أخر الاخبار

رواية الفراشة الفصل الاربعون 40بقلم روتيلا


 رواية الفراشة 

الفصل الاربعون 

بقلم روتيلا 


 ......جناح صقر......

....روتيلا....

تجلس في إقامتها الجبريه التي فرضها عليها صقر تضع يدها على جنينها وتنظر من نافذة غرفتها على الحديقه الخارجيه تتنفس حريتها ثم تمسح دموعها التي ترافقها و تنظر للسماء :

يارب 

أم عبير : روتيلا هانم ..روتيلا هانم 

تنتفض روتيلا 

أم عبير : بسم الله الرحمن الرحيم . حبيبتي أنا خبطت على الباب كتير 

تعتدل روتيلا وتنظر لأم عبير وبصوت مبحوح من كثرة بكائها : مفيش مشكله .. خير 

تنظر أم عبير لطاولة الطعام التي لم تمس :  يا بنتي ليه كده لو مش هاتكلي علشان نفسك يبقى على الأقل علشان ...ثم تصمت وتنظر لبعيد 

روتيلا بقلق : تقصدي إيه 

عندما شعرت أم عبير بقلق روتيلا : يا حبيبتي والله البيه مش بيبطل سؤال عن أحوالك واكلك بالذات 

تصمت روتيلا وتعود للنظر للخارج دون أن ترد عليها وهي تمسح بيدها دموعها لا تريد أن تفكر أن صقر يسأل عنها أو يتتبع أخبارها وبسخريه :

أم عبير  شيلي الصينيه وسيبيني لوحدي ولا إنتِ نسيتي أوامر البيه 

أم عبير بخوف : يوه نسيت ...صقر بيه عايزك في مكتبه تحت 

 روتيلا تأخذ نفس عميق واضعه كلتا يديها على عينيها وفي نفسها ..ليه ..عايزني ليه يا صقر عايزني ليه ثم تقف : روحي إنتِ وانا هاحصلك 

 : حاضر يا بنتي


.......في صالة القصر ....


سارة : أيه اللي جابه مش كفايه اللي عمله ابنهم 

أم صقر : عيب يا بنتي .. احنا مش متأكدين 

: ماما كلنا عارفين عصبية خالد وشوفناه عمل ايه في عمر و مروان قبل كده 

أم صقر بتنهيده : الحمد لله أنهم خرجوا من الحادثه على خير وإلا كان جرالي حاجه 

سارة بعصبيه : لكن لازم الواد ده يمسكوه ويتأدب على اللي عمله 

: السلام عليكم 

أم صقر : وعليكم السلام يا بنتي ....تعالي يا روتيلا 

سارة تشيح بوجهها الناحية الأخرى

روتيلا بثقه : خالد مستحيل يبقى بالأجرام ده 

تقف سارة تواجه روتيلا : بطلي تدافعي عن مجرم هو كان هايموت مروان قبل كده علشان جمانة وهدده 

: لكن عرف الحقيقه مني واقتنع ....إنتِ مش ممكن تكوني سارة ..معرفتكيش ظالمه 

: أخويا وجوزي كانوا هايموتوا وإنتِ مخبياه...أنا دلوقتي حتى خايفه على صقر منه 

 روتيلا بحزن واصرار: إنتِ مصدقه اللي بتقوليه إنتِ لو عارفاني كويس كنتي عرفتي ان خالد مستحيل يفكر كده لأنه زي ...واسمعيني كويس ..أنا مستحيل أخليه يظهر فيستغل واحد معندوش ضمير حالة الثأر الموجوده قبل كده فيقتلوه علشان الوضع يرجع زي ما كان قبل الصلح وانتظر لما تكتشفوا الحقيقه بعد فوات الأوان ...سامعه مستحيل

 تجلس سارة :أبيه صقر عنده حق في موقفه منك إنتِ ولائك الأول والأخير لعيلتك وبالأخص لخالد ...الحمد لله أنه مفيش بينكم أطفال يكون السبب في ارتباط مش متكافئ

أم صقر بحده : سارة إنتِ أتجننتي 

روتيلا بطلقائيه وخوف أم وضعت يدها على جنينها : سيبيها يا طنط

تنظر لها أم صقر بحزن : طنط ...ليه يا روتيلا 

سارة تضحك بسخريه : صدقتيني يا مامي 

 روتيلا وهي متجه لمكتب صقر : لأنكم محستوش بيا بنت ليكم زي ما أنا حسيت بيكم أهل ليا


........مكتب صقر ........

: أدخل 

تدخل روتيلا بكيان محطم من مناقشه مرهقه ناظره للأرض : السلام عليكم ..طلبتني 

الحاج راشد : بنتي 

 ترفع روتيلا رأسها لتجد والدها وحاميها تجري تدخل بحضنه : بابا ....تبكي روتيلا بشده فيأخذها أبوها لتجلس بجانبه وهي لازالت بحضنه وقد هاله ما شاهد من حالة ابنته لينظر بتأنيب لعين صقر الذي كان أول مره يشاهد فراشته من فتره وقد ثبت نظره عليها

أه ...يا فراشتي انظري لي ..انظري لي ... رُدي لي روحي

الحاج راشد وهو يحاول يرفع وجهها له : بصيلي يا حبيبيتي ..قوليلي يا روتيلا حد عمل فيكي حاجه .....

يفاجئ صقر من سؤال الحاج راشد و بحده : يا حاج ...أنا مستحيل ...

روتيلا تقاطع استرسال صقر بصوتها المبحوح: لأ...خليني بس في حضنك ...دفيني يا بابا ....خايفه ..خايفه أوي

 الحاج راشد يأخذ ابنته في حضنه ويرفع عبايته يحيطها بها قلبه يتحطم من رؤيه صغيرته بهذه الحاله لا يصدق أنه هناك من يستطيع إزاء فراشته الصغيرة إلا إذا كان غير أمين عليها ليرفع نظره بحده للصقر الذي أستأمنه عليها والذي حين سماعه كلام حبيبته توجه لنافذة مكتبه معطيا لهم ظهره عاقد يديه أمام صدره ناظراً للسماء يستمد العون والصبر


يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ 

وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا 

وجعلته ملكاً لقلبي سيّـداً 

لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا 

سارتْ سفينه حبِّنَا في بحـرِهِ 

والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا 

لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ 

 ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا

                             (مانع سعيد العتيبة)

: بنتي هاتيجي معايا 

يدور صقر ليواجه الحاج راشد : مستحيل 

 : وأنا مش هاسيبها معاك أنت راجل مش أمين عليها وانا ما عاد  يهمني تار ولا غيره كفايه أعطيتها ليك برخص التراب 

 روتيلا تضع يدها الرقيقه المرتعشه على فم والدها وهي تشهق بالبكاء: لأ ...مش رخص التراب ....حضرتك مرمتنيش ولا ظلمتني أنت فديت بيوت كتير أرواح كتير..منعت أولاد يتيتموا وزوجات يترملوا ودموع أمهات وأنا وافقت للأسباب دي متخلنيش أحس أن حتى ده ملوش معنى يوم ما تحس أن حضرتك غلطت يبقى كل ده ملوش معني ....النيه يا بابا ...نيتي ونيتك كانت دايماً ليها معنى عندي كان دايماً سلاحي.. قلبي وإيماني ونيتي ... كانوا سلاحي 

 أبوها وهو يقبل جبينها : كفايه يا روتيلا ...كفايه يا بنتي ..يفيد بأيه إذا كان اللي حواليكي مش فاهمين ..أنا مصمم 

 صقر الذي فاجأه عمق تفكيرروتيلا و رأيها في زواجهم وكيف بهرته بقوة تحملها للتغيرات التي مرت بها معه هو بالذات ورأيها في الصلح وأيضا إصرار الحاج راشد بأنه يأخذها.... فاقترب منهم وهم بالكلام ولكن الذي فاجأه حقا وثبته في مكانه كلمه روتيلا 

: لأ..

