CMP: AIE: رواية بنت المعلم الفصل التاسع والثلاثون39بقلم حسناء محمد
أخر الاخبار

رواية بنت المعلم الفصل التاسع والثلاثون39بقلم حسناء محمد


رواية بنت المعلم
 الفصل التاسع والثلاثون39
بقلم حسناء محمد

 

صعد للطابق الثاني كما اخبره بمكان وجوده .... علي الجهة الأخرى وقف عامر مردد بحنق :

كل دا تأخير 

جلس يعقوب واللامبالاة كانت عنون قسمات وجهه، ثم هتف باقتضاب : 

أنا مش فاهم أنت دايما متسربع علي ايه 

عاد يجلس مرة أخري مردفا بقلق : 

يا يعقوب أنت مش مقدر القلق والرعب الأنا عايش فيه 

واستطرد متسائلاً : 

أنت عارف لو حد شم خبر أن البيت دا في آثار مين هيروح فيها ؟؟!! 

حرك يعقوب رأسه بتفهم وهو يهتف بجدية : 

وأنت كمان لازم تعرف أن مستحيل حد يشم خبر طالما الموضوع في يد سالم 

غمغم عامر يأنب نفسه : 

أنا غلطان كان المفروض لما سومني يطلع الآثار مقابل يشاركني في المشروع امشي من هنا خالص 

في أكمل بتذكر : 

دا غير المصيبة التحت 

قطب يعقوب جبينه باستفهام وسأله مستفسرا : 

مصيبة ايه ؟؟ أساساً المعلم سالم في المستشفى مش هنا !! 

أجابه عامر بضيق وهو يشير للأسفل : 

اهي جات علي دماغه، الـ جابه عشان يشيل بضاعته حط بنته في دماغه 

خفق قلب يعقوب بقلق وهو يسأله بترقب : 

مين فيهم ؟؟!! 

تمتم عامر بسخرية : 

المهلبية 

عقد يعقوب حاجبيه بعدم فهم، زال عندما قص عامر محادثته مع موسي منذ ساعتين ..... وكثرة اسأله موسي عن كل حدث الي هند، وما السبب لموقف أحمد المفجع، 

: الراجل دا مش ساهل والموضوع باين عليه مش سالك 






قطب عامر جبينه من حديث يعقوب، وسأله بعدم فهم : 

طيب الراجل مش ساهل ودا طبيعي لواحد بيشتغل في أعمال مشبوهه، إنما قصدك ايه أنه مش سالك ؟! 

نظر يعقوب إليه وهو يردف بشرود : 

ليه المعلم سالم اختار التوقيت دا ياخد عيلته ويسافر ؟! مع أن المفروض دا اكتر وقت يكون موجود فيه عشان يأمن خروج الصناديق من بيتك للمحجر ؟؟ 

حرك عامر رأسه غير مؤيد لحديثه وهو يهتف : 

ما يمكن عشان الحصل لبنته قرر يسافر والاكيد أن البني آدم التحت دا داهيه ومش محتاج حد معاه 

كان في عالم آخر يفكر في التصرفات الغريبة لمن حوله، يشعر بأمر مريب يدور من خلفه، وحسه القوي يخبره بأن يتأكد بنفسه .... لتكون نهاية طريق لا يعلم هل لصالحه أم سيقلب ضده ؟!! بقلم حسناء محمد سويلم

؛***************  

: يا بنتي هو أنتِ هتفضلي في عالم تاني كدا لحد أمته 

رمشت بأهدابها بتوتر من دخوله المفاجئ، ونهضت متسأله بفتور : 

عايز حاجه يا سالم ؟؟ 

رفع حاجبيها باستنكار مردد : 

لا يا نيره بنادي عليكي بقالي ساعتين عشان أنا فاضي 

زفرت بوهن فقد غابت عنها الراحة منذ ذلك اليوم مع تلك الحرباء.... عادت بنظرها اليه وسألته بنبرة هزيلة : 

معلش مسمعتش، قولي عايز ايه وأنا هعمله علي طول 

إذا تمكن الوهن منها ضعفاً، فقد تمكن منه أضعافاً، لا يعرف ما أصابها، لِما الحزن أصبح رفيقها ؟! بهتت بشكل مريب بالنسبة له ..... أردف دون مجادلة : 

حضري شنطتنا هنسافر بكرا 

دهشت وهو تردد : 

هنسافر !! 

