CMP: AIE: رواية اصابك عشق الفصل الحادي والعشرون21بقلم اسما السيد
أخر الاخبار

رواية اصابك عشق الفصل الحادي والعشرون21بقلم اسما السيد

        


 رواية اصابك عشق
 الفصل الحادى العشرون
 بقلم اسما السيد 



(انتقام القدر)


بمنزل فراس.. 


بالدور الذي يعلو شقه فراس وجميله..بعد سهره جميله قضوها معا.. 

سحبها للاعلي بدلا من ان يصطحبها لمنزله التي تتمني ان لا تعود له ابدا

هناك تشعر بالاختناق..بأن شيئا يجسم علي قلبها..

يخنقها..يوترها..الكثير من الخيالات..تأتي لها هناك..

هناك..شيئا يخبرها ان هذا ليس مكانك..

(هكذا نحن..قد نرتاح لاماكن ونجد بها انفسنا نشعر بانها خلقت لنا وخلقنا لها..

اماكن من الوهله الاولي..ننجذب ونميل لها..

كالنفوس والقلوب..تماما..

النفس تميل لمن يحن عليها ويهتم بها..لمن يسمعها عذب الكلام ويروي ظمأها

والقلوب تفتح بهمسه ولمسه وبالافعال الجميله..

فكن كما تشاء لغيرك..يكون كما تشاء لك..

فلتعامل الغير كما تحب ان يعاملوك)


تدور حول نفسها تنظر لارجاء الشقه بلا رد فعل..فقط تنظر لها ولتنسيقها..وجمالها..كل شئ بها جميل.. 

مبهر للعين، ومريح للنفس..كل شئ كما تحب هي..

اخذت نفسا عميقا بعدما وقعت عينها علي حقائبها التي تركتها كما هي بمنزله..

ولم تستطع اخراجها من مكانها..وكأن قلبها كان يشعر بما سيحدث.. 

واستدارت له.. 

واقفا ينظر لها مبتسما..بحنان ..

ويستند بجانبه علي  باب غرفه النوم. 

التي هي بها..

حاولت اخراج صوتها.فخرج متحشرجا..مخلوط بغصه حلقها..التي تكبتها بصعوبه..تريد البكاء بأعلي صوتها.. 

تريد ان تسأل الف سؤال وسؤال..

ولكن..

ااه من تلك اللكن..التي تقف بحناجرنا 

تصمتنا وتلجمنا..

لم تكن يوما..تتطلع للماده..لطالما كانت احلامها واقعيه..راضيه بأقل القليل.. 

لا تمت للخيال بصله.. حتي عشقها لقراءه الروايات

لم يؤثر علي واقعيتها يوما..

كانت ترضي باقل القليل...منذ تحطمت آمال قلبها بمن احبت..

وهي لم تتخيل شيئا اطلاقا..

اصابك عشق......اسما السيد

ولكن ما يحدث معها الان ضرب من الخيال جديد عليها.. حتي بأحلامها لم تطمح اليه..


ـ انا مش فاهمه حاجه يامعتصم..انت جايبنا هنا ليه؟ 

هو احنا مش المفروض هنروح.. وايه اللي جاب شنطي هنا..

صوتها المختنق بالبكاء جعله ينتفض من مكانه ليصل لمكان وقوفها 

اقترب منها حتي اصبح امامها...رأي تلك الدموع المخبأه بعيونها جيدا.. 

وعادت تلك الوخزه بقلبه لتؤلمه من جديد عليها.. 

تلك الدموع التي تزيدها جمالا وطفوله.. 

بجسدها الصغير المهلك هذا.. 

تأوه من تفكيره الذي لا يمت للادب بصله.. 

ومد يده وسحبها ليجلسا معا علي الاريكه.. 

لم تعترض سايرته بهدوء.. 

علي غير عادتها.. لم تعترض..ولم تلقي سبابها

الوقح الذي يعشقه من بين شفتيها..

جعلته يبتسم.. 

ويتمتم.. 

ـ ربنا يهديكي ياعبير يامراتي.. يارب 

استمعت لتمتمته.. 

فرفعت وجهها ونظرت له..

وبعتاب طفولي.. 

ـ معتصم.! احترم نفسك.. ومتجرنيش في الكلام..

انا قررت ابقي مؤدبه..

فلتت منه ضحكه بسيطه.. 

تبعها بتنهيده.. طويله..

ومد يده، واحاطها بذراعه.. وقربها له..

فاستكانت بسلام علي صدره.. 

غصبا عنها به شيئا يجذبها..يجعلها بلا اراده معه..لا تعلم اين يرحل عنادها..وهي بين يديه..

ربما دفئ صدره..حنانه..او اهتمامه بها هي وحدها....لطالما تمنت شخصا يكون لها كل ذلك..

لاتعلم حقا.. 

افاقت علي يده التي امتدت لترفع وجهها.

فتقابلت عيونهم..في لحظه صمت لثواني.. 

ـ حقك عليا ياعبير.. 

انتفض جسدها بين ذراعيه..

وهي تنظر له وتنتظر ان يكمل.. 

ـ عارف اني ظلمتك بطريقه جوازنا..بس صدقيني..مكنش في دماغي ابدا دا كله يحصل.. 

يمكن جوازنا احلي صدفه واحلي حاجه عطهالي ربنا في وقت كنت وحيد وضايع 

والدنيا سوده في وشي.. 

وطالع من جوازه فاشله بكل المقاييس 

رجفت شفتيها بتوتر..علي اثر ذكره لزوجته الاولي.. 





وهمست.. 

ـ معتصم..أرجوك..انا.. 

وضع اصبعه سريعا علي شفتيها.. 

ـ ششش سيبيني اكمل.. 

ـ انا عارف اني ظلمتك وجيت علي حقك 

وحرمتك من ليله كل البنات بيحلمو بيها.. 

حاجات كتير ياعبير..وزودتها لما خانتني غيرتي..ومفكرتش غير في نفسي وجيبتك الفيلا.. اللي هي بالنسبالي انا نفسي

كابوس..مابالك انتي بقي..

