CMP: AIE: رواية عندما يعشق الرجل ج2الفصل السادس عشر 16بقلم شيماء محمد
أخر الاخبار

رواية عندما يعشق الرجل ج2الفصل السادس عشر 16بقلم شيماء محمد


رواية عندما يعشق الرجل ج2

الفصل السادس عشر

بقلم شيماء محمد 

 


لماذا يعاملها بهذا الجفاء ؟؟!

لماذا هو لا يعتبرها زوجة له ؟؟  

هل هو يكرهها ام يحبها ؟؟

هل يهتم بها حتى؟؟


كل هذه أسئلة أرادت الصراخ بها لكنها لم تستطع .. تهأوت على السرير بعد أن استطاعت التحرك راكضة نحو غرفتها تحاول لعق جروحها كقطة حأولوا ذبحها بسكين باردة انه يذبحها في كل مرة تفغر له بها أخطائه السابقة .. لقد فكرت للحظات ان تسامحه وتغفر له ما فعله سابقا لكنه في كل مرة يثبت فيه انها مخطئة لتمنحه هذا الغفران

جلست لساعات في مكانها و النوم يجافيها بعد ساعات من التفكير حسمت امرها هو لا يحبها لكن هي تفعل ..هي تتألم من بعده .. هو مريض .. وهى شب في صدرها الحنين لرؤيته


دنت من الخزانة وهى تسحب منها ثوبا طويلا اسود اللون .. ارتدته على عجل ووضعت وشاح ماثل لون الفستان على رأسها كيفما أتفق

أخبرت أحد الخادمات بالاهتمام بسليم لحين عودتها فهي يجب ان تخرج

لأمر طارئ..

أوقفت سيارة أجرة وهى تجد الليل قد أسدل ستائره .. ستنهى كل شيء وتعود لن تبقى طويلا .. ستطمئن عليه فقط من بعيد ..وهى تعلم في قرارة نفسها أن قرارها هذا ستندم عليه أشد الندم..


 

نأولت السائق النقود ما ان توقفت السيارة بعيدا عن الالفيلا بمسافة مناسبة

شعرت بالرجغة ما ان وقفت أمام البوابة الكبيرة للغيلا

اختبأت خلف أحد الأشجار منتظرة الفرصة المناسبة للدخول والتسلل من دون ان يراها أحد الحراس .. وقفت لدقائق منتظرة ان يتحرك ذلك الحارس هو الآخر كصاحبه لكنه لم يفعل ولم يبرح مكانه عبس وجهها ففكرت بالرحيل .. لكنها اقتربت بسرعة ويحذر من البوابة المفتوحة ما ان وجدت انشغال الحارس بشيء ما واعطاها ظهره على مسافة بعيدة من البوابة تسارعت دقات قلبها ما ان وصلت لباب الفيلا اخيرا بعد أن تجأوزت الحديقة الأمامية للفيلا .. وبيد مرتجفة وباردة فتحت الباب بالمفتاح الذي كانت تقبض عليه بيديها ما ان خرجت من منزل والدها

صعدت السلالم ببطء وحذر وهى تتلفت حولها بتربص لأي شخص قد يظهر أمامها ..

حتى وقفت اخيرا أمام غرفة النوم

في تلك اللحظة فقط علمتا بفداحة فعلتها شعرت بذلها وضعفها

شعرت بأنها مجبرة أمام قرارات قلبها

ضغطت على شفتاها بقوة حتى كادت أن تدميها من شدة توترها وكبتها لدموعها .. شعرت بأن الأضواء حولها قد أصبحت ضبابية من شدة انفعالها..

