CMP: AIE: رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والثلاثون36بقلم سعاد محمد
أخر الاخبار

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والثلاثون36بقلم سعاد محمد


رواية بحر العشق المالح
 الفصل السادس والثلاثون36
بقلم سعاد محمد
بـ مطعم رائف. 
تبسمت صابرين على تلك الصغيره ميلا التى تجلس على ساقي فاديه تتشبث بها ترفض أن تتركها حتى لـ رائف الذى تركهُن وإستأذن لحل مشكله بالمطعم
بينما نظرت صابرين لـ فاديه التى تضع بعض قطع الطعام بفم ميلا، تبسمت 


قائله:. أنا مندهشه، ومش عارفه سبب لمعاملتك لـ رائف  بالشكل الحاد ده، ومع ذالك فى نفس الوقت بنتهُ كل ما تشوفك ترمى بنفسها عليكِ.

نظرت فاديه لـ ميلا وضحكت قائله:
أكيد زهقانه من سماجتهُ،مش كده يا ميلا.

ضحكت ميلا وامائت رأسها بموافقه. 

كذالك ضحكت صابرين قائله: أنا مش شايفه مُبرر بصراحه لرد فعلك مع رائف أنا شيفاه شخص لطيف وبيحب الضحك والهزار، عكس.... 

صمتت صابرين 
بينما تبسمت فاديه بمكر: نسيتى هو
عكس مين؟ قصدك عواد صح، عالاقب عواد عنده عقل عن رائف ده اللى بيستسخف ودمه تقيل... صح يا ميلا. 

وميلا تهز رأسها بموافقه على أى كلمه تقولها فاديه.

ضحكت فاديه قائله:أهو حتى شوفتى بنته موافقانى...بطلى رغى فى سيرته بقى عشان السخيف رائف راجع تانى لهنا أهو. 

حاولت صابرين كبت بسمتها،حين جلس رائف معهم على نفس الطاوله قائلاً بإعتذار:
مُتآسف،مشكله بسيطه فى المطعم وخلاص حلتها.

تبسمت صابرين قائله:لأ ولا يهمك إحنا مش غُرب.

وضع رائف عيناه على فاديه وهو يقول:.فعلاً مش غُرب بس أنا اللى عزمتكم عالغدا ومن الذوق أقدم لكم أفضل خدمه لراحتكم. 

همست فاديه بإمتعاض: والله أفضل خدمه إنك تسيبنا هناخد راحتنا أكتر.

لم يُفسر رائف همس فاديه لكن صابرين فسرته بسبب جلوسها جوارها وكبتت ضحكتها غصبًا . 

بينما بنفس اللحظه صدح رنين هاتف فاديه المشغوله بإطعام ميلا ، نظرت لـ صابرين قائله: 
أفتحى شنطتى وطلعى الموبايل.

فعلت ذالك صابرين لكن بفضول منها نظرت الى شاشة الهاتف ثم لـ فاديه التى وجهت شاشة الهاتف نحوها، لتتعجب هى الأخرى وهى تتبادل النظرات
 لـ صابرين بفهم 
ثم نهضت واقفه وأعطت ميلا لـ صابرين قائله بهدوء:.هاتى الموبايل وخدى ميلا دقيقه وراجعه.

اخذت فاديه الهاتف وخرجت خارج المطعم وردت بحِده نوعًا ما  بنهاية الرنين الثانى:
خير يا فاروق بتتصل عليا ليه؟  






تنهد فاروق بتردد قائلاً بهدوء  : 
خير يا فاديه، أنا متصل عليكِ عشان.... 

صمت فاروق قليلاً، مما جعل فاديه تُزفر نفسها بحِده قائله مره أخرى : 
خير يا فاروق  قولى متصل عليا ليه، ولا يمكن نسيت عالعموم، لما تفتكر أبقى أتصل... 

قاطعها فاروق سريعًا يقول: فاديه ممكن نتقابل. 

بحسم قالت فاديه: 
لأ.

