أخر الاخبار

رواية فرعون الفصل السابع والثامن 7و8بقلم ريناد يوسف


 فرعون ج3 

الفصل  السابع والثامن 

بقلم ريناد يوسف 


عند ليل فشقتها 

خلاص ياخاله رحاب جهزت  ..انى خلصت كل حاجه ورصيت الحلويات فالطباق كمانى وعملت عصير مانجه طازه وكله تمام وكمان عملت حسابى وطبخت قولت يمكن ندقو فيهم على غدا يقعدو ونتكسفو معاهم 


فريال :تعبتى اوى ياليل اتعبلك يوم ماربنا يريح قلبك يارب ...

ليل :واه ..تعب ايه ديه اللى تعبته ..طب دى رحاب لو اطول اديها عين من عيونى مش هتأخر عنيها وربنا اللى يعلم 


رحاب فاللحظه دى دخلت عليهم وكانت لابسه دريس واسع لونه وردى ولافه خمار ماليزى لونه وردى لكن درجه افتح وطالعه زى القمر 


ليل :اللهم صلى على النبى عينى بارده عليكى يارحاب اللون هياكل منك حته يابت 


فريال :الله اكبر ..ربنا يحرسك يابنتى ويقدملك اللى فيه الخير .


رحاب :ياامى انتى سألتى على العريس واهله كويس قبل ماييجى يعنى متأكده ان المعلومات اللى جبتيها عنه دى صحيحه ؟ 


فريال:طبعا يابنتى امال ايه ...دنا سألت وبعت اللى راح سأل عليه فقلب منطقته كمان ومش واحد بس دول واحد واتنين وتلاته...متنسيش امك بنت سوق وفاهمه كل حاجه ..والحمد لله كل اللى بعتهم يسألو كانو بييجو يقولو نفس الكلام ويشكرو فالولد واهله مع ان كل بعتهم محدش فيهم يعرف التانى .


رحاب اتنهدت :يبقا كده مفيش غير الرؤيه الشرعيه هى اللى هتخلينى احكم عليه واقرر 


فريال :رحاب اوعى تكسفينى قدام الناس بالله عليكى يابنتى ...

رحاب :ليه ياماما يعنى هو انا صغيره عشان تقوليلى كده ...على فكره انا وقت الهزار هزار ووقت الجد جد وبعدين دا راجل غريب عنى يعنى .


فريال :والله ربنا يستر ...


شويه والعريس وامه وصلو على الميعاد ورحاب دخلت الاوضه وليل وفريال استقبلوهم ودقايق وليل راحت جابت رحاب بصنية الحلويات وليل شالت صينية العصير ..


ام العريس من اول مادخلت وهى بتبص لليل اوى بنظرات تفحص خلت ليل ارتبكت وفريال لاحظت دا .


ام العريس اول ماشافت رحاب وقفت وصلت على النبى ورحاب حطت الصينيه على الطربيزه وسلمت عليها وسلمت على العريس لكن بالكلام مسلمتش عليه بالايد زى ماسلمت على امه ..


ام العريس :بصى ياست ام رحاب احنا سمعنا عن بنتك وعن ادبها واخلاقها وجايين عالسمعه والاصل الطيب نخطب رحاب لوحيدى حبيبى ايمن وكلنا عشم مترديناش مكسورين الخاطر ...


ام رحاب :ربنا يقدم اللى فيه الخير وفالاول وفالاخر الجواز قسمه وملوش دعوه بكسر الخواطر ياام ايمن ...يارب يكون فيه وفاق والموضوع يتم هو انا اكره اناسب ناس كومل زيكم ..


ام ايمن :ربنا يكرم اصلك ياطيبه ...هاه قوليلى ياعروستنا ايه طلباتك ؟ 


رحاب اتكلمت بخجل وهى بتفرك ايديها فبعض ...هى مش طلبات ياطنط هما كام سؤال بس هسألهم للاستاذ ايمن بعد اذنك واذنه طبعا ...


ام ايمن :حقك ياحبيبتى اسألى براحتك على كل حاجه ...


ام رحاب :طيب متيجى معايا ندردش شويه فالاوضه ياام ايمن ونسيب الولاد يتكلمو مع بعض براحتهم ..وانتى ياليل ادخلى المطبخ اعمليلنا انا وخالتك ام ايمن كبايتين شاى وهاتيهم وتعاليلنا عالاوضه  ...


ليل :حاضر ياخاله ..وقامت على المطبخ وفريال وام ايمن دخلو الاوضه ...ام ايمن اول مادخلت عينها جت على نجمه اللى كانت نايمه على السرير :بسم الله ماشاء الله ..بنت مين الجميله ام شعر زى الليل دى ؟ 


فريال :دى بنت بنتى ليل الله اكبر عليها وحواليها يارب ...

ام ايمن :ههههههه متخافيش انا مبحسدش ...بس مش انتى مش مخلفه غير رحاب بس على حسب ماسمعنا ..ليل تبقا بنتك منين بقا .

فريال: مش بنتى بس زى بنتى وغلاوتها من غلاوة رحاب بنتى واكتر 


ام ايمن :ربنا يديم المحبه يارب ...وقعدو يتكلمو فموضوعات عامه ويرغو رغى ستات ملوش اى تلاتين لزمه عشان يضيعو الوقت بس ...


اما عند رحاب :

انتا بتصلى ياايمن ؟ 

ايمن بارتباك :اه طبعا بصلى امال ايه ؟.

رحاب :طيب ممكن تقولى ايه من فروض الصلاه يتصلى سرا وايه يتصلى جهرا ؟ 


ايمن : العصر سرا والباقى كله جهراً.


طيب ممكن تحوقل يااستاذ ايمن ...


ايمن :احوقل ازاى يعنى ؟ 

رحاب :الله اكبر ! ...طيب قولى يااستاذ ايمن وانتا جاى تتقدم النهارده لوحده عشان تتجوزها قولى ايه اللى هتقدمهولها بعد ماتتجوزها ...يعنى انتا جاى النهرده متزود بأيه ؟ 


ايمن :بصى يااستاذه رحاب انا جاى وعارف انك متعلمه وفالكليه وانا واخد اعداديه على قدى واخدتها منازل كمان...فياريت متعجزنيش باسئله فوق طاقتى الله يكرمك 


رحاب :هى فين الاسئله اللى فوق طاقتك دى دنا سألتك سؤالين  اى عيل صغير فابتدائى يعرفهم ؟! وبالنسبه للسؤال الاخير فاقصد بيه يعنى انتا ..لو حصل نصيب يعنى واتجوزنا ايه شكل الحياه اللى هتوفرهالى ...ايه المعامله اللى مطلوب منى اعاملك بيها وايه المعامله اللى انتا هتتعامل معايا بيها فالمقابل ؟ .


ايمن :اهو انا فهمتك دلوقتى ...كنتى بسطتى السؤال من الاول كده ...عموما ياست البنات من ناحية هتعامل معاكى ازاى فانا هتعامل معاكى احسن معامله وهدلعك آخر دلع ومش هخلى حاجه ناقصاكى ...دا اللى عليا ...اما اللى عليكى بقا هتاخدى بالك من امى ومنى ...وخدى بالك انا قلت امى قبل منى ..يعنى لو انا داخل البيت تعبان وجاى ريقى مطقطق من العطش فعز الحر وقولتلك هاتيلى كباية ميه وامى طلبت طلب تسيبينى انا وتجيبى طلب امى ...اصل اللى مالوش خير فامه مش هيبقالو خير فيكى يابنت الناس لازم تفهمى كده ...


رحاب :على فكره يااستاذ ايمن انتا حافظ مش فاهم ...طب ايه رايك بقا ان خدمة امك دى انا مش ملزمه بيها ...لا اسلامى ولا دينى الزمونى بخدمتها ...الانسانيه بس اللى ممكن تلزمنى اخدم ام حضرتك ...وفى حال امتنعت فامش هيبقى عليا اى وذر او ذنب انتا تعرف كده ؟ 


ايمن :لا طبعا ايه الكلام دا جايباه منين انتى ؟ 


رحاب :جايباه من دينى وقرآنى وكتب سنة رسولى الكريم ...

كل دول بينولى حقوقى وواجباتى وانا بحكم دراستى لامور دينى عرفتها كويس اوى ..وزى ماناويه باذن الله اقوم بكل واجباتى فافالمقابل  مش هتنازل عن اى حق من حقوقى .


ايمن :يعنى انتى بترفضى تخدمى امى صح ؟ 

رحاب :انا مقولتش كده ...انا قولت فيه حجات ديننا مالزمناش بيها لكن انسانيتنا بتلزمنا بيها ...بمعنى اصح انا هخدم الست والدتك اه ...لكن دا مش هيبقى واجب دايم عليا او حق مكتسب ليها وتستغله اسواء استغلال فانها تعتبرنى خدامه ليها ...

انا ممكن اراعيها زى مابراعى امى بالظبط بس متجيش فيوم تقولى انتى لازم تعملى كده غصب عنك ورجلك فوق رقابتك وبرضاكى او منغيره ...


دا اللى بتكلم فيه يااستاذ ايمن .


ايمن :وانا امى مستحملش اشوف مراتى بتمن عليها بلقمه تعملهالها ولا بهدمه تغسلهالها وتفكرها كل شويه ان دا مش من مسؤوليتها بس هى بتعمله صدقه وشفقه ...