نكست رأسها بحزن.. 

فمال برأسه عليها وقبل رأسها بحنان.. 

ـ بس صدقيني انا كدا، ولا كده كنت هسيب الفيلا..واجي هنا.. 

هناك بيفكرني بحاجات مش حابب افتكرها.. 

بيفكرني..باختيار غلط اختارته عشان ارضي بيه امي..

وعشان مخسرش صديق عمري..جيت علي نفسي..والنتيجه كانت طفل الله اعلم..

هيطلع ايه شكله..؟

ذنبه الوحيد..اني اسأت الاختيار..

انا كمان مبرتحش هناك ياعبير..

حقك عليا اوعي تزعلي مني..

رفعت وجهها وابتسمت له برضا..

ـ مش زعلانه منك..

اقترب بوجهه منها حتي تلاقت شفاهم وهمس..

ـ بجد..

هزت راسها..للاعلي والاسفل..

واكملت بهمس..وهي تبتعد لتدفن نفسها بصدره..

ـ بجد طبعا..مش زعلانه 

ابعدها قليلا عن صدره التي تدفن راسها به..

ـ عبير بغيظ..

ايه بتزوقني ليه، اف منك فصيل..

قهقه..عليها..

ـ الله مش لازم نوثق اللحظه..

رفعت حاجبها له..

ـ نوثقها ازاي يعني؟

مال بها علي الاريكه...

ـ نوثقها كده..

لثم شفتيها بهدوء.. وعانقها بحراره..

زفرت اسمه بحراره

ـ معتصم..

معتصم بنشوه..

ـ نعم ياقلب معتصم..

ـ حضنك دا عندي بالدنيا بحالها..خليني هنا كده..

ـ انا مش عاوزه اي حاجه في الدنيا..

غير اني افضل كده..

بلا كلام..

شدد عليها بقوه اكبر..قوه كادت ان تكسر عظامها..

حاوطت عنقه بقوه ليست بقدر قوته..

واقتربت من اذنه..

ـ انا بحبك اوي يامعتصم..

تأوه..ولفظ اااه مرتاحه بعد تعب اضناه ليالي.. اه من داخل قلبه.. 

ـ وانا بعشقك ياقلب معتصم..

معرفش ازاي وامتا حصل..؟

بس انا بعشقك..

ضحكت بصوت مختنق..من السعاده

ـ يمكن من اول مره لبستك فيها كوبايه القهوه...

ضحك بصوت مرتفع..هو الاخر..

ـ اه هو تقريبا كده بالظبط..

ـ انتي كنتي قاسيه اوي علي فكره..

عبير ببساطه..

ـ انت اللي ماشي نايم..

معتصم بغيظ..

ـ ياسلام..

رفعت وجهها ونظرت له..ومازالت يديه تشدد علي خصرها..

ـ قلبك ابيض بقي..الا صحيح انت كنت جايلي ليه يوم بيع الشقه..

تنهد بقله حيله....

ـ كنت جاي عشان أادبك..فاتأدبت انا..

عبست بشفتيها..

ـ اخص عليك يامعتصن..

معتصم باستنكار..

ـ الله اكدب يعني..ماانتي يابنتي وقعتيني وخلتيني اتجوزك..وانا كنت حالف يمين بعظيم ما انا متجوز تاني ابدا..

ضربته علي صدره بغيظ..

ـ انت كنت تطول..ياطبيب الشوم انت..

صدم وجحظت عيناه... وجز علي اسنانه..

وترك خصرها..

وأشار بإصبعه لها..

ـ قولي كدا تاني،هو انا سمعت صح؟

عبير بتلاعب..

ـ طبيب الشوم..طبيب الشوم..

معتصم بغيظ..

ـ انتي جبتي الكلمه دي منين بقي.؟

عبير بضحك..هيكون من مين؟

معتصم بحده..

ـ هو مفيش غيره هو ومراته..

فراس الزفت..

ضحكت بعلو صوتها عليه..وعلي تعبيراته..

بتضحكي..... طب استني بقي..

قفزت من مكانها بسرعه..وهو يجري خلفها..

ـ خلاص يامعتصن..احلي معتصن دا ولا ايه؟

معتصم بغيظ..

وحياتك ما انا سايبك..اصبري عليا..ياعبير..

صرخت بخوف..وهو يحملها علي كتفه 

كطفل صغير..

وقذفها علي الفراش..

ـ اااه..

ـ خلاص يامعتصن حرمت...

ـ لا مش هسيبك..

قولي كدا...ورايا..

عبير بضحك..اقول ايه؟

ـ قولي...بحبك..يامعتصم..

عبير بغنج حاوطت عنقه..

ـ بحبك يامعتصن..

ـ هو دا..بقي..

ــــــــــــــــــ

بعد ساعتين

بالمطبخ..

ـ شهلي ياعبير انا جعاااان

عبير بصدمه..

ـ انت علطول جعااان كدا..

معتصم بغمزه..

ـ بتعب ياماما وبشقي طول النهار واقف علي رجلي..هااا..فاهماني ولا اكمل..و..

عبير بغيظ..

اسكت..اسكت متكملش..سافل اوي..

ـ اهو الاكل..

معتصم بصدمه..وهو ينظر لما تعطيه له..

ـ ايه دا؟

عبير ببراءه..

ـ ايه؟....سندوتش جبنه 

معتصم بإستنكار..

يعني انتي بقالك ساعه..في المطبخ..

عشان دا؟

ـ هااااه..ماهو اصل..انااا..يعني..

بغيظ..اخذه منها..

ـ متكمليش انا كنت شاكك..بس دلوقت اتأكدت..

عبير بخوف..

ـ شاكك في ايه؟

معتصم برفعه حاجب..

ـ في ريحه الشياط دي..

عبير بغيظ..

ولما انت شاكك..ضروري تسأل ماتاكل وخلاص..

نظر لها بغيظ..وقضم الساندوتش.

