رواية عتاب الفصل السادس والثلاثون36الاخير بقلم علا السعدني

رواية عتاب 

 الفصل السادس والثلاثون36 الأخير

بقلم علا السعدني 

صدم (ريان) حين استمع لصوت تلك الفتاة فهو يعلم صوتها جيداً لذا ابتلع ريقه وإلتف كى يتأكد من ظنه بينما كانت (ندا) مندهشة قليلاً من صوت تلك الفتاة التى نطقت اسمه بطريقة مقربة لم تستسغها فقال (ريان) بضيق

-عاوزة ايه يا (أسما) ؟!

-ا٠٠ أنا محتاجة اتكلم معاك ضرورى

أجابها (ريان) ببرود تام

-اعتقد  أن مبقاش بينا كلام أصلاً

-أرجوك يا (ريان) متبقاش قاسى كفاية اللى حصل صدقنى اللى حصلى مش قليل

-وده شئ ميهمنيش يا (أسما)

هم ليفتح باب السيارة ل (ندا) ويتلاشى وجود (أسما) تماماً لولا أنها أمسكت يده مانعة إياه من فتح باب السيارة وقالت

-أنا آسفة 

أغمض (ريان) عيناه وهو لا يصدق ثم ابتسم بسخرية يشوبها بعض المرارة وهو يقول

-ياااااه دلوقتى بس افتكرتى تعتذرى معتذرتيش ليه من زمان عارفة يا (أسما) كل اللى كان ناقص فى علاقتنا مجرد إعتذار بسيط أنك تقوليلى أنك آسفة ساعتها كنت هسامحك ع طول إنتى عارفة أن علاقتنا كانت علاقة مصلحة من ناحيتك أمك وأمى كانوا صحاب ودلوقتى بس اقدر ابصم بالعشرة أنك قربتى منى عشان اشغلك فى المصحة اللى أنا شغال فيه إنتى بتاعت مصلحتك يا (أسما) ومش هتتغيرى أبداً

بدئت (أسما) فى البكاء فزفر (ريان) بضيق هو يكره أن تبكى فتاة أمامه شعرت (ندا) وقتها ببعض الضيق يتسرب إلى قلبها وبدء ذلك فى الظهور على معالم وجهها لذا تحدثت وهى تفتح باب السيارة فى الجهة التى استقلتها (نور)

-يلا يا (نور) شكل الدكتور مش فاضى دلوقتى

اعترض (ريان) وهو يغلق باب السيارة الذى فتحته (ندا) وقال بنبرة هادئة كأنه يبعث رسالة لكلتاهما

-أنا فاضى ٠٠ فاضى جداً

ثم فتح باب السيارة ل (ندا) وجعلها تستقل السيارة الخاصة به بينما نظر ل (أسما) ببرود وقال

-عن أذنك

قالها ولم ينتظر حتى ردها وبدء فى قيادة السيارة حتى اوصل (ندا) وشقيقتها ترجلت (نور) من السيارة وعندما همت (ندا) لتترجل هى الآخرى أمسك (ريان) يدها مانعاً إياها من الهبوط وقال

-كانت خطيبتى ٠٠ ا٠٠ أكيد (عتاب) حكتلك

صمتت (ندا) لبعض الوقت ثم قالت

-اه كنت عارفة

-عارفة يا (ندا) كان نفسى تعتذر اوى أول ما انفصلنا أو حتى تعترف بغلطها لكن هى اكدت ليا أنى لما فسخت الخطوبة كان أكتر قرار صح خدته فى حياتى راحت غيرت فى لبسها وبدئت تلبس قصير ومكشوف مع أنى مطلبتش كده هى كانت عاوزو تندمنى بإظهار جمالها لكن أنا مندمتش بالعكس حسيت اد ايه هى ممكن تعمل أى حاجة غير أنها تعتذر وبعدين راحت اتجوزت واحد غنى عرفت من ماما أنها اطلقت من أسبوع جيالى  ليه دلوقتى

أخذت (ندا) نفس عميق ثم سئلته

-وأنت مضايق انها جتلك وهى مطلقة يعنى ؟!

-مش دى الفكرة يا (ندا) الفكرة اللى وجعتنى أنها لجئت ليا لما كل السكك اتقفلت فى وشها لما جوزها الغنى طلقها ورماها

-لو بتحبها ممكن تسامح

قالتها وهى تنظر له عن كثب دون أن يشعر حتى ترى معالم وجهه جيداً فابتسم بمرارة ثم هز رأسه نافياً

-المرة دى مش هقدر

-ليه ؟!

نظر لها ثم قال بمشاكسة

-عشان مش هقدر اعيش من غير اكلك

اتسعت عيناها بضيق ثم قالت

-ممكن بعد ما تجوزها تجيبها المطعم كل يوم وتبقى كسبت 2 فى واحد حبك القديم والمطبخ الجديد

ابتسم ابتسامة واسعة ثم وضع كوع يده أعلى مقعد السيارة الذى يجلس عليه  وأكمل بمشاكسة

-سمعت أن الأكل نفس والواحد لما يكون مضايق مبيعرفش يطبخ وكده المطعم بتاعك هيخسر وساعتها أنا كمان هخسر

-يا سلاام مين قالك أنى هطبخ من غير نفس أصلاً وليه أصلاً ؟!

-اصل أنا حكيم روحانى حضرتك

قالها بصوت خافت فهزت رأسها بآسى فتابع هو

-أنا ببقى مبسوط معاكى جداً وحاسس أن التالتة تابتة

-افندم !!

-اطلعى ع فوق بقى واشوفك يوم الخميس

قالها وهو يغمز لها بعينه اليسرى فشعرت هى بالخجل وترجلت من السيارة مسرعة فهز رأسه بآسى وتمتم

-صحيح التالتة تابتة زى ما بيقولوا

ثم بدء فى قيادة سيارته مرة آخرى عائداً بها إلى منزله هو يفكر كيف سرقت قلبه بتلك السرعة ٠٠

*********************

فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠

جلس (شادى) مع (منير) فى غرفته فى الشرفة الخاصة بها ظل الصمت يعم ارجاء المكان لبعض الوقت فرفع (منير) أحدى حاجبيه فمنذ أن جاء لمقابلة (شادى) وهو ينتظر أن يحدثه فيما يريد لكن ينظر للشرفة والبحر المطل على شرفته دون أن يتحدث فحثه (منير) على الحديث

-بقالنا ساعة قعدين القعدة السودة دى هتخرج من سكوتك ده امتى

ابتسم (شادى) ثم نظر له وقال

-مش عارف حقيقى مش عارف بس حاسس أن الموضوع غريب

-أى موضوع ؟

-أنت عارف أنى عرفت بنات كتير علاقات طيارى يعنى

-عارف أكيد

أخذ (شادى) نفس عميق ثم تابع

-الغريب أنى ماعجبتش غير بواحدة وطلعت متجوزة

رفع (منير) أحدى حاجبيه استنكاراً فتابع (شادى)

-بس طبعاً شلتها من دماغى المرة دى فى واحدة تانية

 -كويس جداً

-لا مش كويس يا (منير) عشان خايف اكون مبهور بشكلها الخارجى بس

-(ريما) مش كده ؟

ابتلع (شادى) ريقه ثم قال

-بس أنا مبينتش إعجابى ليها حتى بالنظرات

-عارف ٠٠ بس مفيش غيرها قدامك دلوقتى

-تقصد أنه فراغ يعنى ؟

-مش شرط يا (شادى) واحدة زى (ريما) عاوزة راجل يبص لروحها وجوهرها لأنها جميلة وجذابة  جداً كمان ولو شاورت ع أى راجل يتمناها

-ماهو ده اللى مضايقنى واحدة بالمواصفات دى هتبص ليا ليه يا (منير) أنا شكلاً عادى وعارف أنى مش هكون فتى أحلامها أبداً

