CMP: AIE: رواية عندما يعشق الرجل الفصل الثالث3 بقلم شيماء محمد
أخر الاخبار

رواية عندما يعشق الرجل الفصل الثالث3 بقلم شيماء محمد


رواية عندما يعشق الرجل 
  الفصل الثالثة 

بقلم شيماء محمد 

لا يوجد أجمل من دف العائلة المجتمعة مع بعضها وشعور كل منهم بالراحة والسرور بجانب الآخر ....كل منهم يستمد القوة من الآخر ..
..هكذا كانت عائلة رشاد السيوفى .......وبعد ماحدث للسيدة الكبيرة فيريال ومرضها منذ أسبوع ....حزن الجميع لمرضها فهى امراة حنون محبة للجميع .....لكن سرعان ما عادت
 الابتسامة والسرور على وجوه الجميع عندما تعافت تماما من مرضها .....وبمناسبة ذلك قرر الجد الكبير (رشاد السيوفى)بان تجتمع العائلة جميعها مع بعضها لكى يجمع شمل عائلته.........فتم الإجتماع فى منزل ابنه الكبير محمود ....وقامت نساء هذه العائلة بأعداد أشهى الأطعمة والمأكولات من أجل هذا اليوم الذى سيجتمعوا فيه جميعهم .......
جلس الرجال يتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم ....إلى أن أعلن النساء عن انتهاءهم من تحضير الطعام ويجب على الجميع المجى إلى غرفة الطعام الكبيرة ......جلس الحج (رشاد السيوفى )فى مقدمة السفرة فعلى يمينه زوجته ورفيقة دربه الحاجة (فيريال ) ..وعلى يساره ابنه الأكبر (محمود )وتجلس بجواره زوجته (كوثر ) وبجانبها ابنها مالك وبجانب مالك يجلس ماهر ابن فريدة ....أما بجانب الحاجة فيريال فكانت تجلس ابنتها (فريدة)وبجوارها زوجها (الدكتور عادل ) وبجانبها أروى ابنتها....... وكالعادة كان غائب عن هذا الاجتماع ابنه الثانى (سليم )وأبنائه الاثنان سيف وبثبنة .....سيف ويعلم الجميع بمقاطعته لهم ...أما بثينة فقد اعتذرت بسبب مرض طفلتها ...
...........................................................................
بعد انتهاء هذا الاجتماع العائلى.......جلس هو وزوجته فى غرفتهم مغلقا عليهم الباب
-ماذا ؟؟معقول ...هذا ما قالته الحاجة فيريال بعد أن استمعت إلى ما قاله زوجها ...ثم تابعت ...سليمان يريد أروى لسيف
-نعم ...هذا ما تحدث به معى ..عندما جلست انا وهو ....ما رأيك
-الراى ليس لنا ..والمشكلة ليست بنا نحن ...هل تعتقد أن سيف سيوافق من الأساس
-سيوافق ...لا تقلقى
-كيف !سيوافق وهو لا يختلط بنا وقليل جدا ما يتحدث معى ...وأيضا هو لم يرى أروى...لنقول انه يحبها لهذا سيوافق ويتزوجها
-لا أعلم ...ولكن شعرت بأن سليمان
واثق فى موافقة سيف ..
-إلا تعتقد أن هذا الأمر غريب !!....سليمان لم ياتى إلى هنا منذ وفاة ابنته فيروزوعندما كان يريدك كنت تذهب إليه انت .... وهذه أول مرة ياتى إلينا بها.... ولم يرى أروى غير اليوم الذى أتى به .....وهو تحدث فى نفس اليوم ...لا أعلم الأمر غريب
-أيا كان ...انا موافق على هذا الزواج ...طالما سيجعل سيف قريب منا ....فيريال أريد أن انهى ما حدث ...أريد أن أعيد حفيدى إلى ...لكن اتعلمى انا سعيد للغاية بهذا ربما تكون اروى سببا فى قرب سيف منا
-عندك حق ...ماذا قلت له عندما تحدث معك
-قلت له ساجيبه فى خلال أسبوعان وهذا الأمر بين يديك الآن ....