رحاب :الظاهر ان كلامى موصلكش بطريقه صحيحه يااستاذ ايمن ...انا صدقنى مكنتش محتاجه اكتر من انى اشوف رد فعلك على كلامى هيكون عامل ازاى وشوفته ...


ايمن :يعنى افهم من كده انك رافضه الجوازه مش كده ؟ 

رحاب بصراحه يااستاذ ايمن انا حسمت امر الجوازه دى من ساعة ماسألتك على صلاتك وكدبت فعلاقتك بربنا عشان ترضى مخلوق زيي فى حين انك مش خايف من ربنا  وانتا مش بتأدى فريضته ولا خايف منه وانتا بتكذب بكل اريحيه ...انما حبيت اخوض معاك حديث بسيط واشوف تفكيرك نفس تفكير اغلب الرجاله ولا انتا حاله مختلفه وتفكيرك طلع بره الصندوق  ..


ايمن بعدم فهم :صندوق ايه ؟ 

رحاب بتهكم :صندوق الدنيا ...بعد اذنك هدخل انادى للجماعه يقعدو معانا عشان خلاص كده انا خلصت اسئلتى وعرفت اجابتها ...


دخلت رحاب ندهت امها وام ايمن اللى خرجو ومن اول ماخرجو ايمن وجه كلامه لمامته :


يلا يامه بينا الظاهر مفيش نصيب .


ام ايمن :ليه يبنى كده كفاله الشر دنا حبيت رحاب واتمنيتها تكون مراتك وام عيالك ..وبصت لرحاب ..قولى طلباتك ايه يابنتى وانا انفذلك كل طلباتك ومن جيبى انا وملكيش دعوه بيه ...


رحاب :كل حاجه قسمه ونصيب ياخالتى ...


ام ايمن :زعلتينى والله يابنتى ...دنا قولت هى دى اللى هتعيش معاه وهتتعود على طبعه ومش هتعمل زى المزاغيد الاتنين اللى اتجوزهم وطلقهم قبل كده خدو الشر وغارو ....


فريال شهقت وبصت لليل اللى برقت عنيها بصدمه ورحاب ابتسمت برضى لان قرارها بالرفض كان صح لواحد من الواضح ان الكدب بيمشى فدمه ....


مشيو ايمن وامه ورحاب راحت على شقتهم تغير هدومها وغيرت ورجعت وفالاثناء دى نجمه صحيت ورحاب جريت عليها فالاوضه ...


فريال :شوفى الوليه الناقصه قاعده ترغى معايا ولا جابتلى سيره عن جوازتينه اللى كان متجوزهم ..


ليل : امال بس سألتى عليه كيف وبعتى كذا حد وكلهم شكرو فيه ومحدش جاب سيرة انه كان متجوز مرتين قبل اكده واصل ؟!


فريال :انا عارفه يابنتى....بس الظاهر انه كان متجوز قبل مايتنقلو للمنطه اللى هما فيها دى عشان بقالهم خمس سنين بس فيها ومعرفوش حد بموضوع جوازاته اللى فاتت .


ليل :بس سيبك انتى ..شوفتيش نبرة كلامها اتغيرت كيف وهى عتتحدت على حريم ولدها ...شفتى الغل كان باين فحديتها كيف ...هو يعنى معقوله الاتنين والاتنين طبعهم عفش وهو اللى طلقهم ...دوله اكيد امه مرمرت عيشتهم لغاية ماقالو حقى برقبتى وطفشو ...


رحاب خارجه شايله نجمه وسمعت كلام ليل : ان بعض الظن اثم ياليلوو متديش من حسناتك اللى تعبتى فيها  لحد على الساهل وهو غفلان بكلامك عنه ...الله سبحانه وتعالا اعلى واعلم بكل شيى ملناش دعوه بحد هو راح لحاله واحنا خلينا فحالنا ...

ليل :حاضر ياست الشيخه الله يفتح عليكى ...


رحاب :طيب انا رايحه شقتنا انا ونوجا نلعب ونتنطط شويه ..جاهزه يانجمتى ...نجمه هزت دماغها بموافقه  ورحاب جريت بيها وهى شايلاها وهما الاتنين بيضحكو .


فريال اتنهدت 

ليل :تزعليشى نصيبها قاعد وهياجيلها سيد سيده ..رحاب تستاهل ولد ملوك ..


فريال :خايفه عليها من الدنيا ..خايفه اموت قبل مااطمن عليها فبيت راجلها ....


ليل :اوعاكى تحطى الحته دى فدمغك ولا تميلى بخت بتك بيها ...سيبى العسل فقنطاره لما تاجيله اسعاره ..مش عشان تطمنى عليها تقومى ترميها لاى واحد وخلاص ويطلع ولد حرام يمرمطها .. 


فريال : ليه ياليل حسستينى انى عايزه اخلص منها كده ...طب دى رحاب دى روحى اللى طلعت بيها من الدنيا وجبر خاطرى عن اللى شوفته مع ابوها ...وهو انا لما اتمنالها الراحه مع الانسان اللى يقدرها ويسعدها ابقى برميها ؟ 


ليل :اديكى قولتيها لحالك ..اللى يقدرها ويسعدها ...بس اللى تحسيه هيعمل اكده هو اللى تديه بتك وانتى مطمنه ...


فريال :والله انتى طيبه اوى ياليل ..هو انتى فاكرانى انى انا اللى هختارلها ..دى هى اللى هتختار وهتنقى وتفرز لوحدها ياحبيبتى ..


ليل :ورحاب هتختار احسن منى ومنك ومن الدنيا بحالها اطمنى ...رحاب واعيه وميتخافش عليها ..


فريال :ربنا يكتبلها كل خير يارب ...ويكتبلك انتى كمان الخير زيها ..ويخليكم ليا وفوق راسكم نجمة ستها ...


ليل: آمين يارب ياخاله

*************

قاسم بعد مارجع للقاهره فضل اسبوع بيراقب التطورات فالقضيه اللى شغالين عليها وفضل فتواصل مع غريب اللى بقا يرد عليه اخيرا ولكن بسبب القضيه بس لكن قبل كده كان بيرن لما يتعب مش بيعبره ..


هدوء عجيب ومفيش اى جديد طول الفتره دى ودا خلى قاسم شك ان العصابه تابت وبطلت الحرام ...لكن الهدوء دا كان الهدوء الى بيسبق العاصفه ...


قاسم قاعد فمكتبه وبيتابع شغله وجاله تليفون من جواهر انها بتولد ...اخد مفاتيحه ونزل بسرعه وقابله الظابط يمان وهو نازل مستعجل ...

يمان :ياباشا فيه حاجه مهمه حصلت لازم حضرتك تعرفها ...

قاسم وهو بيمشى باستعجال :مش وقته مراتى بتولد ومش هينفع اسمع اى حاجه دلوقتى ...

يمان :يافندم ربنا يقومها لجنابك بالسلامه بس يعنى الموضوع ...


قاسم بزعيق :خلاص يايمان مش وقته قلتلك بعدين ..

يمان فضل ماشى ورا قاسم وكل مايتكلم كلمه قاسم يسكته لغاية ماقاسم ركب عربيته ويمان ركب جمبه ...قاسم بصله باستغراب ...على فين يبنى انتا ؟ 


يمان :مع سيادتك يافندم منا مقدرش اسيب سيادتك لوحدك فالموقف دا ...

قاسم بصله وقاله :لا اصيل يمان ..


يمان ابتسم وقاسم ساق على المستشفى ووصل وكان صوت جواهر بيجلجل فالمستشفى  ..قاسم اول ماوصل لقى ماهر وجميله وناديه معاها ...وهو كمان اتصل بامه وابوه جولهم جرى لما سمعو ان جواهر بتولد...


بعد وقت طويل اخيرا خرجو الممرضات لقاسم شايلين بنت زى القمر وسألو ابوها مين من الواقفين ولما قاسم قلهم انا ابوها مرضوش يدوهاله الا لما اخدو حلاوه معتبره ....شالها وابتسم وهو شايف نسخه مصغره من جوهرته ورفعها وكبر فودنها ...


يمان كان متابع الموقف واتكلم بتلقائيه :الله انا نفسى اتفتحت وعايز اخلف دلوقتى حالا ..


قاسم بصله ورفع حاجبه باستغراب قبل مايتكلم : دا طلب جديد فريد من نوعه دا يبنى دا ...ازاى يعنى تخلف دلوقتى حالا ؟ هننزل نجيبلك نونو مجمد من السوبر ماركت ونفكهولك فالميكروويف ويبقى جاهز ؟ 

مش لازم فيه دوره لحياة النونو الطبيعى وهى تسع شهور فبطن امه ولا نزل اصدار جديد وانا معرفش ولا ايه ؟ 


كل الواقفين ضحكو على كلام قاسم ويمان حس باحراج شديد وحك مؤخرة راسه بخجل ...


ماهر :الولد انجرف فالحماس لازم يعنى تحرجه ياعم انتا ..


قاسم :احسن عشان مينجرفش ويتكلم زى الاهبل تانى من غير مايفكر فكلامه الاول ..قال عاوز يخلف دلوقتى قال ...عشان هننسخهوله نسخ ابنه دا ..وبعدين ميتجوز هو يعنى حد ماسكه ...


يمان رفع عنيه اللى كان منزلهم فالارض وعينه جت على ناديه اللى كانت مبتسمه وهى باصاله وعينهم جت فعين بعض وناديه لما حست ان نظرة يمان ليها طولت نزلت عنيها بسرعه ودورت وشها الناحيه التانيه ... 