أمأ إليها مؤكدا وهو يتجه الي خزانته يخرج بعض الأوراق، فسألته بقلق بالغ : 

هنروح فين ؟؟ لحد أمته ؟؟ وهنعمل ايه أصلا !! 

وقف فجأة ودار إليها يرمقها بثبات متسائلاً باستهجان : 

أنتِ مالك مش علي بعضك ليه ؟؟ 

رفعت كتفيها بلامبالاة هامسة: 





مش علي بعضي ليه يعني بس أنا اتفاجأت 

تفحص ملامحها التي تعكس تماماً صحة حديثها ثم أردف : 

هنروح مع عمي، أنا كلمت الدكتور وقولتله أن احنا جاهزين نعمل العملية وفي نفس الوقت هيكون معاكي حريم هناك هيخدوا بالهم منك 

حركت رأسها بالرفض متمتم بإصرار : 

أنا مش هعمل عمليات دلوقتي، ومش جاهزة للحمل 

علي حين غرة امسك الأوراق وقطعها لنصفين ثم ألقاها أرضاً مزمجر بحده : 

انشالله عنك ما جهزتي ولا حملتي 

واستكمل خارجاً : 

أنا كدا عملت الـ عليا 

هرولت خلفه بسرعة ثم وقفت أمامه تقطع طريقه.... رفعت عينيها وتمتمت بهمس : 

استني يا سالم، ممكن بس تسمعني مش انت قولت أنك بتثق فيا 

نظر إليها لبرهة يتفحص معالم القلق علي حركاتها، الخوف المنبعث من عينيها، نبرتها المهزوزة، تغير تصرفاتها، بكاءها الدائم، والأهم سؤالها المتكرر عن ثقته بها، كل هذا جعله يسألها دون تردد : 

أنتِ عملتي ايه وخايفه أعرفه يا نيره 

انكمش بين حاجبيها مردف بحنق : 

ايه الكلام 

استرسلت وهي تمسك كفه بين راحتها :

سالم أنا نفسيتي تعبانه اليومين دول ممكن تستحملني 

رفع كفه الآخر يحاوط يديها وسألها بحنو : 

وأنا مش من حقي أعرف ايه تعبك ؟؟ 

مطت شفتيها متمتمه بتلجلج : 

صدقيني في الوقت المناسب هقولك 

أخفي غيظه وهتف من بين أسنانه بصرامة ... لم يعد يحتمل تشتت أفكاره في حيرة أمرها : 

لحد ما الوقت المناسب يجي تروحي عند أهلك، أنا مسافر مع عمي وقدامي أسبوعين ويمكن تكوني ارتحتي وعرفتي عايزه ايه 

حركت رأسها بهدوء وتحركت من خلفه ... قلبها يخفق وكأنها المرة الأخيرة يجتمعان سويا، وعقلها يحسها بأن تلتفت وتخبره بكل ما في جوفها.... ولكن كان الخوف حاجز بينها وبين عقلها ليشعرها بحجم الكارثة التي ستقع إن علم سالم





 أنها كذبت وخرجت لتقابل سها رغم تحذيره، ليس فقط هذا بل سمحت لها بأن تصبح رهينة تحت رحمتها .. 

لم تري نيرة القلق البادي في نظرات سالم المعلقة عليها حيرة في أمرها.... ولم تلتفت إلى جلوسه بجانبها ليلا يسبح في ملامحها وهو يعيد تصرفاته كي يتذكر ما أن بدر منه تصرف اذها ..... طالما كان فاشل في وصف شعوره، أو اقتناء الكلمات كي يخبرها بمدي حبه، 

؛*****************

كانت ترتب حقيبتها بحرص حتي لا تنسي شيء، فمن
المحتمل أن تطول سفرتهم إلى أجل غير معروف.....

