أخر الاخبار

رواية العوض الفصل التاسع 9بقلم ميمي عوالي

      

رواية العوض

الفصل التاسع

شروق خرجت من اوضتها وهى متشيكة على الاخر ، لقت ناصر وعزة هم كمان لابسين لبس خروج وقاعدين مع فتحية فى الصالة 

شروق : هى فاطمة لسه ماخلصتش لبس

عزة بمكر : لا ازاى ، دى لبست ونزلت من بدرى

شروق بنرفزة مكتومة : يعنى ايه ، سابتنى ومشيت

ناصر وعزة وقفوا وناصر قال : انا قلتلها تروح هى لجوزها ، وانا وعزة هنوديكى مطرح ماتحبى

شروق بغيظ : بس انا كنت عاوزة اخرج مع عبد الرحمن ، مش مع حد تانى

ناصر قرب من شروق وقاللها : اصل عبد الرحمن كان عامل مفاجأة لبطة ، وعاوز يحتفل بيها لوحدهم عشان مناسبة خاصة بيهم ، فقلت ان وجودك بينهم مش هيبقى مناسب ومش هتنبسطى

عزة : واحنا اهوه مستعدين نوديكى مطرح ما انتى عاوزة 

شروق بغيظ : لا ، خلاص ، مش عاوزة اروح فى اى حتة ، ورجعت على اوضتها بغيظ وقفلت على نفسها لحد معاد الفطار

عند عبد الرحمن وفاطمة ، اخدها وراحوا يفطروا فى مكان بسيط فى وسط البلد ، وفاطمة كانت مبسوطة جدا رغم بساطة المكان ، الا انها حست انها بتعمل حاجة مختلفة ماعملتهاش قبل كده

وقت الفطار، فضلوا يتكلموا فى حاجات كتير تخص المحلات والمعمل والبيت والولاد من غير مايجيبوا سيرة شروق تماما

بعد ما خلصوا اكل ، عبد الرحمن اخدها وطلعوا على الحسين .. صلوا المغرب ، واستنوا لحد ماصلوا العشاء كمان والتراويح ، وبعدين اخدها على قهوة بلدى من القهاوى العريقة بتاعة زمان وقعدوا يشربوا شاى وبعدين علبد الرحمن قاللها : ها بقى 

فاطمة : ها ايه 

عبد الرحمن : تفتكرى ممكن شروق تكون عاوزة ايه بالظبط

فاطمة وهى بتجز على اسنانها : عاوزة ترجعلك اكيد ، هتعوز ايه يعنى

عبد الرحمن ضحك وقاللها : ومالك بتقوليها بغيظ كده

فاطمة : عشان بتسأل اسئلة اجاباتها معروفة من زمان ، شروق من ساعة ماجت اول مرة وهى كان واضح جدا هى جاية ليه ، وهتتجنن على الاخر عشان مش عارفة تشوفك اليومين دول

عبد الرحمن : طب اقترحى ، ممكن نمشيها ازاى

فاطمة وهى مركزة مع عبد الرحمن : عاوزة اسألك سؤال وتجاوبنى بصراحة 

عبد الرحمن : وانا من امتى عندى غير الصراحة

فاطمة : انت رافض ترد شروق عشان خلاص مش عاوزها ، واللا بتحاول تأدبها وتخليها تندم على انها سابتك

عبدالرحمن اتفاجئ بالسؤال ، سكت وفضل مركز فى عيون فاطمة وهو بيفكر فى الرد ، وفى الاخر قال وهو مركز فى عينيها : انا عارف انك يمكن ماتفهميش الاجابة ، بس اجابتى كل اللى انتى قلتيه مع بعضه

فاطمة : ماينفعش الاجابتين يتحطوا مع بعض ياعبده

عبدالرحمن : وليه بقى

فاطمة : لان لو مش عاوزها ، فدى معروفة انك كده خلاص قفلت صفحتها ، لكن لو عاوزها تندم يبقى معنى كده انك من جواك عندك امل انها ترجعلك تانى

عبد الرحمن ابتسم بسخرية وقاللها : تعرفى … لو شروق اخر ست فى الدنيا دى ، عمرى ما افكر انى ارجعلها فى يوم من الايام

فاطمة باستغراب : طب هتستفيد ايه من ندمها او عدمه

عبد الرحمن بشرود : يمكن عاوزها تتعلم انها ماتمشيش ورا دماغ حد من غير تفكير مرة تانية

