CMP: AIE: رواية عندما يعشق الرجل ج2الفصل الثالث عشر 13بقلم شيماء محمد
أخر الاخبار

رواية عندما يعشق الرجل ج2الفصل الثالث عشر 13بقلم شيماء محمد

 

رواية عندما يعشق الرجل ج2 

   الفصل الثالث عشر

بقلم شيماء محمد 

 


وما كاد يستدير بجسده عائدا حتى تسمر مكانه وقلبه يكاد يخرج من صدره وهو يرى جسد زوجته عائما في الماء

وقف ينتظر وصول المصعد إليه وهو يتأفف بضيق فهو يكره ركوب المصاعد مثلما يكره ركوب الطائرات لا يحب ان يخرج عن نطاق

بلده .. فهو لم يكن من محبي التنقل والترحال يوما .. لكنه لا يأتي إلى هذا المكان إلا للضرورة.

أجفل في مكانه ما ان فتح باب المصعد أمامه .. وخروج امرأة منه وكأنها عاصفة هوجاء واصطدامها بكتفه كاد ان يقع لكنه استطاع التماسك في مكانه .. و ضيق عيناه بقوة وهو يستمع لصوتها وهى تتمتم بكلمات بلغتها الإنجليزية وبعض الشهقات الخافتة تصدر منها .. راقبها وهى تبتعد عنه و شعرها الذي حأوط وجهها كأنه حجاب منعه من رؤية وجهها.. و إحدى يديها على فمها..


نظر إلى جسدها الأنثوي ببلاهة غريبة عليه وهى تبتعد بسرعة من أمام ناظريه حتى اختفت تماما

لوى فمه بامتعاض وهو يؤكد في نفسه ان ما سمعه من فم تلك المرأة هي شتيمة .. رغم لفته الإنجليزية الركيكة والتي يستطيع بصعوبة نطق بعض الكلمات أو الجمل الصحيحة وإن استطاع حتى نطقها فهي تكون ضعيفة ومهزوزة .. إلا انه متأكد ان تلك الشقراء قد قامت بسبه أو لعنه

ضغط بعنف على زر رقم الطابق الذي يسكن به أخاه الوحيد وليد


 

« شقراء وقحة «

تمتم بها خالد وهو ما زال يفكر في تلك الكلمة التي خرجت من فم تلك الشقراء

خرج من المصعد متوجها حيث شقة أخاه .. ضغط على زر الجرس وقف لثواني حتى فتح له الباب .. واخاه عاري الصدر و مهمل الهيئة

ارتفع احد حاجبي خالد بتذمر وهو يضع يديه في جيب بنطاله .. فقد وصلت إليه سبب هيئت أخيه تلك

خالد

هتف بها وليد. بدهشة ما ان فتح لأخيه الباب

..هل أتيت في وقت غير مناسب ؟!!!» قالها خالد وهو ما زال رافعا حاجبه بتعجب  

أ لا ..لا بالطبع تفضل أ

قالها وليد بسرعة وهو يفسح لأخيه المجال للدخول

دلف خالد إلى داخل الشقة وعيناه تجوبان المكان شزرا.. نظر إلى أخيه الواقف بتوتر بجوار الباب .. تشدق فمه بابتسامة ساخرة تهكمية .. لكنها سرعان ما اختفت .. فهذه ليست المقابلة التي كان يتمنى أن يقابله بها أخيه الوحيد الذى لم يراه لما يقارب العام .. فكان كل ما بينهما هي مجرد اتصالات صغيرة

بلل وليد شفتاه ثم رسم ابتسامة سرور على وجهه.. رغم ما تعرض له منن قليل وشعوره بالخجل أمام أخيه .. الذى لا يكبره إلا بعام واحد إلا انه يشعر وكأنه أصغر منه بسنوات .. فخالد شخص يهابه الجميع ومنن ان

