CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل التاسع عشر19بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل التاسع عشر19بقلم داليا السيد

رواية ذكري حب
 الفصل التاسع عشر19
بقلم داليا السيد

نسيان
الألم، ما معناه؟ بل ما محتواه؟ دموع، أحزان أم جروح تسكن داخل الروح بلا دواء؟ 


تسمرت قدماه أمامها كما فقدت هي السيطرة على دموعها وأوجاعها وهي تسترد كل ذكرياتها يوم فقدت ابنها وحلمها بالأمومة، تحرك إليها وأحاط ذراعيها بيديه وقال 
“إيمان"
استوعبت ما سمعته وتحركت وهي تصرخ بدون وعي "أيتها المجرمة القاتلة" 
أوقفها عمر بقوة بينما أسرعت سوزي هاربة من أمامها وهو يقول "إيمان اهدئي" 
قالت "نعم هذا هو كل ما يهمك أهدأ حتى أراعي المظاهر الاجتماعية ونسيت أني أم فقدت جنينها أول حلم لها؟ أنت حقا تبخس حقوقي كثيرا يا عمر، ليس فقط كزوجة ولكن كأم أيضا" 
ثم التفتت تاركة إياه وتحركت دون أن تعرف إلى أين وربما سمعت من يناديها ولكنها لم ترى أو تسمع وهي تتحرك تجاه المصعد وهي تكاد تفقد الرؤيا ولكنه كان قد لحق بها وأمسكها من ذراعها ليوقفها ويقول
“هل تهدئين قليلا وتأتين لنتحدث"
حاولت ألا تعيد الخطأ وقالت بصعوبة وهي تكاد لا ترى من حولها "لا أريد إلا أن أكون وحدي من فضلك اتركني" 




جذبها إلى المصعد الذي فتح أبوابه ودفعها برفق للداخل دون أن يتركها بصمت حتى وصلا لغرفتهم فدخل وهو يقودها وهي تكاد تنهار ساقطة على طرف الفراش 
جلس بجوارها وقال "إيمان لابد أن تفهمي أني لم أتهاون فيم حدث" 
لم ترد فعاد يقول "هل يمكن أن تتحدثي معي لا يمكن أن يكون البكاء سبيلك في كل شيء" 
نظرت إليه وقالت من بين الدموع "أحاول ألا أتجاوز حدودي مع زوجي الذي أدركت من هو وأنتظر بيان بحقوقي التي ظننت أني تجاوزتها" 
نهض مبتعدا وقال "هذا أمر مختلف" 
نهضت وقالت بغضب "نعم، كنت تخفي وراؤه حقيقة تلك المجرمة، هل تشعر بي حقا؟ ألم تفكر لحظة بأن من حقي أن أعرف من فعل بي ذلك؟ أنت منحت نفسك حق الانتقام وحدك كأب وأطفأت نارك فماذا عني أنا؟" 
اقترب منها وقال "ما فعلته ليس من أجلي وحدي بل أنت أيضا" 
قالت بغضب "أنا ماذا؟ أنت لا تعلم ماذا عانيت وأنا أحاول أن أتغلب على إحساسي بالذنب وأني قصرت تجاه ابني وأني السبب في فقدانه، أنت لم تفكر لحظة بالنار التي كنت أحملها داخلي كيف تفعل بي ذلك؟ من منحك الحق بأن تحرمني من إراحة قلبي المجروح من منحك الحق لتحرمني منه" 
وانهارت بالبكاء وهي تسقط على الفراش، تركها لحظة ثم تحرك إليها ووضع يديه عليها وقال "إيمان كفى" 
لم ترد والانهيار يأخذها حتى جلس بجوارها وجذبها إليه وهو يقول "كفى حبيبتي أخبرتك أن لا ذنب لك بالأمر" 
نظرت إليه بألم وقالت "لماذا تركتها تعيش؟ كان عليك أن تقتلها كما قتلت جزء مني ومنك، كيف تركتها تتمتع بانتصارها كيف أمكنك ذلك؟" 
جذبها إليه بقوة وهو يقول بغضب واضح "لم أفعل حبيبتي لم أجعلها تتمتع لحظة واحدة لقد حولت حياتها إلى جحيم ولكني لم أتمكن من قتلها، لم أستطع، إلا القتل يا إيمان إنها روح" 
قالت بألم ودموع "وهو كان روح، روح بريئة وهي قتلتها وقتلتني معها" 
عاد وجذبها إليه مرة أخرى فاستكانت بين ذراعيه وهو يقول "بالنهاية هو قضاء الله ونحن لابد أن نسلم به وصدقيني أنا دمرتها وهي التي ستسعى للموت بنفسها" 
قالت بألم "حتى لو حدث فهو لا يطفأ نار قلبي" 
أبعدها لينظر بعيونها وقال "ما زلنا معا ويمكننا تعويض ما كان" 
أخفضت وجهها وقالت "لا لأني لم أعد أليق بك أليس كذلك؟" 
رفع وجهها إليه وقال "وجود سوزي أثار شياطين الدنيا أمامي كنت قد اكتفيت بأمير حتى ظهرت هي فلم أتحمل ولم يمكنني وقتها أن أجد مبرر لوجودي وتصرفي مع سوزي وأنت تصرين على موقفك وتطالبيني بتفسيرات لم يمكنني أن أقدمها لك، لكنك تعلمين أنك زوجتي أمام العالم كله وأني لا أهتم برأي الآخرين طالما أنك معي" 
مسح دموعها وقبل جبينها بحنان ثم ضمها إليه مرة أخرى وهي تحاول أن تلتمس السكينة بين أحضانه
اليوم التالي كان أفضل وقد اختفت سوزي ولكن نظرات أمير لم ترحمها ولكنها تجاهلته ومنحت عملها وزوجها كل الاهتمام
خرج الجميع بمجرد انتهاء الجلسة فقال "ما رأيك لو تجولنا قليلا بالمدينة" 
وافقت فأحاطها بذراعه وتحركا إلى السيارة دون أن تنتبه لنظرات أمير الذي كان يتابعهم بحزن واضح