فاطمة : ماتنساش برضة ان وقتها الحد ده كان امها ، ومين فينا مابيمشيش ورا امه وهو مغمض

عبدالرحمن : الكلام ده اما تبقى طول عمرك فى حضنها وعلاقتكم ببعض علاقة سوية ، لكن شروق … شروق طول عمرها ضايعة ومتشتتة بين ابوها وامها ، هى بنفسها ياما عيطت فى حضنى وهى بتشتكى ان عمرها ماحست بحضن امها ولا حنية ابوها

فاطمة فجأة حست انها اتضايقت لما سمعت عبد الرحمن بيقول الكلام ده ، بس حاولت ان مايبانش عليها فقالتله : احيانا الانسان لما بيفتقد لاحساس معين من شخص المفروض انه يبقى منبع الاحساس ده ، مابيصدق انه يحس بيه وبيمشى وراه حتى لو كان متاكد انه كداب ، بس بيبقى مجرد خوف انه يفقده مرة تانية 

عبد الرحمن بمرح : ايه … بقيتى محللة نفسية واللا ايه 

فاطمة : لا محللة ولا حاجة ، بس يمكن اكون بكلمك عن تجربة 

عبد الرحمن باهتمام : وانتى ايه الاحساس اللى كنتى محرومة منه يافاطمة ، و من مين

فاطمة وهى بتهرب من الكلام : احنا بقى هنسيب اللى قاعدة فى البيت دى وهنضيع الوقت فى اى كلام 

عبد الرحمن لاحظ انها مش حابة تتكلم فقاللها : ماشى ، طالما مالكيش مزاج تتكلمى ، هسيبك براحتك ، بس انتى عارفة انى موجود وقت ماتحبى تفضفضى

فاطمة بمرح : ااه ، هبقى اجيلك وامدد على الشيزلونج

عبد الرحمن بضحك : لا ، المفروض تحكيلى وانتى فى حضنى ، بس برضة ماقلتيش رايك 

فاطمة اتكسفت شوية وبعدين قالت : بص ياعبده ، لو انت مش عاوزها فى البيت ، اختفى من قدامها ، وهى كده كده هتمشى

عبدالرحمن : اختفى اعمل ايه يعنى

فاطمة : زى ماعملت اليومين اللى فاتوا ، ماتروحش شقة توحة






عبدالرحمن بغيظ : يعنى هقاطع امى عشان خاطرها

فاطمة : لا طبعا لا مقاطعة ولا حاجة ، توحة ممكن تجيلك كل يوم تشوفك

لكن هى لما تلاقى السبب اللى موجودة عشانه مش موجود هتلاقى ان  وجودها مالوش لازمة وهتمشى 

عبد الرحمن : احنا خلاص فاضل على العيد خمس ايام ، وكده كده لازم اجى فى العيد

فاطمة : تفتكر ممكن تصبر لحد العيد ، ده ٣ ايام وكانت هتتجنن

عبد الرحمن وهو بيطلع تليفونه : طب استنى كده اما اشوف ايه الاخبار 

فاطمة : هتكلم مين 

عبد الرحمن وهو بيتكلم : ايوة يا وزة ، روحى اوضتك عشان تتكلمى براحتك

عزة : استنى ، وبعد ثوانى ، ايوة ياعبده انا فى اوضتى

عبدالرحمن : ها .. ايه الاخبار عندكم

عزة : مافيش جديد ، بس حاسة ان شروق مستنيياكم عشان تولع فيكم

عبد الرحمن : اخدتوها وروحتوا فين 

عزة بضحك : مارضيتش تخرج ، وفضلت حابسة روحها فى الاوضة لحد ما المغرب آذن ، وكلت ورجعت على اوضتها تانى ، وكل نص ساعة تخرج تسأل عليكم ولما تلاقيكم ماجيتوش ،ترجع تانى تقفل على روحها

عبد الرحمن : طب بصى ياعزة ، عاوزك تقولى ان انا وفاطمة هنتسحر كمان برة وهنصلى الفجر ونييجى ، ودخلى البنات بعد صلاة الفجر على شقة فاطمة واحنا مش هنتأخر

