CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل الحادي والعشرون21بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل الحادي والعشرون21بقلم داليا السيد

رواية ذكري حب
 الفصل الحادي والعشرون21
بقلم داليا السيد

أنتِ لي
فتحت عيونها بصعوبة لتشعر بصداع شديد يدق برأسها عندما رأت نفسها على فراش وثير بغرفة كبيرة لا تعرفها اعتدلت وهي تقاوم الصداع وتحاول النهوض 





استقرت قدماها بالأرض وهي تتجه إلى الباب لتفتحه ولكنه كان موصد من الخارج، التفتت لتتأمل الغرفة الفاخرة لترى نافذة أسرعت إليها وفتحتها لتجد قضبان 





من الحديد تسدها والظلام يواجها من الخارج فالتفتت تبحث عن مخرج لها أو حتى تعرف أين هي؟ بل أين عمر مأمنها وحمايتها أين زوجها
وجدت نفسها تصرخ بقوة "عمر، عمر أين أنت؟ عمر تعالي خذني" 
فتح الباب فتوقفت وهي تنظر لترى أمير فتراجعت وهو يتقدم تجاهها وهو يقول "إيمان اهدئي لن يسمعك أحد هنا نحن بمكان منعزل" 
ما أن وصل إليها حتى تجاوزته بسرعة إلى الباب وفتحته لتخرج ولكنها اصطدمت بجسد هائل يسد طريقها وذراع قويه تحيط بها، فصرخت وهي تضربه بقبضتيها
“دعني، دعني أيها الوحش، دعني"
أعادها الرجل إلى الداخل بقوة وأغلق الباب خلفه فاتجه أمير إليها ووضع يده على كتفها فدفعتها بعيدا وهو يقول "ليس هناك مفر من هنا أخبرتك ذلك" 
صرخت بوجهه "يا جبان أعدني لزوجي أعدني لعمر" 
تملكه الغضب وهو يقبض على ذراعها بقوة وهتف "لم يعد هناك عمر أنت ببلد أخرى غير التي بها عمر، واعرفي أنك لن تشاهديه مرة أخرى لأنه لن يعثر عليك وأنت لن تذهبي من هنا" 
حاولت أن تخلص نفسها منه ولكن قبضته كانت قوية فقالت "لا البلاد ولا الأزمنة يمكنها أن تفرقني عن عمر هل تفهم؟ لن يبعدني عنه إلا الموت" 
حدق بعيونها لحظة طويلة قبل أن يتركها ويبتعد قليلا ثم قال "ما الذي غيرك إيمان؟ كان الحب يملأ قلبك تجاهي، والآن لا أرى سوى نظرات الكره" 
قالت بألم "لم يكن حب كان وهم، إعجاب، لا أعرف ولكن انتهى، منذ عرفت عمر وتزوجته وأنت انتهيت بالنسبة لي" 
عاد إليها وقال "والآن ذهب عمر وعدت أنا فلتعودي لي" 
ابتعدت وقالت بدموع "ولكني لا أريدك أنا أريد زوجي الرجل الوحيد الذي أريده أعدني إليه" 
صمت عم المكان حتى قال "للأسف لم يعد ذلك ممكنا فقد انتهى كل شيء" 
التفتت إليه وهي لا تفهم كلماته فقالت "لا أفهمك، ماذا تعني؟" 
قال "عمر الآن يظن أنك هربت معي وأنك اخترت ذلك بدون إجبار وترغبين بالطلاق، لقد تركنا له جواب بذلك" 





