رواية الفراشة الفصل الاول1والثاني2 الثالث3بقلم روتيلا

 

رواية الفراشة 

الفصل الاول1والثاني2الثالث3 

بقلم روتيلا 

سماء صافية أصوات عصافير كروان يغرد وشمس مشرقة 

بداية جميلة ليوم جميل 

لكن فجأة ! كل ذلك يتوقف أصوات العصافير وغناء الكروان والشمس تغيب أمام أصوات الصراخ والبكاء والعويل الذي استوطن أرض هذه القرية بدلا من الفرح لماذا لأن اليوم حلقة جديدة من مسلسل الثأر بين شطري القرية التي يفصلها جسر خشب ونهر دم وسنوات طويلة من الثأر لم يعد يتذكر أحد من أهل القريتين سببه ولكنهم مستمرين بأخذ الثأر 

المشكلة أن الكل مصدق حتى الطفلين المسجيين على أرض الجسر الخشبي وسط بحيرة دمهم الطاهر بعد طعنهم لبعضهما بعد شجار لم يؤخذ بعين الاعتبار انهم سوف يتمادوا فيه فهم في النهاية طفلين إثني عشر سنة هذه هي كل سنوات عمرهم عاشوها وسط حكايات الثأر فشبا طفلين قلدا كبارا فقدوا حقهم كقدوة لهم 

هذا ما استيقظت عليه القرية اليوم الصراخ 

خلاص خلاص معدش ينفع نسكت :

كفاية كده كفاية حرام عليكم

لا حول ولا قوة إلا بالله.... لا حول ولا قوة إلا بالله 

هذا كان صوت وصراخ شيخ المسجد الذي شهد نهاية الواقعة وهو يخبط كف بكف غير مصدق للمشهد الذي جعلة يقرر ان يشهد أخيراً امام الحكومة حتى يتوقف مسلسل الدم مغايراً لعرفهم بأنهم يشهدوا أو يدخلوا الحكومة بينهم 

وفي خلال ساعة كان المكان معبأ بالأمن والنيابة وحشد لا نهائي من أهل القريتين على شطري النهر في انتظار ان يبدأوا ثأراً جديداً

:يا جماعة الخير احنا عايزين نهدي الوضع بدل ماتقوم مذبحة أرجوكم ارجوكم انتم شايفين بنفسكم أي شراره صغيرة القوة اللي معايا مش هاتكفي مش هايعرفوا يعملوا حاجة ارجوكم...

أما هذا الرجاء فجاء من رئيس الامن المدجج بالسلاح والذي كانت عينيه زائغة متوسلة لكبار القريتين على رأس القرية الأولى الحاج راشد كبير عائلة الشيخ وعلى رأس القرية الثانية الحاج عبد الرحيم كبير عائلة الجارحي

وفي وسط هذه الفوضى المحكومة بقرار الكبيرين يقفا رجلا الأمن والنيابة وهما يعلما تماما إنهم بإشاره واحده من الرجليين الكبيرين لن يخرجا سالميين 

فالكل في حالة صمت يشبة قلب بركان على وشك الانفجار

: صقر بيه ........صقر بيه .........إلحقنا 

يقف رجل بعين كأسمه و كأنه يشاهد ما يحدث في قريته البعيدة من خلال وصف عم أمين يدة اليمين والمؤتمن على أملاك صقر الجارحي في قريته 

كان يدور في مكتبة يجلس أحيانا ويقف أحيانا من التوتر يتخيل لأ يرى ما يحدث على جسر القرية المنكوبة بالثأر 

خلاص يا أمين...انتظر مني تليفون: وبعد فترة صمت 

يقفل مع أمين ليتصل بعمه الحاج عبد الرحيم بالرغم من تأكده من رد عمة الذي يقف الأن بعيداً قليلا يرد على الصقر ابن أخوه المرحوم عبد الرحمن 

 : صباح الخير يا حاج 

العم : وصلتك الأخبار 

.. : يا حاج مينفعش كدا أنا متفق معاك

العم : من غير قطع كلامك ياابن أخويا أنا هاعمل اللي مفروض عليا أعمله واللي منتظره الجارحية مني 