-حسنا...سأتحدث مع فريدة لا أعتقد بأنها سترفض....فهى تحب سيف ....لكن المشكلة الآن تكمن فى أروى
-فيريال ....وهل سيف يرفض ....
-ربتت على يد زوجها وقالت ...لا تقلق ساتصرف انا
************ *********** ************
وفى مكان آخر كان يجلس سليمان مع أخته زينب فى منزلها
-ما رأيك بالفتاة ...قالتها زينب الجالسةبجوار أخيها
-جميلة ....ثم تابع مبتسما ...لم أكن أعتقد أن هذه الفتاة هى حفيدة رشاد ....هل تعلمى عندما رأيتها فى الحفل الخيرى ..أعجبت بشخصيتها كثيرا وسلوكها وهذا كله قبل جمالها ...وقلت هذه ما يحتاجها حفيدى ...امراة تسانده وتقف بجواره ....ظللت أبحث عنها إلى ان عرفت انها حفيدة رشاد .....
-منذ متى وأنت تذهب لحفلات خيرية قالتها زينب ناظرة إلى أخيها بنصف عين
- فقال بضحكة عالية ....لقد ذهبت لكى أبحث عن عروس ....هل تعلمى يا زينب ...جلست على أحد المقاعد وأنظر إلى كل فتاة .....أتحدث مع هذه ...واتناقش مع هذه ...إلى أن وقعت عينى عليها ...وقلت هذه هى ...ما أبحث عنها
-أنا سعيدة من أجل هذا .....لكن الحقيقة كنت أتمنى سيف لريم. ..يا سليمان
-ماذا سيف وريم فى منزل واحد ......سيف عصبى. ...وريم تتشاجر مع ذباب وجهها ....والاثنان مستحيل ان يجلسا ن فى منزل واحد .....ريم تحتاج إلى شخص هادئ لكى يتحملها ....كما تعلمى سيف يعتبر ريم أخته الصغرى ايضا ...
-نعم عندك حق .....لكن ماذا تعتقد سيكون جوابهم
-لن يرفضوا. ...وقولى سليمان قالها
-حسنا ....بالنسبة لهم فنحن متأكدين من الموافقة...ماذا إذا عن حفيدك
-حفيدى ...لن يجرؤ على الرفض لا تقلقى.....هل تعلمى يا زينب ....قرب سيف من عائلته سيكون أفضل ....انا لن أبقى له طول عمرى ....سياتى اليوم الذى سالحق به بابنتى ....واقول لها عندما أراها لقد قمت بتربيته واهتممت به كما طلبتى ..اعتنيت به وجعلته رجل يهابه الجميع
-فليطيل الله بعمرك يا أخى ....ستعيش ....وستحمل ابناءه أيضا ...بإذن الله
- ان مت يازينب أبناء عمى واقاربى. ... سيجتمعون جميعهم عليه .....وربما يخططون لقتله . ..... جميعهم سيطمعون بما ساتركه له...... لكن ان اقترب من والده وجده لن يجرؤ أحد على الاقتراب منه ....لن يجرؤ أحد .....
