CMP: AIE: رواية عشقت كفيفة الجزء الثاني2عشق لا متناهي الفصل السادس6بقلم رنا هادي
أخر الاخبار

رواية عشقت كفيفة الجزء الثاني2عشق لا متناهي الفصل السادس6بقلم رنا هادي


رواية عشقت كفيفة الجزء الثاني2عشق لا متناهي الفصل السادس6بقلم رنا هادي


بعد مرور اسبوعين 

الجميع مجتمع ببيت مالك يحتفلون بالمولود الجديد للعائلة، والجميع فى حالة من السعادة والسرور الاطفال يلعبون سويا ومنهم من يتشاجر حتى يحمل الصغيرة، بينما فى شرفة المنزل كان يقف هو يرتشف من قهوته التى اصبح مدمنا عليها اكثر من السابق، لتدلف بهدوء تقف بجانبه، ليتنهد براحة عندما وجدها هى ليستمر الصمت بينهما للحظات قطعته هى بسؤالها وهى تنظر امامها لم تقدر ان ترفع عينها اليه
=امير هو انت لسه بتحبنى ولا بطلت 

ثانية اثنان يحاول ان يستوعب ما تفوهت به "بطلت" ما تلك الكلمة التى نطقتها، هو يحى بحبها، حبها هو الشئ الذى ينير حياته هى شعلة سعادته فى الدنيا، هى من جعلته يكون اسرة لم يتخيل فى احلامه ان يحظى بها، جلبت له ولادان اجمل من اى شئ فى الدنيا، هى الحياة بالنسبة له الاكسجين الذى يتنفسه طوال 13 عام وهى بجانبه لم يتركها حتى فى سفره هى معه، والان تاتى وتساله ذلك السؤال الابله 
"أمازلت أحبها ام لا؟" 

وعندما طال صمته ابتسمت هى بالم وعقلها يصور لها انه لا يجد ما يجيبها به حتى لا يجرحها، فهى طوال الاسبوعين المنصرمين وهى تحاول التقرب بينما هو كحجر صوان لا يتاثر يذهب فى الصباح الى عمله ويعود فى المساء يجلس مع اولاده كعادة كل يوم يلعبون ويضحكون ويتسامرون معا، بينما هى تتلوى من الشوق له، يحدثها بجفاف وعندما تبدا معه اى حوار يجاوبها على سؤالها فقط، لتردف بحزن وهى تحاول منع دموعها من الانهيار حتى لا يشعر بها احد
=اجابتك وصلت، بعد اذنك 

ما ان جاءت لتدلف لداخل حتى لايرى انهيارها امسك معصمها يمنعها من الخروج ويغلق الشرفة عليهم، ليردف بصدمة وهو لا يستوعب ما قالته
=اجابة ايه؟ وايه اللى بطلته؟ 

لتردف بشجاعة مصطنعه وهى لا تنظر اليه
=انا هريحك خلاص يا امير انا مش هجبرك تكمل معايا خلاص... خلاص انت شوف حياتك مع اللى يريحك.. 

انهت جملتها بنبرة متقطعة وتحاول ان تمنع دموعها الا انها فشلت لتبدا دموعها باعلان الاستسلام ليسحبها امير بين ذراعيه فى عناق حنون فدائما ما كانت دموعها هى نقطة ضعفه، يربت على ظهرها بحركات دائرية مهدئة الى هدأت ليبعدها عنه لكنه يحيط خصرها يردف قائلا بنبرة عاشقة حنونه
=اللى يريحنى وبيريحنى هو وجودك معايا، ازاى مش هكمل معاكى حياتى وانتِ كل حياتى 

لتردف بصوت مرتجف وهى تنظر الى عينيه بدموع 
=بس انت بتبعدنى عنك 

=عشان مش عاوزك تشوفينى وانا كدا انا كنت تايه كن.. كنت خايف من ضعفى

كانت نبرته مرتبكة وهى يخفض راسه عنها لترفعها له قائلة بعتاب
=انا يا امير انا، خايف منى انا، طول 13 سنة اللى فاتوا عمرك ما فرقت بينا جاى بعد العمر دا كله تقولى خايف وكل ما اقرب منك تبعدنى، تروح شغلك من الصبح ومترجعش غير بليل تقعد مع اريان ويونس تهزر وتلعب وانا ولا كانى موجوده فى حياتك، انت حسستنى فى الاسبوعين اللى فاتوا انى مليش مكان فى حياتك

همس باسمها بصوت نادم وهو يقبل باطن كفها يردف بنبرة حانية 
=ممكن اكون حسبتها غلط ... لازم نتكلم بس لما نروح مش هينفع هنا 

لتردف هى بصوت ضعيف 
=متبعدنيش عنك تانى وحياتى عندك 

ليقبل جبينها ويقول بمرح مصطنع
=حقك عليا يا قلبى، اعتبرينى اريان او يونس وغلط زيهم 

لبتسم بحب اليه وهى تعانقه مرة اخرى ليشدد من احتضانه لها

*************

إذا فعلت أي شيء صحيح في حياتي، فهو إعطاء قلبي لك. 💜

تقف شاردة بعيدة عنهم بعض الشئ رغم ابتسامتها الرقيقة التى ترسمها ببراعة مع انها لا تصل لعينها لكنها لا تريد ان تظهر حزنها، هى سعيدة من اجل اخيها وزوجته من اجل مولودهما الجديد لكنها بدون قصد تقكر فى حالها وكونها لا تنجب لا تستطيع ان تكون ام تلك الافكار التي تداهمها دائماً ولا تستطيع التخلص منها، لا احد يشعر بما تمر به الجميع منشغل بحياته الخاصة لتلتفت الى زوجها وحبيبها الذى يجلس مع تيم والياس يضحكون تارة ويتسامرون تارة، هو فقط من ينسيها حزنها يشعرها وكانها ملكته وهو المسؤل عنها طوال عامين زواجهم وهو يغدقها بحنانه، مرحه، عشقه، جنونه خليط عجيب من شخصية غريبة لم يتغير عن ما كان عليه اثناء خطبتهم نفس الشخصية نفس كل شئ الا انه ازداد جراءة او انها لم تكن ترى هذا الجانب فيه لكنه يعجبها تعشقه كما هو، فكما يقولون "حبيبى وكفى" 

لتبتسم بعشق ما ان التقتا عيناهم معا يبادلها هو نفس الابتسامة وتلك اللمعة التى تظهر ما ان يراها امامه، لينهض متجها اليه يقف بجانبها وهو يحيط خصرها ويقبل وجنتها لتضربه بصدره هاتفه بخجل 
=بتعمل ايه حد يشوفنا 

ليرفع حاجبيه بمرح قاصدا غيظها وهو يقول ببرود
=مراتى حد ليه عندى حاجة 

لتهمس وهى تصفه بالجنون ليضحك ما ان سمع همسها المعتاد بتلك الصفة التى تخصه بها بينما هى تبتسم بخجل وهى تستند برأسها فوق صدره مستمتعة برائحة عطره المميزة ليردف بتساؤل 
=هو انتِ مش قولتى انك انتِ اللى هتطبخى معاهم وجيبانا من صباحية ربنا 

لتجيبه ببساطة وهى ترفع كتفيها دليل على عدم معرفتها
=مش عارفه بس اول ما دخلت المطبخ حسيت ان عاوزة ارجع واصلا مالك جايب الاكل كله من برا وحتى جايب ناس تجهز كل حاجه 

ليردف بقلق وهو يبعدها عنه يحيط وجنتيها بكفيه قائلا بقلق
=لسة حاسة بتعب طيب تعالى ننزل نروح لدكتور نطمن يلا.. 