خرجت جواهر وقاسم اطمن عليها وبنته اخدوها منه الحضانه لما شافو انها تعبت شويه وحطوها فالحضانه لما شافو نسبة الصفرا عندها عاليه وقاسم ويمان راحو وراها الحضانه ...


قاسم باصص لبنته من القزاز ويمان عمال يلاعبها ويخبط على القزاز بعفويه ...


قاسم : هاه بقا ياسيدى قولى ايه الموضوع المهم اللى كنت عايز تقولهولى ومكنتش صابر ده ...


يمان اتكلم وهو لسه مستمر يلعب فبنت قاسم يهزلها دماغه ويبتسملها ....كنت عاوز اقولك انه من امبارح نزلت فالسوق كمية مخدرات كبيره ونوع جديد واضح انه اول مره يدخل البلد ...

قاسم برق عنيه وفتح بوقه بذهول :بتقول ايه ..حصل ازاى الكلام دا واحنا مفتحين عنينا كويس اوى ومأمنين كل مداخل ومخارج البلد ...

يمان :الله دى بتتاوب ! .


قاسم :سيبك من اللى بتعمله دا ورد عليا يااهبل انتا ازاى حصل الكلام دا ؟


يمان :دا السؤال اللى محيرنا كلنا من ساعة ماعرفنا الخبر دا يافندم وكلنا هنتجنن ...


قاسم طلع تليفونه واتصل بغريب اللى اكدله ان مفيش اى حركه غير طبيعيه حد لاحظها طول المده اللى فاتت دى وان رجالته كلهم مفتحين عنيهم  ٢٤ ساعه ...قاسم كان هيتجنن وغريب كمان عقله كان هيقف من التفكير الحاجه دى بتدخل البلد ازاى ؟ 


قاسم قفل التليفون وفضل ياكل فشفته التحتانيه بتفكير وهو باصص لبعيد وشارد مقطعش شروده دا غير صوت يمان وهو بيضحك وبيقول ...والله بتتمطع زينا اهى ...


وهنا قاسم مستحملش وضربه على دماغه بسن التليفون خلى يمان مسك دماغه مكان الضربه بالم وهو بيقوله :آه ...ليه ياباشا كده عملتلك ايه انا  ؟ 

قاسم :يعنى مره مستغرب عشان البنت  بتتاوب  ومره مستغرب عشان بتتمطع زينا....هو انتا حد قلك ان بنتى من فصيلة غير فصايل البشر  ولا ايه ...مستغرب ليه الاستغراب دا كله  ان بنتى بتعمل زى البنى آدمين انتا هاه ؟ 


يمان :والله مقصدى كده انا قصدى يعنى بتعمل زى البنى آدمين الكبار من غير ماحد يعلمها ...


قاسم :بتتكلم بجد يايمان!  ...يعنى المفروض العيل الصغير يجيبوه وميتاوبش الا لما حد يتاوب قدامه ويوريه يتاوب ازاى ؟ وميتمطعش غير لما حد يتمطع قدامه ؟ ...طب وعلى كده لما نعلمه يرضع لازم حد يعملها قدامه الاول ؟ 


يمان :مش هو دا المفروض بيحصل ؟  اعذرنى اصلى مشفتش عيال صغيره لسه مولوده قبل كده .

قاسم :ليه معدتش عليك كلمه اسمها غريزه طبيعيه الواحد بيتولد بيها ويعرف يعمل الحاجه لوحده من غير ماحد يعلمه ولا ايه ؟


يمان :ايوه مالغريزه دى ان الواحد بيتولد يعرف يعمل حمام لوحده بس ...


قاسم :الحمد لله ان الحته دى مصدق ان الطفل بيعرف يعملها لوحده والا كانت بقت كارثه وانتا مخلى مراتك شايله العيل وواقفه بيه قدامك فالحمام وانتا بتعلمه يعمل حمام ...تعالا يايمان نشوف شغلنا اللى بتفهم فيه ولما تتجوز وتخلف باذن الله عايزك تسيب عيالك لامهم  وملكش دعوه بيهم انتا خالص.


جواهر وسط الكل لكنها سرحانه فيوم زى دا لما ولدت ابنها اركان وليل كانت معاها مسابتهاش ...دمعت وهى حاسه ان ليل واحشاها لدرجه مبقتش قادره تستحملها ..الوحيده ليل اللى دعتلها وهى فاوضة الولاده وفعز زنقتها ووجعها بانها ترجعلها تانى وانها تكون بخير مكان ماقاعده ...


امها جميله قربت منها وقعدت جمبها وهى شايفاها بتمسح دمعتها وتداري عنيها وحزنها وهمستلها ...قلبى حاسس انها بخير وهترجع ...والله هترجع وابقى شوفى وقولى ماما قالت ...

جواهر استغربت من فهم امها لسبب حزنها لكنها ابتسمت وهى بتتمنى ان كلام امها يتحقق وليل ترجعلها من تانى ...غمضت عنيها وهى بتسأل نفسها ..ياترى انتى فين وبتعملى ايه ياليل وعايشه ازاى ...ياترى جرالك ايه ياليل  .


**************

ليل فاليوم دا نايمه وقامت قلبها مقبوض متعرفش ليه من بعد ماحلمت بجواهر بتستنجد بيها ...قلبها حس ان جواهر فيها حاجه ...لكن للاسف مش هتعرف ولا تقدر تطمن عليها ...


برغم انها عارفه وحاسه ان اللى بينها وبين جواهر اكبر من كده وجواهر لو شافتها صدفه فيوم من الايام لا يمكن هتسامحها ...لكن الخطر اللى بيهددها من غريب لو اتواصلت مع جواهر بيخليها كل مره تدوس على قلبها  وتتغلب على ضعفها وشوقها لجواهر ...ملقتش فايدها غير انها تدخل صفحتها لكنها ملقتش على صفحتها غير آخر منشور ناشراه لوحده حامل وبتقول اقترب موعدى فيارب يسر ثم يسر ولا تعثر .

اتنهدت ودخلت على حساب غريب بعدها وفضلت تقلب فمنشوراته القديمه لغاية مالصفحه اتحدثت بمنشور جديد كاتب فيه (( اتمنى ان تشعرى بكل مايختلج قلبي الان لانك لو فعلتى لعدتى الى مسرعة فى طيات الرياح ))...

فضلت تقرا فالمنشور مره بعد مره بعد مره لحد ماتعبت وزى كل يوم نامت وحضنت نجمه وصورة غريب آخر حاجه تغمض عليها عينها ...

**********


اما فى مكان آخر وتحديدا فالمنصوره ...


محمد واخوه حالتهم اتدهورت جدا بعد مااستقرو فالمنصوره ومش عارفين يشتغلو ايه وكل مايحطو مبلغ فمشروع يفشل ويقفلوه لما بصو ملقوش حيلتهم حاجه ...لغاية مااضطرو انهم يشتغلو باليوميه عشان كل واحد يلاقى ياكل هو وعياله ومراته 


اما مبروكه فالتعب وكبر السن ادى دوره ومبقاش فيها حيل تتحرك ولا حتى تتكلم وبقت متشحططه بين شقة محمد وشقة اخوه،

 وكل وحده من ستاتهم تحدفها على التانيه عشان تتخلص من مسئوليتها ...كان بياكلها الندم وهى بتفتكر جميله وطيبة قلبها وندمت لما اتأكدت انها لو كانت لسه على ذمة ابنها محمد كانت هى اللى هتشيلها من غير كلل ولا ملل عشان جميله فعلا اصيله ...وعرفت انها خسرتها بعمايلها السوده واتمنت لو يرجع بيها الزمن كانت باست على دماغها وطلبت منها السماح وحافظت عليها وعلى بنت بنتها جواهر ومفرطتش فيهم ابدا .


 زوزو بزهق :يامحمد انا تعبت من العيشه دى ونفسى اعيش زى باقى الستات بئه ...لحد امتا هيفضل دا حالك ؟ 

محمد :ومن ميته ودا حالى ..فيه غير اليومين دول الظروف اتلغبطت معاى ...مش كنتى عايشه فخيرى وعتتبغددى بفلوسى ...ايه خلصت الفلوس مبقتيش متحمله خلاص ؟

زوزو :مقولناش حاجه ياسيدى كنت عايشه ومتبغدده ودلوقتى بقا تقدر تقولى هرجع اعيش تانى فبغدده زى زمان ولا خلاص زمن البغدده ولى وحل مكانه زمن الزل والمرمطه ؟


محمد :والله معرفش عاد دى حاجه فيد ربنا الرزق ديه مقسم ...بس قوليلى اهنه ..لو فضل الحال على ماهو عليه هتعملى ايه على اكده يازوزو عاوز اعرف ..


زوزو :ولا هعمل ولا هسوى ياخويا ..ادينى مرزيه ومستنيه الفرج .


محمد :ايوووااااه براوه عليكى ..انى عايزك تقعدى وتستنى الفرج وانتى ساكته وبعون الله الفرج جاى ..


وفعلا زوزو سكتت بس مش عشان استسلمت ...لكن كان سكوتها دا عشان تعرف تخطط ازاى تقدر تهرب من محمد بابنها وبنتها وتبعد بيهم عن العيله الوسخه دى وتربيهم فمكان ابوهم ميقدرش يوصلهم  وخصوصا وهى معاها اللى يكفيهم وزياده ومش محتاجه لمحمد اللى بقا فنظرها عدمان وصدمان  ...

