CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل الرابع عشر14بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل الرابع عشر14بقلم داليا السيد


رواية ذكري حب 
الفصل الرابع عشر14
بقلم داليا السيد

سعادة
عندما رن الهاتف أفزعها ففتحت عيونها ولكنها سمعت صوته بجوارها يجيب وعرفت أنه العمل، التفت بالغطاء واستدارت 





لمواجهته وما زال بجوارها على الفراش حتى أنهى مكالمته والتفت إليها مبتسما كما كانت 
ضمها إلى صدره بحنان وطبع قبلة على جبينها وقال "هل نمت جيدا؟" 






قالت براحة وصدق "كما لم أنم منذ كنت طفلة" 
رفع وجهها إليه دون أن يبعدها وقال "الحياة لها طعم آخر معك إيمان،



 كنت أظن أن الحياة عمل وعمل فقط لكن منذ عرفتك وأدركت أن للحياة وجوه أخرى" 
قالت "أنا أيضا عرفت حياة أخرى معك، لم أعرف الحنان إلا معك ولم أجد الأمان إلا بين ذراعيك ولم يمنحني أحد السعادة إلا أنت، عمر أنت هدية ربي لي، أعدتني للحياة ومنحتني الأمل بالغد، أنا مدينة لك بالكثير" 
أراحها على الفراش ونظر إليها وقال "ليس بيننا أي ديون، أنت زوجتي نصفي الآخر أنا ملكك وأنت لي، أنت كل حياتي إيمان ولم أعد أريد الحياة بدونك" 
أحاطته بيديها وقالت "وأنت نفسي التي لم أجدها إلا يوم عرفتك وأدعو الله بكل لحظة أن يديمك بحياتي إلى الأبد" 
ابتسم وعاد إلى قبلتها وأحضانها بشوق أكبر ورغبة أكثر وهي منحته كل ما تملك دون ندم بل تمنت لو كانت تملك الدنيا لتمنحها له





أمضى الاثنان اليومين التاليين بالبيت سويا ولم يخرجا وكأن كلا منهما كان يريد أن يكتفي من الآخر ولكن لم يكتفيا وكلما التقيا زاد الشوق وارتسمت السعادة حولهم وارتوى القلب برحيق الرفيق الذي ارتضى به كلا منهما للآخر.. 
استيقظت بكسل واضح واعتدلت بالفراش لتبحث عنه فلم تجده ولكن صوت المياه جعلها تدرك مكانه، ارتدت روبها ونهضت خارجة لتجد الإفطار كالعادة فأخذت قطعة من الخبز وتحركت لتصب القهوة بانتظاره عندما شعرت به خلفها يحيطها بذراعيه ويطبع قبلة رقيقة على عنقها فابتسمت واستدارت إليه وما زال بروب الحمام فقال
“اليوم لابد أن نفك حبسنا، لدي موعد هام"
تعلقت بعنقه وتذمرت قائلة "لا،  لن تتركني هنا وحدي، سآتي معك" 
قبلها بشفتيها برقة وقال "لو جئت معي لن أتم أي عمل وسأظل أهيم بتلك العيون ثم أتهور وأخطفك من بين الجميع لنعود هنا لأروي عطشي إليك" 
ثم عاد لقبلتها بقوة حتى أبعدها وقال "لن أتغيب كثيرا أعدك" 
ابتسمت وهزت رأسها وقالت "حسنا تناول إفطارك أولا" 
تحركت إلى الشاطئ وأمضت اليوم في السباحة والاستلقاء حتى سمعت صوت نسائي يقول "تتميزين بحضور رائع إيمي" 
رفعت وجهها إلى وجه سوزي التي كانت بملابس البحر وقالت "لا أختلف عنك كثيرا سوزي" 
ابتسمت سوزي وهي تتمدد بجوارها وقالت "بالتأكيد ليس مثلك، فمن استطاعت أن تخرج عمر نصر الدين من دير العزوبية إلى الزواج فهي امرأة ذات طابع خاص وأنا أريد أن أعرفها جيدا" 
لم تنظر إليها إيمان وقالت "ولماذا؟" 
قالت "ربما يمكنني أن أكسب السباق بيوم ما" 
نظرت إليها من خلف منظار الشمس وهي تحاول أن تفهم كلماتها ثم قالت "السباق ليس من هواياتي ولا أحب المشاركة به فهو يعتمد على بعض المهارة وبعض الحظ وأنا أفضل الواقع الملموس" 
ضحكت سوزي وقالت "الواقع الملموس مثل التسرب إلى حياة رجل مثل عمر مليونير ليس بحياته أحد حتى تسيطرين على كل شيء، خطة محكمة وذكية اتبعها الكثيرين من قبلك" 
لم تتحرك من مكانها وقالت "لا أهتم بأفكار الآخرين، وإنما أهتم بنفسي وزوجي فقط" 
شعرت سوزي بالغيظ فاعتدلت وقالت "لأنها الحقيقة وليس بإمكانك نفيها" 
قالت "لا، لماذا أنفي شيء وأنت تعلمين أنه ليس حقيقي من الأساس؟ ماذا تريدين سوزي؟ لم تأتي كي تخبريني أني تزوجت عمر طمعا بأمواله لأن كلانا تعلم أن عمر ليس بالرجل الذي تخدعه امرأة أي امرأة، فتوقفي عن مقدمتك الطويلة وانتقلي للموضوع الأساسي" 





