أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الاخير بقلم امنية يونس


 رواية مرآة الحب 

الفصل الاخير الخاتمة 

بقلم امنية يونس

بعد مرور سبع سنوات في مدينة الضباب ها هو يقف على المنصة يناقش رسالة الدكتوراه في جامعة من أعرق الجامعات في العالم في حين تناظره هي بعيون تلمع بالفخر حين أعلنت اللجنة عن منحة درجة العالمية ركض إليها يناظرها بامتنان يهديها نجاحه لولاها ما وصل لتلك المكانة اقترب منها مقبلاً رأسها وكلتا يديها ليجد عينيها تترقرق بالدموع فيمسحها بأطراف أصابعه 

يوسف بعشق خالص  : لا حبيبتي هاتان العينان لم تخلقا للبكاء 

أوليفيا : مبارك يوسف 

يوسف : مبارك لنا حبيبتي لولاك لمَ وصلت هنا أبداً 

نظرت إليه بحب لتتذكر يوم أخبرها والدها بعرض يوسف للزواج لتثور يومها وتعترض فكيف لها أن ترتبط بخائن نعم فقد أخبرها والدها بقصته منذ أول يوم له في لندن 

فلاش باك 

طرقت الباب علي مكتب والدها ليسمح لها بالدخول 

أوليفيا بابتسامة : مرحباً أبي موعد دوائك 

عامر بجدية : اجلسي أوليفيا أريد محادثتك بأمر هام 

جلست أوليفيا علي المقعد المقابل لوالدها بقلق 

عامر : أوليفيا لقد تقدم يوسف لخطبتك 

أوليفيا : يوسف من. ؟ 





عامر : وهل نعرف إلا يوسف واحد 

هبت من مكانها بغضب : أبي هل تمزح وكأنك لا تعرف ماضيه 

عمار بهدوء : ها قد قلتيها ماضيه ما يهمنا حاضره ومستقبله 

أوليفيا وهي تحاول إقناع أبيها : أبي تلك طباع والطباع لا تتغير 

عمار : من أخبرك بذلك حين يريد الإنسان التغير يتغير من أجل نفسه 

حين يكون التغير نابعاً من القلب يكون تغيراً جذرياً يؤثر في المرء وفي المحيطين به أما إذا كان التغير نتيجة الانبهار بشخص ومحاولة التقرب منه  فسرعان ما سيزول ذلك الانبهار ويزول معه ذلك التغير وأما إذا كان من أجل الحفاظ على شخص فسرعان ما نعتاد علي وجوده ونضمنه فيعود كل شيء كما كان وتعود ريما لعادتها القديمة 

تابع عمار : يوسف تغير ومن أجل نفسه ليس من أجلك 

ثم نظر إلي ابنته : ألا تثقين بي حبيبتي 

أوليفيا دون تفكير : بالطبع أبي أثق بك ثقة عمياء

عمار : إذن ثقي بي تلك المرة ووافقي 

لا تنكر أوليفيا إعجابها بيوسف منذ رؤيتها له ولكن حين علمت عن ماضيه قررت الانسحاب فهي لم تعتد يوماً أن تكون الفتاة المنكسرة لذا تعاملت كأنه لم يحدث شيء لكن لا تعرف لمَ تشعر بأن عليها الموافقة يومها قررت الموافقة ولم تندم يوماً علي قرارها بل تحمد الله كل يوم عليه لا تنكر تغير يوسف للأفضل فلم تره يوماً طوال سنوات زواجهم ينظر إلى أي أنثي سواها فقد كانت تملأ قلبه وعقله

ستظل ممنونة لوالدها طوال حياتها علي ذلك والدها الذي رحل بعد أيام قلائل من زفافهم وكأنه شعر بانتهاء رسالته في الحياة واختار جوار حبيبته بعد سنوات من الفراق  

باك 

عادت من شرودها علي صوت صديقتها سيلڤيا 

سيلڤيا : تفضلي عزيزي هذا ابنك لقد أرهقني جداّ 

حملته منها فابتسم لها ابتسامة طفولية جذابة ليحيط زوجته وطفله بذراعه وكأنهما العالم بالنسبة له 