لتوقفه ما ان جاء ليتحرك قائلة بجدية وهدوء عندما لاحظت قلقه عليها
=حبيبي انا كويسة مفيش حاجه 

لتكمل بمرح عندما نظر اليها بشك 
=وبعدين حضرتك ناسى ان مراتك دكتورة ولا ايه 

ليردف هو بجدية 
=ملك لو حسيتى باى حاجه تبلغينى اى حاجة حتى لو تافهة من وجة نظرك 

لتومأ له وهى تزم شفتيها كالاطفال ليقرص وجنتيها بمرح ويحدثها كانه يحدث طفلته
=بنوتى اللى بحبها وهى مكشرة بتبقى زى العسل 

يتحدث بنبرة منخفضة حتى لا يسمعهم احد وهو يداعبها بتلك الطريقة المحببة اليه والتى تشعلها غيظا منه لكنها تحب عندما يعاملها كطفلته الصغيرة فهو يبذل قصارى جهده حتى لا يشعرها انها لا تنجب

*************

بينما كانت ديما تقف ويبدو على ملامح وجهها الحزن وهى تضع الهاتف فوق اذنها ولكن لا يجيبها احد من الطرف الاخر لتخفض راسها وهى تبعد الهاتف عن اذنها تحاول منع دموعها لياتى من خلفها الياس الذى لاحظ اختفاءها فجأة ليبحث عنها ويجدها تقف بمكان بعيد عنهم 
=حبيبى واقفة لوحدك كدا ليه؟ 

لتلتفت اليه وهى ترفع اليه هاتفها قائلة بالم حاولت صبغه بالبرود
=بتصل بمامى بس مش بترد كالعادة حتى لما جبت خط جديد اول ما عرفت انه انا قفلت الخط

لاحظ وبسهولة نبرتها المتؤلمة التى تخفيها عنه ليقترب منها يسحبها بين ذراعيه فهو يعلم مدى تؤلمها بسبب امها التى قطعت التواصل بينهم، من بعد موت ابيها بمشفى السجن بالمانيا -من 7 سنوات- وهى تتهمه هو ومالك وملك وسارة و ايضا ابنتها ديما، ليكون بموته هو السد الذى يدمر العلاقة بينها وبين امها نهائيا رغم انها كانت من قبل ليست بالجيده لكن وخاصة بعد تزوجه من الياس .. 

اخرجه من شروده هو همسها وهى تقول من بين دموعها التى انهمرت بصمت 
=مش بترد عليا ولا عاوزة تكلمنى خالص هى بقت تكرهنى من بعد موت بابى

ليذيد من ضمها اليها وهو يقول بنبرة حانية
= حبييتى مفيش ام تكره بنتها ابدا هى ممكن تكون بس لسه زعلانه بسبب كل اللى حصل زمان وموت مراد اثر فيها اكيد 

لترفع راسها اليه وعينيها تملؤها الدموع
=بس هى مش بترد عليا ولا حتى بترد على الرسايل اللى ببعتها 

ليقبل راسها بحنان وهو لا يعلم بماذا يجيبها او كيف يواسيها، هل يمنعها من ان تهاتفها مرة اخرى ولكن كيف فهى امها ولن يستطيع ان يخبرها بان تقطع علاقتها بها وهو الذى عاش معظم حياته وامه بعيده عنه لا تسأل عنه وكانه ليس ابنها فقط كانت تكتفى بان ترسل له المال، ويعلم ما هو شعور المرء وامه بعيدة عنه وتقاطعه 

ليردف بمرح مفتعل حتى يخفف عن حزنها، وهو يقبل عنقها 
=انا بقول نجيب اخ لـ ليان...... 

قاطعته بخجل وهى تهتف باسمه بحدة وتنظر حولهم خوفا من ان كان قد سمعه احد، ليضحك بمرح على خجلها وهو يسحبها يحيط خصرها ويتحرك بها ناحية المتواجدين وهو يقول بنبرة جادية
=بصى يا ديما انا مش هقولم اقطعى علاقتك بها واللى مش بيسأل فيكى متسأليش فيه والكلام دا عشان دى امك، وانتِ ام وعارفة معنى الكلمة دى ايه بس عاوزك تبصى لنص الكوباية المليان انا وانتِ اتجوزنا وربنا رزقنا باجمل بنوته فى الدنيا وبقى لينا عيلة جميلة وبكرة العيلة دى تكبر .. مالك وتيم وامير وكريم وكل واحد باسرته كلنا عيلة واحدة 

ليكمل بابتسامه وهو ينظر الى مقلتيها بحب بعد ان جعلها امامه
=و وعد منى اول ما ليان تاخد الاجازة نسافر المكان اللى انتو تختاروا 

لتبتسم بعشق وعى تلقى بنفسها بين ذراعيه تطوق رقبته وهى تقبل وجنته 
= انا بحبك اوى يا الياس ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك 

________________

=تيم انا عاوزة اجيب بنت

القت جملتها بهدوء وهى تستند برأسها على صدره، ليهتف بحنق مصطنع 
=وانا من امتى وانا بقولك نخلف تانى تقوليلى لا اتنين كفاية 

لتضع يدها على فمه وهى تمنعه من مواصلة الحديث 
=بس حد يسمعك متزعقش، وبعدين انا حاسه اني هجيب ولد تانى 

ليجيبها بسخرية مصطنعه 
=قصدك تالت يا روحى 

لتضرب كتفه وهى تبتعد عنه قائلة بسخط حقيقى
=تصدق انا غلطانه انى بكلمك انا قايمة

ليسحبها تجلس مرة اخرى بجانبه وهو يقول بجدية 
=يا حبيبتي ولد ولا بنت دى حاجه بتاعة ربنا مش بالاحساس، وانا قولتلك لما كنتِ حامل فى سنان واياد مش مهم ولد ولا بنت ولا نجيب ولاد قد ايه المهم ان نعرف نربيهم كويس ونعلمهم كويس 

=انا لحد دلوقتي مش بعرف انت بتجيب كلامك دا منين بتقلب جد فى ثانية والثانية اللى وراها هزار وضحك 

ليجيبها بمرح وهو يغمث لها وابتسامه جانبيه 
=قدرات يا قلبى 

__________________

كانت تولين قد انتهت للتو من تجهيز صغيرتها وايضا من تجهيز نفسها حيث قد ارتدت (عباية) مغربيه بلون الازرق من الحرير وعقدت شعرها بطريقة بسيطة بالاضافة الى زينة الوجه البسيطة، وتكتفى بخاتم زوجها وهو يزين اصبعها

لتشهق بفزع عندما جاء من خلفها يعانقها لتتنهد براحة ما ان علمت انه مالك، ليحيط خصرها بذراعيه وهو يستند بذقنه على كتفها ويشدد من جذبها اليه ليلتصق ظهرها بصدره الصلب
=بقى القمر دا بتاعى انا 

لتلتفت اليه قائلة بابتسامة عاشقه وهو تشعر بعشقها له يتضخم بقلبها   
=بحبك اوى يا مالك، يمكن اكون بقولهالك كتير مش عارفة حياتى من غيرك كانت هتبقى ازاى، انت وحمزة و داليا وتاليا عوض ربنا ليا

ليقبل كفها الذى كان يتحسس خده وهو يقول بعشق
=ربنا ما يحرمنا منك يا روحى

ليخرج من جيبه علبه قطيفة باللون الازرق، لتفتح فمها بتفاجأ وقد ادمعت عينها من شدة سعادتها
=مش بتنسى ابدا بس دا دا كتير اوى يا مالك كفايه مصاريف المستشفى والحفلة 