 اقتضب بين حاجبيها عندما رأت اسمه يعتلي شاشة هاتفها، دون تردد أخذت الهاتف تجيب عليه بوجوم :
 
ايه يا محمود خير عايز ايه

 جاء رد الآخر متهكما : 
 
فيه يا بنتي هو أنا بقولك قطعي من لحمك وديني، ما تردي كويس

 احتدت نبرتها وهي تردف : 
 
بقولك ايه أنا مش فاضيه للعب العيال دا أنجز وقول عايز ايه

 اجابها بامتضاض آثار حنقها أكثر :
 
 تصدقي بالله انا مش عارف أنا بحبك على ايه
 
 ضحكت مروه بسخرية وهو تقول بضيق :
 
 يا خويا يعني توم كروز بيحبني، أشكال تغم بصحيح
 
 استشاط غضبا وهدر بغضب جالي :
 
 اتعدلي يا مروه احسلك 
 
رفعت مروه حاجبيها باستنكار من جراءته وسألته مقتصرة تلك المحادثة السخيفة :

 أنت متصل عشان كدا يعني ولا ايه في يومك؟؟!
 
 حقاً تلك الفتاة لديها قدرة على جنونه بلسانها السليط......  تنهد بخفوت وأردف بهدوء كي يستطيع الحديث معها لو لمرة بأسلوب طبيعي : 
 
أنتِ هتكملي في الخطوبة دي كتير 

: والمفروض افضفض معاك واقولك لا أو آه على أساس أنك بنت خالتي 

أخذ قراره قبل أن يفقد ما تبقى من أعصابه، وتمتم بجدية : 

طلال متجوز يا مروه

 بترت مروه غمغمتها مذهولة لدرجة أنها شعرت بدلو ماء بارد سقط على رأسها، عندما ظل السكون سائد بينهما لفترة وجيزة، تنفس 




الصعداء والراحة انعشت صدره فلن يحتاج لمعركة قوية معها طالما أخذت الموضوع بأمر جاد...... على الجهة الأخرى لم تصدق بأن يصل به الحال بأن يلجئ للكذب فقالت بعد تصديق : 

أنا بجد مش مصدقه أنك وصلت للحالة دي 

قطب جبينه باستفهام وسألها باستهجان : 

تقصدي ايه ؟؟ 

قبل أن تجيبه أكمل هو مستنكراً : 

لا استني، أنتِ مش مصدقاني !! 

صاحت مروه بحنق : 

طبعاً مش مصدقاك 

واكملت تسأله : 

هو أنت واعي بتقول ايه ؟! 

زفر بخفوت وهتف بجديه : 

أنا متأكد من الأنا بقوله ولو مش مصدقه ممكن اجبلك صوره حالا وهو مع مراته 

اختارت بأن تقتصر الحديث معه وأردفت : 

لو أنت بتتكلم جد هتنزل من نظري جدا لانك مبلغتش بابا وخوفت علي مصلحتي، ولو انت كداب هتنزل من نظري برده لانك بتلجأ لحيل رخيصة زي دي عشان مصلحتك وفي كلتي الحالات مستحيل تكون اكتر من اخويا يا محمود 

كلما شعر ببصيص أمل يختفي لظلام دامس يغمر طريقه ..... بهتت نبرته وهو يهتف بحزم : 

ماشي أنا كدا عملت كل الـ في ايدي أعمله، لكن لازم تتأكدي أن عمر حد ما هيحبك قدي ولا أنا عمري ما هحب حد غيرك 

امسكت الهاتف بين يديها تحدق به بعد أن جاءها انذار غلق المكالمة......  كلمات استطاعت جلجلت كيانها، لم تستمع إلى نبرة محمود تلك من قبل.... شعرت لوهلة أنها وقعت في منتصف بحر عميق، لا تعرف هل تعود إلي بر الأمان، أم تخطو في طريقها إلى الأمام وتعبر موج المشاعر المبعثرة ؟! 