إبتلع فاروق لُعابه الذى يشعر بمرارته قائلاً برجاء:
من فضلك يا فاديه ممكن نتقابل لمره واحده بس...وأوعدك بعدها لو طلبتى منتكلمش تانى مش هفرض نفسى عليكِ.

زفرت فاديه نفسها قائله:تمام نتقابل.

إنشرح قلب فاروق قائلاً:تمام أنا بكره هاجى أسكندريه أيه رأيك نتقابل فى المكان اللى كنا زمان بنتقابل فيه عالشط.

شعرت فاديه بغصة ندم على ذالك الماضى التى إستسلمت لوقت  بما فُرض عليها،وأضاعت جزء من عمرها وهى مهزومة القلب...وكان السبب تخاذُل فاروق.
....
بينما بداخل المطعم،شعر رائف بببعض الفضول من نظرات صابرين وفاديه لبعضهن وإزداد بعد أن تركتهم فاديه لتقوم بالرد على من يتصل،لكن إلتزم عدم السؤال فهو لا يحق له،لكن بداخله شعور خاص لا تفسير له إتجاه فاديه التى يشعر أنها لا تستصيغهُ 
، رغم انه شعر بفرحه حين آتت مع صابرين تُلبى دعوته على الغداء وآتى بـ ميلا معه كى يُشغل فاديه  بها، بعد أن لاحظ إنسجام الأثنتين معًا رغم لقائتهن القليله. 

تبسم حين رأى عودة فاديه مره أخرى  وجلوسها جوار صابرين وتلك الصغيره التى أرادت  العوده لها، بينما تبسمت صابرين قائله بعتاب مَرح:. 
كده يا ميلا تبعينى فى لحظه. 

تبسم رائف وهو ينظر لـ فاديه قائلاً: 
القلب وما يريد بقى إنتِ شايفه  حتى انا كمان سابتنى وراحت لـ فاديه، متآسف قصدى مدام فاديه وإن كنت أفضل أقول فاديه من غير ألقاب بينا، أحنا فى سن واحد تقريبًا، بحس الألقاب أوقات مش بتقلل المقام قد ما بتكبر السن مش أكتر. 

كادت فاديه أن ترد عليه بتعسُف لكن صابرين سبقت بالحديث:. 
فعلاً  الالقاب أوقات بتكبر السن مش أكتر، واللى أعرفه أنك أكبر من عواد بكم شهر وفاديه أصغر من عواد بشهور، وملهاش لازمه الالقاب، أنا أهو رغم أنك المفروض خال جوزى بس بنادى عليه بإسمك  بدون ألقاب... وده مش تقليل منك أبدًا. 






وافقها رائف بالحديث،رغم تحفُظ فاديه لكن إستسلمت لقولهم لا داعى لألقاب لا تقليل شآن منها. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــ
بحديقة منزل الشردى
وقفت ناهد جوار باب السياره الخلفى تقول بتمثيل:
كان نفسى أجى معاكِ بنفسى للدكتور يا عمتى،بس أنا خايفه عالجنين اللى فى بطنى إنتِ عارفه مناعتى ضعيفه وبلقُط أى عدوى بسرعه،لو الود ودى أنا مش مهم بس عشان الجنين اللى فى بطنى. 

ردت ماجده وهى تصعد الى داخل السياره قائله: 
لأ ملوش لازمه تجى معايا سحر هتيجى معايا، خليكِ إنتِ هنا فى البيت، زمان وفيق جاي من مصر انا أتصلت عليه من شويه وقالى انه راجع فى الطريق، بس مقاليش السبب اللى يخليه يسافر مصر كده فجأه  قبل الفجر من غير ما يقولى يلا لما ارجع من عند الدكتور  يكون  هو كمان رجع وارتاح  وأبقى اعرف منه كل حاجه،يلا إدخلى إنت خلصى بقية شُغل البيت مع الخدامه زمان سحر واقفه قدام بيتها ولو إتاخرت عليها هتتضايق.