-لا تقلق ....سيكون كل شى بخير قالتها زينب وهى تربت على يد أخيها
زينب تكون أخت لسليمان الحسينى لديها أربعة أبناء ابنها الأكبر يسمى كمال وهو والد ريم ....زينب هى من قامت بتربية ريم منذ ان انفصل والديها
*********** ************ ************
ها هى تعمل للأسبوع الثانى فى شركة (مراد السيوفى )صديق والدها .....استطاعت نور منذ يومها الأول فى العمل التعرف على الكثير من الموظفين ....ف نور بطبعها شخص اجتماعى يحب أن يوسع دائرة معارفه ........كانت تجلس على كرسى مكتبها تنظر إلى ملف القضية التى بين يديها .......إلى ان سمعت دقات خفيفة على الباب .....فاذنت للطارق بالدخول
-تفضل ......ورفعت عيناها لترى من صاحب هذه الدقات. .....فإذا تتفاجى بمن أمامها
-مازن!!!!!قالتها نور وعلامات الدهشة والتعجب على وجهها
-نور!!!!فلم يقل هو الآخر عنها دهشة
فاقترب منها وعلى وجهه ابتسامة تكاد تصل إلى أذنيه
-ياالله ....لا اكاد اصدق نفسى ....نور المنشاوى امامى الان ....ياللهول ....كيف حالك !!...لم اركى منذ وقت طويل
-فضحكت نور ضحكة عذبة وقالت....أجلس أولا ....وبعد ذلك سنتحدث
فجلس كما طلبت أمامها .....فقال...كيف حالك ؟
-بخير قالتها وهى تبتسم ابتسامة خجول على وجهها
-ياللهول ....لم اركى منذ وقت طويل
-فاكدت على كلامه وقالت ....نعم منذ حفلة التخرج ....وتابعت أين ذهبت ....وأين كنت
-لقد سافرت بعد أن تخرجت مباشرة ....وها انا عودت مجددا ....وساعمل هنا .....وماذا عنكى هل تعملين هنا
-نعم....انا اعمل هنا منذ أسبوعان
-وماذا عن خططك فى إنشاء مكتب محامة خاص بك
-فردت عليه بابتسامة ....ماذا أفعل ب ياسين المنشاوى. ..رفض وعرض على اما العمل فى شركة صديقه او لا يوجد عمل
-جلس باعتدال عندما سمع كلامها وقال بابتسامة ماكرة على وجهه ....لماذ هل والدك يعرف مراد السيوفى
-نعم ...يعرفه ..فهم أصدقاء منذ المرحلة الثانوية .....ثم تابعت ....وماذا عنك ما الذى أتى بك إلى هنا
-سأبدأ العمل هنا منذ اليوم ....فقد عرض على العمل هنا...ومن يرفض العمل فى شركة مراد السيوفى .....قالها مازن بتفاخر
-إذا سنكون رفقاء عمل ....قالتها نور بابتسامة بلهاء على وجهها تظهر سعادتها بما قاله مازن
-نعم سنكون كذلك .....ويبدو أيضا أننا سنتشارك. ..فى حل القضية التى تحملينها الآن بين يديك ....
فنظرت إلى الملف الذى يوجد بين يديها ....وقالت ...حسنا مارايك هل نبدأ العمل
-نعم بالطبع ....فلنبدأ
ثم بدأ الاثنان فى العمل على القضية يتناقشان فى حلها
-أنهت عملها فى الشركة بعد ان ودعت مازن وابتسامة عريضة تزين وجهها ...تكاد تطير من السعادة ...وفى نفس الوقت تكاد لا تصدق 
نفسها ....فها هى قد رأت فارس أحلامها وحبيبها الأول (مازن) من ايام الجامعة ..........وأين قد رأته فى هذه الشركة التى كانت ترفض فى البداية العمل بها لولا إصرار والدها .....وهاهى تشكر القدر الذى جمعها به مرة أخرى ...بعد أن اعتقدت بأنها لن تراه مرة أخرى وانفطر قلبها ......ستعمل معه ...وقريبة منه ....ولن تمل ابدا من النظر إلى وجهه ............
ركبت سيارتها ....وأثناء ركوبها اتصلت بصديقتها وكاتمت أسرارها ....ريم وطلبت منها ان تأتى إليها اليوم وأن تأتى معها أروى أيضا .......أغلقت الهاتف مع صديقتها ...وادارت محرك سيارتها منطلقة إلى منزلها ....تكاد تشعر بأنها سوف تلمس السماء من فرط سعادتها
********** ********** ***************
كان يجلس فى مكتبه على كرسيه الهزاز ويحمل كتابا فى يده لشكسبير .....إلى أن سمع صوت الباب يعلن عن قدوم زائر ....فنظر إلى ساعة الحائط الموجودة فى المكتبة فوجدها الواحدة صباحا .........