-وأنت تعرف منين فتى احلامها

تلعثم (شادى) قائلاً

-ا٠٠ أنا عارف النوع اللى بتفضله (ريما)

-هى معجبة بحد ؟

-ي٠٠ يعنى

-طب الحد ده بيحبها ؟

-لا خالص هى مش فى باله أصلاً

-جايز ٠٠ عموماً يبقى قدامك فرصة ليه متستغلهاش

-عشان لأول مرة احس أنى ولا حاجة قدام واحدة ست مقارنة بيها هى سيدة أعمال ناجحة وجذابة جداً أنا جنبها صفر ع الشمال

-اولاً يا (شادى) أنت مهندس وناجح فى شغلك وماسك شركة والدك وأنك مهندس شاطر جداً بدليل أنها استعانت بالشركة بتاعتك ودى فرصة كويسة جداً تثبتلها أنها مغلطتش لما فكرت تتعامل مع الشركة بتاعتكوا ثانياً الشكل بقى أنت مش وحش يا (شادى) كل واحد فينا واخد نسبة جمال .. ومعايير الجمال بتختلف من شخص لشخص يعنى فى رجالة تحب الستات البيضا وتانين السمرا ومجموعة تالتة بتحب القمحى ورابعة بتحب الشقرا وهكذا برده الستات كل ست ذوقها غير التانى ده غير أنك شي جداً فى لبسك ومهندم وفيك صفات كتير حلوة

ابتسم (شادى) ثم قال

-هحاول معاها ودايماً هقولك الاخبار

-وأنا مستنى

ثم نظر (منير) إلى ساعته ثم قال

-يا خبر (سچى) بقالها نص ساعة مستنيانى ع الشط الكلام خدنا

-طب اجرى روحلها

قبل أن يكمل (شادى) جملته كان (منير) خارج الغرفة وهو يسرع إلى (سچى) قبل أن تصب جم غضبها عليه ٠٠ وصل إلى الشاطئ وجدها تجلس هادئة تنظر للبحر فابتلع ريقه ثم جلس بجوارها فنظرت هى له بطرف عينيها ثم قالت

-كل ده تأخير

-الكلام خدنا شوية

-امممم ماشى

رفع أحدى حاجبيه وهو لا يصدق هى لا تتشاجر معه حقاً فشعرت هى بنظراته المندهشة وهى تنظر للبحر فقالت

-ليك حق تستغرب أنا كمان مستغربة بس مليش مود للخناق

-وهو الخناق بالمود

-طبعاً

-طب الحمد لله

ابتسمت قليلاً ثم نظرت له وقالت

-تعرف أنا نفسى فى ايه ؟

-ايه ؟

-فاكر أيام زمان لما كنت بتشرب السجارة وأنا اهلوس

تنحنح (منير) فتابعت (سچى)

-اهو أنا نفسى اهلوس اشرب بقى يا (منير)

-أنتى اتجننتى يا (سچى) ؟

-ايه بتوحم ٠٠ 

-بتتوحمى ع ايه يا هانم إنتى اتجننتى ٠٠ وبعدين إنتى فى الخامس شهور الوحم خلصت 

-لا عادى فى ستات وحمها بيفضل للتاسع

-افندم !! ٠٠ (سچى) إنتى مدركة اللى بتقوليه يا حبيبتى وأن ده شئ خطر

زفرت (سچى) بضيق ثم نظرت أمامها للبحر مرة آخرى وهى تشعر بغيظ شديد ثم نظرت له فجاءة وقالت

-لاقتها

-هى ايه ؟!

-تعملى الفروت سلاط اللى بحبها

-سلام قولاً من رب  رحيم ٠٠ لا ده أنا احششلك احسن

-(منييييييير)

قالتها (سچى) بحسم فابتلع (منير) ريقه ثم قال

-وعاوزنى اعمل الجريمة دى امتى ؟

لمعت عينيها بفرحة وقالت

-دلوقتى

-ح٠٠ حاضر

ذهبوا إلى الغرفة الخاصة بهم وبدء (منير) بإعداد تلك السلطة الغريبة من نوعها بدء بتقطيع الفاكهة ثم وضع زبادى بنكهة الفراولة وبعدها اغمض عينيها وهو يسكب اللبن الرايب وملعقة من عسل النحل ثم خرج وقدم لها الطبق وهو مشمئزاً أخذت منه طبق الفاكهة وهى تنظر له بغيظ شديد ثم بدئت بتناول تلك السلطة المحببة لقلبها فقالت

-كل معايا

-اهو كله إلا ده

رفعت (سچى) أحدى حاجبيها ثم قالت

-بقولك كل معايا ولا عاوز البيبى يطلعلوا وحمة أنا باباه مكلش سلطة الفواكه بتاعت مامته

للحظة شعر (منير) وكأن أحدهم ضرب رأسه واصبح لا يفهم ما يقال له ولكن حقاً ما الذى تقوله تلك المجنونة فتابعت (سچى) بثقة

-أيوة دى وحمة مشهورة جداً

ابتلع (منير) ريقه فقالت هى

-يلا كل

اغمض عيناه وأخذ ملعقة وظل يمضغها على مضض وهو يشعر بمرارة اللبن الرايب فسئلها

-إنتى بتاكلى البتاع ده ازاى ؟!

-يلا كل تانى خلينا نخلصها سوا

اتسعت عينان (منير) بعدم تصديق ثم قال

-ربنا يعدى شهور الحمل دى ع خير

*********************

بعد مرور شهر ٠٠

كان (رائد) يعد تلك الأيام والليالى عداً حتى يأتى يوم زفافهم بأقصى سرعة وكان على عهده يوميا. يرسل لها رسائل نصية يخبرها بحبه لها وهى كانت تشعر بسعادة كبيرة للغاية ٠٠

لم يكن حال (أدهم) يختلف كثيراً عن (رائد) فهو قد ذاق معنى الحب الحقيقى مع (جميلة) ويريد حقاً أن يمضى ما تبقى من عمره معها وكانوا يشعرون بسعادة بالغة ٠٠

إما عن (وليد) و (شجن) أصبحت (شجن) تعشقه بجنون وتندم على تلك السنة التى ضاعت من عمرهم دون أن تعرفه كما عرفته الآن دون أن تعطى لقلبها فرصة لتقبل (وليد) ٠٠

بينما فى نهاية كل اسبوع كان يذهب (ريان) إلى المطعم الخاص ب (ندا) ليتناول الطعام الذى أصبح يعشقه للغاية وهى أيضاً كانت تطهو الطعام من أجله وكأن للخميس نكهة آخرى نكهة وجوده بالمطعم ٠٠

إما (شادى) لم يستطع أن يجذب (ريما) له طوال تلك المدة كان يعلم جيداً أن واحدة بجمالها لن تنظر له أبداً فاستسلم لذلك الأمر ولم يعد يفعل أى شئ كى تعجب به اكتفى بمشاعره الأحادية التى يشعر بها ٠٠

إما (روفيدا) كانت تعد الأيام من أجل بداية العام كى ترى (أشرف) بإستمرار واليوم هو أول يوم فى العام الدراسى الجديد فجلست بالقرب من الكافتريا الخاصة بالجامعة فى انتظاره ونظرت فى ساعة يدها فدوماً يتأخر عليها هزت رأسها بآسى حتى وجدته يقترب منها وهو يركض ثم وقف أمامها وقال

-وحشتينى جداً

ابتسمت له ثم نظرت لساعة يدها وقالت

-فى تأخير ربع ساعة و 13 ثانية

ابتسم ثم حدثها بمشاكسة

-إنتى بتحسبيهم بالثانية بقى

-رخم ٠٠ أنا بعد الأيام عشان خاطر اليوم ده عشان عارفة أنك هتبقى فى الشغل ومش هتيجى إلا لو فى أى محاضرة متأخرة