اغلقت ناهد باب السياره على ماجده،سُرعان ما إنطلق السائق بها بينما وقفت ناهد قليلًا تُزفر نفسها بغضب ساحق قائله:
بتشبيهينى للخدامه يا حيزبون،ربنا ياخدك وما يرجع الإ خبرك السعيد وارتاح من وشك،ووقتها أشوف المحروس إبنك النونوس اللى من بدرى بتصل عليه مش بيرد عليا،لكن إنتِ زى ما يمون سحراله كلمتك عنده مُقدسه،بيصدق أى كدب منك،حتى من غير ما يفكر،حتى لما كدبتى عليه وقولتى إن فاديه خدت صيغتها وهدومها وهى طالعه من البيت،بس معرفش خفتيهم فين يا حيزبون،وانا هقف افكر كتير ليه،البيت خالى مفيش فيه الأ الخدامه أبعتها تجيب أى حاجه من بره وادور براحتى يمكن أعتر فيهم.

بالفعل بعد قليل دخلت ناهد الى غرفة ماجده بعد ان أمرت الخادمه بشراء بعض الاغراض من الخارج...
نفخت اودجها قائله:
الوقت مش طويل للتفكير يا ناهد شويه والخدامه هترجع،ودى بتفتن ليها كل حاجه بتشوفها،ادور فين؟فين؟
اكيد فى دولابها بين هدومها اللى ما توعى تدوبها ووقتها هرميهم فى البحر.

ذهبت نحو دولاب الملابس الخاص بـ ماجده تفتح ضلفه خلف أخرى ودُرج خلف آخر لم تجد شئ لكن بعد بحث  لاحظت وجود دُرج داخل أحد ضُلف الدولاب،حاولت فتحه لكن كان مُغلق جيدًا لاحظت وجود مكان مفتاح به،زفرت نفسها بغضب قائله:





حيزبون حويطه زى ما ماما بتقول عليها، هعمل أيه دلوقتي  ممكن أفش فقل الدرج واشوف فيه أيه، بس هتعرف وقتها ومفيش غيرى قدامها تتهمه.

ظلت ناهد للحظات يتلاعب الشيطان بعقلها ان تفتح الدرج وترى محتوياته... حسمت أمرها حين  جال بعقلها خطه شيطانيه، ستفتح الدرج ولن يشُك بها أحد  لديها من تُلفق له ذالك فيما بعد... 
بالفعل شدت الدرج بعنف كبير وإنفتح الدرج، 
وجدت بعض الأموال، وبعض الأوراق الهامه كذالك دفاتر توفير ماليه بإسمها، وهنالك علبه مخمليه بداخل الدرج، أخرجت تلك العلبه وفتحتها نظرت لها بعين شيطانيه، هى مصوغات فاديه رأتها ترتدى منها سابقًا فى بعض المناسبات كانت تحسدها عليها، 
تلك الهدايا التى كان يغدقها بها وفيق كما كانت تقول  ماجده، رغم شُحه معها فهو منذ ان تزوجها حتى لم يأتى لها بهديه بسيطه، لكن كان يُهادى فاديه بالذهب، رأت ذالك السوار ذو التصميم المميز بقلوب بها بعض الاحجار الكريمه، راته مره بيد فاديه وتمنت أن  تأتى بمثله لها، لكن لضيق الحال  إرتضت، لكن ها هو بين يديها وضعته حول  معصمها تتمعن به عليه قائله:. 
على مقاس إيدى بالظبط، تركته ونظرة الى بقية الذهب، لكن فى ذالك الوقت شعرت بعودة تلك الخادمه، وجاء إليها ظن ان تكون عادت ماجده وألغت ميعاد  الطبيب،عليها الخروج الآن من الغرفه...
فكر عقلها بأخذ علبة الذهب كلها،لكن فكرت قليلاً
ليس الآن عليها تحقيق هدفها أولاً وهو طرد تلك الخادمه،عين ماجده بالمنزل...وضعت العلبه بمكانها واغلقت الدرج،لكن إحتفظت بذالك السوار لكن خلعته من يدها وذهبت نحو غرفتها وأخفته جيدًا.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بشقة فادى 
على صوت رنين هاتف فادى، فاق الأثنين من تلك الغفله التى ستضع فاصله بينهم، أو ربما نُقطة نهاية السطر. 
بسآم نهض فادى عن غيداء التى كانت كآنها بسكره
وفاقت للتو،تنظر حولها بإرتعاب،من رنين ذالك الهاتف،دخل الى عقلها كآن من يتصل يراها عاريه،جذبت غطاء الفراش على جسدها،بالفعل هى شبه عاريه،صرخت على فادى قائله:
أقفل صوت الموبايل ده،أكيد بيرقبونا.