هل تتراجع وتركض خارج هذا المنزل ؟!..ولا تعود إليه مرة أخرى إلا عندما نتأكد انه قد عض أنامله ندما على فراقها .. لكن هل هو سيفعل حقا ؟!.. هل سيأتي اليوم الذي يكون فيه سيف نادما أمامها؟! .. ام انها تحلم فقط بشيء مستحيل

بعد صراع استمر للحظات بين عقلها وقلبها.. حسمت أمرها اخيرا .. و قربت اذنيها أولا قرب الباب وهى نتنفس بصعوبة تحاول التقاط أي صوت .. وتتأكد من عدم وجود أحد معه وضعت يدها على مقبض الباب ما ان شعرت ببعض الطمأنينة من ٠ءدم وجود أحد بسبب السكون .. فتحت فتحة صغيرة للغاية ووجدت الفرقة تعم في نللام دامس فتحت الباب أكثر قليلا.. و ولجت إلى داخل الغرفة..و دقات قلبها تكاد

تصم اذنيها من شدة خفقانها


دنت بخطوات غير متزنة بالقرب من السرير .. حتى وقفت بجانب السرير .. شعرت بحرارة جسده رغم عدم تبينها لملامحه في هذا الظلام..

سرى في جسدها خدر غريب وتيبست في مكانها ما ان أضاءت المصباح الصفير الذي بجوار السرير على الكومود و أحست وكأن نيران قد اشتعلت في قلبها وغضب اندلع في معدتها وهى تراه أمامها ..

انسابت دمعة حزينة ومتألمة من عيناها .. والدمعة لحقتها أخرى وأخرى .. وعيناها التي غامت بالدموع تنظر إليه بشوق مزق احشاءها قبضت يدها اليسرى بقوة لتجبرها على الثبات وعدم التحرك للمس وجهه .. بينما مسحت بيدها اليمنى دموعها التي انسابت على وجنتيها. ضغطت على شفتها السفلى بقوة .. ونظرت إليه بألم لا يوجد أي أثر لتعبه.. انه بخير .. نعم هو أفضل منها .. حتى انه ينام بسلام أمامها الآن

استدار راس أروى بحدة و اتسعت عيناها فزعا وهى تستمع للاصوات التي تقترب من الباب..

التفتت حولها برعب تحاول أن تبحث عن مكان لتختبا فيه فلم تجد أمامها غير باب غرفة الملابس الذي كان مفتوحا ركضت إليه بسرعة

ولا تعرف كيف استطاعت الوصول إليه تزامنا مع دخول عدد من الأشخاص إلى الغرفة .. واغلاقها للباب استندت بجسدها على الباب و صدرها يعلو ويهبط باضطراب .. فهي من وضعت نفسها في ذلك المأزق ٠اهلهوبخير؟!ا٠ اتسعت عينا اروى وهى تومض غضبا ما ان استمعت إلى صوت أنثوى

يأتي من غرفة نومها..


سيف يخونها! !!.. وماذا يحضر امرأة إلى منزلها ويدخلها إلى غرفتها ؟؟.. إلى هنا وقد شعرت بالدماء تغلى في عروقها ..

« حرارته انخفضت واظن انه سيكون بخير ا٠ سمعت صوتا أخر فضيقت عيناها بشدة تحاول تنكر تلك النبرة وذلك الصوت .. حتى استطاعت تبين أن صاحب الصوت هو ماجد صديق

سيف

ما كان يجب ان نتركه .. انه عنيد

قالها رجل آخر عرفت انه أسامة

هز ماجد كتف سيف بلطف .. حتى فتح عيناه وقال بتعب .. بعد أن دار بعينيه في الغرفة فوجد أصدقاءه الثلاثة يلتفون حوله

ما الذي أتى بكم ؟!.. ألم أخبركم أنني أحتاج إلى النوم هتف سيف بحدة .. وهو ينتصب نصف جالس على السرير فلوى الرجلان فمهما بامتعاض وقال ماجد بهدوء « حقا حتى وأنت متعب لسانك طويل « « أظن انه من الأفضل أن نبدل له ملابسه « قالها أسامة غير مبالى بكلام سيف .. ونظر بتفحص لدينا التي اضطربت من نظرته .. وتحركت بتوتر ناحية غرفة تبديل الملابس .. وهى تقول