الحاج راشد بتعجب : لأ,,أول مره تقوليها ليا يا روتيلا أول مره أسمعها منك يا بنتي 

 روتيلا بخجلها ورقتها: وأخر مره يا بابا .....وترفع نظرها لصقر بثقه أكتسبتها من صدقها مع نفسها واحساسها بالمسئوليه: ولكن أوعدك إني أخرج من هنا يوم ما يثبت برائه خالد 

صقر بشبح ابتسامه : واثقه 

: أيوه 

 : قلت ليكي قبل كده وبقولها تاني أدام والدك ....مكانك هنا ..وهنا بس ...متفكريش إني ممكن أسمحلك انك تبعدي ...عن هنا ... مفهوم ..

 الحاج راشد بخبرته يصمت وقد رأى بعينه ما أراد أن يراه .سنه الحياه واختبارات توضع في طريقنا ...أكيد بنتي محتاجه المواجهه دي معاك يا صقر ....أكيد محتاجاها في بناء حياتها وبيتها .....معاك

يخرج الحاج راشد بعد ان ودع ابنته على وعد لها بأن يعود ....

واتجهت روتيلا للخروج ايضاً ولكن يوقفها صوت صقر: رايحه فين 

روتيلا تقف عند الباب وتمسك المقبض بيدها وتعصره بشده : 

صقر بحده : أنا قلت رايحه فين ..تعالي هنا ..

 تتحرك روتيلا وهي تنظر للأرض فهي تعرف ماذا قد تفعل بها النظر لعينه وهي تردد لنفسها : خليني أمشي ..خليني أمشي ..

صقر وهو يشبع نظره من محبوبته التي تغيرت كثيراً وبهمس :بسببي 

ترفع روتيلا عينها الزابله لتتلاقى بعين صقرها : افندم ...مسمعتش 

صقر بهدوء : اقعدي ...كالعاده مهمله في أكلك ..

تجلس روتيلا وتعود لتنظر للأرض عاقده يدها حول جنينها في حركه أصبحت تستمد منها القوه...

صقر يحرك كرسيه بهدوء يمين ويسار وهو يتمعن باستمتاع في محبوبته: لسه مش عايزه تعرفيني مكان خالد 

تحرك روتيلا راسها بلا 

يبتسم صقر : مشكله .... إنتِ كده هاتفضلي معاقبه 

: مفيش مشكله عندي 

صقر : وأنا كمان صدقيني ..كنتي معاه لما دخل الجراج واعطى لشاهين الفلوس مظبوط 

 ترفع روتيلا عينها الخضراء تتحدى بها سواد عين الصقر : بتتهمني أنا كمان إني مشتركه في حادث عمر ومروان ...عموما أيوه 

يضحك صقر : المجنون بس اللي يفكر أن روتيلا ممكن تأذي أي حد

روتيلا بثقه و إصرار : وخالد زي بالظبط ..هو توأمي 

يوقف صقر حركه كرسيه وبحده: اعطاه فلوس ليه 

: أنا اللي بعت الفلوس لشاهين مع خالد ...يعني الفلوس بتاعتي أنا

صقر : كام وليه ؟؟

روتيلا تمتنع عن الرد 

:ردي

روتيلا بنفس وضعها 

صقر بصوت غاضب :روتيلا انا سألتك أظن ذوقيا تردي عليا ولا إنتِ خلاص معتيش عارفه أنا مين 

:خمسة ألاف 

: و السبب

: ابنه كان مريض ومحتاج علاج و.....

 يقاطعها : عارف بموضوع ابنه وكنت بجهز لسفره للخارج يعمل العمليه ..و بعدين فهميني إنتِ ليه مطلبتيش فلوس مني أنا مش محذرك قبل كده 

:كنت عايزاها من فلوسي الخاصه 

:والسبب

تنظر له بثقه : فلوسي وانا حره 

 يبتسم صقر ابتسامه جانبيه وهو يهز رأسه بموافقه : مظبوط لكنك زوجتي ومن هنا ورايح مفيش مليم تصرفيه حتى من فلوسك من غير ما أعرف 

: لأ,مش من حقك 

: متأكده 

: بابا اللي فاتح ليا الحساب ده 

ظل صقر ينظر لها قليلاً يحاول أن يضبط أعصابه معها فهي من زواجهم وهو لاحظ رقة قلبها مع أي حاله إنسانيه دون التعمق بصدق تلك الحاله أم لا فكان هو يحاول وضع العقلانيه للموقف بينما هي تقدم دائماً حسن الظن لذا في النهايه فرض عليها معرفته المباشره قبل إقدامها على أي أمر مالي وخاصة إنها تلجأ لحسابها الشخصي دون أن تمس الحساب الذي منحه لها منذ إنتمائها له  وكرد فعل للموقف الحالي يتناول صقر هاتفه بعصبيه ويكلم الحاج راشد وهو يضع الهاتف على مكبر الصوت : يا حاج من فضلك عايزك توقف حساب روتيلا الشخصي اللي حضرتك عامله ليها 

الحاج بتعجب : ليه يا ابني 

: لأنها مراتي واظن من حقها عليا أن أنا اللي اصرف عليها لكن للأسف روتيلا مش فاهمه كده 

 الحاج راشد بتفهم للوضع يسحب نفس بعمق ويصمت قليلاً مفكراً ثم يبتسم : حاضر يا ابني  لما اروح البيت هاخلي جمال يوقفه ..بس صقر أنا مش عايز بنتي تحتاج حاجه ولا يبقى يا روحي نفسها في حاجه وأنت تمنعه ..وكمان لازم تبقى فاهم روتيلا كانت بتتكسف ومبتطلبش أبداً 

 صقر مبتسماً ناظراً لروتيلا التي تسمع حوارهم دون أي رد فعل على وجهها : اطمن روتيلا لها حساب شخصي عامله ليها بس هي بتتجاهله لكن من هنا ورايح هاتضطر تستخدمه 

الحاج راشد : إن شاء الله ....مع السلامه 

: الله يسلمك يا حاج 

يغلق صقر الهاتف وبابتسامه : ايه رأيك 

تقف روتيلا : لو خلاص اسمحلي أطلع فوق 

 يقف صقر ويتجه ناحيتها يمسكها من ذراعيها لتواجهه ويجبرها أن تنظر في عينه وبحده : ليه بتعملي كده مين خالد اللي واخد كل تفكيرك ليه بتحميه بالجنون ده 

 تنظر له روتيلا بدموع عالقه في عنيها وبهدوء يعكس ألمها : لولا اللي عمله ليا مكنتش هابقى الإنسانه اللي واقفه أدامك دلوقتي لكن الحكايه مملكهاش لوحدي لأنها تمس ناس تانيه أغلى من خالد على قلبي ... كلنا نملك أسرار ممكن نقولها لوكانت تمسنا احنا بس ...لكن لو مست غيرنا بنسكت ونحترم ناس عايشه وناس ميته ...مظبوط صقر بيه 

يتركها صقر : إنتِ تقصدي ايه بكلامك ده 

روتيلا تنظر للأرض: أنا كنت أقصد سري مع خالد ...ممكن تسمحلي أطلع 

يعود صقر لمكتبه بتجهم : اتفضلي 

: شكراً 

وتخرج روتيلا تاركه صقر يفكر في سر الموتى هامساً: ماجد 

 فيجري صقر عدة مكالمات هاتفيه.. على أخر النهار كان منتهي من حل اللغز : لا إله الا الله .....خالد برئ.....


