CMP: AIE: رواية عشقت امراة خطرة الفصل الثاني والاربعون42بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
أخر الاخبار

رواية عشقت امراة خطرة الفصل الثاني والاربعون42بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

   

رواية عشقت امراة خطرة الفصل الثاني والاربعون42بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد


فى منزل بثينه

كانت طريحه الفراش تضع على رأسها وشاح أسود معقود بقوه وتصيح بنواح حزين على ما جري لها هكذا هي حالتها التى رأتها عليها ونيسه ومها والتى ادهشتهم 



وحاولت ونيسة مرارا وتكرارا معرفة سبب الخلاف بينها وبين أبيها لكنها لم تكن تجيب سوى أن صبا هى سبب كل المشكلات .

هتفت بثينه لونيسه من وهىتنتظرردة فعلها   :

- انا هخطب نهي لعامر ولا تزعلى يا ونيسه


أدهشتها الفكره ورغم انها ارادتها يوما زوجه لإبنها لكنها لم تغضب منها فكل شئ قسمه ونصيب،باركت قائلة :

- ومالوا الف مبروك نهي بت حلال وعامر زى ابنى 


سعدت "بثينه"بتقبلها الأمر وطلبت منها أن تناولها كوبا من الماء من الخارج حتي يتثنى لها الاختلاء بمها والتى سرعان ما حدثتها بصوت منخفض:

- عملتى اي فى مشوار اخوكى 

ظهر التوتر على وجه مها هى ايضا تريد التخلص من صبا لكن لا تريد الظهور فى الصداره حتى لا تعاقب فردت بقلق:

- أعمل اي يعنى انا مش عايزه اخويا يضر وانا كمان اخاف اقربلها دى شر 


حفزتها وهى تدفعها بيدها بقوة :

-اسمعي الكلام المرة دى هتقطم رقبتها ومش هتقوملها قيامه تاني  خلى اخوكى بس يخلصنا منها 


تردد فى الموافقة قبل أن تحصل على وعد منها بالحماية:

-يعنى اخليه ينفذ وتوعدينى تحمينى 

اجابتها بثينه مؤكده:

- اومال ما انا برضوا ماحميتك قبل كدا وما  قولتش لابويا انك كنتى معايا عند ابوا الفتوح .


انقطع حديثها عندما عادت ونيسه بكوب المياه .



فى الفندق


استيقظت "صبا" بين احضان" زيد "قالها وفعلها كانت ليلة لا تنسي بكل مفاجاتها ومشاعرها الفياضه اعتقدت انها لم تقابل زيد فى حياتها إلا أمس وقد نجح بأن يسرق قلبها وعقلها.

نظرت باتجاه فوجدته مستيقظ ابتسمت له وهى تسأله:

-انت صاحى بقالك كتير ؟

اجاب وهو يلتف بنصف جسده تجاهها:

-اه بقالى كتير جنب شمسي مستنيها تصحي 

ابتعدت عن يده التى كان يحاوطها بها لتبعدها عن اسفلها قائله بأسف:

- ايدك زمنها تعبتك 

لم يكن مهتما بألم يده المهم أنها تنام وترتاح ولا تبتعد عنه 

رد دون إهتمام وهو يجلس نصف جلسه:

- مش مهم المهم إنك نمتي كويس 


امسك طرف انفها مداعبا واردف:

-يلا نمشي بقى عشان نروح المزرعه 


نهض من الفراش تماما وابتسامتها تزين وجهها دعاها قائلا :

-تيجي معايا ناخد شور 


فسحبت الغطاء بالكامل على وجهها وانزلقت بأسفله فما كان منه إلا أن مال بجذعه ليحملها بالغطاء من الفراش بين يديه.


صاحت باعتراض:

-زيد لأ بطل حركاتك دي 


اجاب وهو يضع جبهته فوق جبهتها بابتسامه:

- بذمتك هى الحياه تحلى من غير حركات 




طوال الطريق ما كان سوي المرح والانسجام ثالثهم كان يتركها على حريتها ويستمع معها الى اغنياتها المجنونه

بل ويتفاعل معها لم ترى من قبل هذا الجانب منه وكأنما رحل زيد واتي زيد آخر محب ومرح وكما يقال "فرفوش"


تغيرت اجرائاته وما عاد يريد العوده للقصر اتجه صوب المزرعه مباشره حتى لا يصتدم بوالدته او أى شخص بإمكانه تعكير مزاجه وخطف فرحته باليلة مفعمعه بالحب والسعادة والهدوء من بداية زواجه لم يحصل عليها 

 اوصي نجلاء لتحضر حقيبتهم وارسلت بها أحد الحرس ، الحقيقةانه كان متردد فى أخذها معه لكن عندما اقترح على جده  الأمر حسه على موافقتها فساعده وجرئه على اتخاذ هذه الخطوه التى من الممكن ان تفشل بمجرد رؤية "صبا"المكان .


