CMP: AIE: رواية مريم الفصل الاخير بقلم سعيده
أخر الاخبار

رواية مريم الفصل الاخير بقلم سعيده


 رواية مريم 

الفصل الاخير

بقلم سعيده 


قلت بارتباك:_لكنني تغيرت.

_و إن يكن.

_و لكن.....

_هل تظن أن ما فعلته سيغفر بهذه الطريقة.

كنت سأرد لكن خرجت و تركتني، سمعتها تخبر أباها أنها غير موافقة. أمي انزعجت أكثر مني فمنذ عودتنا و هي تقول لي:_أرأيت، قبلت و ذهبت معك و انظر الآن ما حدث؟ رفضتك هل هناك فتاة ترفض شخصا مثلك، لديك كل شيء المال و الوسامة و...

_أمي أرجوك، أنا أستحق...

_أخبرتك ان أختار لك أنا عروسا تناسبك لكنك....

قلت بعصبية :_أمي، أنا لست ولدا صغيرا لتختار لي، ثم أليس أبي من تخلى عنا لماذا إذن تكرهين النساء.

_أم يتخلى عنا من أجل امرأة.

_حقا؟و إن يكن هو مخطئ أكثر منها لأنه هو متزوج و لديه ابن و لم يهتم لا بي لا بك.

قالت بعصبية:_على الأقل كنت سأختار لك فتاة عفيفة و ذات أصل لن ترفضك.

_حقا؟هل انا عفيف.

كان نقاشا حادا لم أستطع إكمالة فاعتذرت لها و دخلت غرفتي و أنا افكر في طريقة أجعلها تسامحني بها.

انتهى الموسم الدراسي و بدأت عطلة الصيف و هذا الوقت بالذات علي أن أبحث عن عمل مؤقت أكتسب منه خبرة، لم أعد التقي بفادي و أنس كثيرا، ففادي قرر أن يذهب خارج البلاد و هذا ما كان يريده من البداية أما أنس فمشغول بأمور زواجه من نسرين، الآن فقط علمت لماذا كان يغضب عندما أزعجها، لقد تخلى عنها من أجلي، لكن سعدت لهما كما أنني اعتذرت لها على كل شيء.

كانت خطتي لإقناع مريم أن أتقرب من أباها، كنت دائما أراه قرب العربة يبيع فأذهب له في وقت فراغي أساعده، لقد ارتاح لي كما أنني اعتبرته مثل أبي، كان دائما يحدثني عن مريم و كيف كان أمر تربيتها صعبا بعد موت أمها، أهم ما عرفته عنه أنه طباخ ماهر، و كي أساعده ذهبت لمطعم كنت أذهب له، و علمت أنهم  يبحثون عن طباخ فاقترحته عليهم، في البداية لم يوافقوا لكن طلبت منهم أن يجربوه ثم يحكموا بأنفسهم، صدقا فعلت هذا من أجله لا لأكسب ثقة مريم و طلبت منه أن لا يخبرها بذلك.

كنت دائما أراقبها و أكرر طلبي لكن دون جدوى و زاد الأمر تعقيدا عندما عرفت أنني السبب في ايجاد أبيها عمل قار، ظنا منها أنها خطة لكسبها، مرت ستة أشهر، وجدت عملا مناسبا و محاولاتي مع مريم كلها باءت بالفشل و لم أعد أستطيع النوم بسبب ذلك، خاصة أنها هي الأخرى بدأت تعمل، شعرت باليأس لكن الأمور كلها تغيرت عندما صليت الفجر بالمسجد، فقد وجدت فكرة جنو-نية من جديد.

ذهبت لإمام المسجد بعد الصلاة و طلبت من بضعة رجال كنت اراهم دائما في المسجد فقصصت عليهم قصتي، قال الإمام :_هذا ذنب كبير يا بني و هو من الموبقات.

_أعلم يا سيدي، لكن صدقني فعلت المستحيل لتسامحني و منذ ستة أشهر و أنا أحاول لكن بدون جدوى.

نظر إلي احد الرجال و قال:_و ماذا تريد منا نحن الآن؟

_أن تذهبوا معي أنتم هذه المرة و تخبروها أنني نادم.

قال الإمام:_ما هذا يا بني، ما علاقتنا نحن بالفتاة لنذهب إليها.... 

قلت موضحا:_أقصد لأطلب يدها.

ضحك أحد الرجال و قال:_لماذا لا نقبل؟ يبدو أن الشاب نادم فعلا و يريد الفتاة فعلا و إلا لما طلب منا ذلك.

بعد محاولات لإقناع الإمام، وافق أن يذهب معي و أولائك الرجال أيضا، دعوت كذلك الأستاذ و أنس الذي ضحك مما فعلته،أتذكر جيدا وجه مريم عندما فتحت لنا الباب و على وجهها علامات استفهام و دهشة.


_هل جننت ما الذي فعلته.

_أنا مجن-ون فعلا.

_لا أصدق،هل تظن.....

_مريم، أرجوك أنا آسف، ماذا تريديني أن أفعل أكثر من هذا، حاولت و حاولت و حاولت، اسمعي صدقيني تغيرت و لم أعد آدم المشاكس، اسمعي أنت علمتيني درسا لن أنساه الذي هو كل أحد يلتقي مع من يناسبه فقط، ربما أنا لا أناسبك فعلا لكن.....

_موافقة.

_اسمعي ،أنا..... سمعت كلمتها فقلت:_ماذا؟

_كما سمعت؟ حسنا لقد أتبث جدارتك و تعذبت بما فيه الكفاية لكن صدقني إن أغضبتني......

_لا أن أغضبك، وعد.


اليوم مرت ثلاث سنوات على زواجنا، سنرزق بولد عما قريب إن شاء الله و في كل هذه المدة حاولت أن أفي بوعدي.


_هل تقبلين الزواج بي؟

_ماذا؟

_أرجوك لا تفسدي اللحظة، نحاول أن نغير من الطرق الكلاسيكية يعني...

قالت بابتسامة:_موافقة لكن نحن متزوجين يا آدم إن نسيت طبعا.

_أنسى، لا بالتأكيد، تفضلي سيدتي، انظري حجزت المطعم من أجلك.

قالت و هي تضحك:_و هل تريديني أن أشكرك مثلا.

قلت و أنا أضحك:_على كل، لم أخبرك يوما بمعنى اسمك مريم، هل تعلمين معناه السيدة، بحر الآلام و الأحزان.

_هل متأكد أن هذا هو المعنى؟ لأنه لا ينطبق علي.

_حقا؟هل نسيت ما فعلته بي....

_هل ستذكرني بهذه القصة كل مرة؟

_أجل، و أذكر بها نفسي حتى لا أغضبكي لأنني لم أتزوجك بسهولة لأفقدك بسهولة و أخبر بها ابني أيضا عندما يولد ليتعظ منها بإذن الله.


                         تمت بحمد الله

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-