حدقت بها سوزي وقالت "لم أقدرك حق قدرك، ولكن يبدو أني فعلت الصواب بالحضور إليك، عمر أعلن عن مناقصة للقرية الجديدة وأنا قرأت الشروط والتفاصيل وأعتقد أني أحق بها من أي أحد" 
اعتدلت إيمان لتواجها وقال "هذا أمر خاص بعمر وعليك مناقشته معه لا معي" 
تراجعت سوزي قليلا ثم قالت "ربما أحتاج مساعدتك ولك ما تريدين" 
ضاقت عيون إيمان من خلف منظارها وقالت "لا أفهم!" 
قالت سوزي بتأني "أنا فقط لن أقدم عرضي إلا بالنهاية بعد أن تكون كل الشركات قد قدمت عروضها وتكوني أنت قد أخبرتيني بعروضهم فأضع أنا عرض أفضل وأنال الصفقة؟" 
غضبت إيمان وقالت "هل جننت؟ كيف تجرأت على قول ذلك؟" 
ابتسمت سوزي بثقة وقالت "فتاة مثلك تزوجت رجل مثل عمر فارق السن بينكم كبير دليل على أن الأموال كانت هدفك وأنا أعرض عليك المبلغ الذي تريدين نظير تلك المناقصة فقط ساعديني" 
نهضت إيمان واقفة بغضب وقالت "لولا أني لا أريد لفت الانظار إلي لتصرفت معك بشكل آخر لذا انتهى لقاءنا وإن لم ترحلي الآن سأجعل الرجال يصحبونك إلى خارج المنتجع" 
نهضت سوزي ووقفت أمامها تواجها وقالت "مليون دولا، نصفهم الآن والنصف الآخر بعد الحصول على المناقصة" 
تراجعت إيمان وقالت يغضب "ألا تفهمين؟ هيا اخرجي من هنا الآن، من الذي أخبرك أني سأقبل بهذا؟" 
اقتربت منها سوزي وقالت "أمير أخبرني أنك ستفعلين" 
زاد غضبها وأثارها كلام سوزي عن أمير ونظرت بقوة إلى ابتسامة سوزي الساخرة فما كان منها إلا أن أشارت لرجال الأمن الخاصة بها فأسرع اثنان إليها فقالت وسط نظرات سوزي الحائرة
“مدام سوزي لا تعرف طريقها للخروج فهل تفعلوا من أجلها؟"
تبدل الغضب بدلا من السخرية بملامح سوزي التي أحاطها الرجلان وأشار أحدهم إليها لتتحرك أمامه فقالت بغضب "ستندمين على ذلك هل تفهمين؟" 
وابتعدت بين الرجلين دون أن تتابعها إيمان بنظراتها وقد تعصبت من كلامها خاصة ذكر أمير.. 
عادت إلى البيت واتصلت بزوجها الذي لم يجيب فحاولت أن تهدأ وهي تحصل على حمام ثم ارتدت روب الحمام وخرجت لتجد هاتفها يرن باسمه فأسرعت لتجيب وسمعته يقول