انتهى المؤتمر باليوم التالي وكان بالطبع لابد من حضور الحفل الختامي للمؤتمر فأهداها فستان من أفضل بيوت الأزياء العالمية بباريس بالطبع وزين صدرها بعقد ماسي مناسب وتأملها وهي تقف أمامه فقال 
“حبيبتي دائما أجمل امرأة"
ابتسمت بسعادة وقالت "أنا جميلة لأني زوجتك أنت يا عمر" 
قبل يدها كالعادة ووضعها بذراعه وتحركا للخارج، بالطبع كان الحفل مزدحم ولكن النظرات كانت تتبعها بإعجاب وهو ما قالته كوثر
“تبدين فاتنة يا إيمان"
ابتسمت وقالت "عيونك هي الجميلة مدام كوثر" 
ابتسمت كوثر وقالت "هل علمت أن خلاف كبير نشب أمس بالفندق بين أمير ووالده؟" 
ضاقت عيونها وقالت "والده؟ ومتى وصل والده؟ وماذا حدث بينهم؟" 
هزت كوثر كتفيها وقالت "لا أعلم بالضبط ولكن البعض يقول أنه بسبب امرأة والبعض الآخر يذكر أنه خلاف بالعمل ولكن بالنهاية هدأ الأمر وانفض الجميع" 
لم تهتم وقالت "أرجح الاختيار الأول أمير يهوى النساء كما تعرفين" 
قالت كوثر "نعم ولكن الغريب أنهم لم يحضرا الحفل حتى الآن رغم وجود أمير بالجلسة الختامية" 
أجابت إيمان بدون اهتمام "لا أعلم ربما رحلا" 
قالت "لا، لا أظن" 
أدارت الحديث عن أمير ولم تشعر بالوقت حتى أعلن عن العشاء فبحثت عن زوجها الذي تحرك تجاهها ليصحبها للعشاء حيث انضم الجميع لهم
الرقص كان رائعا ولكن جسد قوي دفعها لتصطدم بجسد عمر فالتفتت لترى سوزي خلفها تقول بطريقة ساخرة 
“آسفة يا حلوة يبدو أني فقدت اتزاني"
تملكها الغضب وكادت تهجم عليها لولا قبضة عمر الذي قبض على ذراعها وقال "يمكنك استعادة اتزانك بعيدا عنا سوزي" 
ولكن سوزي لم تذهب وقد التفت البعض إليهم وهي تواجه إيمان بنظرات حقد واضحة وقالت "لا سأفعل هنا ولابد أن تعيده أنت لي وإلا سأفضح زوجتك أمام الجميع وأخبرهم عن ماضيها الذي تحاول إخفاؤه وربما حاضرها الذي لا يعرفه أحد" 
تصاعد الغضب داخل إيمان وهتفت "أي حاضر أيتها الكاذبة أنا ليس لي أي حاضر سوى زوجي ألا يكفيك ما فعلت والآن تزيدينه سوء؟ ابتعدي عني" 
جذبها عمر وبدأ الجميع ينتبه وسوزي تقول "وأمير؟ ألم يأت من أجل الماضي وتجديده؟ لا تخبريني أنك لم تقابليه وتتحدثين معه؟" 
أجاب عمر بقوة "كفى سوزي وتوقفي قبل أن تندمي على أي تصرف أو كلمة ستنطقين بها" 
قالت بسخرية "لم يعد لدي ما أخسره يا عمر، لذا لابد أن يخسر الجميع وزوجتك أولهم وعليك أن تحاسبها هي الأخرى وتنتبه لتصرفاتها" 
قالت إيمان وهي تتمنى لو يتركها زوجها لتعلمها الأدب "اخرسي أيتها القاتلة أنت تستحقين الموت ولو كان بيدي لقتلتك" 
تدخل بعض الموجودين لإبعاد سوزي إلى خارج القاعة كما جذبها هو إلى الفراندة حيث انفرد بها وهي ترتجف من الغضب وقالت 
“كان لابد أن أقتلها إنها لا تكتفي بما فعلت والآن تشهر بي، أتمنى لو أنالها بين يدي لكنت أطفأت ناري"
نظر إليها بهدوء وقال "اهدئي يا إيمان، سوزي لم تفعل ذلك من نفسها لابد من سبب ليدفعها لإعلان تحديها لي أمام الجميع بهذا الشكل" 
نظرت إليه بدون فهم وقالت "لا أفهم ماذا تعني؟" 