"بعد ساعات  "

تعبت من طول الطريق فغفيت على كتف "زيد" باقى المسافه الطويلة ،وصل إلى وجهته وأوقف سيارته ونظر إليها بقلق من رفضها المبيت هنا نادها بصوت هادي ليوقظها:

-صبا..صبا

فتحت عينها واعتدلت فى جلستها وهي تسأل بنبرة ناعسه:

-ايه فى ايه؟

اجابها وهو يرمى نظره خلفها بإيحاء:

-وصلنا 

مسحت عينها بقبضة يدها لتنفض  آثار النوم عنها واستدارت لتري بعينيها شئ لم تراه إلا بالاحلام ،فراغ هائل ومساحه شاسعه من الخضره وبعض جداول المياه الكبيرة .

فرغ فاها وفتحت الباب وسألت  بدهشة:

-يخرب بيتك انت خطفتنى ولا إيه؟


وبمجرد ما نزلت من السيارة نزل هو الآخر وتملكه القلق وتحدث برجاء وهو يتجه صوبها:

-لاء وحياة امك انا سايق بقالي خمس ساعات مش هرجع تاني لو .....


-هشش مش هنرجع 

قطعت طريقه ووضعت طرف اصبعها على فمه لتوقفه عن الحديث .


لمعت عيناه غير مصدق قبولها هى من لعنة القصر  الي الهدوء المميت فى المزرعة

وقد أخبراته مرارا وتكرارا واخبرته أنها من عشاق الزحمه والضوضاء ولا تنام إلا على صوت بواق السيارات وهذا آخر مكان هادئ من الممكن ان ترتاح به ويعجبها .


ابتعدت عنه وهي تهتف بضحكات عاليه:

-هنا مش هتعرف تمسكنى 


ركضت وركض خلفها،وهتف مداعبا:

-انتى ما تعرفنيش بقى انا صياد ماهر وخصوصاً الغزلان


خالفت توقعاته وظنونه مبدئيا  لكن فالقادم هل ستحمل أم تتذمر ؟

هذا ما ستكشفه الساعات الفاصلة بينهم وبين المساء  


توقفت اخيرا امام البحيره الواسعه لتري مياها الراكده تعبث بها الرياح وتصنع منها بعض التعرجات الخفيفة

وانعكاس الشمس الساقط على المياه الذي يجعلها كالمرايا. اتي خلفها "زيد"


وقف ورائها وسأل معاينا جانب وجهها المولي له:

-إيه عجبك المكان ؟


اجابت بغطرسه:

-مش بطال 


ابتسم على هذا وعاد يسأل بفضول :

- إي غير رأيك فجأه بقيتى بتحبى الاماكن الهاديه ؟


التف لتجيبه وهى تحاول ان تحبس إبتسامتها :

-لاء بقيت بحب الحريه ،اعتقد هنا مش هتقولى غطي شعرك وخلى بالك من لبسك هنا احنا بعيد عن القصر واكيد مافيش حد هيضايقنا ودى فى حد ذاتها تخلينى اعشق المكان مش أغير رأيى

ابتسم بسخرية وهو يرد عليها :

- بقى عشان بس تلبسي براحتك تقبلى تعيشى هنا 

أؤمات برأسها وهى تؤكد بعناد :

-ايوان ولو جهنم الحمره بس بعيد عن مرات ابويا وامك وعمتك هتبسط برضوا


نظر حوله وقال :

-عموما هنا زى ما بتقولى كدا تقدري تعملى اللى انتى عايزاه لكن موضوع اللبس دا انتى من نفسك هتلبسي طويل وبكم عشان الناموس

بدت مصره على رأيها وهى ترد بقوه:

-ناموس ناموس ما يهمنيش


امسك بيدها وهتف :

-طيب يلا عشان نروح البيت 

تحركت معه وهى تسال بحماس:

-وفين البيت دا ؟

اجاب مشيرا  فى اتجاه الشرق :

-هناك اهو 

رأت المنزل الصغير تحاوطه المياه بالنسبة لها كالجزيرة 

التى حجزت لها خصيصاً برأسها افكار كثيره مهما إستحالت العيشه.


المنزل بسيط للغاية لا يوجد به كرسي أو مجلس عال كل المكان مفروش بفراش عادى جدا من خامة بلاستيكيه 

غرفة واحده لا يوجد بها فراش هي مرتبه إسفنجة بجانبها 

دون غطاء حتى، حمام ومطبخ مشتركان بنفس المدخل الشمس تدخل المنزل من اكثر من جهه .

حاولت الإلمام بالمكان بعيناها  وتابعها زيد وترصد كل نظره عين منها ليعرف أكثر شئ لم تألفه .

لكنها باحت بإستياء:

-المكان عايز يتنضف مليان تراب 


لم يكن يأتي بها هنا ليرهقها فقال بإذعان :

- ننضفه عشانك 

عرضت مساعدتها:

-نعمله سواء


رفض تماما قائلا:

-لاء مش ممكن ،انتى هتقعدى برا ساعة زمن وهوضبلك كل حاجه انا جايبلك حاجات كتير فى العربيه افردي كرسي العربية وارتاحى على ما أخلص .