ليجد والديه يقتربان منه بسعادة يشعر بالامتنان تجاه والده الذي أجبره علي السفر فلولاه ما وصل هنا 

وفاء : مبارك حبيبي 

قبل رأسها : شكراً لكِ أمي 

مصطفى : مبارك يوسف أنا فخور بك حقاً 

ابتسم يوسف بسعادة فلأول مرة منذ سنوات يري الفخر بعيني والده 

يوسف مقبلاً جبهته : شكراً لك أبي لولاك ما كنت هنا 






في منزل رواء كانت جالسة أمام المرآة تتجهز للذهاب إلى افتتاح مشفى سيلا وتجلس ابنتها علي السرير بعد أن ألبستها ثيابها  

قاطعها دلوف زوجها إلي الغرفة وهو يغلق أزار قميصه 

زوجها : هيا حبيبتي 

رواء بابتسامة : هيا أنا جاهزة وكذلك تالين 

أمسك بيدها مقبلاً إياها : تُري ماذا فعلت بحياتي ليرزقني الله زوجة مثلك 

واقترب حاملاً طفلته مقبلاً إياها : وطفلة بهذا الجمال أنتِ أمها 

رواء بابتسامة خجولة   : بل أنت هديتي في تلك الحياة حسن 

اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر ذلك اليوم حين دخلت إلي الغرفة لتقابل ذلك الخاطب المزعوم  لتتفاجئي بأن ذلك الخاطب ما هو إلا حسن حب حياتها  لا تنكر أنها كانت مفاجأة سارة كاد قلبها أن يتوقف علي إثرها 

فلاش باك 

دخلت إلي الغرفة وجلست علي الكرسي مطرقة برأسها للأسفل وفي لحظة ما قررت رفع رأسها لتعرف هيئة عريسها المزعوم لتجد حسن ووالده يجلسان مع شقيقها كريم كان سعادتها لا توصف بتلك اللحظة فها هو حبيب طفولتها وصباها وشبابها يجلس في منزلها طالباً يدها كانت ساعة يتوقف عندها الزمن لم تكن تسمع أياً مما يدور في تلك الغرفة  فقد كانت في عالم آخر تحلق بين السحاب لتفيق علي يد شقيقها وهو يربت علي كتفها 

كريم : رواء نحن في الخارج سنترككما تتحدثان لبعض الوقت 

أومأت برأسها بالإيجاب دون رد وكأنما انعقد لسانها فعجزت عن الرد 

بعد خروج شقيقه ووالده من الغرفة نظر لها والابتسامة تزين ثغره 

حسن : كيف حالك رواء ؟ 

رواء بخفوت : أنا بخير 

حسن : هل لديكِ أي سؤال ؟ 

هزت رأسها بالنفي فالمفاجأة قد سيطرت عليها تشعر أن عقلها قد توقف عن التفكير لا تعرف ماذا تسأل 

حسن : سأتحدث أنا رواء لقد أحببتك منذ سنوات قبل حتي أن أدرك معني الحب أحببتك ولم أتوقف عن حبك أبداً سافرت إلى الخارج ورأيت فتيات من كل جنسيات العالم ومع ذلك لم أري غيرك فأنا لم ولن أحب سواكِ كل مرة كنت اتصل بعلا كنت أسأل عنكِ ومرات كثيرة كنت اتصل بعلا في ساعات الدراسة حيث أعلم أنكِ ستكونين بجانبها حتي استمع فقط إلي صوتك وهو ما كان يدفعني للأمام لأنجز ما أتيت لأجله وأعود لأكون بجانبك لباقي حياتي  لطالما دعوت الله في صلواتي أن تكوني من نصيبي 

ترقرقت الدموع بمقلتيها ففي أقصي أحلامها لم تتوقع أن يحبها بهذا الشكل 

فتابع حسن : رواء هل تقبلين مشاركتي حياتي القادمة لتكوني زوجتي وحبيبتي وأم أطفالي ؟ 