يتلعثم سأنهب .. لإحضار ملابس مناسبة ليرتديها

شهقت دينا بضعف ما ان دخلت إلى غرفة تبديل الملابس واستدارت و وجدت امرأة تقف قبالتها تماما تنظر اليها بشر ما انفرج شفتاها لتطلق صرخة عالية حتى وجدت يد تلك المرأة توضع على فمها تمنعها الكلام

اتسعت عينا دينا و حأولت الكلام لكن المرأة منعتها وقالت من بين شفتيها بهمس ومعيناها تومض غضبا انا زوجته اروى تمتمت بها دينا بصوت لا يكاد يسمع فهزت الاخرى رأسها مؤكدة ..

خرجت دينا من الغرفة وهى تحمل بين يديها الملابس التي قامت اروى باختيارها لسيف و امرتها بلهجة حادة بأن تأخذها وتخرج .. وألا تخبر

أحد بأنها رأتها..

وهى استمعت لها بصمت بينما وقفت متسمرة وعلى وجهها تعلو علامات ١لتعجب


اجفلت دينا في مكانها .. و شهقت بقوة حتى انها وضعت يدها على قلبها منالخضة٠.

فارتفع احد حاجبي أسامة وقال بنبرة لاذعة « ماذا بك ؟!.. هل رايتي عفريتا؟؟ ٠١ أرسلت له نظرة معذبة لكنها سرعان ما تجاهلت نبرته فهي تشعر بغضبه الذي يتقاطر من عيناه بعد أن تفاجأ بمجيئها مع ماجد نأولت ماجد الملابس

انتبه ثلاثتهم إلى اللعنة التي أطلقها سيف من بين شفتيه ..

وقال بحدة

« لقد سبق واخبرتكم أنني بخير يمكنكم الانصراف الآن « « لماذا لم نتصل بزوجتك؟! .. لتخبرها بمرضك « باغته أسامة في السؤال

فضرب ماجد بيده على جبهته وهو يرى امارات الغضب بادية على وجه سيف .. بينما دينا عيناها مرة عليه ومرة على الباب الذي يخفى تلك المرأة خلفه .. هل يمكن ان تكون تستمع إليهم .. سألت دينا نفسها « لا شأن لكم .. يمكنكم الانصراف الآن أن كنتم حقا ترغبون في راحتي اذهبوا واتركونى وحدى «

قالها بتأكيد بعد أن أخفض نبرته قليلا دليلا على عدم قدرته على الجدال..

تحرك الثلاثة نحو باب الغرفة وكل منهم يهز رأسه اسفا على صديقهم ١لعنيد


ما ان خرجوا حتى أغلق سيف عيناه بقوة يحأول ان يتأكد من الرائحة التي تداعب أنفه من دون توقف .. رائحتها تغطى هواء الغرفة بأكمله وكأنها كانت هنا منذ دقائق .. هل أصبح يهنى بسبب تعبه لقد اتخذ قراره منذ الصباح وانتهى الامر سينهب اليها ويركع تحت قدميها حتى تسامحه وتعود معه .. مهما فعلت هو لن يتركها حتى تعود معه .. لقد اشتاق إليها .. و اشتاق لرؤية طفله .. يعلم في قرارة نفسه انه عنيد ذو رأس يابس.. نعم هو يعترف بهذا .. لكن كرامته منعته ما ان علم انها لن تسمح له بالاقتراب منها أو من طفلها كما كانت تردد .. أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأغلق عيناه محاولا النوم مرة أخرى .. لكن رائحتها ظلت عالقة في أنفه وكأنها معه و بجواره.

