CMP: AIE: رواية بنت المعلم الفصل السادس والثلاثون36بقلم حسناء محمد
أخر الاخبار

رواية بنت المعلم الفصل السادس والثلاثون36بقلم حسناء محمد


رواية بنت المعلم
 الفصل السادس والثلاثون36
بقلم حسناء محمد




انسدلت ستائر الليل..... واعتلي هلال الشهر يزين سماء تلك الليلة الهادئة،



 بدأت نسمات الهواء الباردة تزداد خاصه مع اقتراب انتهاء فصل الخريف، لتتراقص ما تبقى من أوراق الأشجار المائلة للاصفرار مع عليل النسمات....




خرجوا الأهالي من مساكنهم على صوت إنذار سيارة الإسعاف...... وقف جابر مع ابنه أمام منزل عبده مستقبلين سعد بعد أن أصر على العودة للمنزل، خاصة أن الأطباء عجزوا في إيجاد سبب حالته،




ارتجل محمود وسالم كي يساعدوا ابن عمهم في فتح الباب الحديدي الخاص بمنزلهم، لحقهم عبده الذي تقدم في العمر اضعافاً 



في الثلاث أيام الماضيين، رتب جابر على كتفه موسيا إياه بحزن على ذلك الابتلاء الشاق ....

دخلت سيارة الإسعاف إلى بهو المنزل، ثم ارتجلوا رجال الإسعاف حاملين فراش سعد إلى الداخل.... ومن ثمّ الطبيب المسؤول عنه كي يتأكد من توصيل الأجهزة بشكل صحيح حتى لا تنتكس حالته للأسوء، 

: يعني مجاش ولا هان عليه يطمن على ابني 

رفع جابر حاجبيه وهو يرد على عبده بتعجب : 

دا على أساس الانت عملته معاه عادي يعني!! 

تنهد عبده بضيق وهو يرمي بنظرة سريعة على منزل سالم، ثم ابتع جابر إلى الداخل..... على الجهة الأخرى دلف المعلم سالم من الشرفة بعد أن تأكد من عودة سعد، والحزن يعتلي قسمات وجهه منذ أن جاء خبر عدم قدرة سعد على السير.... اجفل على سيارة وقفت أمام منزله لثوان، ثم هبطت حية خبيثة على أرضه، اقتضبت ملامح المعلم سالم ثم تحرك متجه للأسفل ليعلم سر الزيارة الكريمة؟! 

؛************** 

في نفس الوقت ارتجل مرتضى من سيارته ثم اتجه يفتح الباب الآخر إلى مها، 

: ادخلي أنتِ وأنا هروح لابويا عشان بعتلي مع خليل 

أمأت مها بتفهم وهتفت تسأله بخفوت : 

مرتضى أنت لسا زعلان مني؟

تمعن مرتضى في بنيتها لبرهه وغمغم مقتصرا : 

وازعل ليه!  دي خصوصياتك مع أهلك وأنا مليش فيها 

ثم تركها وصعد للسيارة مغادر من أمامها.... ظلت تتطلع إليه حتى اختفى والضيق يحتل صدرها، منذ أن جاءوا أهل مرتضى إليهم وافصح خليل عن دهشته بسير حسناء مع يعقوب ليلاً، ثم عاتبها على عدم أخبارهم على إتمام الخطبة دون علمهم..... لم تجد مها رد مناسب سوى أن نسيت إعلامهم بسبب انشغالها مع أخواتها، بالطبع صُدم مرتضى من حديث خليل وأيضاً من تصريح مها فتلك أول مره تخفي عنه شيء، 

: مالك يا أم سامر خير واقفه كدا ليه؟!

التفت مها على الصوت الآتي من خلفها.... ثم ردت عليها باقتضاب :







ايه هو حرام أقف!! ولا الشارع بقا باسمك؟! 