=مش كتير عليكِ يا روحى 

ليقوم بوضع الانسيال بيدها، لتعانقه بقوة بعدها وهى تقبل وجنته ليبعدها عنه وهو يقول بحنان وهو يسحبه معه يحمل طفلتهما الصغيره ليخرجا من الغرفة، يتجهان للاسفل ويبدء حفل السبوع للمولود كما هى العادات 

________________

بعد انتهاء الحفل

دلف كلا من كريم وملك الى شقتهم، كانت تشعر بدوار لكنها تقاومه حتى لا تقلقه عليها حتى كادت ان تترنح لكن ذراعيه حماها من السقوط، لتغمض عينها بقوة وهى تمسك بكتفيه فى محاولة يائسة لايقاف الدوار، بينما هو قد غلبه قلقه عليها ليحملها بين ذراعيه يضعها برفق فوق الفراش يتحسس جبينها برفق

ليهمس بقلق 
=ملك حاسة بإيه يا حبيبتي 

لتجيبه بخفوت وهى تبتسم بضعف اليه
=مفيش حاجه يا حبيبى دى دوخة بسيطة ارهاق مش اكتر 

لم يهتم لكلامها بل حملها مرة اخرى يتوجه بها للخارج وهو يقول بصرامه
=احنا نروح نكشف عشان اطمن عليكي كل يوم تقولى حجة شكل، ارهاق، صداع، مش عارف ايه 

لتحاول ان تثنيه عن قراره 
=يا كريم مش مستاهلة....... 

قاطعها بنفاذ صبر وهو يدخلها السيارة 
=ملك خلاص هنروح ومفيش اعتراض دا حتى على الاقل ادى لنفسك علاج مفيش كلام بيتسمع 

لتردف بارتباك وهى تنقل بصرها بينه وبين الطريق 
=ما هى كل الاعراض دى يعنى اعراض حمل 

توقف بالسيارة فجأة وهو ينظر اليها باستغراب للحظة لم يفهم حديثها ليردف بصدمة
= ازاى مش فاهم

لتمسك يده وقد بدات الدموع تلمع بمقلتيها 
=مش عارفة والله ما اعرف انا خايفة اكشف او حتى اعمل اختبار مش عاوزة ادى لنفس امل واتوجع من تانى بس دى كلها اعراضه حتى هى بقالها شهرين مش بتيجى 

ليبتلع حلقه بصعوبه ويتنفس بعمق لا يريدها ان تحزن مرة اخرى فيكفى ما عاشته من حزن قبل ذلك
=انتِ عندى يا ملك اهم من اى حاجة وانا قولتلك انتِ عندى اغلى من اى حاجة، هنروح نكشف واطمن عليكِ ودا اهم حاجه بالنسبالي 

لتردف بخوف وهى تمسك كفه 
=بلاش انا هاخد مسكن وابقى كويسة

ليردف بقوة وهو يعيد تدوير السيارة 
=لا هنروح نكشف 

________________

بعد ان عاد امير وسارة واولادهما اريان ويونس الى منزلهم، اردف امير وهو يشير براسه ناحية المكتب
=تعالى نتكلم جوا احسن 

لتومأ لها وابتسامه مرتعشة وهى تسير معه

اغلق من خلفها الباب، لترتدف هى قائلة بسرعه وهى تلتفت اليه 
=امير انا مش عاوزة اتكلم فى حاجه، تعالى نكمل ولا كأن الفترة اللى عدت دى ما عشناهاش 

ليتنهد بطول وهو يسحب يدها يجلسها على الاريكة الموضوعة بالغرفة
=لازم تعرفى مهمه قبل اى حاجة انا بروح لدكتور نفسانى زى ما قولتى 

للحظة لم تستوعب ما قاله، ليكمل هو قائلا وهو يمسك بكفيها 
= تفكيرك عشان ميروحش لبعيد مكنتش عاوزك تعرفى بس كنت هقولك اول ما اخلص جلساتِ مع الدكتور 

لتردف بتيه 
=وقالك ايه؟ 

=مفيش حاجه مهمه يعنى بروحله تحصيل حاصل مش حاسس بحاجه مفيش حاجه غير ان مفيش كوابيس بتيجى 

لتجيبه بابتسامة مشجعة
=دى حاجه كويسة اوى ان مبقاش فيه كوابيس وان شاء الله تبقى كويس 

=يعنى انتِ مش زعلانه عشان مقولتش ليكي قبل كدا

سارة بعقلانية وابتسامه مرتعشة
=المهم انت تكون كويس 

ليقبل يدها بامتنان، يردف بسعادة 
=بصى انا مش هروح عنده تانى ايه رايك نسافر انا وانتِ والولاد اى حته انتم عاوزنها 

سارة بابتسامة 
=كدا الولاد هما اللى هيكرروا مش احنا 

ليضحك بقوة وهو يسحبها بين ذراعيه ويشعر بحبها يتضخم داخل قلبه، كان يتوقع ان تثور عندما تعلم انه ذهب للطبيب النفسى ولم يخبرها بذلك لكنها فاجئته بردها وعقلانيتها، دائما ما تفاجئه بردود افعاله !.. 

_________________

=كريم عشان خاطري بلاش تعمل كدا

ليقاطعها بحدة وهو ينظر للطريق 
=اسكتى يا ملك اسكتى عشان منخ.... 

بتر جملته وعو يشعر بانه يكاد ان ينفحر من شدة الغضب والنيران التى تشتعل بداخله بينما هى انهمرت دموعها بصمت وهى تنكمش حول نفسها بكرسيه 

ما ان وقفت السيارة امام المنزل اتجه اليها ليحملها بين ذراعيه وتعبير حاد على ملامحه بينما هى لم تبدى اى رد فعل مقررة ان تتركه حتى يهدئ، ليضععا برفق فوق الفراش من ثم يخرج تاركا لها الغرفة يحاول ان يهدئ من ثو.رة غضبه 

ليلقى بجسده على الاريكة وهو يتذكر حديث الطبيب عن حملها وانه من الممكن ان يعرض حياتها للخطر بسبب ضعف رحمها .. وعندما قرر ان يتم عملية الاجهاض اخذت تبكى وتصرخ بانها لا تريد اجهاض طفلها كان سيفعلها لها شائت ام أبت لكن عندما اخبره الطبيب انه اذا تمت العملية وهى بهذه الحالة سيعرض حياتها للخطر وعند هذه النقطة شعر وكان عالمه ينهار فهو لا يريد شئ من هذه الدنيا غيرها هى هى فقط لا يريد الاولاد ولا اى شئ هى اهم شئ فى حياته

حسنا سيتقبل هذا الحمل رغم انه غير راغب به حيث انه يشكل خطر عليها لكنه سيترك كل شئ لله... 

ليتسطح فوق الاريكة يضع ذراعه فوق عينيه وهو يغمضها بينما هى كانت مستلقيه فوق الفراش كما وضعها تضع يدها فوق بطنها المتسطحة تدلكها برفق وهى تتحدث بحنان لطفلها  
=انت عارف ان بابى بيحبك اوى عشان كدا خايف عليك بس هو مش زعلان عشان هتيجى هو بس قلقان عليك بس انا عاوزاك تثبتله انك قوى وهتتمسك 

لتغفى على وضعها، وفى وقتٍ لا حق من الليل استيقظ كىيم الذى قد غفى فوق الاريكة لينهض من مكانه يحاول ابعاد النعاس عنه وهو يدلف لغرفتهما، ليجدها كالملاك البريئ وهى غافية ليسحب غطاء ويدثرها جيدا بعد ان خلع لها حزائها والجاكيت حتى تستطيع النوم باريحيه وتوجه هو مرة اخرى ليغفى فوق الاريكة 

________________

بعد مرور عدة اشهر 

كانت تولين جالسه ببهو الخاص الخاص بهم و الذي كان ملك لمالك غير منزل العائلة الذى خطبها به او شقته، حيث انتقلوا بعد ولادة طفلتهم تاليا وقام بمفاجأتها به و انتقلوا اليه مباشرة فور استعادتها صحتها بعد الولادة تاركين الشقة التى كانوا يقطنون بها حتي يستطيعوا ان يحصلوا علي اكبر قدر من الخصوصيه...