ـ يمهل ولا يهمل..هاتي....حلو..بدل ما اخس وادهب واموت..وفي ناس تعايب عليا..

عبير بخبث..

جلست علي قدميه..

ـ الا قولي يامعتصم ياحبيبي..

ـ اممم قولي..ياقلب حبيبك..

هو البيت دا بتاع مين؟

معتصم بهدوء..

البيت دا بتاعي انا وفراس واخواته واخويا داود.. ان شاء الله  لو اتجمع شملنا.. 

ورضي عني..

اشتريته انا وفراس من سنه..تقريبا..

بس مكنش لسه جهز..عشان كدا اتأخرنا في النقل هنا..

عبير بانتباه للاسم..

ـ داود؟ 

معتصم وهو يكمل اكل شطيرته..

ـ دا قصه كبيره.. اوي.. 

مدت يدها الصغيره تتحسس وجهه بحنان

فاغمض عينيه.

ـ احكيهالي..

بعد دقائق..

ـ وادي ياستي حكايه داوود..

عبير بصدمه..

ـ معقول يكون هو؟

معتصم بانتباه..هو مين؟

تقصدي ايه.؟

ـ اقصد داوود اخوك..ونيره صح..

ـ انتي تعرفي نيره منين..اصلا..؟

ـ مدت يدها جذبت هاتفها..علي تلك الصوره التي ارسلتها لها نيره من يومان..

ـ اهو..دا اللي اقصده...

معتصم بصدمه..من الشبه الكبير بينهم..لم يره عالطبيعه.يوما..

وعاد ينظر لها بصدمه..

ـ انطقي ياعبير تعرفيه منين...؟

عبير بهدوء..هقولك حاضر..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

امريكا..

نائمه بعمق..تفترش صدره بعد ساعات متواصله من البكاء...

لم يستطع ان يصمتها...فقط..تركها تبكي حتي افترشت صدره ونامت.

غفي هو الاخر اخيرا بعد.ليالي جافاه النوم فيها

من خصامها..

تنهد..خائفا من رده فعلها حينما تعلم ماذا يخبئ لها..

ولكن قد آن الاوان..وقد حسم امره وانتهي..

سيعودا للوطن..تلك البلد بعاداتها المتحرره لم تأتي علي هواه يوما..

لطالما كرهها.. وكره كل شئ بها.. 

لطالما تساءل عن هؤلاء الذين قضوا عمرهم هنا.. كيف استطاعو.. 

كيف عاشو هنا.. الوطن له كالماء. 

وهو كسمكه صغيره.. ان خرجت من  الماء ذبلت حتي الموت.. 

لقد عاد هنا من اجلها..مره اخري..

من اجل تلك العينين التي جذبته من اول مره وقعت عليها..

ذلك اليوم بالبحيره..

هناك جذورهم..حياتهم..وذكريات لن ولم تنسي...

لن يكون كرم اخر..ولن يعيش هنا باقي عمره 

كعمته..واولادها...

تملمت علي صدره..ورفعت وجهها له..

ـ بدر...

ـ قلب بدر..صح النوم..ياحبيبتي..

جوان بإبتسامه..

انا حلمت حلم حلو اووي يابدر..

بدر بإهتمام وهو يبعد شعرها عن عينيها..

حلمتي بإيه ياقلب بدر..؟

ابتسمت وعادت للنوم علي صدره..

ـ حلمت بجميله..وماما..وحشوني اوي..

رفع وجهها له..بيديه..

ـ عاوزه تشوفيهم؟

ـ عادت تنظر له بحزن..

يااريت..وحشوني اوي..

صمت همسه ونظرت له بعتاب..

انت ليه مقولتليش ان جميله اختي..تبقي مرات فراس اخوك..؟

تنهد واعتدل وجلس علي الفراش..

ومازال يحتجزها بين ذراعيه..

ـ مكنتش اعرف الا من يومين بس..وفراس بيحكيلي..

انتي عرفتي منين بقي!.

نظرت له بحزن..

ـ من خالتي..وماما..

بدر بهدوء..

طيب ودا شئ يزعلك كدا..انا عن نفسي سعيد..

ان اخيرا فراس لقي حب حياته..وانها اختك انتي..

جوان بابتسامه..بجد فرحان..طب ومامتك الحيزبونه..؟

بدر بغيظ..قرص خدها..

لسانك عاوز قطعه والله..

جوان بإبتسامه..خلاص اهو سكت..امك حلوه..

رفع حاجبه لها..

ـ والله؟

جوان بتلاعب  وغيره.. وهي تقبل لحيته..

ـ اه والله..

اصابك عشق...اسما السيد

ماما حلوه..اللي جابت العسل دا..اللي لامملي البنات حواليه..

ضحك علي غيرتها التي تظهر جليا علي وجهها

وصمت..وعاد ليكمل...

جوان..عاوزه اكلمك في موضوع مهم..

ـ ايه هو؟

ـ انا قررت ارجع مصر..انا مش عاوز اعيش هنا..هنا عالم مختلف..عمري ما حبيته ولا قادر احبه..

جوان بصدمه..

ـ اومال جيت هنا ليه؟

بدر بابتسامه..

ـ جيت عشانك..

جوان بصدمه..

عشان تنتقم مني..صح..؟

زفر بتعب من افكارها..

ـ لا مش صح..هو في حد عاوز ينتقم من وحده..يتجوزها..

انتي مراتي ياجوان..انتي شايفه اني جوازي منك انتقام.؟

جوان بحزن..

ـ انا...مش عارفه حاجه خالص...ولا بقيت شايفه حاجه..

بدر بغيظ..

عشان غبيه وهوائيه..

جوان بصدمه..

ـ بدر..!

ـ ايوا غبيه..انا بحبك وبموت فيك ياجوان..

انتي مراتي واتجوزتك بإرادتي..مفيش قوه عالارض كانت هتمنعني لو عاوز انتقم منك..

انا عملت المستحيل عشان ارجع هنا..

عشانك..

جوان بصدمه..