عزة بخبث : هو انتو فين ياعبدة

عبد الرحمن ضحك وقاللها : روحى يابت اعملى اللى قلتلك عليه

عزة : ماشى يا اخويا حاضر

فاطمة بتردد : احنا هنفضل كل ده برة

عبدالرحمن : وايه المشكلة 

فاطمة : بقالى يومين مانزلتش المعمل ومش عارفة الدنيا فيها ايه

عبدالرحمن : ماتقلقيش ، ناصر هناك 

فاطمة : واحنا هنقعد على القهوة كده طول الليل 

عبد الرحمن بضحك : انهى ليل ده ، ده خلاص فاضل ساعة زمن على السحور






فاطمة : ايه ده .. بجد ، ده انا ماحسيتش بالوقت خالص 

عبدالرحمن بابتسامة : افهم من كده انك انبسطتى

فاطمة : بصراحة ...اوى 

عبدالرحمن : رغم انى يعنى ماوديتكيش اماكن غالية من الاماكن اياها

فاطمة بابتسامة : المكان بالصحبة اللى وياك ، مش بشكله ولا مستواه

عبد الرحمن ابتسم بوجع وقاللها : تعرفى .. انا جبت شروق هنا قبل كده مرتين ، فى المرة الاولى كنا لسه ماتجوزناش ، طلعت الاجندة بتاعتها وقعدت تكتب فيها حاجات كتيرة اوى وهى عمالة تتلفت يمين وشمال وتسأل على كل حاجة بانبهار ، اكنها فى كوكب تانى 

فاطمة بفضول : طب والمرة التانية

عبدالرحمن بسخرية : دى بقى ، كنا اتجوزنا ، اديتنى محاضرة طويلة فى انى ازاى أأمن على مراتى انى اجيبها مكان شعبى زى ده

فاطمة باستغراب : شعبى ايه .. ده السياح ماليين الشارع

عبد الرحمن بمرارة : لما قلتلها كده غضبت وصممت تمشى واوديها كوفى شوب مشهور جدا فى المهندسين ، وعشان ما ازعلهاش وديتها .. وياريتنى ماوديتها

فاطمة : حصل ايه

عبد الرحمن بحزن : لقيت مامتها سهرانة هناك مع شلتها واول ماشافتنا قامت اخدتنا على برة تانى وقالت لشروق بنرفزة .. ايه المنظر اللى انتى جايباه بيه ده ، مش المفروض كنتى تخليه يلبس حاجة عدلة

فاطمة بفهم : اممممم …. مامتها ، واضح جدا ان مامتها كانت هى العقدة الاساسية فى حياتكم ، بس شروق كان رد فعلها ايه

عبد الرحمن بمرارة : بصتلى بزعل وقالتلى : شفت انك مش عارف تبسطنى ، وسابتنى  ورجعت على العربية وفضلت تعيط لحد ما وصلنا 

فاطمة بنوع من المرح وهى بتحاول تخليه ينسى الموقف : وطبعا قعدت تصالح لتانى يوم ، حاكم انا عارفة الستات ودلعهم

عبد الرحمن : كانت اول مرة اسيبها زعلانة من غير حتى ما احاول اتكلم معاها ، حسيت انها كانت متفقة مع مامتها على اللى حصل ده 

فاطمة باستنكار : مش معقول ياعبد الرحمن ، ما اعتقدش

عبد الرحمن بسخرية : انا بقى .. اعتقد 

وبعد كده قال بتنهيدة : ها .. عاوزة تتسحرى فين

فاطمة بمرح : على عربية فول 

عبدالرحمن بضحك : غالى والطلب رخيص ، ياللا بينا

عبد الرحمن اخد فاطمة وداها اتسحروا فعلا على عربية فول فى السيدة زينب وبعد ماشربوا الشاى رجعوا تانى على السيدة نفيسة قعدوا فيها لغاية ماصلوا الفجر ، وبعد كده رجعوا تانى على البيت وفاطمة عماله تشكره وكانت حاسة انها مبسوطة جدا

عبد الرحمن فعلا نفذ اللى هو وفاطمة اتفقوا عليه وشبه اختفى تماما باقى ايام رمضان ، لحد اخر يوم فى رمضان فاطمة نزلت المعمل عشان تقبض العمال ، وقبل ماتطلع قابلت عبد الرحمن راجع هو كمان بعد ماقبض العمال عنده ، وعاوز يطلع عشان يستعد لصلاة العيد 