وبالفعل محمد صحى فيوم ملقيش ولا زوزو ولا ابنه وبنته ولا هدومها ولا اى حاجه ليها فالشقه وسابته لوحده بعد ماخدت روحه اللى كانت متعلقه فابنه اللى اخدته معاها ...


****************


فى النيل مركب صغير بيشق طريقه وسط الميه وبنت عمرها يجى ٥ سنين بترمى الشبكه فالميه وتلمها بحرفيه تامه وابوها مسئول عن التجديف ..


البنت :الرزق كتير النهارده يابوى 

مؤمن :زين يانواره زين يارب نكسبولنا قرشين زينين النهارده ...

نواره :تجيبلى قرص مشبك النهارده يابوى ؟

مؤمن :احلى قرص مشبك لاحلى نواره بس خفى يدك عايزين نلحقو نبيعو السمك قبل الضلمه ماتضلم علينا ..


نواره :مرت جابر وصتنى على شروه هوديهملها هى النهارده يابه 

مؤمن :وديهملها المره عتدفع زين وهى اولى من الناس كلها هى زبونه دايمه ....


ايوه دا مؤمن ودى بنته اللى دلوقتى معاه مركب صيد صغير كل عيشته هو وبنته  فيها وفنص الميه ليل نهار صيف شتا ...مصدر رزقه الوحيد صيد السمك وبيعه ...من اليوم اللى ساب فيه البلد ببنته ومشى وهو حس بمسئوليه اول مره يحس بيها ...حس ان نواره دى حته من روحه اتقسمت وقاعده جمبه من كتر مااتعلق بيها ووقتهم كله مع بعض ...هى بقت كل عيلته وهو كل عيلتها ...قدر احساس طاهر لما خاف على بته وجوزها وضحى باللى وراه واللى قدامه عشان سترها وراحتها ...واتأكد بنفسه انه لو يملك مال قارون هيتنازل عنه بنفس الطريقه عشان يسعد بته ويطمن عليها .....

كل يوم بالليل وهو نايم فالمركب وبته نايمه على دراعه يفتكر ايامه مع ليل وفبيت طاهر وجنه ويفتكر هما كانو عيعملو فيه ايه وهو كان فالمقابل بيعمل معاهم ايه والحسره تاكل فقلبه ...واحساس الذنب الاكبر اللى بينهش فروحه انه بيده واهماله ضيع ولده اللى كان زمانه دلوكيت راجل مسنود عليه  ومتحامى بيه من غدر الدنيا ....


يتنهد كل يوم بقهر وبعدها يستسلم للنوم وهو مفتح عين ومغمض عين زى الديب وكل شويه يقوم فازز ويتأكد ان بته نواره جمبه ...


***************

 اما فالامارات 

نادر قاعد على مكتبه وسمع الباب بيخبط اذن للى بيخبط بالدخول واتفاجأ وهو شايف شريف بيدخل من الباب وبيقفل الباب وراه ..


نادر باستغراب :عمو شريف :اهلا وسهلا بحضرتك اتفضل ...

شريف سلم على نادر وقعد وهو بيتحمحم باحراج ...آسف يانادر ياحبيبي لو كنت جيت من غير ميعاد بس انا كنت  عايز اتكلم معاك وحابب اتعرف عليك  اكتر بعيدا عن كل حاجه...وشفت ان انسب مكان هنا فالشركه..


نادر بنبره جافه :اهلا وسهلا بيك طبعا فاى وقت ...بس يعنى كلام ايه اللى حضرتك جاى تتكلم معايا فيه دا ؟ 


شريف :شغل ...كلام فالشغل طبعا ...حابب ادخل معاك فشغل كبير بعد مالكل شكرولى فيك وفشطارتك طبعا وغير كده نفسى عمرو ابنى يتعامل معاك ويتعلم من خبراتك الممتازه اللى اكتسبتها وانتا فالسن الصغير دا ...


نادر :متشكر طبعا لكلام حضرتك الجميل دا بس احب اقولك ان خبراتى دى كلها انا اتعلمتها على ايدين افضل استاذ فالدنيا ...اتعلمتها على ايدين بابا اللى علمنى اصول الشغل وقبل كده علمنى اصول الاخلاق ...

وهنا سؤال تبادر لذهنى آسف فطرحه لكن انا متعودتش يبقا فيه سؤال عندى ملوش اجابه ومسألهوش ....

بما ان حضرتك من اكبر وانجح رجال الاعمال فالشرق الاوسط متعلمش ابنك بنفسك ليه ...تخليه ليه يلجأ لواحد زيي عشان يتعلم منى فى حين ان ابوه اسطوره فالسوق ...


شريف اتوتر وهو مش عارف يجاوب على نادر وحبات العرق ابتدت تتكون على جبينه وطلع منديل من جيبه وابتدا يمسح جبينه وهو بيضحك ضحكه خفيفه عشان يخفف من حدة الموقف لكن قاطع الموقف دخول سيليا ومعاها الساعى شايل ٣ فناجين قهوه وامرته يحطهم على الطربيزه ومشى 


سيليا :اول مالمحت حضرت ياعمو وصيت على احلى قهوه وجيت معاها بنفسى عشان اقدمهالك ..اتفضل 


شريف :اهلا بالغاليه بنت الغالى ...بصراحه انتى والقهوه جيتو فوقتكم ...


نادر :عشان ينقذوك من اجابة السؤال مش كده ؟ 


سيليا لاحظت احراج شريف وهو بيرفع فنجان القهوه وياخد منه شفطه وهو مبتسم ...

سيليا :سؤال ايه اللى  مش عارف اجابته وسألته لعمو شريف يانادر  ؟


نادر :اقولك انا ياستى سؤال ايه ...عمو شريف جاينى النهارده بيعرض عليا يشاركنى فشغل وان نفسه ابنه يتعلم من خبراتى فى حين ان هو مدرسه يتعلم منه اجيال فكنت عايز اعرف السبب ...بس 


سيليا :ومعقوله حاجه بديهيه زى دى متبقالهاش اجابه عندك يانادر ؟ 


طبعا عمو شريف مدرسه ومدرسه عظيمه كمان اى حد يكونله الشرف انه يتعلم على اديه ...وكون انه عايز ابنه يتعلم منك فدا فحد زاته  ذكاء خارق منه ...لانه بكده عايز يخلى ابنه يتعلم من جيلين مختلفين ...جيله هو بافكاره ومعتقداته ...وجيلك انتا اللى هو الجيل الجديد بافكاره ومعتقداته ولما انسان يجمع بين خبرات جيلين مختلفين فدا طبعا هيبقاله شأن عظيم جدا ويبقا مواكب كل العقول ومعاه كل خيوط التحكم فالسوق  سواء بالافكار القديمه او الجديده .. ودا ان دل فهو بيدل على اهتمام عمو شريف بمستقبل ابنه المهنى  وحرصه عليه ...


شريف نزل فنجان القهوه من ايده وسقفلها وهو بيبصلها بانبهار وبعد ماخلص ميل عليها وقالها :متأكده مش عايزه تشتغلى عندى انا موافق ادخلك معايا شريكه بس وافقى ...

وهنا سيليا ضحكت هى وشريف تحت انظار نادر اللى نفسه فالوقت دا يفترسهم هما الاتنين .....


فرعون 3 

البارت الثامن 8 


فى الفيلا عند ماهر ...


موده :مش كفايه شغل كده ياماهر ؟ هو فالشركه وفالبيت ممكن تقولى هترتاح امته !

ماهر قلع النضاره ورماها على السرير باهمال وفرك عنيه بايده وبعدها اخد كباية الميه من على الصنيه اللى  جابتها موده وحطتها جمبه على الكوميدينو وشربها كلها مره وحده وبعدها بص للكبايه التانيه اللى على الصنيه ورجع بص لموده ..


موده :متبصليش كده منا مش هعملك قهوه فالساعه دى يعنى ...عملتلك عصير برتقان بمعلقة عسل نحل تديك طاقه وتساعدك على اللى انتا فيه دا ..


ماهر اتنهد :هعمل ايه بس ياموده ..الشركه كلها بقت فوق دماغى لوحدى وانا بجد تعبت ومبقتش قادر على كل الشغل والتعب دا  ...حتى نادر اللى فرحت بيه واعتمدت عليه طفش من البلد كلها ومش راضى يرجع زى ماتكون ندهته النداهه ..والله كتير بشك ان سميه ورا سفره دا وبعده عنى وعن البلد كلها ..وغريب زى منتى شايفه ...ودياب لسه  يامين عالم ...يبقا قوليلى اعمل ايه انا ...وانتى الولاد واخدين كل وقتك ولولا منا عارف الضغط اللى انتى فيه كنت جريتك غصب عنك وربطتك فالشركه وجبرتك تشيلى معايا ..


موده :انا عندى الحل ...ناديه ..

ماهر :ناديه .. مالها ناديه ؟ 

موده :ناديه فاضلها سنه وتخلص كليتها واكيد لازم هتنزل تشتغل معاك امال يعنى هتشتغل فين ؟ 


ماهر :وليه هى لازم تشتغل يعنى ؟ 

موده :طبعا لازم تشتغل لان الشغل ملوش علاقه بالاحتياج للماده او عدمه ..الشغل لازم لكل انسان عشان يحس ان له كيانه الخاص ويحط قدام عنيه اهداف ويحققها ...فانا بقول تعرض على ناديه من دلوقتى انها تنزل معاك الشركه وتعلمها وحده وحده لغاية ماتشربها الشغل وعلى ماتتخرج تكون فهمت كل حاجه ...