.........في صالة القصر......


يجتمع الجميع حتى لميس جاءت بدافع رغبتها في رؤية روتيلا والاطمئنان عليها ففي كل مره تأتي يمنعها صقر من الدخول لها ولكنها مصره هذه المره 

: أنا مش فاهمه على أي اساس بتتهموا خالد 

سارة : طبعاً حضرتك خايفه على زعل يوسف إنتِ كمان ضموكي ليهم ..أل الشيخ كبروا بينا 

مروان بحده : إنتِ يا سارة أيه اللي حصلك معتيش عارفه تفرقي بين الصح والغلط 

أم عمر : يا  أولاد أهدوا سارة مش غلطانه ..وبعدين احنا اتهمنا خالد لما صقر قال أن ....

 يقاطعها دخول صقر وهو ينظر لعمر الصامت وبصوت عالي : أنا اللي قلت أن خالد متهم ..وانا دلوقتي يا عمر اللي بقول انه برئ وأنه تحت حمايتي انا الشخصيه 

يخفض عمر رأسه 

صقر : عرفت امتى 

 يرفع عمر هاتفه المحمول :رساله جت ليا دلوقتي ..كان عندك حق بيجي مكانه عشرة ..انا مش مصدق ويضحك عمر بسخريه ..بيقولوا دي قرصة ودن ..تخيل يا صقر 

صقر يجلس بارتياح ظاهري : ولا يهمك أنا خلاص انهيت المشكله ..لو سمحت كفايه 

سارة تقف وببكاء : أختار يا تسيبني يا تسيب شغلك ..اختار 

الجميع : لا حول ولا قوة إلا بالله 

صقر بحده وغضب : إنتِ مجنونه رسمي ..إنتِ أيه حكايتك ..كنت فاكرك أذكى من كده 

عمر الذي بهت تماما :سارة إنتِ بتقولي أيه !!

 أم عمر تبكي: عندها حق..انت بتسمعش كلام حد ..لولا رحمة ربنا وحكمة ابن خالك كان خالد اتقتل والبلد دي اتقلبت ساحة حرب تاني وكان هايبقى ذنبهم في رقبتك ...لو مش بتفكر في أمك فكر في الإنسانه اللي حبتها طول عمرك ..وكنت هاتموت علشان توصلها ودلوقتي بتفضل علينا ايه ..فهمنا إحنا قصاد أيه ..

 عمر مقتربا من أمه يقبل رأسها ويدها : خلاص اهدي يا ماما أنا فعلا كنت قررت قرار ومش هارجع فيه ..ثم يقف وينظر لصقر ..أنا كنت وعدت ابن خالي إني أمسك له التحريات الأمنيه للمجموعه إنتِ عارفه أنها دوليه وممكن جداً تعاقدات بيعملها تكون فيها خطوره ...

 صقر مبتسماً لعمر : نسينا يا عمتي نقولكم في زحمة الأحداث الأخيره اللي حصلت ..جهز نفسك أول ما نرجع القاهره علشان تبدأ معايا الشغل 

عمر وهو ينظر لسارة التي مسحت دموعها وجلست بهدوء : إن شاء الله ..بس يارب نعجب دلوقتي ..

سارة تنظر لعمتها التي غمزت لها وضحكت : ما دام عمتي راضية أنا راضية

عمروهو يضحك : لا إله إلا الله ..أول مره أشوف واحده وحماتها متفقين كده ..أنا الظاهر هاتعب أوي 

ام صقر بدموع : صقر واليتيمه اللي أنت حابسها دي متفتكرش أن أنا راضيه عن عمايلك 

صقر بهدوء : ماما لو سمحتي .. روتيلا تخصني 

لميس بفرحه حتى لا تمهل صقر الرفض : أنا هاطلع أعرف روتيلا 

 صقر ينظر للميس التي جرت فوراً ولم تمهله الرفض وفي نفسه :لأ..انتظري


.....جناح صقر......


يدخل صقر جناحه تقابله لميس وقد ظهر عليها الحزن الشديد 

: في ايه ؟؟

 لميس بدموع في عنيها : خسارة ,,معرفتش تحافظ عليها

وتخرج لميس ويدخل صقر غرفته ليجد روتيلا مرتديه ملابسها وتجلس تنظر للفراغ وبقايا دموع على وجهها

صقر بصوت هادي : السلام عليكم ..المفروض تكوني مبسوطه من ظهور براءة خالد ليه الدموع

 تنتبه روتيلا من سرحانها وتنظر للأرض و تمسح دموعها : وعليكم السلام ..أنا كنت متأكده من براءته ..حتى أنت.. كنت عارف .. مصدقش ان صقر بيه بذكائه وفطنته مكانش عارف لكنك للأسف ...ثم تصمت قليلاً .. ثم تقف : لو سمحت وصلني لبابا 

يبتسم صقر بسخريه ويجلس  : ليه؟؟

 : أنت عارف ليه ..انا وعدت يوم ما تظهرلكم براءة خالد هاروح لبابا ..لوكنت مش هاتقدر هاتصل بخالد يجي ياخدني 

يضحك صقر : هو خالد موجود في النجع ..رجع من شقة جدك مصطفى امتى 

روتيلا : لقى حراسك اللي حضرتك حاطتهم عليه من أول لحظه بيعانوا من البرد بره فحب يريحهم 

: وعرفتي إزاي مش ممنوع عنك التليفونات 

 روتيلا : أنت عارف أن لميس اللي قالت ليا وعارف أنها حاولت تديني تليفونها وأنا رفضت وعارف أن أنا مبقلش كلمه وأرجع فيها ...وانا قلت خلاص براءة خالد عرفتها صقر بيه يبقى مفضلش غير إني اروح للانسان الوحيد اللي بيحبني بجد 

يقف صقر ويمسك ذراعها بقسوه ويديرها بعنف لتواجهه : مين هو الشخص ده ..اتكلمي ..بصيلي واتكلمي 

 تنظر له روتيلا التي تعاني من ألم المواجهه معه : بابا ..بابا ..بابا ...ثم تنهار باكيه

 فيتركها صقر ويعود للجلوس مكانه ..لتتراجع روتيلا ايضاً لتجلس لتتمالك نفسها ..وتمسح دموعها لكنها لم تنظر لزوجها الذي يتمعن فيها يحفظها ..يحبها ..يعشقها : إنتِ عارفه أني هامنعك من الخروج من بيتي ليه الإصرار على حاجه عارفه ومتأكده أنها مش هاتحصل 

روتيلا ظلت صامته ومتباعده 

صقر بحده وصوت عالي : ردي ..لما أكلمك تردي ..عايزه تسيبيني ليه 

 روتيلا بحده مقابله : لأنك بتعاملني كــ أنتِيك تتباهى بيه ..كببغاء عايزه يردد وراك ..كموظفه تقول حاضر وبس ...كأي شئ إلا زوجه ..وبهدوء وهمس ...كأي شئ إلا حبيبه 

صقر الذي ينظر لروتيلا جديده لم يكن يعرف بوجودها ...لم يرد عليها وهو يحاول أن يفهم لأي مدى قسوته معها جعلتها تتغير

روتيلا تنظر لزوجها الصامت وبرجاء وهدوء: سيبني أروح لبابا ...لو سمحت 

تمر فترة صمت طويلة يتخللها حركة يد صقر على وجهه عند كل فكرة يتوصل لها في عقله 

 كل فكرة يتوصل لها لا تنتهي إلا بجملة واحدة ...إنتِ ملكي ....