قضبت حاجبيها وهتفت باصرار:

-لاء نساعد بعض عشان تلففنى فى المكان 


أصر هو الآخر ولجأ للحده كي تنصاع لأومره :

-قولت لاء يعنى لاء وكلامي يتسمع من اول مره ومن غير نقاش 

عبس وجهها الجميل فلم يعجبه عبوسها رفع يده ليمسح على وجنتها بأطراف أصابعه وهتف بإبتسامة:

- ما تقلقيش مش هنمشي من هنا غير وانتى عامله كل اللى نفسك فيه 


قبلت صبا بحديثه وذهبت إلى السيارة وظلت فى مكانها قرابة الساعة تتابع من بعيد ما يخرجه ويفعله لكي يعدله ويجعله آمن للعيش لها .


اخيرا جاء إليها ليحمل الحقائب فخرجت على الفور من السيارة لتبعه.

 سالها وإبتسامته لازالت على وجهه :

 ‏-زهقتي 

اجابة بالنفى :

-لاء انا بفكر فى اللى هنعملوا هنا


نظر لها واكد بعينها ورأسه:

-ما تقلقيش هنتبسط


دخلا الى المنزل وبالفعل جعله زيد نظيفا تماما .

فتح الثلاجه التى تشبه الصندوق ووضع بها  المثلجات

واكياس الخبزوبعض الاغراض ثم اخرج باقي ما معه من تسالي وبعض السلع التموينية وايضا بعض المعلبات  


واخرجت هى ملابسها التى ستبدلها وكذلك ملابس زيد

لكنها تركت الباقى فى الحقيبه لعدم وجود مكانا  لوضع الملابس به .


خرج معا وقدم لها اللقيمات السريعه التى اتى بها واطمئن لاشباعها ومن بعدها بدأ بالتجول معا يدا بيد.


-زيد  المكان دا بتاع جدو .


اجاب وهو يتمشي معها على الطريق الرملي الطويل :

-ايوا 

عادت تسأل :

-بيعمل فيه إيه؟

اجابها وهو يرفع إصبعه مشيراً لمبنى مستطيل الشكل  :

-بصي هناك كدا،هناك فى اسطبل خيل ومواشي كل اللى فيه بتاعنا بنبيع ونشتري ونربي دى كانت شغلة جدو الأول 


وبعد كدا كبر عليها بس لما يحب يعلم حد الأدب يجيبوا هنا عشان كدا مش عايز يفرط فيها 


اشار الى احد الجداول الصغيره واردف:

-هنا بقى فى سمك بنزرعه ،المكان كله بيحتاج اكتر من مساعد السكان اللى فى المنطقة دول اولى الناس بالشغل هنا فجدو مدى لكل واحد مهمه وآخر السنه بيجي يشوف الآخبار ويتأكد إن كل حاجه ماشيه صح .


استمعت جيدا لحديثه ،نظرت بإتجاهه وسألته من جديد :


-طيب جدو باعتك ليه 

لم يبخل عليها بالإجابة وتحدث :

-عايزنى اطمن على صحة الخيل والمواشي واشوف الامور ماشية إزاى والعمال اللى هنا قايمين بدورهم ولا لأ


نظرت حول المكان وقالت بتعجب:

-هما فين العمال دول ؟


اجاب وهو يبتسم:

-ما انا مشيتهم عشان نبقى لوحدينا


ابتسمت والتفت بكامل جسدها وهى توزيه بالخطوات عادت تسأل:

-وانت بتفهم فى الحاجات دى 


اجاب وهو يتحرك معها :

- يااا انا عشت هنا كتير 

اندهشت من الاجابه وقالت متعجبه:

-لي عملت ايه؟

شرد قليلا فى ذكريات مؤلمه لايريد ان يذكر منها شئ وقال متأثرا :

- كان برغبتى الكامله 

واثناء حديثهم سمعا صوت نباح غليظ يصدح بالمكان التفت حول نفسها بقلق لتري كلب كبير بلون بني يخالطه بعض الأسود يركض بإتجاهم بسرعه .

التصقت به وصاحت بهلع:

-الحق يا زيد كلب، كلب بيجري علينا 


ضمها الى جانبه دون ان يتحرك او حتى يتأثر فقط ابتسامه مشرقه وسعيدة ظهرت على وجهه ،لكمته فى كتفه وهى تسحق الكلمات اسفل أسنانها:

-يا بنى ادم الكلب جاي علينا 


هتف وهو يتأهب لاستقباله بيده الطليقه :

- ما تقلقيش دا القنصل .