ابتسمت نسرين بسماجة وغمغمت بمايعة : 

لا ابدا بس اصل من يوم ما رجعت من عند خالتي وانا شايفه سي مرتضى مش زي عاويده فـ قولت اطمن 

احتلت ملامح مها وهو تصيح بشراسة : 

وأنتِ مالك؟! ايه دخلك عاويده ولا مش عاويده؟؟ ايه حشرك أنا عايزه افهم!؟ 

دهشت نسرين من انفعالها المبالغ به من وجهة نظرها، وصاحت هي الأخرى بشراسة مماثلة : 

يــوه هو أنا غلط ولا أكون غلط وأنا مش وخده بالي 

رفعت مها حاجبيها باستنكار مردده : 

ايه البجاحه الانتِ فيها دي 

خرجت والدة نسرين على أصواتهم، ثم خطت بسرعه وهي تقول بخضه : 

خير يا ست مها 

فتحت نسرين ملقتيها على وسعهم من وصف والدتها وقالت بحنق : 

ست مين أن شاء الله

بدأوا الجيران في الفصل بينهم ومحاولين إقناع مها بالدلوف إلى منزلها منعاً للاحتكاك أكثر بينهم.... نظرت مها إليها باشمئزاز ثم التفت كي تدخل إلى منزلها، لكن عزمت نسرين أن تكون الليلة مميزه لديها لتقترب منها ثم همست في أذنها بصوت منخفض لا يسمعه غيرها وهتفت بإصرار :
 
ونبي لاخدوا منك وابقا ضرتك قريب 

أنهت حديثها وهي تلاعب حاجبيها بعبث.... امسكتها إحدى النساء ثم أبعدتها بقدر كافي عن مها، التي ظلت تحدق بنسرين بحده وعلى حين غرة دفعت جمع النساء من حولها، واحكمت قبضتها على خصلات نسرين، ثم سحبتها للخلف حتى فرشتها أرضا وانقضت عليها بكل قوة تحملها من غل تلك الوقحة..... لم تشعر بشيء سوى تصريحها المستميت بأخذ زوجها، 

ظلت نسرين تصرخ مستغيثه من تلك المتوحشة التي ربما خلعت خصلاتها، وأخيراً نجح جمع النساء في إبعاد مها التي وقفت تنفض يدها وهي تتمتم ساخرة : 

قال تخادوا مني قال 

واستطردت بشراسة : 

دا أنا اخلع راسك واشرب من دمك بالشاليمو 

وأخذت حقيبتها ودلفت إلى منزلها مغلقه الباب خلفها بعنف، بينما اعتدلت نسرين بصعوبة ثم دفعت النساء ومن ضمنهم والدتها..... وخطت باتجاه منزل أهل مرتضى كي تريهم ماذا فعلت زوجة ابنهم العزيزة 

؛ **************** بقلم حسناء محمد سويلم

: سر زيارتك ايه يا هاديه

وقف أمامها بهيبته التي لطالما كانت سبب زرع الخوف منه...... نظرت إليه لثوان وقالت بحقد ملئ نبرتها :

أنت السبب في كل الـ بيحصل وهيحصل يا سالم

ابتسم المعلم سالم وأردف متهكما :








يعني جايه المشوار دا كله عشان تقوليلي كدا

تجاهلت هاديه سخريته وهمست بخفوت بالكاد وصل إليه :

زمان حرقتني وخربت بيت أهلي

واستطردت باستنكار :

ودلوقتي عايز تاخد عيالي مني

حاول بقدر امكانه السيطرة على غضبه وهتف باستهجان :

أنتِ هتصدقي نفسك ولا ايه، أنا برده الـ روحت جريت
 أشهر بنفسي واتهم واحد بالباطل، يا شيخه دا حتى اخوكي الـ كنت معاه مشي على هواكي بدل ما يلمك
 
هدرت بحده :

الانت الـ كنت عايز تسبني

رد عليها بحنق :

عشان اكتشفت حقيقتك، ومتجبرنيش اسمعك كلام هيزعلك

ضحكت هاديه وتمتمت :

مظنش بعد العمر دا كله في كلام بقا يزعلني

اقتربت منه فجأة ووقفت أمامه تشير على نفسها تسأله بزهو :

يفرقوا ايه الانت اتجوزتهم عني؟؟!