ـ بجد بتحبني...؟

حاوطها بحنان بذراعيه..

ـ انتي مش حاسه بحبي ليكي..هااا

حاوطت عنقه..وعادت تبكي بحرقه..

وعادت ذكري ماحدث يلعب بفكرها..

ـ والبت المفعصه اللي كانت معاك انهارده دي؟

قهقه عليها...

لا دي مزقوقه عليا..وبعدين انتي زعلانه ليه..

مش انتي سيبتيها ومشيتي..

واتنازلتي ليها.. خلاص حلال انا عليها.. 

جوان بصدمه.. 

انت بتقول ايه.. دا انا كنت اولع فيك وفيها.. 

تجاهلها وابعدها بلا مبالاه عنه.. 

ـ وبعدين..

فكرتيني دا انا معايا معاد معاها دلوقت..

تركها واعتدل لكي يجهز نفسه..

ـ اتأخرت فعلا..

جحظت عيونها..بصدمه..

ـ نعم يااخويا..ايه دا..قول تاني كدا.. 

رايح فين ؟

بدر بتلاعب..

بقولك عندي ميعاااد..مع سيليا وابوها..

بثقه..وقفت واقتربت منه وبمكر الانثي

ـ طب تمام..اللي يريحك..اعمله..

بس كنت عاوزه اعترفلك بحاجه مهمه..

بدر باهتمام

ـ ايه هي.؟

اقتربت منه اكثر بقميصها الزهري القصير الذي يكشف مفاتنها ببزخ

ابتلع ريقه...بعدما حاوطت عنقه..

ـ عاوزه اقولك..ان انا كمان بحبك..

بحبك وبموت فيك..يابدري..

وموافقه ارجع معاك..انا اساسا زهقت..من هنا..

تخشب جسده بين يديها..ورفع وجهه ونظر لها..

ـ انتي بتتكلمي جد..؟

هزت رأسها بمكر..وببراءه مصطنعه 

ابتعدت عنه..

ـ اه..وبس كدا..تقدر تروح ميعادك..بقي..

جذبها سريعا من خصرها لتلتصق به..

ـ ومد يده وامسك بوجهها بعنف..

ميعاد ايه..انا معنديش مواعيد..

امتعض وجهها..وحاولت ان تعترض..

ـ بس





ابتلع باقي حروفها بجوفه...

مبسش..انتي تسكتي خالص..

ابتعد عنها بعد ثواني..

يلهث بقوه..

ـ قولي قولتي ايه تاني كدا؟

ـ ضربته علي صدره..

انت متوحش اقسم بالله.

ـ جواااان..

اف بعشقك..ياهمجي انت.

بدر ببلاهه..

ـ لا انتي سخنه..ولازم اتأكد بنفسي..

ـ بدر..

ـ انتي مصيبه بدر الكبري..تعالي بقي..

(اسماالسيد...اصابك عشق)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القاهره.. 

بالشارع.. 

ـ لا حول الله ياربي.. دي ميته.. وسع كدا يابني.. 


آخر.. طب اتصلو بالاسعاف ياجدعان.. 

آخر.. اتصلنا وجاين في الطريق..اهو.. 

ابعدو كده.. دي شكلها كانت بتشم وماتت.. 

وراحت فيها.. 

ابعدو.. ربنا يسترها علي وليانا..استروها..

يستركم ربنا..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقه فراس.. 

ـ كان يلمم حاجاته بحقيبه صغيره..بلهفه..

جميله بصدمه.. 

ـ مالك يافراس.. في ايه؟ 

حالك اتقلب ليه بعد المكالمه اللي جتلك؟

فراس بتنهيده.. 

ـ باسم ياجميله اخويا.. هبب الدنيا.. ولازم اسافر حالا.. واقع في مشكله..ولازم اسافرله حالا..

جميله بصدمه..

ـ هتسافر فين،حالا؟

واخوك عمل ايه؟ 

نظر لها بحزن ماذا يخبرها ان اخيه كاد يقتل ابنه عمها.. 

ـ اقترب منها واغمض عينيه.. واحاطها بذراعيه..

متقلقيش..

هقولك لما ارجع كل حاجه..انا مش هتاخر صدقيني..

 بس لازم اسافر حالا.. 

خلي بالك من نفسك والولاد.. 

مامتك هتيجي تقعد معاكي.. ومريم زمانها جايه.. انا بعت جبتها.. وكمان معتصم فوق..

متمشيش من غير حرس..ارجوكي ياجميله فاهمه..وياريت متخرجيش خالص الا لما اجي..

جميله بخوف عليه..

ـ انا خايفه يافراس ارجوك متقلقنيش..

رفع وجهها وقبلها بهدوء..

وعاد ليطمأنها..

ـ متخافيش ياقلب فراس..سامحيني لما ارجع هحكيلك كل حاجه..

المهم..تخلي بالك من نفسك..ومن ولادي ياقلب فراس..

حمل حقيبته..بعدما ودعها وخرج..

اقتربت منه قبل ان يفتح باب الشقه..

فراس..

التف لها..فارتمت بين ذراعيه..فتلقفها بصدر رحب..

ـ وبعدين معاكي ياقلب فراس..انا اساسا مسافر غصب عني..

متصعبيهاش عليا ياحبيبتي..

ابتعدت عنه بعد فتره..وهي تمسح دموعها..

ـ خلاص اهو..خلي بالك من نفسك..عشان خاطري..

ـ وانتي اوعي تأذي نفسك عشان خاطري ياجميله..

ـ حاضر..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسبانيا..

نيره بتعب..للطبيبه..

ـ اشكرك ايفان..لانك ساعدتني..

 (طبيبه صديقه سولاف،عرفتها عليها سولاف،لتتابع حملها معها)

 ايفان... بتنهيده..لاعليكي نيره لقد تفهمت الامر..ولكن ارأفي بحال ذلك العاشق الحزين بالخارج..

أقسم انه يتألم اكثر منك.لما جعلتني اكذب عليه.. واخبره انكي لن تستيقظي الا الصباح.. 