طوال الطريق و دينا تخفض رأسها وتنظر إلى حجرها الذي احتوى يديها تحاول بهما الالتهاء عن نظرات الجالس بجوارها

بعد أن خرجوا ثلاثتهم من منزل سيف .. كانت على وشك الصعود إلى سيارة ماجد لكنه أمسك بها بيد فولاذية و قال بنبرة لا تقبل المناقشة و

إصرار.. انه هو من سيقوم بتوصيلها.. وبالطبع ماجد لم يكن يريد مجادلة صديقه رغم انه رأى نظراتها له لكى ينقذها من أسامة فى تلك اللحظة لكنه أرسل إليها نظرة مطمئنة و صعد سيارته تاركا إياها مع ذلك الوحش الذي يحأول أن يظهر هدوءه من نبرته الجليدية

أخرجها صوته من تحديقها بأصابعها وهو يقول بنبرة حأول جعلها ثابتة غير مهتزة لكى لا يظهر غضبه .. الذي هي تعلم أكثر من غيرها انه

يكبحه بشتى الطرق

٠ا كيف علمتي ان سيف مريض ؟!»

لقد كنت مع ماجد عندما اتصل به سيف .. و أتيت معه للاطمئنان عليه

ردت بنبرة منخفضة

تطمئني عليه .. رددها بسخرية جعلت رأسها يستدير تنظر إليه يتعجب

من نبرته ..

ثم أردف بتهكم  

(ا وهل اطعأننق .. (ا

قالها ثم نظر إليه بازدراء لم يستطع اخفاءه ابتلعت نبرته ونظرته مثلما بلعت ريقها ونظرت إلى الطريق أمامها بانتباه و فضلت الصمت .. نظر إليها لثواني ينتظر ردها حتى جاءه ردها

اذ عم اطمأنت..أ أجابت ببرود

لم تستطع منع نفسها من سؤاله عن زوجة سيف وعقلها لا ينفك يسترجع ما حدث لها هناك

بلعت ريقها وقالتا بنبرة حأولتا جعلها غير مبالية

٠١ هل سيف تشاجر مع زوجته ؟!.. هل هما على خصام ؟!.. أو شيء

كهذا « لماذا تسأليني ؟!


 


سألها بنبرة حادة وهو يحدق بها بقوة فقط اسأل لأنها لم تكن موجودة .. وهى من المفترض أن تكون معه تلك الأوقات «

ردت بارتباك وهى تفرك كفى يديها بعصبية رفع أحد حاجبيه وصر على أسنانه وقال بنفس نبرته الحادة زوجته .. في منزل والديها ..

ثم تابع بعد أن صدر منه ضحكة ساخرة جعلتها تنظر إليه بتعجب

« هل تضعين أملا في ان يترك زوجته ويأتي اليك ..

ضحك مرة أخرى لكن هذ٥ المرة بقسوة

هل تحبينه لهذه الدرجة يا دينا؟! !

تغاضت عن سؤاله لأنها تعلم انه حزين وغاضب وهى لا تفضل الجدال معه في هذا الشيء الآن وهو على هذه الحالة .. لتخبره ان سيف صفحة وانطوت بل مزقت من حياتها تماما ٠ا لما نبرتك قاسية معي هكذا يا أسامة ؟!!»

صرخت بغضب

تأرجح جسدها للأمام وللخلف عدة مرات حتى كادت ان تصطدم راسها بالجزء الذي امامها من حركته الفجائية وهو يوقف السيارة ٠ا نبرتي انا القاسية !!.. ام انه يجب ان يبدأ وينتهى حديثنا بأي شيء

يخص سيف ا٠

صرخ هو الآخر ..

أ انت من تكلمت أولا.. ولست انا 11 اتهمته  

لوى فمه وحركه بعصبية ما ان وجد نفسه غير قادر على الرب. عليها حتى التفت إلى مقود السيارة و انطلق بسيارته غاضبا تشدق فمها بابتسامة ساخرة .. ما ان وجدته غير قادر على الحديث أو الجدال معها.