“حبيبتي اشتقت إليك"
ابتسمت وجلست أمام المرآة وقالت "كاذب، لو اشتقت إلي لكنت معي الآن" 
ضحك وقال "هكذا ستتوقف كل أعمالي حبيبتي، هل تفهمين معنى أني أنا ومدير أعمالي بأجازة؟ هذا يعني انهيار شامل" 
ضحكت بدلال وقالت "وأنا لا أقبل ذلك، زوجي سيظل على القمة حتى ولو ببعده عني" 
قال "لا أتحمل بعدك حبيبتي أنا بالطريق لقد انتهيت، هل لي هدية لحضوري مبكرا؟" 
ضحكت مرة أخرى وقالت "زوجي طماع" 
قال بحنان "بل جائع حبيبتي ولا يشبعني سوى قربك" 
قالت بصدق "وأنا لا أريد سوى ذلك عمر، أريدك بجواري لآخر العمر" 
قال بسعادة "هذا أمر لا مفر منه فأنا لا أخطط لبعدك عني قبل الموت" 
أسرعت تقول "ألف سلامة عليك منه لا تذكره أرجوك لا معنى للحياة بدونك يا عمر" 
قال "إذن أريد أن أرى ذلك بنفسي الليلة أريد تعويض عن تعب اليوم" 
عادت للضحك وقالت "أنت تؤمر وأنا أنفذ سيدي" 
أنهت الاتصال ونهضت لتعد نفسها له والسعادة أنستها سوزي وقتيا ولكن داخليا كانت ما زالت تذكرها ولن تمرر الأمر هكذا.. 
عندما عاد كانت تنتظره بغرفته وهي تتحدث مع والدها وما أن سمعت الباب حتى نهضت وأسرعت إليه، التقطتها بين ذراعيه على باب الغرفة وهي تبتسم له بدلال وقالت 
“غير مسموح لك بالذهاب بدوني مرة أخرى"
قبلها دون أن يرد فاستسلمت له بسعادة حتى ذهبت الأنفاس فحرر شفتيها وقال وهو ينظر بعيونها "ليس من السهل البعد عنك إيمي" 
ابتسمت وهي تداعب ربطة عنقه وقالت "إذن لا تفعل، تبدو متعبا" 
أحاطها بذارعه وهو يتحرك للداخل وقال "اللقاء كان صعب والجدال كثير ولم ننال لحظة للراحة" 