اقتضب بين حاجبي سالم وقال مقتصرا :

احترمي شيبتك وبلاش تتكلمي كلام مش لـ سنك

كان يعلم ما يدور في عقلها منذ أن وقفت أمامه فحاول سد كل الأبواب في وجهها منعاً للمجادلة في حديث سخيف....... وفي لحظة خاطفة رفعت هاديه كفيها تحاوط وجه سالم مغمغمه بحنو بالغ :

اتجوزني يا سالم واقفل باب الشر

دفعها سالم بكل قوته بعيداً عنه، مما جعل هاديه يختلي توازنها وتسقط أرضا..... قتمت اعينه وهو يزمجر بحده :

اظاهر أن من كتر طمعك وجشعك مخك لحس 

واستطرد بشراسة : 

عايزاني اتجوزك عشان ترجعي بعد العمر دا كله رافعه راسك وتأمري وتنهي برحتك، ما خلاص سالم سويلم بقا في ايدك 

وقفت هاديه تهدر بمكر حتى بعد أن اهان ما تبقى من كرامتها: 

دا لو خايف على بناتك والباقي من عيلتك 

زمجر المعلم سالم بوعيد صارم :

 وقسما بالله ادفنك مكانك وما في كلب يعرف طريقك أنتِ والـ يتشددلك
 
اجفلوا على صوت شهقات خافته اتيه من الخلف، دار المعلم سالم ليرى أماني وهي تضيع يدها على فمها مانعة أصوات بكاءها..... ظهر الجمود على تعبير وجه هاديه التي صاحت غير مباليه بما سمعته ابنتها، وكيف عرضت والدتها نفسها على رجل بكل بساطة :

أهلا بالـ مشفتش يوم ربايه

وخطت إليها ثم هوت على وجنتها بصفعة عنيفة، اقترب سالم منها وخبئ أماني خلفه وهو يقول بغضب :

والله بنتك ما غلطت يوم ما وصفتك بالجاحده

واشار على إليها واستكمل :

امشي بدل ما امشكي من الدنيا كلها

ابتسمت هاديه بسخرية وهي تقول قاصدة أماني :

أنا همشي بس ابقا عرف السنيورة أن عيالها مش مرحومين ضرب من يوم ما هربت من ابوهم

" عيالي" خرجت أماني من خلف سالم وهي تردد بخوف، أكدت هاديه مردفه بجمود :

اه عيالك الانتِ سبتيهم، عز رايح جاي ضرب فيهم لحد ما طلعت بيهم على المستشفى







لطمت أماني على وجهها بعنف وشهقاتها تعلو المكان، نظر سالم إلى هاديه وقال بعدم استعاب أن هناك أم مثلها تحمل كل تلك المشاعر القاسية حتى لأحفادها :

أنتِ لا يمكن تكوني بني ادمه

وأشار على ابنتها مستكملا بحزن :

ارأفي بالغلبانه دي، بدل ما تروح منك

ابتسمت هاديه بثقة ثم اقتربت من اماني مردده بتمسكنا :

لو عايزه عيالك ارحميهم من عز وارجعي

وتركتها واتجهت للخارج.... وقفت أماني تنظر إلى خطاه بقلة حيله ونقلت نظرها إلى سالم الذي تحدث يطمانها :

مفيش حد هيأذي عياله، خاليكي لحد ما اخوكي يرجع معاكي 

تمتمت بحسرة : 

في بيأذوا عيالهم عادي وأمي اهي 

مسحت وجهها وقالت بصوت محشرج : 

في ورقة جوه علي مكتبك هتحتاجها 

لأول مره يشعر المعلم سالم بتلك الحيرة.... لا يعرف هل يمنعها من أتباع والدتها ؟! أم يتركها لأولادها ؟! .... ماذا سيكون مصيرها أن عادت ؟؟ أم هذا الأصلح إليها !! ... زفر بضيق وهو يريها تصعد للسيارة بجانب هاديه والبكاء خير عنوان لِما قدامة إليه، 

أخرج هاتفه كي يسرع بأمر رجاله بالبحث عن عمر كي يلحق بأخته لعله يستطيع حمايتها من بطش والدتها، ثم تحرك للداخل ليري ما الورقة التي تركتها أماني اليه ؟!!

