رواية عذراء محنطة
الفصل العشرون
بقلم كلا را
اغمضت عيناها تمنعها من انزال العبرات استلقت على السرير و هتفت بصوت مخنوق :
- اطلعي برا انا عايزه ارتاح.
زهرة بشفقة على حالها :
- بس اااا....
قاطعتها بصراخ :
- بقولك اطلعي !!!
تنهدت هامسة بيأس :
- حاضر لو عوزتي حاجة عرفيني.
سمعت سيليا صوت فتح الباب و اغلاقه فتأكدت انها بقيت بمفردها....نهضت جالسة ووضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها هل هي كذلك هل اصبحت فريسة يطمع بها كل من هب و دب لا يستحيل حتى لو كانت عاجزة حتى لو لم تكن تبصر لن تدع احدا يستغلها بطريقة بشعة حواء لم تخلق لتخدعها انت لا تنسى انها من اخرجت ادم من الجنه.....
نهضت و مشت بخطوات بطيئة وهي ترفع يدها للامام تتلمس ما يقابلها حتى وصلت للباب اغلقته بالمفتاح و عادت تستلقي على فراشها....
فتحت عيناها وجدت نفسها نائمة على صدره ابتسمت بحب و همست :
- انت الشخص الوحيد اللي حبيته مش عارفة ايه اللي ممكن يحصلي لو بعدت عني.
تنهدت و استلقت مجددا تتذكر عندما دبر لها عملا في شركة رعد السيوفي و كلفها بالتجسس عليه و نقل معلومات صفقاته و عين جاسوسا اخر ليعلم ما يحدث بداخل قصره لكن اذا كان الشبح هو الظالم و جلال المظلوم فلما تشعر بغير ذلك ؟
افاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها اخذته و خرجت من الغرفة فتحت الخط قائلة بصوت خافت :
- الو مين معايا
وصلها صوت رجولي يغمغم بجدية :
- انا اياد مديرك ف الشغل.
لين باستغراب :
- استاذ اياد في ايه ليه بتتصل فوقت متأخر كده ؟
- طبعا عشان الشغل مش محتاجة ذكاء.
قالها بتهكم ساخر فردت عليه بغيظ :
- و الشغل مبيستناش للصبح يعني.اياد بحدة :
- لا مفيش حاجة اهم من الشغل....عمتا انا اتصلت عشان اقولك راجعي الملفات اللي اديتهوملك اول المبارح و صلحي الاغلاط اللي فيه.
هتفت بدهشة مستنكرة :
- اراجع 6 ملفات ليه حد قالك اني سوبر مان.
تحدث بغضب جلي :
- بقولك ايه ياريت تروحي تشتغلي بدل الرغي ده.
كادت تصرخ به لكن لم تستطع فلقد اغلق الخط في وجهها.
تمتمت بحنق وهي تدخل لغرفتها و تخرج ملفات الشركة :
- بني ادم غلس ووقح و مش متربي.
جلست على الطاولة تراجعهم حتى ضحكت بتعجب :
- المفروض دخلت ع الشركة عشان اءذيهم فشغلهم بس انا بصلح الاخطاء دلوقتي.
التفت برأسها و طالعته وهو نائم و تذكرت انها في الآونة الاخيرة لم تعد تنقل له الاخبار و لا معلومات عن العقود و الصفقات و تقول له انه لا يوجد شئ جديد.