ساعدته في خلع الجاكيت وقالت "أنت بحاجة للراحة" 
قذف ربطة العنق بعيدا وجذبها إليه وقال "سأفعل والآن" 
وأخذها بسعادة متبادلة وحنان لم تجد له مثيل من قبل بل كانت تتشوق إليه وتتمناه 
أعدت الإفطار بنفسها ورفضت الخدمة من تلك الفتاة وقد كانت تعلم أنه نام بالأمس دون عشاء ودون أن يستيقظ حتى بالمساء وقد بدا متعبا حقا
وضعت الطعام بالصينية وحملتها إليه بجوار الفراش عندما دقت العاشرة صباحا، داعبت أنفه بإصبعها فتحرك بالفراش وفتح عيونه ليرى ابتسامتها تواجهه فلم يتحرك وهو يقول 
“لا تخبريني أني نمت منذ الأمس وحتى صباح اليوم؟"
مررت يدها على وجنته وقالت "بلى لقد فعلت، أنت حتى لم تسمع الهاتف الذي رن كثيرا" 
اعتدل بهدوء وقال "لا أعلم كيف حدث ذلك؟ هل كانت اتصالات هامة؟" 
قالت "سأخبرك بعد الإفطار" 
مشط شعره بيده وهو يقول "نعم أشعر أني لم أتناول الطعام منذ اسبوع، ما كل هذا إنه ليس إفطار إنها وليمة، من أحضر كل ذلك؟" 
ابتسمت وهي تضع الطعام أمامه "أنا أعددته لك" 
تراجع بدهشة وقال "حقا؟" 
تناولا الطعام بشهية واضحة وما أن انتهى حتى تراجع وقال "يا الله!  إنه رائع إيمي سلمت أناملك حبيبتي" 
نهضت ونهض هو الآخر أخذ حمام بينما أعدت هي القهوة عندما خرج إليها وقال "أين تحبين الذهاب اليوم مليكتي؟" 
طبع قبلة على وجنتها وهو يتناول منها قدح القهوة فقالت "يمكننا البقاء بالبيت حتى ترتاح وهناك ما أريد إخبارك به" 
جلس أمامها وقال "ماذا؟" 
جلست وقالت بجدية "سوزي كانت هنا بالأمس أتت لتقابلني" 
كانت نظراته صامته وهو يسمعها وهي تحكي له ما كان وما أن انتهت حتى كان قد أنهى القهوة وقال "وما رأيك بالأمر؟" 
حدقت به وقالت "أنا لا أبحث عن رأي يا عمر أن أريد أن أسمعك" 
ابتسم وقال "ولماذا هذا الانزعاج على ملامحك؟" 





اندهشت وقالت "ألا تظن أن الأمر مزعج حقا؟" 
قال بنفس الهدوء "ما زال أمامك الكثير حبيبتي لتتعلميه، سوزي تبحث عن مصلحتها بطريقتها فهي تفكر هكذا وتظن أنك ستفعلين المثل" 
ضاقت عيونها وقالت "لا أفهم" 
نهض ووقف أمام النافذة وقال "لو كانت محاولات سوزي في التقرب مني أو بعض رجال الأعمال المعروفين وأصبحت زوجة لأحدهم لسلكت هذا المسلك من خلف زوجها وصنعت لنفسها مصلحة من خلف أعماله، هذا واضح عليها حبيبتي" 
نهضت واتجهت إليه وقالت "هذا يعني أنها أرادتك من قبل" 
ابتسم وهو ينظر إليها وقال "أرادت الجميع، ولكن أيضا الجميع نبذها ولولا إجادتها بالعمل لما تحملها أحد" 
أخفضت وجهها وقالت "ولكنها احتضنتك بتلك الليلة و" 
داعب وجنتها وقال "وماذا؟ ألم ننتهي من هذا الأمر؟" 
ثم جذبها إليه وقال وهو ينظر بعيونها "أنا ليس بحياتي سوى امرأة واحدة هو أنت حبيبتي وتأكدي من ذلك" 
ضمها لصدره وهي سعيدة بذلك وهتفت "وأنا أسعد إنسانة بالدنيا وأحمد الله على هديته لي فأنت نعمة من الله" 
همس وقال "وماذا؟ لن يضيع اليوم هكذا؟" 
ضحكت بدلال وهو




 يتسرب بقبلاته حول عنقها ليحملها ويبتسم ويتحرك لغرفتهم وقال وهو ينظر بعيونها "طالما أجازة فلنستمتع بالأجازة" 
بالمساء استمتعا




 بالبحر والقمر والنجوم أمام المياه الساكنة ومن خلفهم موسيقى تمتعهم بالمكان وكل يوم تبعه 


كان أجمل من الذي مضى وكلاهم يعيش سعادة لم يريدا لها أن تنتهي.. 
..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-