CMP: AIE: رواية خفايا القدر الفصل الاول1بقلم الاء محمد
أخر الاخبار

رواية خفايا القدر الفصل الاول1بقلم الاء محمد


 
رواية خفايا القدر
 الفصل الاول1
بقلم الاء محمد

دقت الثانية عشر -منتصف الليل- حيث السكون والهدوء يخيمان علي

 أرجاء الغرفة المظلمة ،من ينظر لها يظنها خالية إلا أن تلك




 الشهقات الخافتة تشير لوجود أحدهم...أنها تولين صاحبة التسع عشر عامًا  ،صاحبة القوام الممشوق ببشرتها الخمرية  والعينين الفيروزتين  وذاك الأنف




 الدقيق وشفتاها الكرزتين واحدي وجنتيها تزينت بغمازة تظهر كلما تبسمت تجعل من يراها يقع في عشقها، وذاك الشعر المنسدل بسواده الفحمي .




تجلس ضامة كلتا ركبتيها إلي صدرها وسيل من الدموع يهطل علي وجنتيها الحمراء، لا تعي كم من الوقت مر وهي علي حالها منذ عودتها من الخارج .


Flash back 

 

أستيقظت من نومها ثم توجهت للمرحاض لتنعم بحمام دافيء ثم توضأت وذهبت لتؤدي فرضها وما إن انهتها حتي وجدت هاتفها يصدح بالرنين باسم قصي تلك الحروف الصغيرة لكن تحتل قدر كبير من قلبها  فقصي حب حياتها الذي لطالما عشقته 

"قصي شاب في الثالث والعشرين من عمره كان في العام الاخير في الجامعه عندما تعرف ع تولين ،انغرم بها من النظرة الأولي ...ذو جسد رياضي يمتلك مظهر جذاب ببشرته البيضاء وشعره الاسود الناعم وتلك اللحية التي تزين وجهه " 






ضغطت تولين علي هاتفها كي تجيب قائلة : صباح الخير ياقصي ..مش عوايدك يعني تصحي في الوقت دا يوم اجازتك .

ليجيبها قصي بنبرته الحنونه التي عهدتها منه في حديثه معها : صباح الورد ياروح قصي ..وهو حد بردوا يبقي هيقابل القمر بذات نفسه وميصحاش بدري !! 

ليتابع حديثه قائلًا : و يلا بقي عشان عندي خبر مفاجئة كدا عاوز اقولك عليك لما اشوفك 

لتجيب تولين بحذر : خير ياقصي مش مرتاحالك 

- ياستي يعني هيكون في اي بس قومي البسي ولما اشوفك نكلم 

- اللهم طولك ياروح ،ماشي ياقصي لما نشوف اخرتها اي في جنانك دا 

-  بت انتي 

لتضيق عينها بضيق شديد وتهتف بحده قائلة : بت في عينك عاوز اي 

ليجيبها بنبرة ماكرة :بحبك ياختي يعني هعوز اي منك مثلا في التليفون 

- طب اتكل علي الله بقي عشان منكدش عليك السعادي 

- تنكدي علي مين ياوزعة قلبي انتي 

لتتأفف بضيق من ذاك القصي : استغفر الله العظيم  انت صاحي تروش عليا وانا مش فايقالك ماشي..

- اروش .. !!!

تمتم بتلك الكلمة  وهو رافع حاجبه الايسر متعجبًا منها ،فتولين لم تكن سوي تلك الرقيقة متي تعلمت تلك الكلمات ..!!! 

 - طب يقصي انت رايق وانا هروح اجهز سلام 

لتغلق الخط دون انتظار رد قصي علي حديثها فهي تعلم جيدًا انه لن يغلق الآن وسيخترع الف حديث وحديث ..





نظر قصي للهاتف بضيق بسبب مافعلته تولين ثم عاود الاتصال بها مرة اخري وهو يرسم نبرة الغضب في صوته وعندما فتح الخط هتف قائلا : نص ساعه والاقيكي في المكان اللي بنتقابل في فاهمه ؟

ليهتف بالاخيرة بصوت عالي نسيبًا ويغلق الهاتف دون حرف آخر .

لترتمي تولين ع الفراش ضاحكًا من ذلك المزاج المتقلب لقصي ف بين لحظه والاخري يصبح وكأنه آخر .