ماهر بتفكير :تفتكرى ناديه ممكن تتعلم وتقدر تدير شركه بالحجم دا فيوم من الايام ؟ 


موده :لو اتعلمت على اديك انتا هتقدر ..ومش بس كده دى هتكبرها اكتر من كده كمان انا واثقه ...ناديه اروبه ودماغها شغاله مش بتنام ...


ماهر مسك كباية العصير وابتدا يشرب فيها بتفكير  وهو باصص للفراغ ...


موده :ياحبيبي خليك معايا بقولك ايه بكره حفلة السبوع بتاعت بنت قاسم حلا ولازم تكون موجود ...ابقا ارجع من الشركه بدرى لو سمحت .


ماهر :حاضر ياحبيبي هحاول ..


موده اتكلمت لما افتكرت بكره انهى يوم فالشهر وماهر بيروح فيه فين ....ااااه صحيح دنتا بكره رايح الموعد المقدس ...شقة الزكريات 


ماهر بضحكه :الستات مهما وعدت وحلفت وقررت مجرد شوية احساس بالغيره بيخليهم مش يغيرو رأيهم وينكسو وعودهم  ...لا دول ممكن يغيرو عقيدتهم ...


موده :مين قال انى حاسه بالغيره ..انا قلت حاسه بالغيره ...باين عليا انى حاسه بالغيره ...رد عليا فين الغيره فكلامى هاه ..


ماهر :اهى الغيره فعنيكى اهى ..ولا اقولك استنى كده ...وقلعها النضاره ومسحها بطرف الروب بتاعه ورفعها قدام عنيها ...تصدقى مبقاش فيه غيره ...معلش طلعو شوية غيره فوق النضاره بس تلاقيهم جايين مع التراب فالجو من حد غيران قريب علينا ولا حاجه ...


موده اخدت منه النضاره ولبستها :دمك مش خفيف على فكره ...

ماهر :بس انتى دمك خفيف وغيرتك حلوه وبعشقها وبحبك فكل حالاتك يامجنونه ..تعالى جمبى هنا محتاجلك اوى فاللحظه دى يادودو ...


موده بدلع :محتاجنى فأيه ياقلب دودو 


ماهر:محتاجك تراجعى معايا العقود دى عشان عنيا وجعتنى وصدعت ولازم امضيها قبل مااخدها معايا الشركه الصبح ...

موده بصتله بغيظ وهى بتعدل نضارتها ...بس هو دا اللى محتاجنى فيه ؟

ماهر : بصى انا عارف ان فكرتك عن التعبير عن الاحتياج الساعه 1 بعد نص الليل مختلفه كل الاختلاف عن الطلب اللى طلبته منك وانا آسف انى خذلتك وصدمتك واحبطتك ...


موده قلعت النضاره وفكت شعرها وبتتكلم وهى بتقرب منه على السرير وماشيه على اديها ورجليها ...ومين بقا قلك انى هرضى بالخذلان ولا هوافق على الاحباط ولا هرضى بصدمتك دى ...انا ياحبيبي لازم انفذ اول معنى جه فدماغى وسلملى على الخذلان ...


ماهر وهو بيضحك ابتدا يشيل فالاوراق المتبعتره على السرير ويحطهم على الكوميدينو جمبه ....كنت عارف ان عصير البرتقان دا وراه مصيبه ومش معمول لله فلله ولازم ادفع تمنه ...دى اسمها رشوه مقنعه سيادتك 


موده :ايوه انا بتاعت الرشاوى المقنعه .. 


*************

تانى يوم فحفلة السبوع والكل حضر وحتى اميره حضرت والمفاجأه ان مريم كمان جات وفالظاهر هتحضر السبوع ...لكن فالباطن جايه عشان تطلق اميره من غريب بعد ماعرفت من جميله ان قاسم اصر عليه انه لازم يحضر سبوع بنته حلا والا هيزعل منه ويقاطعه نهائى ...


ولان غريب ابوه وناديه وعمته جميله كانو واحشينه جدا وافق انه يسافر لمدة يوم واحد يشوفهم ويسلم عليهم ويحضر السبوع ويمشى ..


ابتدت الحفله والكل اتجمع وغريب وصل فآخر لحظه وبمجرد دخوله حصلت حالة هرج ومرج والكل جرى عليه ابوه وعمته واخته ناديه وحتى موده واحمد ومحمود اخوات قاسم وقاسم .....


فرح جدا بشوفتهم واستقبالهم وبعد ماسلم عليهم دخل سلم على عمه عبد السلام وماجده مراته وستات محمود واحمد ومريم وحتى اميره سلم عليها قدام الناس لكن سلام بارد تحت انظار امها اللى لما شافت طريقته دى مع بنتها صممت اضعاف على اللى جايه تنفذه 

بعد ماخلص غريب سلام على الكبار ابتدا يسلم على اسطول الاطفال اللى كان مالى البيت ...

اميره برغم ٤ سنين بعد وجفا ...برغم اكتر من سنه مشافتهوش فيها ولا مره ولا حتى فكر يتصل بيها ...الا ان شوفته لسه بالنسبالها حياه ..والقرب منه اقصى امانيها ...طول الوقت عينها عليه فكل مكان ومع كل حركه ....وهو من بعد ماسلم عليها مرفعش عينه عليها مره تانيه ولا حتى بالغلط .


اثناء الحفله قاسم وقف مع غريب 

قولى ايه اخبار ايوب ..

غريب :افتكرتك هتسأل على خيبتك عايز تعرف المخدرات بتدخل البلد ازاى 

قاسم :المخدرات بتدخل من عندك ياغريب خلصانه ..المهم دلوقتى  طمنى على تعبى مع ايوب وصل لفين 


غريب :ايوب اتجوز ياسيدى ونفذ طلبك واتأجر بيت كبير وقاعد فيه لمدة اسبوعين وكل يوم بالليل يجيب الناى بتاعه ويعزفلى مقطوعة مزمار عبد السلام ..


قاسم :طمنى بس معكش صوره للفرح بتاعهم عاوز اشوف اللى اتهزتلها الداخليه كلها الفضول هيقتلنى ياجدع ...


غريب :والله كنت عارفك هتموت وتشوفها وعشان كده صورتهم عشان خاطرك انتا بس ...وطلع تليفونه وفتح الصوره وادهاله ..


قاسم اول مابص للصوره اتخض وبص لغريب ورجع بص للصوره :اووووبااااه يبن اللعيبه ياايوب ...دى مش تستاهل الداخليه تقف على رجل عشانها ..دى تستاهل مصر كلها تدخل حرب عشانها ، شايف يلا الجمال ...ولا شفايفها شوف نونو وعاملين ازاى ..عاملين كده وضم شفايفه ومدهم لقدام واثناء ماهو عامل الحركه دى لقى جواهر واقفه قدامه وحاطه اديها فوسطها ...


قاسم :كويس انك جيتى كنت لسه هنده عليكى تيجى تشوفى بوقى عمل ليه كده مره وحده ومش راضى يتعدل  ومد بوقه تانى بنفس الوضع ...


جواهر رفعتله حاجب واحد ومدتله ايدها ...هات ورينى مين دى اللى تستاهل مصر كلها تحارب عشانها ...ومدت ايدها اخدت من ايده التليفون وبصت للصوره ورجعت بصتله ...


قاسم :ايوه افهمى غلط افهمى ..هى عادتك ولا هتشتريها يعنى ...حتى متستنيش افهمك ..اوعى تستنى ..


جواهر :لا فهمنى انا مستنيه اهو ..اتفضل اتكلم 


قاسم :بصى كويس للى فالصوره دى واحفظى شكلها عشان انتى هتكونى اول وحده بعيدا عن الحكومه شوفتى العميله المزدوجه الملقبه بسمراء النيل ..


جواهر :ياسلااااام 

قاسم :متستعجليش واصطبرى لما تعرفى بطولاتها ...دى متقلش عن ناديه الجندى بطوله ولا تضحيه ...دى خدعت اكبر عميل صهيونى وساعدتنا على اختراق راس غالب  ...اكبر منطقه بتضم مدرعات ومعدات للعدو ...

وكمل بحماس ومش بس كده ...دى دلوقتى قاعده فى تل ايوب ..وسط القصف والقنابل المسيله للدموع والرصاص الحى بتدافع عنك وعن بلدك ...


وللاسف اتأسرت هناك  ...يبقا تستاهل مصر كلها تحارب عشانها ولا لا ياهانم ...

مصر عمرها مبتتخلى عن ولادها الاوفياء الابطال ابدااا 


جواهر مدت ايدها هرشت فاسفل وشها ورجعت بصت للصوره وهى ماده بوزها وملامحها واخده وضع الاستغراب  بس انا اعرف ان المنطقه اللى فسينا اسمها راس غارررب مش 

غالب

قاسم :دى راس ودى راس تانيه خاااالص ياهبله وبعدين مين قلك انها فسينا اصلا ..هى سينا فيها عدو وعنده مدرعات ومعدات؟ عشان تشوفى الجهل وصل بيكى لفين .


