CMP: AIE: رواية يقال حب الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم وسام اسامه
أخر الاخبار

رواية يقال حب الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم وسام اسامه



رواية يقال حب 


بقلم وسام اسامه 
الفصل الرابع والعشرون 

اتسعت عدساتيها بصدمه اكبر وهي تنظر الي اباها ولم تستوعب كلماته..شاهر يود الوزاج منها لتأتي شقيقتها وتسحبها من امامهم هامسه في اذنها...
-الناس بتضحك علي شكلك رايحه تطلعي بقميص نوم

استوعبت روان ما يدور لتتجه سريعا الي غرفتها وهي بكامل غضبها وحنقها منه بينما تكلم والدها معتذرا...
-معلش تلاقي اختها صحتها من النوم وخضتها

ابتسمت  المرأه قائله بهدوء...
-مفيش مشكله 

ابتسم شاهر وهو بتخيل ردة فعلها في المشفي
ليقف قائلا بلباقه وابتسامته الدافئه...
-تمام ياعمي مستني ردكم...

وقف الاخر قائلا برزانه....
-بأذن الله يادكتور..شرفتونا

صافحهم مع عبارات ترحيب بينما عانقت والدة روان تلك المرأه ليرحلو بعدها تاركين دلال وممدوح  ينفردو بفتاتهم صاحبة التصرفات الرعناء

بينما ضحك شاهر وهو يتجه الي سيارة علي صدمة روان وملامحها لتقول تلك المرأه بحنق...
-مفتري يعني كمان رايح تطلبها من غير ما تقولها 

ارتفعت ضحكات شاهر قائلا بعبث...
-بحاول اتخيل دي هتعمل ايه بكره 
وبعدين ماانتي الي حطتيني في الموقف دا

زفرت بحده قائله...
-حطيتك في ايه ! 
بعني انا الي قولتلك روح اتقدم لزميلتك الي اول ماشافتك وشها جاب الوان وكأنك شبح
وتروح تطلبها من غير ما تيلغها!
افرض في حد تاني في حياتها

ابتسم بهدوء وهو يتابع القياده بأعصاب مرتخيه....ليقول ...
-من الناحيه دي اطمني مفيش
المهم هتنفذي الي اتفاقنا عليه

لم تجيب علي سؤاله وصمتت
------------------------------
جالسه وحولها عدة فساتين تحاول الاختيار ايا منهم ترتديه ...امسكت فستان ابيض من قماش الستان يصل الي كعبيها بنسيابيه...عبست مفكره اغلب ملابسها بيضاء...سيكون مظهرها معتاد







القته جانبا وامسكت نقيضه اسود من الجوبير يصل الي ركبتيها كادت ان تلقيه لولا طرقات والدها ثم دلف اليها...تطلع اليها والي الفوضي حولها ليقول بجديه....
-يعني تعرفي

توترت وهي تبتعد بعيناها قائله بتردد...
-اعرف ايه يابابا

جلس جوارها مشبكا يديه امام صدره قائلا...
-ان عمر جاي يتقدملك كمان ساعه

زاد توترها ليزفر والدها بحده...
-لين عايز توضيح...من كام يوم قولتي انك انفصلتي عن الي اسمه شريف وانا دعمتك وقولتك دا الصح...ايه حكاية عمر دلوقتي

تخضب وجهها بخجل فطري لتقول بخفوت...
-بابا انا فكرت كويس بصراحه اناااا

صمتت ثوان ليزفر بحده لتنكمش هي في نفسها هامسه....
-انا بحب عمر

زمجر بحده ليهتف بها...
-ازاي وانتي قيلالي انك رفضتيه عشان مش قادره تشوفيه الا اخ...انتي عايزه ايه يابنت رأفت

رفعت وجهها اليه بتماسك قائله وهي تمسك يديه بحنو وتوسل....
-بابا افهمني

سحب يده ليهتف بتحذير...
-لين وقت لعبك زاد اوي...وابن اخويا مش فار تجارب ليكي...انتي بنتي اه بس عمر لا يالين

غامت عينها بدموع العاطفه لتقول...
-بابا صدقني انا بحبه والله...انا فكرت كويس لقيت انه لو سافر تاني او اتجوز واحده تانيه وبعد عني مش هبقا مرتاحه...هبقا تعيسه

لان قلبه لنبرتها ولكن لم يتخلي عن جديته ليقول بحزم....
-كل قرار هتاخديه هتبقي مسؤله عنه
واعرفي ان عمر مش اهبل...عمر صبور بس وقت ما هيحس انك بتقللي منه مش هيسكتلك وانا ساعتها مش هلومه