رغم العبارة القصيره التى يطمئنها بها إلا أنها لم تطمئن وإختبأت خلفه وتشبثت بقميصه حتى كادت تمزقه تعال صراخها فور اقترابه ومن بعدها اعتلت ظهره حتى لايبقي قدمها على الارض ضحك "زيد"من فعلتها وأسندها حتى لا تقع وهتف ساخرا:

-يا جبانه بقى حتة كلب يعمل فيكى كدا 

 تعلقت بعنقه  وردت بانفعال:

 ‏- انت مش شايف شكله عامل ازاى ؟


قفز الكلب هو الآخر نحو زيد ليحتضنه وبقي زيد عالقا بالنصف بين شوق وتلهف كلبه الوفي والتماس الامان من صبا والتى لم تستطيع الصمود وصرخت بجنون، وهى تقول فى فزع:

-نزلنى نزلنى 

قهقه عاليا من فرط فزعها ومسح على رأسه كلبه الذي انخفض نباحه تدرجيا عندما بادله زيد الترحيب وقف على قدماه اخيرا وحدثه وكأنه يتحدث مع شاب بالغ:

- وحشتنى يا قنصل .

اطاح برأسه لجانبه مشيرا لصبا:

-اي رأيك فى الجبانه اللى ورايا دى ؟

نبح الكلب وكأنه يفهمه ،لكن الوضع بالنسبة لصبا لازال خطير فكره انها تجاور هذا المخلوق لم يستيغها ابدا ولن تقبلها لذا هدرت باعتراض:

-انت بتكلم مين قال يعنى فاهمك دا كلب يا زيد 

نبح الكلب باتجاهها وكأنه يفهمها،فصاحت وتشبثت اكثر بعنقه:

- هو انا غلطت فيه ولا ايه ما انت عارف انك كلب .

 فمنعه زيد قائلا:

-دى تبعى  خلاص عيلة وغلطت 

اردف  وهو ينظر باتجاه ولا زال يمسح على فرائه:

- انتى بتهزرى دا كلب بوليسي يا بنتى

امره وهو يشير بعيدا :

- روح يا قنصل لف على المزرعه وتعال 


بالفعل ركض  الكلب من امامهم ليلبي رغبته تبعته بعيناها صبا خوفا من ان يعود اليها وتحدث زيد عنه باستفاضة قائلا:

-القنصل دا درع الحمايه الاول هنا ممنوع حد يقرب من المكان طول ما هو موجود .


ردت بهلع وهى لازالت تراقبه :

- ما اهو شكله يخوف 

"زيد "عاد بنظره اليه وهو شارد ليقول بهمس طفيف :

-القنصل دا انقذ حياتى فى يوم من الايام.


مالت برأسها بإتجاه لتتحقق مما سمعت وعندها  تأكددت ان ما سمعته حقيقي لكن ارادت ان يحكي هو الحقيقة كامله .


"فى قارب صيد صغير"


ركبت صبا امام زيد وتحرك بهامستخدما المجداف بالتبادل ليشق المياه ويجول فى البحيره الصغيرة هنا قرر الاعتراف بعدما ألحت كثيرا على استخدام هذا المركب وتجربته؛ كانت سعيدة بتلبية طلبها وأكثر سعادة بفتح زيد قلبه لها .


- فى ليلة طويلة جيت هنا مع عمي عماد كان عندى عشره حداشر سنه قعدنا هنا لبليل وهنا اليل طويل عمي راح يجيب حاجات مهمه من قرية جانبنا وهو معتمد إن معايا القنصل 

وماحدش هيقدر يقرب من المكان .


تغيرت ملامحه وظهر عليها تأثير كبير وهو يستأنف كلامه بالم ووجع لم تسبق أن رأته على وجهه :

- بس للاسف  واحد مجرم هجم عليا وطعنى فى بطنى 

ولولا  القنصل  جري على الراجل اللى بيحرس هنا وجابه من بيته كان زماني ميت .


استمعت صبا لقصة مشابهه لكن بشكل آخر قالت نجلاء ان عمه جاء وحده وتركه فى المزرعه وقال زيد انه ذهب لقريه قريبه وكان مقرر أنه سيعود، وقال أيضا أن كلبه لا يدخل غريب فى المكان فكيف سمح للص  وبحسبه بسيطه ادركت ان زيد غير صريح معها فسألته وهى تفحص ملامحه :

-لي مش بتقول الحقيقة كامله ؟


ضم حاجبيه واستنكر قائلا:

- مش مصدقه انا قولتلك كل حاجه 


تحدثت وهى تتعمق بالنظر فى عينه محاولة أن تثبت له انها يعتمد عليها ليفتح لها قلبه ويخبرها بكل أسراره التى

تقبع فى صدره دون خوف او خجل  .