أفاقت علي جرس انتظار رد طلال علي مكالمتها، لن تسمح بالشك أن يتخلل إلى علاقة لم تبدي بعد 

: والله ما صدقت نفسي لما شوفت اسمك منور الشاشة 





تجاهلت حديثه وسألته باقتضاب : 

طلال هو سؤال واحد إجابته يا اه أو لا 

اعتدل طلال في جلسته متعجباً مردد بترقب : 

خير ؟!! 

جاء سؤالها المفجع إليه ليجعله ينتفض من فراشه وهي تقول : 

أنت متجوز ؟! 

جحظت اعينه وتسارعت دقات قلبه .... مئات الأفكار انهالت عليه في ثوان، كيف عملت ؟؟ وماذا سيكون رد فعل والده إذا وصل إليه الخبر هو الآخر ؟! ما مصير زواجه من سوزي بعد كشف أمرهم ؟؟ 

: أنت ساكت ليه ؟؟ ولا اتصدمت أن عرفت ؟! 

انتظرت رده علي احر من الجمر، وما ذاد شكوكها صمته الغير مرغوب فيه الآن أبدا ..... تمكن طلال من اخراج نبرته مردد بجمود : 

ايه الأنتِ بتقوليه دا ؟!! 

أردفت مروه مقتصرة : 

يا اه يا لا يا طلال 

احتدت نبرته وهو يهتف مستنكراً : 

طبعاً لا 

تنفست الصعداء  فهي علي يقين أن لا يوجد ما يستدعي بأن يجعل طلال يخفي أمر زواجه مادام رجلاً يعرف الخطأ والصواب، وأكيد لن يكون مجبورا مي يتقدم إليها... 

سكن طلال لدقيقة وسألها مستفسرا : 

ممكن افهم بقا ايه خلاكي تسألي السؤال دا ؟؟ وازاي أصلا ختر في بالك حاجه زي دي !! 

إجابته بسلاسة : 

شخص عزيز عليا جه وقالي أنك متجوز فقولت لازم أسألك 

: مين الشخص دا ؟؟ 

سؤالا آخر طرحه بفضول لمعرفة ذلك المجهول الذي يعلم سره .... إجابته مروة برزانة : 

لا مين مش لازم تعرفه، المهم أن عرفت إجابتك 

رفع طلال حاجبيه متعجباً هل حقاً لم تشك في إجابته !! غمغم متسائلا بحيرة : 







وأنتِ مشكتيش أن كلامه صح ؟! 

لم تفكر في ردها لثوان وأردفت بهدوء : 

وليه أشك لما أنت قولت لا، الا لو أنت بتكدب وعلي ما اظن أن مفيش حاجه ممكن تخلي رجل يكدب، لان دايما بابا يقولنا أن الرجل بكلمته 

واستطرد بملل : 

وعن اذنك بقا لان هموت وانام ولسا مخلصتش الشنطة 

تمتم بخفوت : 

ماشي 

ضيق صدره باقتراف هذا الخطأ، كان عليه الصمود أمام والده ولا يقبل بأن يتقدم إليها..... كان يجب بأن يخبره بزواجه وتحمل مسؤولية تصرفه، الآن ماذا عليه أن يفعل ؟؟ إذا تحدث مع والده في أمر فسخ الخطبة من المحتمل بأن تقوم مشاحنة قوية بينهما، وماذا عن أمر سفيان !! 

كل هذا وتعلقه بمروه يزداد كل يوم بشكل كبير ... حتي هي شعر بأنها بدأت تقبله، 

: وليه لا متجوزش الاتنين ؟! 