وبحركة عنيفة يقف يشرف بطوله على روتيلا التي انكمشت على نفسها من انقضاضه عليها وبصوت حاد : جهزي نفسك لأننا هنسافر القاهره بعد ما ارجع من عند عمي ...مفهوم ..ردي عليا مفهوم 

 روتيلا بخوف ودموع ترد عليه وبرأسها التي حركتها بنعم

ويتركها ويتحرك لخارج جناحه بل خارج القصر ككل لينهي قضية الثأر وماجد للأبد والبدايه من بيت عمه...

ليعود بعد فترة ويجد الجميع في انتظاره وعلى وجههم علامات حزن 

سارة ترتمي في حضنه وهي تبكي بحرقة : أنا السبب ..انا السبب يا ابيه ...سامحني 

يبعدها صقر عنه وبقلق : في أيه ..السبب في أيه 

سارة : تسرعي ..لساني ..مرضتش تسلم علينا مشت ومرضتش تسلم علينا ..ولا تسامحنا 

ام صقر تمسح دموعها : روتيلا ...راحت مع أبوها ..سابتنا 

 صقر يتركهم ولا يستجيب لنداءهم وينطلق لجناحه .....


كالمجنون يبحث عنها يفتح باب ويغلقه بعنف عندما لا يجد لها اثر ورائه...ينادي بصوت عالي وحرقة قلبه تسبق لسانه : روتيلا ....روتيلا ..وبهمس ....ردي عليا يا فراشتي 

 ثم يجلس على سريره وهو يمشي بيده على كل شبر كانت تنام فيه وينظر للفراغ يبحث عنها في أشياءها ..في عطورها التي كانت تتفنن بوضعها له.. والمبخره التي كانت تتميز رائحه غرفتهم ببخورها .. في مصحفها الذي لا تتركه ابداً ..في سجادة صلاتها وإسدالها ..في صندوق مجوهراتها ..!! 

مفتوح .. 

فيقف أمامه ليجد رساله يفتحها ولا يجد سوى الحقيقه الوحيده وهي انها تركته ولكن وجد باب مفتوح له : أسفه ,, بابا جه بنفسه وأخدني وأنا مستحيل أقول لبابا ,,لأ


مَتـى سَتعرِف كَم أَهواكَ يا رجلاً ... أَبيعُ من أَجلهِ الدُنيا و ما فيها

يا مَن تَحديتُ في حٌبي لَه مدناً .... بِحالها و سَأَمضي في تحديها

لو تَطُلبُ البحرَ في عينَيكَ أَسكٌبه .... أَو تَطُلب الشَمسَ في كَفيكَ أرميها

أَنا أُحِبُكَ فَوقَ الغَيمِ أَكتُبٌها ..... و للعصافيرِ والأَشجارِ أَحكيها

أَنا أَحِبُكَ فَوقَ الماءأَنقُشُها ...... و للعناقيدِ و الأَقداحِ أَسقيها

أَنا أَحِبُكَ يا سيفاً أَسالَ دَمي ..... يا قصه لستُ أَدري ما أُسَميها

أَنا أُحِبُكَ حَاول أَن تُساعِدَني ..... فَإِن مَن بَدأَ المَأساه يُنهيها

و إِن مَن فَتَحَ الأَبوابَ يُغلِقُها ..... و إِن مَن أَشعلَ النيرانَ يُطفيها

                                                                    (نزار قباني)


أغمض صقر عينه ونظرللسماء ثم نظر للعلبه مرة اخرى وبهمس : مخدتش معاها إلا عقد الفراشة ....يبتسم صقر ثم يضحك عالياً ناظراً للسماء وبصوت عالي : يارب بحبها ..بحبك يا فراشتي ومستحيل أفرط فيكي ....وبهمس : أنا ما صدقت لاقيتك...


......منزل الحاج راشد ....

 ...حجرة روتيلا ...

تركها الجميع نائمه بعد أن جاءت مع والدها وهم يعلموا تماما انها ادعت النوم حتى لا تواجهم بدموعها ...

 روتيلا بهمس تبكي وهي تضع يدها على جنينها : بحبك ..بس سامحني بابا لازم يفهم إزاي يحبنا ..

......مجلس الشيخ راشد .......

 .....اليوم التالي ....

بعد صلاة الفجر يجتمع من يهمهم أمر روتيلا الأب والأبناء وخالد والعمه منيرة

الحاج راشد : لسه نايمه يا حاجه 

الحاجه منيرة بحزن : مرضتش أصحيها ,,طول الليل يا روحي حاسه بيها صاحيه بتعيط 

جمال : يا حاج أنا شايف أنك تاخدها وتسافر تغير جو في أي حته 

خالد بتجهم : مش هاترضى 

محمد بهمس : وانت متأكد ليه ما يمكن توافق 

خالد : مستحيل ..أنا أكتشفت أنها متقدرش تبعد عنه 

محمد بضحكه : علشان كده مكشر ..

خالد يضحك بسخريه : تخيل مع كل اللي بيعمله معاها تحبه كده ...الحب ده غريب أوي 

 محمد بتأكيد : غريب جدااا ..وهو كمان مين يصدق ان صقر اللي كانوا بيخوفوا بيه العيال علشان ميقربوش من مزارعه ولا خلوة أبوه ..يكون ده حاله في الحب 

خالد : اه ..بيحبها 

محمد بتعجب : غريبه إزاي إتأكدت ..

خالد يشير برأسه على النافذة ليشاركه محمد في النظر لخارج المجلس : واقف من نص الليل بره 

محمد وهو يقف : يا مجنون ..وساكت 

 يضحك خالد : أه طبعاً ..وقفت ليه تعال بس هو أكيد هايــــ....

ويقاطع استرسال خالد دخول الصقر بوقاره وهيبته التي لاتنم أبداً عن ضعف المحب بداخله 

: السلام عليكم 

يقف الرجال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

يبتسم الحاج راشد : تعال يا ابني ..تعال 

يتقدم صقر بعد السلام على الجميع ليجلس بجانب الشيخ راشد 

صقر مباشرةً: ينفع يا حاج تاخد روتيلا بدون إذني 

الحاج راشد وهو يريح ذقنه على يديه التي تستند على عصاه : والله يا ابني اللي فاكره أن روتيلا قالت ليك لما هاتظهر براءة خالد هاروح لبابا ..وأنا على الوعد أخدتها 

صقر ببسمه جانبيه : واللي أنا فاكره أن أنا قلت ..لأ 

خالد يقف عاقداً يديه على صدره :و لأمتى هاتفضل مانعها أنها تيجي لبيت أبوها أو تخرج 

 صقر ناظراً له وبحده : لغاية لما تكبروا أنتوا الأتنين وتعرفوا أن الكبار لما يتكلموا الصغيرين يسكتوا ويسمعوا الكلام 

 كاد يهم خالد بالرد عليه ولكن بإشارة من الحاج راشد يسحبه محمد لخارج المجلس ..ليقف قريبا يسمع ما يدور 

العمه منيرة : معلش يا ابني سيبها فتره تريح شويه وسطينا 

صقر بهدوء : روتيلا مكانها بيتها 

الحاج راشد : يا حاجه شوفي رورو لو صاحيه خليها تيجي 

صقر بقلق  : نايمه ..هي تعبانه ..روتيلا مستحيل تفوت الفجر

يبتسم الحاج : لأ ..لأ ..اطمن 

جمال : نجيب فطار صقر بيه 

يبتسم صقر : شكراً ..

الحاج راشد : حبيبة ابوها جت ..يا صباح الأنوار يا صباح الخيرات ..تعالي حبيبتي.. تعالي 

 تجري روتيلا لحضن والدها تحت أنظار صقر الذي بمجرد رؤيتها وقف يتأملها ليغمض عينه يتخيل هذا الحضن والابتسامه التي زينت وجهها له هو ثم يفتح عينيه على صوتها القريب منه 

الهامس وهي تمد يدها له : السلام عليكم 

يبتسم صقر ويمسك يدها بكلتا يديه ويرفعها له ليقبلها : وعليك السلام ..