تنفست الصعداء ما ان توقفت السيارة اخيرا أمام منزلها .. وقبل أن تدير مقبض السيارة وتخرج تصلبا جسدها في مكانه وهو يسألها بنبرة ضعيفة و خائفة للغاية لم تعتد عليهامعه

« دينا أنق لم تجيبيني حتى الأن .. هل ترفضيني يا دينا ؟!» امتلأت عيناها بالدموع وتحشرج صوتها ما ان سمعت نبرته ومن دون ان تشعر نطقت بعد أن اغمت الدموع عيناها « انا موافقة يا أسامة «

قالتها ثم ترجلت مسرعة من السيارة .. تهرب منه .. وتهرب من نفسها فهي لا تعلم هل ما نطقت به ستندم عليه في يوما من الأيام ام لا ..

أخذت الغرفة نهابا وايابا بتوتر .. وهى حريصة على عدم الاصطدام باي شيء..

لأكثر من نصف ساعة هي محبوسة في هذه الغرفة غير قادرة على الخروج .. والساعة قد قاربت على منتصف الليل .. بالإضافة إلى سليم الذي تركته حتى من دون ان تطعمه بالتأكيد هو الآن يبكى ليعلم كل من في المنزل بأن والدته ليست بجواره

تنهدت بقوة وهى تشعر بأن الغرفة تضيق بها أكثر وأكثر .. مررت يديها على وجهها وهى تشهق وتنفر بهدوء .. فالتوتر والانفعال لن يفيد شخص في موقفها الآن .. وهى تشعر برعب حقيقي من ان يكتشف وجودها ..


بالتأكيد هو قد نام الآن ٠ا قالتها اروى في نفسها

ويحذر شديد وضعت يدها على مقبض الباب لتديره.. فتحت الباب قليلا ونظرت بعينيها في أرجاء الغرفة وخصوصا ناحية سريره .. تنفست الصعداء ما ان رأته مستلقى على السرير مغلق العين بدأت تتحرك على أطراف أصابعها حتى تستطيع الوصول إلى مقبض باب الغرفة .. لقد كانت تنهج وكأنها تشارك في أحد مسابقات الركض و متلهفة للوصول إلى ذلك الشريط الأحمر لتقطعه وتفوز .. لكنها الآن هنا هي تحارب للوصول إلى ذلك الباب .. الذي بدأ وكأنه يبعد عنها آلاف الكيلومترات

أروى تجمدت مكانها وبهتت ملامحها واتسعت حدقتا عيناها حتى كادتا أن تخرجان من مكانهما وكأنها رأت شبح أمامها بعد ان استمعت إلى اسمها يخرج من بين شفتيه..

بلعت ريقها وهو تتمنى لو كان لديها عصا سحرية لتخفى نفسها الآن بها .. وحينها هو سيعلم انه كان يتوهم .. لكن لأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. وهى قد وقعت الآن في عاقبة سوء تصرفاتها والركض وراء قلبها..

اروى

نادى باسمها مرة أخرى وهو يشعر بتصلب جسدها .. حتى انها قد وقفت وكأنها تمثال من الشمع قدم على الأرض وقدم أخرى مرفوعة قليلا في

الهواء ..


دارت بجسدها لتقابل وجهه المحمر و صدره يعلو وينخفض باضطراب « هل هو يلهث؟؟! «

سألت اروى نفسها وهى ترى وجهه الذي قد تصبب عرقا .. وكانه كان يركض لساعاتا وهو نصحنا جالسن على السرير بأكتافا مرتخية وصسدر يعلو وينخفض باضطراب

رعب ارتسم على وجهها مع شعور بالخزي باكتشافه بأنها هي من أتت إليه .. بأنها هي من اشتاقت ولم تتحمل بقاءها بعيدا عنه ..وهو قريب منها على بعد مسافة قصيرة