كانا صغيران واعتبر خالد نفسه هو الأب والأخ الأكبر له ولوالدته. وهو رحب بذلك بصدر رحب فكل ما كان يتمناه ويريده يحصل عليه

من دون ان يهتم ليعرف من اين ؟؟وكيف؟؟.. هو حصل على تعليم أفضل من أخيه .. خالد لم يحصل على أكثر من دبلوم الزراعة .. بينما هو أكمل تعليمه وسافر أيضا عندما أراد ذلك ليكمل تعليمه راقب وليد أخاه وهو يجلس على الأريكة .. بشموخ كعادته وهو يضع قدم فوق الاخرى وفاردا ذراعيه على الأريكة .. وينظر إليه بجدية مطلقة هكذا هو أخيه الأكبر .. صارم وعملي لدرجة أحيانا لا تطاق

هل تريد شرب شيء؟! !

قالها وليد وهو يتوجه ناحية المطبخ اجابه باقتض1ب

بعد دقائق عاد وليد وهو يحمل بين يديه كوبان من القهوة السوداء .. فهو أيضا بحاجة إلى واحدة من تلك القهوة .. مد يده فأخذ خالد الكوب وهو يرتشف منه بهدوء

لم أتوقع حضورك قال وليد بهدوء

وكعادة أخيه التي لا يستطيع ان يبدلها ضيق عيناه

وقال بهدوء مماثل

اتصلت بك عدة مرات ولم تجب .. فاتصلت بالمعرض وأجابني مساعدك. . انك مريض بالمنزل

تابع وهو يضع الكوب على الطأولة أمامه

٠ا وبالطبع والدتك عندما علمت بما حدث أصرت على ذهابي للاطمئنان

علي أخي الأصغر اا عبس وليد٠ من لهجة أخيه فنظر إليه وهو يزفر بهدوء حتى قال ..

ا. سأنهب لأعد لك شيء لتأكله فبالتأكيد أنت لم تتنأول شيء فأنا أعلم انك لا تأكل عندما تسافر لمسافات طويلة ..

ثم أردف وهو يربت على كتفه « اذهب وارتح في غرفة النوم حتى أعد لك شيء لتأكله ٠ا قال وليد ثم ذهب مبتعدا

توجه إلى غرفة النوم وما ان دخلها حتى هز رأسه وكأنه لا يصدق ما يراه فأخاه ما زال كما هو لم يتغير .. رغم انه حذره وحأول أن يثنيه عن أفعاله الصبيانية والمحرمة تلك .. التي ستكون نهايتها سيئة له ..

لكن يبدو أن أخيه ما زال كما هو طائش ومتهور .. عيناه ابتعدت عن السرير .. ما ان وجد أخاه يدلف إلى الغرفة باندفاع وارتباك.. يلملم بيده

بسرعة ملاءة السرير التي شهدت انتهاكه براءة المرأة الوحيدة التي لم

يتمنى يوما اذيتها..

نظر إليه أخاه بغضب مكتوم وهو يقول برنة غاضبة « أما زلت كما أنت! ! .. الن تتعدل ابدا يا وليد؟! ٠١ زفر وليد باختناق فها هو أخيه سيعيد عليه نفس الكلام الذى لن ينتهى إلا بجدال حاد بينهما..

حرك خالد رأسه بقلة حيلة ثم قال بهدوء أن كنت لا تعرف كيف نتحكم بغرائزك إذا تزوج في الحلال .. وليس بهذه الطريقة .. أنت لا ينقصك شيء لكى نتأخر في الزواج هكذا «

تزوج انت أولا.. أنت الأكبر

قال وليد من بين أسنانه لا شأن لك بي.. انا شيء وأنت شيء أخر هتف بها خالد بغضب « أعلم ا٠

رد بحدة وهو يلقى بقوة الملاءة التي كانت بين يديه في سلة الملابس

ارخى وجهه وهو يحأول عدم إظهار ضيقه من تحكمات أخيه به

ثم تابع بزفرة طويلة

خالد ما الذى تريده ؟!.. لا أعتقد انك أتيت فقط من أجل الاطمئنان ءلى..ماالذى تريده يا أخي ؟!!أ الذى أريده ان يعود أخي معي .. يكفيك بقا؛ في هذه البك .. يكفيك معاصي يا أخي..أ هتف بها خالد بصوتا عالي ونبرة حادة « حياتي هنا .. لا أستطيع العودة .. ٠١ رد بهدو.