تعجب فادى قائلاً:مين اللى بيراقبنا.

نظرت غيداء له بإشمئزاز قائله:
معرفش،أقفل صوته.

تعجب فادى وهو يرى غيداء جلست على الفراش تضم ساقيها لصدرها تزم الغطاء على جسدها،وتضع يديها على أذنيها ودموعها تسيل بغزاره،صرخت عليه مره أخرى،مما جعله يُغلق الهاتف نهائيًا ثم إقترب منها ومد يدهُ يضعها على كتفها،لكن غيداء إبتعدت عنه تصرخ بوجهه قائله بنهى وندم وندب:
إبعد إيدك عنى، إبعد عنى، انا عملت أيه فى نفسى
أنا ضيعت نفسى،إزاى كان فين عقلى،مش هو ده اللى كنت عاوزه أنا كنت عاوزك تحبنى،تحبنى وبس،إزاى ضعفت للدرجه دى ودنست نفسى...انا بقيت 




مُدنسه،إنت السبب...لأ مش إنت السبب غبائى هو السبب،أنا بقيت....

تفاجئ فادى بذالك اللفظ البذئ التى نعتت غيداء نفسها به،كذالك إنهيارها بهذا الشكل ترمى كل الخطأ على نفسها،كاد يتحدث لكن صرخت غيداء عليه بدموع قائله:
إطلع بره،سيبنى لوحدى...للحظات رفض فادى خشية أن تفعل بنفسها شئ ضار وهى بهذه الحاله بالأخص حين رأى نظرها الى تلك الشُرفه التى بالغرفه...لكن نهضت غيداء وهى تلملم غطاء الفراش عليها قائله بصريخ وتوعد:
إطلع بره،لأصرخ وألم عليك العماره وأقول أغتصبنى.

ذُهل فادى من قول غيداء التى كآنها تبدلت بأخرى  كآن ذهبت ِرقتها مع برائتها...حاول فادى التلاكع قبل ان يستجيب لها ويخرج من الغرفه،لكن صرخت غيداء قائله:إقفل باب الاوضه وراك،متخافش انا مش هموت نفسى،ما اهو مش هموت مُدنسه و
زا...وكمان كافره،كفايه عليا إثم واحد اخرج بره.

توجع قلب فادى من نعت غيداء نفسها بتلك الالفاظ الشديدة بذاءه،خرج من الغرفه واغلق خلفه الباب ...وقف أمام الباب،يستمع بقلب مُنفطر 
لبُكاء ونواح غيداء بل وصوت لطماتها،
واجه نفسه:
أهذا ما كنت تريد الحصول عليه،بكل تلك الدناءه والخِسه أخذت القصاص من عواد؟ ومن من؟  
من غيداء تلك الضعيفه...كم انت خسيس لا تفرق عن عواد،
فكر عقله:ربما فعل عواد مع صابرين مثلما فعلت مع غيداء وأستغل ضعفها.

