CMP: AIE: رواية عشقت اسيرتي الفصل الثامن 8 الاخير بقلم رولا هاني
أخر الاخبار

رواية عشقت اسيرتي الفصل الثامن 8 الاخير بقلم رولا هاني

رواية عشقت اسيرتي الفصل الثامن 8 بقلم رولا هاني 
 

باليوم التالي.


كان يتابع شؤون المملكة من خلال الملفات التي أمامه، بينما "ليساء" تجلس أمامه عنوة هكذا لتشتته، وفجأة نهضت لتقترب منه ولتقف ورائه وهي تقول بمكرٍ:


- مولاي "سفيان"، ألم تمل من العمل!؟


نبرتها الساحرة جعلته يتشتت عن تلك الأوراق سريعًا، ثم صوب عيناه عليها وعلى ملامحها الجميلة ليهتف بنبرة متوترة:


- "ليساء" اتركيني.


حاولت التحلي بالجرأة قليلًا، ثم وضعت كفها على وجنته الغليظة لتهمس بوله زائفٍ وهي تقترب منه:


- لا أستطيع مولاي.


تهدجت أنفاسه وتلاحقت بصورة عنيفة، فحاول الابتعاد وهو يتنحنح بحرجٍ، بينما هي تبتسم بدهائها الأنثوي الذي انتصر في تلك اللحظة، ثم اقتربت أكثر وأكثر وكأنها لا تنوي خيرًا، بينما هو تائه بين يديها، فقد ظلت علاقته بالنساء طوال فترة حياته منعدمة بسبب انشغاله بالحكم وبالعمل، لذا كان هو وقتها يختبر تلك المشاعر بصعوبة ولأنه لم يختبرها من قبل!


وفجأة دلفت " عيناء " لتخبره بميعاد وجبة العشاء، فرأتهم وقتها في ذلك الوضع المخجل!


ابتعدت "ليساء" بحرجها المصطنع، بينما من داخلها تريد أن تشكر " عيناء " بشدة، نعم فقد كان ذلك الموقف الشنيع في صالحها.


وكل ذلك وقد كان "سفيان" في عالم آخر، متوتر، مرتبك، متوجس من الأفكار التي ستراود الخادمة " عيناء " بعدما رأته مع "ليساء" هكذا، تنهد هو وقتها بعمقٍ لعله يهدأ قليلًا، ثم قال بنزقٍ وهو يهب واقفًا:


- كيف تدخلين هكذا دون الطرق علي الباب حتى!؟


غضبت " عيناء " من نبرته المهينة تلك، فصاحت وقتها بنفاد صبر وهي تشير ناحية "ليساء":


- ولكن "ليساء" دائمًا ما تدلف دون استئذان مولاي!


نظر لها "سفيان" بتوعدٍ، فأصابها الذعر المفرط، فأطرقت رأسها وهي تقول بأسفٍ، بينما "ليساء" تنظر لها بتعالٍ وغرورٍ:


- آسفة مولاي.


ثم تابعت " عيناء " بنبرة مهذبة أكثر:


- وجبة العشاء ستكون جاهزة بعد عشر دقائق.


أومأ لها عدة مرات بصمتٍ وكاد أن يأمرها بالخروج، ولكن "ليساء" تدخلت في تلك اللحظة لتهتف بنبرتها اللطيفة المصطنعة، والتي جعلت " عيناء " ترمقها بتهكمٍ:


- مولاي أيمكنني الخروج لمساعدتهن؟


هز "سفيان" رأسه نافيًا، ثم قال بحزمٍ وهو يشير ل " عيناء " برأسه حتى تخرج:


- ستبقين معي هنا.


وبالفعل خرجت " عيناء " بتلك اللحظة من الغرفة لتهمس بنبرتها الخافتة، وقد كان على ملامحها الامتعاض بائنًا وبشدة:


- كما توقعت بالضبط، كالأفعى ولن تترك حقها!