نيره بدموع.. حتي احافظ عليه.. 

سيقتله ان اطمأن انني بخير الان... ويرحل لينتقم منه..

يجب ان يرحل باسم من حياتنا والي الابد.. 

كما رحل من كان يربطني به.. بلا رجعه..

لا اريد ان اخسر داود هو الاخر.. هو ما تبقي لي؟

فتح الباب بسرعه... 

ـ وداوود هنا بجانبك دوما وابدا حبيبتي.. 

لن يستطع احد ان يبعدني عنك..ابدا

شهقت بصدمه.. 

ـ داوود انت.؟. 

ايفان بهدوء.. اسفه نيره لم استطع ان اكذب عليه.. 

لا امتلك قلبا قويا.. مثلك..لقد تحطم قلبي لرؤيته هكذا..

انتم دواءا لبعض..فلتتفاهمو معا..

خرجت ايفان وتركتهم 

ـ لما نيره..؟ 

دفنت وجهها بين يديها وعادت تبكي بحرقه.. 

ـ لا اريد ان اخسرك ارجوك.. لا تلوث يديك بدماءه.. 

لقد هاتفت فراس.. سيأتي لننهي الموضوع.. 

داود.. بصدمه...

ـ ماذا؟ 

لما فعلتي ذلك.. نيره؟ 

الا تريني رجلا امامك.. هذا الحقير يجب ان اقتله بيدي. 

رفعت وجهها بسرعه.. 

واخذت نفسا.. 

ـ داود.. اقترب مني ارجوك.. 

نظر لها بعتاب وصدره يعلو ويهبط.. 

ـ انا حزين منك نيره.. لم اتوقع هذا منك. 

الي متي ستظلي تتنازلين.. عن حقوقك.. ام..

ان هناك شيئا بقلبك له..؟

نيره بصدمه..لا تكمل داود..بالطبع لا شئ بقلبي..

ولكن..

ـ انه مريض داود.. انه مريض نفسي

انا اعلم انه مريض انفصام،لقد رايت تلك الادويه بغرفتنا يوما...وسألته عنها وتوتر وخجل..واخذها مني..وقال انها لصديق له..اخذها منه..كي يأتي له بها من الخارج..

ولكني لم انتبه جيدا..انه يكذب علي..

ولكن بعدما حدث..تأكدت انه هو..

لم يكن بوعيه.. دعه يرحل مع اخيه.. 

فراس اكد لي انه مريض انفصام وكان بالمصحه يتعالج بها....

لنغلق تلك الصفحه.. لا تؤذني فيك.. ارجوك داوود..

زفر بتعب..

ـ لن يستطع احد ان يؤذيني لا تقلقي.. 

ولكن لا تفعلي... دعيني أثأر لطفلنا منه..حبيبتي

نظرت له بابتسامه حزينه.. 

ـ لربما قدر اخف وارحم من قدر..لربما من الله علي طفلي بالرحمه..

من ان يولد لاب مريض..لست حزينه..

انه قدر الله..لي..وانا راضيه به..

اعادت جسدها للخلف تستند علي الفراش بتعب..

وسالت دموعها...

وهو مازال علي وقفته..يدير ظهره لها..


ـ اقترب داود ارجوك.. 





عاد ليقترب منها.... وجلس بجوارها علي الفراش بلا كلام.. ووجهه بالجهه الاخري..

ان نظر لها سيضعف بلا شك..

ـ داود..؟

ـ لا تفعلي نيره.. انا حزين منك. جدا.. 

حزين جداجدا..

نيره بحزن..

حتي لو قلت لك... من اجلي؟ 

ـ التف سريعا لها..

وصدم بوجهها الباكي.. 

ـ لا تفعل داوود.. ارجوك..

داود بلهفه.. مد يده وجذبها لحضنه.. 

فتقوقعت علي نفسها بين احضانه.. وعادت تبكي بقوه..

وكأنها استفاقت من صدمتها الان..

ـ داوود.. لقد خسرت طفلي.. خسرته..لم اتمني موته ابدا..فقط دعوت الله ان كان في رحيله راحه لي..فليرحل..

لم اتمني موته..انا حزينه جدا..جدا..

ـ حبيبتي  اسف لم استطع حمايتك.. سامحيني  نيره...لستي الملامه..

نيره ببكاء حار..

انا السبب.. ليتني انصت لك.. وذهبت معك.. 

أرجوك دعه يرحل.. اريد ان اعيش بسلام.. 

سيقتص لنا الله انا وطفلي.. 

لقد تركتها لله..وكفي..هو حسبي ووكيلي..

داوود بتنهيده.. 

لك ذلك نيره.. سأفعل..  من اجلك.. 

فقط لا تبكي.. ارجوكي.. 

لنغلق تلك الصفحه الي هنا..وكفي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بالمشفي

ـ ها لقيتو حاجه.؟ 

ـ ايوا يادكتور..

لقينا محفظتها وتليفونها.. 

ـ اهو يادكتور.. بطاقتها

ـ طلعت مرات راجل اعمال كبير اوي.. 

وابوها دكتور كبير.. 

ـ طيب خلي الاستعلامات تتصل بيهم.. 

عشان يجوا يخلصو الاجراءات.. مع الشرطه.. ويستلمو الجثه.. 

ـ حاضر يابيه.. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقه معتصم.. 

ـ عبير بخوف.. 

في ايه يامعتصم مالك.. مين كان بيكلمك.؟ 

معتصم بتوتر.. وهو يرتدي ملابسه بسرعه..

ـ نيرمين هربت من المصحه.. 

وهربت من الحرس..

عبير بصدمه.. 

ـ ازاي راحت فين؟ 

معتصم بقلق..

مش عارف.. انا لازم اروح دلوقتي حالا.. 

خلي بالك من نفسك....لو قلقانه انزلي لجميله..

فراس سافر..وقاعده لوحدها..

عبير بتفهم.. 

متقلقش عليا..انا تمام..بس ابقي طمني عليك... ارجوك.. 