؛**********

في منزل جابر

وضعت خلود صينية الشاي علي الطاولة وقدمت لكل واحد كوبه ..... هتفت عليا بابتسامة :

شكراً يا خوخا تعباكي معايا 

بادلتها خلود الابتسامة متمته : 

ولا تعب ولا حاجه دا أنتِ منورنا 

نظرت عليا الي سالم وقالت بحرج : 

أنا بس خايفه لأكون مسببه لـ سالم مشكله مع نيره 

آفاق سالم من شروده وهتف بجديه : 

وأنتِ ايه دخلك بيني وبين نيره 

تلجلجت عليا مردده : 

يعني نظراتها زي ما تكون مش حابه وجودي هنا 

حركت خلود رأسها بالرفض قائلة : 

لا بس من يوم تعب والدتها وهي مضايقه وزعلانه

سألها سالم بتذكر : 

هي صحيح فين؟؟ قالت هتدخل تجيب حاجه ومطلعتش
 
اجابته بحزن وهي تشير علي غرفتها :

في اوضتي ومش راضيه تطلع 







وضع سالم الكوب من يده ونهض متجه إلى غرفة خلود..... طفح كيله من التفكير في سبب بكائها ليلاً دون سبب، ومما ذاد إصرارها علي المكوث في طابق والديه مع خلود هروباً من أسئلته، 

فتح الباب ببطيء وألقي نظره بحثاً عنها، اقترب من الفراش بهدوء ثم جلس بالقرب منها يلمس علي خصلاتها بحنو : 

مالك يا نيره، مالك يا حبيبتي 

لمست نيره نبرته الناعمة لتتكور علي نفسها أكثر وتشهق ببكاء دون إرادة منها، احتضانها سالم بقوة وهو يردد بخفوت : 

طيب عرفيني مالك، هو انا زعلتك في حاجه ؟؟

حركت نيره رأسها بالرفض وصوت نحيبها يجرح حنايا قلبه..... اندثر بجانبها ثم وضع رأسها علي ذراعه وحاوطها بيده وهو يهمس بيأس : 

بقالك تلت ايام علي الحال دا 

واستطرد يسألها بحيره : 

زعلانه مني ليه ؟! 

رفعت رأسها تنظر إليه بأعينها المكسوة بالحمرة دليل بكائها لفترة طويلة..... هتفت تسأله بصوتها المبحوح : 

بتحبني يا سالم ؟؟!! 

عنقها بقوة وهو يهتف بلطف : 

انا عارف أن مليش في كلام الحب والرومانسيه وعارف انك تعبتي من مناقرتي، بس دا حب والله 

وأكمل بشوق بالغ : 

والله يا نيره بحبك حب مهووس، ومناقرتي ليكي غلاوة بحب اشوفك وانا بنكشك كدا وأشوف معزتي عندك 

لوهلة شعرت بالاستسلام وأنها سوف تطلعه علي الصور وتهديدات سها إليها، تلك اللعينة التي لم تكتفي بإرسال فيديو عمار عندما احتضنها عنوة، بل استغلت وجود صورة بكثره الي نيرة معاها..... لتقوم بتركيب صور إليها مع عمار بأوضاع مخلة وباحترافية عالية الدقة، 

ضغطت نيرة علي قبضتها وهي تتشبث في ثيابها .... وشهقاتها تزداد، كسر خاطره هيئتها المزرية واكتفي بإبقائها داخل أحضانها دون أن يضغط عليها بالأسئلة التي شتت عقله دون إيجاد أجابه لما تمر به،

ظلوا نصف ساعة علي حالهم، بعد أن استنزفت قواه غطت في ثبات عميق داخل أحضانه..... شعور الأمان بقربه جعلها في عالم آخر ملئ بالحنان واللطف، أما هو فلم يذق طعم الراحة وهو يفكر ما أصابها ..... وكل ما يشغله أن يسرع في إتمام الأوراق اللازمة كي يأخذها ويجريا عملية الحقن المجهري لعل تغيرها بسبب يأسها من حملها، 

؛******************

اندفع بهجومية جعلتها تفزع بخضة..... اغلق عز الباب خلفه ثم انقض عليها يقبض علي عنقها ، امسكت ساره قبضته وهي تقول بصوت مختنق: 






هموت 

ابتسم عز وضغط علي عنقها بقوة، ظهرت عروق وجه ساره الذي تصبغ باللون الأحمر من شدة اختناقها.....