كاد ان يقف لولا همستها التي هدت بالبكاء...
-بابا

القت نفسها في احضانه بقوه وهي تعلن له انها ترفض جفائه...ليحاوطها بدون تردد..هي صغيرته لا يستطيع ان لا يلبي ندائها الباكي له
قبل جبهتها مطولا ليقول.. 
-ياريت متكونيش اتسرعتي

قبلت وجنته قائله بصوت مهزوز وهي تبتسم...
-لا متسرعتش وهثبتلكم كلكم اني استاهله
زي ماهو يستاهلني 

عقد حاجبيه متسائلا...
-كلنا مين

همست بنزعاج وهي تسترجع حديثها مع سلمي .. 
-سلمي قالتلي نفس الكلام وهددتني لو زعلت عمر مش هتعرفني تاني

ابتسم وهو يقف...
-دا المتوقع من سلمي قطه شرسه تخربش كل الي يأذي الي بتحبهم

عبست اكثر قائله بضجر...
-بابا انا عمري ما هأذي عمر انا مش صغيره

خرج من الغرفه وهو يضحك علي حنقها بعكس حالته عندما دلفها...ومن جديد نجحت لين في اصهار غضبه..كما نجحت في اصهار قلب عمر عندما جلست امامه بذاك الفستان الاسود ...عينيه لم تتركها ظل ينظر  بحب لم يخفيه كالعاده
بينما هي كانت تختلس النظر اليه من وقت لأخر
لم تسمع ضحكات الجالسين ولم تشاركهم حديثهم اكتفت ان تنظر الي تاره وتعتصر يدها تاره

لا تعلم متي جلس جوارها وامسك يدها ليلبسها خاتم الخطبه...خاتمه هو ليقبل يدها مطولا ليهمس بعاطفه جياشه...
-واخيرا

تعلقت كفها بكفه لتمنحه ابتسامه واسعه ونظره اذابت ماتبقي من صبره قائله بنعومه...
-واخيرا

ضحكت سلمي بعبث وهي تري أيمن لا ينظر اليها وتذكرت كيف رفض دعوه العشاء في بيت عمها رأفت بسبب رجوعها للمنزل دون ان يوصلها وهروبها من ذاك "الموضوع" الذي اخبرها صباحا انه يريد ان يتناقش معها به

عقدت حاجبيها بتلاعب هامسه...
-بقا انتا عامل فيه زعلان وتقلان طيب

اتجهت الي مشغل الموسيقي لتعبث بالأزرار ثوان قبل ان تنبعث تلك الاغنيه الدارجه في المناسبات "الشعبيه" لتقف سلمي وصت المجلس قائله بأبتسامه واسعه...
-احتفالا بالخطوبه الساكته دي بقا انا هرقصلك ياعمر

زمجرت بها أمينه بحده...
-بس يابنت اقعدي

نظرت سلمي الي عين رأفت نظره جعلته يضحك بخفوت ليقول...
-خليها تعمل الي عايزاه ياأمينه محدش غريب قاعد  اعملي الي انتي عايزاه ياحببتي

غمزت له وبسطت كفها امام ثغرها ثم نفختها "قبله في الهواء"...بينما عيون غاضبه اخري تحدق بها هاتفا في نفسه المعذبه" ترقص! هل سترقص هل ينقصه ان ترقص امامه!"

بدأت التمايل بسلاسه
وهي تنظر في عينيه خلسه وكأنها ترسل له كلمات الاغنيه ليتململ في جلسته وهو يكاد ينفجر حراره 
وحمي الحب تصيبه من رأسه الي اخمص قدميه

"متعلقه بيك جدا جدا بزيادة
وانتا بتتقل وبتدلع كالعاده
لو كنت بتفرح لما تعذب فيا
ربنا يبعدنا عن الناس الكياده"

كانت تتمايل بغنجها المعتاد
ونظراتها له ما جعلته يود الهروب من هنا
وجهه تحول للون الاحمر القاني وعينيه زاغت بعيد عنها...تلك المتلاعبه تثير عرائز بدائيه داخله
تنفخ في الجمر داخله ليندلع اكثر واكثر

خصرها يتحرك بحركات مدروسه يداها تتحرك في الهواء بأحترافيه راقصه شرقيه...اقل من سنه وسيجعلها ترقص له حتي يهدهدها التعب..سيجعلها تدفع ثمن هذا العذاب البطئ هي وخصرها اللين ذاك

توقفت الاغنيه فجأه ليتوقف خصرها هو الاخر
لتنظر للفاعل لتجده اخاها يطفئه والحده تنضح من عينيه وكأنه فهم مقصدها المشتعل
ليضحك رأفت وهو ينظر لها غامزا...
-لا بس ايه الجمال دا ياليلي

اقتربت منه جالسه اعلي ذراع كرسيه غامزه...
-سلمي يارأفت سلمييي









جذبها هامسا بعبث...
-لا حركات ليلي يابت ماانتي لحقتي تاخدي من دلعها...بس براحه ها بلاش توسع منك لتندمي