تنهدت تولين بتعب بينما تحمل بين ذراعيها صغيرتها أيلن التي كانت تبلغ من العمر سبعة اشهر بينما تراقب باعين ثاقبه اولادها حمزة و داليا 

كانت صغيرتها تاليا كانت مسيج بينها وبين مالك

كانوا جالسين جميعاً علي الطاوله ذاتها  حيث كانت تولين تقوم بالمذاكره لهم بينما تطعم صغيرتها في ذات الوقت من صحن الطعام الخاص بالاطفال الذي امامها ... 

هتفت بحده بينما تحاول التحكم في تاليا التي كانت تحاول جذب شعرها
=قولت لا...يعني لا مفيش خروج برا..

نهض حمزة من فوق مقعده و اقترب منها واقفاً بجانبها مقبلاً خدها محاولاً استرضائها بينم يغمغم برجاء محاولاً ان يغير رأيها بهدوئه الذي ورثته عن والده
=علشان خاطرنا يا مامي هي ساعه واحده بس هنلعب شويه في الجنينه و  هندخل تاني...

نهضت داليا هى الاخرى واقفة بجانبها من الجهه الاخري مغمغمة 
=اها و الله  يا مامي و هنرجع بعدها نذاكر كل المواد.....

قاطعتها تولين بينما تهز رأسه بصرامه
=لا برضو .. مش هتضحكوا عليا زي كل مره .. بعدين كفايه انكوا طول اليوم كنتوا مع بابي في الشركه ... ده غير ان طنط سيدؤا و عمو تيم جاين علي العشا كمان و هتعقدوا تلعبوا مع ولادهم 

غمغم حمزة بيأس بينما يضرب الارض محاولاً التأثير عليها فقد كان يعلمون انها تضعف امامهم دائماً و تنفذ لهم اي شئ يطلبونه...
عكس مالك الذي برغم تدليله الزائد لهم، الا انه عندما يأتي الامر الي دراستهم يصبح صارم معهم...
=يا مامي بقي علشان خاطرنا....

هزت تولين رأسها بتصميم رافعه بوجههم ملعقة الطعام تشير بها بتهديد الي الدرج
=هتعقدوا تذاكروا ولا اطلع اصحي بابي و اقوله انكوا مش عايزين تذاكروا و هو بقي يتصرف معاكوا....

لتكمل بينما تضع ملعقه من الطعام بفم تاليا التي اخذت تصفق بيديها بفرح بينما تمرغ فمها بوجه والدتها
=بعدين كمان بكره هنقضي اليوم كله عند خالكم وطبعاً  هتقضوا اليوم كله في اللعب مع اريان وويونس ومش هيبقي برضو في مذاكره .. مش هضيع يومين من غير  مذاكره.. 

وقف الطفلين يتطلعون نحوها بسخط قبل ان يقترب حموة من داليا هامساً لها بشئ باذنها مما جعل داليا تهز رأسها بالموافقه علي ما قاله قبل ان يلتفوا الي والدتهم قائلين بصوت واحد كعادتهم عندما يتفقان علي شئ ما...
=طيب لو سبتينا نطلع الجنينه .. هنقولك علي الست اللي باست بابي 

كانت تولين تضع الطعام بفم صغيرتها بينما تستمع اليهم بضجر لكن فور سماعها كلماتهم الاخيره تلك القت الملعقه من يدها بينما تلتف اليهم تتطلع اليهم باعين متسعه تندلع منها شرارات الغضب
=ست.....ست ايه اللي باست بابي...؟!

لتصرخ بصوت مرتفع
=بدور.....

دخلت مربية الاطفال الغرفه راكضه علي الفور قامت تولين بتسليمها تاليا قبل ان تهرول سريعاً نحو الدرج لكنها التفت  قبل ان تصعد الي طفليها الواقفين يراقبونها باعين متسعه بالصدمه من ردة فعل والدتهم الغير متوقعه
=ذاكرووووا....ذاكروا بدل ما اطلع غلي فيكوا .....

جلس حمزة و داليا فوق الطاوله علي الفور  يرفعون كتبهم امام وجوههم بخوف ينفذون ما قالته دون ان ينطقوا بحرفاً واحداً فلأول مره بحياتهم يرون والدتهم بهذا الغضب و الانفعال...

________________

كانت الاشهر تمر بسرعه بالنسبة لها بينما هو كانت تمر كالدهر والان هى بنهاية شهرها الثامن، لم تمر الاشهر السابقة مرور الكرام عليها كانت دائما التعب والانهاك لكنه كان يساعدها بكل شئ طوال الاشهر السابقة لا تتذكر ان قدمها قد لامست الارض الا قليلا ولا تخرج من المنزل الا لزيارة الطبيب المتابع لها حالتها يحملها باى حركة رغم اعتراضها لثقل وزنها، تعلم حزنه وقلقه وخوفه الدائم عليها 

ما ان وضعها فوق الفراش بعد مساعدتها بتبديل ثيابها بعد عودتعم من زيارة الطبيب، لتهمس باسمه بضعف وهى تمسك بيده قبل ان يغادر الغرفه كما يغعل منذ ان علم بحملها
=كريم ارجوك عشان خاطري كفاية كدا انا محتجالك بلاش تبعد عنى ولا تبعدنى عنك سيبها لله 

ليجلس على طرف الفراش ينظر امامه يجيبها بنبرة مختنقه وخوفه عليها من القادم يكاد يمزق روحه 
=انتِ اختارتى وانا بنفذ رغبتك 

اعتدلت بجلستها بصعوبه وهى تضع يدها تحت ذقنه حتى تجعله ينظر له وهو تقول بعشق وقد التمعت عيناها بالدموع
=انا رغبتى هى ان يكون عندى ابن منك واحققلك حلمك بان يكون لينا ولد وتكون مبسوط وفرحان انك هتبقى اب ونستنا بفارغ الصبر .. تحط ايدك على بطنى وتكلمه تحس بحركته .. انا لو متمسكة بالبيبى فعشانك انت عشان انت ابوه 

لتلمع الدموع بعينيه وهو يستمع اليها، لتعانقه ويدفن راسه بعنقها لتشعر بدموعه فوق عنقها لتعلم انه يبكى لاول مرة تراه يبكى لتهمس باسمه عدة مرات لكنه لم يجيبها لتعلم انه يحتاج للوقت ليهدأ تربت على ظهره، لتتذكر عندما كانت تبكى هى كان يقوم بما تفعله له وكان الادوار قد انعكست الان

لتسمع صوته المختنق
=خايف يا ملك اول مرة اخاف بالشكل دا خايف ياخدك منى انا مش عايز غيرك انتِ 

لتجيبه بهدوء وكانه تحدث طفل صغير
=يا حبيبى انا كويسه الحمدلله والدكتور قال ان هولد اول ما ادخل التاسع يعنى كمان كام يوم

=3 ايام 

لتجيبه بمرح وهى تبعده عنه تحيط وجنتيه بكفيها
=يبقى نجهز حاجة الضيف الجديد، احنا لحد دلوقتي مجبناش لا هدوم ليه ولا حاجه 

ليجيبها وهو يعقد حاجبيه بعبوس محبب لها وهو يمسح اثر الدموعه
=انا جبت كل حاجة من بعد ما عديتى السادس وانا بجيب فى حاجتها... 