سأل نفسه بوجوم، شخص مثله في وظيفة مرموقة، راتبه يكفي ثلاث أسر ليس اثنين فقط، لما لا يتجوز الإثنين وتكون سوزي




 الزوجة المثالية أمام أصدقائه في العمل، وفي نفس الوقت هو يمكن لها مشاعر حب جمه .... وتكون مروه الزوجة المثالية أمام أسرته، وتكون شق مختلف عن سوزي في الصفات، والتفكير، والأسلوب، وهكذا يحظى بالاثنتين دون خسارة أحد ؟؟!! 

؛********************** 

مرت الليلة  سريعاً في تحضير لوازم سفرتهم، خاصة بعد أن أخبرهم المعلم سالم بتجهيز كل ما يلزمهم طيلة السفرية ...... 

في الصباح الباكر وقف جابر وعبده أمام السيارات يوعدن الأسرة بالكامل .... السيارة الأولي كان سائقها سالم جابر وبجانبه المعلم سالم وخلفهم صباح التي احتضنت هند بحرص حتي ذهابهم إلى المشفى المخصص... 






السيارة الثانية كان سائقها محمود وبجانبه جلست خيريه وفي الخلف نادية ونجاة، أما الثالثة فكان سائقها سالم عبده وبجانبه حسناء وفي الخلف مروه وامل ورحمه... 

اختار مرتضي بأن يأخذ مها وأولاده في سيارته الخاصة ويلحق بهم ... 







علي الرغم من اعتراضه لسفرها تلك المدة التي لا يعلمها، إلا أن أوامر المعلم سالم كانت شاملة الي مها وأحفاده بأن يذهبا معهم، 





سرعان ما زُف الخبر مغادرة سيارات كبير آل سويلم  بواسطة رجاله، ليأمرهم بأن يخرجوا بضائعهم من أرض الجناين علي الفور......  

؛****************

يخطو في شوارع القرية بوقار وهيبة خلقت لأجله .... جلبابه الاسود الذي يتماشى مع حذائه اللامع ذاده طلة جذابة، في كل






 خطوة يستقبل السلام المختلف من المارة دليل علي محبته البالغة في قلوبهم، 

كل هذا كان يشاهده خليل بغيظ، فقد استطاع يعقوب الفوز عليه منذ أن كانوا في فصل دراسي واحد لوقتهم هذا يتفوق عليه ..... حتي حسناء الفتاة التي أراد خطبتها يأخذها منه بكل بساطة، وكأن يعقوب خلق ليأخذ ما يتمناه خليل، 

: طيب ارمي السلام حتي دا السلام لله 

دار يعقوب خلفه يرمقه ببرود مستفز وقال : 

هو عافيه 

اقترب خليل منه مردد باستنكار : 

دا انت قاصد بقا 









ابتسم إليه مأكد حديثه وهو يردف : 

بصراحة ايوا 

واستكمل ببسمة : 

مش بقبلك والقبول من عند ربنا 

احتقن وجه خليل بضيق أخفاه وهو يهتف بتمسكنا مصطنع : 

ليه دا أنا حتي بعزك زي أخويا وعايز أقولك نصيحة أخويه 

أخرج يعقوب هاتف يلهو به متجاهلة حتي يفرغ كلماته .... لوي خليل فمه وهو يردد مبتسم : 

حسناء مش بتحب جو الشيكولاتات وحاجات العيال الصغيرة دي 

رفع الآخر نظره يتأمل في سكون تام، استرسل خليل حديثه مردفا : 

أصلها امبارح قالتلي أنك جيبلها حاجات خيبة وهي مردتش تكسفك وخدتهم 

رفع يعقوب يده يرتب علي كتف خليل بقوة طفيفة وهو يغمغم : 

هو دا العشم برده خلاص لما أحب اجبلها حاجه هكلمك أنت تقولي هي بتحب ايه 

واستطرد بوجوم وابتسامته تعتلي ثغره : 

أصلها دايما تقولي أنها بتعزك زي أخوها 

بهتت ملامح خليل وهو يحدق بذلك الماكر الذي رحل وهو يقول بخبث : 

سلام يا نسيب 

انقلب السحر على الساحر... وقف خليل محله يتطلع إلي خطي يعقوب وهو يرحل بعيدا عنه، ضغط علي أسنانه بغل، ود أن يلعب معه قليلاً ويري تلك الانفعالات الغاضبة علي وجهه، ليقلب يعقوب 



مخططته بهدوئه ورده الرزين.... 