أبعد وجهه وبدا عليه التفكير وقال "أول أمس سوزي كانت تترجاني كي أعفو عنها وأرفع غضبي، فكيف تغير حالها اليوم إلى التحدي العلني لي وبهذه الطريقة؟" 
صدقت على كلماته وقالت "هل تشك بشيء؟" 
نظر إليها لحظة ثم قال "لا أعلم ربما أكلف رجالي بتحري الأمر دعينا نعود كي لا نثير تساؤلات أحد" 
ولكنها أوقفته ونظرت إليه وقالت "عمر أنت لا تصدق ما قالت عني؟" 
نظر بعيونها بشدة وقال "وهل تظنين أني فعلت؟" 
قالت "عمر أمير لا يمثل لي إلا ذكرى حب مات وانتهى ولا أريد أن أتذكره، أنا ليس بحياتي سواك" 
ابتسم وقال "وأنا لا أشك بذلك حبيبتي ووقتما أشك بذلك سأمنحك الحق بالرحيل إلى حيث سعادتك" 
اقتربت منه ونظرت بعيونه مباشرة وقالت بصدق "سعادتي معك أنت عمر لا تشك لحظة بذلك وتذكر أني لم أعرف الحياة إلا معك ولن أعيشها إلا بك" 
جذبها إليه واحتضنها بقوة وكأنه يتأكد من أنها حقا معه وله وأحاطته هي بقوة ربما يتأكد أنها لا تريد سواه.. 
استأذنت في الذهاب إلى الحمام وما أن انتهت لتذهب حتى قابلتها امرأة وقفت تتحدث عنها وتسألها عن المؤتمر وعرفتها بنفسها على أنها زوجة أحد رجال الأعمال ولكنها لم تراها من قبل ومع ذلك تحدثت معها بأدب حتى ملت واستأذنت لتجد عمر يبحث عنها فأخبرته بما كان 
انتهى الحفل وصعدا إلى الغرف وما أن دخلت حتى رن هاتفه بتليفونات للعمل، بدلت ملابسها بأخرى رقيقة للنوم عندما انتهى والتفت إليها وهي جالسة أمام المرآة فألقى جاكته واتجه إليها وانحنى ليطبع قبلة على عنقها بحنان وهو يهمس
“هذا اللون يثير جنوني وأنت تعلمين ذلك"
ضحكت وهو يجذبها إليه لتترك له نفسها لتثبت له أنها حقا تريده ولا ترى رجل آخر سواه فأي رجل بجواره لا شيء بالنسبة لها
استيقظا على دقات على باب غرفتهم، أضاء النور وقال "إنها الخامسة فجرا، من يدق الباب الآن" 
نهض وارتدى روبه كما فعلت هي الأخرى وتبعته لتجد رجال الشرطة أمام الباب وسمعت الضابط يقول 
“لقد قتلت بغرفتها ولدينا إذن بالتحقيق مع مدام نصر الدين"



تسمرت قدماها واتسعت عيونها وهي تسمع لكلمات الضابط ولا تصدق او تفهم ما يحدث والصدمة أوقفت لسانها عن النطق وعقلها عن التفكير




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-