شهقت ورفعت يدها على فمها ثم هتفت من بين دموعها التي لا تجف "لا، عمر لن يصدق، هو يعلم أني" 
وتوقفت وهي تستدرك نفسها وتتساءل، ماذا؟ ماذا يعرف زوجها؟ بل ماذا تعرف هي؟ 
التفت إليها وقال "يعلم ماذا؟ ماذا يعلم عمر؟" 
لم ترد وهي نفسها لا تعلم هل حقا ما تفكر به؟ أو بالأحرى ما تشعر به؟ 
عاد إليها وأمسكها من ذراعها وهزها لتعود لوعيها وهو يقول "ماذا يعلم عمر يا إيمان انطقي" 
نظرت إليه بدموع وقالت "يعلم أني لن أخونه أبدا ما حييت لست تلك المرأة، ابتعد عني وأعدني لزوجي" 
لم يتركها وهو يقول بغضب "لا يمكن أن تعودي أنت متهمة بقضية قتل وعودتك تعني الإعدام، وزوجك الآن يدرك أن زوجته خائنة فلو عدت أيضا سيقتلك لخيانتك، لم يعد لك سواي يا إيمان أنا فقط من يحبك وسيحبك للأبد" 
صرخت به "اسكت، اسكت ولا تتحدث عن الحب فأنت لا تعرفه، أنت لا تعرف إلا اللهو والمتعة، أناني لا تفكر إلا بنفسك ولم تفكر بي وبسعادتي" 
أحاطها بذراعيه وقال "بلى حبيبتي أنا لم أفكر سوى بك ومتأكد أن سعادتك معي لأني أحبك" 
نفضت يديه وقالت بغضب "قلت لك لا تذكر الحب فأنت لا تعرفه" 
قال بعصبية "كفى إيمان، كفي عن العناد وسلمي بحبك لي وعودتك لقلبي" 
قالت "أسلم بشيء ليس حقيقي؟ لماذا لا تسمعني؟ أنت انتهيت بالنسبة لي ولم يعد بحياتي سوى عمر، هو زوجي" 
عاد إليها وقال "ولكنه ليس حبيبك" 
ولكنها قالت بقوة وبدون تردد "بل هو حبيبي ولم أحب سواه هو من علمني الحب، بل كل شيء، هو العطاء والحنان، هو القوة والأمان، نعم يا أمير أنا أحب عمر لم ولن أحب سواه" 
أشار لنفسه والحزن بعيونه وقال "وأنا؟ ماذا عني يا إيمان؟ أنا الذي لم أستطع يوما إخراجك من حياتي والآن" 
ثم ابتعد وقال "أنا الآن خسرت كل شيء من أجلك، لا يمكنك فعل ذلك بي" 
لم تفهم شيء وهي تتابعه بنظراتها ثم قالت بعد تفكير "ماذا خسرت؟ أنا لا أفهم شيء؟ أمير هل أنت من قتل سوزي؟" 
نظر إليها فاقتربت منه وقالت "أمير أخبرني هل أنت من قتلها؟" 





أبعد وجهه وقال "لا" 
تنفست براحة ولكنها عادت تقول "ولكنك تعرف شيء عن قتلها أليس كذلك؟ أمير أخبرني أرجوك أنت تعلم أني بريئة أمير أجب" 
التفت إليها وقال "لم يعد يهم، الآن أنت بأمان ولن يصل إليك أحد" 
قالت "أمير أرجوك ارحمني من كل ذلك وأخبرني الحقيقة وأعدني لزوجي، أنا لن أكون لك" 
هجم عليها فجأة وأمسكها من ذراعيها بقوة لتفزع وهو يقول بغضب "لا أنت لي، وعمر سيطلقك بعد ما عرف بهروبك معي أنا أحبك يا إيمان أحبك" 
وجذبها إليه بقوة وهو يحاول أن يقبلها بقوة وهي تقاومه بشدة وتدفعه بعيدا وتراجعا حتى اصطدم ظهره بالحائط بقوة من شدة دفعها ففلتت من قبضته وأسرعت مبتعدة لا تعلم إلى أين تذهب؟ 
توقف دون حركة وهو ينظر إليها والدموع والخوف تغشى عيونها فاعتدل وهو يعدل ملابسه وشعره ثم قال "أنت المرأة الوحيدة التي لم يمكنني أن آخذها غصبا رغم أني أحبك" 
قالت بغضب وألم "أنت لا تعرف الحب من يحب أحد لا يعذبه ولا يحرمه من سعادته، من يحب أحد يضحي من أجله وأنت لا تفكر إلا بنفسك وشهواتك" 
نظر إليها بحزن وقال "لو كنت أفعل لكنت الآن لي إيمان وما خسرت ما خسرت، أنا لن أمسك بعد اليوم حتى أعرف بطلاق عمر لك ووقتها ستكوني زوجتي ولن يمنعني شيء بعد ذلك ولكن لابد أن تعلمي أن هذا المكان لا يعرفه أحد ولا يوجد حولك شيء سوى صحراء فلا تحاولين الهرب" 