... : عمي عم

لم يجد الصقر جوابا لأن الأتصال انهاه عمه بكل غطرسه 

امسك الجوال بيدة يشد عليه بقوة حتى كاد يحطمه بين يده وجلس واضعا يدة الأخرى على رأسة مغمض العينين لثواني ليفتح عينة فجأة وهي تشتعل ببريق كأنة يرى ما سيقدم عليه عمه 

وأيضا يرى الحل الذي كان ما يتبعه ...... ولكنة مضطر 

يجري تليفون صغير أولاً ثم قام ينادي سكرتيره 

 سامي ......سامي :

يلقي أوامره اثناء ارتدائه سترته السوداء ويتحرك بسرعة لخارج مكتبة 

إلغي كل مواعيد انهارده :

اتصل بالمطار يجهز الطيارة لشرم 

ويحلق الصقر خارج مكتبة 

لا يفتح باب أو يضغط زر فقط كل الأيدي من حولة تفتح له الابواب وتضغط له الأزرار مبرمجين بمجرد رؤيته إلى تنفيذ أوامرة الغير منطوقة

فبعينة فقط يلقي الأوامر 

يتحرك بطوله الفارع وشعرة الأسود وعين الصقر وبشرتة القمحية وجسمة الرياضي  

فارس من زمن مضى صقر من الصعيد عنفوان الشباب وقوة الرجال وحكمة الشياب 

وكل هذه المواصفات والقوة تمثل صقر الجارحي كبير عائلتة بعد وفاة والدة رجل أعمال الذي تعد أعمالة الخاصة فخر له لكونة لم يعتمد على اموال ابية فقط ....هذا العمل الذي بدأه قبل تخرجة في حياة أبيه ثم بعد وفاة الأب حيث أخذ على عاتقة مسئولية أعمال العائلة ومسئولية أمة واخوتة الذين أعتمدوا اعتمادا كليا علية فهو لهم الأخ والأب والصديق

يفتح له السائق باب السيارة وينطلق بها إلى المطار 

وهو في السيارة لازال يفكر في كل جوانب المشكلة 

 : لازم الموضوع ده ينتهي

عمر على الجانب الأخر من الاتصال الهاتفي 

عمر ابن عمته ظابط شرطة وصديقه الصدوق وأحد ثلاثة كانوا لا يفترقوا 

صقر وعمر ومحمود زوج ريهام أخت عمر 

 :هاتعمل ايه خالي وانت عارف كأنه منتظرها 

صقر : المهم ماما وسارة انقلهم مع عمتي لبيت المزرعة 

عمر : متقلقش خلاص نقلتهم مع حراسة 

صقر : هاخلص الاجتماع وهانزل على طول مطار الأقصر هاكون على اتصال معاك 

لا إله إلا الله....مع السلامة ....بعد فترة سكون.... : عمر خد بالك من نفسك 

:محمد رسول الله عمر 

وصل المطار وتنطلق الطائرة لشرم حيث الاجتماع الذي أعد له 

هذا الاجتماع كان من المستحيل أن يقوم به صقر لولا تعنت عمه 

وصل مطار شرم وينزل من الطائرة واضعا نظارتة السوداء المتفقة مع مزاجة الأسود والأن يركب سيارة تنتظره ليذهب للوجه التي يعلمها السائق وحدة ليدخل لقصر داخل البحر كأنها جزيرة منفصلة بحديقتها وعلى الشاطيء حفل مستمر لا يعلم متى بدأ أو متى سينتهي فهي من تلك الحفلات الممتدة إلى ما لانهاية 

دخل فوراً بعد تفتيشة على باب الحجرة المنشوده 

 : اهلاً اهلاً بالصقر عاش من شافك 

 :أهلا نظيم بيه 

 : اتفضل يا بني اتفضل 

يجلس الصقر وهو يخلع نظارتة على كرسي مقابل لمكتب نظيم بية الجالس ورائه بهيئة واثقه ..نظيم بية هو الرجل الخفي في تنظيم شئون الرعية .....هكذا اطلق عليه الصقر اللقب 

نظيم : أخبارك يا بني 

: الحمد لله يا افندم 

: أنت عارف يا صقر يا بني غلاوتك عندي أد اية 

صقر : طبعا يا افندم عارف شكراً لحضرتك 

: إحنا لازم نشكر أبو ماجد لأنه كان سبب اتصالك بينا _ماجد كان غالي علينا أوي أوي أرجوك سلملي على أبوة 