بينما بداخل الغرفه 
إنهارت غيداء جالسه أرضًا تلطم على فخذيها وتنوح تبكى بدموع هيستيريه،لا تلوم أحد تلوم نفسها فقط،هى المُخطئه الوحيده،كيف إستسلمت لذالك الضعف الذى جرفها الى هوه سحيقه ومُظلمه بعتمة قاع البحر 
حاولت الوقوف على ساقيها،لكن كآن جسدها شُل للحظات قبل أن تتحامل على نفسها،وتنهض واقفه،لكن وقع بصرها على الفراش وتلك البُقعه الظاهره عليه،دماء عذريتها التى فقدتها بغفلة وسكرة الحب،لكن أى حب هذا،الذى دمرها 
بأرجُل خاويه ذهبت نحو الحمام،ألقت ذالك الغطاء ينسال من على جسدها تعرت أمام تلك المرآه،رأت بعض العلامات حول عُنقها ويديها وصدرها،علامات كانت مثل أسنان المنشار التليم، تنشُر بقلبها بتلامه ليتها تموت،لكن لو ماتت الآن لن تنال الغفران على تلك الخطيئه التى لا غفران لها...حسمت أمرها وذهبت نحو ملابسها التى من الجيد انها وضعتها على ذالك الحوض،إرتدتها مره اخرى،لم تبالى أنها ملوثه،فمها كانت ملوثه فهى أنظف منها. 

إنتهت من إرتداء ثيابها وخرجت من الحمام الى الغرفه شعرت بإختناق لو ظلت دقيقه بها لن تموت بل ستُجن،بالفعل فتحت باب الغرفه وخرجت منها 
لم تبالى بـ فادى الواقف جوار الباب ولم تنظر له بل توجهت نحو باب المنزل...لكن قبل أن تضغط يدها على مقبض الباب،وضع فادى يدهُ على يدها قائلاً: 
غيداء رايحه فين، مش شايفه شكل هدومك. 

نظرت له بعين إختفى لونها مع بريقها وأصبخت دمويه  قائله: 
مالها هدومى، أنضف منى. 

شعر فادى بصدمه كبيره كذالك وجع جم فى قلبه، قائلاً:. 
غيداء، إحنا هنتجوز شرعى فى أقرب وقت. 

نظرت له غيداء بضياع وقالت بتهكم:. 





ومكنش ده ليه من الاول،فين كلامك وخوفك من إن مامتك تغضب عليك لو إتجوزت من أخت قاتل أخوك قبل ما يُمر سنه على موته،أنا شوفت مصطفى هو اللى رفع السلاح الاول على صابرين وبعدها على عواد، إحنا خلاص يا فادى قصتنا إنتهت، عندك الورقتين، قطعهم او أعمل بيهم اللى إنت عاوزه، انا خلاص ضعت وإنتهيت. 

قالت غيداء  هذا ثم نفضت يدهُ عن يدها بقوه وفتحت الباب مُغادره، أمام عينيه المصدومه من قولها عن رؤيتها لـ مصطفى أنه هو من أراد قتل صابرين وعواد، تحكم عقله لثوانى قبل أن يعود لتلك الغفوه ويستبيح لآخيه قتل عواد وصابرين، ليته هو من قتلهم وظل هو حي،ما كان عاش الشعور الساحب للعقل والقلب الآن،ماذا إكتسب ورقتين يستيطع بهم ذل عواد وعائلة زهران،لكن فى المقابل خسر،خسر غيداء،تلك النسمه الرقيقه التى كانت بحياته،عاد الشرد مره أخرى وغادر الربيع بلا رجعه...
والندم لا ينفع ولن يشفع.. حتى ذالك سُرعان ما لام نفسه عليه، عن أى  شئ تندم هذا قصاص وأحياناً
ينتهى القصاص بدفع الإثنين الثمن باهظًا. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً الليل منبع الاوجاع

بغرفة أحلام. 
صرخت بعلو صوتها من ذاك الآلم الذى يشتد رويدا رويدًا،آتت الى غرفتها تحيه سريعًا تقول:.فى أيه يا أحلام بتصرخى ليه؟

ردت احلام بضيق من شدة الوجع:
بصرخ عشان حد يحس بيا فى البيت ده،خلاص مبقاش ليا قيمه بعد ما إتكسحت،انا مش عارفه ليه مش قادره اقف على رجليا بعد ما فكيت الجبس،أيه اللى حصلى فجأه كده؟

حاولت تحيه التخفيف عنها قائله:
حصلك ايه بس،هى فتره وهتعدى،الدكتور قال كده،الكسر مكنش هين.