-وهاجيها عشان عيونك

ابتسمت (روفيدا) بخجل فى تلك الأثناء اقترب منهم اصدقائهم ورحبوا ببعضهم البعض حتى وجدت تلك الفتاة التى أخبرت (أشرف) بخطبتها ب (أدهم) فشعرت بغضب شديد ووجدتها تقترب من (أشرف) وتحدثه فى شئ ما فشعرت بغيظ شديد لما تلك الفتاة تقصد مضايقتها وأذيتها بذلك الحد لذا قالت

-(أشرف) تعالى نشترى بيبسى عشان حرانة جداً الحو بقى خنقة

قالتها وهى تنظر لتلك الفتاة السمجة فابتسم (أشرف) ثم استأذن من الفتاة وذهب تجاه (روفيدا) وسارا معاً لبعض الوقت صامتين حتى خرجت من صمتها وسئلته

-أنت ليه سبتها تكلمك وكانت بتقولك ايه ؟

-كانت بتسئلنى ع الجدول وملحقتش اديه ليها استأذنت منها وجتلك

-واشمعنا أنت يعنى اللى تسئلك ؟

-أنتى غيرانة يا (روفى) ؟

ابتسمت وهى تستمع للكنية الخاصة بها منه ثم قالت

-مش كده بس اه طبعاً بغير عليك بس البنت دى تقصد تضايقنى هى مش معجبة بيك هى بس عاوزة تضايقنى رغم أنى معملتش فيها حاجة وحشة

شعر (أشرف) بالحزن من نبرة صوتها لذا قال

-وأنا مش هساعدها فى أنها تصايقك أبداً

ابتسمت (روفيدا) وشعرت بحنانه لذا قالت

-ربنا بخليك ليا

-ويخليكى ليا ٠٠ بس فى شوية طلبات هطلبهم منك

نظرت له بعدم فهم فتابع

-حضرتك يعنى جواز أخوكى نهاية الأسبوع لبس ضيق لا مكياچ لا عينك تيجى فى عين (أدهم) هدبحك ولو صدفة

-أصلاً هيتجوز أنت مجنون

-سمعتى قلت ايه ؟

-سمعت يا مجنون

-يلا ع أول محاضرة بلاش دلع

-يلا ٠٠

******************

مرت الأيام سريعاً وكان اليوم الخاص بزفاف كلاً من (رائد) و (أدهم) الذين كانوا يعدوا دقائق حتى تأتى تلك اللحظة ويتوج حبهم  بالسعادة و الحب والزواج فى النهاية ٠٠

كانت (روفيدا) تجلس بالقاعة الخاصة بالعرس قبل مجئ الجميع نظرت فى الساعة التى بيدها فلا أحد منهم جاء حتى الآن حتى (أشرف) فزفرت بضيق ومطت شفتاها بعدم رضا و شعرت بأحدهم يحدثها من خلفها ويقول

-حتى وانتى مكشرة قمر ٠٠ طب اعمل فيكى ايه ؟

ابتسمت حين ميزت نبرة صوت (أشرف) فإلتفت له ثم ابتسمت فتأمل هو ملامحها الهادئة وعينيها العسلية التى يعشقهما كما ازدادت برائتها بعدم وضع أى من أدوات التزيين كما طلب منها وبذلك الفستان الواسع الذى ترتديه بلون السماء يجعل بشرتها البيضاء تزداد بياضاً على بيضاها فابتسم لها ثم قال

-كل مرة بشوفك فيها بحسك أحلى وأحلى

شعرت (روفيدا) بقليل من الخجل ثم قالت لتغير مسار حوارهم

-اتأخرت ليه ؟!

-الطريق كان زحمة جداً

-أنا زهقت كل اللى جم اصحاب أبيه و (أدهم) ومعرفش حد وحسيت أنى لوحد٠٠

قاطعها قائلاً

-أوعى تقولى لوحدك دى تانى طول مانا عايش

رمشت بعينيها مرتين متاليتتين ثم ابتسمت وقالت

-ربنا يخليك ليا

-ويخليكى ليا

*******************

فى تلك اللحظة كان (وليد) ينتظر أن تنتهى (شجن) من ارتداء ملابسها حتى خرجت له من غرفتها وهى ترتدى فستان أزرق وواسع حتى لا يظهر بطنها المنتفخ قليلاً مطرز بالفضة وفوقها حجابها فضى اللون فاطلق (وليد) صافرة ثم قال

-ده ايه الحلاوة دى كلها !!

ابتسمت بخجل ثم جلست بجواره

-بجد يا (وليد) شكلى حلو ؟!

غمز لها بمشاكسة ثم قال

-جميلة لدرجة عاوز مروحش الفرح ونفضل هنا يا قمر

هزت رأسها بآسى ثم قالت

-يلا يا (وليد) ٠٠ بلاش دلع شوف طنط (چيهان) جهزت ولا لأ

مط شفتاه بغيظ ثم قال

-ماشى يا ستى

فى تلك اللحظة كانت (عتاب) مع (رائد) بالسيارة متجهين نحو القاعة كان ممسك بيدها طوال الطريق

ولكنها لاحظت تشتت عقله قليلاً رغم أنه كان ينظر لها من حين لآخر بابتسامه فقررت أن تسئله

-مالك يا (رائد) ؟ّ فى حاجة ؟

نظر لها ثم ابتسم مرة آخرى وقال

-لا يا حبيبتى ٠٠ هيكون فيه ايه يعنى !!

-أرجوك متخبيش عليا ٠٠ أنا بفهمك كويس

ابتسم لها ثم قال بمشاكسة

-يعنى مش هعرف اخبى عليكى حاجة

-اتكلم يا (رائد) بلاش هزار

ابتلع ريقه ثم قال

-مش عاوز اضايقك بلاش تسئلينى

-حاجة هتضايقنى يعنى ؟!

-ا٠٠ أيوة

-طب قول يا (رائد) لو ليا خاطر عندك

أخذ نفس عميق ثم قال

-(طلال) باركلى فى التليفون واعتذر أنه يجى عشان وجوده ميضايقش حد فينا وأنا حقيقى تعبان عاوزه معايا وعارف حساسية الموضوع بالنسبالك

تنهدت (عتاب) وشعرت بألم كبير فى صدرها ثم نظرت إلى نافذة السيارة فشعر (رائد) بكمية الألم التى تجتاح صدرها لذا ربت على يدها الممسك بها بيده الآخرى ثم قال

-هو مش جاى متقلقيش

شعرت بحنانه يغمرها لذا نظرت فى عينه ثم قالت

-اطلب من السواق يروح ع بيت أخوك

-ليه ؟!

-أنا هعزمه بنفسى

لمعت عينان (رائد) بفرحة كبيرة لم يكن يعلم كيف يشكرها على موافقتها لحضور (طلال) بل وأنها أيضاً طلبت أن تدعوه بنفسها شعرت هى بكمية الفرحة التى جعلته يشعر بها لذا ابتسمت وقالت

-أنت عملت عشانى كتير يا (رائد) وفى الأول والأخر ده أخوك الكبير ولو مخدتش خطوة دلوقتى مش هتتاخد بعدين

-ا٠٠ أنا مش عارف اقولك ايه ؟

-ولا حاجة اطلب من السواق

هز رأسه بالإيجاب بفرحة ثم طلب من السائق أن يذهبا إلى بيت (طلال) على الفور بأسرع سرعة وفى خلال ربع ساعة كان قد وصلا لمنزل (طلال) واندهشت (هانيا) من وجودهما سوياً وفى ذلك الوقت الذى من المفترض الذى يكونا فيه فى القاعة الخاصة بعرسهم فطلبت (عتاب) منها

-تسمحيلى اقابل دكتور (طلال)