صقر : هاوصلة سلامك يا افندم أكيد 

يقف نظيم بيه ويتجة للواجه الزجاجية الضخمة والتي تشغل حائط كامل من المكتب ليشاهد البحر ويتابع الحفل بخفيه عن ضيوفة المتواجدين وهم غافلين عن مراقبته لهم  

تعال يا صقر شوف 

يقف صقر يجاور نظيم بية : شوف البحر هنا نضيف ازاي وشفاف 

صقر : أيوة فعلا يا افندم أنا كمان بحب أوي النظافة والشفافية دي 

نظيم ينظر لصقر والذي نظرة لازال للبحر وبثقة ضاحكا بخبث يريد هز ثقتة:  صح صح أنت كمان واضح أوي وشفاف زية 

صقر على وضعة رد برسالة قوية : صح يا افندم وكمان زي البحر لما بغضب 

ظل نظيم صامتا فترة ثم عاد لمكتبة وبجدية : أنت عارف جاي ليه طبعا 

صقر : طبعا علشان اسمع 

نظيم : وتنفذ يا صقر تنفذ 

يرجع صقر يجلس على الكرسي امامة أخذاً نفس عميق : خير يا افندم خير 

نظيم : عايزينك معانا في الوزارة الجديدة 

 :أنا ....أنا بالذات منفعش ....حضرتك عارف احنا عيلتنا من زمان رجال اعمال ومال متفقين اتفاق ضمني  احنا في ظهر كل حكومة وأي حكومة مبنخلطش أبد ااا بين المال والسياسة علشان كدة رأس مالنا دايما مستقر و احيانا أفضل من بعض الحكومات ......ايه اللي جد دلوقتي 

نظيم بتنهيدة وضيق : محتاجين دماء جديدة وواجه تناسب الوضع الجديد 

 صقر بتفكير :أنا طبعا ما اختلفش معاك بس اسمحلي ........ يسكت قليلا 

ممكن اشارك بطريقة تانية تناسبني أكتر

نظيم باستفهام : إزاي 

صقر: مجلس الشعب  

وينظر الصقر لنظيم بية ليوصلة فكرة واحدة فقط أن خدمتك أي كانت لا تصل أبدا بأي شكل من الأشكال لتملك الصقر 

نظيم بيه يستسلم فخدمات الصقر من خلف الانظار لا يمكن الاستغناء عنها 

: اتفقنا هاتترشح فين 

 :الصعيد.... طبعا عندنا في النجع 

 : توكلنا على الله 

الصقر يقف : طيب اسمح لي يا افندم 

نظيم بية : لية مستعجل تعال انضم لينا برة هايعجبك الجو أوي ( يقول وهو يغمز له) 

:كان يسعدني يا افندم بس لازم اروح النجع 

يخرج الصقر ويتصل نظيم بيه الرجل الخمسيني متناسق الجسم قصير قليل الشعر هذا وصفة الخارجي اما من الداخل فملئ بالخبث والمكر 

برقم هاتف ويبلغ الطرف الأخر بأن الصقر معنا ولكن بالطريقة الصقرية .

انطلق الصقر إلى المطار ليتجة إلى قريتة وقبل انطلاق الطائرة يتصل بعمر الذي اخبره أن الحشد انسحب بعد أن تلقى خالة الحاج عبد الرحيم اتصال ما 

اطمأن الصقر من انسحاب أل الشيخ أيضا فهذا يؤكد ان عائلة الشيخ متقبلة الصلح ليغمض الصقر عينة أخيرا ويريح عقلة قليلا قبل المواجهة القادمة .