: هــموت مش قادره 

ثوان وبدأ يخفف قبضته رويداً... ثم اقترب من جانب أذنها وهمس بهسيس : 

دي قرصة ودن عشان تعرفي ممكن اعمل فيكي ايه لو مردتيش علي مكالماتي تاني 

بلعت ساره لعابها الجاف مردده بتعلثم : 

امي كانت امي تعبانه 

ابتعد عز عنها يتطلع إليها وهي تفرك عنقها بألم، ثم هبط بنظره يحدق بوقاحة في فتحت منامتها العلوية التي ظهرت  ملامح جسدها أمام عينيه.... نظرت ساره اليه بضيق ومن ثمّ رأت ابتسامته الخبيثة وهو يرمق جسدها، أسرعت تغلق ازار منامتها وهو تقول بغضب : 

ايه النمرة الانت داخل عليا بيها يا غضنفر

اقترب منها حتي لصقها بالحائط ثم حاوطها بزراعيه مردده بمغذي دنيئ : 

ما تيجي اعرفك إذا كنت غضنفر ولا لا 

حاولت ساره أبعاده عنها بكل قواها ولكن كان ضخم البنيه هو المنتصر ليقول بحده طفيفة : 

قدامك 3 ثواني الاولة عشان تقوليلي اسم تاجر الآثار 

استطرد بوقاحة وهو يقترب منها أكثر حتي اختلطت انفاسهما : 

والثانيه عشان تديني بوسه 

وأكمل وهو يخرج شيء من جيب جلبابه الناصع البياض : 

والتلته عشان لو حبيتي تعصلجي 

رفع زجاجة صغيرة الحجم مجهولة المصدر بالنسبة إليها، ولكن المؤكد أنها لن تكون بشيء هين أبداً مع ذلك الأرعن.... لوح عز الزجاجة أمام عينيها وهو يهمس بسلاسة : بقلم حسناء محمد سويلم

دي بقا ماية نار الـ هتنزل علي وشك الحلو دا كمان ثانيه 

وعلي حين غرة ألقي غطاء الزجاجة أرضا، صاحت ساره بهستيريا : 

لا هقولك بس وقسما بالله ما نقطة تيجي عليا لادخل فيك السجن يا عز 

ابتسم مغمغم بخبث : 

اسمي طابع من شفايفك حاجه تانيه برده 

رمشت ساره بتوتر وهي تحدق في يده خوفاً من أي حركة تنهي حياتها حتماً، وتلجلجت قائلة : 

ابعد البتاعه دي عني 







انزل عز يده بجانبه متمتم بنفاذ صبر : 

ها سمعك 

ردت عليه بحنق : 

سمعت الرعد في ودانك 

حرك عز رأسه يائسا من لسانها السليط حتي في وضع كهذا، ثم أرسل إليها نظرة ماكره جعلتها تهتف سريعاً : 

اسمه موسي الاحمدي 

عاد عز إلي الخلف مردد اسمه بشرود وسألها مستفسرا : 

بس أنا أول مره اسمع الاسم دا في المجال 

أردفت ساره بضجر : 

وأنا مالي مش عرفت يالا اطلع بره 

رفع عز حاجبيه مصطنع الصدمة وقال معاتبا :

كدا برده يا سوسو تقوليلي أنا كدا 

تكمن الخوف منها عندما رأت المكر ينبعث من ملقتيه، فهتفت بتوتر : 

مش عرفت اسمه يلا اطلع 

اقترب منها وفجأة أحكم قبضته علي خصرها ... وطبع قبلة عميقة علي وجنتها، جحظت أعين ساره وهي تدفعه بعيداً عنه .... ضحك بمراوغة وهو يري محاولتها الفاشلة في أبعاده وهمس بخفوت : 

المره الجايه مش هتكون في خدودك 

أنهي حديثه غامزا وتحرك خارجاً .... بينما استندت هي علي الحائط وهبطت جالسة علي الأرضية فقد خارت قواها، وتجمدت أعصابها فقد تخطي عز كل أفكارها، حقا لقد وقعت في يد معتوه .... وضعت يدها علي وجهها بفزع وتمتمت بخوف : 

أنا عملت في نفسي ايه 

؛******************

في منزل آخر وقفت تعد طبق البطاطس المقرمشة وهي تشاهد الطريقة من أحدي برامج الطبخ، ثم تحركت للبارد تخرج دورق العصير بأن أن أعدته.... وسكبت لكل واحد كوبا وبجانبه طبق مقرمشات، 