ضحكت لخفوت لتهمس بخبث...
-متقلقش ياروحي دي تصفيه حساب بس

كتم ضحكته ليسمع صوت عمر يقول برفق وهو يمسك يد لين...
-عمي انا عايز كتب كتاب علي طول
وميعاد الجواز حضرتك تحدده

ابتسم رأفت بدفئ قائلا...
-مفيش مانع ياعمر بس شوف رآي لين

من دون ان يسألها احد حركت رأسها بأيجاب
ليضحك عمر بخفوت ليقول أيمن بحده....
-اشمعنا عمر كتب كتاب علي طول وانا خطوبه لا ياعمي مينفعش كدا

رفع عمر حاجبيه وابتسامه جانبيه علي ثغره ليقول...
-وانا الي كنت هقول كتب كتابنا احنا الاتنين في يوم واحد

تلاشت الحده من وجهه ليقول بلهفه...
-بجد اخيرا اقتنعت

ابتسم كلا من عمر ورأفت ليقول رأفت باسما وهو يحاوط خصر سلمي....
-والله مقتنعناش الا لما سلمي الي طلبت

ثم نظر اليها مداعبا وجنتها بحنان قائلا...
-والي تطلبه سلمي هانم مجاب

تطلع اليها مبهور هامسا بصدمه...
-سلمي

نظرت اليه رافعه احد حواجبها ليطلق زفير تعب هامسا في نفسه ...ناريه ستحرقه بنارها تلك
----------------------------------------
سارت في المشفي بعجل وتكاد تتميز غيظا
تبحث عنه منذ ساعات في انحاء المشفي وكأن الارض انشقت وابتلعته اوقفت احد الممراضات قائله بحده...
-دكتور شاهر فين

هزت الممرضه كتفيها قائله...
-مش عارفه يادكتوره كان في اوضة الكشف من شويه

تركتها وسارت كالعاصفه متجهه اليه وهي تتوعد بأغلظ الايمان فتحة الباب لينتفض الطفل بين يديه ليبتسم شاهر قائلا للطفل بصوت مسموع...
-متقلقش دي عاصفه منوقعه

شبكت يدها امام صدرها وظلت تحرك ساقها بغضب لينهي شاهر الكشف علي الطفل وهو يبتسم لوالدة الطفل متمنيا الشفاء العاجل...
هتفت به بحده....
-تسمح توضحلي ايه الي حصل امبارح دا

ترك سماعة الكشف وجلس علي مكتبه قائلا بحلاوه...
-حصل ايه

استفزتها عذوبة لتهتف بغضب...
-جيت واتقدمت من باب للطاق فهمني ليه انا

شبك يديه رافعا احد حاجبيه...
-وليه مش انتي 

تأفأفت حانقه ...
-ايه حبيتني من اول ضحكه ولا حاجه

ضحك بخشونه قائلا...
-لا من اول تكشيره..وبعدين عادي لا حب ولا حاجه انا شايفك مناسبه ليا عشان كدا اتقدملك

هتفت فجأه...
-وانا مش موافقه

اختفت ابتسامته ليتنحنح بخفوت قائلا...
-لا انتي مش موافقه انتي مفكرتيش اصلا انتي كل الي هامك انا اتقدمتلك ليه وفي اي جواب من كنتي هترفضي عشان ترضي نفسك وكرامتك علي حسابي

تجمدت ملامحها وهي تطلع اليه بهدوء 
ليقف من مكتبه متجه اليها واقفا امامها مباشره
لينظر لها قائلا...
-فكري ياروان واي قرار منك هقبله
بس فكري بالعقل...وانتي مش هتستفيدي حاجه لو رفضتيني

عقدت حاجبيها لتقول بسخريه...
-وهكسب ايه لو وافقت عليك يعني

ضحك بخفوت قبل ان ينظر الي عيناها مطولا...
-هتكسبي واحد يقدر تفاهتك ويجاريها

جعدت وجهها بريبه قائله....
-قصدك ايه!

لم يجيبها علي سؤالها وكاد ان يخرج ويتركها ولكن
توقف ليلتفت اليها قائلا ببساطه....
-متتأخريش في ردك عليا يا روان

ثم خرج تاركا اياها محدقه في الا وجود
هل تخلل روحها الان وتعرت امامه!
-------------------------
يوم عقد القران.....
في حديقة منزل رأفت الخليلي
حيث الحفل الذي يضم الاقارب فقط
حر
تقف بين عليا وسلمي بكامل اناقتها وجمالها المبهر بفستانها الازرق والمدرج بألأبيض وخصلاتها التي صبغتها بالون العسل الصافي...بينما زينة وجهها بسيطه..بعكس سلمي التي كان جمالها ناري جرئ فستان بالون التوت الاحمر وزينة وجهها الصاخبه بجمال بري عنيف...