_________________________________

كانا يأكلان بهدوء تعمه كلمات الغزل اللطيفة منه لها، بينما هي تتفحصه بهيامها المعتاد، وفجأة تعالت الطرقات على باب المنزل، فانتفضت هي وقتها بهلعٍ، بينما "يافث" ينهض من علي الكرسي سريعًا ليهمس بجدية وهو يشير لداخل إحدى الغرف:


- ابقي بالداخل يا "وِد".


تشبث بكفه وهي ترمقه برفضٍ، فقبض هو وقتها علي معصمها برفقٍ، ثم جعلها تنهض معه لتدلف لإحدى الغرف بالفعل، وذهب بعدها تجاه الباب ليفتحه، فتنفس وقتها براحة عندما رأى أمامه تلك الفتاة العشرينية ، فقد كان يظنهم حراس الملك "سفيان"، وفجأة خرج من شروده علي نبرة تلك الفتاة التي تحدثت بنبرتها الناعمة وهي تقول:


-أتيت عندما علمت بأن هناك سكانًا جددًا هنا.


عقد حاجبيه بتعجبٍ ازداد عندما دلفت هي للداخل بجراءتها الغريبة، سار خلفها "يافث" ثم قال بفضولٍ لم يستطع إخفاءه:


- من أنتِ؟


وبتلك اللحظة انتبه هو لملابسها الفاضحة، فعلم وقتها سريعًا وظيفتها، ثم زفر بحنقٍ على حظه التعيس الذي أوقعه في تلك المصيبة، تلك المصيبة التي إن خرجت "وِد" ورأتها لن تبقيه بداخل البيت ولو للحظة واحدة، وخلال لحظات ردت تلك الفتاة وهي تتفحص البيت بتمعن:


- " أنسام " أسمى " أنسام ".


تنحنح بصورة واضحة، ثم قال ببعض من الفظاظة:


- أخرجي من هنا.


نظرت له " أنسام " بمكرٍ قبل أن تهتف بلؤمٍ وهي تقترب منه بعدة خطوات:


- مما تهرب؟


ازدرد "يافث" ريقه بوجلٍ، ثم صاح بعصبية شديدة ظهرت من خلال عروق نحره التي برزت وبصورة ملحوظة:


- ما الذي تقصدينه؟


تنفست " أنسام " بعمقٍ قبل أن ترد عليه لتثير صدمته:


- أتى من قبلك الكثير والكثير لا تتعجب.


ثم تابعت بجدية وهي تنظر في عينيه مباشرةً:


- لذا أخبرني بهدوء مما تهرب.


وقبل أن يرد عليها خرجت "وِد" من الغرفة، فتجهمت ملامح وجهها ما إن رأت " أنسام " بملابسها التي أثارت شكها الهستيري، فقالت وقتها بعدما امتقع وجهها:


- من أنتِ؟


نظرت لها " أنسام " بنظراتها المتفحصة والجريئة بعض الشيء، ثم قالت بنبرة متسائلة وهي تنظر ل "يافث" لتلوك بعلكتها :


-عشيقتك؟


رمقها "يافث" بنظراته القاتمة، ثم قال بنبرة صارمة لا تتحمل النقاش:


- لا يهمني من أنتِ، أخرجي من هنا ولا تعودي مجددًا.


قهقهت " أنسام " بضحكتها الخليعة، ثم صاحت بنبرتها الخبيثة وهي تجلس علي تلك الأريكة:


- ماذا إن أخبرتك بأن حمياتكما في قبضتي!؟


نظرت لها "وِد" بعدم فهم، ثم قالت بنبرة يشوبها القلق:


- وضحي كلماتك المبهمة تلك.


وضعت " أنسام " ساقًا فوق الأخرى، ثم قالت بنبرتها الهادئة وهي تمعن النظر في ملامحهما، حتى تستطيع رؤية ردود أفعالهم:


- ذلك البيت لي، وملكي أنا، ولكني تركته لظروف ما، وكل فترة والأخرى يتواصل معي حراس الملك، حتى يتساءلوا حول وجود أي هاربين بذلك البيت، ولكني أمنعهم من التفتيش بالرشوة، وبالطبع أنتم تعلمون الكثير من المجرمين يبحثون عن البيوت التي تشبه بيتي، مهجور، مبتعد عن المدينة، ومكان مناسب للهروب!