لتقاطعه باستغراب 
=حاجتها انت عرفت منين و ازاى وانا مسالتش

ليجيبها ببساطه وهو يرفع كتفيه ببراءة
=انا سألته وقالى ومش فاكر ايه حصل خلانى انسى اقولك

لتسحب يده تضعها فوق بطنها لاول مرو من بداية حملها، لتشعر بتوتر وهو يسحب يده قبل ان تلامس بطنها، لتردف بسعادة 
= هنا فيه بنوته منى ومنك، هنسميها ايه 

اجابه بدون لحظة تفكير
=ملك طبعا 

=لا 

اجابها بحاجب مرفوع وهو ينظر اليها بسخط 
=هو ايه الل لا

لتجيبه بعبوس
=انا مش هسمى بنتى ملك انا مامتها وانا اللى اسميها

ليحيبها ببرود
=وانا ابوها والأحق ان اسميها

لتجيبه بغيظ 
=انا اللى حملتها 9 وتعبت 

كريم بجراءته المعتادة 
=يعنى حملتى فيها لوحدك 

ملك وهى تجحظ عينها من ما قاله قائلة بتحذير
=كرييييم 

كريم بهمس وهو يفرك يده بوجهه
=استغفرالله العظيم، ما كان حلو لما كنت مش بكلمك 

ملك وهى تضيق ما بين حاجبيها
=بتقول ايه عالى صوتك 

اجابها بابتسامة صغراء وهو يدثرها بعد ان جعلها تستلقى فوق الفراش مرة اخرى
=بقول لا إله إلا الله، نامى يا حبيبتى تقومى بالسلامه اهم حاجه عندي ونشوف الاسم دا بعدين

مسكت يده قبل ان يتحرك قائلة برجاء 
=وانت هتنام برا تانى، كريم عشان خاطري انا محتجالك انت من ساعة ما عرفت انى حامل وانت بتنام على الكنبة برا 

ليتسطح بجانبها لتقترب هى منه سريعا تلتصق به وهى تستند برأسها فوق صدره الصلب وتحيط بذراعيها، لتسحب يده تضعها فوق البطنها المنتفخة واليد الاخرى تفردها خلفها
=وحشتينى اوى اوى يا كيمو

ليجيبها بمرح وهو يشدد من ضمها اليه لكن برفق 
= اتلمى وخليكى مؤدبة 

لتضربه بخفه فوق صدره وهى مستمعه بدفء حضنه وهى تشعر بالاطمئنان والحماية

________________

كانت تستعد لسهرة العشاء التى قد عزمها عليها ولا تعرف ما المكان الذى يسطحبها اليه
انتهت من ارتداء الفستان الذى قد بايعه لها ... ووضعت من عطرها الذى يعشق رائحته ... وتركت لِـ شعرها العنان على ظهرها كما يحبه ... ارتدت الفستان الذى احضره لها... وزينت وجهها بقليل من مساحيق التجميل حيث لم تبالغ بوضع الكثير منها على وجهها فكانت رائعة الجمال .. اخذت تدور حول نفسها امام المرأة بعض انتهائها من تجهيز نفسها .. ثم انتبهت انها لم تردى الشال .. فوضعته حول كتفيها وخرحت من الجناح

وصل السائق امام القصر منتظر وصولها، خرجت من القصر لكنها تفاجات بالسائق فهى كانت تتوقع ان يكون امير من ينتظرها 
قالت باستغراب= امير فين... 

اجابهل السائق بعمليه
=امير بيه طلب منى اجى اخدك من القصر ووصل حضرتك للمكان 

اردفت سارة بعبوس لم تستطع اخفاءه
=مكان ايه وفين

=اسف يا هانم امير بيه محرج عليا انى اقول حاجه لحضرتك

تنهدت سارة بضيق وهو يفتح لها باب السيارة كى تستقل بها .. لكن ما لبثت الا ان ابتسمت بخبث لخطة ما خطرت على بالها.... 

وبعد نصف ساعه كان السائق يدلف بالسيارة من بوابه حديديه ضخمة لحديقة كبيرة وجميلة مليئة بالزهور والاشجار لكن مظلمه بعض الشئ 

نظرت سارة بدهشه وزهول للحديقه .. وتحاول ان تتذكر اين رات هذا المكان من قبل لانها تشعر انها اتت الى هنا من قبل .. افاقت من شرودها على صوت السائق وهو يفتح لها الباب...

قالت بعدم فهم
=انت جايبنى هنا ليه وفين امير

رد السائق باحترام
=اسف يا سارة هانم امير بيه امرنى اجيب حضرتك لحد هنا غير كدا معرفش 

نقلت نظرها بين الحديقه وبين السائق باستغراب شديد
ثم ترجلت من السيارة ودلفت لداخل الحديقة 
ثم توقفت واخذت تدور حول نفسها فى قلق اخذت تنادى باسمه بصوت عالى نسبيا مضطرب بعض الشئ 
=امير.... انت فين... يا امير.... فى حد هنا.....

ثم فجأة انقطع الضوء الضعيف الذى كان ينير فنادت بصوت عالى عليه
= امير بلاش الهزار دا انت عارف انى بخاف من الضلمه... يا امير.... 

شهقت متفاجئه عندما سمعت صوت المرفقعات الناريه فى السماء ... ثم اخفضت بصرها وهى تنظر الى الاشجار التى تحيطها فروع النور والازهار التى تملئ المكان ... ثم التفت لتبحث عنه وجدته ينظر لها وابتسامه رائعه تزين وجهه وكان يرتدى بدله سوداء ابرزت تفاصيل جسده الرياضى وتخلى عن ربطة عنقه فاعطاه مظهر رجولى حذاب.... 

كان يراقبها منذ وصولها وهى تنادى عليه.... 
فاتنه،وساحره،ه كالملائكه، بريئه، نقية القلب .. المرأة الوحيده التى يعشقها ولا يعشق غيرها .. هى التى ينبض قلبه لاجلها فقط.... 

سار نحوها ومازات ابتسامته تزين وجهه وعينيه تنظر له بعشق .. لكن سرعان ما تحولت الى نيران عندما لاحظ للتو انها لا تردى الشال وان السائق راها بالفستان هكذا وهو بهذا الجمال .. حيث كان ذراعيها ومقدمه صدرها مكشوفان .. لكنه قرر ان يحاسبها على هذا فى وقت اخر حتى لا يفسد سهرتهم .. جز على اسنانه من افعالها ولا مبالاتها

اما هذة اللائيمه لاحظت تغير نظراته عندما لاحظ انها لا تردى الشال فهى قررت ان تثير غيرته عندما لم ياتى لياخذها من القصر لتتركته على المنضدة التى بالخارج كى تثير غيرته فهى تحب ان تراه يغار عليها... 

راقبت تقدمه وهى تنظر اليه بعشق وابتسامه عاشقة تزين ثغرها
اقترب منها وهو يبتسم، اخذ كف يديها يقبل باطنه بعمق ثم وضعه على خده وقال بعشق
=كل سنه وانتى طيبه ياقلب وعمر امير كله .. ثم اردف وهو مبتسم .. كنت متاكد انك اكييد ناسيه ان زى النهاردة كان... 