ضحكت عليا بمرح قائله...
-والله وشوفتكم عرايس يابنات

نظرت لها سلمي غامزه...
-انوي بس وانا اجوزك حالا

تعلقت لين بيدها قائله بمزاح لتزيح التوتر...
-اه انوي بس واحنا نجوزوكي ياشابه

ضحكو ثلاثتهم لتقول لين....
-هروح ادور علي بابا عشان اختفي فجأه

سارت في الحديقه باحثه عن والدها وعلي عمر
كان جمالها وفتنتها يلفتان النظر اليها فالم تسلم من عناق وقبل الاقارب لتدلف الي منزلها سريعا قبل ان يقبلها احد اخر لتجد والدها وعمر وشخص اخر يقفون سويا

وجه عمر مقتضب واباها كذالك الامر بينما الاخر كان منبسط الوجه وهادئ ويشبه احد تعرفه او رأته من قبل
كانت تقترب منهم ولم تلقي لأفكارها بالا لتقول مقتربه من اباها...
-بابا انا بدور عليك بقالي ساعه

التفتت انظار الثلاث رجال لها 
ليمسك اباها يدها بينما عمر حاوط خصرها وغرز يده به وكأنه غاضب!
كان اباها وعمر ممسكان بها وكأنهما درع حامي
بينما نظرات الثالث تفحصتها جيدا ليقول بصوت هادئ...
-اخدت ملامحها يارأفت...طبق الاصل

عبست لين محدقه في الغريب
ليقول والدها بضيق.. 
-لين دا خالك جمال اخو ليلي الكبير جاي يباركلك

نظرت اليه مطولا ملامح والدتها تشبهه بقوه رجل خمسيني ابيض البشره ذو ملامح حاده ولكن جميله لتمد يدها اليه بتردد قائله....
-اهلا بحضرتك

ابتسم لها بدفئ ليعانقها بدلا من مصافحتها
ليقول برقه تخالف هيئته...
-مبروك ياحببتي

حرر كل من والدها وعمر لترفع يدها
ترددت في ضمه ولكن احساسها انه من ريح والدتها جعلها تضمه هي الاخري قائله برقه مماثله...
-الله يبارك فيك

ابعدها عنه لينظر اليها بحنين قائلا...
-انا قولت لازم حد من عيلتك يباركلك انهارده

منحته ابتسامه خجله دافئه...
ليسمعو صوت ايمن من خلفهم...
-المأذون جه يلا عشان كتب الكتاب

اخرج جمال من جيب سترته الثمينه علبه مغلفه صغيره ومد يده بها الي لين قائلا بحنان ابوي....
-دي هديتك من العيله ياحببتي مبروك مره تانيه

لا تعلم لما اخذتها وسألته...
-مش هتحضر كتب الكتاب!








-لا مش هقدر هشوفك مره تانيه

بعدها لم تشعر سوا بيد عمر والي يحاصر خصرها متجها بها الي الحديقه بينما اباها مازال يقف من خالها!

اريكه كبيره في وسط الحديقه جمعت عمر والمأذون ولين ليبدأ عقد القران وايمن ورأفت شهود بعد حديث المأذون اعطاها الدفتر لتمضي بأسمها...امسكت القلم والدفتر ونظرت في عيني عمر بعمق وهي تري القلق في عينيه
الي الان لم يصدقها حينما اخبرته انها له
هي نفسها لا تصدق انها ستصبح له
افاقت علي صوت رأفت يقول برفق.. 
-امضي ياحببتي

برتباك شديد خطت اسمها
وعمر هو الاخر...لتتعالي الزغاريد من عليا وامينه 
ليعانقها الجميع مهنئين اياها...ليقف الاخر امامها معانقا اياها بقوه وكأنه ارتاح اخير ليقبل جبهتها مطولا...
-مبروك ياحببتي...خلاص بقينا واحد

نظرت الي عينيه الزمرديه التي تلتمع فرحا
لتقول بصدق ومحبه نابعه من قلبها...
-احنا واحد من زمان

جلست وسلمي وأيمن ليبدأ المأذون الرسوم
وهو يسأله ان يكرر ورائه ليقول ايمن بضجر...
-انا حافظ الكلام هقولع بسرعه

ضحك كل من سمع جملته ليقول المأذون بضحك....
-مستعجل علي ايه

جاء دور سلمي لتعلن عن موافقتها
لتنظر اليه مطولا نظره غريبه لا تحمل تلاعبها المعتاد لتقول بثقه.. 
-موافقه

لم يكن في حالته الطبيعيه وهو يراها بين ذراعين اخر شعور بالنار يتدفق داخله...شعور بالوجع يتخلل روحه الان بات يعلم شعور ندي
الان فقط عندما فقدها ..ولكن لن يسمح بذالك أبداً ...