جواهر بصت لغريب  .... هو صاحبك دا بيقول ايه ياغريب ...هو فيه تل اسمه تل ايوب وراس غالب؟ 


قاسم :اشششش بلاش الاسئله الغبيه دى ياجواهر هتفضحينى يقولو مرات عقيد ومش عارفه حاجه ...تل ايوب دا بنوه بعد ماخترقنالهم تل ابيب علطول وسموه الاسم دا عشان ربنا يديهم صبر ايوب عاللى بنعمله فيهم ....يلا ياجواهر روحى لعيالك ملكيش دعوه انتى بالامن الوطنى ...ربى عيالك ياحبيبتى ربي عيالك ..


جواهر مشيت وغريب دايس على شفايفه طول الوقت وعامل انه بيبص بعيد ومش منتبه لكلام قاسم وهو من جواه ثانيه وكان هينفجر من الضحك ...


قاسم :خد ياعم تليفونك كنا هنروح فداهيه ...غريب مد ايده ياخد التليفون لكن قاسم رجع بص للصوره بصه اخيره قبل مايديه التليفون وبعدها قال :


ماذا بينك وبين الله ياايوب عشان تتجوز وحده زى دى وببلاش يبن المحظوظه ...


غريب :اهو بعد الجمله دى انا واثق ان سمراء النيل اتفجرت هى وتل ايوب مع بعض فنفس اللحظه ...الله يرحمهم كانو فدائيين ..


قاسم :بس بقا انا مبحسدكش غيرك انتا بس ..عشان بفرح بيك ...مش بيقولك ميحسد غريب الا صحابه ...وانتا ملكش صاحب غيرى ..


غريب هز دماغه ومشى من قدام قاسم وراح قعد جمب ابوه وعمه عبد السلام ..


عبد السلام :وعمل العمليه ولا لسه 

ماهر :لسه والله ياعمى.. سكره مش متظبط وخايفين يعملهاله 


غريب :دا مين دا 

ماهر :عمك طه يبنى محتاج تغيير صمام فالقلب والدكاتره مش عارفين يعملهوله وسكره علطول عالى خايفين عليه من المضاعفات ...


غريب بتأثر :لا حول ولا قوة الا بالله ..ودا من امتا ده..وليه محدش قالى  


ماهر :من ٦شهور تقريبا وهو تعبان ويوم فالبيت وعشره فالمستشفى ...وبعدين انتا فين عشان حد يقولك يبنى ..عمك طه سايب الشغل من سنه وشويه وكل مااروحله يسألنى عليك واقوله كويس وبيبعتلك السلام ...


غريب :معلش بكره ابقا اروح ازوره قبل ماارجع على سينا ..


ماهر :ليه ياغريب؟ يعنى معقوله يبنى بعد المده دى كلها تنزله يوم واحد بس ؟ دنا قلت هتقعدلك اسبوع ولا حاجه معانا 


غريب :صعب جدا يابابا عشان ظروف شغل  مش هقدر 


ماهر اتنهد :عموما براحتك  ...


خلصت الحفله واللى هيروح روح ومفضلش بس غير غريب ومريم واميره وقاسم وجواهر وطبعا سكان الفيلا ...


مريم بصت لغريب بصه طويله قبل ماتقوله :غريب عايزه اطلب منك طلب ...عاوزاك تطلق اميره 


اميره سمعت الكلمه دى وانتفضت ووقفت وغريب رفع دماغه بعد ماكان مشغول بالتليفون بيوري عليه حاجه لقاسم وانفاسه عليت ولقى نفسه بيبص لاميره  وعنيه وملامحه تجلى فيها اشد انواع الغضب وللوهله الاولى اللى يشوف منظره دا يفتكره زعل من كلام مريم لكنه سرعان ماهيغير رايه بمجرد سماعه لغريب بينطق بدون تردد وبصوت جهورى  ...


انتى طالق يااميره ...طالق ...

طالق ...طالق..طالق... 

فضل يقولها وكل مره تخرج بغضب اقوى ...كل مره تخرج كانها بركان خارج من جوفه ...مسكتش  غير وابوه بيزعقله ويقوله كفايه ياغريب كفايه ..وقاسم مد ايده على كتفه عشان ينبهه للى بيعمله حتى عشان مريم اللى دموعها نزلو من قساوة الموقف ....

اما اميره فكانت بتسمع وهى على حافة الانهيار ومع نطقه لآخر كلمه كانت واقعه على الارض مغمى عليها والكل جرى عليها ....فوقوها مريم وجميله اما جواهر وناديه كانو واقفين بعيد واخدين دور المتفرج لانهم كرهو اميره جدا من بعد جوازها من غريب فى ظروف غامضه واتدمرت بعدها العيله كلها واتفككت  ..


فاقت اميره وفضلت تصرخ فامها مريم ...ليه عملتى كده ياماما ليه 


مريم ضربت اميره بالقلم :فوقى بقا ..فوقى لنفسك ولسنين عمرك اللى ضاعت ...


اميره :طيب انا ليا حجات كتير فالشقه عايزه اروح اجبهم 

مريم :انا وناديه هنروح نجيبهملك ..انتى خلاص معدتيش هتدخلى الشقه دى تانى ولا فيه اى علاقه بتربطك بيها او بصاحبها من بعد النهارده ..


غريب قام خرج بسرعه ركب عربيته واتوجه للشقه اللى عاش فيها مع ليله اسعد ايام حياته ....

فتح الباب وابتسم وهو بيتخيل انه بيسمع صوت خلخالها اللى كانت نغمته اول حاجه بتوصل لمسامعه لما بيدخل من الباب ...اتلفت حواليه بحنين لايام عاشها هنا بسعاده ..


لراحة البال اللى كان فيها وقتها ..

اتنهد وكمل طريقه لجوا الشقه لكنه كل مايدخل مكانش بيلاقى اى حاجه فمكانها ..اميره غيرت كل معالم الشقه ضيعت منظرها اللى كان متعود عليه وضيعت معاها زكرياته وحبه للمكان ...

كان بيدور فالمكان على اى اثر لليل ...

على ريحتها لعل وعسى تكون متشبثه بركن من اركان الشقه ورفضت انها تختفى زى صاحبتها ...لكن للاسف ملقيش اى حاجه من ريحة ليل ...حتى لما فتح الدولاب اللى كانت فيه هدومها فالاوضه التانيه واللى كان محتفظ فيها بكل حاجة ليل ملقاش منهم اى حاجه ...مستغربش اميره عملت كده ازاى وازاى قدرت تفتح الباب ومفتاحه معاه لانه عارف ان اميره شيطان والشيطان بيقدر يعمل اى حاجه ....


قعد فالاوضه القديمه بتاعت ليل وكان كله امل لما فكر ييجى ان المكان يريحه زى ماكان بيعمل زمان ...لكن للاسف مش دا اللى حصل ...

اللى حصل انه حس انه بيتخنق طول ماهو قاعد فالشقه وحس ان حيطانها بتديق عليه لما قربت تطبق ضلوعه ...


نزل جرى واخد عربيته وفضل يلف بيها لغاية ماتعب وفالاخر ركنها فمكان منعزل ونزل من الكرسى القدام وركب ورا.. واتمدد على الكراسى وهو حاطط ايده تحت دماغه وباصص من شباك العربيه للسما وعينه متعلقه على النجمه اللى حاضنها القمر وبيتمنى انه فيوم من الايام يحضن نجمته هو كمان ....


حس بخنقه اكتر ونزل من العربيه وبرغم انه فمكان مفتوح الا انه كان حاسس ان براح الكون بحاله داق عليه ...


قعد على الرصيف اللى كان عالى عن الارض نسبيا وكان سايب باب العربيه مفتوح ومشغل اغنية الجسمى ...وسارح مع كلماتها .....


انا كل مانويت انسى ليك الزكرى ترجعنى 

ترا للحين انا احبك واشوفك بين حين وحين 

فراقك  اه يافراقك كسر قلبي وعذبنى 

وانا نذرن عليا ابقى احبك اليييوم الدين 

حبيبي تدرى ويش اللى فيا غيابك حييل تَعَبنى

احسك طرت من ايدى كدا فجأه بغمضة عين .

ماحد غيرك يبكينى ..ماحد غيرك يفرحنى 

جميع الناس بيقربى وناطر جيتك للحين 

حبيبي كل مانويت انسى ليك الذكرى ترجعنى 

ترا للحين انا احبك واشوفك كل حيين وحين 

فراقك اه يافراقك ..كسر قلبي وعذبنى .


خلصت كلمات الاغنيه وغريب نفخ آخر دخان سيجارته وهو بيولع منها وحده تانيه عشان تستمر ملحمة التدخين اليوميه ...غمض عنيه وهو بيرجع بذاكرته تقريبا لاكتر من تلت سنين ونص وتحديدا لليوم المشئوم اللى خسر فيه كل حاجه ...


فلااااااش باك ..


غريب صحى ورفع ايديه يتمطع وهو لسه مغمض عنيه ولمهم  بسرعه لما اتألم ورجع افتكر اصابت كتفه ومد ايده تلمسها ..


ابتسم وهو حاسس بتقل دماغ ليل على صدره ومد ايده بحب خللها بين خصلات شعرها لكنه فتح عنيه بصدمه لما خلص طول الشعر فايده بسرعه واكتشف ان دا لاطول ولا ملمس شعر ليل ..

شال الشعر من على وش النايمه على صدره بايد بتترعش واتصعق وهو بيشوف اميره ...اتسحب من تحتها وقعد على السرير وشال الغطا من عليها واتصدم وهو شايف اثار بتدل على انها فقدت عذريتها ..

