك السلامة السيارة في الخارج يمكنك الذهاب بها فقد مر الدكتور جمال علي والدك واصطحبه معه 
رسيل : حسناً ولكن أين المفاتيح 
ميرڤت : علي الطاولة 
خرجت رسيل من المنزل وقادت السيارة في طريقها إلي النادي  سمعت رنين هاتفها فأجابت علي الفور : أجل رواء لقد اقتربت 
كانت تتحدث في الهاتف ولم تنتبه للطريق لتسمع صوت اصطدام عالي 
شهقت بفزع وهي تضع يدها علي فمها نزلت من السيارة لتري ماذا حدث 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-