أبعد الفطاء عنه وتحرك مبتعدا عن السرير .. يحأول ان يستوعب عقله ما رآه للحظات نفس الكابوس زار نومه منذ قليل .. هو لم يكن يصرخ

باسمها في الحقيقة .. بل كان يصرخ بها في أحلامه وهو يراها أمامه يعوم جسدها في الماء بلا حركة .. صرخ باسمها .. وما ان آفاق من هذا الكابوس بعد ان هب جالسا حتى وجدها أمامه تماما اقترب منها بخطوات مدروسة .. ووقف أمامها وهو ينظر اليها بتفحص وكأنه يتأكد من وجول. ها .. انها بخير وامامه دنا منها أكثر .. فتراجعت هي خطوة للوراء ما ان وجدته يقترب منها


« اروى .. اقتربي لما تبتعدين ا٠

سألها وهو يلاحظ وجهها الذي احتقن غضبا .. وهو يتمنى سحق جسدها بين يديه ليتأكد بان كل ما رآه كان حلما وانها بخير وبسلام امامه لم تجب لكن كل ما فعلته انها اشاحت بوجهها بعيدا .. و دارت بجسدها متجهة ناحية الباب أمسك بيدها يمنعها الابتعاد عنه أكثر فما كان منها إلا أن نفضت يده عنها وهى تغلق عيناها تحاول أن تسيطر على انفعالها

اتركني

صرخت به وهى تجد يده قد قبضت على يدها مرة أخرى

سحبها إليه بقوة حتى اصطدمت بصدره ماذا بك؟! ا٠ همس بحشرجة ا٠ماذ١بي!!اا

رددتها بذهول .. هل يتوقع أن ترتمى بين احضانه ما ان تراه أمامها هل يتوقع أن تخبره أنها قد اشتاقت إليه مع وابل من القبلات على

وجهه ..

نعم هي مشتاقة لفعل هذا .. لكن ليس وهو قد عاد منذ ايام ولم يفكر حتى في ان يراها .. ليس وهو قد نساها وكأنها ليست زوجته وهنا وقد انفجر بركان غضبها

أنني اراك بخير .. عيونك ليست ذابلة .. وجهك ليس بشاحب .. ذقنك ليست نامية .. هل تعلم ما معنى هذا ؟

صرخت ..و تابعت وهى تشير بيديها نحوه ا١ أنت لم تعانى .. انا من عانيت ا٠ « إذا أنتح لا تعرفيني « رد وقد غمره حزن شديد من هياتها اهتزت مقلتيها و هتفت بشفاه مهتزة ا هل لديك أي فكرة كم كان الأمر صعبا على

هزت رأسها وتابعت وهى تمرر يديها على شعرها بعد أن سقط الوشاح

من على رأسها..


أ لا أريد أن ارتبط برجل لا يستطيع ان يظهر مشاعره واهتمامه بي «..

غطت وجهها بيديها وهى تحاول كتم دموعها

وجدت نفسها بين ذراعيه اللذان يحيطان خصرها .. حأولت ابعاده عنها فقربها منه أكثر حتى أصبح رأسها على صدره .. وقلبها ينبض بشدة

وتصاعد الغضب إلى وجهها وهى تنظر إلى ملامحه الهادئة بينما هي تحاول بشتى الطرق الإفلات من ذراعيه اللذان يحأوطاها امتلأت عيناها بالدموع وكانت سيطرتها على نخسها في تلك الأشهر انتهت وبدأت تركل وتضرب وتصرخ وهى تهاجمه بضرأوة .. حأول ان يحمى نفسه من ضرباتها العشوائية من د٠ون أن يؤذيها لكنها لم تكف عن الضرب وفمها يصدر اللعنات دون توقف .. حتى أصابت وجهه بعدة

خدوش ..