علي الجهة الأخرى لم يكترث يعقوب لمعرفة خليل أمر الحقيبة فربما رآهما أمس أثناء وقوفهم في بهو المنزل، أو ربما راه وهو في المحل واتبعه، فهو متخيل أي شيء يبدر من خليل في تلك الأيام.... بقلم حسناء محمد سويلم

؛*************** 

في مكان آخر

فتح الباب علي مصراعيه وهو يهدر بحده : 

عــز يا عــز 

خرجت هادية علي صوته المرتفع متسائلة : 

بتزعق كدا ليه يا منصور ؟؟ 

اشاح منصور بيده قائلا بضيق : 

مالكيش دعوة يا هادية أنا بنادي علي ابني 

رمقته لبرهه وعادت للداخل مرة أخرى، لم يأخذ منصور تلك النظرات الشيطانية في اعتباره ..... وأكمل صياح لابنه بغضب جلي، ظهر الآخر وهو يهبط علي الدرج بهدوء وهو يهتف باستهجان :

ايه هي القيامة قامت 

احتدت نبرة منصور مردفا : 

هتقوم عليك وعلي الـ مخلفينك دلوقتي 

جلس عز علي المقعد ببرود مردده بتهكم : 

واضح أنك أخدت من عباس كتير 

انقض منصور عليه يمسكه من تلابيب جلبابه وهو يهدر بغضب : 

أنت ازاي تأمر الرجالة أنهم يطلعوا البضاعة من أرض الجناين








هتف عز بجدية وسلاسة : 

قولنا اسمها المزرعه يابا مش عايزين حد يشك في كلمة أرض الجناين دي 

هزه منصور بعنف مغمغم باقتضاب : 

أنت جايب البرود دا منين، ازاي تضيع كل حاجه بعد ما خلاص كنا وصلنا 

أمسك عن يديه يبعدها عنه وهو يزمجر بحده : 

لو متصرفناش دلوقتي كل هيروح فعلا 

قطب منصور جبينه متعجباً وسأله باقتضاب : 

يعني ايه ؟؟ أنت مش قولت الأسمة موسي الاحمدي جه البلد يبقا لازم يكون تبعنا ونخده لصفنا 

قاطعه عز مستكملا بدلا عنه : 

ونقنعه أنه يسلملنا بضاعة سالم مقابل أننا نتعامل معاه 

انكمش بين حاجبيي منصور مردد : 

لما أنت عارف ايه المفروض يحصل بتتصرف من دماغك ليه 





شرد عز في الفضاء أمامه مردف بفحيح : 

أنا مش عيل ولا برياله، أنا بقالي 12 سنه بهرب آثار اشمعنا دلوقتي ظهر واحد اسمه موسي الاحمدي، ومن أمته وفي حد جديد بيدخل الكار 

استطرد بوجوم : 

لا وكمان يطلع تبع سالم مش غريبة دي يابا

وقف منصور مقابل له وظهر الحماس عليه كوسيلة لتحفيز عز علي تلك الخطوة التي ستضعهم في مكان آخر : 

وايه يعني أنا طالع من البلد من زمن ومش صعبه علي سالم ورجالته يخفي اي أثر، أنت عارف لو عرفنا نحط ايدينا علي بضاعته هنتنقل فين !! 