تصل الطائرة للمطار ليجد عمر في انتظارة  

عمر : حمد لله على السلامة 

صقر : الله يسلمك ....في جديد 

 :لأ ....هاتعمل إية 

صقر : طبعا لازم حل جذري للموضوع 

عمر باستنكار  : إزاي احنا اللي هانطلب الصلح ....مستحيل خالي يوافق ولو وافق على الصلح مش هايوافق على المبادرة 

صقر ينظر للخارج قليلا ......ثم لصديقة ويقول بلهجة غامضة : لأ هم اللي هيطلبوه 

ينظر له عمر بهدوء ثم ينفجر في الضحك ويقول وهو يمسح على عينة : أه ....أه يا صاحبي عينك شايفة إية مش شايفينة 

يصمت الصقر ويغمض عينه ويريح رأسة ويتذكر من شهرين

قبل هذه الأحداث بشهرين 

ألمانيا  فرانكفورت


الفصل الثاني

 

قبل هذه الأحداث بشهرين.

ألمانيا فرانكفورت 

يجلس على طاولة وبيدة كوب قهوة وينظر لساعتة متوتر ثم يقف عندما رأها قادمه بوجها الجميل وشعرها الناعم الذي يلتف حول وجهها كأنه هاله وجسمها الريان 

تتلفت ورائها وعندما تقترب منه تنسى كل العالم ولا ترى أمامها إلا فارسها الطويل فتضحك له مطمأنه وكأنها تملك كل سعادة الدنيا 

 :أهلاً أهلاً حبيبتي إتأخرتي أوي قلقت عليكي 

 :أنا أسفة جدا غصب عني أنت عارف 

يوسف : طيب اقعدي يا حبيبتي انتِ وحشتيني من أسبوع بحاول اشوفك مش عارف 

(يوسف راشد الشيخ ابن كبير عائلة الشيخ يكمل دراستة في علم الفيزياء) 

لميس :مش هاينفع اتأخر أكتر من ساعه 

 (لميس عبد الرحمن الجارحي أخت صقر تكمل دراستها في ادارة اعمال ليس حباً بالدراسة ولكن حبا ليوسف فسافرت بحجة انها تبعد تغير جو لأنها متأثره بوفاة خطيبها ماجد ابن عمها ) 

لميس وعينها تدمع : يوسف أنت خلاص شهرين وتناقش رسالتك هانعمل أيه 

يوسف : متقلقيش أنا عندي فكره من فتره بحاول فيها أنا فعلا قلت للحاج وهو وعدني إنه إن شاء الله هايفكر فيها ويرد عليا 

لميس وهي تمسح دموعها : الصلح أنت عارف عمي مستحيل يوافق 

يوسف وهو يمسك ايدها : صدقيني يا لميس ثقي فيا أنا مستحيل هايأس 

في القاهرة مكتب صقر.

يراجع أوراق مع السكرتير 

 :خلاص يا سامي شوف مهندس رأفت يتابع الموضوع ده 

سامي : حاضر يا افندم 

صقر وهو يغلق الملف وينظر له : في حاجة تانيه 

يقف سامي متردد : في ملف كمان حضرتك ومحتاجين أوامرك فيه 

صقر يبتسم : وشك ميطمنش هاته 

بعد قراءه متأنيه للملف وهو يمنع انفجاره في سامي : اتصل بأنور المرافق ليها 

 :حالا يا افندم 

صقر يدور بكرسيه ويواجه نافذة المكتب  وينظر للخارج بنظرة بانورامية 

سامي : اتفضل يا افندم 

صقر يشير بيده لسامي ليخرج 

 :أيوه يا زفت من إمتى المهزلة دي أنا كنت بعتك طرطور ولا رحله ترفيهيه... 

متردش هي فين دلوقتي 

صقر وبعد سماعة لرد أنور  : تمام ارجع البيت انهارده الاقيها فيه فاهم يا أنور 

فرانكفورت 

يوسف : خلاص يا حبيبتي اتفقنا مش عايز أشوف دموعك 

لميس : خلاص أنا ..وتقف فجأة عندما ترى الرجل الذي يقف وراء يوسف 

أنور : لميس هانم اتفضلي معانا 

يوسف : فين ؟؟؟ وهو يحاول يوقفه 

لميس وهي تنظر ليوسف متوسله إنه لا يتدخل بضحكه مصطنعه : خلاص خلاص دكتور يوسف شكراً لمساعدتك وتنظر لأنور بتوتر : دكتور يوسف بيدلني على بعض المكتبات اللي هلاقي فيها الكتب الناقصه عندي 

أنور : طبعاً طبعاً... اتفضلي معانا شكراً يا دكتور 

يوسف وهو ساهم : العفو 

وتتركه لميس ويجلس وهو قلق من الموقف مفكراً وكله أمل أن تنجح محاولاته لإقناع أهله ثم أهلها 

اليوم التالي

ببيت الحاج راشد.