شكلت يدها في قبضة ومن دون رحمة ضربته على صدره بقوة على حين غرة جعلته يتراجع بجسده للخلف

اكفهر وجهه غضبا فعاد يقترب منها و بسرعة لوى ذراعيها خلفها

وضمها إلى صدره .. لكى يهدئها بعد أن لاحظ تشنج وجهها .. فبدأت في البكاء فجأة باضطراب .. بعد أن استنزفت كل طاقتها وجهدها في ضربه فصارت بدون قوة

حملها ليضعها على السرير بلطف و ضمها إليه بقوة.


هل هدأتي ؟ .. هل أخرجتي كل مشاعر الغضب المكبوتة نحوى الآن

؟!٠ا

همس قرب اذنيها وهو يمرر يده على كتفها أ أنا ابغضك .. اا تمتمت بحشرجة « أعلم ا٠

رد وهو يقبل جبهتها بحب « لقد تركتني لأشهر وحيدة....

هتفت وهي تجهش ببكاء مرير

« ١سف «

رد بصدق .. فقد تألم قلبه عندما رآها بهذا الغضب .. وكان أكثر من خائف ان يصيبها أي أذى .. أن تسقط غائبة

طبع قبلة دافئة على فمها ما ان شعر بانها قد استكانت بين يديه.. وقد هدأت شهقاتها

فلغت ذراعيها حول رقبته .. انها في حاجة ليطمأنها ليشعرها بالأمان ، فقرر ألا يقاوم رغبته في قرب زوجته الذي حرم منها لشهور...


ابتسمت ما ان فتحت عيناها ووجدت رأسه على صدرها وهو يحيط خصرها بتملك .. لكنها سرعان ما احتقن وجهها وبهتت ملامحها وعيناها تستقران على الساعة المعلقة على الجدار أمامها .. ومن دون ان تشعر أبعدت رأسه .. تمتم بتعجب وهو يراها تتحرك في الغرفة وتنزلق داخل ثوبها وتنظر إليه بغضب مكتوم: " انها الثالثة فجرا"


تمتمت وهى تحاول أن تغلق سحاب فستانها الذي يبدو أنه قد علق. فاحتقن وجهها أكثر وهتفت بحدة المشكلة ان لدى طفل عمره شهر ونصف .. يصرخ طلبا للطعام الآن ووالدته قد تركته منذ أكثر من أربع سامعات .. بسبب والد غير مبالى ولا يفكر به حتى.. انتظري سأذهب لأحضره لك. تمتم بهدوء وهو يدنو من باب غرفة الملابس اتسعت عيناها بتعجب وهى تنظر إليه بذهول وقالت بغضب

تنهب إلى أين؟!.. «

٠اإلى منزل عمتي سأخبرها ان تعطيني الطفل

تمتم

في تلك اللحظة أرادت لحلم خدها وهى ترى تصرفات ذلك الرجل الذي سيصيبها بسكتة قلبية قريبا .. لا الأن

.اتريد أن تنهب لتخبرهم أنني في منزلك وتريد أخذ الطفل فجرا تمتمت وهى صر على أسنانها مرر أصابعه بين خصلات شعره بنفاذ صبر

أروى ما المشكلة نحن زوجان؟! .. والطبيعي ان تعودي إلى منزلك

رد بهدوء

١ا اعود لمنزلي نعم ولكن ليس بتلك الطريقة .. من المفترض أن تأتى انت لأخذى .. وليس انا من أتى .. أين كرامتي من كل هذا؟! ! ! ا٠ صرخت بغضب .. وهى تلعن نفسها ألم تفكر في تلك الكرامة اللعينة سوى الآن .. أين كان عقلها عندما أتت .. وعندما اقربت منه هكذا .. أين كانت كرامتها التي تصرخ دفاعا عنها الان ! !..

تنهد بقوة ثم زفر محاولا تهدئة نفسه .. وقال ببرود.