سألته بتدقيق :

- طيب فهمنى كدا  ازاى قنصل عدى المجرم 

اشاح بوجهه عنها وتعمد الانشغال بالنظر على كلبه الذي يدور بالمكان ورد دون إهتمام:

-  ماهو كان مع عمى 

تاكدد من ظنها نفضت رأسها بيأس وهتفت:

- بس انت قولت  إن عمك كان معتمد عليه فى حراستك لما سابك معاه  ،يبقي ازاى الكلب كان معاك ومعاه


عاد ببصره لها وابتسم ليهدر  بتهكم :

-انتى بتشتغلى مخبر بعد الضهر من ورايا 

هذه المره كان الشرود من نصيبها هي نظرت بعيدا وصمتت برهه ثم عات تعقد معه اتفاقا لعلها تكسب ثقته وتحصل على الصراحه كامله

- إيه رأيك ما تخبيش عليا حاجه وانا كمان ما اخبيش عليك 


أدهشته بكلامها ورد متعجباً:

-انتى فى حاجه مخبيها عنى 

أومأت برأسها وعينها لمعت بالدموع ،تأثرها بهذا الشكل أوحي له أن هناك شئ مهم وخطير جدا تخفيه عنه مما جعله ينصاع لفكرتها ويهدم جدار الأسرار ويبنى سورا عاليا لا يدخله شك أو خوف فالصراحه هى أول لبنه فى أي علاقة مهما كانت.


ازاحت شعرها المتطاير عن وجهها وسألت سؤلا صريحاً وشائك :

- عمو عماد هو اللى طعنك؟

اختار الإجابة السريعه حتى لا يتأثر:

-ايوه .



نار ملتهبه ألسنتها ترقص أسفل سنابل الذره التى وضعها زيد امامهم ليشوي بها هذه التسليه ويجلس بجوراها لابعاد الناموس والحشرات.


 استندت صبا بظهرها على صدره وتابعة النيران وهى تأكل بعضها البعض كالنار التى تشتعل بين  جنبيها من سنوات و انتظر ان تحكي سرها الذي وعدته واخيرا نوت ان تنطق بعدما قص زيد ليلته الحزينه التى قضاها بين الحياة والموت .

 ‏هتفت متأثرة:

- عمرى ما كنت الفاعل في حياتى كنت دائما المفعول به

امي توفت وبعدها بشري حلت محل أمي وبابا كان بيسبنى ليها اتغيرت بقت بشعه جدا معاملتها كانت قاسية

اوي دايما تحرمنى من كل حاجه من اللبس من الاكل من العب من الحركه من القعده حتي على الكنبة


قضب حاجبيه ونظر لوجهها وقلبه يؤلمه برغم هذا استمع بصمت ،انتظر حتى ابتلعت ريقها وأردفت:

- كل دا كنت بستحمله عادي، غياب بابا عن البيت كان بيخلينى اعاني اكتر واول ما يرجع كانت تشتكي فيا كتير لدرجه إنه كان بيصدق إني شقية وعفريته وتعباها فكان يقولي إنها مش مامتى عشان تستحملنى وإني لازم ابقى هاديه ومهما حكيت وقولت كان مش بيصدقنى او بمعنى اصح هى كانت بذكائها بتخليه يكذبنى وتوجهلى أسئلة قدامه تدينى اكتر ما تبرئني وللاسف كنت بطلع دايما الأوحش وبعدها بقيت بسكت أو حتى اسمع كلامها وأدخل أنام أول ما يرجع ودا خلى بينى وبينه فجوه كبيره اوي 


استحضرت أكثر المشاهد قسوة والتي لا يغيب عن ذكرتها ابدا بل رافق ايامها السوداء وترك ندبه عميقه فى نفسها.


ثقبت نظرتها وسحبت أكبر قدر من الهواء ونفضته بمنتهي الألم وشقت الدموع طريقها الى خديها وهتفت بالم:

-لحد ما سابت اخوها يمد ايدو عليا سابتنى وما اهتمتش لصراخى 

انتفض زيد ما تقوله خطير ومؤلم تراجع قليلا وصاح بجنون :

-انتى بتقولى ايه ؟!


خافت منه لكن هى تلك الحقيقة المؤلمة التي اخفتها عن الكل حتى والدها خوفا من أن يتصبب غضبا عليها فحاولت لقطت انفاسها التى انسحبت فجأه:

- انا كنت طفلة وقتها مش فاهمه بس رافضه 

الصدمه ألجمته لكن الغضب كان يفتك به كبركان خامد اشتعل فجأه لم يقوي على الاستمرار بالجلوس حتى  وهب واقفا يحاول 

مجاهدا  الثبات نهضت من ورائه لكنها لم تستطع الاقتراب منه خطوه تجمدت فى مكانها تأن فى صمت وهي ترجف.


 الرجوع للذكريات مؤلم وهذه ليست ذكرى هذا جرح ملتهب كلما لامسته نزف قيح وصديد 

الألم لم يكن من نصيبها لوحدها بل كان من نصيبه أيضا 

لكن وجعه وغيرته كانت كالنار المستعره .

التف اليها عندنا استمع الى نشيجها،وسرعان ما فتح ذراعيه واختصر المسافه التى بينهم بخطوه ليخطفها الى أحضانه ويطبق عليها بقوه لو كان بوسعه أن يخفيها بداخل اضلاعه لفعلها هدئها رغم أنه لن يهدأ:

-إهدي إهدي 

تحولت نبرته للشراسه واسترسل متوعدا:

- وغلاوة حبك لأدفعهم تمن كل دا وما ابقاش زيد إن ما كنت أخليهم يتمنوا الموت ولا يطلوه 


هدأت بتلك الضمه فلم يسبق لها ان احد ضمها وهي بهذه الحالة انتظمت أنفاسها تدريجيا،كان زيد لها الموطن والمستراح شاطئ هادي بعد مده من الغرق فى الطوفان تلك الضمه كانت تشعرها بأنه يحيط بها من كل الاتجاهات

وتنقلها الى عالم من الأمن والأمان .


