CMP: AIE: رواية مقيد باسرارها الفصل التاسع9بقلم رانا هادي
أخر الاخبار

رواية مقيد باسرارها الفصل التاسع9بقلم رانا هادي

 

رواية مقيد باسرارها
 الفصل التاسع9
بقلم رانا هادي
 

بعد خروج الطبيب من فرفة العناية التى بها ليلى، اقترب الجميع منه، يسأله شهاب بلهفة
=خير يا دكتور طمنا فى جديد 

الطبيب بعملية وهو يعدل من نظارته الطبية
=الحمدلله هى دلوقتى فاقت ونقلناها اوضة عادية ومن اول بكرة هنبدأ فى جلسات الكيماوى 

لتسأله نيرة قبل ان يغادر 
=ينفع ندخلها ؟! 

الطبيب بابتسامة وهو ينظر اليها
=اكيد طبعا... 

قاطعه شهاب بحدة وهو يقف امام نيرة حتى يخفيها خلفه يمنع الطبيب من رؤيتها بعد ان لاحظ ابتسامته ونظراته لها
=متشكرين يا دكتور احنا هندخلها 

الاخر بحرج وهو يعدل من نظارته وهو يخفض رأسه
=لا شكر على واجب بعد اذنكم 

ما ان رحل الطبيب اردفت نيرة بحدة وهى تبعده من امامها 
=ايه اللى انت عملته دا، كان هيقول حاجة ولا تعليمات نعملها لما ندخلها 

ليردف بحدة لكن صوت منخفض وهو يمسك ذراعها
=نيرة قصرى الشر واسكتى خالص مش وقت خناق خالص دلوقتى 

كانت تهم بالرد عليه لكنها فضلت الصمت تسحب يد زهرة وبدور معها وهى تسير قائلة بجديه وهى تنظر اليه
=يالا يا بنات تعالو هندخل احنا الاول 

بينما هو زفر الهواء بصخب محاولا تهدئة ذاته، قبل ان يتبعهم 
=انتِ عارفه هى فين؟ ولا ماشية كدا وخلاص 

التفت اليه قائلة بغيظ =ملكش فيه 

ليضحك بخفة قائلا بجدية 
=اقفوا هنا وانا هروح اسأل عن رقم الاوضة 

ليرحل قبل ان تجيبه، وبعد لحظات من الصمت صدح رنين هاتف بدور لتنظر الى شاشته لتقدمه لزهرة بعد معرفتها بهوية المتصل
=زهرة جاسر بيتصل ردى عليه انتِ 

لتعقد الاخرى حاجبيها باستغراب وهى تستقبل المكالمه تسمع صوته الملهوف من الجانب الاخر
=زهرة انتِ فين؟ اوعى تكونى رجعتى الملجأ 

لتجيبه بهدوء 
=لا انا فى المستشفى مدام ليلى تعبت وانا وبدور معاها 

ليردف بجدية من الطرف الاخر 
= ومقولتليش ليه انك رايحة عندها ؟ 

لتجيبه بحدة وهى تستغرب طريقته فى التعامل معها
=واقولك ليه؟ ولا بصفتك ايه... واه اخر الشهر هيوصلك اجار الشقة... سلام عشان داخلين ليها 

لتغلق الخط فوراً دون اعطاءه فرصة للرد وتقدم الهاتف لبدور التى هزت رأسها بتساؤل لتحرك زهرة شفتيها قائلة بخفوت
=بيسأل بعدين احكيلك 

بنفس اللحظة التى حضر بها شهاب يأخذهم لرؤية ليلى التى ذهب اليها اولا يطمئن عليها اولا ليجدها بين اليقظة والغفوة.. 