حملت مي الصينية الضخمة واتجهت إلي غرفة المعيشة، ابتسمت برضا من خطتها الذكية في السيطرة عليهم.... تنهدت براحه بعد أن استمعت بقسط من الهدوء مع هؤلاء الاشقياء... فقد رأت فيلم كرتون علي هاتفها الخلوي وقامت بتوصيله بشاشة التلفاز، ثم وضعت لكل واحد منهم طاولة صغيرة أمامه عليها بعض الشطائر حتي تعد العصير، 






جلست بجانب أصغرهم " بُعبُع " كما أطلقت عليه دلالً بدلاً من اسم ربيع ....... حملته كي تستطيع اطعامه وهي تشاهد معهم الفيلم بحماس، وتعتبر هذه بداية مبشرة إليها في أول يوم يمر في الاتفاق الدائر بينها وبين ربيع 

؛***************** 

أما عن نسرين التي جلست تبكي أمام والدي مرتضي، وتخبرهم مدي حزنها من معاملة مها السيئة معها .... وانتهي بها أن تضربها في الطريق دون سبب، يالها من متوحشة حقا يا بريئة النوايا، 

غضب والد مرتضي من تصرف مها وقرر الذهاب الي سالم كي يعلمه ما فعلته مها، وأنها تخطت حدود الأدب بمثل هذه التصرفات التي لا تليق بهم.... في ذلك الوقت رحل مرتضي من منزل والديه واتجه الي صديقه لم يحظى بمقابلة نسرين، 

حاول خليل إقناع والده بانتظار مرتضي وحل المشكلة معه دون اللجوء للمعلم سالم، ولكن أصر والده علي الذهاب إليه الآن ومع نسرين..... كادت نسرين في ذلك الوقت بالرقص فرحا في تشويه صورة مها أمامهم، ولا تعلم ربما سيهدر من صورتها للابد اليوم، نهضت تتبع والد مرتضي والـ تمكسن يلعب علي تعبيرها باحترافية، 

؛***************** 

جلس يعقوب أمام عامر وهو ينظر إليه بشك، فأردف الآخر بضيق : 

يا عم أنت بتبصلي كدا ليه 

تنهد يعقوب بحيره قائلا : 

كلامك يحير 

ارتشف مرتضي من كوب الشاي مردد : 

أنا شايف أن المعلم سالم بيلعب بيكم 

نظروا الاثنين إليه ليكمل بجدية : 

يعني بالعقل كدا المعلم سالم بيتاجر في الاثار !! طيب وبيتاجر هيروح يقولكم عادي كدا ؟! 

أجابه يعقوب بتفكير : 

ما هو لازم يقول لـ عامر عشان هيطلع من بيته ولازم يقولي عشان عايز محجري 

حرك مرتضي رأسه بالرفض غير مؤيد لحديث يعقوب، فتحدث عامر بقلة حيلة : 






المهم دلوقتي لو اتأفش أنا الـ هروح فيها بالناس الـ عماله تهبد من امبارح دي

رمقه يعقوب بملل مردد : 

متقلقش دا لو الظابط واقف وهو بيطلع مش هيصدق 

وضع مرتضي كوب الشاي متسائلاً بعدم فهم : 

بس الأنا مش فاهمه هو ازاي يعرفك يا يعقوب وأنت خاطب بنته وهتكون جوزها 

صمتوا الثلاثة لبرهه فقال يعقوب بنفاذ صبر : 

مفيش غير سالم جابر هو أيده اليمين وعارف الخافيه عنه 

كاد عامر بالتحدث ولكن قاطعهم صوت رنين هاتف مرتضي الذي هب واقفا عندما استمع لما قصه عليه خليل وتحرك مسرعاً يصعد الي سيارته متجاهل نداء يعقوب وعامر، بقلم حسناء محمد سويلم

؛*******************

: ونبي يا ماما خاليكي معايا 

امسكت اماني كف هاديه تقبله برجاء ... لتقابلها الأم جاحدة المشاعر بدفع يدها قائلة بغضب : 

ولما أنتِ خايفه بتعملي كدا ليه 

بكت اماني وهي تنظر لذلك الجالس يحدق بها منذ عودته بعد علومه بعودتها : 

خاليكي معايا والله يا ماما ما هعمل كدا تاني 

رمقتها هاديه بغل وتمتمت بغيظ : 