وتركها وذهب بينما انهارت هي على الفراش بين البكاء والمناداة باسم زوجها وحبيب قلبها.. 
لتمر الأيام دون تغيير ودون أن ترى سوى رجلين يتبادلان عليها لإحضار الطعام الذي لم تتناول منه إلا القليل بالبداية ثم توقفت عنه تماما وقد فقدت قوتها وهزل جسدها ويأس قلبها من العودة لمن أحب ولم تعد تنهض من الفراش أو تتحرك بدون أمل ولم يعد يصحبها إلا الذكرى ذكرى الحب، حب الرجل الوحيد الذي ملأ حياتها وقلبها وسكن كل وجدانها، الرجل الذي فاز بقلبها رغم أنه لم يطالبها يوما بالمقابل أو حتى بالحب 
أيا حبيبي الذي أدركت أنه حبيبي متى ستأتي إلي؟ أنتظرك لتعيدني لأحضانك وأهيم بحنان عينيك، أشتم رائحة عطرك بقلبي وأشعر بلمسات يديك، أريدها على وجهي لأعود إلى ذراعيك، تأخذني إلى حياتنا وننسى قسوة الأقدار وألتمس السكينة بوجودك وأخبرك بملء فمي بأني أهيم في حبك ولا أعشق إلا أنت لتضمني إليك وأسكن بين راحتيك
لم ترى أمير لوقت لم تعرفه ولكن بالنهاية رأته يدخل وهي لا تقوى على النهوض وقد تملكها الضعف ورفضت الطعام نهائيا وباتت قريبة من النهاية وكأنها ترفض تلك الأقدار التي لم تمنحها إلا الحزن والألم 
شعرت بيده الدافئة تمسك يدها الباردة ففتحت عيونها لتراه أمامها تقريبا لا يقل عنها حالا بل ونمت لحيته ولاحت هالات سوداء تحت عيونه تدل على عدم النوم والراحة
سمعته يقول "إيمان ماذا تفعلين بنفسك؟" 
أغمضت عيونها بضعف واضح ولم ترد فعاد يقول "إيمان أنتِ تقتلين نفسك، حبيبتي من فضلك انهضي وتناولي طعامك لابد أن تعودي، إيمان أنا لا يمكنني أن أتحمل ضياعك مني مرة أخرى" 
هتفت بضعف واضح "عمر، أريد عمر، أريد زوجي" 
ترك يدها ونهض بغضب وقال "لم يعد ينفع يا إيمان ليس بمقدوري إعادتك الآن" 
فتحت عيونها لتراه يتحرك بالغرفة بدون هدى فقالت بنفس الضعف "إذن الموت أهون" 
وأغمضت عيونها مرة أخرى ولكنه أسرع إليها 



وأمسكها من ذراعيها ورفعها وهو يهتف بها برجاء "لا يا إيمان أرجوك لا تتركيني أنا فعلت كل ذلك من أجلك لا تتركيني الآن أنا أحبك يا إيمان أحبك" 
ولكنها لم تقو على الرد وشعرت بالدوار يزداد وهي تهذي باسم زوجها حتى ضاعت من الدنيا سعيدة بالظلام الذي أحاطها غير عابئة بتلك الدنيا التي تحاربها بقوة وها هي الآن تعترف بالهزيمة وتسقط كقطرات المطر على أرض صلبة فتتناثر إلى حبيبات صغيرة ضعيفة لا جدوى لها وقد سلمت أنه النهاية ولا داع لعودتها طالما هو ليس معها.. 
صوت تعرفه يناديها ولكن لا إنها تلك الأحلام التي تعيش معها وعاد الصوت يناديها فقالت "عمر، تعالى خذني، عمر لا تتركني" 
الآن تشعر بشيء يضغط على يدها بالتأكيد يد أمير ليتها تسطيع أن تبعدها، عاد الصوت الذي تعشقه يناديها وهي تبتسم لأنها تستمتع بصوته ورددت
“عمر، أين أنت؟"
سمعته هذه المرة بوضوح "أنا هنا حبيبتي افتحي عيونك يا إيمان أرجوك افتحي عيونك وأخبريني أنك بخير" 
هذه المرة اختارت أن تقاوم اليأس الداخلي، ربما الأمل يمنحها بعض القوة أو ربما الحلم جميل فلتفتح عيونها لتراه وتستمتع برؤية حبيب قلبها حتى ولو كان بالحلم
فتحت عيونها لترى ضوء خافت ورائحة المستشفيات بأنفها فتساءلت هل الحلم هنا بالمشفى ولكنها استوعبت نفسها عندما شعرت بيد تضغط على يدها فحركت رأسها للجانب الآخر حيث التقت بعيونه الخضراء التي تشع حب وحنان تعرفهم جيدا وصوته الدافئ يهمس 
"أخيرا حبيبتي أخيرا عدت لي" 