لم تستطع "وِد" فهم ما تقوله جيدًا، ولكن "يافث" استطاع فهم رغبتها سريعًا، لذا هتف هو وقتها تِلْقَائِيًّا وهو يزفر بضيقٍ بائن علي قسمات وجهه:


- تريدين المال أعلم، ولكننا لا نملك ما تريدينه.


أشعلت " أنسام " سيجارتها الفاخرة بتلك اللحظة وقالت ببساطة عجيبة، لتنفث بعدها دخان سيجارتها وهي تنظر ل "وِد" بصورة لئيمة أثارت حفيظة "يافث":


- إذًا العمل ينتظركما.


أصاب "يافث" الاهتياج، فصرخ وقتها بنبرته المرعبة، وقد كان وقتها كالثور الهائج:


- ابتعدي عن "وِد" أيتها الحمقاء.


شعرت " أنسام " بالغيظ الشديد، فحاولت وقتها كظم غضبها وهي تقول بهدوء ظاهري:


- كما تحب يا صغيري، ولكن لا تحزن عندما عندما يتم القبض عليكما.


ثم نهضت لتتجه ناحية الباب، لتنوي الخروج، ولكن "وِد" أوقفتها في تلك اللحظة قائلة بذعرٍ:


- لا تفعلينها أرجوكي .


ثم تابعت بأنفاسها المتهدجة:


- أخبريني أكثر عن ذلك العمل.


نظر لها "يافث" شزرًا، ثم لكزها بيده في خصرها، فتأوهت هي بألمٍ، ثم ابتعدت عنه لتركض ناحية " أنسام "، حتى تقف قبالتها وهي تهتف بتوسلٍ:


- أرجوكي نحن فعلنا الكثير حتى نستطيع الهروب، لذا أرجوكي أخبرينا بالتفاصيل.


نظرت لها " أنسام " بِانْتِصَار، ثم التفتت للخلف لترمق "يافث" الذي كان سينفجر من فرط الغيظ بتهكمٍ، ثم ردت على تلك الغبية وهي تتخصر :


-راقصة في ملهى ليلي.


جز "يافث" على أسنانه بعنفٍ، ثم رفض صارخًا:


- أخرجي من هنا، لن أكررها مجددًا.


وبالفعل تحركت " أنسام " حتى تخرج من البيت، وقبل أن تخرج همست في أذن "وِد" دون أن يرى "يافث":


- سأعود لكي مجددًا.

__________________________

باليوم التالي.


تنهدت بعمقٍ وهي تحاول السيطرة علي رفضها لما ستفعله بعد قليل، ثم همست بنبرتها الخافتة:


- أعلم ذلك لا يناسب الملوك أبدًا، ولكني سأفعلها حتى تعود المملكة.


تنفست "ليساء" بهدوء شديدٍ، ثم تعالى صوتها العذب بتلك الأغنية الرومانسية، وأخذ وقتها جسدها يتمايل بإتقان!


كانت تتراقص في ذلك الوقت وتغني لأنها تعلم أن ذلك هو وقت عودته لغرفته بعد انتهائه من العمل، وبالفعل ظل هو يسير بحثًا عن ذلك الصوت الرقيق الذي كان يتعالى ليسحره، وليسحبه بلا وعي تجاهه!


سار "سفيان" تجاه غرفتها ليجد الباب مغلقًا، ولكنه رأى وقتها ظل جسدها الذي كان يتمايل رقصًا هكذا من خلال الباب الزجاجي، ثم ازدرد ريقه وهو يحاول خفض نظره ولكنه لم يستطع، وظل وقتها هكذا يتأمل نبرتها العذبة وجسدها الذي كان ذا ظل جذاب لا يقاوم!