« واين نحن من هذه الحياة ؟؟!.. أين انا و والدتك من هذه الحياة ؟.. ماذا عن حياتنا؟! .. ماذا عن والدتك؟ التي يتألم قلبها من غياب ابنها عنها .. «

هتف برنة حأول جعلها هادئة لكنه فشل وخرجت حاد٠ة لا أستطيع .. انا لا أريد العودة سأبقى هنا

رد وليد ببرود كالصقيع ثم ترك أخاه الذى تصلب جسده.. وأغلق عيناه بقوة متحسرا على ما وصل إليه اخيه الوحيد سنده وذراعه التي يتمنى أن يتكأ عليها من عثرات الزمن

١١ تب١ لاق ١١

..ظلت ترددها بألم وهى تمرر يديها على جسدها تحت رزاز الماء وهى تكال. تقتلع جلدها من مكانه وتقول بألم وصراخ هستيري..

لقد أصبحت مثله لقد أصبحت مثله لقد لوثني بقنارته ١١

تهأوت بجسدها على أرضية الحمام وهى تبكى بحرقة وألم

أرادت الصراخ لكنها كتمتها باختناق .. لقد جردها من براءتها .. جردها من الشيء الذى كانت تشعر فيه انها مختلغة عمن حولها في هذا المجتمع الغربي .. انتهك حرمتها ماذا سيحدث لها بعد هذا؟؟؟؟ ١١ أنب الحمقاء .. أنب الحمقاء .. كيف تنهبين إليه .. وتعرضين نفسك عليه هكذا ؟!.. أنب من أعطيتي له هذه الفرصة .. أنب .. أنب المخطئة..

ئ « صرخت ابيلى .. وهى تتمنى لو تستطيع ان تجلد نفسها بسوط من نار لربما حررها من خطيئتها تلك

لقد اعتقدت انه مختلف .. رجل شرقي ربما يحتويها بأمانه .. لكنه يظل رجل .. دنى .. نثب بشرى لا يختلف عمن حوله .. ما أن سمحت له الفرصة ا١لم يعد ينفع الندم .. لقد حذرها وهى لا تستطيع ان تنكر هذا .. ابعدها. لكن هي من كانت تعود إليه وكأنها فراشة غبية .. فراشة تقترب من النار غير ابهة لاحتراقها .. وهى احترقت.. حتى لم تعد قادرة على الطيران

كالسابق

كيف ستواجه والديها .. والدها الذى كان دائما يضعها أمامه وكأنها رجل .. رجل يعتمد عليه .. رجل سيحافظ على نفسه .. وهى لم تخن ثقته يوما .. لقد كانت دائما تسير في الطريق المستقيم .. كل شيء كانت تختاره بعناية وبتوجيه من والدها .. أما والدتها يا حسرتاه على والدتها كيف سيكون ردة فعلها عندما تعلم بما حدث لوحيدتها التي لم تكن مجرد ام لها بل كانت الصديقة والأخت .. ماذا سيحدث عندما تعلم ان اليوم الذى انتظرته لتراها بها عروس قد حطمه وليد إلى الأبد  

أغلقت عيناها و هي تتنكر أنفاس شهوته التي كانت تضرب وجهها بقوة .. تجعلها تشعر بالغثيان في تلك اللحظة والدقيقة .. والأكثر شعورها الاشمئزاز من نفسها جنون رغبته لم ترحم صرخاتها ولا دموعها التي كانت تترجاه بصمت

ان يبتعد عنها لقد اغتصبها

لقد ضاع كل شيء وضاعت معه اصيلى القديمة

وقف متخشبا في مكانه عيناه متسعتان نعرا ورعبا و مقلتيه تكادان تخرجان من مكانهما عقله توقف عن التفكير للحظات لكن كل ما استطاع عقله استحضاره في تلك اللحظة هي كلماتها له بصوتها الرنان « لا أجيد السباحة..