 تسحب روتيلا يدها بخجل وتجلس بجانب والدها من الجانب الأخر ويجلس الصقر القلق من ابتعادها عن مجال نظره 

جمال : روتيلا 

: ايوه يا ابيه 

:صقر بيه بيقول أنك خرجتي بدون أذنه وهو جاي يرجعك معاه ...

روتيلا تنظر للارض ولا ترد على أخيها الذي ردد ندائه مره أخرى 

جمال : روتيلا ..

روتيلا بهمس : بابا 

ينظر لها الحاج راشد : قولي يا حبيبتي اللي يريحك 

روتيلا بدموع عالقه بعينها ومن وراء قلبها : عايزه أقعد معاك 

 الحاج راشد الذي يفهم ابنته ويفهم صراعها مع نفسها بين حبها وإصرارها على عقاب صقر ينظر لصقر بثقه : خلاص سيبها تقعد معايا شويه وأنت عموما مشغول اليومين دول

يمسح صقر بيده على وجهه وكان سيرفض بعنف إلا أنه لمح يد روتيلا وهي تعصرها من شدة التوتر ليقف ويقترب منها ويمسك يدها لتقف أمامه وبهدوء لا يعكس أبداً ما يدور بداخله من صراع ما بين الرفض وأخذها معه وبين السماح لها بعقابه ...نعم السماح لها ....وهو راضي تماماً : إهدي .. أنا عموماً هاجي كل يوم لغاية ما توافقي ترجعي معايا ...ثم يقبل جبينها ...خدي بالك من روحي لأنك واخداها معاكي 

 تنظر له روتيلا قليلاً بتردد ثم تجري لخارج المجلس

يقف الشيخ راشد : صقر يا ابني تعال معايا نروح لحماتك تصبح عليها وبعدين نتمشى مع بعض شويه

 ينتبه صقرالذي كان نظره لازال مع روتيلا التي اختفت من أمامه من شروده على كلام الشيخ فيتحرك معه للمقابر حيث ترقد ناديا ..

.......الحاج راشد ......

🔴

......الفصل الأربعون .....الجزء الثاني ....


.......الحاج راشد ......

جلس يمسح على لحد محبوبته ثم قرأ الفاتحة هو وصقر 

: تعال يا ابني نتمشى شويه على النيل ..بحب اشوفه أوي الصبح 

صقر بتنهيده وابتسامه خفيفة : بنتك زيك بتحب النيل .. يا ترى كمان تشبهك في الطبع 

 يضحك الحاج راشد : لأ,,روتيلا حته من أمها مش في الشكل روتيلا فرنساوي على مصري لكن الله يكون في عونك في الطبع ..ناري 

يضحك صقر : أيوه اللي يشوف هدوئها ميعرفش أد أيه لما تكون صاحبة حق بتدافع عنه إزاي 

: زعلان منها 

 ينظر له صقر وبثقه : ابداً مستحيل ,يا حاج بالأكتر زعلان من نفسي روتيلا مش ممكن تقدر تزعل منها ,,أنا تقريباً اللي دفعتها للتصرف ده ومحترمتش علاقتها بخالد ..كنت ممكن جداً مبقاش بالتصميم ده وأخليها براحتها وخاصه أن روتيلا كانت بتراعي رغبتي بأنها تقلل من ارتباطها بيه لكن أنا انسان ...ويصمت صقر ...

ينظر له الحاج راشد بتمعن وبتركيز بعينية: عاشق غيور... 

يكسر صقر تواصل نظرته الصادقه والمؤيده لكلام الحاج راشد ويوجه نظره للنيل وبتنهيده :أيوه...عاشق...

يجلس الحاج راشد على أرض منخفضه بجانب شط النيل : تعال يا صقر أقعد أحكيلك اللي أنت عايزه 

يظل صقر واقفا وبتعجب: روتيلا قبل كده قالت أنه شئ خاص ... 

يبتسم الحاج راشد : تعال بس أقعد الموضوع يخصني أنا وأنا اللي هاحكيلك ,,

يجلس صقر بجانب الحاج ينظرا لجريان ماء النيل وكأنها هي الحياه تجري بنا 

الحاج راشد : علشان تعرف الحكايه صح لازم تعرفها من البدايه ..عايز تعرفها يا ابن الجارحي 

ينظر له صقر وبتأكيد : لو الموضوع خاص أنــ.....

يقاطعه الحاج راشد بابتسامه : يعني عايز تعرف... فاسمع 

 تبدأ الحكايه من زمان ..زمان أوي لما ناديا جت النجع مع أبوها الدكتور مصطفى ووالدتها الفرنسيه كانت هي وأمها حاجة غريبه على أهل النجع اتنين ستات جمال أوي بيض أوي وشعرهم أحمر ناري كأنه نار على راسهم 

رجالة البلد وشبابها اتجننوا عليهم ومعتش في البلد إلا سيرة الأتنين دول 

 والستات غاروا ومن غيرتهم قالوا عليهم أنهم ساحرات وجنيات لدرجة أن الأطفال بقوا يخافوا منهم ويجروا لما يشوفوهم ....

يضحك الشيخ للذكرى هو وصقر ...ثم يكمل حكايته

:يمشوا في أي حته بقيت تسمع كلام عجب زي الساحرات أهم الجنيات جم أجري يا ولد أنت وهو ليقلبوكم قرد 

 وتمر الايام ولأن مفيش حد عاقل ينتبه ويصحح تكبر الحكاوي وعليها شوية تخاريف وتنتشر بين الناس وطبعاً أمي وأهل بيتي منهم كنت وقتها شاب صغير كل اللي معايا من الشهادات ابتدائيه أزهريه و كنت بدير الشغل مع أبويا وبشوف ناديا من بعيد ..إلا في يوم رحت أجيب منيرة من المدرسة لأن أمي كانت خايفه عليها لأنها عرفت أن منيرة مصاحبه ناديا 

شفتها طالعه بشعرها الناري مع منيرة مشفتش غير عينيها لما ....

صقربابتسامه : أكيد لون عينين روتيلا ...وفي نفسه ...اللي جننتني 

يضحك الشيخ : أيوة لون عينيها ...وبعدين بصيت في الأرض وأخدت منيرة ومشيت 

تعدي أيام ويجي اليوم الموعود 

 ناديا كانت بتحب الخيل وتجري كل يوم لازم من الصبح بدري بطول البلد وترجع لبيتها طريقها كان معروف وبيطلع الشباب يشوفوها كل يوم وكانت وهي راكبه على الخيل زي جمرة النار اللي بتتحرك ومن ضمن الشباب دول عمك عبد الرحيم 

ينظر صقر فجأة للحاج راشد وبتعجب : عمي !!