الفصل الخامس والعشرون 

قادتها قدماها خارج الحفل وهي تمسد علي جبينها بأرهاق واضح..تنفست بعمق محاوله ضبط تنفسها الذي اختنق داخل الحفل..لتجد يد تقدم لها قارورة ماء صغيره بصمت، رفعت انظارها لتجد رجل تخطي اخر الثلاثين ببذله رسميه..

قطع تأملها بصوت هادئ..
-عايزه تشربي ولا لأ

تنحنحت بحرج قبل ان تسحب القاروره هامسه بصوتها الرقيق..
-شكرا

نظر امامه مره اخري وهز يستند علي احد السيارات المركونه ليقول ..
-قريبة لين!

رفعت حاجبها بتعجب لتقول..
-لا صاحبتها..انتا صاحب أنكل رأفت..

زم شفتيه بسخريه..
-أنكل رأفت..شيفاني كبير اوي كدا!

لم تسبب نبرته الساخره ضيقها 
ابتسمت وهي تتحدث هادئه..
-انا ماقصدش انك عجوز..بالعكس هيئتك صغير بس مش اوي

ابتسم هو الاخر 
-هيئتي تجيب كام مثلا!

ادخلت خصلاتها الوهميه داخل حاجبها لتقول..
-يعني ٣٨،٣٩ كدا

نظر لها برزانه ليقول باسما..
-مابعدتيش ،عندي ٤٠ سنه 

ثم مد يده مصافحا لها.. -مجد الرازي

صافحته بأستحياء واضح لتقول ..
-انا عليا

احتفظ بكفها ثوان وهو ينظر لهيئتها الجميله ليقول..
-اسمك حلو ياعليا

تخضبت وجنتها لتقول..
-شكرا..فرصه سعيده ياأستاذ مجد

بادلها الأبتسامه لتقول..
-انتا قريب حد في الحفله!

تنهد قبل ان ينظر امامه مردفا بضيق..
-ايوا..انا خال لين الخليلي

فتحت عيناها بدهشه وهي تشير عليه ..
-خال لين! اول مره اعرف ان عندها قرايب لطنط ليلي

زم شفتيه بغضب لاح علي ملامحه الجذابه..
-البركه في ابوها

نظرت له مطولا محاوله فهم غضبه
ليغير دفه الحوار وهو ينظر لها بهدوء مره اخري..
-لين حلوه زي ليلي ...وزيك كدا!

تخضبت وجنتها تلك المره خجلا وحنق من مغازلته المتواريه لتقول وهي تهم بالرحيل..
-هي جوا تقدر تخش تباركلها وتشوفها..بعد اذنك

دلفت الي الحفل وهي تنظر امامها عابسه
ليبتسم قبل ان يفتح القاروره ويتجرع بعض الماء..ناظرا لأثرها
قبل ان يسمع رنين هاتفه ..ليصعد الي سيارته منطلقا بها بعيدا عن ڤيلا رأفت الخليلي..
-------------------------------
حاوط خصرها علي النغمات الهادئه..مراقصا اياها برقه وهو يتطلع اليها بنظراته الشغوفه..ليقبل وجنتها بقوه هامسا..
-فرحانه!

نظرت له لين بسعاده هي تتحرك بقفزه خفيفه بين يديه..
-جدا جدا

ابتسم اكثر ليميل علي اذنها..
-قولتلك انك جميله انهارده!

هزت رأسها بنفي قائله بدلال
-لأ مقولتليش

ضحك برفق علي دلالها ليقول..
-طب قولتلك اني بحبك

مرغت وجهها علي صدره متجاهله الحاضرين لتهمس بدلال..
-لأ بردو مقولتش

زفر بقوه قبل أن يبعد رأسها قائلا..
-ليين لين..دلالك دا هيخليني اتجوزك بعد كام يوم، انتي مش مساعداني اصبر عليكي

نظرت الي عينيه مطولا قبل ان تهمس بنبرتها المغريه..
-الله هو انا عملت حاجه!
وبعدين هو انا مانعت 

ضمها اكثر ليميل علي اذنها بجرائه
-تمام طالما انتي مصممه مترجعيش وتزعلي..