« أخاف الماء «

كل شيء توقف أمامه من الصدمة .. حتى انه نسى كيف يتنفس صدمة لم يفق منها إلا وهو يجد نفسه يركض بهلع إليها .. ويلقى بنفسه في الماء .. لعله ينجدها .. وينجد نفسه من آلام قلبه

عام بسرعة .. وكلما كان يقترب يجد جسدها يبتعد عنه أكثر صرخ مناديا باسمها .. لكنها كانت تبتعد أكثر ... وأكثر .. عام حتى خارت قواه.. ولم يعد قادرا على الحركة .. ومعندما أمسك جسدها اخيرا .. ضمها إليه وهو يردد٠ بصراخ وبكاء

اروى لا تتركيني.... اروى انا احتاجك... اروى..أ

ظل يرددها بجنون..

فتح عيناه بسرعة وكأنه أسد متربص .. على يد تهز كتفه بهدوء لكنها أصبحت أكثر قوة

لتفيقه من نومه .. بل من كابوسه .. تنفس باضطراب وصدره يطو وينخفض .. وعيناه تدوران في السيارة بهلع ... لغظ انفاسه باختناق و كأن هناك من كان يضع يده حول رقبته يمنعه التنفس

.. لقد كان يطم.. كان مجردا حلما.. بل كان كابوسا ....

قالها بصوت متحشرج و هو يكتم دمعة كادت أن تخونه وتسقط أمام أسامة الذى ينظر إليه بقلق وخوف

لقد نام داخل السيارة .. التعب فعل به مبتفاه واجبره على إغلاق عيناه داخل هذه السيارة و يا ليته لم ينم .. لقد رأى الموت بعينه ..

وضع يده على جبهته التي تتصبب عرقا .. وهو يحأول السيطرة على أعصابه و اهتزازة يده التي لم تتوقف عن الاهتزاز منن ان فتح عيناه

لقد رأى الموت بعينيه .. نعم فموتها يعنى موته .. يعنى سحب قلبه من جسده لقد أصبحت روحه ١ا « هل أنت بخير؟؟ « سأله أسامة بقلق لعم

قال سيف وهو يومأ برأسه .. وهو يحأول أخذ أنفاسه بصورة طبيعية

نظر إلى الطريق أمامه..

اا لقد وصلنا أ تمتم أسامة بهدوء

«    «

همس سيف بصوت حأول جعله ثابتا .. وهو يحأول السيطرة على خفقان قلبه الذى يكاد يخرج من بين اضلعه..

أخرج بيد حأول جعلها ثابتة حتى لا تهتز هاتفه .. وهو يضغط بأصابع مضطربة على الأزرار .. حتى وضع الهاتف على أذنه

وقال ما ان أتاه الصوت بنبرة حأول جعلها هادئة « مرحبا عمتي .. كيف حالك؟! ! «

انتظر لثواني وهو يستمع لكلمات عمته التي تردد بسرعة و تحمد الله على ١ نها سمعتا صوته

قال مقاطعا إياها بصوت خافت وكأنه خائف من الكلام.. خائف من ان تنطق بشيء قد يذهب بعقله هل اروى بخير؟! !ا

أغلق عيناه وشكر ربه في نفسه .. ما ان أخبرته انها بخير ثم سأل مرة أخرى ا٠ هل أنق في المنزل؟!