طول ماكانوا طالعين سوا كانوا عمالين يضحكوا ويهزروا ، لحد ما وصلوا عند باب الشقة ، ولسه عبد الرحمن بيطلع المفتاح عشان يفتح الباب ، لقى باب مامته اتفتح وخرجت منه شروق وهى بتبص لفاطمة بغيظ شديد جدا وقالت : عبد الرحمن .. انا عاوزة اتكلم معاك

عبد الرحمن وفاطمة بصوا لبعض ، وبعدين عبد الرحمن قال : معلش يا ام قمر ، لو ممكن تخليها للصبح ، عشان راجع مش قادر ومحتاج اعمل كذا حاجة واستعد لصلاة العيد

شروق بامتعاض : انا بقالى كتير اوى مستنياك تيجى ، كذا يوم ماشوفتكش ، وكل اما اسأل عليك يقولولى مشغول ، وكل اما اكلمك تليفونك مابيجمعش 

عبد الرحمن : معلش ، عشان دخلة العيد بس فمش فاضى ، بكرة ان شاء الله اكيد هعدى عشان اعيد عليكم واشوف انتى محتاجة ايه

شروق وهى بتبص بجنب عينها لفاطمة بكيد : كنت محتاجة شوية غيارات شخصية ليا زى اللى كنت بتجيبهالى … ممكن

عبد الرحمن اتلخبط من الكلام ، ماكانش متوقع ابدا انها تبقى بالجرأة دى فقال بلجلجة : معلش يا ام قمر اعذرينى ، انا مابقيتش اروح الاماكن دى

شروق بكيد : ليه مابتجيبش لفاطمة من الحاجات دى واللا ايه

فاطمة بجرأة : بنبقى مع بعض ياحبيبتى وهو بيجيبلى ، عشان مايتكسفش ، وعموما ، انتى لو تحبى انا ممكن انزل معاكى اجيبلك كل اللى انتى عاوزاه

شروق وهى بتبص لعبد الرحمن من تحت رموشها : صحيح يا عبد الرحمن بقيت تتكسف

عبد الرحمن دخل شقة فاطمة وهو بيقول : تصبحى على خير يا ام قمر ، ياللا يا بطة

فاطمة دخلت وراه وقفلت الباب وهى بتبتسم لشروق وبتقوللها : تصبحى على خير

لكن اول ماقفلت الباب ، لقت نفسها فى ضيق جامد جدا جواها ، وقعدت تتخيل الحاجات اللى عبد الرحمن كان بيجيبها لشروق 

عبد الرحمن كان واقف متابع تعبيرات وشها فقرب منها وقاللها بهمس: مالك يابطة

فاطمة بخضة : ها .. ما مافيش حاجة

عبد الرحمن : اومال مالك مسهمة كده ليه 

فاطمة وهى بتحاول ماتبصش فى عنيه  : اصلى كنت عاوزة اتطمن على البنات 

عبد الرحمن : هم فين

فاطمة : بعد ما كل واحدة استحمت ولبست بيجامة العيد وعملت شعرها ، راحوا يقعدوا مع ماما عشان يلعبوا مع حسن ويمنى 

عبد الرحمن بابتسامة : كل سنة وهم طيبين

فاطمة : وانت طيب ، هروح احضرلك الحمام 

عبد الرحمن : ماشى تسلمى

فاطمة راحت حضرتله الحمام بتاع اوضتهم وحطتله الغيارات بتاعته وندهت عليه قالتله انها خلصت ، وانها هتروح تبص على البنات على مايخلص

فعبد الرحمن قاللها انه هيخلص ويحصلها

فاطمة راحت قعدت مع فتحية وعزة والولاد والكل مبسوط وبيضحك ، ماعدا اتنين … شروق وهى عمالة تتفرج عليهم وبس ، وفاطمة اللى لاول مرة تحس انها متضايقة للدرجة دى من وجود شروق وسطيهم 

الفجر أذن والستات صلوا من غير ناصر وعبد الرحمن اللى راحوا يصلوا فى الجامع من غير مايشوفوهم ، وبعدين فاطمة جالها تليفون من عبد الرحمن بيقوللها انه هو وناصر هيستنوهم قدام البيت عشان يروحوا مع بعض يصلوا العيد