كان عقله يعطيه إنذارات لا نهائية حتى يستفيق، ولكن قلبه فاز وقتها بلا مجهود، وضع كلا كفيه علي وجهه، ثم أطرق رأسه حتى يمنع نفسه من رؤيتها، حتى يحاول السيطرة علي تأثيرها الذي يركض خلفه بلا رحمة، ما زال يخشاها ويخشى تصرفاتها، هي خبيثة، ماكرة، ذات دهاء يصيب المرء بالقلق، بينما هو ولأول مرة يلاحظ ضعفه وضعف شخصيته أمامها، والدليل تأثيرها الغير طبيعي عليه ليصبح في تلك الحالة المشتتة، وخلال لحظة ما رفع رأسه سريعًا بعدما توقفت عن الغناء ليبحث عنها بكلا عينيه، فرأها تقترب من الباب لتفتحه، فظنها وقتها تراه، لذا ركض سريعًا ليهبط الدرج بخطواته السريعة، والخائفة، والتي لا تناسب هيبته وشموخه أبدًا ليهرب مسرعًا قبل أن تراه.


بينما "ليساء" تفتح باب غرفتها وعلى وجهها تلك الابتسامة المنتصرة، ثم دمدمت بمزاحٍ:


- تُرى ما هي الخطة القادمة!؟

__________________________

-خطة هروبنا لمملكة أخرى فشلت، لن نستطيع الهروب من حراس الملك علي الحدود.


قالها "يافث" بيأسٍ، وهو يجلس علي الأريكة وعلى ملامحه يظهر ذلك الأسى بوضوحٍ، فاقتربت "وِد" منه لتربت علي ظهره بحنوٍّ وهي تقول:


- لا تقلق أنا بجانبك.


ثم تابعت بنبرتها المرحة بعدما لاحظت ملامحه التي امتعضت في تلك اللحظة بوضوحٍ:


- حسنًا "يافث" لنبقى هنا ولنعمل، اهدأ قليلًا.


رمقها بتأففٍ قبل أن يهتف بحيرة:


- وماذا سأعمل؟


ليتابع بعدها بوجهه المكفهر:


- أنا لا أفهم في شيء سوى فنون القتال!


هدأته مجددًا وهي تربت علي كتفه بحنانها اللطيف، ثم قالت بنبرتها الرقيقة التي تجعله ينسى كل همومه الشنيعة:


- بالمال الذي معنا ستشتري كل ما يخص الصيد، وبعدها لتعمل بائعًا للسمك.


التمعت عيناه بوميضٍ قوي، ثم قال بسعادة وهو يقبل رأسها:


- لو كانت كنوز ذلك العالم بين قبضتاي لكنت أعطيتها لكي يا عشقي الأول والأخير.


ابتسمت بخجلٍ، وفجأة اختفت ابتسامتها وهي تقول بنبرة يشوبها التوجس:


- ولكني أريد شيئًا ما.


نظر لها "يافث" باستفهام، فتابعت هي وقتها بنبرتها المتوترة:


- أريد أن نتزوج، أخشى أن يراني الجميع عشيقتك كما قالت تلك الفتاة التي كانت هنا.


نظر لها مطولًا مما جعل الخوف يحتل قلبها لتخشى وقتها رد فعله والذي سيحدد مصير علاقتها بالتأكيد، وبعد عدة دقائق رد هو بابتسامة واسعة:


- لن أنكر كنت أريد أن يتم ذلك الحدث في وقتِ أفضل، ولكن يبدو أن ملكة عالمي الأولى والأخيرة متعجلة بعض الشيء، لذا أنا لا أمانع يا صغيرتي فلنتزوج.

________________________

بعد مرور عدة أيام.


عاد الملك "سفيان" وكل من كان معه للقصر الكبير بعدما تم ترميمه، وعادت وقتها "ليساء" ولم تكن بأفضل حالة، بل كانت مشتتة وحزينة بسبب معرفتها بما حدث ل "وِد" و "يافث"، وظلت خلال تلك الأيام تتمني أن يكونا العاشقين على قيد الحياة.

___________________________

دلفت "ليساء" للمطبخ حتى ترتشف من كوب الماء عدة رشفات، وفجأة بصقت المياه ما إن استمعت " عيناء " تقول بنبرة مسموعة داخل المكان، حتى تستمع كل الخادمات:


- لقد أتى الملك "فاهد" هو وابنته " دانسيا "، ويُقال إن الملك "سفيان" سيرى ابنته الملكة حتى يستطيع التفكير بجدية في الزواج منها

                     تمت بحمد الله 

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-