شعرت أحلام بالحسره على نفسها وقالت:
كسر أيه اللى مكنش هين ويعمل فيا كده،أنا حاسه إنى جسمى كله زى المكسر،لأ مش المكسر المدمم،وجسمى بيخس بسرعه أوى.

ردت تحيه بعتاب:إنت اللى مش بترضى تاكلى،وكمان ساعات مش بترضى تاخدى العلاج اللى الدكتور كاتبه ليكِ.

زفرت أحلام نفسها قائله:
باكل ايه وعلاج أيه،انا حاسه إنى بطنى بتوجعنى لما باكل والعلاج ده مش بيكسن حتى الآلم اللى بحس بيه،غير شويه صغيرين ويرجع الوجع اقوى،قوليلى يا تحيه أنا عندى أيه بصراحه،انا حاسه إنى بموت.

ردت تحيه وهى تكبت دموعها وقالت بامل تعلم انه كاذب: 
بتموتى أيه يا أحلام بس إستغفرى ربك،هى فتره وهتعدى وترجعى من تانى أحسن مما كنتِ كمان.  

تحسرت أحلام على نفسها قائله: 
أحسن، ربنا ياخدنى الموت عند التعب راحه، وكفايه  عليا ذل ليكِ لحد كده. 

عاتبت تحيه  أحلام  قائله: إخص عليكِ بس مين اللى ذلك، يعنى انا لو مكانك مكنتيش هتخدمينى.

بداخل نفسها تمنت لو كان الوضع معكوس وانا تحيه هى من كانت تتآلم ذالك الآلم التى تشعر به،لكن دموعها غصبًا كانت الرد فـ الآلم يشتد. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بــــــ ڤيلا زهران 

بحمام غرفة عواد
سمع لصوت بوق سياره، فتح شباك الحمام ونظر منه الى تلك السياره وتبسم ها هى صابرين قد عادت للمنزل، 
تبسم وهو لا يتوقع رد فعلها حين تراه أمامها بعد دقائق، أغلق شباك الحمام، وتوجه يُنعش جسده بحمام بارد وسريع، وهو لا يتخيل رد فعل صابرين بعد لحظات حين تدخل للغرفه وتراه. 



 
بينما دخلت صابرين الى الغرفه فى البدايه إستغربت من إنارة ضوء الغرفه،لكن سمعت فتح باب حمام الغرفه نظرت بتفاجؤ ورأت خروج عواد من الحمام يلف خصره بمنشفه، تسمرت مكانها قائله:
عواد! 

تبسم عواد على ملامح وجهها المتفاجئه، وتحدث هو يسير الى مكان وقوفها بالغرفه:
مالك متفاجئه كده ليه.

ردت صابرين:
فعلاً متفاجئه،أنت مكلمنى الصبح ومقولتليش إنك راجع النهارده حتى كمان كنت مع رائف بعد الضهر وهو كمان مقاليش إنك راجع النهارده.

ضحك عواد وهو يقترب خطوات من صابرين قائلاً:
حبيت اعملها مفاجأه ليكِ،ولو كنت قولت لـ رائف 
مكنش هيحفظ السر وهيفتن.

تبسمت صابرين...بينما عين عواد تُراقب ملامح صابرين حين قال باستعلام:
يمكن اضايقتى من رجوعى قبل الميعاد. 

قطبت صابرين  بين حاجبيها قائله بإستفسار: 
وليه هضايق من رجوعك قبل ميعادك. 

رد عواد ولم يبقى بينه وبين صابرين غير خطوه واحده:
يمكن بترتاحى فى بُعدى أكتر.