نهضت واتجهت نحو الخزانه واخرجت ملابسها وارتدتها وكنت عبارة عن سالوبيت من الجينز الغامق وتيشيرت ابيض بخطوط سوداء وعقدت شعرها ع هيئة كعكه تاركة بعد الخصلات تعلن تمردها ع جبينها وأرتدت حذاء  باللون الأبيض واتجهت لغرفة والديها لتلقي التحية وتغادر 

 طرقت الباب وما إن أذن لها والدها حتي دلفت الغرفة هاتفة بمرح :صباح الخير ياجيمي 

جمال (والد تولين) بضحك : صباح النور يا قلب جيمي تعالي 

-أي يابو جمال ياخويا متأخر مش بعوايدك يعني 

ضحك جمال علي أبنته ومزاحها الدائم معه وهتف قائلًا :سيبك مني يابكاشة وقوليلي رايحة فين كدا ؟

أجابت تولين متلعثمة وقد ظهر عليها بعض التوتر  قائلة : هو احم  يعني... بصراحه يا بابا هقابل قصي 

وقبل أن يجيب والدها سمعت تولين صوت والدتها سمية التي دخلت الغرفة للتو وهي ترد قائلة : تاني ياتولين مش قولنا بلاش مقابلات دلوقتي ولا مفيش حاجة رسمي لحد دلوقتي 

لتتنحنح تولين بحرج وخجل وأجابت بصوت يكاد يُسمع :  هو احم اخر مرة يااماماا ،،وبعدين ماهو طلب يتقدم كذا مرة والرفض مننا ياماما عشان جامعتي 

ليتدخل جمال في هذه اللحظه قائلا : ماما بتتكلم صح ياحبيبتي بردوا  






وربت علي كتفها في حنو  قائلا : روحي يا حبيبتي انتي دلوقتي وبعدين نكلم بس دي اخر مرة ماشي ؟

تنهدت تولين تنهيدة حاره ثم هزت رأسها بالموافقه  ومن ثم غادرت تولين حتي تري قصي

وبعد مرور نص ساعه وصلت تولين إلي وجهتها لذلك المقعد الذي يجلس عليه قصي أمام البحر وما إن اقتربت منه حتي هتف قائلًا : وحش الوحوش اخيرنا وصلتي 

لترفع حاجبها باستنكار ثم تجيب بتهكم : والله دا علي أساس أني واحد صاحبك  ...يا نجم !!!!

للمرة الثانية علي مدار اليوم تُدهشه بتلك اللهجة الجديدة ..فمتي أصبحت قطته تخربش بأظافرها ؟!

ليجيبها ببرود : والله ياختي صاحبي أرق منك حتي مبيلبسش عفريته 

أنهي جملته وهو يتفحصها من أعلاها حتي امخص قدميها ثم انفجر ضاحكًا علي مظهرها الطفولي وعلي وجهها المشتعل من الغيظ وهي تدب الأرض بكلتا قداميها وهمت بالمغادرة لكن قصي كان الاسرع حين جذبها من ذراعها نحوه وهو يهمس بالقرب من أذنها برقة أذابت كل فتائل الغيظ الذي أشعلها : وهو  دي تيجي ياشابة بردوا تمشي بسرعه كدا ؟

ثم لاحظ تلك الحمرة الزاحفة لوجنتيها من شدة توترها وخجلها ليبتعد عنها بمسافة قائلًا : طب مش عندك فضول تعرفي خبر اي اللي قولتلك هقولك عليه ؟!






وكأن بذلك جردها من الخجل والتوتر حتي تفر الفريسة من شباك صيادها ،لتهتف قائله : اه صحيح كنت عاوز تقولي اي

ليجيبها : تعالي ياروحي طب اقعدي وهقولك كل حاجة 

تمتمت تولين ببضع كلمات مقلده نبرة قصي وبالطبع  لم تصل لمسامع قصي  لقصر قامتها 

وما إن جلست حتي بدأ قصي حديثه : تولين انا هسافر و..

لم يكمل قصي عباراته  بسبب مقاطعة تولين له : قصي دي مش حاجة تتهزر فيها !!!!