وفعلا ، راحوا مع بعض كلهم صلوا العيد ، وطول طريق مرواحهم ورجوعهم شروق كانت بتحاول تنفرد بعبد الرحمن لكن عبد الرحمن كان بيزوغ منها لحد ماوصلوا البيت عند فتحية ، اول ماقعدوا الولاد الصغيرين اتلموا حوالين عبد الرحمن وناصر عشان ياخدوا العيديات وسط جو جميل من الحب والمرح ، وبعد ما الصغيرين اخدوا العيدية عبد الرحمن ادى عيدية لفتحية ولعزة ، وبعدين الكل اتفاجئ بيه بيطلع كيس قطيفة من جيبه وطلع منها سلسلة دهب وراح لبسها لفاطمة وباسها من راسها وقاللها : دى بقى عيديتك يابطة ، كل سنة وانتى طيبة 






فاطمة بصت على السلسلة لقتها جميلة جدا ، كانت قصيرة حوالين رقبتها وفيها ماشاء الله بالفصوص ، فاطمة فرحت بيها جدا وقالت بسعادة : حلوة اوى ياعبده تسلم ايدك ، تعيش وتجيب

شروق بغيظ وهى ماسكة سلسلة فى رقبتها : اول عيد جه علينا برضة بعد ما اتجوزنا جابلى السلسلة دى ، بس بتاعتى بقلبين وقاللى ان دول قلبى وقلبه ، بس بتاعتى كانت اغلى واتقل من دى

فاطمة بصت لشروق بضيق حاولت تخفيه لكن ماقدرتش وقالت لها : الهدية بقيمة اللى جايبها مش بتمنها

شروق بغل : لا برضة ، مهما ان كان كل ما قيمة الهدية ذادت ، ده بيبقى دلالة على غلاوة اللى جاية عشانه

فاطمة اتجاهلتها وطلعت من جيب عبايتها هى كمان كيس قطيفة فيه خاتم دهب ولبسته لفتحية وهى بتقوللها : كل سنة وانتى طيبة ياماما

فتحية بحب : وانتى طيبة ياقلب ماما 

عزة بمرح وهى بتتفرج على خاتم مامتها : تصدقى يابطة ، طول عمرى بعتبرك زى حسن ويمنى

الكل ضحك جدا فناصر طلع من جيبه كيس قطيفة هو كمان وقاللها بمكر : رغم ان كان نفسى البسهولك انا ، بس ياللا نصيب ، خدى ياستى .. كل سنة وانتى طيبة

عزة خطفت الكيس من ايده بمرح وطلعت منه خلخال فضة فيه دلايات زى الحلقات اللى جواها فصوص زرقا ، عزة فرحت بيه جدا وقالت وهى بتتنطط : الله ياناصر ، الخلخال اللى كان عاجبنى ، يارب يخليك

وقعدت لبسته فى رجلها ، وقعدت تهز رجلها اوى عشان تسمع صوته وهى بتضحك وسعيدة جدا بيه

شروق بزهق : ايه ياعزة ، ده فضة ، اومال لو كان ذهب بقى واللا الماظ مثلا كنتى عملتى ايه

عزة بضحك : كفاية انه جابهولى لما عرف انه عاجبنى ، وبعدين كلكم عارفين انى بحب الفضة اكتر من الدهب

شروق بغيرة : مبروك عليكم كلكم 

ناصر طلع خلخال تانى زى بتاع عزة بالظبط بس الفصوص بلون الياقوت واداه لفاطمة وقاللها : ياللا يا ستى عشان تمشوا انتوا الاتنين تشخللوا زى بعض 

فاطمة اخدته وهى بتضحك جامد وقالتله : تعيش وتجيب ياحبيبى ، على الله بس مراتك ماتنصبش عليا وتاخده هو كمان 

بعد ماقعدوا يضحكوا شوية فاطمة راحت قعدت جنب شروق واديتلها شنطة وقالتلها : دى هدية عشانك يا ام قمر .. كل سنة وانتى طيبة

شروق وعيونها فيها لمعة فرح : ليا انا

فاطمة : ماهو مش معقول كلنا نعيد على بعض وانتى لا

شروق فتحت الشنطة لقت فيها عباية مغربى شيك جدا وواضح كمان انها غالية ، ورغم ان عيون شروق كان باين فيها الاعجاب بالعباية ، الا انها بصت بامتعاض لفاطمة وقالتلها : معلش يافاطمة مش هقدر اقبلها ، اصلها مش زوقى ومش هلبسها ، او اقوللك ، هبقى اديها للشغالة بتاعتى 