.قام منتور من على السرير ووقف على بعد منه ورفع كف ايده فرده وضرب بيه وشه كله وهو بيقول ...ليل ..نادر ..ماما مريم ..


فالوقت دا اميره ابتدت تتململ فالنوم واول مافتحت عنيها بصت حواليها بتفاجؤ وبعدها قعدت ولمت نفسها وهى بتبص لغريب وشويه وابتدت تصرخ بهستريا ...ليه عملت كده ياغريب ليه ..مفكرتش فنادر ..مفكرتش فليل ؟ مفكرتش فماما مريم ؟ مفكرتش فيا انا قبل ماتعمل عملتك دى ؟ 


ذنبى ايه انا اذا كنت مش طايق ليل ومستحمل وجودها فحياتك بالعافيه زى ماطول الليل بتقول ...

كنت بتفكر فأيه وانتا طول الوقت بتتمنانى زى مابتقول وانا خطيبة اخوك وامانة مريم عندك ؟ ...ذنبى ايه انا ادفع تمن ضعفك وانانيتك...


مبتحبهاش ومش طايقها للدرجادى سايبها معاك وعلى ذمتك ليه متطلقها 

وتشوفلك وحده غيرها طالما قرفان منها بالدرجه اللى كنت حاساها فكلامك امبارح! ...


 زعقت فيها عشان تسكت وانا حتى مش سامع هى بتقول ايه من كتر مادماغى متشوشه ..مش سامع غير صوت دوشتها ...زعقت فيها بعلو صوتى عايز اسكتها  لكنها مسكتتش وزادت فصراخها وهى بتقول 


اميره :لا مش هسكت ياغريب وهتكلم وهفضحك واخلى كل الناس تعرفك على حقيتك ...تعرف انك بميت وش والف مله ...تعرف انك شيطان لابس قناع حمل ...


 جريت عليها ورفت ايدى عشان اضربها ولاول مره ايدى تترفع على بنت لكنى اتراجعت وانا شايف عيون اميره باصه فين ...

شفتها بتبص على الباب وهى بتحمى وشها منى بخوف .


 لفيت بسرعه وانا بتمنى ان اللى جه فبالى ميكونش حقيقه وكل قوتى بادت وانا شايف ليل قدامى اقل مايقال عن حالتها انها بتموت وهى حاطه ايدها على بوقها حبيبتى ودموعها نازله على وشها مغرقاه ...


حسيت ان روحى بتتسحب منى حرفيا ..جريت عليها وانا بهمس باسمها وانا حاسس انها فاى لحظه هتقع ..لكن اللى حصل انها جريت من قدامى وفتحت باب الشقه وقبل مااوصلها ولا امسكها ..


جريت وراها لكنها كانت اسرع منى ..نزلت السلم وطلعت الشارع وبصيت عليها لقيتها اختفت ..بقيت اروح واجى فالشارع زى المجنون وانا بنادى باسمها وبتمنى ترد عليا لكن دا محصلش ...


وقفت وسندت باديا على عربيتى من التعب وبصيت لفوق على سبب خراب حياتى وطلعت على فوق اجرى ..


كان هدفى الاول انى اجيب مفاتيح عربيتى والبس تيشرت وانزل بسرعه ورا ليل ادور عليها فكل مكان ممكن تروحه ...دخلت من باب الشقه واستوقفنى صوت الخلخال وهو بيرن ..دخلت للاوضه بسرعه ولقيت الست هانم لابساه وفهمت ساعتها لعبتها القذره واستغلالها حالتى وعدم تركيزى وخلتنى اتقرب منها وانا مش فوعييى ...


زقيتها على السرير وفقدت وانا بضرب فيها باديا الاتنين على وشها وفكل مكان فجسمها ومسكت رقبتها وضغطت عليها بأديا لغاية ماروحها كانت هتطلع فايدى حرفيا مسبتهاش غير لما صورة ماما مريم جت قصاد عينى ...

بعدت اديا عنها وانا بنهج وحتى محستش بجرحى اللى اتفتح غير وانا حاسس بحاجه دافيه بتنزل على دراعى ومسكت رجلها وحاولت افتح الخلخال لكن مع توترى معرفتش افتحه وقومت شاده شد من رجلها بكل قوتى اتقطع ...


 مكنتش مستحمل اشوف اغلى حاجه على قلبي لابساها احقر واحط انسانه فالدنيا ...


حطيته فجيبى بعد مانجحت انى اخده منها واخدت تليفونى فطريقى ونزلت جرى وطول الطريق فضلت عنيا طايره فكل مكان تدور عليها 

 قلت ممكن الاقيها قاعده فمكان بتاخد نفسها وتكون مقدرتش تكمل وهى فالحاله دى ..

طلعت تليفونى وفضلت ارن على ليل مفيش رد وبعدها فضلت ارن على قاسم بيدينى مغلق الحيوان ..رميت التليفون من ايدى وسقت بكل سرعتى 


طلعت  على شقة قاسم وجواهر ورنيت الجرس زى المجنون وفضلت مستنى دقايق لغاية ماسمعت الباب اتفتح عدو عليا سنين ...


لقيت قاسم فوشى وشكله لسه صاحى من النوم ...مسكته من هدومه وزقيته من قدامى ودخلت خطوتين جو الشقه وابتديت انادى على ليل بعلو صوتى لكن محدش رد عليا ..


وقفنى صوت قاسم : فيه ايه ياغريب وبتدور ليه على ليل هنا ؟

غريب : بدور عليها هنا عشان اكيد ملهاش مكان تروحه غير هنا ...قولى هى فانهى اوضه ياقاسم وادخل ناديلها بسرعه ...


قاسم :اوضة مين واناديلها ايه ياعم انتا ...وهى هتعمل ايه هنا وجواهر مش هنا اصلا ..جواهر ولدت فالمستشفى وليل اكيد معاها .


مال حالتك عامله كده ليه وايه الدم اللى مغرق دراعك دا جرحك اتفتح يخرب بيتك ...فيه حد لما ميلاقيش مراته يعمل كده ؟ انتا الحبايه بتاعت امبارح لسه مأثره عليك لحد دلوقتى ؟ 


وهنا غريب سمع سيرة الحبايه واخد قاسم على خوانه  اداله بوكس وقعه على الارض ونزل لمستواه واستمر يضرب فوشه بدون وعى لما خلى وشه مش بايناله ملامح من الضرب وقاسم من الذهول مش عارف يتكلم ولا يدافع عن نفسه حتى... لغاية ماغريب تعب وساب قاسم لوحده ...


قاسم وهو بينهج :الله يقطعك ..ويقطع ليل ...ويقطع صُحبتك الخ....ه يامجنون يبن المجانين 


غريب مسكه من هدومه :اسمها ايه المستشفى اللى فيها مراتك انطق ...

قاسم :مستشفى ال(..........) 

غريب سابه ونزل على تحت جرى  وركب عربيته وساق باقصى سرعته على المستشفى وقاسم لبس اى حاجه وغسل وشه بشوية ميه ونزل اخد عربيته وراح على المستشفى ...


غريب وصل وسأل على اسم جواهر وعرف هى فانهى اوضه واللى كانت فالدور التانى ...


اخد السلم فخطوتين ووقف قدام الاوضه وهو بينهج وخبط على الباب خبطتين وفتح ودخل حتى من قبل مايسمع الرد ...

جميله وجواهر اول ماشافو منظر غريب الاتنين شهقو فصوت واحد وجميله حطت اركان ابن جواهر اللى كانت شايلاه على السرير جمب جواهر وراحت جرى على غريب وهى بتسأل بخوف ...مالك ياغريب ايه اللى عمل فيك كده ...


لكن غريب مردش لانه كان مشغول بتمشيط كل ركن فالاوضه بعنيه وهو بيدور على ليل ولما ملقهاش التفت لعمته وسألها ..


ليل فين ياعمتى ..

كان رد جواهر اسرع من رد مامتها وهى بتقوله :ليل لسه مروحه من شويه ...هى موصلتش ولا ايه ..


جميله :اهدى يبنى تلاقيها اتعطلت عشان وقفت تشترى حاجه كده ولا كده ..ولا وقفت تشتريلكم فطار عشان تفطرو مع بعض ...


غريب :لو جات هنا كلمينى فورا ياعمتى انتى او جواهر و سابهم وخرج بسرعه لما اتاكد ان ليل مجاتش ومبقاش قدامه غير آخر مكان يدور فيه وهو الفيلا ....


هو وخارج قابل قاسم فالممر وعدى من جمبه من غير مايتكلم وهو ماشى اداه كتف قوى خلى قاسم اترمى على الحيطه وحتى مهمهوش ان الكتف اللى اداه لقاسم كان من ناحية دراعه المتصاب ...


قاسم وهو بيحاول يرجع يتوازن مره تانيه عشان يقف على رجليه ...بص لغريب وهو ماشى وهز دماغه بقلة حيله وقلة فهم من تصرفات غريب اللى عدت الغرابه النهارده بمراحل ...


دخل عند جواهر واول ماجواهر وجميله شافوه الاتنين ابدو نفس ردة الفعل اللى ظهرت عليهم لما شافو غريب وحالته ...


جميله :هو فيه ايه مالكم يبنى ايه اللى عمل فيكم كده انتا وغريب .


قاسم :الله مش كنا فمهمه ولسه راجعين ، اكيد اللى عمل فينا كده شوية المجرمين اللى كنا بنقبض عليهم ..مش محتاجه ذكاء يعنى ..