ابتلعت ريقها وشعرت بالخوف من أن تقول كلام يضايق زوجها وهو فى حالة صحية سيئة هى تعلم أنها محقة فيما تشعره من مشاعر الكره والبغض تجاه (طلال) لكنها لا تستطيع أن ترى (طلال) يتألم لأى سبب لذا نظرت ل (رائد) بأعين زائغة الذى طمئنها بعينه لذا آشارت لها حيث المكتب الخاص ب (طلال) فاتجهت نحوه وتبعها (رائد) طرقت باب الغرفة الخاصة بمكتبه وما أن سمعت صوت إذنه بالداخل فتحت الباب ودلفت للداخل تفاجئ (طلال) من وجودهم سوياً ابتلعت (عتاب) ريقها ثم قالت

-عاوزة نبدء مع بعض صفحة جديدة ننسى اللى فات بكل اللى حصل مش هتكلم عن شئ فات غير أنى هقول أنى سامحت ونفسى فى أخ وأخت زى مراتك

قالتها وهى تنظر إلى (هانيا) ثم تابعت

-يكونوا معايا الباقى من عمرى

ابتسم (طلال) بسعادة فمسامحتها له أمر كان لا يعتقد أبداً أنه سيحصل عليه يوماً ما لذا نهض عن مقعده ثم قال

-إنتى شيلتى من قلبى هم كبير بكلامك ده

-أنا عمرى ما كنت هبقى حائل بين أخين أو افرقهم عن بعص ومادام كلنا عرفنا غلطنا كلنا نستاهل فرصة تانية ونبدء صفحة جديدة كلنا غلطنا وكلنا ندمنا

ابتسم قليلاً ثم قال

-قولتلك قبل كده أنهم ليهم حق يحبوكى

رفع (رائد) حاجبه ثم قال

-ملكش دعوة بمراتى

ضحكوا جميعاً ثم طلبت منهم (عتاب) أن يرتدوا ملابسهم ويلحقوا بهم نحو القاعة ومنذ تلك الليلة ستكون صفحة جديدة على الجميع ٠٠

فى تلك الأثناء كانت سيارة (وليد) و (شجن) بها كلا من (أدهم) و (جميلة) التى كانت تنظر حولها بحثاً عن سيارة (رائد) فقد اختفت تماماً فلاحظ (أدهم) توتر (جميلة) فسئلها

-مالك يا حبيبتى ؟

-العربية بتاعت ابن عمك اختفت وأنا خايفة ع (عتاب)

-متقلقيش (رائد) عمره ما هيأذى (عتاب) لأن روحه فيها

اطمئنت من حديثه قليلاً فنظر لها ثم قال

-المفروض نتكلم عنا احنا

شعرت هى بخجل فتنحنح (وليد) وقال

-نحن هنا

اجابه (أدهم) بغيظ شديد

-أنت بتدخل ليه أنت إيش حشرك أصلاً أنت هنا سواق بس سوق وأنت ساكت

-سواق !!

قالها (وليد) منذهلاً ثم تابع

-اسابلك العربية هنا فى نص الطريق وابقى سوق أنت يا عريس

ابتسمت (جميلة) عليهما بينما قالت (شجن)

-بطل يا (وليد) بقى 

-ابطل ٠٠ أنا نفسى افهم انتوا بتحبوا (أدهم) ده ع ايه ؟! اذا كنت أنا صاحبه ومش طايقه

هزت (شجن) رأسها بآسى بينما نظر (أدهم) ل (جميلة) وقال

-ما تقولى بتحبينى ع ايه ؟

نغزته (جميلة) بكوعها بمزيد من الخجل فضحك هو عليها ثم قال ل (وليد)

-متحرجهاش أكتر من كده هى بتحبنى وخلاص

-لا وأنت الصادق هى مش لاقية حاجة تقولها أصلاً مفيش حاجة فيك تتحب

صر (أدهم) على أسنانه بينما ضحكت (جميلة) بشدة فشعر (أدهم) بغيظ شديد ثم قال

-بقى كده يا (جميلة)

فابتسمت ثم تحدثت بصدق

-(أدهم) مفيش فيه صفة واحدة وحشة راجل يعتمد عليه وأخلاقه عالية ومؤدب ومحترم ومفيش صفة فيه متتحبش

ابتسم (وليد) ثم غمز ل (أدهم) من مرآة السيارة وقال

-شفت بقى استاهل أنا ايه بقى ؟!

شعر (أدهم) بسعادة كبيرة من حديثها ذاك فأجابه

-تستاهل بوسة من بوقك

-اخص الله يخيبك

فضحكوا جميعاً على جنونهم سوياً فهما سيظلا للأبد يتنشاكسان بذلك الشكل ٠٠

وصلوا جميعاً إلى القاعة وبدء العرس وإتمام عقد القران وصل (ريان) فى تلك الأثناء وبحث بعينه عن (ندا) التى كانت تجلس مع شقيقتها ابتسم ثم اقترب من الطاولة التى يجلسون عليها وابتسم لهم يود وهو يقول

-مساء الخير

ميزت (ندا) صوته ثم قالت وهى تبتسم

-مساء النور

-ممكن اقعد معاكوا ولا ابقى متطفل

ابتسمت (نور) واجابته مرحبة

-اتفضل طبعاً يا دكتور

جلس (ريان) معهم على الطاولة بينما تنهدت (ندا) بعدم راحة شعر هو بعدم راحتها تلك فاقتربت منها وتحدث بصوت خافت

-إنتى مضايقة عشان أنا هنا ؟!

هزت رأسها نافية فاضيقت عيناه بعدم فهم لذا استأذنت (ندا) شقيقتها بأن تتحدث مع (ريان) بالخارج بعيداً عن الصوت وسوف تعود لها مرة آخرى وطلبت من (ريان) أن يتبعها الذى تبعها وخرجا معاً خارج القاعة فسئلها

-شكلك مش طبيعى ؟

أخذت نفس عميق ثم قالت

-أنا فكرت كويس فى حكايتنا بصراحة أنا معنديش الثقة لسه أنك بتحبنى بجد أنت فيك مميزات كتير ومش هنكر أنك فعلاً لفت إنتباهى بس عيوبك مخوفانى

-عيوبى !! كلنا فينا عيوب يا (ندا)

-بس الهوائية والإنجراف ورا المشاعر فى وقت قليل مش فى صالحك ولا فى صالحى غنت قلت أن معرفتك ب  (أسما) كانت عن طريق والداتك فمكنش حب صادق و (عتاب) نسخة من الصورة اللى بتتمناها أنا بقى لا شبه (أسما) ولا شبه (عتاب) أنا فى النص بينهم يا (ريان) بالظبط لا أنا القفل زى (أسما) ولا أنا فى انوثة (عتاب)

-بترفضينى يعنى ؟

ابتلعت ريقها ثم قالت

-ادى نفسك فرصة تشوف هتقدر تعيش من غيرى ولا لو قدرت ساعتها هبقى زيى زيهم لو مقدرتش ساعتها هتأكد أن حبك كان بجد

صمت (ريان) لبعض الوقت ثم قال

-تمام وأنا مستعد اثبتلك أن المرة دى بجد ٠٠

بينما وصل (شادى) إلى القاعة فى تلك الأثناء فقد دعته (شجن) لحفل زواج شقيقها حين دلف داخل القاعة بحث بعينيه عن (شجن) كى يبارك لها الزفاف لكنه صُدم حين وجد (ريما) تتحدث مع أحدهم وهى تضحك وشعر بفرحة كبيرة لأنه كان حقاً يود رؤيتها ودائماً ما يجد الفرص تقرب منهما أكثر  شعرت (ريما) بأن أحدهم يحدق بها فنظرت تجاه (شادى) وصُدمت حين وجدته لكن سرعان ما ابتسمت واعتذرت ممن تقف معهم واتجهت نحوه وهى تقول

-ايه المفاجاءة دى ؟ أنت تعرف (رائد) ؟!

