رواية روح الفؤاد
الفصل الخامس5
بقلم اسراء ابراهيم عبدالله
ذهب محمد تجاه الباب وقال: أنا رايح لمراتي التانية
ولسه هيمشي وقفه صوت روح وقالت: أنا حامل وده اللي خلاني مطلبش منك الطلاق
محمد بذهول: حامل! بجد ولا بتقولي كده عشان ممشيش
روح بدموع: لأ أنا فعلا حامل في الشهر الأول وعملت التحاليل امبارح
ولما زعقتلي عشان الأكل أنا كنت تعبانة بس اضطريت اعمله عشان أكيد بتيجي جعان ومبتاكلش أكل برا
قفل محمد الباب ورجع ليها تاني وقال: يعني أنتي فعلا حامل في ابني أو بنتي
روح: ايوا وياريت تدي لعلاقتنا فرصة عشان ابننا حتى لو مش بتحبني ولا عايزني في حياتك
بس أنا مش عايزة ابني ينحرم من جو العيلة ويبقى بعيد عن أبوه
محمد: طب تمام بس برضوا مش هطلق مراتي التانية وهجيلك تلات أيام أو أربعة لسه لما أشوف الظروف برضوا
روح بغيظ: تلات أيام ولا أربعة إيه يعني أنا حامل وممكن أتعب في أي وقت لازم تكون جنبي
أنت هتروح ليها يوم واحد في الأسبوع بس وإنا باقي الأيام كلها عالاقل تهتم بيا عشان ابنك
محمد بقلة حيلة: ماشي ياستي وممكن ابقى اجيبها هنا يعني لو موافقتش على يوم واحد بس
أصل أنا برضوا بوحشها وهى كمان بتوحشني
روح بردح: نعم ياعنيا ما تجيبها أحسن تسكن هنا العمر كله
محمد بسخرية: ياريت ياختي عالاقل تبقى قدام عيني على طول
روح بنرفزة: متعصبنيش يا محمد وإنا لما بزعل ابنك بيزعل وهيبقى مكشر زيك كده فأنت ضحكني فرحني
عشان يبقى فرفوش
محمد:.حد قالك إنك متجوزة الخليل كوميدي
روح: لا متجوزة محمد أبو عيالي القمر
محمد: ها! طب وسعي كده عشان أدخل واغير عشان أكل وأنام
روح بسعادة: ماشي يا جميل هروح اجهزلك العشا لغاية ما تخلص
محمد بسرعة: لأ اقعدي متشكرين على خدمتك هعمل لوحدي وليكي
روح في سرها: أكيد خايف عليا قرة عيني بس بيداري
محمد: سرحتي في إيه ياختي
روح: ها ولا حاجة بس بقولك إيه يعني ما تتصل بمراتك التانية وقول ليها إني حامل وكده وبرضوا عرفها اللي اتفقنا عليه
نظر لها محمد بطرف عينه: وأنتي عايزاها تعرف إنك حامل ليه هقول ليها وإنا داخل أغير ملكيش دخل بالموضوع ده
روح بضيق: ماشي ياخويا مش عارفة محموق عليها كده ليه
عند سلوى وفؤاد قاعدين مع والدة فؤاد وريم
وبيهزروا وفؤاد دخل غرفته وسلوى استأذنت منهم ودخلت وراه
سلوى: أنت قدمت ولا لسه
فؤاد بابتسامة: ايوا قدمت وواحد صاحبي من أيام الإعدادي خلصلي الورق بجد أنا ممتن ليه
سلوى بحب: عشان أنت طيب هتلاقي الأمور متيسرة ليك بفضل الله
فؤاد: فعلا الحمد لله وهبقى مهندس وتفتخري بيا وكفاية دعمك ليا
سلوى: على فكرة أنا مكنتش عايزة كده لأنك بدون أي حاجة أنا بفتخر بيك كفاية احترامك واخلاقك وطيبتك دول
أهم حاجة ومخليني فخورة بيك ومقامك عال في نظري
فؤاد: حبيبتي تسلميلي بس الزمن اللي احنا فيه ده مبيفكرش زيك
وخلدوا للنوم
وبتعدي الأيام ومحمد بيهتم بروح وبيذهب معها للدكتورة ومبسوط بالبيبي
وفي أحد الأيام رجع فؤاد البيت مضايق ومتعصب عشان يغير القميص بتاعه لأن واحدة وقعت عليه قهوة
والقميص كان أبيض واتبهدل وهو كان رايح يعمل حاجة في الكلية
فتح الدولاب وبيدور على قميص جديد لقيه مش محطوط كويس ومكرمش
فاتعصب أكتر ونادى على سلوى بصوت عال
ذهبت إليه سلوى مسرعة فهذه أول مرة يكون بهذا الشكل
سلوى بخضة: في إيه يا فؤاد ورجعت ليه
فؤاد بزعيق: في إني هدومي متبهدلة يا هانم إيه رمى القميص ده في الدولاب