يدخل جمال لمجلس الشيخ ( ابن الحاج الكبير يدير مزارع أبوه بمساعدة أخوه محمد  زوج لسلمى ابنة خالته وأب لخالد وجمانة ) : السلام عليكم 

الحاج راشد : وعليكم السلام والرحمة 

أخبارك يا ابني 

 :الحمد لله يا شيخ 

الحاج راشد : الشغل أخباره ايه 

 :لأ كلة تمام يا حاج متقلقش 

جمال وهو متردد : حد من الولاد اتصل بيك 

الشيخ مبتسم : طبعاً القمر بتاعي

 ويسكت قليلاً وينظر لأبنه :بتسأل عن مين بالضبط 

جمال : يوسف 

الحاج راشد : أه... أنت عرفت إن شاء الله باللي قاله 

أيوه يا شيخ بس أنا والله وقفته عند حده 

الحاج راشد ينظر بتركيز لأبنه ثم.

في نفس الوقت بالقاهرة

يستيقظ مبكراً كعادته ويرتدي ملابسه السترة والقميص الأسود يماثلوا مزاجه الناري اليوم 

وهي تجلس في الهول منتظره أخوها فهي لم تنم مطلقاً من رجوعها من ألمانيا رعبا من قرار صقر ...هي تعلم أن أخوها متحكم جداً في غضبه عاده أكتسبها بجداره من والدها وعمله الطويل في عالم الصفقات والمال غضبه كثيراً ما يكون في صورة صمت أبلغ من أي كلام 

لكنها موقنه إنها سوف تناقشه إلى مالانهاية وتدافع عن حبها ليوسف 

كانت في ملكوتها غارقه في أفكارها عندما فاجأها صوت صقر الحاد 

 :حمد لله على السلامة يا هانم 

لميس تنتفض واقفه دون أن تستطيع ان تنطق بحرف  

صقر بسخريه: إيه مفيش الله يسلمك يا أخويا ياللي بتثق فيا وباعتني أدرس 

لميس بعد فترة صمت : صقر أنا.. 

صقر وهو يشير لها لتصمت : اسمعيني أحسن ...مش هاتكلم واتناقش معاكي في موضوع إنتِ متأكده قراري فيه وأكيد قرار العيلة اللي إنتِ بالتأكيد مستوعباه 

يصمت قليلا ثم قال بأمر 

:هو هايخلص كمان شهرين اليوم اللي هاينزل فيه مصر هاسفرك تكملي مع إني عارف تماماً ان أخر اهتماماتك الدراسة 

وتركها وانطلق لعمله 

ولميس جلست مكانها برهبه فصقر اخرس كل الكلام في فمها وعلمت إنها بكل بساطه لن تستطيع أن تناقش أمرها مع يوسف  ابداً ..فصقر الذي يضع بدله أحدث موديل في الظاهر يرتدي عباءة والده وقريته في ضميره  

أمسكت هاتفها ومسحت دموعها وكتبت رساله قصيره ليوسف 

( صقر عرف _ رجعت مصر )

الصعيد بيت الحاج راشد 

أم خالد : جمانه.... جمانه قومي يا بنتي أبوكي تحت عند جدك قومي علشان تنزلي ليهم الفطار

تخرج جمانه من حجرتها : صباح الخير يا ماما أنا صاحيه من بدري بس كنت بكلم عمتي 

أم خالد ضاحكه : الكبيره ولا الصغيره 

جمانة بابتسامه : انتِ عارفه 

أم خالد : طيب وطي صوتك بدل ما جدتك تصبحك بكلمتين 

أم جمال : لأ يا حبيبتي كده كده هاصبحها 

جمانة تجري لجدتها وتبوس ايدها صباح الفل يا أحلى نبيلة في الدنيا  

ام جمال : لسة فاكره يا حبيبتي جايه تصبحي 

إيه بس يا أم جيمي 

أم جمال وهي تجلس على كرسيها المفضل المشرف على كل غرف وبيبان البيت (علشان لا تفوتها أي شئ من أحداثة وتعلق عليها كعادتها المحببة لأولادها وأحفادها) : على كدة كلمتي عمتك أمل 