-انها الواحدة صباحا من الذى سيأتي فى هذا الوقت المتأخر ....هذا ما قاله المستشار ياسين المنشاوى وهو يستمع إلى جرس الباب ........تحرك مبتعدا عن كرسيه ...وخرج من المكتب متجها حيث الباب
ففتحه متعجبا ممن يقف أمامه الآن
-مرحبا يا عمى ....قالتها ريم واروى فى نفس واحد وكل منهم تحاول إخفاء ابتسامته وارتباكها من المجى فى هذا الوقت المتأخر
-ريم....أروى ....ما الذى أتى بكما إلى هنا فى هذا الوقت قالها ياسين باستفهام
وقبل أن تنطق ريم .....نزلت نور درجات السلم وقطعت حديثهم بسرعة
-ريم ...أروى ..جيد انكما قد اتيتما. ...ثم وجهت حديثها إلى والدها ....انا من طلبت منهن ان ياتيان الآن
-فرفع ياسين أحد حاجباه. ...وقال ....الآن ...يا نور فى هذا الوقت ....حسنا ...يمكنكن الصعود .......هل ستحتاجون إلى شئ
-فرد الثلاثة بنفس واحد .......لا ...ومن ثم قالت نور إذا احتجن إلى اى شئ سنعده بأنفسنا .....تصبح على خير ...أنت يا أبى ........فذهب ياسين يضرب كفا بكف بسبب جنون هؤلاءالفتيات
-لماذا تاخرتى هكذا قالتها نور لريم
-ماذا أفعل انا لم انهى عملى إلا الآن .....ام انكى نسيتى إننى طبيبة قالتها ريم
-لا ....لم أنسى .....كيف اتيتن وهل سمحت لكى جدتك بالمجى إلى هنا الآن ....ثم نظرت إلى أروى ...وماذا عنكى
-لا تقلقى ...لم ناتى بمفردنا. ...ماهر هو من أوصلنا إلى هنا قالتها أروى
فقالت ريم مقاطعة لحديثهم -يكفى كلاما ....انا جائعة وأريد أن آكل. ...ومتعبة لا أستطيع تحضير اى شئ ....هل لديكم شئ جاهز
-فقالت نور أمامك المطبخ....تعرفين إننى فاشلة فى إعداد الطعام ...ولا أعرف كيف أقوم بسلق بيضة حتى
-ماذا !!!وأنا قلت إننى متعبة ولا أستطيع إعداد شى
-فقالت اروى مقاطعة لهما كفى ...كفى...أنتما الاثنان ....ساعد انا الطعام ....أين المطبخ
-فقالت ريم ....تعالى فلنذهب إلى المطبخ...ونتحدث وانتى تعدين الطعام
(تعرفت أروى على ريم بحكم أن والدها الدكتور عادل كان صديق لوالد نور فتعرفتا الاثنتان على بعضهما واصبحتا أصدقاء -أما معرفتها بريم ف كان من خلال اخاهاماهر حيث كانت ريم زميلة له فى الجامعة )
توجهن ثلاثتهم حيث المطبخ ....فوقفت اروى تعد الطعام ....أما نور وريم فجلستا على الطاولة الصغيرة الموجودة فى منتصف المطبخ ........انتهت اروى من إعداد الطعام ووضعته أمام ريم
التى قالت مندهشة.......ماذا!!!!!بيض مقلى وفول وسلطة .....إلا يوجد غيره
-اصمتى. ..وكلى ما يقدم لكى ....وأيضا هذا هو الطعام السريع ....ام تريدنى ان أقوم بإخراج دجاجة من الثلاجة ...وأقوم بطهيها لكى ...كلى واصمتى يا ريم ....طالما انتى جائعة قالت أروى ذلك معاتبة لريم
- فقالت نور .....ماذا به البيض والفول ....انه رائع ...وقامت بامساك قطعت خبز وبدأت بالأكل
-ما هذا ....هل ستاكلين معى ...قالتها ريم بغضب
-نعم ...كلى واصمتى قالتها نور ...فقالت ل اروى ....الن تاكلى