لم تصدق نفسها وهي تهتف "عمر؟ هل هذا أنت حقا؟ هل أنا أحلم؟ عمر هل هذا واقع أم حلم؟" 
قبل يدها بشوق وحب وقال وهو يحيط وجهها بيده "واقع حبيبتي، واقع، إنه أنا عمر" 
امتلأت عيونها بالدموع من السعادة وقالت "إذن ضمني إليك يا عمر، ضمني لأحضانك أحتاج إليها جدا" 
رفعها برفق إليه وضمها بقوة وهي تقاوم ضعفها وتغمض عيونها وتقول "الآن فقط عاد الأمن والأمان" 
أعادها إلى الفراش وما زال الضعف يسيطر على أجزاء جسدها بينما أحاط يديها بيده فقالت "ماذا حدث؟ وكيف عدت إليك أنا ظننت أني تركت تلك الحياة" 
قال "لماذا حبيبتي؟ لماذا فعلت ذلك بنفسك؟ لم أكن لأتحمل ذلك لقد كنت أعيش على أمل إيجادك" 
قالت "أنا لم أخونك يا عمر، لم أهرب مع أمير هو من خطفني" 
رأت الطبيب يقترب ويربت على كتف عمر ويقول بإنجليزية "مستر نصر هذا يكفي هي ما زالت متعبة وبحاجة للراحة" 
تمسكت بيده بقوة وقالت بفزع "لا، عمر لا تتركني، من فضلك لا تتركني مرة أخرى سيأخذونني مرة أخرى، عمر لا تذهب" 
لم يترك يدها وهتف بحنان "اهدئي حبيبتي، لن أذهب لأي مكان ولن يأخذك أحد مني مرة أخرى أنا معك ولن أذهب فقط ارتاحي واطمئني" 
نظر الطبيب إلى عمر الذي بادله النظرة وقال "الشرطة تنتظرك بالخارج" 
وابتعد بينما هتفت هي بفزع "عمر أنا لم أقتل سوزي أقسم أني لم أفعل، لا تدعهم يأخذوني أنا لن أعيش بعيدا عنك يوم آخر" 
هدأها مرة أخرى وقال "أخبرتك أني لن أتركك وأنا أعلم أنك لم تقتلي أحد والشرطة أيضا تعلم فهل تهدئي وترتاحي أنت بحاجة للراحة" 
تمسكت بيده أكثر وقالت "راحتي معك، عمر أنا لن أتحمل فراقك مرة أخرى" 
قال "لن يحدث حبيبتي، لن تفارقيني مرة أخرى، فقط ارتاحي حتى نرحل من هنا ونعود بيتنا" 
هزت رأسها وقد تسرب الهدوء إليها عندما دخلت الممرضة ووضعت بعض الدواء بالمحلول وذهبت فقال 



“لابد أن تسرعي بالشفاء حبيبتي أنت لك اسبوع هنا بغيبوبة ترفضين الإفاقة منها"
شعرت بأعصابها ترتخي فقالت "لم أكن أريد الحياة" 
تسرب النعاس إلى عيونها فأغمضتها وهي تقول "عمر لا تتركني" 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-