جواهر :بس انتا لما كلمتنى مكنش فيك حاجه ولا كنت متخرشم كده ...ولا كان فيه خدش حتى فوشك ..

قاسم :لا مهو اللى انتى متعرفيهوش ان دا نوع جديد من الضرب اسمه ضرب ممتد المفعول طويل المدى ...يعنى انضرب النهارده اثار الضرب تظهر بعدها بمده زى اللى فوشى دا كده ..


جواهر :لا ياااشيخ 

قاسم :ايوه امال انتى فاكره ايه ..حتى الضرب اتطور ياماما ونزل نوع جديد ...تحبى ادوقهولك اديكى بونيه فمناخيرك تظهر اثارها يوم السبوع بتاعك .


جواهر بصتله وديقت عنيها وبصت لامها جميله اللى واقفه هى كمان ومش فاهمه ايه اللى بيحصل مع الاتنين دول النهارده ..


قاسم :سيبك بس انتى من الضرب  والحرب وناولينى الواد دا خلينى اشوفه ..

قاسم شال ابنه وبصله وبص لجواهر ورجع بص للولد بسرعه :ابن مين دا ياجواهر ؟ 


جواهر :ابنك هيكون ابن مين يعنى ؟ 

قاسم :بس دا عنيه زرقا واحنا مفيش عندنا فعيلتنا كلها الاوبشن دا !

جميله :طالع على سته المرحومه ماما وخال امه ماهر واخد نفس لون العيون ..


قاسم :ولا ياكل معايا الكلام دا ...وهو ايه اللى هيخليه يضرب المشوار دا كله عشان يروح ياخد لون عنيه من الناس دى ...دى لفه طويله عليه ياحبايبى ....وبص للولد بتركيذ وهو بيقول :ومن هنا يأتى دور ال DNA 


جواهر بصت لقاسم وضربت جبينها بايدها وهى بتهز دماغها بغلب ومدت ايدها رنت على ليل تطمن انها وصلت شقتها لكن الغريبه انها لقت تليفون ليل مغلق .....


فى الاثناء دى اميره كانت لبست هدومها ورنت على مريم مامتها واول ماجالها صوت مريم صرخت وهى بتقول : الحقينى ياماما تعاليلى بسرعه ...خلصت جملتها وقفلت التليفون واخدت شنطتها ونزلت بسرعه من الشقه قبل ماغريب يرجع لانها متاكده انه المرادى هينهى حياتها فورا لو شافها لسه قاعده فالشقه ...


نزلت اميره وراحت على سكن الطالبات اللى كانت قاعده فيه ايام الكليه لانها متعرفش مكان تانى فالقاهره غيره هو او فيلا ماهر ودا مكان متقدرش تروحه خالص ..


صاحبة السكن لما شافت اميره وحالتها واميره قالتلها انها اتعرضت للسرقه وواحد حرامى عمل فيها كده لما قاومته  ومأنقذهاش من الموت على اديه غير الناس لما اتلمت عليهم صاحبة السكن صدقتها واتعاطفت معاها ودخلتها السكن لغاية ماحد من اهلها يجى من بلدهم ياخدها ...


مريم رنت على اميره تانى واستفسرت منها هى قاعده فين وبسرعه قالت لراضى انها مسافره القاهره عشان اميره منهاره والظاهر انها شافت النتيجه وطلعت نازله فمواد ولازم اكون جمبها ...


ودا كان تخمين مريم الوحيد لحالة اميره اللى كانت فيها وهى بتكلمها ...وبالفعل مريم اخدت اول مواصله على القاهره وهى فالطريق رنت على اميره وعرفت منها انها فسكن الطالبات بتاعها واستغربت انها مش عند ليل وغريب ورجحت دا برضو ان ممكن يكون زميلاتها فالسكن لما لقو حالتها كده اخدوها معاهم وراحو بيها للسكن عشان ترتاح ...

برغم ان السيناريو اللى دماغ مريم اخترعه مش داخل دماغها بنسبة 100% الا انه التفسير الوحيد اللى عقلها توصل ليه .


وصلت مريم للسكن وطلعت مع مديرة السكن لاوضة اميره والمديره سابتها على الباب ومشيت ومريم اول مافتحت الباب وشافت منظر اميره شهقت بصدمه 


اميره اول ماشافت امها قامت من على السرير وجريت عليها واترمت فحضنها وهى بتشهق وتتكلم وهى دافنه دماغها فصدر مريم بصوت مكتوم :انا اتدمرت ياماما دمر حياتى ..اغتصبنى وضيعنى ياماما ...

مريم سمعت الكلمتين دول مع حالة بنتها ووشها اللى اثر الضرب والعنف باين عليه ونزلت على الارض وهى حاسه الدنيا بتضلم قدام عنيها ومش سامعه غير صوت اميره من بعيد بتنادى باسمها ...


فين وفين لما قدرت اميره تفوقها واول مافتحت عنيها بصت لاميره :انتى بتقولى ايه ..مين اللى اغتصبك انطقى ...


اميره :غريب ياماما هو اللى عمل فيا كده 

مريم :غريب مين ؟ غريب بتاعنا؟ انتى بتقولى ايه ؟ طب ازااااى ..وابتدت تلطم على وشها وهى بتقول يامصيبتك السوده يامريم ...يافضيحتك يامريم ..ياسواد سنينك يامريم ...يبنتى قولى مين اللى عمل فيكى كده عشان غريب ميعملش كده 


اميره :لا ياماما عمل واللى انتى شايفاه قدامك دا حقيقه ..غريب ضيعنى يماما ضيعنى ...

**********


اما غريب فبعد ماراح على الفيلا وملقيش ليل هناك مبقاش قدامه غير آخر مكان يدور عليه فيه و متأكد انه هيلاقى ليل فيه ...البلد 


طلع بعربيته على البلد وهو مش شايف طريقه من صداع دماغه وغواش عنيه واللى زاد حالتة سوء.... النغزه اللى فقلبه واللى كل مالها وتزيد لغاية ماكتمت نفسه وخلته مش قادر يتنفس ..


وقف على جنب شويه وفضل يدلك بايده فوق قلبه فتره من الزمن لغاية ماحس انه بقا احسن شويه ورجع يكمل طريقه للبلد واللى هى آخر محطه بالنسباله للبحث عن ليله واخيرا وصل لمشارف البلد وداس بنزين ودخل البلد بكل سرعته متخطى الطرقات الديقه وعجل العربيه عامل وراه شبورة تراب من السرعه ..


وصل قدام بيتها ونزل بلهفه انطفت اول ماشاف القفل على الباب ...قرب من الباب ومسك القفل بأيده وهو بيتلفت يمين وشمال وبعدها اتجه للساقيه بدون تردد ...وادى امل تانى بيتبخر وهو شايف مكانها المعتاد واللى بتقعد فيه فاضى وليل مش موجوده فيه ولا موجوده فالمربع اللى حوالين الساقيه كله ....واللى قطعه فثوانى وهو بيجرى فيه بحركه دائريه يدور عليها ...


وقف وحط اديه فوسطه وبص للسما وغمض عنيه بعد ماضوء الشمس اذاهم ...نزل وشه للارض ورفعه تانى وهو بيمشى بخطوات سريعه ناحية عربيته وركبها وساقها لغاية القرافه ..وقف بالعربيه ونزل دخل يدور عليها بين القبور زى المجنون ...ومع آخر خطوه بيخطيها وبتعلن عن انتهاء مساحة القرافه قعد على الارض مقرفص وسند ضهره على قبر وحط دماغه بين ايديه بيأس وهو بيسأل نفسه ...ياتري روحتى فين ياليل ؟

فتح تليفونه وحاول يرن عليها تانى لكن برضو رقمها مقفول ..حاول يدخل على صفحتها عالفيس لقاها اتقفلت ...ساعتها حس الدنيا كلها اتقفلت فوشه ...وخصوصا بعد مااتصل بشركة التليفونان وطلب منهم يحددوله مكان الجهاز واداهم نوعه والشركه بلغته انها متقدرش تعمل دا وخصوصا ان الجهاز مش معموله تحديد موقع ولا حتى حد دخل من خلاله على IMEl وعمله تتبع فى حالة ضياعه او سرقته ودا خلى استحاله الوصول للجهاز او موقعه ..


سأل عليها اهل البلد كلهم كبير وصغير ...ولما الكل اجمعو ان محدش فيهم شافها ..كلف واحد من اهل البلد غلبان انه يفتح عينه واول ماليل تنزل البلد يبلغه على الرقم اللى اداهوله وطلب منه انها لو جات يحبسها لغاية ماغريب ييجى ياخدها بنفسه ...


واداه مبلغ محترم ووعده ان كل اول شهر هيبعتله مبلغ فى مقابل انه تكون كل شغلته فالحياه مراقبة بيت ليل والساقيه والقرافه لغاية ماتظهر ويسلمهاله وساعتها هيديله مبلغ مكنش يحلم بيه ...


رجع للقاهره بالعربيه وعلى رأي المثل زى ماراح زى ماجه بيسأل نفسه الف مره فالثانيه ياترى ليل فين وحالتها ايه دلوقتى ....


اثناء ماهو راجع تليفونه رن مسكه بلهفه وبص فيه ونفخ وهو شايف رقم مريم ودى كانت تانى مواجهه من اطراف المثلث اللى بتتكسر  اضلاعه واحد ورا التانى  ...ليل ...مريم ...نادر 


                       الفصل التاسع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-