-لا ...لست جائعة. ...ساحضر لنفسى شوكولا ساخنة...هل تريدن
-فقالت الاثنتان. ...نعم
انتهت ريم ونور من تناول الطعام ....ثم توجهن الثلاثة حيث غرفة نور .......قامت نور ...بإخراج لهن ملابس للنوم من خزانة الملابس وقامت كل واحدة بارتداء خاصتها. ....ومن ثم جلسنا الثلاثة على السرير يتحدثن
فبدأت نور تقول بابتسامة بلهاء على وجهها وتخفض رأسها إلى أسفل .......لقد قابلته اليوم ....لقد قابلت مازن اليوم فى الشركة
-فاعتدلت ريم فى جلستها وقالت من ؟؟؟؟
أما اروى فانتبهت للحديث فاستمعت بانتباه لما تقوله نور
-أقول ...مازن قابلته
-مازن...وهذا ما الذى أتى به هنا قالتها ريم باستفهام
-لقد انتقل للعمل بشركة المحاماة ....وأنا هو نعمل معا فى قضية واحدة قالتها نور بعين عاشقة
-هل تحبينه ...يانور قالتها أروى مبتسمة لنور
فردت نور عليها بهيام ....كثيرا ..كثيرا...بل انا عاشقة له
-مازن ...هذا انا لم ارتح له يوما ...لا أعلم لماذا
-فقالت اروى بنظرة تحذيرية ....ريم
-فقالت نور محاولة تغير الحديث و ناظرة إلى أروى ....بحق ماذا فعلتى مع ذلك الطبيب الذى طلب خطبتك من ماهر
فقالت اروى بصوت ضعيف ....لقد رفضت
-فردت نور عليها ....لماذا انه حقا شخص جيد
-نور ..انا لم أشعر بالراحة معه ...لهذا رفضته ...أريد أن احب من اتزوجه ....وهذا لم أشعر معه بشئ
-فردت ريم بتهكم. ...وهل يوجد شئ يسمى حب ....او بالأحرى هل يحب الرجل من الأساس ....من يقول لك أحبك اعلمى انه يخدعك ....سيقول لكى عدة وعود وبعد ذلك سيخلفها جميعها .....وعد الرجل رياء كذب وخداع .....لأنه لا يوجد رجل لامرأة واحدة ....بل يوجد رجل لعدة نساء
-فقالت اروى ....ريم ما هو الحب بالنسبة لكى
-فردت ريم عليها ....لا يوجد حب ...لكى أقول ما هو بالنسبة لى
فنظرت اروى إلى نور وقالت ....ماذا عنكى يانور ..ما هو شعورك عندما تكونين مع مازن
-فردت نور بحب....أشعر بأننى امتلك العالم بين يدى ...أشعر بأنه سيحمينى ....وأن قلبى يكاد ينفجر من كثرة دقاته
-نعم هذا هو ...الحب هو أن يخونك قلبك ....ويعلن تمر ده عليكى ....ويدق للشخص الذى يحبه ....الحب هو الأمان ...الحب هو
-فقاطعتها ريم ....حسنا ...حسنا...يكفى ....فلتحلمى يااروى بما تقولينه وعندما لن تجدى الشخص الذى تتحدثين عنه ...حينها ستقولين ريم على حق .....ثم تابعت تصبحن على خير ....هذا اليوم كان بالنسبة لى متعب لذلك سانام وقامت بتعديل وسادتها ونامت وما هى الا دقائق حتى غطت ريم فى نوم عميق
-نظرت اروى ونور إلى بعضهما بصمت حتى قالت نور...انا أيضا سانام ...تصبحين على خير
-فقالت اروى ...أحلام سعيدة
وقامت هى الأخرى بفرد جسدها على السرير محاولة منها للنوم ...لكن أبى النعاس ان ياتى إليها .....فتحركت من على السرير مبتعدة حتى توقفت أمام النافذة الكبيرة للغرفة ....ناظرة إلى السماء بعيناها الذهبية ...