ارتجفت من يديه لحظات قبل انتهاء الاغنيه لتسرع بالوقوف جوار والدها
ليغمز لها عمر بوقاحه جعلتها تكتم ضحكتها وهي تخبر نفسها
هي لم تعرف عمر بعد لا هي ولا المحيطين به

بينما أيمن سحب سلمي احد اروقة الڤيلا المنزويه بينما هي تهتف به بتحذير..
-أيمن تهورك دا هيخليني اأا

قاطع كلماتها وهو يقبلها مكبلا كلا يديها بقوه..وكأنه يلتهمها بعنف لا يليق الا به
تأوهت بين يديه بوجع..لتحاول ابعاد وجهه هامسه بتقطع..
-أيمن انتا بتعمل ايه..مش كدا

حاوط وجهها مقبلا كل أنش بوجهها هامسا بصوت مختنق..
-سلمي انا مش مصدق انك بقيتي مراتي
وكلها كام يوم ونتجوز

حاوطت عنقه لتهمس بعتب..
-وانتا كدا بتصدق يعني

لم يجيبها بل ظل يقبلها بجنون لم تستوعبه لتقول بدلال حازم...
-أيمن ابعد عشان لو قربت اكتر مش هتعرف تبعد

اجابها ورأسه في تجويف عنقها الطويل المرمري، طابعا عدة قبلات متتاليه..
-مش عايز ابعد..هاصفي منك كل القديم ياسلمي..

حاولت ابعاده مره اخري ليهمس بشغف..
-مش هقدر استني ياسلمي
عايزك دلوقتي

لمعت عيناها بعبث وهي تقترب اكثر لتغرس اسنانها في رقبته بعنف جاعله اياه يتأوه بوجع وكأنها انتشلته من انتشائه الي غضبه

-ااااه..يابنت ال.

قاطعته بنعومه وهي تضع اصبعها علي فمه هامسه..
-تؤتؤ..كل ما احس انك هتتمادي هفوقك ياحبيبي..الشيطان شاطر وانتا عارف

تبعت كلماتها بغمزه وهي تمسح طرف شفاهه من اثر احمر الشفاه الخاص بها لتهبط تحت يده وتتمايل بأنوثه خلقت لتكون لها

استند علي الحائط واضعا يده علي رقبته وشفتيه تبتسم بتساع مغمضا عينيه يعد الايام التي تفصله عن وجود تلك العاصفه الخبيثه في منزله 

انتهي عقد القران وبدأ الحاضرون بالخروج واحد تلو الاخر
وقفت أمينه جوار عمر قائله..
-مش يلا بينا بقا، انا دماغي صدعت

بحث بنظراته علي زوجته..
-ماشي ياأمي حضري نفسك انتي وسلمي ،علي ما أشوف لين

تأفأفت والدته بضجر
لتقع عينيه علي لين وهي تحتضن خصر والدها برقه ودلال

ليقترب منها قائلا ل رأفت..
-ممكن لين شويه ياعمي

ابتسم له رأفت بود أبوي وحزن سكن نقطة ما في عيناه...
-بقت مراتك ياعمر خدها من دلوقتي لو عايز كمان

ضحكت لين بخجل لتقول..
-كدا يابابا عايز تخلص مني

ابتسم والدها وهو ينظر لعيناها بحنو
-انا بردو الي عايز أخلص منك!

عانقته بقوه هامسه..
-قاعده علي قلبك بردو

بادلها عناقه وهو يتذكر زوجته الراحله
-قاعده في قلبي مش عليه
بتسم عمر مشفقا علي رأفت قريبا سيصبح وحيد بعد زواجه من أبنته

تخيل لثوان انه ابا لين،ويزوجها وترحل عنه بدلالها وشغبها!

تلك الفراشه تهجر بيته راحله علي بيت أخر!

أبتسم بعصبيه وهو يقسم أغلظ الايمان انه لن يزوج ابنته...لا يريد تجرع نظرة المراره بعين رأفت..
 
سار عمر ولين ليمسك يدها قائلا..
-هوصل ماما وسلمي..وبعدين نتطلع نتعشي سوا

ابتسمت برقه..
-اوكي ماشي..
*        *        *
تطلع الي الجدار المدمر وهو يشرد في ايامه السابقه ...مرض المدعو والده
مكوثه معه ف شقته..خسارة عليا
اطلق زفير مختنق ماسحا وجهه بقوه
ثوان وكالعاده في نفس الوقت
طرق الباب

وقف بكسل وهو يفتح الباب الخشبي القديم..ليجد تلك السيده التي تسكن امام والده تمد له يدها  بالصحن المستطيل الكبير نسبيا موضوع عليه اطباق طعام قائله بوجه بشوش..
-اتفضل يا دكتور أكل كدا علي ماقسم
و هبعتلك ابريئ الشاي مع ابني ناصر
وتديله الاطباق الفاضيه

هز رأسه شاكرا..
-لا والله ياحاجه شكرا ..انا كنت هنزل اشتري غدا..كفايه تعبتك الايام الي فاتت

-تعبك راحه يا أبن الغاليه..والمفروض تريحني وتاخد الحاجه لأني تعبت من الواقفه

زم شفتيه بأمتنان وهو يأخذها شاكرا
ليغلق بعدها الباب...ليضع الطعام علي المنضده المتهالكه ويكشفه...ليشتم رائحته الذكيه

دلف الي غرفة والده ناظرا اليه بوجم
ليقول بعد صمت..
-يعني صحيت !