سألها مرة أخرى ما ان سمع جوابها بنعم

٠ا هل هي أمامك؟

فردت عمته عليه بلهفة وسعاد.

هل تريد الحديث معها.. انها نائمة.. لكنى سأيقنلها حالا .. ستسعد

بهذا...ا٠ أ لا.. لا ..أقاطعها بسرعة هل يمكنك أن تصعدي إليها وترسلي إلى صورة لها وهى نائمة طلب بنبرة خافتة أنهت عمته معه الاتصال بعد ان طلبت منه الانتظار لدقائق .. وجلس وهو يهز رجليه باضطراب وهو ما زال يحمل بين يديه هاتفه .. فهو يحتاج إلى إثبات يخبره بأنها بخير.. وأن ما رآه لم يكن حقيقة.. رغم أن

مجرد صورة لن تكون كافية بالنسبة له .. لكن سيكتفى بها للان فقط .. ما هي إلا دقائق.. ووجد هاتفه يعلن عن وصول رسالة

فتحها وجد وجه زوجته النائمة والساكنة أمامه .. نظر إليها محلولا بعشق وشوق لم تستطع هذ٥ الصورة اشباعه .. وكأنه ظمأن يحتاج إلى مزيد من

الماء حتى يرتوى..

تمنى لو يستطيع لمس دائرة الهواء المحيطة بها .. ويضمها إليه في تلك

ا١لظة٠.

قام بتكبير الصورة بأصبعه وهو يمرره على وجهها من على شاشة الهاتف .. وكأنها أمامه وهو محروم من لمسها .. عيناها مغلقة براحة نعم راحة .. وهو يتعذب من بعده عنها .. أعاد الصورة إلى حجمها الطبيعي .. اتسعت عيناه وهو يلمح ذلك الجسد الصفير القابع بجوارها وهى تضم أصابعه الصفيرة بيدها بينما تفرد ذراعيها لتكون وسادة لصفير هما

اهتز قلبه مما يراه .. طفله أمامه .. ابنه .. قطعة منه ومنها .. شعر اسود حالك .. واعين صغيرة مغمضة .. وفم لا يكاد يرى .. يرتدى بذلة من القماش بلون السماء .. وقدمه مفطاة بحذاء صفير يماثل البذلة لونا عيناه ابتسم بوله وحزن وهو ينظر إلى كليهما

انتبه لدمعته الخائنة التي سقطت على وجنته .. رفع يده ثم مسحها بسرعة .. مشاعر عدة اجتاحته وهو ينظر إلى تلك الصورة .. مشهد رائع يخلو منه هو ليضمهما إلى صدره .. لكن أليس هو من حرم نفسه من تلك

اللحظة..

لكن ماذا يفعل لقد كان مجبرا

انتبه إلى نظرات أسامة المحدقة به لثواني بتركيز .. حتى قال أسامة بنبرة خافتة

ا٠ لماذا لا تنهب إليها ؟!.. طالما أنت مشتاق إليهم هكذا .. ألا نثمنى رؤية

طفلك!ل ا٠ سترفض مقابلتي .. انا اعرفها.. وهو حقها..

رد سيف وهو يهز رأسه بقلة حيلة وصبر يعد نفسه به .. رغم أنه لا يملك

الصبر لينتظر عفوها

هل يمكنك أن تجمع الحراس ؟.. لكن أولا ابتعد بالسيارة بمسافة مناسبة بعيدا عن المنزل أ

طلب سيف بصوتا اجش .. بينما القليل من المشاعر ظهرت في عيناه وهو يحدق ببوابة منزل عمته بينما يبتعد بهما أسامة بالسيارة  

حدق أسامة بسيف الواقف بصلابة وقوة أمام الأربع ثيران .. يأمرهم بنبرة حادة حازمة وصارمة .. فهو لن يقبل التهأون .. لن يقبل باي خطأ .. أن حدث لها شيء .. ستكون رؤوسهم هي الثمن ..