عزة راحت ناحية شروق ومسكت منها العباية وقالتلها ، استنى كده ، واخدتها وراحت ناحية اوضتها ورجعت بعد دقيقة وهى لابساها وقالت وهى بتضحك : معلش بقى ياشروق ، ابقى هاتى للشغالة بتاعتك حاجة غيرها ، لانها عجبتنى جدا وهتاكل منى حتة 

شروق بغيظ : بس دى مش جاية عشانك ياعزة

عبد الرحمن هنا قام وقف وقال : ولا جاية عشان الشغالة بتاعتك ياشروق وباس عزة وقاللها : مبروك عليكى ياوزة 

وبعدين قال وهو بيتتاوب : انا عاوز انام بقى احسن مش قادر

شروق قالت بلهفة : عبد الرحمن .. انا قلتلك انى عاوزة اتكلم معاك

عبد الرحمن قاللها : تحت امرك .. اتفضلى اتكلمى

شروق وهى عمالة تنقل عيونها بين كل اللى موجودين : عاوزاك بينى وبينك

عبد الرحمن اتردد شوية وبعدين قاللها وهو بيشاور على شقة فاطمة : 

تعالى نتكلم عند فاطمة

شروق اتغاظت جدا انه كل مايتكلم عن الشقة يقول شقة فاطمة ، بس مارضيتش تتكلم وراحت وراه واول مافتح الشقة شاورلها تدخل وبعدين التفت لفاطمة لقاها واقفة بصالهم ووشها عليه تعبير حزن ماشفهوش عليها من ساعة مامحمد طلقها فشاورلها بايده لقاها سرحانة وما اخدتش بالها فندهلها وقال : ياللا يابطة

 فاما انتبهت لقته بيشاورلها تروح وراه ، ولما اترددت لقت فتحية قامت من مكانها وراحت زقاها بغيظ ناحية شقتها وهى بتقوللها بصوت واطى وهى بتجز على اسنانها : امشى شوفيه عاوزك ليه واياكى تسيبيها تستفرد بيه 

وتلف عليه واللا تغويه من تانى ، انا بقوللك اهوه

فاطمة راحت لعبد الرحمن فمسك ايدها وقالها بهمس ؛ مالك

فاطمة بلجلجة : ما فيش حاجة

عبد الرحمن : طب تعالى ، انتى فكرتى انى هقعد معاها لوحدى واللا ايه

ولما دخل على شروق وهو ساحب فاطمة من ايدها شروق قالتله بغيظ : هو انا مش بقوللك انى عاوزاك بينى وبينك

عبد الرحمن : اولا انا مابخبيش حاجة على فاطمة ، ثانيا  هى هتقعد معانا لكن مش هتدخل فى الكلام الا لو شافت انها لازم تتدخل ، ثالثا ماينفعش اقعد معاكى لوحدنا 

شروق بخبث : ليه ، لسه خايف من تأثيرى عليك

عبد الرحمن بجمود : انتى عاوزة ايه بالظبط ياشروق

شروق بجرأة : عاوزاك ياعبد الرحمن ، مش عارفة اعيش من غيرك 







عبد الرحمن : بعد السنين اللى عيشتيها برة دى كلها ، اكتشفتى فجأة كده انك ماتقدريش تستغنى عنى

شروق : حاولت وفشلت

عبد الرحمن بسخرية : وانا حاولت ونجحت بامتياز 

شروق بغيظ : متهيألك بس انك قدرت تستغنى ، لكن لو قعدت مع نفسك شوية هتلاقى ان المسكنات عمرها مابتحل محل الدوا الاصلى

عبد الرحمن بحزم : بس انا مابحبش الادوية ، انا بكوى الجرح وبجيب من الاخر 

شروق باستعطاف : ياعبد الرحمن انا مابقاليش فى الدنيا دى غيرك انت وقمر ، نفسى نرجع زى زمان ، فاكر ياعبد الرحمن ، فاكر حكاياتنا وحواديتنا ، فاكر قعادنا سوا وضحكنا ولعبنا وحبنا لبعض ، ده انا اول واخر حب فى حياتك 







عبد الرحمن بجمود : يمكن كان الاول ، بس حتة انه الاخير دى مابقاش حقيقى ، وخلاص .. كل واحد راح لحاله برغبتك انتى وبقرارك انتى ، ليه بقى راجعة تقلبى فى المواجع من تانى 