نظر له والده 
-اه صحيت..مش ناوي تخلص زيارتك الكريمه دي وتزحزح من هنا بقا

جذب الاخر كرسي وجلس امام الفراش
-ليه وحشك الحشيش أوي كدا
مش خايف علي صحتك..مش خايف تموت!

ضحك سعيد وكأنه يضحك علي دعابه سخيفه ليقول..
-لا مش خايف..انا كدا كدا ميت لو مش هموت من الحشيش هموت من السن
الي زيي مبيخافش من الموت

-مش خايف من العذاب الي هتشوفه بسبب قذارتك مش خايف من النار








شرد سعيد متمتا...
وشريط ذكرياته يمر أمامه بكل ذنوبه...
-عذاب الدنيا خلاني مش فارق معايا

وقف محمد ساخرا..
-كدا انتا هتصعب عليا مثلا!

-لا وحياتك مش هصعب عليك..هقولك اطلع بره بيتي ..فارقني ياأخي

تابع قوله وصوته يتخدج من اثر ضيق تنفسه..ليخرج محمد جالبا الطعام ليقول..
-خف وانا همشي من بيت الحشرات الي انتا فرحان بيه..قوم کل عشان تاخد الدوا واروح علي شغلي..

بدأ سعيد بمضغ الطعام ...
-اهو لولا انك دكتور دلوقتي ، كان زمانك قاعد في بيت الحشرات دا بتحشش معايا

ضاق صدره من كلماته الاذعه..التي لا يترك فرصه الا واطلقها كالرصاص الحي!

ليتركه ذاهبا الي عمله مخلصا اذنيه من ذاك النقاش العقيم
*     *     * 
شبكت اصابعها بتوتر وهو يقف امامها عاقدا حاجبيه ليقول بصبر نافذ..
-دكتوره روان طلبتي تشوفيني 
ولما جيت فضلتي ساكته..احنا ورانا شغل 

تنفست بضيق قائله..
-خلاص يادكتور روح علي شغلك
مفيش حاجه

فتح عيناه مستنكرا وكاد ان يتحدث لتقاطعه باعصبيه..
-كنت عايزه ابلغك اني موافقه 

-علي أيه!

-شاااهر

كتم ضحكته ليقول..
-خلاص خلاص، هتصل بوالدك واقوله نتمم الخطوبه بكره

-بكره! 

-اه بكره شوفي نحجز قاعه و

قاطعته بنفي..
-لا مش عايزه قاعه والكلام دا
هات عيلتك وعيلتي، وبس كدا

تطلع اليها صامتا متفحصا تعابيرها القلقه
لتفر من أمامه متمتمه بكلمات لم يفهمها

ليتنهد قبل ان يجلس علي كرسي مكتبها
الحمقاء سهت ان هذا مكتبها وليس هو

ليراها تدلف قائله بنفعال...
-دا مكتبي..اتفضل انتا علي شغلك

وقف مبتسما..ليميل عليها بهدوء مقبلا جبهتها الساخنه ليهمس..
-اهدي مش مستاهله كل التوتر دا
احنا هنتخطب مش هاكلك

انتفضت مبتعده عنه بتوتر
ليرحل من المكتب تاركا اياها تتنفس بعصبيه وقلبها ينتفض بلوعة الذكريات

دلف احد المرضي لتتشاغل معه متناسيه شاهر ومسعد وذاتها

لولا عملها لجنت لا محال..يكفي انها امرأه محطمه في مرآه عينها

امرأه لا يتوقف عقلها عن سؤال واحد..هل هي ناقصه!

معيبه او ما شابه!
اليست جميله!

تباغتها تلك الاسئله قبل نومها بدقائق
وعندما تختلي بنفسها

العمل وحده ما ينسيها هوانها وذلتها المطعمه برفض حبيبها
*       *      *  
فتحت عيناها ببطئ شاعره بالكسل في حركات جسدها...لتنهض ببطئ وهي تدلك جبينها بتأوه لتخرج من غرفتها قائله بصوت ناعس...
-بابا..انا عندي صداع فظي..