هزت رأسها بالإيجاب وهي تشعر أن قدميها لا تحملها فما حدث فوق قدرة استيعابها 

ليتم الاتفاق على أن تكون خطبتها وخطبة رسيل بيوم واحد الأمر الذي أسعدها جداً





 من يحب بصدق يسعي بكل جهده ليصل لمحبوبه مهما كلفه ذلك من ثمن 

باك 

كانت علا تجلس بجانب زوجها في السيارة في طريقها للاحتفال تنظر إلى الطريق بشرود 

أمسك زوجها بيدها مقبلاً إياها : ماذا هناك علا ؟ 

نظرت له بلوم : وكأنك لا تعلم 

زفر بغضب محاولاً التحكم بأعصابه : تلك إرادة الله حبيبتي 

علا : إذن وافق على طلبي 

ماجد : علا أنا لن أكون أباً لأطفال أنتِ لست أمهم 

علا : لكن حقك 

ماجد بمقاطعة : علا ماذا لو كانت المشكلة لدي ؟ 

صدمت علا من سؤاله فلم تتوقع منه سؤالاً كهذا 

ماجد بحسم : أجيبي عن سؤالي علا 

علا : بالطبع لا ولكن تلك مختلفة عن تلك 

ماجد : لا علا هو نفس الشيء ولا تفتحي ذلك الموضوع مرة أخرى 

أسندت رأسها إلي نافذة السيارة وهي تتمني أن تصبح أماً تشعر أن سعادتهم ناقصة كل من ذهبوا إليه من الأطباء يخبرهم أنه لا مشكلة لدي أي منهم لكن المسألة مسألة وقت ولكن سبع سنوات وقت طويل جداً بالنسبة لها لذا عرضت عليه أن يتزوج ربما ينجب لكنه رفض رفضاً قاطعاً 

ظهر شبح ابتسامة علي وجهها وهي تتذكر كيف خطبها 

فلاش باك 

كانت تتجول في خطبة رسيل ورواء بفستانها الهفهاف الذي يتطاير حولها لتبدو كفراشة تتطاير بين الأزهار 

لاحظت أنظاره المسلطة عليها لكنها لم تعر الأمر أي اهتمام فقد كانت سعادتها بصديقتيها تطغي علي أي شيء آخر 

لتفاجئ بعد مرور يومين بوالدها وهو يخبرها بتقدم ماجد لخطبتها لا تعلم لمَ وافقت علي مقابلته فقد شعرت بانجذاب غريب  ناحيته لتتم المقابلة علي خير ويحدث قبول بينهما ليتم الزفاف بعد فترة مع زفاف رواء ورسيل

باك 

 أحبته فعشقها ليزداد حبهما قوة ومتانة بمرور الأيام لكن ما يعكر صفوة حياتهم هو تأخر الإنجاب أو بالأحرى ما يعكر حياتها هي فهو الأمر لا يعنيه بالمرة ولا يضايقه 

كانت رسيل تنزل من السيارة تنظر إلي المشفى ذلك الصرح الذي استغرق سنوات وسنوات من عمرهم حتي وصل إلى هنا 

كان يناظرها بسعادة لتلك الفرحة البادية علي وجهها كطفلة صغيرة حصلت على لعبة لطالما حلمت بها 

كريم : مبارك حبيبتي 

رسيل بابتسامة : مبارك لنا كريم فتلك المشفى هي حصاد سنوات من الكد والتعب شكراً لتشجيعك ودعمك 

أحاط كريم كتفيها بذراعه : رسيل أنتِ تستحقين الدعم وأنا فخور بك وبكونك زوجتي لقد وصلنا إلى هنا لأننا معاً وقد تعاهدنا علي ذلك منذ البداية أن يكون كل منا داعماً للآخر 

رسيل : أتعلم كريم أنا أشكر الله كل يوم علي وجودك بحياتي 

كريم بعشق : بل أنا أشكره كل دقيقة علي وجودكِ 

ابتسمت رسيل بخجل فمهما فعلت لا يمكنها مجاراته في حبه 

نظرت إلي لوحة المشفى وإلي الاسم المحفور عليها وهي تردده بخفوت اسم طفلتهم الحبيبة سيلا 