-هل سياتى اليوم الذى ساندم فيه على حبى له ...هل سأقول ياريت .... متى سيشعر بحبى له .........اروى عن اى شئ تتحدثين حبك صامت ...هل تحدث معكى يوما...او حتى لمحك....انتى غير موجودة بالنسبة له ......لكن إلى متى ستظلين تحبينه ....ماذا أفعل لا أستطيع أن احب غيره ...لا أستطيع ...انه حب طفولتى ومراهقتى وشبابى. ...كيف أستطيع أن أنساه ....وكيف يحل محله شخص آخر ....كيف .....هذا ما حدثت به اروى نفسها ثم قالت بصوت مكتوم واعين باكية ....سيف انا ....انا أحبك

كتمت هواك زمانا فى الفؤاد
وفى أنين الروح سر حكايتى
وعن سوال الناس عن صمتى لم أزل
اجيب بالصمت حتى باح صمتى

************ ************ *********** ***************
وفى نفس الوقت فى منزل سليمان الحسينى وتحديدا فى غرفة مكتبه
-ماذا ...هذا ما قاله سيف بصوت غاضب قوى يكاد يجعل جدران القصر تهتز .....ثم تحرك فى أرجاء الغرفة كمن مسه جان وتابع ....كيف تفعل هذا !!وكيف تطلب هذا منهم !!....وفوق كل هذا تذهب إليهم!....تبا ...أقسم انه لن يحدث ولن أضع يدى فى يديهم يوما ....وانت تذهب اليهم وتطلب هذا وتريد منى ان أضع يدى فى يديهم ...لن يحدث
-ظل السيد سليمان يجلس يستمع لما يقوله حفيده بهدوء تام منافى تماما لغضب حفيده ....فقال بصوت واثق بكل هدوء ....أنت من تقاطعهم ولست انا....وفوق كل هذا لا تنسى انك منهم ...أنت تحمل اسم والدك وجدك وليس اسمى
-فمرر سيف يده بين خصلات شعره يشدها بقوة محاولا تهدئة نفسه ....لا انا لست منهم
-فقال سليمان بغضب 
...بلا انت منهم ...شءت ام أبيت ..... ثم ادار بجسده ناظرا الى النافذة التى فى غرفة المكتب...... وما قولته لك فكر به ...واتمنى أن يكون بالموافقة ....لأننى لن أرضى بالرفض ....
-فقال سيف وهو يقبض على يديه بقوة حتى أحمر وجهه....وماذا ان رفضت
-استدار سليمان لحفيده وقال بهدوء.....إذا لا أريد أن أرى وجهك
لم يستطع سيف ان ينطق بكلمة بسبب ما قاله جده .......صدمه قوله ...جده يخيره أما ان يرفض وأما ان تتحمل ما أفعله بك ....فخرج من المكتب غاضبا يكاد يفتك بمن سيقابله فى طريقه .......قاد سيارته بسرعة جنونية ...ستكون سببا فى موته....وطوال طريقه اصطدم بعدد من السيارت رغم انه المخطئ إلا أنهم لم يحصلوا منه إلا على أفظع الشتائم والسباب ......فهكذا هو سيف عندما يغضب .......وجده أخرجه من هدوءه
وقف بسيارته فى منطقة بعيدة لا يوجد بها أحد .....وترجل من سيارته وهو يضرب باب السيارة بعنف تكاد تتحطم من قوتها ...فحتى هذه السيارة المسكينة لم تسلم من غضبه ......