أنا مش عارف إيه الإهمال اللي أنتي فيه ده اومال لما تخلفي وتنشغلي بالعيال يبقى هلبس الهدوم مش نضيفة بقى
كل ده وسلوى واقفة ودموعها على خدها
سلوى: بس أنا كنت مطبقة ليهم كل هدومك ومفتحتش الدولاب النهاردة خالص
وأنت عارف إني مش مقصرة في شغل البيت ممكن تكون بهدلته وأنت بتلبس ومخدتش بالك
فؤاد بزهق: يعني أنتي بطلعيني أنا الغلطان ماشي لما نشوف آخرتها وراح أخد قميص تاني ولبسه ومشي وهو متنرفز
أما سلوى قعدت تبكي عالسرير ومكنتش تتوقع إن ممكن من الأيام يتهمها بالإهمال ويجيب عليها الغلط
ووضعت وجهها بين يديها وظلت تبكي لأن نفسها عزيزة من أي كلمة بتبكي منها
وفجأة حست بوجع في بطنها والألم بيزيد ودخلت ريم إليها لأنها كانت سامعة الزعيق واستنت لما أخوها ينزل ودخلت لسلوى
وجدتها تضع يديها على بطنها وبتقول ابني هموت من الوجع
اتفزعت ريم من شكلها ونادت على مامتها
دخلت والدة فؤاد بسرعة واتخضت لما شافت سلوى كده
اتصلت على فؤاد بسرعة وقالتله يجي بسرعة
وفضلوا قاعدين جنبها مش عارفين يعملوا إيه
بعد خمس دقايق كان فؤاد وصل دخل بسرعة على غرفتهم لقي سلوى تعبانة جدا وبتبصله ومش بتتكلم
حملها فؤاد بسرعة ونزل يجري ووقف تاكسي وأهله معه وذهبوا إلى المستشفى
ووصلوا ودخلت غرفة الكشف وفؤاد اللي معها
وكشفت عليها الدكتورة وقالت ده بسبب إن حد زعلها جدا وخاصة إنها من النوع الحساس اللي بيتاثر بأي كلمة
ساعتها فؤاد شتم نفسه إنه زعق ليها واتعصب عليها وندم على كل كلمة قالها ليها
سلوى ببعض التعب:.طب وابني يا كتورة
الدكتورة بابتسامة: الحمد لله كويس متخافيش وبصت لفؤاد ياريت لو متزعلش عشان خطر عليها وعالبيبي
فؤاد: تمام يا دكتورة وشكرا لحضرتك وكان رايح يحملها
هى وقفته بايدها وقامت لوحدها
ومبصتش عليه وطلعت وهو طلع وراها ووالدة فؤاد وريم جريوا عليها وسندوها
والدة فؤاد: الدكتورة قالت إيه يابني وكنت بتزعق ليها ليه
فؤاد: والله كنت متعصب ومضايق وعصبيتي جت فيها
لما كمان ملقتش القميص مطبق كويس
والدة فؤاد: عشان سبب تافه زي ده ماشي يا فؤاد ماشي
ريم: أنا آسفة يا فؤاد بس أنا اللي فتحت الدولاب بعد لما مشيت وكنت ياخد قميص من عندك عشان البسه
لأن كان عندي مشوار وكان عيني على قميص معين عندك
وتقريبا أنا اللي بوظت الهدوم
فؤاد بزعيق: يعني خلتيني ازعق ليها هى وهى ملهاش ذنب وأنتي السبب
وطت ريم راسها في الأرض وقالت: آسفة مكنتش أعرف إن ده اللي هيحصل
مردش فؤاد عليها ولكن سلوى طبطبت على ايدها بمعنى متزعليش
ووصلوا البيت ونوموا سلوى عالسرير وفؤاد قعد جنبها
والدة فؤاد: هروح اجهزلك أكل يابنتي عشان تاخدي الدوا
ريم:.وأنا هروح اكوي القميص اللي بهدلته
فؤاد بسرعة: لأ سبيه هكويه أنا واتجه ليها وقال:.آسف بس بجد مش عارف اتحكم في أعصابي النهاردة
لأن كانوا عايزين يلغوا السنة دي عليا فده اللي كان معصبني
ريم بابتسامة: ولا يهمك يا حبيبي ربنا يعينك وييسرلك الأمور
فؤاد وهو حاضنها: يارب
ريم: طب هروح أكلم صحبتي ونتفق على معاد تاني نخرج فيه
فؤاد: ماشي يا حبيبتي وخرجت وهو اتجه ناحية سلوى وقعد جنبها عالسرير ومسك ايدها
ولكن هى سحبتها بسرعة وبصت في الاتجاه التاني
فؤاد بابتسامة:.يعني حبيبتي زعلانة ومش هتسامحني
سلوى: اطلع برا عشان أنام
فؤاد:.مش قبل لما تسامحيني بجد أنا آسف ومش هكررها تاني