هذه أشياء قديمة .. لم تعد موجودة في حاضرنا الأن .. لا يوجد فرق بين ان تأتى المرأة أو ان يذهب الرجل ٠١ « لا ...يوجد فرق بالنسبة لي «

هتفت بحدة وحأولت مرة أخرى مع سحابها بغضب حتى خارت يديها

تبا لك..أنت الآخر «

صرخت عندما وجدته عالق تماما .. تابعت بغضب وهى تقف أمامه

تعطيه ظهر ها ليقفل ١ لسحابا

ا٠ أغلق ذلك الشيء اللعين .. لكى اذهب من هنا « اذهبى و خذي حماما أولا وبدلى ملابسك تلك .. وانتظري حتى استحم انا الآخر لكى أوصلك «

قال بهدو.

احتقن وجهها من بروده وتمنت لو تستطيع ان توجه ضربة إلى وجهه الأبيض ذاك..

اقفله. . أو أقسم انني سأسير في الشارع هكذا هتفت بتحدي وغضب

أدارها حتى أصبح وجهها قبالته ٠ا و السحاب مفتوح أ

ردد٠ وهو يزمجر بغضب

 

أجابت بتحدي و قد تشدق فمها بابتسامة مفيظة .. وقد نجحت فعلا في ذلك وهو يديرها ويغلق السحاب بحدة

هاتفا من بين أسنانه لقد أصبحت) وقحة يا اروى  

من عاشر القوم ....

ردت و هي تبتعد عنه مسرعة وهى تبحث عن فردتا حذاءها ارتدتهم بسرعة .. وهى ترى جسده قد تصلب في مكانه ما ان سمع ردها انتظرى على الأقل لأبدل ملابسي قال بهدوء هل تعلم هناك شيء أردت أن أخبرك به منذ ان أتيت .... قالت وهى تطوى ذراعيها على صدرها تشدق بابتسامة واسعة وتمتم ااماهو٠ا « فلتذهب إلى الجحيم انا أكرهك « صرخت في وجهه خرجت من الغرفة مسرعة وهو التقط التي شيرت الملقى على الأرض وارتداه وهو يركض خلفها بخطوات واسعة خرج من الفيلا محاولا إلحاق بها حتى وقف قبالتها وسحبها ناحية سيارته اصعدى أمرها وهو يفتح باب السيارة لا .. أوقف لي سيارة أجرة اجابت بحدة « أوقف لكى ماذا هل مي.. « هتف بغضب وقد انكمش وجهه من تضيقه لعيناه

بالطبع انا لن أركب معك .. كيف سيكون شكلي إن رأتني والدتي

هتفت بصوتا عالي .. سرعان ما اخفضته ما ان وجدت الحراس ينظرون لسيف ..لكنه أرسل إليهم نظرة أمرة حادة جعلتهم يبتعدون بسرعة

اصعدى يا اروى .. و سأوقف السيارة بعيدا عن منزلكم

قال بلهجة آمرة ونظرة كالتي ارسالها لحراسه منذ لحظات .. لكى تصعد

بجواره ..


ولجت إلى داخل السيارة وهى تراقب قسمات وجهه الهادئة..

توقف بالسيارة على بعد مسافة من منزلهم

هل يشبهك ام يشبهني

سأل على حين غرة منها بصوت متهدج ونبرة غريبة عليها

اتسعت عيناها وهى تلتفت ناظرة إليه و تشدق فمها بابتسامة هادئة

يشبهك ..ردت ثم اردفت بحزن .. للاسف  

فابتسم هو الآخر وسأل بابتسامة مفيظة ا٠ لماذا ..هل تمنيق ان يشبه شخصا أخر ا٠ رفعتا إحدى حاجبيها وتمتمتا بغيظ أ لا أ

وادارتا مقبض السيارة وخرجتا .. وهو يراقبها بشغف وعشق .. وعيناه تومض حزنا وكأن بذهابها قد أخذتا روحه معها


                    الفصل السابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-