استمعت إلى صوت أحد المارة وهو يردد لمحبوبته قول الشاعر 

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى فما الحب إلا للحبيب الاول 

ابتسمت بسخرية علي تلك الكلمات فهي الآن لا تتذكر يوسف علي الإطلاق لا تحبه ولا تكرهه فلا يأتي ذكره علي بالها نظرت إلي زوجها بحب وهي مقتنعة أن لا حب للحبيب الأول ولا حتي للحبيب التاسع الحب للمحب بصدق الحب للأوفى والأصدق أياً كان رقمه في حياتنا وهذا ما وجدته بكريم فهو حب عمرها وما قبله كان سراب 

بعد مرور بعض الوقت كان الجميع يقف أمام المشفى حتي يشهدوا تلك اللحظة ليمسك كريم المقص ويمسك بيدها ليقصا الشريط معاً ويدلفا إلى المشفى يتبعهم الباقون حتي قاطعها سقوط علا أرضاً فتم نقلها لغرفة بالمشفى لتكون أول مريضة لديهم ليتضح أنها تحمل طفلاً في أحشائها 

علا بدموع وهي تلمس بطنها : أنا حامل 

جلس ماجد بجانبها مقبلاً أعلي رأسها : ألم أخبركِ حبيبتي 

ابتسمت بسعادة وهي تضع رأسها علي كتفه 

غادر الجميع الغرفة لتركهم وحدهم 

رواء : أنا سأذهب رسيل لقد نامت تالين 

رسيل : حسناً حبيبتي إلي اللقاء 

رحلت رواء لتنظر ميرڤت إلي ابنتها 

ميرڤت : وأنا ووالدك كذلك يجب أن نذهب 

رسيل : أمي ابقي قليلاً 

ميرڤت : لقد تعبت سنذهب ونأخذ سيلا معنا 

رسيل بقلق  : ماذا هناك أمي هل أنتِ بخير ؟ 

ميرڤت بابتسامة : بخير حبيبتي لا تقلقي 

ثم تابعت بمشاكسة : أراكِ تسألين عني ولم تسألي عن طفلتك 

رسيل بسعادة   أمي إنها تحبك أكثر مني وتقضي معظم الوقت معكِ 

لتلمح والدها لتركض إليه وتحتضنه بسعادة : كيف حالك أبي ؟ 





عماد : بخير حبيبتي مبارك المشفى 

رسيل : شكراً لك أبي 

نظر عماد إلي زوجته : هيا بنا 

ميرڤت : هيا 

رحلت ميرڤت مع زوجها وهي تدعو الله أن يديم سعادة ابنتها 

وقفت رسيل تشاهد شعاع الشمس وهو يبدأ في المغيب وهي مسحورة بذلك المنظر لطالما أحبت مشهد الغروب 

اقترب كريم منها : ماذا تفعلين رسيل 

رسيل : أشاهد الغروب فأنا أعشق الغروب 

كريم : أما أنا فأعشق الشروق 

رسيل باستغراب : لماذا ؟ 

كريم : لأنه يعلن عن ميلاد يوم جديد ميلاد حب جديد فقد غربت




 شمس أحد الأيام علي فقداني الأمل بحبك لتشرق شمس يوم جديد ينبثق معها حبك 

رسيل : أحبك كريم 

كريم  وهو يحتضنها : وأنا أحبك رسيل كما لم يحب أحد من قبل 

ليكون منظر الغروب خلفهم شاهداً على حبهم 


لطالما سمعنا قصص حب أسطورية تحاكي بها الناس ولكن لم نعلم 




خبايا تلك القصص وكيف وصلت إلي هنا وكم بذل الطرفان في سبيل نجاح تلك العلاقة ولتخرج




 بذلك الشكل المبهر فالحب عطاء متبادل بين طرفين يستطيع أي شخص أن يحب لكن لا يستطيع أي شخص أن يعطي 


كل فتاة تحلم بفارس الأحلام الذي يأتي علي صهوة جواد أبيض




 ليكون أميرها الوسيم فاحش الثراء قد يأتي ذلك الشخص ولكن لا يكون فارس الأحلام وقد لا يأتي


 ويأتي شخص آخر بمثابة فارس الأحلام الذي لم نحلم به يوماً 



                 تمت بحمد الله

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-