قبل رأسها وخرج سريعا..

عبير من خلفه..

ربنا يستر..يارب..طمنه عليهم..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بمنتصف الليل.. 

كان تجري بكل قوتها.. علي الطريق..

الي ان وصلت لتلك المنطقه المهجوره 

خواء..خواء..

فقط لا غير..

انتبهت لهاتفها التي بيديها..

وبلا تردد ضربت رقمه..

رد عليها بلهفه..

ـ نيرمين انتي فين؟

ـ الحقني يامعتصم..هيقتلني..الحقني والنبي..

شهقت ووقع الهاتف منها..

حينما صدمت بوجهه.. من خلف سيارته مره اخري..

ولسوء حظها وقعت علي الارض..

وبجنون..وخوف..

ـ لالا....انا مش هقول علي حاجه..والله ما هقول..

انا مشوفتش حاجه..انا اساسا معرفكش..

استقامت مره اخري وعاودت الركض..

وهو خلفها...بسيارته..

ـ قبل ان تقترب السياره منها لتدهسها كانت هناك يد قويه..امسكت بيدها...

عرفتها جيدا...الحارس الذي عينه معتصم لمراقبتها..

ـ اركبي بسرعه..

بلا تفكير قفزت علي الموتسيكل خلفه..

ولكن طلقه ناريه غادره..غرزت بظهرها..

جعلتها تصرخ بقوه..

اااه..

وراحت بدنيا اخري..

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاهره

صباحا..

بالمشفي...

خرج منكس الرأس حزين من غرفه العمليات..

قابلته هي بلهفه..

ـ معتصم...حصل ايه طمني..

رفع وجهه سريعا وصدم من وجودها..

ـ عبير انتي؟

عبير بحزن عليه...

ـ مقدرتش اسيبك لوحدك..في ظرف زي دا..

قولي ايه اللي حصل؟الطفل بخير..

اغمض عينيه بألم...

ـ لا ياعبير مش بخير..

عبير بخوف..

ـ جراله ايه؟

معتصم ببسمه حزينه..متهكمه..

ـ فقدناه..وتصوري كان سليم معافي مفيهوش تشوه..ذنبه الوحيد ان اللي جوه دي امه..

وضعت يدها علي فمها بصدمه..

واكملت

ـ وهي؟

معتصم بتنهيده..

ـ غيبوبه واحتمال متقومش منها..ولو عاشت احتمال كبير تكون اثرت علي العمود الفقري وتعيش مشلوله..باقي عمرها..

عبير بصدمه..وضعت يدها علي فمها..

ـ يالله..رحمتك يارب..

مين عمل فيها كده.؟

وكانت بتهرب من مين...

اخرج نفسا متعبا من صدره 

وااه مكبوته تبعته.. وجلس علي مكتبه..

ـ معرفش..انا كنت مكلف واحد يراقبها عشان مكنتش واثق فيها..وخايف تخرج وتحاول تنزل الجنين..

وللاسف قدرت تخرج من وراه...بردو..

وبعد ما خرجت من عندك..لقيتها بترن عليا..

بتقولي الحقني هيموتني..

والتليفون قفل..

حددنا مكان التليفون لاني كنت واثق انها هتخرج او تحاول تخرج فخدت منها القديم واديتها واحد جديد.. فيه جهاز تتبع.. 

والحارس قد يوصلها..

بس بعد  ما انقذها في.حد ضرب عليها النار...

وجري بسرعه..

عبير بشهقه..

  ـ ايه الاجرام دا؟معقول في حد كداا..

تفتكر مين عمل كدا...والحارس مخدش نمره العربيه ليه..

معتصم بشرود..

ـ مش عارف..بس اكيد هي عارفه..والعربيه مكنش عليها نمر للاسف..

ـــــــــــــــــــ

اسبانيا..

صباحا..

فراس بحزن عليها..

نيره..

انا مهما قولتلك عارف مش هعوضك..

وبخيرك لاخر مره..لو عاوزه تسلميه للشرطه معنديش مانع..دا حقك ونمشيها قانوني..

بس للاسف هيخرج منها..لاني ساعتها هحارب عشان اطلعه..لانه فعلا مريض نفسي ومعايا اللي يثبت ده..

ودا مش تهديد ابدا..بس حطي نفسك مكاني..

دا اخويا مهما عمل..

نيره بحزن..

عارفه ياابيه..ان الشرطه مش هتاخد حق ولا باطل..

بس في اللي فوق بيخلص..وحقي وحق ابني عنده..

ـ مش عاوزه حاجه..انا عفيت عنه..ارجوك خده..

مش عاوزه اشوفو تاني..

أغمض فراس عينه بحزن عليها...





ـ حاضر يانيره..سامحيني لاخر مره..

ويمكن ربنا عمل كدا..لحكمه انتي مش عرفاها..

وهيظهر حكمته بعدين..

انا مضطر امشي..وانا لسه قد.كلامي وقت ما تقولي يافراس...

هجيلك جري...

ابتسمت بحزن له...

ـ عارفه..ربنا يخليك ليا..مع السلامه..

سلم عليها..ورحل..

قابله هو بالخارج..

فراس بهدوء..حافظ عليها داود..واعمل جيدا علي محو ذكري اخي السيئه..

انت تستحقها..هي بامانتك..

داود بابتسامه حزينه..سأظل ادعو علي اخيك ليلا مع نهار..كلما تذكرته..

لانه كان سببا في بكاءها يوما..

لاتقلق..ساحارب طيفه ليلا مع نهار..ولن يتبقي منه شيئا اعدك..

فراس..بتنهيده.

ـ اعلم..داود..

اين هو؟

داود بحده..

بالخارج..خذه الي الجحيم..ستجده مع رجالي..

القي كلمته ودخل لغرفتها واغلق الباب..

رفعت وجهها له..

ـ انتهي؟

ـ انتهي حبيبتي..من اجل عينيكي..سأنهيه هنا..

اقترب منها..وقبل رأسها بحنان..