تهكمت صابرين ببسمة سخريه قائله:.
انا لا فى قُربك،أو فى بُعدك مرتاحه. 

فاجئها عواد يجذبها من خصرها عليه يضمها لجسده هامسًا لنفسه: 
بس أنا برتاح فى قُربك يا صابرين. 
لم يكتفى بضم جسدها له بذالك بل نظر لشفاها وقبل أن تتحدث كان يُقبلها بشوق وشغف... 
رغم مفاجأة صابرين من تقبيلهُ لها لكن إستكانت بين يديه حقًا لم تتمنع لكن أيضًا لم تتجاوب معه، تتلقى فقط قُبلاته، بداخلها تتضارب المشاعر بين الشوق والفِكر الذى يُسيطر على عقلها، لكن بعد لخظات تنحى ذالك الفِكر وبداخلها أرادت تلك القُبلات التى لا تُنهك فقط أنفاسها بل تُنهك 



أيضًا وجدانها للحظات غائبه عن الزمن وهى بين يديه اللذان تشعر بهما يُعنقان جسدها... ترك عواد شفاها يشعر بأنفاسها السريعه على عُنقه وهو يُعانقها بين يديه إزدات قوة ذالك العناق بعد أن شعر بيديها على ظهره هى الأخرى تُعانقهُ،رغم أنه مازال يأسر جسدها  بالعناق  لكن عاد برأسه للخلف قليلاً،ينظر لوجهها وتلك الشفاه التى توهجت وهى تضمها بخجل،بلا شعور منه عاد يلتقم شفاها بقُبلات غادقه حين تجاوبت معه رفع إحدى يديه على مقدمة ثيابها وبدأ يفتح تلك الازرار الخاصه بكنزتها،وضعت يدها فوق يدهُ تلك للحظه ثم تركت يدهُ تستكمل ما بدأه تستمتع فقط بتلك اللمسات الشغوفه والهمسات الناعمه،كل ما تشعر به أنها على الفراش وهو يعتليها مُقبلاً يسحبها معه الى جزيره وسط نسيم بحر هادئ وحدهما فقط لدقائق توقف فيها الزمن،فقط العشق هو من يُحرك قلوبهم 
نحو طوفان يمُران به لا نجاة منه لقد تمكن الغرق من قلب كل منهم للآخر 
لكن بنهاية هذا الطوفان،يتحكم العقل 
بعقل عواد يشعر بغصه قويه أصبح يكره هذا الشعور الذى يُلازم صابرين بعد أن تفيق من تلك اللحظات الجارفه،يشعر انها 
تتجاوب معه فى البدايه لكن بالنهايه يشعر أنها تذم نفسها... لكن هذه المره لن يتركها تفعل كما فى المرات السابقه لن يتركها تبتعد عنه وتُعطى له ظهرها تلوم نفسها، 
تنحى عنها نائمًا على أحد جانبيه على  الفراش وجهه لوجهها ثم جذب جسدها بين يديه، ليس بينهم مسافه، تتلاقى أعينهم معًا صامتان، لكن صوت أنفاسهم الهادره يسمعها الآخر، أقترب عواد برأسه ووضع قُبله بين حاجبيها وضم جسدها له، نسي ذالك الآلم الذى كان يُلازمهُ لعدة أيام بعد إجراء هذا الفحص الطبي، الذى بمجرد أن إنتهى من إجراؤه عاد ولم ينتظر معرفة نتائجهُ. 

بينما صابرين أغمضت عينيها تشعر هى الأخرى بمشاعر مختلفه، لم تعُد تريد أن تُفكر بما يُنغص عليها صفو تلك اللحظات، إستكانت بين يديه لم تعُد تهتم بما سيحدث بالغد، حين
تصحو على نتيجه متوقعه،ليست مفاجأه لها،فكل المُعطيات أمامها تؤكد 


حدسها، مصطفى  وعواد أخوه... لكن بالتأكيد لحظة تأكيد ذالك الحدس ستكون هادمه . 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-