 جمانة وهي تجلس حاضنه يد جدتها:ما انتِ عارفه يا سيتي اتكسف أكلم عمتي بدري كده 

أم جمال : تتكسفي ولا تخافي حد تاني يرد عليكي 

تقف جمانه وهي تغمز لأمها : هاروح اجيب صينية الفطار من المطبخ انزلها لجدي 

أم خالد : خلاص بعتها ريحي نفسك أظن كنت هاستنى كل ده 

أم جمال : ما هي فالحه بس تقعد ترغي على الصبح 

وتوجة كلامها لجمانة : سألتي يا معدوله عن أخوكي 

جمانة : لا إله إلا الله أيوه يا سيتي هو أصلاً اللي رد عليا 

أم خالد بلهفه: يا حبيبي يا ابني مخلتنيش اكلمه ليه 

جمانة وهي متجهه إلى غرفتها : ما هو شويه ويكلمك ويصبح عليكي يا جميل 

تدخل جمانة غرفتها وهي تسمع اسطوانة جدتها اليومية لأمها عن تواطئ كل من في البيت ضدها 

جمانه تكلم نفسها ضاحكه:  أه يا جدتي.. كلنا عارفين أد إيه انتِ قلبك أبيض ومفيش زيك واستحملتي كتير 

تقف جمانة وظهرها للباب وتنظر لغرفتها وهي سعيده لتصميمها التي صممته لها عمتها الصغيره وتتجه إلى مكتبها وتفتح خزانتها السرية لتخرج مجموعه كبيره من الصور المقصوصه من الجرائد والمجلات لفارس أحلامها صقر الجارحي 

(جمانة خريجة كلية أداب _ لغة عربية ابنة جمال راشد جميله ورشيقه ويطلبهاعرسان كثر وعلى رأسهم رامي ابن عمتها أمل ولكنها ترفضهم فقط على أمل مستحيل) 

جمانه تعلم جيداً إنه لا أمل إن صقر يعرف بها 

جمانه هامسه وهي تنظر للمرآة البعيده وهي تحرك شعرها الأسود الحريري الذي تطلقه ليغطي ظهرها كالشلال : بس لو يشوفني مره 

 ثم تعود لجمع القصاصات وترجعها مكانها : حتى لوسمع عني أو شافني اللي بينا وبينهم بحر دم 

أما في مجلس الشيخ 

الحاج راشد ينظر لابنه  بتركيز وبعد فترة صمت 

بس أنا موافق : 

 
الفصل الثالث
  
بيت الشيخ راشد
الشيخ راشد : بس أنا موافق 
 جمال وهو ينظر إلى والده غير مصدق.. والده أخيراً يوافق.. والده الشيخ الكبير الذي تعدى عمره السبعين عاماً  أخيراً يقتنع 
: صحيح يا حاج 
: ليه وأنا من إمتى بهزر معاك 
جمال : لا العفو يا حاج بس مش مصدق
الشيخ راشد بتنهيده : العمر علمني ...وينظر لابنه بتركيز سانداً على عصاه : أنا عارف وحاسس بيك يا جمال فاهم إصرارك إنه يفضل خالد بعيد و بشوف بعينك اللي مش قادر تقوله بلسانك ..وعلى أخر الزمن عايز أورثكم الصالح من الأعمال مش الثأر
يقف جمال ويطبع قبله على رأس ويد الشيخ : ربنا يخليك لينا يا حاج أنا عارف أن احنا معلناش دم بس دلوقتي الزمن اتغير زمان كان واحد بيروح قصد واحد ولا كان الحريم ولا الأطفال ليهم في التار دلوقتي بقت عمال على بطال وبتروح أرواح كتير
الشيخ راشد : توكلنا على الله لما يجي يوسف بالسلامة نشوف هاندبرها إزاي إن شاء الله
جمال براحه : إن شاء الله

......وبالقاهرة.......