مسح عز وجهه مغمغم بحده : 

ولما هو ليه في الكلام دا مخدش أرض الجناين ليه من زمان، وسبحان الله سبهالك بكل بساطة

صاح منصور بنفاذ صبر : 

عشان محدش يعرف أن في مقبرة في الأرض دي غير عزيز يا غبي ولو عزيز كان عايز يقوله كان قاله من زمان 

قاطع خلوتهم دلوف عوف وهو يقول : 

لمؤاخذا يا حاج منصور في وليه برا عايزه تقابلك 

قطب منصور جبينه باستفهام مردد : 

وليه ؟؟ 

كاد عوف بالرد ليخبره بتلك الحسناء الموجودة بالخارج..... ولكن كانت هي الأسرع عندما ظهرت من خلف عوف وهي تهبط بنظاراتها الشمسية لتظهر أعينها الرمادية بفعل اللاصقة الملونة.... 

تدلي فم منصور محدقا بها بذهول، بينما ظهرت ابتسامة علي شفتي ذلك الذئب هو يتقدم منها هاتف بترحاب : 

مين عليا الصفواني منوره بلدنا 

رفعت يدها تصافحه قائلة منبهرة : 

كمان عارف انا مين 

رفع عز يدها مقبلاً إياه وهو يهتف بمكر : 

وهل يخفي القمر 






نال رضاها طريقته في الترحاب بها تقديراً لكونها..... رفع منصور حاجبيه مستنكراً تلون ابنه الأرعن في الحديث مع النساء، وقال مستفسرا : 

مش تعرفنا يا عز 

تقدمت عليا بتنورتها القصيرة لذلك العجوز الذي كاد أن ينصهر عندما احتضنته مردده : 

أعرفك أنا يا عمو، أنا عليا محمد الصفواني 

بلع منصور لعابه وهو يحدق بها مذهولا.... ابتعدت عليا عنه وهي تعيد نظرها إلي عز تسأله بفضول : 

بما أنك عرفت أنا مين !! يا تري تعرف أنا هنا ليه ؟! 

وضع يده في جيب جلبابه مغمغم بزهو: 

عايزه تنفذي وصية الوالد وترجعي بيتكم 

رمقته لثوان بإعجاب مردفه : 

لا جينتل وذكي 

استرسلت بغرور : 

اوك لو هتقدروا تساعدوني يبقا في أسرع وقت لأن مش بحب اضيع وقت علي الفاضي 

كانت أعينه تفترسها بوقاحة جعلتها تنكمش علي نفسها بنفور لوهلة.... قطع بنظراته بنبرته الخبيثة قائلا : 

أسبوع وبيتك يكون ليكي 

مطت شفتيها متمتمه بضجر : 

اقعد اسبوع كمان في الفنادق الزفت دي  

رد عليها منصور معاتبا إياها : 

ايه فنادق وبيت منصور عزب موجود دا حتي تبقي عيبه في حقي 

بسمة طفيفة ظهرت علي ثغرها المطلي باللون الأحمر الفاقع وهو تردف بحياء :







مرسي يا عمو بس اتعبكم اكتر من كدا 

أشار إلي المقعد المجاور لها وقال : 

ولا تعب ولا حاجه اقعدي وأنا هنادي علي الواد عوف يجيب مراته تعملك لقمة 

همست بخفوت : 

لا مرسي بس لو ممكن تعرفوني اوضتي فين والحرس هيجيب شنطي 

تقدم عز وهو يشير إليها بأن تخطو أمامه ..... انصاعت الأخرى إليه وهي تتأمل أثاث المنزل، حتي وصل أمام غرفة في الطابق الثاني وهتف بخبث : 

دي اوضتك جمب اوضتي عشان لو احتاجتي حاجه 

ابتسمت إليه ثم دلفت وأغلقت الباب برفق ...... وضعت أذنها علي الباب تستمتع الي خطواته علي الدرج، تنفست الصعداء واوصدت الباب جيداً بالمفتاح، 

أخرجت الهاتف من حقيبتها وجاءت باسمه، ثم وضعت الهاتف علي أذنها تنتظر رده وهي تستمع إلي رنين الانتظار..... 