ـ لم يعد هناك ما ننتظر من اجله نيره..

ـ تزوجيني وانيري دنيتي..

دفنت رأسها بصدره وعاودت البكاء..

ـ أشعر بشئ ثقيل علي قلبي..

ـ سيزول..حبيبتي..

رفع وجهها من صدره

ـ هلا سمعت ردك.الان..؟

ـ وهل ستغصب علي ان ارتدي النقاب!

ـ بالطبع..هذا شرطي

ـ داوود!

ـ لك ان تطلبي شرطا انتي الاخري...

نظرت له بهدوء..

ـ حسنا سافكر به..

ابتسم بحنان..معك وقتك حبيبتي..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعد ساعات..

بأمريكا..

باسم بصدمه..

ـ انت جايبني هنا ليه،تاني؟

فراس بهدوء...عشان تكمل علاجك.

باسم بصراخ..انت ليه مصمم اني مجنون..

انا مش مجنون..مش مجنون..

فراس بحنان..انا عارف انك مش مجنون..ياباسم..

كلنا بنمر بأزمات نفسيه..بس انت ازمتك كبيره شويه..

باسم بصدمه..

ـ انت عاوز تحبسني هنا؟

ـ لا مش هحبسك..هعالجك..انت دمرت نفسك..وابنك موته..

مش ابني قلتلك مش ابني...انا عارف نفسي..

ـ ولو جبتلك الاثبات..

ـ كلهم شهدو ضدها..كلهم كدابين..

ـ خافو من امك ياباسم..عاوز تسمع الحقيقه..

ولا عاوز تفضل في ضلالك.

دار حول نفسه بجنون..

هتقولي ايه؟

هتقول ايه؟

فتح فراس هاتفه علي التسجيل الصوتي التي اعترفت فيه الخادمه بما حدث..

بعد دقائق كان يجلس مصدوما..

واضعا راسه بين يديه بحسره وندم..

وعاد فراس ليجلده..

ـ انت محبتهاش ياباسم..

اللي بيحب حد مبيأذهوش كدا..

انت من الاول كنت بتمارس عقدك عليها..

ازدواج الشخصيه اللي عندك خسرك كتير..

آن الاوان بقي تفوق لنفسك..وتتعالج صح..

والمره دي مش هسمحلك تتراجع..

رفع رأسه المنكس بخزي..

ـ انا قتلت ابني يافراس..قتلته..

كانت بتحلف انه ابني..بس انا مرحمتهاش..

ـ فراس بحزن..

ـ هتتعالج؟

ـ نزلت دموعه غصبا عنه..

ـ هتعالج يافراس..بس قولها تسامحني 

ارجوك..

خليها تسامحني..

ـ ربنا اللي بيسامح الكل..ياباسم..

انا ظبطلك كل حاجه هنا...




ولازم انزل القاهره حالا..

عاوز اطمن عليك قبل ما انزل..

باسم بغصه..

ـ اطمن هبقي كويس...

ــــــــــــــــــــــــــ

بعد اسبوعين..

بالقاهره..

بالمشفي..

يقف بدر وفراس امام الغرفه التي بها نيرمين..

بعد اجراء معتصم لها جراحه اخري..

ـ وبعدين يافراس...تفتكر هيكونو راحو فين كلهم فجأه كدا..؟

فراس بتنهيده..وحزن..اراح رأسه للخلف امام حجرتها..

مش عارف..في حاجه بتحصل غلط..مش قادر افهمها..

انا رحت بيت مختار.. لقيته مقفول..والبواب مش موجود..

حتي امك وابوك اختفوا..وكرم مش قادر يوصل لحاجه..

في حاجه غلط يا بدر..

بدر بتعب..من اسبوع وهو هنا..بعدما اخبره فراس باختفاء ابيه ووالدته..

منذ تلك الليله المشؤمه وماحدث..

موت تسنيم..ومحاوله قتل نيرمين..

خرج معتصم من الغرفه..فاستقاموا معا بلهفه.

ـ ها يا معتصم طمنا..

ـ معتصم بتنهيده..للاسف ياجماعه..مفيش امل.العمليه منجحتش..وحتي لو عاشت هتفضل مشلوله العمر كله..

ضرب بدر راسه بالحائط..

ـ يارب..

لو اعرف مين ابن..اللي عمل فيها كدا...

معتصم..ادعولها..وملهاش لازمه وجودكو هنا..

فراس بانتباه..

معتصم..خلي بالك منها..اكيد نيرمين تعرف حاجه مهمه..عشان كده حاولو يقتلوها...

معتصم بتنهيده.حاضر متقلقش..

انا هتاخر هنا..روحو انتو..عندي عمليه مهمه..

وعيني عليها..

وابقو طمنو عبير..وخلوها مع طنط سمر..لحد ما ارجع..لان موبايلي فصل شحن..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ببيت فراس..

بالدور الاول..

حيث اصر فراس علي والده جميله ان تسكنه لتبقي بجانب بناتها..

وهي بامتنان ورحابه صدر قبلت المكوث بجانب بناتها..

اخيرا اجتمع شمل بناتها معا..

اغمضت عيناها براحه..وذكري دعوه دعتها ليلا

حينما كانو صغارا..

ومعهم نيره..كانو متحاببن من صغرهم..

دعت أن لا يفترقا يوما..ويجمعهما بيتا واحدا..

والله استجاب لها اخيرا..

عادت لذاكرتها...

لكم بكت علي فراقهم..والان تري ثمره دعاءها والحاحها..

ـ يوووه ياجوان..احترمي نفسك بقي..انا كنت مرتاحه منك

جوان باستنكار..

ـ نعم يختي..مرتاحه مني ليه ان شاءالله جربه ولا انا جربه..

متكلمي بنتك ياست ماما..

عبير بضحك..ما انتي حاطه عقلك بعقل العيله الصغيره ياجوان..انتي كلتي علبه الشيكولاته بحالها..

جوان بغيظ..حتي انتي..ماشي ياعبير..

استني يابت ياروان..هاتي حتته شيكولاته..