هز رأسه نافياً ثم قال

-لا البشمهندسة (شجن) موظفة عندنا فى الشركة وعزمتنى ع فرح اخوها

-اه عشان (أدهم) ٠٠ أنا بقى تبع (رائد) يبقى ابن خالتى وصديق الطفولة كمان

-اه ٠٠ مبروووك

-الله يبارك فيك ٠٠ عموماً مش هعطلك اتفضل

وهمت لتتركه لولا انه اقترب منها شاب ما تبدو أنها تعرفه جيداً وطلب منها أن يرقص معها فصر (ّشادى) على شفتاه ولكن بأى صفة وأى حق يمنعها من أن ترقص مع أى شخص ضم قبضة يده حتى اقتربت منه (شجن) فبارك لها على زواج شقيقها

انتهى حفل الزفاف وذهب (أدهم) مع (جميلة) إلى شقته الخاصة كى يقضوا أول ليلة لهم بعد الزواج لها ويقضوا باقى العمر بها بينما طلب (رائد) من (عتاب) أن تتبعه دون أن تتحدث التى كانت تعترض طوال الطريق بأن ذلك الطريق ليس الطريق الذى سيوصلهم إلى الشقة الخاصة بهم بينما لم يستمع (رائد) لحديثها وسار على دربه حتى لاحظت أنها تقترب من الطريق الخاص بشقة والديها شعرت بإندهاش كبير وظلت تتسائل أحقاً هو من ابتاعها منها عندما قررت بيعها حتى وصلا أمام العقار وترجل هو من السيارة وفتح باب السيارة لها كى تترجل هى الآخرى وسط اندهشها فسحبها من يدها حتى وصلا إلى الشقة الخاصة بها وقام بفتحها دلفت هى للداخل فقد كانت تشتاق حقاً لكل ركن بها وجدت على مائدة الطعام الشموع و الكثير من الأطعمة التى تعشقها فنظرت له بعدم فهم فقال

-اولاً اتحوزتك يوم جمعة عشان من ضمن امنياتك أن كل جمعة ونهاية اسبوع ييقى فى عشا خاص بينا فحبيت أن أول يوم فى جوازنا يبتدى بيوم جميل ومبارك زى الجمعة وأنى احقق أول امنية ليكى فيه من خلالها

نظرت حولها للشقة وقالت

-اشترتها امتى وقت ما بعتها ولا من اللى بعتها ليه ؟

-وقت ما بعتيها مكنش ينفع حد تانى يشتريها خالص كنت عارف أنك هتندمى ع بيعها ولما (ريان) قالى حبيت اشتريها عشان ارجعها ليكى فى الوقت المناسب حتى لو مكنتش اتجوزتك

ابتسمت هى بسعادة ثم ركضت نحوه لكى تحتضنه وهى تقول

-أنا بحبك اوووى يا (رائد)

ابتسم هو ثم ابعدها قليلاً وقال بمزاح

-متحاوليش معايا مش قبل ما نصلى أنا اتغيرت خاالص

شعرت هى بالخجل فوغزته فضحك عليها لتقول هى

-عارف أنا كنت عايشة طول حياتى غلط كان نفسى اول حب يبقى أنت صحيح أنت اول وآخر حد يدقله قلبى بس ارتبطت قبلك كان نفسى أول ماسكة ايد تبقى منك أنت و كان نفسى ٠٠

وضع يده على فمها ثم قال

-مش عاوز اسمع حاجة من دى كلنا غلطنا وبنغلط اللى بتقوليه ده يا (عتاب) أنا عملت اضعاف اضعاف اضعافه محدش مبيتعلمش من الغلط احنا فى دلوقتي وبس

ابتسمت هى ثم قالت

-هنصلى الاول عشان جعانة جداً وشكل الاكل مغرى

هز رأسه بالإيجاب ثم قال

-وأنا هغير هدومى واتوضى 

وهو فى طريقه لكى يبدل ملابسه قالت

-(رائد)

إلتف لينظر له

-شكراً.. متفتكرش أنى مش فاهمة أنت قصدت أول ليلة تبقى هنا عشان ترفع راسى قدام الكل عشان محدش يقول عليا كلمة

ابتسم بهدوء وقال

-روحى غيرى عشان نصلى

وبالفعل ذهبا كلا منهما ليبدل ملابسه وبعدها استعدا للصلاة وكان لها أماماً وبعد أن انتهوا ذهبوا لكى يتناولوا العشاء الرومانسى الخاص بهم فى أول ليلة لهم وبعدها بدئوا ليلتهم الأولى معاً ٠٠


الفصل السادس والثلاثون (الأخير)

(الجزء الثانى)


بعد مرور أسبوعان من حفل الزفاف ٠٠

كانت (عتاب) بالمنزل الخاص ب (رائد) تحضر طعام الإفطار وجدته يخرج من الحمام متجهاً نحو غرفته لكى يرتدى ملابسه ويذهب للعمل فزمت شفتاها بضيق ولا تعلم هل سيوافق على ما ستخبره به لذا انتظرت حتى انتهى من ارتداء ملابسه وجلست على المائدة فاقترب منها وقبل رأسها ثم جلس بجوارها ليتناول الطعام شعر بأرتباكها وبأنها تريد إخباره شئ ولكنها مترددة بعض الشئ فسئلها

-فى حاجة يا حبيبتى ؟

-ها !!

قالتها مرتبكة ثم هزت رأسها نافية ولكن سرعان ما قالت

-اه فى

ابتسم فهى كتاب مفتوح بالنسبة له لذا سئلها

-خير يا حبيبتى ؟

-ممكن متروحش الشغل النهاردة ؟!

ابتسم ثم غمز لها عينه بمشاكسة وقال

-إنتى عاوزنى اقعد معاكى يعنى ؟

ابتلعت ريقها ثم هزت رأسها نافية وقالت

-لا مش كده

رفع أحدى حاجبيه إستنكاراً لحديثها لتتابع هى

-(حفصة) وحشتنى اوووى يا (رائد) ونفسى تيجى تعيش معانا هنا ٠٠ ممكن ؟!

-وأنا اللى فاكر أنى وحشتك

قالها بخيبة أمل كبيرة فلم تستطع كتم تلك الضحكة ثم قالت

-أنت بتوحشنى طول الوقت وأنت عارف كده كويس

-اهو أنا اتثبت كده رسمى بالكلمتين دول ٠٠ عموماً ادخلى البسى ومش هروح الشغل هنروح الدار سوا وهنخلى (حفصة) تعيش معانا ع طول

شعرت (عتاب) بسعادة كبيرة ثم صفقت بكلتا يديها بفرحة طفولية ونهضت عن المقعد وقبلت وجنته وركضت نحو الغرفة لكى ترتدى ملابسها فهز رأسه بأسى فهى لن تنضج أبداً وبعد أن انتهت من ارتداء ملابسها وجدها ترتدى فستان أحمر طويل ولكنه كاشف لأذرعها فخرجت وهى تقول

-يلا بينا

فهز (رائد) رأسه معترضاً وحرك اصبعه السبابة بمعنى لا فعقدت هى حاجبيها بعدم فهم ليقول هو

-اللون الاحمر ملفت جداً عليكى ده غير أن دراعتاك باينة 

-مانت عارف أنى مش محجبة

فوضع يده أسفل وجنته وقال

-طب وده ملفتش نظرك لحاجة

اضيقت عيناها بعدم فهم

-أنت عاوز ايه يا (رائد) ؟!