لتدلف زهرة اولا التى اندفعت تقبل رأسها بينما شهاب وقف امامها من الجانب الاخر، لتبدأ ليلى فى محاولة لفتح عينها، لتنظر الى زهرة التى ابتسمت بوجهها قائلة بسعادة وهى تقبل يدها
=حمدلله على سلامتك يا حبيبتى الف سلامة عليكِ 

لتبتسم بوجهها هى الاخرى تهمس باسمها، وتلتفت ببطئ للجانب الاخر تجد وحيدها يقف بجانبها، يميل غلى يدها يقبلها برقة
=حمدلله على سلامتك يا ست الكل 

لتردف هى بخفوت ونبرة ضعيفة 
=فين نيرة يا شهاب انا عاوزاها يا شهاب 

لينظر شهاب لنيرة يشير لها بالاقتراب، لتقترب الاخرى ببطئ وهى تنظر لليلى بتوتر تدعو بداخلها ان تخبرها عن حقيقة ابنتها المفقودة، ليردف شهاب بهدوء 
=نيرة موجوده يا امى، انتِ كنتِ بتنادى عليها وانتِ فى العنايه والدكتور قال ان وجدها هيفرق معاكى 

لتشير ليلى لنيرة بالاقتراب وقد بدات دموعها بالانهيار، لتسألها نيرة برجاء 
=قوليلى مكان بنتى وحياة اغلى حاجه عندك قوليلى مكانها وهختفى من حياتكم بس قوليلى..... 

قاطعها شهاب بحدة وملامح الصدمة بادية على وجهه وهو يسحبها من ذراعها بعد ان كانت تجلس على طرف الفراش 
=بنت ايه انتِ اتجوزتى وانا مسافر انطقى 

لم تجيبه بل واخذت بالبكاء وتشعر وكأن لسانها قد عقد عن الكلام، ليأتيه الرد من ليلى 
=بنتكم يا شهاب بنتك انت ونيرة..... 

قاطعتها زهرة وهى تسحب بدور معها بتوتر 
=احنا هنستنى برا بع.... 

قاطعتها ليلى بدموع 
=استنى يا زهرة متمشيش لازم كل حاجه تتقال وتعرفوها 

لتردف بدور بجدية وهى تشعر بتوتر الجو من حولها
=انا هستناكى برا يا زهرة 

= لا خليكى معايا 

هذا ما قالته زهرة بلهفة وهى تمسك بيد بدور تمنعها من الخروج، لتومأ لها بدور وهى تقف بجانبها 

بينما شهاب كان يقف يشعر وكأن عالمه اصبح غريب عليه، ابنته لكن كيف ألم تمت بسبب عملية الاجهـ ـاض التى فعلتها ليردف بصدمة وتيه
=انتِ بتقولى ايه بنتى ازاى ومن مين من نيرة؟ نيرة كانت سقط..... 

قاطعته تلك المرة نيرة وهى تقول بدموع 
=انا احتفظت بالبيبى ما نزلتهوش زى ما قولتلك 

ليردف بغضب وينظر لها بذهول 
= وانا كنت فين من كل دا ليه تكذبى عليا وتفهمينى انك فرطتى فى حته منى ومنك من ابننا وانتِ عارفة ان استحالة كنت هسيبك ردى عليا ليه كذبتى ليه كل حاجه بتخبيها عليا ولا كأنى موجود.... 

ليلى بوهن 
=انا اللى خليتها تعمل كدا 

شهاب وهو يشعر بأن قلبه سيقف من شدة الصدمات وتلك الاحداث التى يكتشفها للتو
=وانتِ ازاى عرفتى ومنين باللى بينى وبينها؟! 

اردفت نيرة بسرعه قبل ان تجيبه ليلى خوفا من ان تغير الاخيرة الحقيقة وتضعها هى بالصورة الظالمة بالقصة وان حدث ذلك ستخسر كل شئ حرفيا 
=لما انت رفضت البيبى اول مرة انا رحتلها كنت فكراها هتجيب حقى بس.. بس هدتنى بالفضيحة واجبرتنى افهمك انى نزلت البيبى كنت هقولك الحقيقة بس عرفت انها مرقبانى فقولت اقولك لما اقابلك فى مرة تانية بس بعدها... بعدها كار خيرك ادتنى علقـ ـة مـ.وت لو تفتكر بعدها انت سفرت ولا كأنك عملت حاجه سبتنى للفضيحة ولكل حاجه انا اواجهها وفى الاخر اخسر كل حاجه واخسر بنتى..... 