يضحك الشيخ راشد : ليه هو عمك مكنش من شباب النجع كان كبير كده طول عمره 

يبتسم صقر ويعود للنظر للنيل : ليكون عمي هو سبب جوازك منها ..زي أنا وروتيلا 

 يضحك راشد عالياً : أه .. عبد الرحيم ..مش ممكن أنسى أن ربنا وضعه سبب ارتباطنا ببعض علشان كده دايماً بسامحه 

يبتسم صقر مؤيداً وبتنهيده : أيوه دايماً نسامحه ..عمل ايه عمي 

 : اسمع ...كان عامل خطه أن الولاد يطلعوا يضايقوا الحصان وهو يخرج عليهم بالبندقيه ويضرب طلقتين في السما فالعيال تجري وهو يبقى منقذها وتوافق إنها تتكلم معاه ..فحبيبتي كانت بالرغم من عدم حجابها لكن كان هناك بداخلها بذره طيبه لحجاب رباني كان بس ينقصها من يرشدها للصح 

:ونفذ الخطه 

 يضحك راشد : أه نفذها ومعملش حساب أن الولاد علشان يضايقوها بصحيح ضربوا الحصان بالطوب فخاف الحصان وطلع هو الهمام بالبندقيه واطلق الطلقتين فاترعب الحصان وجرى بأقصى سرعه وكنت أنا شاهد على جزء من اللي حصل وكنت خارج من بيتنا ومعايا كالعاده وأنا رايح المزرعه الخيل بتاعتي وشفت جمرة النار بتجري ومش عارفه تسيطر على خيلها 

فاجريت وراها وعرفت ألقطها من على الحصان قبل ما تقع 

يضحك صقر : وبدل ما هي تقع وقعت أنت في هواها 

 : وأه منه من هوى ..وقفت حصاني ونزلت جمرة النار واتلاقت عينينا للمرة التانية وكانت لسه هاتتكلم جريت بالحصان بسرعه ومعدناش شوفنا بعض أبداً بعد كده 

منيرة كانت بتوصلني أخبارها دون قصد ومن ضمن أخبارها 

منيرة : مش ناديا انهارده أخيراً سمعت كلامي ولبست الحجاب 

أم راشد بغضب : مين ناديا الجنيه بنت الجنيه إنتِ لسه بتمشي معاها 

 منيرة : يا أمي والله طيبه أوي كل الحكايه أبوها كان مشغول وسايب تربيتها لأمها لكن لما عرفت بالحجاب هي اللي صممت عليه بالرغم أن أمها كانت رافضه 

أم راشد : طبعاً ترفض علشان ساحرة 

: طيب ناديا لبسته ليه 

: لأنها ساحرة زي أمها وبتضحك عليكي علشان تسحرك 

 كل ده كنت سامعه وابتسامه من القلب ظهرت على وشي ومن لهفتي وفرحي منتبهتش على حاجتين واحدة نظرة منيرة ليا واكتشافها حبي لناديا فمنيرة قلبها أبيض وشفافه علشان كده كشفتني على طول 

والتانيه ودي اللي تهمني فعلاً ...ويصمت الحاج راشد ياخذ نفس عميق ....

صقر بقلق  : يا حاج لو تعبان أو الذكرى تضايقك 

 يبتسم الحاج راشد يداري حزنه : لأ,,يا ابني الحاجه التانيه تخص المرحومه أمي ...ربنا يغفر لها ويرحمها ...كنت أنا الراجل العاقل كنت لازم انتبه لكلام أمي وأصححه ليها ولكني نسيت 

وهنا تبدأ المشكله 

منيرة : راشد ناديا انهارده بعتت ليك شكرها وسلامها 

يبتسم راشد: معملتش حاجه أي حد في مكاني كان عمل كده 

ويمشي راشد يداري فرحته بسلام محبوبته 

تمر الأيام وحبها في قلبي يكبر وقررت إني أرتبط بيها 

: مستحيل لا تبقى ابني ولا أعرفك تاخد الساحرة بنت الساحرة تدخل جنيه البيت 

راشد بإصرار : يا أمي حرام الكلام اللي بتقوليه 

تبكي ام راشد بشدة وهي تولول : عايز تغضبني وتعصاني أنت حر ولو عايز تتجوز خد بنت عمك 

راشد : يا سبحان الله مش بنت عمي دي اللي كانت مش عجباكي وبتقولي عليها لسانها طويل 

تظل تبكي أم راشد بحرقه : هاغضب عليك ليوم الدين يا راشد لو عصيتني 

صقر : وبعدين عملت أيه 

 :أمي دخلت أبويا الله يرحمه في المشكله وصممت انها تخطب بنت عمي ليا واتحركت بسرعه وخطبوها ليا وفي نفس الوقت والدي الله يرحمه راح للدكتور مصطفى وتقريباً طرده من البلد 

وكان قبليها جدك خايف برده على عبدالرحيم ابنه وراح له برده وعطاه تحذير 

الراجل خاف على زوجته وبنته وقمنا الصبح في يوم ولقيناه أختفى من البلد ..

 مرت السنين طويلة جبت فيهم ولادي وفضلت ناديا في قلبي زي بذرة صغيرة محتاجه شئ يكبرها وكان الشيئ ده صدفه إني أشوفها وانا شيخ كبير والدي كان اتوفى وأولادي كبروا حتى جوزت أمل وجمال وبقيت جد ويوسف ومحمد كانوا في الدراسة وهي كمان كبرت واتجوزت واترملت بس مجبتش أولاد 

وأول ما عيني جت في عينيها 

: تتجوزيني 

تبتسم ناديا : أيوة موافقة 

يضحك صقر عالياً : بس كده أول كلمه تقولها في حياتك لها كانت تتجوزيني 

 يضحك راشد حتى ادمعت عينيه : تخيل وأنا الشيخ الكبير اللي معاه ابتدائيه وهي مهندسة ديكور وعندها مكتب وحياه مختلفه عن حياتي 

صقر ينظر له طويلاً : مهندسة ديكور 

يبتسم الحاج : مكنتش تعرف ....أيوه هي اللي حببت روتيلا في الرسم والديكور 

 لعلمك روتيلا ورثت من أمها فن لو هي حطت في دماغها كانت بقت زي أمها وأحسن حتى المكتب بتاع أمها موجود ولكنها يا حبيبتي بتراعي ربنا وكانت عارفه أنها مش هاتقدر تقف وسط الرجاله وتشتغل واختارت حاجة تانية مش عارف هي أيه.. بتقول انا كده مبسوطه 

صقر بتجهم : جرافيك 

: أيه 

يبتسم صقر : مش مهم ..المهم إني مستحيل أرفض أنها تشتغل الحاجه اللي بتحبها 

راشد : أنت أقوى مني ولكني بمجرد ما اتجوزت ناديا خليتها تقفل المكتب وتنسى الشغل 

 يضحك صقر عالياً وبسخريه : ايوه صح انا أقوى ...يا حاج راشد ناديا وبنتها عانوا من الراجل الغيور...وبعدين يا عمي نزلت جمرة النار إزاي البلد 

 راشد : غلطتي التانيه ..اتجوزتها وعلى طول اخدتها النجع وكانت النتيجه كارثه بمعنى الكلمه بالرغم من حجابها إلا أن عينها جت في عنين أمي ومراتي الأولى طبعاً وبدأ الصريخ والرعب وكان عند امي خدامه كبيرة في السن اغمى عليها وبقت حكايه ولادي الكبار زعلوا علشان امهم والصغيرين بقوا في النص بيني وبينها حتى احفادي رامي وجمانة بقوا يصرخوا على صريخ وزعيق الكبار من غير ما يفهموا ...كارثه 

صقر ينظر له بتعجب : ليه كل ده ..المفروض رد الفعل يبقى غير ...زعل أيوه لكن بطريقة غير

راشد يبتسم بحزن : أنت نسيت أنها بنظرهم ساحره وجنيه 

يمسح صقر على وجهه بعصبيه : ايوه نسيت ..لكن هما منسيوش بعد العمر ده كله 

: للأسف انا بس اللي نسيت ..كالعاده 

صقر بهدوء: وبعدين 

: ولا حاجه هديوا شويه أو الأصح غصبتهم أنهم يهدوا 

 راشد موجهه كلامه لزوجته وأولاده وأيضا الخدم : اللي يفتح بقه يعرف أنه ملهوش مكان هنا في بيتي ...فاهمين ..دي زوجتي على سنة الله ورسوله واللي عنده كلمة يبلعها 

في الوقت ده ناديا كانت تقريبا مخبيه نفسها ورايا مرعوبه ..الله يرحمك يا حبيبتي ....