: الحمد لله أنك رديت علي طول، أنا دخلت خلاص زي ما رتبتها 

جاء الآخر بنبرة صارمة لا تحتمل النقاش : 

انهارده يا عليا تنفذي 

توسعت ملقتي عليا وهو تهتف بصوت خفيض : 

ايه ؟! لو حصل انهارده اكيد هيشوكو فيا 

رد عليها مقتصراً : 

متقلقيش في كل حته حواليكي معاكي الـ يحميكي، ولو تممتي صح محدش هيشك 





استكمل بحده طفيفة : 

ولبسك يتعدل لحد ما تطلعي من عندك لان مضمنش يطلع عليكي صبح كدا أساساً 

تمتمت باقتضاب : 

حاضر يا عمو سالم 

هدر المعلم سالم متهكما : 

اهو لسا معملتيش حاجه ونطقتي أسمي رغم تحذيري 

انكمش بين حاجبيها بعد أن أغلق سالم المكالمة.... لم تنتظر هي الأخرى والقت الهاتف بجوارها، ثم فتحت الحقيبة تبحث عن شيء ما، عندما تأكد من ظنونها دفعت الحقيبة بعيداً عنها مردده بفزع : 

لا مستحيل أنا نسيت البادي لوشن بتاعي 

؛******

عودة للأسفل 

جلس عز علي المقعد المجاور لوالده الذي سأله بدهشة : 







حرس !! محمد الصفواني عنده حرس ؟! 

التوي فم عز مردفا بسخرية : 

أصل المحروم ساب كل الحيلته للسنيورة 

لمعت أعين منصور بوميض خبيث مردد : 

لسا عندك شك في موسي الاحمدي، تفتكر ايه يخلي سالم يتمسك بالبيت دا 

نظر عز إليه مردف بتفكير : 

الـ يفصل بيني وبينك عباس 

لم يقتنع منصور بحديث عز الساذج، فمن المؤكد تمسك محمد الصفواني بهذا المنزل بعد تلك المدة لا يأتي من فراغ ..... لا يري سوي التماثيل الأثرية وهي في يده، كنز ثمين لن يتركه لغيره مهما كلفه الأمر

؛************* بقلم حسناء محمد سويلم

في مكان يبعد عن القرية ما يقارب ساعتين ونصف تقريباً، داخل مجمع سكني مرموق..... يتصف بالرقي والفخامة، بالتحديد داخل أحدي البنايات الفاخرة، في الطابق الخامس المكون من ثلاث شقق، 

الشقة الأولي مكث فيها سالم مع هند تحت تصبح تحت أعينه دائماً، وأيضاً صباح ونادية ليحرصوا علي اتمام علاج هند في هدوء تام بعيداً عن سخافات الفتيات..

الشقة الثانية جلست نجاة مع باقي الفتيات كي تحرص هي الأخرى عليهن....

أما الثالثة كانت من المفترض أن تكون لسالم ونيرة حتي يتموا عملية الحقن المجهري، ولكن أفسدت نيرة كل تخطيطه.... 






وأصبح يجلس وحيداً يشاهد التلفاز ببال شارد في تصرفاتها المريبة، قطع جلسته رنين هاتفه : 

السلام عليكم 

صوت أنوثي لا يخطئ في هويته أبدا جاء إليه بنعومة :

وعليكم السلام، عامل ايه يا سالم 

رد عليها باقتضاب : 

عايز ايه يا سها 

هتفت سها بتمسكنا : 

عايزه مصلحتك وعايزاك تعرف ايه بيدور من وراك 

ضحك سالم مغمغم بسخرية : 

ومن أمته الملاك البريء دا 

رمت سهامها السامة وهي تقول بجدية : 

انا مش هتكلم بس هثبتلك كله، لما تعرف أن نيرة بتحب واحد غيرك



 وبتروح تقابله ولما تعرف أنها بتديني فلوس ودهب عشان مقولكش 

استرسلت مقتصرة قبل أن تغلق المكالمة : 

بعتلك كل الصور والفيديوهات التثبت كلامي شوفهم وبعدين كلمني


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-