قاطع حديثها هو ذلك الصوت الذى صدر من احدى الاجهزة الموصولة بليلى التى غابت عن الوعى، وبلحظة كان الفريق الطبى المتابع لحالتها قد دلف للغرفة تتولى ممرضتين امر خروجهم جميعا من الغرفة 

_________________

بعد خروجه من مكتب محمد بعد الخلاف الذى حدث بينهم كلا منهم لديه وجهة نظر لا يريد، جاسر خاطئ ولا يريد ان يستمع لأحد بل لا يريد ان يثبت لنفسه بأنه خاطئ بعد ما فعله وخداعه لزهرة من امضتها فوق ورق خدعها به بأنه ورق خروجها من الملجأ وحتى لا تكشفه وضع فوقه ورق يبين انه ورق خروجها لمتضى هى بكل ثقة وهى ترى ان الورق ورق خروجها من الملجأ.. 

ليذهب اليها يطرق الباب ويضغط على الجرس وما من رد ليبدأ القلق ينهش داخله ليتذكر انه معه رقم رفيقتها يتصل بها ويأتيه ردها البارد 

جاء ليذهب اليها لكن اتاه مكالمه هاتفيه من صديقه يخبره بضرورة ذهابه للعمل 

________________ 

بعد خروجهم من الغرفة التى بها ليلى وتجمع الاطباء لدى الاخيرة، كان شهاب يجلس فوق احدى الكراسى الموجودة يستند بكوعيه على ركبتيه ويحيط رأسه بكفيه، بينما كانت نيرة تقف بعيدا بعض الشئ ودموعها مازالت فى الانهيار 

اما الفاتان كان يجلسان وهما يشعران بالتيه لا يفهمان ما يحدث او ماذا يوجد بين نيرة وشهاب 

لتنهض زهرة تجلس بجانب شهاب قائلة بهدوء ورقة
=روح لطنط نيرة طمنها، انت شايف حالتها عاملة ازاى 

لينظر اليها بصدمة قائلا بوجع 
=اطمنها؟!.. اطمنها ازاى وهى مخبيا عنى اكتر من 20 سنه ان عندى بنت اطمنها على كدبها عليا ولا على ايه 

زهرة بنفس رقتها وهى تبتسم بوجهه
=طمنها انكم هتلاقو بنتكم وانها بخير ومستنياكم اكيد بلاش تفكر انها كذبت عليك فكر انها كانت لسه بنت مكملتش 20 سنه حامل وابو اللى فى بطنها اصغر منها وعنده 18 سنه، هى بقالها 20 سنه واكتر فى خوف وفلق وندم بلاش تزودهم عليها.. تمام حاسبها على اللى عملته بس وهى معاك متخسرهاش تانى 

ليغمض عينيه يحاول الوصول لقرار عقله يمنعه من النظر اليها حتى وقلبه متفق تماما مع حديث زهرة يريد سحبها بين ذراعيه وطنئنتها لكن كبريائه يمنعه بعد كل ما فعلته ليستمع لصوت عقله قائلا بجمود
= مش وقته يا زهرة فى حاجات كتيره لازم اعرفها الاول 

بينما كانت تقف بعيدة عنهم تبكى بقهر على كل ما حدث ويحدث معها، ليصدح رنين هاتفها تجد اختها الصغيرة هى المتصلة فهى الوحيدة من عائلتها التى تحدثها وعلى تواصل معها كانت ستغلق الخط لكنها خشت ان يكون اصاب احد من عائلتها بمكروه، لتستقبل المكالمه وقبل ان تنطق ببنت شفة جاء صراخ اختها وهى تقول ببكاء
= بابا يا نيرة بابا مـ ـات بابا... 

ولم تستمع لباقى حديثها فقد سقط الهاتف من يدها وهى تنظر امامها بصدمة وصوت اختها يتردد بصخب فى عقلها، لتستلم لتلك الغيمة السوادء التى تسحبها وتتمنى أن تاخذ بلا رجعة 

ليلتفت كلا من زهرة وبدور وايضا شهاب على صوت ارتطام قوى وما ان راها على الارض فاقدة الوعى اتتفض اليها يهتف باسمها بلهفة وخوف 
=نيرة.. نيرة فوقى يا حبيبتى.. دكتور هنا بسرعه 

ليحملها بين ذراعيه ويأتى طبيب وخلفه ممرضة بعد ان ذهبت بدور لجلبه، ليشير له الطبيب ان يدخلها احدى الغرف الفارغة ليبدأ بفحصها تحت انظار شهاب الذى يكاد يموت قلقلا عليها 