تحدث ببراءة مصطنعة

-أنا !! ٠٠ أبداً مش عاوز ٠٠ بس فى كده فى الدولاب فى الضرفة بتاعتك فستان جديد جربيه كده

-شوفته

-طب وايه بقى ؟

اصطنعت عدم الفهم وقالت

-ايه يعنى ؟

-ايه يا (عتاب) هيكون ايه يعنى ؟

-بس الخطوة دى المفروض تيجى منى أنا مش منك

أخذ نفس عميق ثم قال

-منى منك مش هتفرق عموماً أنا مش هجبرك ع حاجة أبداً بس ياريت تلبسى فستان حتى يغطى دراعك

وقفت تفكر قليلاً ثم دلفت نحو الغرفة مرة آخر وبعد عدة دقائق خرجت بالفستان الذى أحضره لها فقد كان لونه وردى يلتف حول خصرها حزام بنفس لون الفستان وفوقه حجاب لونه ابيض ابتسم حين رأها ترتدى ذلك الفستان ثم نهض عن مقعده واقترب منها ليمسك كلتا يداها ثم قام بتقبيلهم واحدة تلو الآخرى لتبتسم هى وتقول

-بس اشترى بقى فستاين اكتر

-بس كده ٠٠ من عينيا

ثم خرجا سوياً واستقلا السيارة الخاصة به معاً ثم توجهوا تجاه الدار فى خلال نصف ساعة كانوا قد وصلوا اتجه (رائد) نحو مكتب مديرة الدار كى تتخذ الأجراءات الخاصة بالتكفل ب (حفصة) وإنتقالها للعيش معهم بينما توجهت (عتاب) نحو الداخل وصعدت الغرفة الخاصة بالأطفال الذين رحبوا بوجودها كثيراً بينما ركضت (حفصة) نحوها لتحتضنها كثيراً وهى تقول

-وحشتينى اوووى يا ميس (عتاب)

-إنى كمان اوووى

ابتعدت عنها (حفصة) ثم تفحصت (عتاب) بهيئتها الجديدة ثم قالت

-كده أجمل بكتير

نظرت (عتاب) لنفسها ثم سئلتها

-بجد

-جداً

لعبت (عتاب) فى خصل شعر (حفصة) بطفولة ثم قالت

-ايه رائيك تعيشى معانا أنا وبابا

اتسعت أعين الصغيرة بعدم تصديق وقالت

-بجد ؟

هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب فاحتضنتها (حفصة) بشدة ولكنها سرعان ما ابتعدت عنها وقالت

-بس صحابى هنا ؟

-هتزوريهم باستمرار احنا هنيجى ع طول هنا أصلاً أنا كمان هرجع اشتغل هنا اتفقت مع (رائد)

-وهبقى لوحدى فى البيت

هزت (عتاب) رأسها نافية ثم قامت بامساك أرنبة أنف الصغيرة وقالت

-هبات فى حضنك كل يوم هاجى فى وقت المدرسة بتاعتك بس

اصطنعت (حفصة) التفكير 

-امممممم

فنظرت لها (عتاب) منتظرة موافقتها فقالت الفتاة

-موافقة

قبلتها (عتاب) من وجنتها ثم أمسكت يدها لتأخذها نحو مكتب (رائد) وما أن دلفت (حفصة) داخل المكتب حتى ركضت نحو (رائد) واحتضنته فنظرت لهما (عتاب) وقالت

-لاااا أنا كده هغير بقى من دلوقتي

ابتسم (رائد) بينما قالت (حفصة)

-لا بابا ده بتاعى و بحبه واعرفه من قبل منك

اتسعت عينان (عتاب) ثم قالت

-أصلاً غيرانة عليكى إنتى مش عليه هو

تجهم وجه (رائد) بينما ضحكت (حفصة) وقالت

-لا أن كان كده فانا بحبكوا انتوا الاتنين جداً

ابتسمت (عتاب) ثم اقتربت منها وقالت وهى تمد لها يدها

-اوعدينى تقربى منى أكتر وتسيبك منه احنا بنات زى بعض

ابتسمت (حفصة) ثم مدت لها يدها وقالت

-اوعدك يا ميس

فتحدث (رائد) قائلاً

-اهااا انتوا اتفقتوا عليا بقى

-أيوة

قالها كلا. من (عتاب) و (حفصة) فضحك ثلاثتهم ثم رحلوا معاً عائدين إلى المنزل وعندما دلفوا للداخل وجدوا (طلال) بالداخل ابتسمت (عتاب) له بينما قال (رائد)

-مقولتش ليه أنك جاى

قطبت (عتاب) حاجبيها ثم نظرت ل (رائد) وقالت

-دى كلمة تستقبل بيها اخوك ولا هى قلة الذوق عندكوا بالوراثة

لم يستطع (طلال) منع نفسه من الضحك فصر (رائد) على أسنانه وقال

-عجبتك أوى دى

-جداً الصراحة ٠٠ المهم ندخل فى المهم

-خير يا دكتور

-بما انكوا مقضتوش شهر عسل ولا أنت ولا القفل التانى ابن عمك فانا حجزتلكوا تذاكر لأسبانيا

اطلقت (عتاب) صافرة وقالت

-واااااو ٠٠ أنا عمرى ما سافرت

غمز (طلال) ل (عتاب) وهو يقول

-أى خدمة

فنظر لهما (رائد) بغيظ شديد ثم رمق (طلال) وقال

-جرى ايه يا عم ما تخف شوية هوا واقف قدامك

-لا يا عم أنا كده كده ماشى واقابلكوا يوم الرحلة عشان أنا كمان هعيد شهر العسل اشمعنا أنتوا

قالها وانصرف فابتسمت (عتاب) له بينما هز (رائد) رأسه بآسى ثم نظر ل (عتاب) وجدها مازالت تنظر فى الإتجاه الذى رحل منه فوغزها فى ذراعها وهو يقول بغيرة واضحة

-نركز هنا بقى ؟

هزت رأسها مع ابتسامة ثم وجدت (روفيدا) قد عادت من الجامعة لذا قالت ل (حفصة)

-روحى مع أبلة (روفيدا) توريكى اوضتك

ثم نظرت إلى (روفيدا) وقالت

-وديها الأوضة اللى وضبنها سوا

فى حين ابتسمت (روفيدا) وهى تتأمل الفستان الذى اشترته مع (رائد) من أجلها وهى ترتديه الآن ثم ذهبت نحو الصغيرة وأمسكت يدها وهى تقول

-متقوليش يا أبلة أنا (روفيدا) وبس أنا مش كبيرة زيها

ذهبت الصغيرة مع (روفيدا) متجهين للطابق العلوى يينما هزت (عتاب) رأسها بآسى فنظر (رائد) لها وهو يقول

-هو أنا آخر من يعلم وضبتى ليها أوضة إنتى وروفى كمان من ورايا

وضعت (عتاب) يدها فى خصرها وهى تقول

-عندك اعتراض ولا ايه ؟

نظر لها هائماً ثم قال

-أبدا ًإنتى تعملى اللى إنتى عاوزه يا ست البيت إنتى

شعرت هى بالخجل وأحمرت وجنتيها ثم قالت

-أيه رأيك تزود كمان تذكرتين لإسبانيا ؟

نظر لها بعدم فهم وسئلها

-لمين ؟

-مش آن الآوان بقى أنك تصلح علاقتك ب (شجن) وجوزها أنت قولتلى أن أنت و (وليد) كنتوا صحاب بس بدئت تنسحب من حياته لما (شجن) اتجوزته وطبعاً سبب طلاقهم كان أنت بس دلوقتي الوضع اتغير (شجن) بتحبه وأنت بتحبنى

ابتسم لها (رائد) ثم قال

-معاكى حق

********************

فى المساء قرر (رائد) أن يذهب إلى العيادة الخاصة ب (وليد) فقد اشتاق له واشتاق أن تعود علاقتهم كما كانت من قبل فى ذلك الوقت كان (وليد) بالعيادة يرتدى معطف البذلة الذى كان يرتديها قبل مدوالته لعمله ويتأهب للخروج بعد أن سمح للمرضة الخاصة به بالأنصراف أخذ سلسلة مفتايحه والهاتف الخاص به وتوجه نحو الخارج وهو يفتح باب الشقة صُدم حين رأى (رائد) كان على وشك أن يقرع جرس الباب ابتلع ريقه بينما شعر (رائد) ببعض التوتر لرؤيته هكذا على حين غرة لذا قال