والرجال يهزون رؤوسهم بقنوط .. وكل منهم عيناه تلتمع بعزم .. فأي

منهم لا يتمنى التقصير .. وخصوصا أن كانت المهمة المكلفين بها هي من جهة شخص كسيف .. فأداء المهمة بنجاح تعنى .. نجاحهم هم أيضا وحصولهم على ما يرضيهم سواء من مال أو من الاستمرار في العمل

معه أستغرب أسامة من موقف سيف من عدم ذهابه إلى زوجته والاطمئنان عليها .. رغم انه رأى عيناه إلى كانت تنضح باشتياقه لرؤية زوجته وابنه .. حدق به مشدوها وهو يرى صديقه .. يحبس دموعه .. وهو ينظر إلى شاشة هاتفه..

لطالما ملك سيف عزة وكبرياء لا يستطيع أحد كسرها

ما زال سيف متحفظا .. ما زال لا بريد أن يعترف انه لن يستطع العيش من دون زوجته .. وما زال يعاند .. لكى لا يذهب إليها .. فهو يطم انه حينها سيتذلل ... وهو لن يتذلل يوما لأحد حتى لو كان هذا الشخص هو زوجته .. ام ابنه ..

يعلم أن صديقه سيراقب من بعيد .. يطمئن عليهما ..رغم قلبه الذى يأن شوقا ويصرخ حبا

لكنه لزين هب..

هل حقا اروى تستطيع ان تكسر هذه العزة التي يتبلور بها زوجها ام انها ستفشل ؟؟!» تمتم اسامة بخفوت

ركبا السيارة ما ان أنهى سيف حديثه مع حراسه .. أو بالأحرى ثيرانه كما كانت تطلق عليهم اروى

ضحك بصوتا عالي وهو يتنكر .. ما فعلته اروى بهم أثناء مخاضها

حتى كادت أن تفرز أسنانها في لحومهم وتلتهمها من الغيظ والقهر وهى ترى حراس زوجها ملتفون حولها .. لكن زوجها ليس موجودا ..

ارتفع احد حاجبي سيف وهو ينظر إلى صديقه شزرا بسبب ضحكه الذى من وجهة نظره هو قلة حياء

سعل أسامة فقال بدفاع عن نفسه وهو يرى نظرات سيف له - أقسم..لم يكن بيدي.. أ

تابع بضحك أكثر

١ا أنت لم ترى زوجتك وما فعلته مع حراسك.. الأمر كان صعبا حقا

لقد قامت بضربهم ولعنهم وأنلتا أيضا لم تسلم من شتائمها وريم

كادت أن تقتلهم معها .. وهى ترى صديقتها تصرخ «

هل تألمت؟ .. هل كان الأمر صعبا ؟٠١

سأله سيف بصوت متهدج وحشرجة .. ومعيناه تنضح عن حزنه وقلقه

أ نعم .. كان الأمر صعبا .. لقد أخذت وقتا حتى أنجبت .. بالإضافة انها أنجبت قيصريا. . فكان الأمر صعب .. كانت خائفة للغاية .. وكانت

تصرخ باسمك ا٢ رد٠ أسامة بنبرة حأول جعلها هادئة

صمت سيف لثواني وهو ينظر بحزن أمامه للطريق

حأول أسامة ان يخفف الأمر عنه .. وينسيه لدقائق ما فعله .. وتأنيبه لنفسه بصمت حتى وإن لم يكن بالكلمات .. هكذا هو سيف لا يبوح لأحد بما يجيش بصدره

كيف استطعت أن تحل الأمر سأل أسامة وهو ينظر للطريق أمامه بتركيز ٠ا لم يستغرق الأمر كثيرا .. وخصوصا عندما اتصل كاسر بي يخبرني بأنه يملك أسهم بالشركة لا أحد يعلم بها ... وما زاد٠ موقفي قوة هو مساندة تلك السيدة لي «

رد سيف وهو يحارب رغبة قوية في غلق عيناه والنوم .. لقد أصبح يخاف غلق عيناه .. و يعاد عليه ذلك الكابوس الذى رآه

ارتفع احد حاجبي أسامة بتعجب وقال من بين شفتيه بتفكير « كاسر لديه أسهم في الشركة.. كيف !!»