لم يستطع قصي اخبارها المزيد ليصمت في محاولة منه لانتقاء بعض العبارات 

هتفت تولين بصوت متحشرج يهدد بالبكاء : انت ساكت ليه قولي ان دا هزار مش جد قصي ساكت ليه 

رد قصي بألم بسبب رد فعلها: لا ياتولي مبهزرش ياحبيبي جايلي فرصة  شغل حلوة في فرع الشركة اللي ف ايطاليا  ولازم اسافر 





صمت لبرهه عله يري اي رده فعل لكن لم يجد سوي دمعه فارهه من مقلتيها .

تنهد تنهيدة حارة لما هو مُقبل عليه ثم هتف : عارف اللي بقوله صعب بس قدري موقفي ،طول مانا هنا مش هكون نفسي ،أنا بعمل دا عشانا عشانك وعشاني  عشان نعيش مرتاحين لو انا لوحدي مبتفرقش معايا لكن انتي فارقة معايا اكتر من نفسي  انتي النفس اللي بتنفسه ياتولي ارجوكي افهميني ،بلاش كل دا أهلك هقولهم اي لما ادخل بيتكم ،كل اللي عاوز اوصله ان بدل شغلي هنا هسافر فترة علي ماتخلصي جامعتك بس وهرجع اتقدملك علي طول .

كانت لاتصدق مايلقيه علي مسامعها .. لحظة لحظة أهذا قصي !! عشقها وحبها !! هذا الذي يهدم العالم إن غابت لساعتين !! من أين هذه القسوة ؟ حكم بالبعد والعذاب ؟!

وبعد فترة من الهدوء والصمت نظرت له نظرة طويلة وكأنها تحفر تلك الملامح التي ستغيب عنها لفترة لا يعلمها الا الله واخيرا استطاعت ان تُخرج صوتها وهتفت بصوت متحشرج : أنت أناني ياقصي أيوة أناني متبصليش كدا فكرت وقررت وظبطت كل حاجة مع نفسك ومشاركتنيش ؟هونت عليك !! جالك قلب تقعد تضحك ف وشي وجاي تقولهالي عادي كأنك بتقول حاجة عادية





 ؟وفي نظرك سعادتي فلوس ! لو فكرت فيا كدا يبقي انت عمرك ماعرفتني عشان تختار تبعد عني وجاي تقنعني بحجج أنها هتسعدنا !!! اسفة ياقصي بس دا مش هقبل بي 






عاوز تمشي أمشي وسافر بس اوعدك مش هتعرف عني حاجة تاني.

وتركته راكضة بسرعة ودموعها أمامها غير عابئة بنداءات قصي من خلفها 

Back 


فاقت من شرودها علي صوت هاتفها الذي يصدح بالرنين للمرة التي لا تعلم عددها ، لترفض تلك المكالمه كالسابق وتلقي بمكالمته عرض الحائط ،ليصدح هاتفها من جديد مُعلنًا عن وصول رسالة بالتاكيد لم تجهل هاوية صاحبها "قصي" 

لتجد نصها كالتالي : ياتولي من فضلك كفاية تعذيب فينا أحنا الأتنين ..مفيش حاجة من اللي قولتيها الصبح صح يا حبيبي ،انا مسافر لينا وعشانا زي مافهمتك وانا مش سهل ابدأ عليا اسيبك وابقي في بلد نَفسك حتي مش فيها ،فكري في الموضوع بعقلك عشان خاطري واتمني اشوفك بكرا واودعك متحرمنيش من دي أرجوكي ... بحبك "


 هوي قلبها بين قدميها و سقط الهاتف من بين يديها  وسقطت هي ايضا ارضًا تلعن ذاك الحظ الذي يفرق بينها وبين حبيبها ..هي






 لم تعتد فراقه فكان كظلها دائمًا .. العديد من الأماكن كانت شاهده علي قصه حبهم ..أصبحت  جميعها  



الآن مجرد ذكري !!!!!!

اعتدلت توليت في جلستها ومحت عَبراتها التي سالت كغيرها في ذلك اليوم الذي لن تنساه طالما حيت ..والتقطت هاتفها



 لتبعث لقصي قرارها الذي توصلت له بعد معاناة حتي تحسم موقفها تجاه ذاك السفر ..

                       

                                  الفصل الثاني من هنا


لقراة باقي الفصول اضغط هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-