-ممكن نتكلم شوية ؟

صمت (وليد) لبعض الوقت وبعدها قام بفتح الباب على مصرعيه وقال

-اتفضل

دلف (رائد) للداخل وتبعه (وليد) ثم جلسا سوياً على المقاعد التى بقاعة الإستقبال وانتظره (وليد) كى يبدء حديثه 

-أنا عارف أنك مستغرب أنا جاى ليه خصوصاً أن بقالنا يجى سنتين علاقتنا منقطعة تقريباً

ابتلع (وليد) ريقه ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول ولكن بالنهاية وجد نفسه يجيبه

-اعتقد أنت اللى بعدت مش أنا

-أحياناً بنبعد عشان منأذيش حد بنحبه ٠٠ البعد كان أحسن ليا وليك بس صدقنى كنت مستنى اللحظة المناسبة عشان ارجع اللى فات واعتقد أنه جاه وقتها

ابتلع (وليد) ريقه وقد فهم كل حرف يرمى إليه لن ينكر أن بداخل اعماق قلبه هو ممتن لذلك البعد ولكن حقاً البعد الآن اصبح ليس له معنى لذا نظر له وحثه على تكملة حديثه فاخرج (رائد) تذكرتان من جيب بنطاله وقال

-دى تذاكر سفر ليك أنت و (شجن) تروحوا (أسبانيا) أنا هسافر مع مراتى و (أدهم) و (طلال) مع مراتتهم حسيت أن المكان ناقصك هتقبل الدعوة ؟

سئله وكأنه يسئله هل يقبل أن يعودوا اصدقاء كما كانا من قبل أم لا وفهم (وليد) جيداً ما يرمى إليه (رائد) فهم ظلا اصدقاء لسنوات طويلة من الصعب إلا يفهمه لذا ابتسم وأخذ منه التذاكر وقال

-مجنون مين اللى يضيع شهر عسل مجاناً من إيده

ابتسم (رائد) ثم قال

-كنت عارف أنك هتوافق

قالها ونهض عن مقعده وتأهب للخروج فقال (وليد) بنبرة ضعيفة بعض الشئ لكنها وصلت ل (رائد) جيداً

-شكراً

ظل (رائد) واقفاً دون أن يتحدث لبعض الوقت ثم قال

-افتكر واحنا صغيرين قبل ما تسافر اتفقنا ان كل ما نفترق هنرجع تانى صحاب أكتر من الأول

ابتسم (وليد) وحرك التذاكر حول وجهه فى الهواء وقال

-صحيح

-اشوفك ع الطيارة

قالها ثم انصرف (رائد) فابتسم (وليد) ثم هز رأسه بآسى كم اشتاق له وللحديث معه ثم ابتسم على غباوته فعندما وقع فى غرام (شجن) كان يقص عليه كل شئ ويطلب منه مساعدته و (رائد) حقاً كان يساعده بالبعد عنهما ٠٠

*****************

مرت الأيام سريعاً وذهبوا جميعهم إلى إسبانيا لقضاء عطلة لطيفة مع زوجاتهم لمدة أسبوع واستمتعوا كثيراً مع بعضهم البعض ويُصادف اليوم عيد مولد (عتاب) فقرر (رائد) عمل حفلة خاصة ومفاجاءة من أجلها لذا اتفق مع أدارة الفندق أن يحضروا إلى حفلتان حفلة بالغرفة الخاصة بهم بعد إنتهاء الحفلة الرئيسية فى قاعة الفندق وهو يرى التجهيزات بالأسفل بمساعدة كلاً من (جميلة) و (شجن) و (هانيا) إتاه إتصال فأخرج هاتفه ليبتسم وهو يجد أن المتصل (ريان) أجاب على الهاتف وهو يقول

-هو أنت ورايا ورايا ؟!

ضحك (ريان) ثم قال

-ده أنا عاوز مصلحتك وأنا بقلب فى الفيس فوجئت أن النهاردة عيد ميلاد مراتك فقلت اقولك لاحسن تكون ناسى وشكلك يكون وحش

-وأنت فاكرنى ناسى أصلاً ده يوم محفور فى قلبى قبل عقلى

-يا سلااام ع الرومانسية هدمع بجد أنا ع اد كده بطاطا فى الرومانسية

-أنت كفاية عليك اللى بتشوفه من المجانين بتوعك

-اسمهم مرضى نفسيين مش مجانين تفرق كتير

-طب امشى بقى واقفل عشان بجهز للحفلة كفاية عليك كده

-اه طبعاً كفاية ناس بتقضى شهر العسل زيك أنت وآخوك وناس تانية قعدين فى مصحة يتابعوا مرضى

-يلا اتشجع أنت وشوفلنا واحدة اذا لاقيت واحدة ترضى بيك

-للدرجة دى

-للدرجة دى

قالها(رائد)  مؤكداً فضحك (ريان) ثم قال

-هتشوف (ريان) ده هيتجوز مين وهتندم ع كل كلمة

-يا شيخ أنا نفسى اندم ٠٠

****************

بينما كانت (عتاب) فى ذلك الوقت فى غرفتهم الخاصة بالفندق تقف أمام الشرفة ولكنها استمعت إلى صوت هاتفها فذهبت نحو الداخل لتجلب هاتفها فوجدت أن المتصلة هى (ندا) ابتسمت بسعادة ثم إلتقطت الهاتف الخاص بها وجلست على الفراش وهى تجيب على الهاتف

-وحشتينى جداً جداً يا نودة

-كل سنة وإنتى طيبة يا قلبى

ابتسمت (عتاب) بسعادة وهى تقول

-وإنتى طيبة يا حبيبتى متعرفيش مكالمتك دى فرحتنى اد ايه ٠٠ محدش أصلاً افتكر عيد ميلادى غيرك

وضعت (ندا) يدها على فمها وهى لا تصدق

-ايه اومال (رائد) عملك ايه ؟! مجبلكيش هدية ولا حاجة

هزت (عتاب) كتفاها بلا مبالاة نافية ما تسئل عنه صديقتها وهى تقول

-لا أصلاً ميعرفش ان عيد ميلادى النهاردة مقولتلوش

-افندم !!

قالتها (ندا) بإستنكار لما تقوله لها صديقتها

-يعنى ايه !! يعنى ايه بجد المفروض تقوليله

-هقوله ايه يعنى يا مجنونة النهاردة عيد ميلادى فانزل جبلى هدية هو مهتمش يعرف وأنا مقولتش وبعدين هو مش مخلينى محتاجة حاجة كل اللى نفسى فيه بيجيبوه بدون أى مناسبة الطمع وحش يا (ندا)

-إنتى اصلك ع نياتك أنا نفسى ارتبط عشان لما يجى عيد ميلادى يجبلى هدايا وتورتة ليا لوحدى و ٠٠ و٠٠ كل اللى نفسى فيه

-طب واحدة شيف زيك ومستواكى كويس جداً جداً مش ناقصك حاجة ليه بتفكرى كده

أخذت (ندا) نفس عميق ثم قالت

-عشان منه هتبقى حاجة تانية أنا مش محتاجة زى ما بتقولى بس منه هتبقى حاجة تانية فهمتى ؟

هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب بتفهم وفى تلك الأثناء دلف (رائد) لداخل الغرفة وهو يطالعها بحب فقالت (عتاب)

-طيب يا نودى هبقى اكلمك بعدين عشان (رائد) جاه

-قوليلى يا بت أن النهاردة عيد ميلادك

-سلام يا (ندا)

قالتها وهى تجز على أسنانها فقالت (ندا) بإقتضاب

-سلام يا فقرية

أغلقت (عتاب) الهاتف ونظرت ل (رائد) وهى تقول

-خير يا حبيبى

-خير إن شاء الله ٠٠ بفكر ننزل نتعشى سوا ايه رأيك ؟!

-ما احنا بنتعشى كل يوم هنا ايه اللى جد يعنى !!