خاليه يعلمك الأدب عشان تبقي تفرحي فيا الـ يسوي والـ ميسواش 

ودفعتها بعيداً عنها وخرجت مغلقه الباب خلفها...... شهقت أماني بخوف وهي تري عز ينهض من المقعد يتقرب منها رويداً، ارتعشت شفتيها وهي تهتف ببكاء :

بالله عليك يا عز ما تضربني 

ثم هبطت أمام قدميه تقبلهم وهي تتوسل إليه، ضربه المبرح والعنيف جعلها تفزع حتي قبل أن يلمسها : 

ابوس رجلك أنا تعبت 

هبط عز بجزعه يساعدها علي الوقوف أمامه وهو يهمس بحنو : 

ليه يا أماني عملتي كدا، ليه تكسريني كدا ؟؟!! 

رمشت بأهدابها بتوتر وهي تحدق به والرعب يتراقص بداخلها.... أي عائلة تكون منفذ للخوف والفزع ؟! اي صلة تجبر علي إكمال السير بداخلها وأنت تحرق ألف مره بنار قربهم ؟! 






وعلي حين غرة حتدت نظراته ورفع يده يهوي عليها بالصفعات وهو يهدر بغضب شديد : 

تعملي فيا أنا كدا ليه 

شعرت لوهلة أن دقات قلبها وقفت من شدة خوفها .... أو ربما وقفت بالفعل ؟!! 

؛*******************  

عودة إلي منزل المعلم سالم 

بالتحديد داخل الطابق الثالث في غرفة مروه التي جلست تبحث عن هاتفها بعد أن صدح صوت رنينه.... تطلعت الي الرقم المتصل بتعجب من الحاحه المستمر ثم وضعت الهاتف علي أذنها قائلة برسمية : 

السلام عليكم 

هتف الآخر براحه : 

وعليكم السلام، أخيراً رديتي 

قطبت مروه جبينها باستغراب وتسألت : 

مين حضرتك ؟! 

أجابها طلال بعبث : 

دا كلام برده مش عارفه صوت خطيبك 

كست الحمرة وجنتيها متذكره ما حدث ... فقال طلال بتعجب : 

أنتِ سمعاني ؟!! 

هتفت مروه مقتصره : 

خير عايز حاجه 

سألها طلال ساخراً : 

هو انا لازم اكون عايز حاجه عشان اكلم خطيبتي 

رفعت مروه حاجبيها بدهشة وتمتمت متهكمه : 

غريبه لسا فاكر دلوقتي أنك خاطب 

ابتسم طلال واردف بمزاح : 

بصراحة بعد ما شوفتك افتكرت أن خاطب 

احتدت نبرة مروه وقالت بضيق : 

لو سمحت احترم نفسك أنا اساسا مكنتش اعرف أنك موجود 







رد عليها بتوضيح : 

علي فكرا أنا مقصدش حاجه وحشه 

لا يعلم ما سبب اتصاله من الأساس، ولكن وجد سوزي مشغولة مع صديقتها فأراد تسلية وقته قليلاً لتقع صاحبة المنامة الزهرية في باله..... وضح طلال مقصده ثم بدأ في فتح احاديث مختلفة مع مروه، ومعرفة شخصياتها عن قرب وأيضاً يعرفها شخصيته الغربية..... كان في بداية الأمر الحديث بينهما مشاحنات، ومع مرور الوقت الذي مر دون أن يشعروا أصبح هادئ في أمور عامة.... 

؛*******

في الاسفل 

بعد ربع ساعة عثر أحدي رجاله علي عمر وذهب به الي المنزل كما أمره رب عمله...... قص المعلم سالم ما حدث اليه وبعد أن انتهي قال وقار : 

أنت لازم ترجع لأختك دلوقتي 

واستطرد بدهاء : 

وبعدين تعرفني ايه حكاية الراجل الموجود في بيت عزب 

أمأ عمر اليه والقلق ينهش صدره، ثم أخرج هاتفه يجري اتصالاً مع سيدة مسنة تعمل في منزل منصور عزب ...... شرد المعلم



 سالم في كلمات أماني بعدم فهم، من ذلك المجهول الخفي ؟! أينما يكون أو كان فهو ليس خيراً أبدا مع تلك العائلة 

: أنتِ بتقولي ايه اماني مين الماتت 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-