بعد انتهاء الطبيب من معاينة نيرة طلب من شهاب الخروج ليحدثه عن حالتها 

ليردف الطبيب بعملية
= للاسف جالها انهيار عصبى واضح جدا انها اتعرضت لضغط نفسى شديد سبب فى انخفاض الضغط دا غير ان الحالة نفسية شبه مدمرة 

ليزدرق شهاب حلقه بصعوبة وهر يشعر بألم شديد يغزو قلبه وكان احد يعصره بيده
=عاوز ادخلها لو سمحت 

الطبيب بأسف 
=ممنوع على الاقل لحد ما حالتها تستقر بعد اذنك 

ليرتمى شهاب بجسده فوق كرسى خلفه وهو يغمض عينيه لتجلس بجانبه بدور قائلة بهدوء 
=هتبقى كويسه ان شاء الله، هى بس من كتر الضغط اللى اتعرضتله خليك معاها وانسى اى خلاف بينكم، انتم بينكم بنت وباين ان مدام ليلى عارفة مكانها، دورو على بنتكم وعيشوا سوا كفاية اللى ضاع بلاش خلفاتكم تكون رقم واحد بينكم افتكرو ان بينكم بنت وهى اللى المفروض تكون رقم واحد بعيدا عن كبريائكم او اى حاجة انتم حطنها حاجز بينكم 

شهاب ببتسامة باهته وهو ينظر اليها
=انتِ اهلك منفصلين مش كدا 

لتبتسم بمرارة وهى تحرك رأسها بالايجاب، ليردف هو مغيرا مجرى الحديث
=فين زهرة؟! 

=الدكتور كان خرج اول ما دخلت مع طنط فوقفت تعرف منه وضع مدام ليلى 

ليردف وهو ينهض من مكانه
=طب تعالى نروح نشوف قالها ايه 

لتنهض معه يجدان زهرة تجلس امام غرفة ليلى بملامح عادية ليردف شهاب بجدية 
=الدكتور قال ايه يا زهرة 

لتجيبه بهدوء وهى تنهض تقف باحترام 
=الضغط على عليها وهو اللى سبب بكدا ومنع اى حد يدخلها لحد ما تفوق بصورة كاملة 

لتكمل بقلق حقيقى وهى تعقد ما بين حاجبيها
=طنط نيرة عامله ايه؟!.. 

شهاب بوجع حاول مدارته 
=جالها انهيار عصبى 

_________________

يقف امام رئيسه بالعمل يقف بكل ثبات وثقة، بينما رئيسه يحدثه بقوة 
= فى انك بقالك اكتر من شهر مأثر فى شغلك ومخلى ياسر هو اللى يعملهولك، ولا اجتماعات بتحضر ولا عمليات بتطلع، احنا شغلنا مفهوش هزار ولا مسموح بقى تقصير حتى لو كان صغير 

ليردف جاسر ولأول مرة بتاريخ عمله يلاحظ تأثيره ويأنبه احد ويكون معه الحق فيما يقول، ليردف بجدية 
=يا افندم انا..... 

قاطعه الاخر بنفس نبرته القوية
=مش عاوز اعذار يا جاسر اتفضل روح استلم مهمتك واعتبر ان دى فرصتك الاخيرة عشان تكمل فى العمليات 

ليؤدى جاسر التحية العسكرية ويخرج من مكتب رئيسه وهو يكاد ينفجر من شدة الغيظ، متجها لمكتبه يلحقه بعد لحظات من دخوله مجيئ صديقه ياسر الذى اردف بمرح
= اخيرا نورا مكتبك عاش من شافك 

ليردف جاسر بضيق وهو يشير لصديقه
=اقفل الباب واقعد عاوز اتكلم معاك 

ليمتثل ياسر لما قاله الاخر ويجلس بعدها باذان صاغيه لما سيقوله الاخر، ليردف جاسر بعد تنهيدة طويلة
=ياسر انا اتجوزت زهرة بعقد محامى بس هى لسه متعرفش

 

- ‌‌‏أنا مُتعب للحد الذي يجعلني أرضى بكل تلك الأفكار الخاطئة عني ، للحد الذي لا أطيق فيه تصحيحها أو شرح حقيقة مشاعري أو حتّى تبرير هذا الأنهيار.🖤


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-