قاطعته مسرعه بابتسامة واسعة 
=اليوم اللى خبطك فيه فى النادى وكسرت تلفونك وهو نفسه اليوم اللى قولتلك انى حامل فى يونس وهو نفسه اليوم الل طلعنا فى عمره قبل ما نجيب يونس

لتكمل بعشق
=هو نفسه اليوم الل كل سنه تحتفل بيه معايا..... 

مسك كف يديها لكى تأبط ذراعه وتوجه بها الى داخل الحديقه حيث كانت مزينه بطريقه رائعه زينت بكل انواع الزهور الراقيه والشموع بختلف الاحجام وكان مكتوب اسمها الذى يخصها به بشموع على الارض الخضراء وحوله اورق الورد الحمراء المتناثرة بعشوائيه اظهرت له شكل خرافى..... 
همست وهى تقرا الاسم ودموعها تهدد بالهطول من فرط سعادتها = قطتى.....

التفتت لتنظر اليه وابتسامه عاشقه على ثغرها رفعت راسها لتنظر داخل عينيه مباشرة وجدته ينظر لها وعيونه تلمع بوميض عشق ليس له نهايه.... 

كانو ينظرون الى بعضهم وكأن لسانيهما عجز عن الكلام امام مشاعرهم.... قطع صمتهم امير وهو يسحبها من يدها برفق الى طاوله دائره متوسطة الحجم لفردين وعليها شمعدان ويوجد طبقين من الطعام الشهى والورد التى متناثرة على الارض حول الطاولة، سحب لها امير كرسى لتجلس عليه فجلست عليه... 

وضع امير كفيه على كتفها وطبع قبله طويله على شعرها الناعم، ثم تحرك ليجلس مقابل لها... ثم بدءو فى تناول الاكل..... 

تحدثت سارة وهى تنظر حولها 
=النادى اتغير خالص انا معرفتوش مع انى جيت هنا اول ما وصلت اسكندريه بس استغربت ان مكنش فيه حد وكان مقفول بس كان باين انه مش مهجورة.... 

ابتلع طعامه وقطب ما بين حاجبيه وقال باستغراب 
=وانتِ عرقتى منين انه مش مهجورة....

سارة وهى تضع قطعه من الطعام فى فمها ثم تبتليعها وتقول بعدم اهتمام 
=لفيت من ورا عشان ادخل من الباب الخلفى بس لقيته مقفول بس كان فيه جزء باين وكان باين ان لسه بيهتمو بيها.... 

ثم اخذو يتحدثو عن ذكرياتهم سويا لم يتمكن احد منهما من نسيانها كان يتحدثون عن مقالب سارة التى كانت تشاغبه بها .. وعندما كان يغضب منها .. كان يتحدثون وصوت ضحكاتهم وعيونهم التى تنظر للاخر بعشق يزداد 

بعد قليل من الوقت تحدثت سارة وهى تضع المنديل على المنضدة
= شبعت خلاص مش قادرة اكمل اكل ..

ابتسم امير لها وهو يمد يده لها ثم يطبع قبله طويله على باطنه ويضعه على خده فهو دائما ما يحب ان يشعر بملمس يدها الناعم ورقيق على وجهه... ثم تحدث بعشق 
=تعالى يالا نرقص

حرك ابهامه ملاصقاً لصوبعه الوسطى مصدرا صوت ثم تبدأ انغام موسيقى لاغنيه .. 
"يا ناشيد العاشقين" لـــ احمد جمال 

صٍآحٍبْةّ آلُصٍۆنْ ۆآلُعفَآفَ....آحٍلُﮯ ۆآحٍدِةّ فَيَ آلُبْنْآتٌ 
آلُلُﮯ عمرﮯ مآ قلُبْﮯ شُآفَ ڒٍيَہآ فَﮯ آلُمخلُۆقآتٌ
تٌسمحٍيَلُﮯ بْرقصٍةّ ہآدِيَہ... تٌسمحٍيَلُﮯ بْقربْﮯ منْگ
حٍلُم عمرﮯ تٌگۆنْﮯ رآضيَہ.....عنْ ۆجٍۆدِﮯ بْس جٍمبْك
يَآ خلُآصٍةّ آلُجٍمآلُ.... يَآ نْآشُيَدِ آلُعآشُقيَنْ
يَآ آجٍآبْہ عنْ سؤآلُ......گآنْ شُآغلُنْﮯ منْ سنْيَنْ 
گآنْ سؤآلُ عنْ ميَنْ حٍبْيَبْتٌﮯ..؟ ميَنْ ہتٌبْقيَ آسآس حٍگآيَتٌﮯ..؟ 
ۆآلُجٍآبْہ گآنْتٌ آنْتٌﮯ..... آنْتٌﮯ گنْتٌﮯ غآيَبْہ فَيَنْ؟ 

كان امير يحتضنها وهما يتحركان ببطئ شديد يكاد لا يلاحظ من شدة انسجامهم مع الاغنيه... التى كانت تعبر عن مشاعر امير نحوها .. وكانت يداه تحيط بخصرها ووجهه كان فى تجويف عنقها … اما سارة كانت تستند بذقنها على كتفه الايمن .. وكانت تضع يدها اليمنى على صدره فوق قلبه تستمع لدقات قلبه التى تنبض لها هى فقط بينما اليد الاخرى تحضنه وكانت مغمضة العينين تستمتعبرقصتهم، ولكن تفاجأت عندما سمعت امير يردد مع الاغنيه.... 
=يَآ حٍبْيَبْتٌيَ آنْتٌيَ نْۆرﮯ.... آنْتٌﮯ آحٍسآسگ حٍيَآةّ 
آنْتٌﮯ مآلُگہ منْ شُعۆرﮯ... گلُ مآضﮯ ۆگلُ آتٌﮯ 
انْتٌﮯ مفَتٌآحٍ آلُحٍيَآةّ... لُلُﮯ نْفَسہ يَعيَشُ سعآدِةّ 
قلُبْﮯ محٍتٌآجٍلُگ معآہ.... ۆگلُ يَۆم يَحٍتٌآجٍ ڒٍيَآدِہ 
يَآ خلُآصٍةّ آلُجٍمآلُ.... يَآ نْآشُيَدِ آلُعآشُقيَنْ 
يَآ آجٍآبْہ عنْ سؤآلُ......گآنْ شُآغلُنْﮯ منْ سنْيَنْ 
گآنْ سؤآلُ عنْ ميَنْ حٍبْيَبْتٌﮯ..؟ ميَنْ ہتٌبْقيَ آسآس حٍگآيَتٌﮯ..؟
ۆآلُجٍآبْہ گآنْتٌ آنْتٌﮯ..... آنْتٌﮯ گنْتٌﮯ غآيَبْہ فَيَنْ؟ 

ابعد امير ببطئ سارة من احضانه لكنه مازال يمسك بخصرها.... لتقوم سارة بلف ذراعيها حول رقبته لفرق الطول بينهما بعد ان استقام امير ... لكنها دفنت وجهها داخل صدره تستمتع بدفء حضنه.... همس امير باسمها بصوت ناعم.... وهو يطبع قبله حانيه على شعرها ويتمايل بها على انغام الموسيقى..... اصدرت همهمه ليسترسل حديثه.... 
تنفس امير بعمق قبل ان يكمل حديثه وقال بصوت حانى يملئه العشق 
=سارة تتجوزنى.... 

وبعد ان اكمل جملته انتهت الاغنيه لتبدعت سارة عنه قليلا وهو يترك خصرها لكن كانَ قريبين من بعضهما.... 

