CMP: AIE: رواية جبر السلسبيل الفصل الثلاثون30الاخير بقلم نسمة مالك
أخر الاخبار

رواية جبر السلسبيل الفصل الثلاثون30الاخير بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل

 الفصل الثلاثون30الاخير 

بقلم نسمة مالك


بالصباح الباكر قبل أن تشرق الشمس بنورها تركت "سلسبيل"



 منزلها الجديد التي لم تمكث فيه إلا يومين فقط



 برفقة زوجها كانوا من أجمل أيام عمرها بأكمله، عادت مجبرة معه لمنزله بالقاهرة بعدما وعدها 



أنهما سيعودان مرة أخرى بأقرب وقت، كانت تتمنى أن تظل بمنزلها تنتظره لحين عودته وقت ما ينهي عمله، لكنه رفض رفضًا قاطع تركها بمفردها.. 


كان القلق واضح على ملامح وجهها الباهته، بل الخوف أيضًا ظاهر بنظرة عينيها الحزينة، خوف من مواجهة "خضرا" التي عاهدتها بأن "عبد الجبار" لن يصبح زوجًا لها مهما حدث، و الآن قد خلفت عهدها معاها و لم تستطيع الصمود أمام فيض الغرام الذي أهاله عليها زوجها بكرمٍ و شغف جعلها تستسلم له و تبادله غرامه هذا بدون أدنى إرادة منها حتى استطاع التسلل لأعماق قلبها و نثر عشقه بداخله.. عشق خالص تعيشه لأول مرة بحياتها.. 






 بينما "عبد الجبار" كان يجلس بجوارها بأريحية ،مكتفي بضمها لصدره كمحاولة منه لبث الطمأنينة بقلبها،فهو يشعر بها و يقرأ ما يدور برأسها .. 


انتفض جسدها بين يديه بذعر حين توقفت السيارة بهما بحديقة منزل درتها.. 

"و بعدهالك عاد يا سلسبيل ..ليه كل خوفك ده؟ ، كيف تخافي أكده و أنتي چوه حضني!!!".. 


"خايفة تضيع مني بعد ما لقيتك يا عبد الجبار".. 

همست بها "سلسبيل" بصوت اختنق بالبكاء، و هي تتمسك بثيابه بكلتا يدها لعلها تمدها ببعض القوة.. 


احتضن وجهها بين كفيه جعلها تنظر لعينيه التي يزينها بريق جديد بفضل عشقه لها، و تحدث بابتسامته الجذابة قائلاً.. 

"معوزكيش تخافي من حاچة واصل.. أنتي مَراتي و هتفضلي مَراتي لحد أخر يوم في عمري.. مهيفرقنيش عنك إلا موتي يا سلسبيل".. 


"بعد الشر عليك.. متقولش كده تاني".. قالتها بلهفة و هي تسرع بوضع أناملها الصغيرة على فمه تمنعه من استكمال حديثه





لثم أصابعها بعمق مرات متتالية قبل أن يقبض على يدها الصغيرة جدًا بين قبضته الضخمة و سحبها عليه واضعًا يد حول خصرها، و الأخرى أسفل ركبتيها و حملها على ذراعيه بمنتهي الخفة و غادر السيارة بعدما فتح له السائق بابها، و سار بها تجاه باب المنزل الداخلي خلفهما دادة "عفاف" التي كانت تجلس بجوار السائق بعدما أصرت "سلسبيل" أن تأخذها معاها ..


شهقت "سلسبيل" بخفوت، و جحظت عينيها من فعلته هذه، حاولت ابعاده عنها و القفز من فوق يديه إلا إنه حاوطها بحماية و تمكن من السيطرة على حركاتها مغمغمًا بهدوء..

"أهدي أمال أنتي صاحية من عشية و مدروخة من قلة النوم و ممكن تغمي مني.. خليني أوصلك لسريرك لاچل ما ترتاحي هبابه على ما أخلص شغلي و اعاود"..


"طيب نزلني يا عبد الجبار بالله عليك لحد يشوفنا"..

غمغمت بها و هي تتلفت حولها تتأكد من عدم وجود أحد، تنهدت براحة حين وجدت الهدوء يسود أرجاء المكان يدل على أن الجميع نيام، 

انكمشت على نفسها داخل حضنه، ألقت بثقل رأسها على كتفه و قد بدأ يغلبها النعاس..


دلف بها داخل غرفتها غالقًا الباب خلفه و وضعها على الفراش بتمهل و يده تبعد عنها عبائتها و حجابها و حتى حذائها، تركها ب منامتها الوردية، و عدل وضعها بوضع أكثر راحة..


دثرها جيدًا بالغطاء و مال على وجنتيها اقتطف منهما حفنة من القبلات الرطبة مرددًا بصوته الأجش..

"نوم العوافي يا جلب عبد الچبار"..





همهمت هي بإسمه بين النوم و اليقظة قائلة بنبرة متوسلة..

"متتأخرش عليا"..

فتحت عينيها بتكاسل تبحث عن دادة "عفاف" فلم تجدها بانحاء الغرفة، فشحب لونها و هي تقول بتساؤل..

"هي فين دادة عفاف؟!"..