-زهقت مزهقتيش

زمت شفتاها بطفولة وقالت وهى تعقد يدها نحو صدرها

-زهقت منى

هز رأسه بآسى ثم قال

-لا من الأوضة يا حبيبتى

ثم اتجه نحو الخزانة وأخرج لها فستان ازرق طويل وحجاب لونه أحمر ثم قال

-أنا بحب اللون ده عليكى

ابتسمت ثم هزت رأسها بالإيجاب وشرعت فى تبديل ملابسها وبعد أن انتهت فمد هو يده كى تتأبط بذراعه وهو يقول

-لو تسمحيلى

فانحنت هى بطريقة تمثيلية وتأبطت ذراعه وهى تقول

-سمحتلك

ابتسم ثم خرجوا سوياً خارج الغرفة وتوجها بالأسفل وعند دخولها لصالة الفندق وجدت كثير من البالونات وعلى الحائط مكتوب بأضواء  تُفتح وتُغلق خلال جزء من الثانية  (happy birthday Etap) وبجوارها (I love U) رمشت بعينها قليلاً وهى تنظر حولها وجدت مائدة كبيرة عليها جميع أصناف الحلوى وكعكة كبيرة من أجل عيد مولدها وشاشة كبيرة تعرض لهم صور جمعتها هى و (رائد) منذ زواجهم فابتسمت دون أن تشعر وكادت أن تبكى وهى تضع يدها على فمها غير مصدقة لما تراه شعر هو بفرحتها تلك حتى وجدت (جميلة) تركض نحوها وتحتضنها

-كل سنة وإنتى طيبة يا حبيبتى

احتضنتها (عتاب) وهى تبكى ثم قالت

-ربنا يخليكى ليا يا (جميلة)

بينما اقتربت منها (شجن) وهى تقول

-كل سنة وإنتى طيبة ٠٠ يمكن منعرفش بعض بس حقيقى أول ما شوفتك حبيتك جداً فى وشك براءة مستحيل حد يقدر ينكرها

ابتسمت (عتاب) من بين دموعها ثم قامت بأحتضان (شجن) فابتسمت (شجن) بينما قالت (جميلة) بمشاكسة

-أنا كده هغير

فى تلك اللحظة تدخل (رائد) قائلاً

-ما تطرقونا بقى عاوز اقولها كل سنة وإنتى طيبة

ابتسم كلاً من (جميلة) و (شجن) وابتعدا وهم ليتحدث مع زوجته ولكن قاطعه صوت من خلفه

-أنا الأول

زم شفتاه وهو يرى (هانيا) تقول

-كل سنة وإنتى طيبة ٠٠ إنتى بجد تستاهلى كل خير

ابتسمت (عتاب) بخجل فقال (رائد)

-روحى جوزك بيدور عليكى

-رايحة يا رخم

قالتها بابتسامة ثم ابتعدت عنهم ليقول وهو ينظر فى عينيها التى يعشقها

-كل سنة وإنتى طيبة يا حبيبتى

-كنت عارف أنه عيد ميلادى !!

-وهو ده يوم يتنسى !!

-بس أنا مقولتلكش !!

-المفروض أنا اللى اهتم واعرف مستناش تقوليلى

ابتسمت هى بخجل ثم قالت

-بحبك اوووى

-الكلمة دى مش هعرف اعبر بيها لأنها قليلة ع إحساسى

ابتسمت بخجل ولم تستطع أن تجيبه بينما اقتربت (هانيا) من (طلال) وقالت

-جميلة اوووى (عتاب) دى

-فعلاً

اتسعت عينان (هانيا) ثم نظرت له وهى لا تصدق فابتلع هو ريقه

-بس طبعاً مش احلى منك

-أيوة كده اتعدل

فهز (طلال) رأسه بأسى بينما كانت (جميلة) بجوار (أدهم) الذى كان يطالعها هائماً فلاحظت هى ذلك فسئلته

-ايه أول مرة تشوفنى !!

-أبداً بس كل مرة ببصلك فيها بقول أنا ازاى كنت اعمى عنك المدة دى كلها ازاى اللى كنت عاوزه وبتمناه كان قدامى وكنت بجرى ورا سراب

-فى حاجة اسمها الوقت المناسب يا (أدهم) أنا جتلك فى الوقت المناسب يمكن لو قبل كده مكنتش هتحس بالحب ده كله

ابتسم لها ثم قال

-ربنا يخليكى ليا يا (جميلة)

-ويخليك ليا يا حبيبى

بينما كان (وليد) يطالع (شجن) التى كانت جالسة تشاهد الجميع عن كثب وموقف كل واحد منهم مع زوجته فقال (وليد) لكى بنبهها بوجوده

-احم احم

زمت (شجن) شفتاها ثم قالت وهى تنظر له

-ايه عاوز ايه ٠٠ كنت حاسة انى بشوف مسلسل كل اتنين عساسيل مع بعض اووى

قالتها وهى تضع يدها اسفل وجنتها فرفع هو احدى حاجبيه وقال

-طب واحنا ما ندخل احنا كمان فى المسلسل كل واحدة قعدة مع جوزها مفيش غيرك بتتفرجى

-احنا قدمنا يا (وليد)

-قدمنا !! ع فكرة (طلال) اقدم

لم تستطع (شجن) منع نفسها من الضحك ثم قالت

-حاسة أن اى مشهد رومانسى هيبوظ ببطنى المكعبرة دى

-ده أنت زى القمر فى كل حالاتك

ابتسمت بخجل ونظرت لأسفل فقال هو

-نويتى تسمى البنوتة ايه قولتيلى مفاجاءة

-هسميها (فرحة) مش عاوزة يبقى فى فى قلبها أى حزن عاوزة اسمها يبقى (فرحة) عشان تبقى (فرحة وليد) هتبقى فرحتنا مش كده ؟!

ابتسم (وليد) ثم قبل جبينها وقال

-كده ونص

مرت الحفلة جميعها وانتهت وشعرت (عتاب) وقتها بسعادة كبيرة للغاية لإهتمام (رائد) بالتفاصيل الخاصة بها وأنه يتفنن فى إيجاد طريقة لإسعادها وصعدوا جميعهم لغرفهم لتتفاجئ (عتاب) بالمرة الثانية بأن الغرفة الخاصة بهم تحولت لقاعة خاصة ليحتفل بعيد مولدها للمرة الثانية وجدت العديد من البالونات ومائدة خاصة بالعشاء بهما تحتوى على الطعام السورى الذى تعشقه واستمعت إلى صوت (عبد الحليم) بأغنية

(عشانك يا قمر .. أطلع لك القمر

مدام هواك أمر .. أطاوعك يا قمر

بحبك .. احبك .. احبك .. يا قمر


اطويلك السما ..على جناح الهوى

بروحي المغرمة وقلبي اللى انكوى

واسمعك كلام .. ما يقوله إلا أنا

عذابي في الغرام وفي جنة حبنا

قمر سلمته قلبي سلمني للسهر

وفي نوره شفت حبي ارحمني يا قمر

حرام يضنيني حبك وعندك الدوا)

ووجدت على الفراش الخاص بهم قلب مكون من أوراق الورود كما أن رائحة الغرفة معطرة بالعطر الذى تعشقه وبجانب الفراش علبة كبيرة اقتربت لتفتحها فوجدت بداخلها الشوكولا التى تعشقها التى تمتزج بنكهة الفراولة نظرت إلى (رائد) وقالت

-مش عارفة اقولك ايه ٠٠ أنت بتفكر بس ازاى تسعدنى مبتفكرش فى حاجة تانية

ابتسم لها ثم قال

-إنتى الحاجة الوحيدة الصح فى حياتى إنتى كنتى سبب فى أنى اتوب برائتك ورقتك اللى مشوفتش زيهم إنتى الحاجة الوحيدة اللى تستاهل احبها وتستاهل أنى احافظ عليها

-أنا بحبك

قالتها وهى تركض نحوه وتحتضنه فابتسم هو واغمض عيناه وهو يقول

-وأنا كمان 

                          تمت

  لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>