الاعتراف كان ثقيل عليهما كان صعب تقبله من جهة زيد وصعب قوله من جهة صبا غفيت على كتفه فى غرفتهم الصغيره فوق تلك المرتبه الاسفنجيه التى لايعلوها فراش وثير ولا ذات أغطية من حرير لكن بالنسبة لصبا كان أفضل من النوم على ريش النعام فهى تغفو على صوت دقات قلبه التى تشعرها بالامان والراحه والسكينه اشياء غير ملموسة لكنها لا تقدر بثمن .


لم ينم "زيد" ولم تغفو عينه حتي يتخيل أنه يثأر من الكل بطريقة وحشيه ويصر على أسنانه متفاعلا مع تلك التخيلات لن يتركه دون عقاب ولن يترك الأفعي السامه تنجو بفعلتها حتى وإن كانت أشياء قديمه سيحاسبها عليها،تهاون فى حقه كثيرا ورغم أن عمه حاول قتله مرتين وكان سببا فى قتل زوجته إلا أنه لن يتهاون فى ذلك وسيقف كالأسد ليثأر لزوجته ولن يسمح لجده أن يمنعه وعندها سيضع على النار الحطب وسيوقف القافلة ليربي الكلاب كلبا كلبا .


انقضت ليلته فى التفكير دون أن يتركها تبتعد قيد أنمله عن أحضانه وقضي اليلة يقظا وعندما أشرقت الشمس وأضائت المكان بقوة أزعجها الضوء فإستيقظت نظرت له 

وهي تململ فى نومتها استعد ليقابلها بابتسامه فكيف له أن ينظر فى وجهها وهو عبوس هي التى ضحكتها تزن الكون وتلغي كل النساء بالفعل ابتسم رغما عنه عندما هتفت بصوت متحشرج:

- انت ما نمتش

أجابها وهو يبعد خصلاتها الشارده عن جبهتها ليستطيع رؤية وجهها بالكامل:

-لا نمت انا لسه صاحي ومن حظى إني صحيت على وش القمر 

ابتسمت ابتسامتها التى تجعله يسكر بلاخمر وتجن عقله فاعتدل وابتسامته اتسعت وهو يقول:

-لو كلمه القمر خلتنى اشوف الضحكه الحلوه دي أنا مستعد أقول ليل نهار كلام حلو بس وتضحكيلي 


نهضت من أمامه وخللت اطراف اصابعها فى فروة رأسها وردت مستمتعه وخجله فى آن واحد:

- من غير ما تقول يازيد إنت النعمه اللى المفروض أشوفها أضحك


مال برأسه ليقبل كتفها وشعر من داخله أنه يريد الاعتذار فهتف دون وعي وهو يحدق لها :

-انا آسف يا صبا


استدارت برأسها وعاينته بدهشه فأمسك بيدها وراح يطوي اصابعها وهو يقول بتأثر:

-اسف على كل اللى عشتيه اسف إني ما حمتكيش واسف إني ما صدقتكيش واسف على اليوم اللى قضتيه فى الاوضه اللى فى الجنينه واسف إني فى يوم ضغطت على ايدك ووجعتك واسف إني بعتك تخطبى نهي واسف بالنيابة عن الدنيا اللي  زعلت حد رقيق زيك مش المفروض إنه يزعل .


خفق قلبها لسيل اعتذارات اغلبها  لا تمت له بصله وان كان على ليلة قضتها فى غرفة مظلمة او حتى ضغطت يد فهو فعل الكثير ليغفر هذه الهفوات فزيد مثله مثلها قضي نفس الظروف وعاني مع عمه مثلما عانت مع زوجه ابيهافقد جمعهم القدر ليداوي كلا منهم جروح الاخر لاليكونوا جرحا جديدا لبعضهم .

سحبت يدها من بين يده وبدلت الادوار لتمسك هى بيده سحبت نفس عميق قبل ان تقول وهى تطوى اطراف أصابعه:

- وانا اسفه إني رفضتك فى البداية وكنت شايفاك جلف واسفه إني هربت يوم كتب الكتاب واسفه إني حطيتك فى موقف وحش مع اهلك  فى يوم من الايام واسفه إني خبيت عليك اني كلمت رياض واسفه إني كنت اوقات بتجرأ عليك فى الكلام واسفه إن عمك حاول يقتلك وانا ما كنتش جانبك اسفه على اى حاجه الدنيا عملتها فيك وانا ما كنتش معاك 


رغم تاثره وابتسامته القصيره التى ابتسمها رغما عنه،شعر ان الامر سينقلب لزحمه من الذكريات المؤلمة وسيفسد الصباح وربما ينقلب لخلط الماضي الأليم بالواقع الجميل 


سحب يده من يدها وصاح بصوت أجش منفعل:

- اي دا هو انتى كل حاجه تقلديها إنتي قلوده أوي .