"أنا هنا أهو يا سلسبيل هانم".. قالتها" عفاف " الواقفة على أمام باب الغرفة..


"أدخلي يا دادة.. تعالي يا حبيبتي"..

نطقت بها" سلسبيل " و هي تشير لها بيدها على الفراش بجوارها..


انتصب "عبد الجبار" واقفًا، و تحدث و هو يسير لخارج الغرفة قائلاً بأمر ..

" متهمليش الهانم لوحدها واصل يا عفاف"..


" أمرك يا عبد الجبار بيه"..

قالتها "عفاف" التي اقتربت من" سلسبيل " و فكت عقدة شعرها، و رتبت الوسائد خلف ظهرها، كانت "سلسبيل" 





عينيها معلقة بزوجها الواقف على الباب ممسك مقبضه بيده، ألقى لها قبله بالهواء و ابتسم لها إبتسامة يملؤها الحب مغمغمًا قبل أن يغلق الباب خلفه..




" هرچعلك طوالي"..


نظرت "سلسبيل" ل "عفاف" و تحدث بنبرة راجيه قائلة.. 

"دادة عفاف متسبنيش لوحدي خالص .. خليكي جنبي هنا حتى و أنا نايمة".. 

صمتت لبرهةً و تابعت بأسف.. 

"أنا خايفة أوي من أبلة خضرا و مش عارفة رد فعلها هيكون أيه لما تشوفني".. 

تجمعت العبرات بعينيها و بتقطع تابعت.. 

"أنا حاسة أني خاينة و خطفت منها جوزها أبو بناتها يا دادة".. 


ربتت "عفاف" على شعرها بحنو و تحدثت بتعقل قائلة.. 

"يا بنتي متشيليش نفسك فوق طاقتها أنتي معملتيش حاجة غلط و لا حرام جوزها ده بقي جوزك أنتي كمان"..

صمتت قليلاً، و مدت يدها مسحت دموعها مكملة.. 

"نامي و ارتاحي دلوقتي و سبيها على الله و أنا هفضل جنبك هنا لحد ما تصحى ".. 


بينما "عبد الجبار" فور إغلاقه الباب إختفت ابتسامته،و هرول راكضًا نحو سيارته استقلها و قاد بسرعه عالية قاصدًا المستشفى التي تمكث بها "خضرا" زوجته الأولى..




........................... صل على الحبيب.......... 


" خضرا "..


استعادة وعيها بعدما نجت من الموت بأعجوبة لتجد نفسها بمفردها داخل المستشفى،ابتلعت غصة مريرة بحلقها حين أيقنت أن زوجها بكل تأكيد برقفة زوجته الثانية، ضحكت ضحكة مستهزءة على غباءها الذي جعلها تقدم على الانتحار و التخلص من حياتها لأجل رجل لم يكترث لما فعلته من أجله و تركها بين الحيا و الموت وقضي ليلة ملحمية مع امراءة غيرها..


ندمت على كافة قرارتها الخاطئة بداية من إصرارها على زواجها منه، و زواجه هو عليها، و اختيارها ل "سلسبيل" تكن زوجه له بعدما رأت نظرته و لهفته عليها..


حاولت البكاء و لكن عينيها أبت أن تذرف العبرات، كانت نظرتها جامدة، اكتسبت جحود بفضل ما تشعر به من وجع فاق حدود الوصف، لن تستطيع التعبير عنه بمجرد دموع حتى لو بكت دماً..


"خضرا.. حمد لله على سلامتك يا غالية"..

قالها "عبد الجبار" الذي دلف للتو، و اقترب منها جلس على المقعد المجاور لسريرها، و مد يده ليمسك يدها لكنها دفعت يده بضعف، و رمقته بنظرة حارقة متمتمة بغضب..

"توك ما افتكرت خضرا يا عبد الچبار !!!.. هملتني لحالي و روحت لعروستك الچديدة مش أكده؟! ".. 






" مش وقت حديتك ده عاد.. المهم دلوجيت نطمن عليكي و تبجي زينة... ".. 


صرخت بغيظ شديد قطعت حديثه بصرخاتها قائلة.. 

"رد لأول.. و إياك تكذب عليا.. صُح كنت وهيها ".. 


حاول السيطرة على أعصابه تقديراً لحالها، و تحدث بهدوء قائلاً.. 

" وبعدهلك يا خضرا.. جولتلك رايد أطمن عليكِ.... ".. 


" كنت وهيها يا عبد الچبار.. انطق.. قولي أيوه كنت وهيها و مهملك أهنه يا أم البنته من غير أنيس و لا جليس و روحت أخونك مع حُرمة تانية.. ".. 


"خضرا اااا".. قالها بصوت جوهري زلزل جدران المستشفى،ابتلعت "




خضرا" باقي حديثها بعدما رمقها بنظرة محذرة و تحدث بلهجة حادة قائلاً.. 

" متختبريش صبري عليكِ.. أني مش خاين يا خضرا و الحُرمة التانية



 دي تبجي مَراتي كيفك بالتمام و اللي كانت قبل منك أهنه بنفس المستشفى مرمية بين 



الحيا و الموت و إني كنت وياكِ في حضنك في بيتنا على سريرنا و لا نسيتي!!! ".. 

                

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-