نظرت له سارة ببلاهه وكأن الذى يقف امامه برأسين.... تمتمت باستغراب شديد 
=نعم .. امير احنا داخلين على 13 سنه جواز ومعانا ولادين لو ناسى

كان ينظر لها امير وهو يكتم ضحكته على شكلها عندما تفاجأت بطلبه منها ... احاط وجهها بكفيه وهو ينظر الى عينيها مباشرةً وتحدث بصوت يملأه العشق 
=ايوة متجوزين بس من غير ما اعملك عرض جواز، هنعيد كل حاجه من الاول ونجيب ولاد تانى، عاوز امحى اى حاجة وحشة عشناها قبل كدا 

بينما كانت سارة تسمعه ودموع الفرح تملئ عينيها تهدد بالهطول .. كانت تسمعه وهو يتحدث قلبها يدق بسرعه تقسم انه سيخرج من سرعة دقاته .. واخذت تومأ له برأسها كانها مغيبه عن الواقع .. ولم تستطع منع دموعها من فرط سعادتها .. وهى تختبئ بين احضانه بقوة جعلت امير متفاجأ ورجع الى الوراء خطوة..

تشبتت الاخرى بيه وكأنه سيهرب منها ضحك امير وقال ممازحاً 
=طب افهم من كدا انك موافقه ولا هتقولى عليا دماغى فاضيه 

ابتعدت مريم عنه وقالت وهى تضع يدها على فمه
=متقولش كدا ... و

لتكمل بصوت مرتبك = بس هو انا اصلا حامل فى شهر ونص .... 

ابتسامه كبيرة ظهرت على وجهه امير .. اندفع اليها يحملها من خصرها وكأنها لا تزن شئ بالنسبه له واخذ يدور بها ويقول بصوت عالىً 
=بـحــــــبــــــــگ..... 

واخذ يكررها .. بينما سارة لفت يديها حول رقبته بقوة وهى تضحك بصوت عالي .. ثم انزلها برفق وهما الاثنين يضحكان .. ابتعد انير خطوتين الى الوراء وهو يخرج من جيبه علبه مستطيلة من القطيفه زرقاء اللون ويفتحها امام عينيها .. ويظهر سلسال من الالماس الحر بها ماسه ورديه يحيط بيها مجموعه من فصوص الماس الصغيرة .. 

ابعد شعرها على كتفها وهو يلبسها ايها ليقبل السلسال ثم عنقها ببطئ شديد ونعومة .. وينظر الى عيونها الدامعه من الفرح 
=اوعى تشليه من رقبتك لو مهما حصل بينا دا يعتبر الرابط بتاعنا.... 

ثم استرسل حديثه بنبره جديه 
=اوعدنى انه عمرك ما هتشليه

اومأت له سارة برأسها عدة مرات ولسانها لا يقدر على النطق من فرط مشاعرها تجاهه .. حضنته بقوة وهى تهمس له 
=بعشك يا ميرو يا احلى ميرو

ثم طبعت على خده قبله رقيقة..... بينما كان امير مستمتعا بها لكنه عبس كالاطفال عندما سمعها تناديه بهذا الدلع الذى اطلقته عليه منذ ان عادا الى بعضهما قبل ولادتها لابنهما اريان
=مابلاش الاسم دا انتى عارفة انى مش بحبه... 

تحدثت سارة برقه اطاحت بعقل الاخر وهى مازالت داخل احضانه 
=بس ان بحب ادلعك بيه تعرف ان اول ما ملك قالت ليا على اسمك جه فى بالى الاسم دا عالطول حتى قبل ما عرفك عشان كدا الاسم دا هفضل اناديك بس ما تقلقش مابينا بس......

ابعدها امير عنه قليلا لينظر الى وجهها الباسم.... وهو يبتسم لها.... ثم اخفض راسه متناولا شفتيها بقبلة رقيقة وناعمه 

ابتعد ببطئ وهو يستند بجبهته على جبهتها بانفاس لاهثة بينما سارة كانت مغمض العين من شدة خجلها ... احتضنها امير وهو يقول 
=بعد ما ملك تولد هنبلغهم بخبر حملك 

ثم اخذها امير من يديها وهو يريها حديقه النادى والازهار المختلفة بالوانها الرائعه والزاهية.. وكان يخبرها بأنه من اشترى هذه النادى بعد الخلاف الذى حدث بينهما فى الماضى 

وكان يرسل اسبوعيا شخص ليهتم باشجارها وازهارها وكانو يتحدثون عن ذكرياتهم سويا الى ان انتهت سهرتهم 

عازمين على ان يكملا باقى حياتهم فى سعادة وحب

______________

وقف مالك امام حمزة وداليا اللذان كان يخفضان رأسهم بخجل من والدهم 
=هو انا باخدكوا معايا الشركه ليه...؟!

رفعوا رأسهم سريعاً مجبين اياه في ذات الوقت بفخر
=علشان نتعلم الشغل من حضرتك

انخفض مالك علي عقبيه امامهم قائلاً بحده و صرامه موجها حديثه بالاخص الى حمزة
=و هو في راجل بيفتن... وبيكدب برضو...

احمر خدي طفليه عند ادراكهم ان والدتهم قد اخبرته همس حمزة بخجل محاولاً تبرير فعلتهما
= اصل مامي مكنتش موافقه ان نطلع نلعب في الجنينه...

قاطعه مالك بحده وهو يستقيم بوقفته
=و ده مش مبرر انك تكدب او تفتن علي حد....

ليكمل بينما يوجه حديثه لكلاهما....
=انتوا عارفين انكوا بعملتكوا دي كنتوا هتزعلوا ماما مني...و كانت هتحصل مشكله كبيره بنا....

تغضن وجه طفليه بالحزن فور ادراكهم مدي سوء فعلتهم همس كلاهما بصوت مرتجف بينما بدئت داليا بالانتحاب بصمت
=والله يا بابي مكنش نقصد نزعلكوا....

من ثم ركضوا سريعاً نحو والدتهم التي كانت واقفه باقصي الغرفه حامله شقيقتهم تاليا بين ذراعيها بينما تراقب المشهد بصمت تاركه زوجها يتعامل هو معهم...

قبض كلا منهما ذراع والدتهما
=و الله يا مامي بابي كان بيسلم عليها بس متزعليش منه

رق قلب تولين فور رؤيتها لهم بهذه الحاله مررت يدها بشعر طفليها بحنان
=اطمنوا انا مش زعلانه من بابي .. بس برضو انتوا غلطتوا مينفعش تفتنوا او تكدبوا اياً كان السبب ايه .. بعدين مش انا المفروض اللي تتأسفلوه اتأسفوا لبابي...

اومأ طفليها رأسهم بموافقه قبل ان يتركوا والدتهم و يتجهوا مره اخري نحو والدهم قائلين بحزن فبقدر حبهم لوالدتهم وتعلقهم الشديد بها ..الا انهم متعلقين اكثر بوالدهم متخذين اياه مثلاً أعلي لهم محاولين تقليده في كل شئ يفعله...
=احنا اسفين يا بابي...

جلس نوح علي عاقبيه امام طفليه ممرراً يده بلطف  فوق وجوههم مزيلاً الدموع العالقه بها من ثم احاطهم  بذراعيه محتضناً اياهم بحنان قائلاً بحزم بعض الشئ
=خلاص...احنا بنتعلم من غلطنا مش كده

اومأ طفليه برأسهم مما جعله يبتسم مقبلاً اعلي رأسهم بحنان قائلاً
=خلصتوا مذاكره....؟!

اجابوه سريعاً في ذات الوقت
=اها..

ابتسم لهم قائلاً بحماس
=طيب يلا يا اطلعوا غيروا هدومكوا و اسبقوني علي الجنينه علشان نلعب مع بعض قبل ما اونكل تيم يجي....