أم راشد ببكاء وصريخ : مراتك ..مراتك ..تبقى متقعدهاش في بيتي ..

راشد بحنيه : يا أمي أصبري 

أم راشد : هي كلمه يا أنا اللي هاخرج ومعتش تشوفني تاني 

ناديا تلمس ظهر راشد تحثه أن يدور لها وبهمس : رضا أمك 

 ينظر راشد للدموع التي بعينها ويحزن بشده على اصراره أنها تنزل معه النجع بالرغم أنها ترجته أن يمهد لها الطريق أولاً ولكنه من غيرته عليها أصر أنها تنزل معه لتقابل هذا الهجوم 

يوسف بعقلانيه : بابا أنا عندي حل 

ينظروا جميعاً له 

يوسف بتردد : الاوضه اللي في الشمال متطرفه وبعيد عن جدتي وأمي أقصد يعني ....

راشد مقاطعاً ابنه : ماشي موافق ..تعالي معايا يا ناديا

صقر : أيه حكاية الأوضه دي 

 يضحك راشد : يا سيدي دي أوضه بحمامها أبويا الله يرحمه كان مبيحبش دوشة العيال فكان عاملها بعيد شويه.. صحيح جزء من البيت من بره ولكن من جوه علشان توصلها تدخل ممر طويل وكان حاطط فيها أنوار صغيرة هادية وبيخوف العيال ويقولهم فيها عفاريت علشان محدش يزعجه ويبعدو عن الممر مش الأوضه بس

يضحك صقر : طبعاً عفريته لازم تقعد في اوضة العفاريت 

 راشد بحسرة : ودي كانت غلطتي الثالثه بعدتها عنهم بدل ما أقربها منهم في أوضة العفاريت بقت يا حبيبتي محبوسة طول النهار والليل ولكنها عمرها ما أشتكت وفي المقابل أمي وخدامتها ومراتي ومرات ابني جمال حتى أمل ينسجوا حواليها الحواديت إزاي مستحمله كده إلا إذا كانت ساحرة بصحيح 

 وتمر الأيام وأمي تمرض شويه ..صدقني مرض بسيط لكن اللي حواليها اقنعوها ان السبب الساحرة لأنها بتكرهها فنادت عليا وبدل ما تقولي خليها تجيني عيطت وقالت ليا ياأنا يا هي 

 أنا اتحطيت بين نارين رضا أمي ورضا نفسي ولكن كمان صعبان عليا حبسة ناديا فوافقت ونقلتها القاهرة وبقيت عايش بين هنا في النجع وهناك في القاهرة لغاية يوم وفاة ناديا وهنا تبدأ غلطتي الأخيرة ...يصمت الحاج راشد ويأخذ نفس عميق عدة مرات ...

ينظر له صقر بقلق بالغ : تعبان ..يا حاج تعبان 

: لأ ,,يا ابني انت عارف أني عندي مشاكل في القلب 

: ربنا يديك الصحه خلاص كفايه 

يضحك الشيخ راشد : يعني أنت جاي للي يهمك وتسكتني اسمع ..اسمع 

 دفنت ناديا وحزن فراقها ملى قلبي اللي مستحملش حزني ووقعت من طولي ,اخدوني العيال للدكاتره واللي قالوا لازم عمليه قلب مفتوح وجهزوا جمال ويوسف بسرعه للسفر علشان أعملها بره وسافرت فعلا وسيبت روحي معاهم ووصيتهم عليها 

صقر ينظر له فجأة : روتيلا 

: ايوه روتيلا سيبتها ومفكرتش إني سيبتها وسط ناس يتحكم في تفكيرهم الجهل والغيره 

: عملوا أيه 

: أنت عارف طبعا ظروف وفاة ناديا وأن روتيلا قفلت الباب على أمها وهي معاها 

صقر بحزن وهو ينظر للنيل : أيوه حكت ليا 

 راشد : روتيلا محستش أن أمها ماتت بجد إلا بعد ما سافرت أنا لأنها قبل سفري كانت دايماً بتنام في حضني وكنت قبل ما أنام أقرأ لها قرأن كتير علشان أهديها وتعرف تنام لكن لما سافرت أنا

 الخدامه : أكيد ناديا الساحرة هي اللي عيت سيدي راشد علشان عايزاه ..فاكره يا حاجه لما عيتك ومستريحتيش ولا طبتي إلا لما خرجها من البيت 

ام راشد بتفكير: أيوه..فاكره 

 الخادمه : هو خلاص راح يتعالج فأكيد دلوقتي هاتتجنن فأكيد موصيه بنتها ومعلماها لازم نخلص منها يا حاجه علشان لما يرجع يستريح 

أم جمال : إنتِ اتجننتي يا وليه ..دا لو حصلها حاجه الحاج كان موتنا كلنا 

أم جمانة بتأيد : ايوه يا خالتي ..بس كلامها صح بس مستحيل هانمد ادينا عليها 

 الخادمه : خلاص نخليها تموت من الرعب إنتِ شفتي من ساعة ما جت وهي بتعيط على طول عايزه أمها ومبتنمش إلا والنور مفتوح ومعاها حد ..أنا عندي الحل 

صقر بحده ينظر للحاج راشد : كانوا قاصدين يحبسوها مع الفرسه اللي بتولد وقفلوا عليها النور 

 : أيوه..كانوا قاصدين صحيوا الصبح متهيألهم أنها ماتت من الرعب والبرد لكن ربنا نجاها حبيبتي نامت على كومة قش بعيد عن الفرسه وابنها والساقعه ربنا ناجاها منها ونامت طول الليل بعمق وحلمت بناديا تدفيها وتلعب معاها وتقرأ ليها قرأن ومصحيتش إلا الصبح على اصوات العمال ومحمد 

محمد بحنيه وخوف: روتيلا ...روتيلا إنتِ ايه اللي منيمك هنا 

تفتح روتيلا عينيها الخضراء وتفوق من حلمها الجميل مع والدتها : بتصحيني ليه يا ابيه أنا كنت مع ماما 

يخاف محمد لتكون مصابه بالحمى فيضع يده على جبينها : حبيبتي إنتِ تعبانه 

 تجلس روتيلا وتنتبه للمكان التي باتت ليلتها فيه وتبكي : ناديت عليكم كتير وخبطت على الباب لكن محدش سمعني 

محمد يحضنها ثم يمسح دموعها : ليه يا حبيبتي إنتِ مكنتيش نايمه مع جمانة 

 روتيلا تمسح دموعها : جمانة قالت ليا آنا عايزاني أروح أشوف الفرسه اللي بتولد واخد البيبي بتاعها زي ما بابا ما قال فجيت هنا لكن حد قفل الباب عليا من بره وبعدين قفل النور أبيه محمد أنا عيطت كتير اوي وأنا بنادي عليكم وأديا وجعتني وكمان سقعت وبعدين شفت القش ده طلعت عليه ونمت وماما نامت جمبي ودفتني وقرأت ليا قرأن ....ثم تعود روتيلا لبكاءها الذي مس قلب محمد فوراً ولكنه أصبح لديه شك ان يكون هناك من قصد حبس روتيلا ....