قطعت جملتها وهي تري عمر يجالس والدها محدقا بها بأبتسامته التي باتت تراها ساحره

لينقذ والدها الموقف قائلا..
-روحي اغسلي وشك ورتبي شعرك ياحبيبتي مش عايزين عمر يغير رأيه في الجوازه

وضعت يدها علي خصرها بدلال..
-ياسلام ..دا انا قمر في كل حالاتي

ضحك عمر غامزا...
-اه اه ما أنا واخد بالي

رفعت وجهها بترفع قائله ..
-لازم تعرف طبعا.. انا رايحه اخد شاور وجيالكو
ثم رفعت سبابتها موجهه الي عمر..
-وانتا ما تمشيش ها








كادت ان تسير عائده الي غرفتها ليقول رأفت بخبث..
-اول مره تصحي متأخر سهرتي ولا ايه يا لين! دا انا دخلت لقيتك نايمه

كتم عمر ضحكته بينما الاخري ركضت لغرفتها وهي تتذكر تمثيلها للنوم عند دخول والدها الي غرفتها..ليخرج وتتابع حديثها لعمر عبر الهاتف
شعرت وقتها بأحساس الفتاه المراهقه ..التس تحادث حبيبها خلسه دون علم أباها..ليضحك عليها عمر مطولا وهو ينهاها عن ذاك الفعل مره اخري

نظر رأفت لعمر بخبث..ليضحك عمر رافعا يده بأستسلام قائلا..
-ماليش دعوه

ربت رأفت علي قدمه محذرا..
-متعطلهاش عن مشاغلها ياعمر

حرك عمر رأسه بطاعه وهو يبتسم داخله
علي لين ومشاغبتها..كيف اضاع تلك السنوات في اخافتها بدلا من التقرب اليها

نظر عمر الي رأفت قائلا بجديه..
-أهل لين لسه مصممين ياخدوها

تنفس رأفت بضيق..
-خالها كان عارف اني معين لها حراسه
ولمحلي أمبارح بكدا..انا عارف انهم مش هيأذوها..بس خايف ياخدوها غصب عني..ومش هعرف اثبت عليهم حاجه

ربت عمر علي كفه بجديه..
-عمي متقلقش محدش هيقدر يقربلها
كبيرهم تتعرف عليهم انما ياخدوها غصب..مش هيقدرو

حرك رأفت رأسه بشرود..ليقطع شروده رنت هاتفه..ليقف متجها الي الشرفه ليجيب

بينما أبتسم الاخر واتجه بخفه الي غرفتها..وجد الغرفه خاليه ..ولكن صوت الماء يصدح في مرحاض الغرفه

اغلق باب الغرفه بخفه
وسار الي الباب الاخر ليطرقه بأستمرار
والحاح وعينيه تبرق شغفا ..يمسح الغرفه بعيناه لطالما دخلها خلسه..ولكن الان يقف فيها بكل شجاعه

اطلق زفره ارتياح ورأسه يستند علي الباب وقلبه يهدأ بين ضلوعه براحه وسكينه







كمن وجد ضالته..وارتاح من طوف السنين..ليسمع صوتها يعلو...
-بابا انا لسه باخد شاور، عايز حاجه للصداع معلش يابابي

ابتسم وهو يلتصق بالباب قائلا بعبث..
-هو في حاجه احلي من حضني عشان يخلي الصداع يروح ياحبيبتي

شهقت بندهاش لتغلق الماء وتتجه الي الباب متحدثه خلفه...
-عمر دخلت اوضتي ليه، في حاجه

امسك المقبض ليفتحه قائلا..
-جاي اطمن عليكي يا لولو

اوصدت الباب سريعا ضاحكه بعبث..
-انا كويسه ياموري..امشي بقا عشان اخرج..كدا هبرد

التصق بالباب هامسا بشغف..
-ادفيكي انا

نبرته الحميميه زادت من توهج عيناها
وارتجافة قلبها...عمر له جانب عابث اخر
غير الجاد الساخر المتحفظ دائما

ضحكت بقوه لتهز خصلاتها بنفي..
-شكرا لخدماتك، هعرف ادفي نفسي كويس اوي..وادفيك كمان لو عايز

اتمت جملتها الاخير بنبره خافته
مدركه مفعولها الجبار علي قلبه الذي يضج بمشاعر هادره 

زمجر بقوه وهو يحاول فتح الباب متمتما بوعيد علي وقاحتها تلك
لتقول وهي تعاود تشغيل المياه...
-يلا يا حبيبي روح اقعد مع بابا،عشان كدا عيب

لوي فمه ليقول..
-هنروح من بعض فين يا ..لولو

ضحكت وهي تعاود الاستحمام ببال سعيد..هامسه..
-تعالي ياسلمي شوفي اخوكي..ياعيني اتجنن

خرجت بعد دقائق مرتديه "بورنص" الاستحمام وتجفف شعرها بمنشفه صغيره علي عجل
لتنتقي ملابسها بحماس طفله زارهم العيد..وهي تختار أنقي ملابسها لتثبت له جملتها"انا حلوه ف كل حالاتي"

.لتنضم اليه والي اباها
علي مائده الغداء ...







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-