سلوى: مش بسهولة اسامحك وقولتلك أنا تعبانة وعايزة أنام
فؤاد:.يعني يرضيكي تنامي وحبيبك مش سامحتيه مش هعرف أكمل اليوم كده
هيبقى صعب وتقيل وأنا ندمت بعد لما زعقتلك وندمت أنا عارف إني غلطان وغبي كمان
يرضيكي تسيبي أبو ابنك قاعد ضميره مأنبه كده أهون عليكي
سلوى: اها يرضيني زي ما أنا هونت عليك وزعلتني وجرحتني بكلامك ودموعها نزلت
مسح فؤاد دموعها وقال: طب خلاص مش تسامحيني بس بلاش تنزل دموعك بسببي
وأنا برضوا هفضل اعتذرلك لغاية ما تسامحيني
مردتش عليه وغمضت عينها وهو سابها وخرج قعد برا
وهو زعلان إنه زعلها ونزل عشان يجيب ليها هدية
عند محمد وروح
روح: بقولك إيه يا محمد
محمد وهو بيرتب ورق معه جايبه من الشركة اللي بيشتغل فيها قال: قولي
روح بنرفزة: ما تبصلنا يا عم محمد هنفضل نشحت منك الاهتمام كل شوية
محمد: ارغي ومش فاضي لمحاضراتك عايزة ايه
روح: يعني عايزة أشوف مراتك التانية
بص ليها محمد بسرعة وقال: ليه
روح بتوتر: يعني عايزة أتعرف عليها ونبقى صحاب
محمد: يا شيخة يعني مش لقيتي اللي هى وعايزة تصاحبيها عالعموم هى مبتصاحبش حد غيري أنا
روح بقرف:.ماشي يا خويا مش عارفة أنت بتحبها على إيه تلاقيها عملالك عمل
محمد بسخرية: لأ مش عمل ياختي هى واحدة مبتهتمش لكلام الناس زي ناس كده ومش بتاعت مظاهر
وروحها حلوة وطيبة ومش بتتكلم بتكبر وعجرفة ولبقة في الكلام مع كل الناس ومش عندها عنصرية
روح بزعل:.ماشي ربنا يديم علاقتكم عن إذنك هدخل أنام شوية
محمد: ماشي اللي أنتي عايزاه وأنا هنزل أروح ابص عليها ولو صحيتي وأنا لسه مجتش وعايزة حاجة ابقي اتصلي عليا
روح بنرفزة: وتروح ليها ليه والنهاردة مش يومها
محمد بضيق: مش كفاية بروح ليها يوم واحد بس في الأسبوع ده إيه ده وأنتي هتنامي هقعد أكلم في نفسي
ولا هكلم الحيطان ولا أدخل اتفرج عليكي وأنتي نايمة واحرصك لغاية ما تصحي
روح: خلاص أنا مش نايمة هقعد وأنت اقعد لما نشوف اليوم ده
محمد: اقعدي ياختي مش عارف إيه ده امتى بقى تولدي
روح بابتسامة: عشان تشوف البيبي ونربيه سوى صح
محمد: لأ عشان أعرف أروح لمراتي التانية براحتي
روح بتكشيرة: امممم لأ منا لما أولد أنت هتعملي كل حاجة والمسئولية هتبقى كبيرة واحتمال مش تشوفها تاني خالص
محمد: ليه ياختي مروحش ليها تاني أنتي ناوية تموتيها ولا إيه
روح: لا أخويا بس هتقعد معايا ليل نهار لأن افرض أنا عايزة حاجة أكيد مش هسيب ابني بيعيط واروح أعمل أي حاجة
فأنت ممكن تقعد بيه وافرض تعب تبقى معايا
محمد بقرف: اممم لأ وبتعرفي تفكري لما نشوف آخرتها يا روح
روح: آخرتها عسل يا حبيبي
محمد ماش..قولتي إيه يا حبيبي صح
روح : عادي بقولها لأي حد مش اللي في بالك
محمد: اها صح ما أنتي مش هتتغيري
روح: معلش أصل ده وراثة بعيد عنك
محمد: بعيد عنك وأنا حياتي عذاب
روح: خلاص قرب يابني أنت قاعد بعيد كده ليه وخلينا نبدل العذاب لراحة
محمد: مش قصدي عليكي على فكرة قصدي على مراتي التانية بعدها عذاب ليا
زعلت روح وقالتله بطل محن شوية يابا وقامت تدخل المطبخ وعايزة تعمل عصير فمش لاقية السكر
ولا حتى العسل فنادت على محمد تسأله فقال ليها في الرف اللي فوق
وقال أقوم اجيبه ليها لأنها مش هتعرف تطوله
ولكن روح جابت كرسي وطلعت عليه وفتحت المطبخ ولقيته
فدخل محمد وزعق: إيه اللي مطلعك كده يا روح
اتخضت روح ورجليها اتزلقت وصرخت: الحقني يا محمد ابني