نظرت له بدهشة ثم وكزته فى صدره معلنه احتجاجها على اعتراضه:

- ايه دا طيب حتى اتاثر انت اي ما عندكش مشاعر بقولك كلام حلو يا جلف


اتسعت عيناها وغضب  امسك يدها وهو يقاوم ابتسامته:

-اي جلف دى وبتمدى ايدك كمان انتى عارفه اللى بيمد ايدوا بنعمل فيها ايه 


حاولت سحب يدها منه لكنه تشبث بها مانعا اياها من سحبها فصاحت بفزع:

-هتعمل اي يعنى هتضرب ام عيالك معقول يا زيزو 


جذب يدها اكثر ليقربها من فاه قائلا بشراسة:

-هنعملك ساعه 


صاحت بهلع من من نظرات الشر التى يتقنها والبطئ المتعمد لبث الرعب فى نفسها .

حاولت اقصائه بالتوسل:

-لااااااا يا زيد بالله عليك ،انت خاطفني هنا وتعضنى كمان 


اخرجته من دور الشرير وراح يسألها بسخط:

- اخطفك اعمل بيكى ايه هنا ؟ 

زمت فاها بغضب وهتفت بحنق:

- اذا كان كدا تبقى تستاهل اللى يجرااك ويارب الكلب يعضك لو عضتنى 


استئناف ما بدئه بعد ان قال:

- القنصل ما بيعضتش صاحبه 

اوقفته بجملة استعطافيه اخيره قالتها برقه كي تفر من عقابه:

- طيب انا حبيبتك 


انهت كل شي رغم انه كان لا ينوي توقف عن ارهابها وجذب يدها بلطف نحو فاه ليقبلها ويمسح عليها مبتسما لها فى هدوء

-يلا يا بت يا حبيبتي نعملك احلى فطار .


ابتسمت له ونهضت من امامه لتنظر ليدها بفرح لأنها لم تنال منه شي وهتفت بفرح وهى تركض للخارج :

- وضحكت عليك وضحكت عليك 


نفض راسه بيأس من مرواغتها زلالت خطيرة رغم رقتها .





تحركت معه نحو الممر المؤدي إلي الاسطبل كانت متحمسه لتري الاحصنه لمعت عينها عندما دخلت 


الى المكان ماكانت تصدق انها يوما بالايام تري هذه الكائنات عن قرب امتلي قلبها بالسعادة  استدارت بنصف جسدها نحو زيد وهتفت بحماس:

-ينفع اركب واحد؟

رفع يده وعبث بخصلاتها الشارده على كلا الجانبين وقال مبتسما:

-لا يا حبيبتي عشان البيبي

لوت فمها كالأطفال وانطفأت نظرة السعاده التى كانت تنير وجهها .

كل هذا كان كفيل ليجعله يتراجع هاتفا :

-ينفع شويه صغيرين وعلى مهلنا خالص


عادت الضحكه الى وجهها وقفزت من مكانها صائحه بفرح:

-ايوا بقى 


اتسعت عينه وهو يتلقفها سريعا خشية من ان تنزل الى الارض بقوة فتضر نفسها.

لم تتوقع منه هذا وفجأة وجدت نفسها بين يديه ووجهه يعرض تعبيرات متضاربه بين الغضب والقلق .

عنفها قائلا:

-انتى اتجننتي مش معقول شغل العيال دا  حافظي على نفسك شويه

ابتسمت على قلقه الذي لم تلمسه بقوة إلا بهذا الموقف وحركت رأسها بالقبول مجيبه برقه مغريه:

- حاضر ،بحبك يا زيزو

رمقها باستخفاف وهو ينزلها الى الأرض برفق قائلا:

- والله هضيعيني فى واحده من زيزوا دي .


ابتعدت عنه بتعمد لاشعاله أكثر من خطورتها تعرف متى تسكت ومتي تتكلم ومتي تجن جنونه.


اشارت بطرف بنانها نحو احداهم قائله :

-دي حلوه 

ذهب زيد باتجاه اشارتها وتحسس رأس الفرس وهتف :

-لاء دي خطر 

سألته صبا دون اقتناع:

-يعني إيه ؟

أجاب وهو يحدق بعيناها :

-مش بتاخد على الناس بسرعه ومش بتسمع الكلام ولسانها يا لطيف منه عايز قصه


فهمت صبا الى ماذا يرمي فتجاهلته مبتسمه وحاولت تقليده بالعبث برأس الفرس من الجانب المقابل .

ردت بهدوء وهى تنظر الى الفرس:

-لازم  مش لاقيه حد يفهمها او فى حد بيستفزها وعايزها تطلع اسوء ما فيها وبعدين يقول لسانها عايز قصه مع ان لسانها دا لسه قايل بحبك بس اهو افتري وخلاص .