اخذ طفليه يقفزون بين ذراعيه بحماس و هم يصرخون بفرح من ثم طبع كلاً منهما قبله علي خدي والدهم قبل ان يسرعوا لخارج الغرفه ...

لكن اوقفهم صوت والدتهم القائله بلوم و هي تتصنع العبوث و الحزن
=الله الله يا سي حمزة انت و اختك نسيتوا مامي خالص....

اسرعا نحوها  علي الفور وهم يبتسمون مغرقين وجهها بقبلات عديده بينما يهتفون لها بمدي حبهم لها من ثم قبلوا شقيقتهم التي بين ذراعي والدتهم قبل ان يسرعوا للخارج لارتداء ملابسهم...

وقف ما يتأملهم بشرود و عينيه تلتمع بالفخر و الحب لكنه خرج من شروده هذا علي صوت صرخة تولين المتألمه التف اليها ليجد طفلتهم تمسك بين اصابعها بشعر والدتها و تجذبه بعنف بينما تهتف بكلمات غير مفهومه...

اقترب منهم علي الفور محرراً شعر تولين من يد طفلته قبل ان يحملها بين ذراعيه هاتفاً بغضب مصطنع بوجهها بينما يهزها بلطف
=لاااا كله الا شعرها يا ست تاليا...

انطلقت ضحكه رائعه من فم طفلته هاتفه بينما تضع يدها فوق فمه و وجهه
=دادا....

قبل مالك خدها المكتنز بحنان
= قلب دادا..

من ثم التف الي تزلين الواقفه مراقبه اياهم بابتسامه مشرقه والسعاده تلتمع بعينيها مرر يده بحنان فوق شعرها التي كانت ابنته تجذبه منذ قليل قبل ان يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها  بقوه  مقبلاً أعلي رأسها...بينما يهمس بأذنها بشغف
=بحبك يا وتينى.....

________________

بعد مرور 3 ايام وكان يوم ولادة ملك

الجميع بالمشفى معها، كانت تستعد لعملية الولادة وكريم معها لم يتركها للحظة بينما عى تبمى بصمت وهى تقبض على يده بقوة والخوف والقلق يتملكانها، ليجلس على عقبيه قائلا بحنان وهو يتلمس وجهها المتعرق
=احنا اتفقنا على ايه مفيش عياط ولا زعل، انتِ هتدخلى العملية وبنتينا هتيجى وتنور الدنيا وتنور حياتنا 

لتقبل يده التى تمر على وجهها وتقول من بين دموعها
=اختارها هى مش انا لو حصل لى حاجة عشان خاطري اختارها هى مش انا 

ليجيبها وهو يحاول منع دموعه 
=انتوا اللى اتنين مش هخسر حد فيكم وهتقومى بالسلامه إن شاء الله..... 

ليقاطعه الممرضة وهى تقول بجدية
=هتدخل العمليات دلوقتى، وحضرتك هتدخل من الباب التانى للعمليات 

لتحرك سرير ملك المتحرك توجهه الى غرفة التخدير بينما كريم يتبعهم وهو عينيه لم تغيب عنها الى ان اختفت داخل الغرفة وعندما هم ليدخل اليهم منعوعه قائلين له ان حالته خطرة بسبب ضعف الرحم، وما كان هذا الا فتيلة لتشعل غضبه وقلقه وخوفه فى قلب كريم ومالك وايضا سارة 

لتمر ساعتين من اصعب ساعات حياتهم، كريم الذى يتحرك ذهابا وايابا امام غرفة العمليات كالاسد المجروح عيناه مغشية بطبقة من الدموع رافضة الاستسلام 

ومالك الذى يجلس امام الغرفة يدعو لصغيرته بان تنجو هى وطفلتها ويكونا بخير، الان ادرك انه فى الفترة الاخيرة لم يهتم باخوته وخاصة ملك حيث كانت تولين دائما على تواصل مع امير ومن خلالها يعرف اخبار سارة، لكن هى اخته الصغيرة التى اعتنى بها واعتبرها ابنته بعد وفاة والديهم، لم يهتم بها ولم يعرف احوالها الا بمكالمه كل حين وحين 

بينما سارة كانت تقرأ ايات الذكر الحكيم ودموعها تنهمر بصمت على اختها وهى ترجو من الله ان ينجى اختها من خطر العملية هى وطفلتها 

لتمر نصف ساعة اخرى

لتخرج احدى الممرضات وابتسامه هادئة على وجهها وهى تحمل الصغيرة التى اخذت بالبكاء، ليندفعوا اليها ليردف كريم بلهفة وخوف
=ملك ملك فين وهى عامله ايه دلوقتي 

عقدت الممرضة حاجبيها باستغراب حيث انها تعلم انه والد الطفلة ولكنه لم يلتفت الى ابنته بل يسأل على زوجته
=بيحاولوا يوقفوا النزيف 

ليهمس بالم وهو يشعر بالارض تميد به
=نزيف ملك 

لتأخذ سارة الطفلة من الممرضة وتحاول تهدئة الصغيرة الى ان غفت الطفلة بينما كريم جلس على اقرب كرسى خلفه وعقله يردد جملة واحدة 
"بيحاولوا يواقفوا النزيف" 

لتقترب منه سارة وهى تحمل طفلته تقربها منه لتحدثه بخفوت
=سمِ الله واخدها فى حضنك إن شاء الله ملك هتقوم بالسلامة 

ليحملها بايدى مرتعشة وهو يسمِ الله ليشعر برجفة فى سائر جسدع ما ان ضم صغيرته اليه، كان يتخيل انه سيكرهها اذا اصاب حبيبته شئ لانها هى السبب لكن هذا عكس المتوقع، شعر بحب تجاه صغيرته وتاكد انها تستحق المحاربة التى حاربتها ملك من اجل صغيرتهم، لم يشعر بدموعه التى نزلت وهو ينهض من مكانه ويتحرك بها ناحية المسجد الصغير المتواجد بالمشفى واخذ يدعو لها ولوالدتها ولم يشعر بالوقت 

________________

خرج الطبيب من غرفة العمليات ليقترب منه كلا الاخوين، ليتحدث مالك بلهفة
=ملك فين بقت كويسه 

الطبيب بأسف 
=للاسف النزيف كان شديد وكان هيعرضها للخطر فاضطرينا اننا نستأصل الرحم

ليتركهم ويرحل بينما سارة ارتمت بين ذراعى اخيها تشهق من بين دموعها ومالك يربت فوق شعرها وملامح وجهه حزينة 

بنفس اللحظة الذى وصل بها كريم وهو يحتضن صغيرته بحماية وحنان، لينفطر قلبه وهو يرى انهيار سارة وتعبير وجه مالك الحزين وعقله يصور له ابشع التخيلات 

ليقترب بخطوات بطيئة ووجهه اصبح شديد الشحوب ينافس شحوب الموتى، وقبل ان ينطق بكلمة وجدها تخرج من العمليات ليتبعها بصمت وهما يدخلونها لغرفتها وعندما جاء ليمناعه رفض ودخل معها الغرفة وهو مازال يحمل صغيرته 

لتمر ساعتين اخرى ولم تفق ملك وهو لم يتركها، الا عندما فاقت صغيرته واخذت تبكى وتصرخ وهو لا يعرف كيفبة التصرف ليخرج بها تقابله سارة التى كانت تنتظر بالخارج لتأخذ منه الطفلة مطمئنة اياه بانها تحتاج للطعام، ليجيبه بلهفة 
=قوليلى اسم اللبن ايه وانا انزل اجيبه ليها 

لتجيبه بهدوء وهى تتحرك بالصغيرة
=هشوف دكت


                             الفصل السابع من هنا








تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-