صقر بغضب وهو يحدف حجر صغير للنيل : وبعدين 

ينظر الحاج راشد لصقر ويضع يده على كتفه لينظر له : خالد 

صقر يضيق بعينه للحاج راشد : عمل ايه 

الحاج راشد : سمع بالصدفه 

الخادمه : ألحقي يا سيتي ..شوفتي المصيبه 

أم راشد : مصيبه على دماغك فيه أيه 

: البت طلعت منها مش بقولك ساحرة مش بيناموا إلا في الضلمه ومش بيخافوا 

تضحك أم جمال بسخريه : يعني خطتك فشلت يا ام الأفكار 

الخادمه : لكن لأ ..لازمن حل 

أم راشد : هاتعملي ايه يا فالحه 

 يدخل محمد وبيده روتيلا وهو في قمة عصبيته : أدخلي يا حبيبتي الحمام وغيري هدومك وبعدين تعالي عندي في أوضتي اكون جبت ليكي اكل.. فاهمه يا روتيلا أوضتي ..

روتيلا : حاضر يا أبيه 

وتذهب روتيلا 

 محمد والذي تخطى عمره السادسة عشر عاما بقليل هاجمهم بغضب : أنتوا حبستوا روتيلا أمبارح في استطبل الخيل 

أم راشد وام جمال : أنت اتجننت ..

أم جمال تبكي : هي كمان سحرتك 

ام راشد بغضب : أنت جبت الكلام ده منين ...انطق يا ابن راشد 

 محمد بهدوء : يا جدتي اسمعيني روتيلا طول الليل محبوسه في الساقعه دي وكمان في الضلمه مش حرام يعني مش عايزاني أزعل على أختي 

 أم جمال وهي تبكي غيرتها من امرأه ماتت : أختك حرام عليك دي بنت الست اللي خطفت أبوك منكم وأنتم لسه عيال ولما تكبر تقول أختك 

 محمد يقبل يد أمه :طيب خلاص متزعليش إنتِ قلبك كبير معلش البنت يتيمه وأبويا مسافر صعبت عليا معلش خليهم يجيبوا الأكل ليها عندي في اوضتي ممكن 

ام جمال تمسح دموعها : حاضر علشانك انت بس 

محمد يقبل رأسها وايدها : تسلمي يا ست الكل 

ويذهب محمد تاركاً ورائه جهل يكبر عند الجده والخادمه وغيرة أم وزوجه على أولادها وزوجها 

صقر : ليه عملوا حاجه تانيه ..وخالد فين من كل ده مسمعتش صوته يعني 

 يضحك راشد : لأنه كان مشغل ودانه لقط كل اللي اتقال وأتأكد أنهم هايعملوا في روتيلا حاجه تانيه وقرر انه مسئول عن روتيلا 

 خالد الذي كان يجلس متخفي بعيد عنهم في نفسه : متخافيش أنا مستحيل أخلي أي حد في الدنيا يأذيكي أبداً ...وعد

صقر بابتسامه : وعد 

راشد : وعد عطاه لروتيلا في نفسه من هو عنده 12 سنه وأوفى وأنا أشهد 

صقر يرمي حجر اخر في النيل : وانا اشهد ....وبعدين 

 محمد بحنيته قدر طول النهار أنه يحاول يحاوطها من ناحيه ومن ناحية تانيه خالد مكنش بيسيبها وودانه دايما معاهم لكن محمد انشغل في المزرعه وبقى بيبات أحياناً هناك وخاصه أن جمال ويوسف كانوا معايا فكان بيضطر يشرف على الشغل في غيابنا والستات دب الخوف جواهم وقالوا لازم لو حصل ليها حاجه محمد هايعرف وهاينكشفوا وقرروا أسهل حاجه الاوضه الشماليه حبسوها فيها 

صقر بحده وغضب : ايه !!

 راشد : حبسوها يفتحوا الباب يرموا ليها الأكل مرة واحدة في اليوم ويقفلوا الباب مع نور ضعيف محمد و خالد لما لقوا كده قالوا اسهل علشان ميعملوش فيها حاجه بس خالد كان مش عارف يهديها لأنها كانت بتخاف فمكنتش بتاكل من الخوف ومكنتش بتعرف تنام بقى قاعد طول النهار جمب أوضتها بعد ما يرجع من المدرسه يكلمها من ورا الباب 

صقر بتعجب : وبالليل 

 راشد بشبح دموع على عينه : بالليل يا روح أبوه يجيب البطانيه بعد ما كلهم يناموا ويفردها جنب الباب بتاعها وينام وهي في المقابل تنام من الجهه التانيه ويمد يده من تحت الباب فيلمس اطراف أيديها بس ويفضل يحكي ليها كل حاجه حصلتله أو حصلت في البلد لغاية ما تروح في النوم وعند الفجر يصحى ويصحيها يصلوا الفجر وتقعد هي جنب الشباك لغاية ما يرجع هو من المدرسة 

شهر لغاية ما رجعت من السفر 

صقر : طبعاً حكت ليك 

راشد يحرك رأسه يمين ويسار بلا

صقر : ليه هددوها 

راشد : لأ ,,روتيلا بقت مش عايزه تتكلم سكتت 

: أيه !!!

 راشد يمسح عينه : معرفتش أحميها أنا افتكرت غيابي وغياب أمها السبب وديتها لدكاتره كتير كلهم قالوا معندهاش حاجه لغاية في يوم فوجئت بجمال بيطلق مراته ويطردها ويطرد الخدامه وبيوطي يبوس ايد اخته وراسها وبيوطي عايز يبوس رجلي ويطلب مني اني اسامحه لانه مقدرش يحمي اخته من جهل زوجته وأمه وجدته .....خالد حكى له كل حاجه 

 دي كانت الإجابه على اسئلة الدكتور النفسي اللي ودتها له قال لينا البنت حماها من الموت أو الجنون وضع الجنين التوأم اللي خدتها مع خالد 

صقر ينظر له وهو يشد على رأسه بشده : توأم !!

 راشد يبتسم بحزن صوره كده لينا مسك الدكتور ورقه وقلم ورسم لينا وضع التوأم في بطن أمه كل يوم خالد طول فترة غيابنا يعمل نفس الوضع يتكلم معاها لغاية ماتنام لكن مكانش فاكر يا روح جده أنها مش عارفه تتكلم بسبب مشكله ولكنه أعتقد أنها مش قادره تطلع صوتها لأنها كانت بتعيط كتير وزي ما كان هو سبب في إنها تفضل عايشه أوسبب في أنه يحمي عقلها من الجنون الدكتور علمه إزاي يتفاهم معاها لغاية ما أتكلمت ...بس دي حكاية توأمها

 صقر يقف ويدور حول نفسه يمسح على وجهه عدة مرات بغضب : طفله ..طفله يا ربي يتعمل كل ده فيها ليه طفله .....وبصوت عالي صرخ ووجهه للسماء ..يا الله ...ثم ينظر للحاج راشد ...أنت كنت فين يا حاج راشد

 كنت فين ....ثم يجلس بحسره ...خالد اللي حماها لما اتحبست أول مره لكن مين اللي حماها لما أنا أتجرأت وعملت نفس الشئ معاها ...مين

يضحك راشد وهو يربت على كتفه : إجابه سؤالك عندها روح اسألها 

يقف صقر بسرعه لكن بتوتر : اروحلها إزاي وفين ..وهاترضى تقابلني 

يقف الشيخ راشد وهو يبتسم : البيت ......أوضة العفاريت ..خالد هايساعدك

 يجري بل يطير الصقر لفراشته تاركاً الشيخ يجري أتصاله بخالد ليكون في استقبال الصقر ليذهب به للفراشة ثم عاد هو لمحبوبته 

:أه ...الحمد لله يا ناديا ربنا استجاب لدعائك وبنتك ربنا رزقها باللي يصونها ويحبها 

 الله يرحمك

                          الفصل الحادي والاربعون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close