ظهرت نظرة العجب على عينه وسألها بجديه:


-بقي كدا انتي مسنوده على ايه بقى احنا هنا لو حدينا يعني يا حلوة انا ممكن ادفنك هنا من غير ماحديسمع


اجابت بثقه وغنج:

-انا مسنوده على حبك 


هتف وهو ينظر لها بتأثر:

-لسانك يا صبا لو اتقص منه قد عشره متر هيبقى مافيش منك اتنين 


تصنعت الصدمة وهي ترد ببرائه:

-يالهوي وأعيش إزاى بعشره متر بس

عادت لحدتها وهى تردف:

-دى عيلتكم دى عايزه القادر دى عمتى لوحدها عايزه تعبان عشرين متر يلف حولين رقبتها 


افلت ضحكاته رغما عنه وقهقه معها عدة دقائق ،لكن سرعان ما تحول وجهه لحزن وهو يقترب منها ويتشبث بها 

هادرا :

- مش هسمح لحد يأذيكى تانى ولو وصلت لروحي 


وضعت يدها على صدره وهى تنظر للصدق الذي يطل من عيناه قائله:

-بعد الشر عليك يا زيد 


امسك بيدها وقربها من شفاه طابعا قبلة رقيقه  فوق ظهر يدها وهتف بإبتسامة:

-تستاهلي روحي

التفت بنصف جسده مشيرا بطرف بنانه بعيدا وقال:

-هتركبى دى بس هنمشي براحه عشان البيبي 


أؤمات بالقبول وما كان ليتركها لتمتطى خيلا وحدها او يتركها لفرس اهوج يدمر حلمه فى الابوة من جديد جهز لها فرس هادي ورفعها عليه لم تختفى ابتسامتها ،والسعادة التى ملئت عينها جعلته يشعر بالفرح وكأنه لأول مرة يمطتى فرسا صعد هو الآخر واستقر خلفها الشعور الذي سيطر عليه فى هذه اللحظه كان شبيها بالنعيم هى بين يديه والعالم بأثره فارغا نصب عينه شعرها المجنون يتطاير على وجهه مع كل نسمة هواء تمر من جانبهم .


تمشي ببطئ شديد وحذر بين الارض الواسعة الخضراء وتحت أشعة الشمس الجو ساحر وأشبه بالاسطورة استمتعت صبا بتلك التجربه الجديدة رفعت وجهها للهواء 

واغمضت عينها تاركة الهواء يعبث على وجهها ويد زيد التى تحاوطتها تملئها بالراحه وتشعرها بالأمان .

فتحت عينها عندما شعرت وكانها لاتزال فى نفس المكان وقالت :

-ما تمشي يا زيد 

اجابها ب:

-طيب ما احنا ماشين فعلا

نظرت حولها فهو يمشي ببطئ شديد وحذر فهتفت متذمره:

-هو انت مركبنى حصان معوق 

ضمها بخفه واشتدت نبرته وهو يقول:

- ما تغلطيش فى الحصان بتاعنا ثم انه صاحب عيا 

التفت له وسألته بتعجب  :

- مالوا ؟!

اجاب حابسا ضحكته:

- عنده شلل أطفال 

ضحكت على كلماته وضحك معها وتعالت قهقاتهم وملئت المكان لدقائق غير محدوده ثم عادت بعدها للاستكانه والهدوء. 

نسيت كل شئ وهو بجوارها معانتها السابقه محها زيد بطيب معاملته وعشقه الفياض .

شعرت بطرف ذقنه يستند على كتفها ابتسمت وهي على نفس الحاله الهدوء الخارجي  ينعكس بداخلها ويجعلها تشعر بأنها فى عالم آخر استمعت إلى صوت انفاسه القريب

والذي يعزف اجمل الألحان واتممها كروان صوته مغردا بعشق:

- كتير بسرح وبقول فى ايه ضاع عمري من قبلك الحمد لله انك نصيبى وقسمتى الحلوة ونور عيني


 احتضنت يدها التى تحاوط خصرها  بعدما جمعت كل سعادة الدنيا فى قلبها ،هتفت براحه :

- بحبك مش كلام وخلاص مافيش كلمه توصفلك حبي 


تشبث بها اكثر مثلما يعطيها من الحب تعطيه تجعله يشعر وكأنه يملك القمر والشمس معا يكفيه هذا الشعور ووجودها ،دفن وجهه بعنقها وراح يشتم رائحتها المُسكره 

وهتف بنبرة تفيض بالحب :

-عليكى كلام بيزرع فى قلبى  ورد ويطلع شمس ويقوينى على الايام فى طاقة بتخلينى ممكن اروح المريخ 


حلاوة نبرة صوتك بتسيني الدنيا واللى فيها مش مهم تتكلمي المهم إني ما ابعدتش عنك يا خطيره على عيني 

وروحي وقـــلـــبي......

               الفصل الثالث والاربعون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-