لا أعلم .. لكن ما انا متأكد منه انه يريد استخدامها ضد جد زوجته ....

رد بخفوت وتعب وهو يمرر يديه على وجهه..

« ربما٠ا

قال أسامة في نفسه

وقفت السيارة أمام الشركة .. وما ان فتح باب السيارة حتى وجد ماجد أمامه يحيه بوجه بشوش ويعانقه بقوة مماجعل سيف يبتسم بخفوت

حمدا لله على سلامتك

هتف ماجد بسعادة « شكرا لك «

سيف ببشاشة ثم تحرك نحو باب الشركة الرئيسية وهو يقول لماجد بنبرة جادة و عملية

هل تم كل شيء ؟ « نعم « اجابه واين هي ؟ا سأله لقد نهبت اختفت .. تماما ولا أعلم عنها شيء

رد بهدوء ضيق ما بين حاجبيه.. وحأول أن يبعد علا هذه عن رأسه لليوم فقط فهو بحاجة إلى العمل بجهد كبير هذه الأيام .. وخصوصا بعد ما حصل فيجب أن يفرز قدميه في هذه الشركة.. حتى لا يجرؤ أحد على الوقوف أمامه بعد الآن ما ان دلف لرواق الشركة حتى وقف كل العاملين والموظفين له باحترام وخصوصا عندما علموا بوصوله ونشر خبر من هو الرئيس الجديل. لهذه

الشركة..

وكلا منهم ينظر إليه نظرة إعجاب وسرور ٠. لأنه اخيرا قد عادت أمور هذه الشركة لعائلة الحسيني ..فهم لم يعجبهم يوما تلك المرأة التي جاءت مدعية عليهم انها هي الرئيس الجديد ويجب عليهم احترامها والخضوع لأوامرها وتنفيذها بصمت .. وكم كره كلا منهم هذا .. تكبرها خنقهم وجعلهم يشعروا بالإذلال من تعاملها معهم ..

دلف إلى المصعد وخلفه ماجد الذى كان يحأول اللحاق بخطواته السريعة وهو يصدر بعض الأوامر لمجموعة من الموظفين

باجتماع عاجل بكل رؤساء الاقسام في الشركة .. في حين أصدر لماجد نفسه أمرا .. بإرسال خطابات سريعة لأصحاب الأسهم .. وألا ينسى من بينهم أولئك النين خانوه فيجب ان يضعهم جميعا عند حدهم ويخبرهم من هو سيف السيوفي ليفكر كلا منهم أكثر مرة قبل ان يعادى عائلة الحسيني .. يجب ان يدير

هذه الشركة بقبضة حديدة سيضيقها على كل من ستسول له نفسه في الوقوف أمامه

......

نسيم بارل. سرى بين جسدها جعلها تبحث بيديها عن دفء جسده حتى وجدته اخيرا وتشبثت به بيديها وكانه طوق نجاتها ومصدر سعادتها.. اقتربت منه .. وهو قربها إليه أكثر يطبع قبلات دافئة على رأسها يراقب ابتسامتها التي تشبه شعاع الشمس الوهاج بالنسبة له .. يجعله يشعر بأن وهجها هذا هو ما يمده بالطاقة .. لكى يبدأ يومه بنشاط أمسك يدها وبدأ يطبع قبلات عديدة على كل أصبع على حدة .. حتى استيقظت وهى تبتسم ابتسامة عنبة .. جعلته يفرج شفتاه من السعادة

صباح الخير

قال وهو يداعب بأصابعه خدها

انفرج فمها بابتسامة انسته حاضره وماضيه.. جعلته يتمنى لو يستطيع ان يضمها إليه مرة أخرى .. وينل من هذه الشفاه مرات كما فعل ليلة أمس .. لقد كانت بين يديه وبالقرب من احضانه .. ملكه .. نعم قد أصبحت ملكه .. لو تعلم انها أول امرأة بالنسبة له .. كما هو أول رجل

بالنسبة لها..