شروق بقهر : عاوزة اعيش معاك

عبد الرحمن : بدل اللى انتى بتعمليه ده واللى مالوش اى لزمة ، فكرى ازاى تحسنى صورتك قدام بنتك ، فكرى انك ام وان بنتك المفروض انها تفتخر بيكى وبتصرفاتك

شروق : وانا اى طفل فى الدنيا دى يتمنى انى ابقى امه

عبد الرحمن بغيظ : بأمارة ايه ، بامارة ان بنتك لحد دلوقتى بتخاف منك ، ومن ساعة ماشافتك عند مدرستها مع العصبجية اللى كانوا معاكى وهى لونها بيتخطف لما فاطمة بتحاول تقنعها انك امها وانها المفروض تحبك زى ما هى بتحبها






شروق بغل : وانت بقى مصدق الشويتين دول ، دى تلاقيها هى اللى مسممة دماغ بنتى من ناحيتى ومخوفاها منى 

عبدالرحمن بحزم : الزمى حدودك ياشروق ، انا مش عاوز اقوللك كلام يضايقك وانتى فى بيتى عشان خاطر الاصول ، احنا خلاص كل واحد فينا بقى فى سكة غير التانى ، ولا احنا اول ولا اخر اتنين يتطلقوا ، وكل اللى بينى وبينك دلوقتى قمر وبس ، و زى ماقلتلك قبل كده .. وقت ماتحبى تشوفيها البيت مفتوحلك ، لكن اكتر من كده مافيش







شروق راحت ناحية عبد الرحمن وقالتله بنعومة وهى بتحاول تخليه يبصلها : ماوحشتكش ، ما اشتقتليش 

فاطمة طول الوقت ده كانت قاعدة بتسمعهم وهى حاطة وساندة ايديها الاتنين على رجلها وهى حطاهم على خدودها وعيونها رايحة جاية معاهم وهم بيتكلموا ، لكن كانت حاسة بغيظ مكبوت جواها لما افتكرت فتحية وهى بتحذرها ان شروق ممكن تلف على عبد الرحمن وتغويه من تانى ، وفضلت على وضعها ده لحد ماشروق قالت اخر كلمتين لقت نفسها اتعدلت وسهمت وهى مركزة مع عبد الرحمن اللى لقته فجأة شدها قومها من مكانها وهو بيقول : ومين اللى ممكن يشتاق للورد الزينة وهو معاه بساتين الورد كلها وراح مقرب منها وحضنها وباسها جنب






 شفايفها بوسة ناعمة سريعة جدا ورجع بعدها عنه وفضل يبصلها فى عيونها وهى مخضوضة وقال وهو بيوجه كلامه لشروق : انا ماعرفتش الحب الحقيقى غير مع فاطمة ، فاطمة بنت عمى اللى النصيب فرقنا عن بعض زمان ، بس ربنا رجع جمعنا تانى .. عشان كل واحد فينا يطيب جرح التانى ويخليه يلم على نضافة

فاطمة كانت عمالة تبص لعبد الرحمن وهى لسه بين ايديه وهى عمالة تتنقل بين عيونه بعيونها وسرحت معاه وسرح معاها وما انتبهوش غير على صوت رزعة الباب لما عرفوا وقتها ان شروق سابتهم ومشيت

قاطمة اتنفضت فى مكانها وبعدت عن عبد الرحمن وقالتله بلجلجة : خلاص .. مشيت 

عبد الرحمن بص لفاطمة وقاللها : مالك

فاطمة بلخبطة : ها .. لا مافيش حاجة ، بس يمكن عشان مانمتش من امبارح

عبد الرحمن : واللا زعلتى منى

فاطمة : هزعل منك ليه

عبد الرحمن بخبث : عشان بوستك

فاطمة : رغم انك زودتها ، بس انا عارفة انك عملت كده عشان تبعدها 







عبد الرحمن : طب مالك مكشرة كده ليه

فاطمة : ماقلتلك مانمتش من امبارح

عبد الرحمن : طب ايه ، هتنامى من غير ماتدوقينى الكحك والبسكوت واللا ايه

فاطمة وهى تركيزها بيبتدى يرجعلها : ياخبر ، والبنات كمان

عبد الرحمن بضحك : قلبك ابيض ، هى توحة وعزة كانوا هيسيبوهم كل ده ، ده زمانهم نسفوا الحاجة

فاطمة : طب انا هعمللك الشاى على ماتغير هدومك

عبد الرحمن بابتسامة : ماشى ، هستناكى
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close