بعد أسبوع من عودة لميس لم تتحدث مطلقا مع يوسف وعلى مائدة الإفطار ومع معاناتها من تجاهل صقر 
: ماما هاتيجي انهارده اعملوا حسابكم 
لميس تنظر له بترقب 
صقر يرفع رأسه ناظراً لهاوهو يجيب عن سؤالها الغير منطوق : قلت ليها أن إنتِ جيتي لأن الكورس ده إتأجل شهرين وأظن إنتِ فاهمه
لميس بهمس : فاهمه .....ماما هاتطول المرة دي هنا 
صقر : مش عارف على راحتها إنتِ عارفه انها بتحب النجع
: أه عارفه و مش فاهمه ايه سبب تعلقها بهناك كلنا عايشين هنا دراسه وأصدقاء وكل حاجه حتى مي لما اتجوزت استقرت هنا في القاهرة ومع ذلك ... وتهز رأسها بمعنى لا تدري 
صقر ببرود  :ماما المكان اللي يريحها تقعد فيه متفكريش كتير علشان مش هاتحسي بغيرك  أو تفهمي 
لميس بحزن : لسه زعلان مني يا صقر هاتسامحني إمتى 
صقر بهدوء شديد  : لما تنسي يا ماما لما تنسي  .. هاجي على الغدا لما ماما توصل اتصلوا بيا.. و عرفي مي كمان علشان تيجي ..سلام 
ويتوجه لعمله

.... و بعد الظهر.......

يقبل صقر رأس أمه ويدها وتأخذه هي في حضنها: حمد لله على السلامه يا غاليه
أم صقر : الله يسلمك يا حبيبي 
يجلس صقر بجانب أمه  ويسألها عن صحتها ويرفع رأسه ضاحكاً على المسرعه على السلم نحوه بشعرها الأسود الغجري  والذي يتطاير من حولها : براحه براحه هاتقعي 
سارة تضم أخوها : وحشني وحشني ... كده يا وحش لا تسأل وسايبني هناك في المنفى متقلش عندي أخت غلبانه  أفرج عنها
(سارة الأخت الصغرى لصقر وأخر العنقود مكتوب كتابها على عاطف ابن عمها الذي يدرس إدارة أعمال في امريكا مع أخوها مروان)

أم صقر ضاحكه : بقى كده مش أنا كل ما قول ليكي إرجعي القاهره  إنتِ تقولي ...وتقلدها ..لا والله يا مامي جينا مع بعض نرجع مع بعض 
صقر ضاحكا : مش ببلاش يا حاجه
سارة وهي تضع يدها على فم صقر : لا بلاش يا أبيه أرجوك لأ متخليش مامي تفهمني صح 
أم صقر : عارفه عارفه فيها رشوه كالعادة علشان متخلنيش اقعد لوحدي ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي لكن أيه الرشوة المرة دي 
صقر : بسيطه سفريه لأي مكان أختاره
سارة : ها يا أبيه اخترت ليا ايه ؟
صقر ينظر لها : النجع إن شاء الله
سارة صارخه : لااااااا حرام 
صقر : إنتِ قولتي أي سفريه اختارها وأنا اختارت 
سارة وهي تقريبا تبكي : أبيه علشان خاطري أنا أختك حبيبتك أخر العنقود متعملش معايا كده بلاش لعب بالألفاظ والله هاخسر عارفه
صقريضحك ويقف : اوكي أوكي خلاص رحمتك إختاري إنتِ وبلغيني ..يلا أنا طالع أريح شويه لما تيجي مي ويجهز الغدا نادوا ليا 
نورا : صقر استنى شويه 
يجلس صقر : خير يا ست الكل.... وينظر لسارة التي تغمز له فيضحك 
أم صقر : أنت ضحكت أه يبقى أنت موافق صح ..مش هاتلاقي أحسن من مها بنت عمك 
صقر : لأ مش صح عندك مروان نفذي فيه كل خططك وكل أحلامك وأنا هاساعدك أنا شخصيا عايزه يتلم ويتجوز 
( مروان الأخ الاوسط لاعبي ومتهور لكن يحترم صقر جداً ويسمع كلامه)
ويكلم أمه بهدوء : ماما أرجوكي متزعليش والله مش فاضي 
أم صقر : يا حبيبي العمر بيجري ونفسي أشوف عيالك قبل ما أموت 
صقر يقبل يد أمه : العمر الطويل ليكي إن شاء الله بس يا ماما حاولي تفهميني الزواج مسئوليه وأنا الشغل واخد كل وقتي حرام أظلم بنات الناس معايا 
صقر يقف:  يالا سلام ويصعد لغرفته 
سارة بحزن : مش قلت ليكي يا مامي ...بس تعرفي أحسن مها متنفعوش 
أم صقر : أيوه عارفه يا بنتي بس أعمل ايه نفسي أفرح بيه ..الله يصلح حالك يا ابني ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك يا رب وأشوف ذريتك يا صقر يا ابني 
: وأنا ماليش من الدعاوي الحلوه دي 
الجده وهي تقف تستقبل مي وأحفادها أدم اربع سنوات وماجد سنه : أهلاً أهلاً بحبايبي أهلاً 
سارة تجري لتحمل أدم : لأ سيبيلي العسل ده وخليلك الوحش ماجد 
مي : وحش في عينك ...أمال فين لميس وصقر