لم يقترب يوما من امرأة .. ولم يحأول يوما التقرب من إحداهن حياته كانت دراسة وعمل فقط من أجل تحقيق ما كان يتمناه ويصبو إليه طوال

عمره

قابلت نظراته .. بوجه محمر خجلا وهى تعض على شفتها السفلى تدارى به صدرها الذى يرتفع من ضربات قلبها العنيفة

أبتسم هو الآخر بخجل .. وعيناه تلمعان حبا اا لماذا لا تجيبي .. ام اقول صباح البرقوق ٠ا

قال بصوت متهدج وهو يغمز بطرف عيناه

غطت وجهها بسرعة بالفطا ء وهى تقول بخجل وصوت عالي تحاول به ان تدارى خجلها ١ا يكفى يا حازم .. تحرك وابتعد عن السرير أريد أن أتحرك ا٠

وتابعت كلماتها وهى تبعد ذراعيه عن جسدها لكنه أحكم قبضته على خصرها يقربها إليه أكثر وقبل أن تعترض .. قبلها بشغف .. وجسدها تجأوب معه وهى تلتف بذراعيها حول رقبته تعبث بجنون في خصلات شعره

حتى ابتعدت عنه و وجهها محمر من الإثارة التي اندفعت في أنحاء جسدها..

حدقت به لثواني حتى قالت بهمس (ا حازم.. هل أنت ؟..<<

« اذا..ماذا؟!!اا

« هل أنت ؟..هل تحبني؟ «

همسلئا

لطالما تمنت أن تسمع كلمة احبك دائما من الرجل الذى ستعيش معه ما بقى من عمرها .. للرجل الذى ستهب له حياتها وعمرها .. للرجل الذى تشعر وهى كانت بين يديه أمس انه يحبها كما تحبه .. لكنها أيضا لم تستمع لكلمة احبك من بين شفتيه حتى الآن

تريد أن تشعر بأنها اخيرا قد وجدت الشخص الذى كانت نثمناه الشخص الذى سيشبعها حبا و حنانا..

حدق بها لثواني وقلبه يخفق بجنون وقال وهو يطبع قبلة دافئة على رأسها .. و يتعمق في النظر إلى وجهها وهى بهذا القرب منه .. بشرتها شغافة نات وجه بيضأوي.. شعر اشقر .. وانف صفير .. وعيون رمادية واسعة ورموش طويلة .. كل هذا جعلها تبدو هشة للغاية .. اندفاع غريزي من الحماية كان يتعمق داخله وهو ينظر اليها .. ويحدق بوجهها

الملائكي « نعم أحبك .. منن ان رأيتك أول مرة .. منن ان رأيتك تدورين كفراشة لامعة تكاد تطير إلى السماء «

ابتسمت ابتسامة واسعة وهى تنظر إليه بحب .. بدالته النظرات .. ومن ثم ابتعدت عنه وهى تتحرك من على السرير مبتعدة

راقب ابتعادها بهيام.. ثم تحرك هو الآخر مبتعدا ما ان سمع صوت دقات على الباب..

التقط قميصه الملقى على الأرض بسرعة و أغلق ازراره وهو يتوجه ناحية الباب فتحه.. وجد الخادمة .. تخبره ان السيدة نورا تنتظرهما على الغداء..

                                   الفصل الرابع عشر من هنا 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-