سمر بضحك..شكلك بتتوحمي ياجوان..

جوان بصدمه..اتوحم..لالا..مبتوحمش..بس انا بحب الشيكولاته..انا عارفه اربي نفسي

لما اربي عيال..احيييه





هاتي حته يابت..انتي..

جميله بغيظ..لا مش هتديكي..انتي كلتي العلبه

اللي  باباها جيبهالها كلها..

سيبلها دي..الا روان لو جه فراس لقاها بتعيط بيزعلني انا شخصيا..

ضربت جوان الارض بقدمها بطفوله.

ـ بتعايريني ياجميله..ماشي يابدران الزفت اما تيجي..

جاءها صوته المستنكر من خلفها..

ـ وماله بقي بدران ياست هانم..

شهقت..من الفزع..

ـ هيييه يلهوي..انت جيت..

قهقه الجميع عليها..وجرت روان لتختبأ في حضن فراس..

فراس بحنان..قلب بابا..عملت فيكي ايه خالتك المجنونه دي.؟

جوان بحزن..لبدر..

ـ عاوزه شيكولاته زي دي يابدر...

مش راضين ياكلوني منها..

بدر بصدمه..

وبهمس بأذنها..

ـ والعلبه اللي جبتهالك امبارح..خلصت؟

هزت رأسها بخجل..

اه..متقولش لحد..بقي

فلتت ضحكه منه..عليها..

فنظرت له بغيظ..

ـ بدر...

ـ خلاص سكت اهو..ولا يهمك ياقلب بدر..هجيبلك اللي انتي عوزاه..

بس انتي كده هتتخني...

جوان بحزن..انا مش عارفه في ايه؟

قبل راسها بحنان..

هجبلك اللي عوزاه ياقلب بدر متزعليش..

اتخني ياستي انا راضي..

عبير بتساؤل..

اومال معتصم فين.؟ 

مجاش معاكو ليه الوقت اتأخر..

فراس بهدوء..

هيتاخر شويه وتليفونه فصل شحن منه..

ونسي كالعاده ياخد الشاحن..عنده عمليه مهمه..هيخلصها ويرجع..قالي اطمنك عليه..

خليكي هنا علي مايرجع..

هزت رأسها بهدوء..

جميله لفراس  الحزين

بهدوء...

ـ انت كويس؟

فراس بهمس..لها.. 

طول ما انتي جاري انا كويس..متقلقيش

جميله بعشق..انا جارك ياقلب جميله دايما..

ابتسم وقبل خدها..

ـ بحبك..

رنت هاتفه هي من ابعدته عنها..

ـــــــــــــــــــــــــــ

بعد ساعه كان يقف امام مكتب وكيل النيابه.

بعيون شاخصه للامام بلا هدف..

وعقل شارد..خائف من القادم..

لقد اتصلو به وطلبوه ان يأتي حالا..

هنا بهذه اللحظه..كم اشتاق لقربها..

وجودها بجانبه يلهيه..ويخفف عنه..ياليته اخذها معه..

كم كان بحاجه يديها لتخفف عنه..ذلك القلق الجاسم علي صدره..

تنهد ..وبجسد منهك متعب..واقفا امام غرفه التحقيق

ينتظر ان يعرف لما هو هنا..؟

انتبه للعسكري الذي فتح الباب..ووقف امامه..

ـ  دكتور فراس الرشيد..؟

بلا روح هز راسه..وخرج صوته متعبا مهزوزا.

ـ ايوا انا..





ـ اتفضل معايا..وكيل النيابه عاوز حضرتك..؟

دخل بلا روح..ما الذي سيحدث  اكثر مما حدث.؟

بعد نصف ساعه كان ينتفض من مكانه...بزهول..

ـ مش معقول..ايه اللي بتقوله ده.؟

مين اللي قتلهم.؟

وفين لقيتوهم؟

الظابط بتأني..

ـ البواب كان في اجازه عند اهله في البلد..ولما رجع..اشتبه في الريحه..

ودخل يشوف مختار بيه..

صدم بالمنظر..

وللاسف لما وصلنا..كانت الجثث متحلله

وبعد التحريات والضغط علي البواب..اعترف بأن نسرين هانم متعوده تزوره في بيته علطول..وبتقعد بالساعات

وصادف فعلا وقت غيابها اللي بلغتو عنه بوقت ارتكاب الجريمه..

فراس بصوت مرتفع صادم..عرفتو مين عمل كدا.؟

الظابط بهدوء..اهدي يادكتور..انا مقدر صدمتك في موت والدتك بالشكل ده..

فراس بلهفه واشمئزاز....متقولش والدتي..

ـ مش امي لا..ابدا..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفي.

خرج من العمليات مفزوعا..علي صوت مرتفع..بالممر

معتصم بحده..ايه اللي بيحصل هنا دا؟

في ايه.

الظابط...حضرتك دكتور معتصم..

معتصم..ايوا انا في ايه.؟

الظابط..بتهكم..لا في ايه دي...احنا اللي نسألها..

لما تشرف معانا..

يالا تعالا معانا من غير شوشره..

معتصم بصدمه..انت اتجننت ياخدوني فين؟

ـ الظابط..بتهكم..

مدور المستشفي في تجاره الاعضاء وبتسأل في ايه؟

معتصم بصدمه..انا؟

مش ممكن..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ


عش كما شئت..وافعل ما يمليه عليك ضميره..

فالدنيا كالدائره ومما فعلت سيذيقك..

لا جاه ولا مال..سيغيثك..

لا تفتعل المآسي مهما كنت تعيسا.

عش كما انت بسيطا..ودودا..حليما...

فالدنيا كالدائره..ومما فعلت سيذيقك..

عش عزيز النفس شيمتك الكرم..

فوالله ما طلعت شمس ولا غربت..

وانت تدعوه  بالحاح الا وهو بكل كرم.. 

يجيبك..

فقط ادعوه..بقلب وجل..وهو سيجيبك..


              الفصل الثاني والعشرون من هنا


لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-