........ في يوم أخر ببيت الشيخ ........

تجلس أم جمال تراقب ما يدور حولها من أعمال لإنهاء تنظيف البيت وتجهيز طعام الغداء فهي بالرغم من عمرها الكبير الذي تجاوز الخامسه والستون عاماً لازالت تتمتع بكامل لياقتها
أم جمال : بنتك لسه حابسه نفسها 
أم خالد : أيوه مش عايزانا نكلمها في الموضوع ده تاني 
أم جمال : ليه إن شاء الله ماله ابن أمل شباب ومال 
أم خالد : يا خالتي يا خالتي أنا وإنتِ عارفين رامي مش مناسب ليها إنتِ بس اللي صعبان عليكي تقولي لأ لأمل 
أم جمال : إنتِ كمان يا سلمى هاتيجي على أمل 
: لا حول ولا قوه إلا بالله... ليه يا خالتي مالها أمل ما شاء الله عليها بس رامي طول عمره لاعبي لا فلح في دراسه ولا دلوقتي فالح في شغل لولا أبو رامي عليه كان زمانه في الشارع عايزين بقه يلزقوه في جمانة حرام ده بيجلها عرسان ما شاء الله عليهم ولا بترضى نقوم نعطيها لرامي 
أم جمال : أيوه هي ستر وغطى على ابن عمتها وبعدين أنا مزعلش بنتي هي اللي واقفه معايا ... وكالعادة تبدأ أم جمال وصلة البكاء والشكوى ...
:كلكم عليا محدش فيكم واقف معايا يا حظك يا بنتي ياللي حظك من حظ أمك 
أم خالد وهي تداري ضحكتها : ليه بس يا خالتي دا إنتِ في عنينا هو في حد في البيت ده كله له كلمه بعد كلمتك 
أم جمال تتوقف فجأه عن البكاء كما بدأت فجأه وتلقي بحمم غضبها على الخادمه المسكينه التي تصادف مرورها أمامها : إنتِ يا زفته شوفي شغلك 
تضحك أم خالد فهي تعلم تماما أن خالتها لا تريد رامي لجمانة لكن أمام رغبة أمل المناصرة الدائمه لها لا تستطيع إلا أن توافقها.. وأمل تستغل ذلك أسوء استغلال

.......عند جمانة........

تتصل بعمتها الحبيبه و كالعادة الموبايل يواصل الرنين ولا رد : أف ياربي عليكي أكيد الوحي نزل عليها دلوقتي وراميه الموبايل في أي حته 
: أيوه مين جدتي منيرة أزيك يا حبيبتي ....فين روتيلا 
( الست منيرة اخت الحاج راشد أرمله تعيش بالاسكندريه وليس لها أبناء تعتبر أبناء واحفاد الشيخ أبنائها)
تضحك العمه الطيبة  : كالعادة الوحي جالها فجأة وجرت ..لا وسابت الموبايل في الثلاجة تخيلي 
جمانة : والله حاله بنت أخوكي مستعصيه 
إيه اللي شاغلها المره دي 
العمه منيرة : بتقول عينين شاغلاني 
جمانة تضحك : عينين مين غريبه 
العمه منيرة : عينين جدك ....إنتِظري هاروح أناديها 
رورو .....رورو 
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا روتيلا
                   الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>