-تبا ....قالها بصوت مرتفع يشتعل غضبا....تبا لهذا العجوز ....انه دائما ما يضعنى بين يديه ..... انه يخيرنى اما ما يقوله...واما ان تتحمل إذا ما سافعله ... وقال فى نفسه وحتى ان خرجت من المنزل كما طلب هل تعتقد بأنه سيتركك. ..ستكون احمقا ان اعتقدت ذلك ....انه سليمان الحسينى .....لن تستطيع يوما ان تقف فى وجهه رغم قوتك يا سيف لن تستطيع يوما
********* **************** ********** ************** ************
أنهت عملها فى وقت متأخر ......فتوجهت حيث شقتها تتمنى أن تراه عندما تصل إلى الشقة .....لكن ما ان وصلت حتى خاب ظنها. ....فالليوم أيضا هو لم ياتى إليها ....ألقت بجسدها المتعب على السرير ....تدعو ربها ان ياتى اليها .....انها حقا تحتاجه الان اكثر مما هو يحتاجها ......كم تتمنى ان يضمها الى صدره وتنام عليه قريرةالعين .....كل ما تريده هو حبه
-اه ....يا دينا هل ستظلين وحيدة هكذا دائما قالتها بألم واعين دامعة تلعن وحدتها القاتلة
************ ************** *********

جلس فى الطائرة......يستمع إلى صوت المضيفة التى تطلب من الجميع ضرورة ربط الاحزمة ....استعدادا للهبوط على أراضى مصر الحبيبة .....ها هو يعود بعد اثنا عشر عاما بعيدا عن وطنه لقد قرر منذ رحيله عنها انه لن يعود إليها ولكن لولا ما حدث لشركة والده وأنه يحتاج لمساعدته ما كان سيعود يوما .....ترجل من الطائرة ونزل درجات سلم الطائرة ...... انهى أوراقه وبعد ذلك اتجه إلى بوابة الخروج ......... اقترب منها بخطوات سريعة مبتسما عندما راءها
-عندما رأته شعرت بأن الحياة قد عادت إليها ها هو ابنها ونور عيناها قد أتى وستضمه إليها ....لن تجعله يبتعد عنه ..... فضمته إلى أحضانها بقوة ....تشتم راحته التى اشتاقت إليها
-فقالت نورا وهى تضم ابنها بقوة اليها وتبكى. .. اه ....يا حازم اثنا عشر عاما بعيد عن عينى ....اثنا عشر عاما لم اشتم رائحتك. ..كل ما كنت أستطيع أن اراه مجموعة صور تجعلنى اصبر على فراقك .....اه يا نور عينى ...
-لن اتركك. ...سابق معك حتى تشبعى منى تماما ....لا تقلقى قالها حازم الذى يضم والدته إليه
فقال مراد من ورائهم-نورا أنا أيضا والده إلا أستطيع أن اضمه
فابتعد حازم عن والدته واقترب من والده وقف قليلا ثم أبتسم والده إليه وقال -اشتقت اليك يا بطل واقترب من ابنه يضمه إليه أيضا ....فابتعد عنه
فقالت نورا ...يكفى تعالى فى أحضان والدتك ...أريد أن اضمك أكثر يا حازم
-فقال مراد ....هيا بنا نذهب أولا وبعد ذلك فلتعانقيه يا نورا كما تشائين
فامسكت نورا يد ابنه بين    يديها وكأنها تطلب منه عدم الرحيل بعيدا عنها مرة اخرى .....
وخرج الثلاثة من بوابة المطار متوجهين إلى منزلهم
********** *************** ********** **********************
جلس على كرسى مكتبه مستندا برأسه عليه .....يفكر فى تلك الحورية ....تلك العينان التى جعلته تاءها بها .......انها كالامواج العاتية .......ويفكر فى ذلك اللسان اللعين الذى يخرج كلمات مثل الصخر .......
-يجب أن أنظف ذلك اللسان ....وحينها لن تكونى لغيرى يا ريم قالها مالك مبتسما
  
                       الفصل الرابع من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-