CMP: AIE: رواية مقيد باسرارها الفصل الرابع عشر والخامس عشربقلم رانا هادي
أخر الاخبار

رواية مقيد باسرارها الفصل الرابع عشر والخامس عشربقلم رانا هادي

 


رواية مقيد باسرارها الفصل الرابع عشر والخامس عشربقلم رانا هادي

من الثقّيل أن معظم الأشياء تتغير بمرور الوقت، والعادات تتبـ.ددّ، خاصةً


 تلك الأشياء التي تتعلق بطفولتنا، معظمها يختفي، أرى أحيانًا ان النضوج ليس سوى نقـ.مة عظيمة وثقلٌ يحلُ على 



صدرونا، بدون أن ندرك، تختفي الأشياء الجميلة بالتدريج، الطقوس تتناقص حتى تنعـ.دمُ المناسبة ذاتّها، والمشكلة أنكّ لن تكون قادرًا على استعادتها، ولا حتى التمسُّك بها، لأنك كبرت، كل الأشياء تصبح جديَّة جدًا، وتصبح الحياة مزحة غير مضحكة بالمرَّة، تصبح اسطورةً ضخمة انت ملزم بتصديقها والعمل على قوانينها، الأندهاش يتضاءل ايضًا في وجوه الآخرين ولكن لا يخمدُ داخلكّ، بالرغم من أن 




روحك تشيخ بسرعة الأ ان الطفل الذي داخلك يأبى المـ.وت، وتصبح، ونصبح نحن جميعًا كلوحة سيريالية تتضارب و تمتزج فيها المشاعر ولا نعرف ما الذي قصدهُ الفنان فعلًا..

فبعد ان هدأت من ثـ.ورة غضـ.ـبها ادركت ان لا احد لها بتلك البلد دائما وحيدة ودائما حـ.زينه لتأخذها قدمها امام صائغ ذهب لتتحس الحلى الذى بأذنها






لتتنهد بطول قبل ان تدخل اليه قائلة بهدوء وصوت متعب مبحوح من اثر البكاء
=لو سمحت كنت عاوزة ابيع الحلق دا

وتشير على اذنها وهى تبعد شعرها لخلف اذنها حتى يراه جيدا ، ليسألها العامل الموجود عن وزنها وغيره من امور الى ان تمت البيعة واخذته بألف وخمسمائة جنيهاً لتخرج من المحل ولا تعلم اين تذهب او بمن تستنجد بمـ.ـصيبتها

للتخرج تلك الورقة التى بدلت حالها تنظر اليها بألـ.م امضتها بجانب امضته يا لجـ.رائته كيف فعلها

لتطويها وتضعها بجيبها كما فعلت وتتجه الى مسجد بعد ان ابتاعت لنفسها خمار وترتديه وقد ساعدها وسع ملابسها بالصلاة، لتبكى وهى ساجدة لله عز وجل بكت بحـ.رقة لم يسعفها الحديث بل بكـ.ت وكأنها تخبره ببكائها عن كل ما تعرضت له من أسى وحـ.زن ووجـ.ع

طالت بسجدتها وهى تخشع لله الى ان استقامت تكمل صلاتها ومازالت دموعها تنهمر

وبعد انتهاءها من الصلاة ظلت بمكانها تدعو وتتوسل الى الله، وبعد مدة لا تعلمها نهضت ببطئ تسأل عن الامام لهذا المسجد لتجلس امامه وتخبره بكل ما تعرضت عليه منذ صغرها الى لحظتها تلك عن حياتها بالملجأ وانها تعرضت لابشـ.ـع شئ تتعرض له فتاة "الاغتـ.ـصاب" ومعرفتها بان جدتها ام ابيها هى التى ابعدتها عن امها لتحمى ابنها من اللاشئ وان ابيها وامها لم يكونا متزوجان، وبالنهاية زواجها دون علمها

وبعد انتهائها من حديثها اخبره الشيـ.ـخ بابتسامه هادئة ووجه بشوش
=اولاً كدا الجواز دا باطل لأنه بدون علمك وانتِ مش موافقة عليه وهتخلصى نفسك منها بسهولة.....

ظل يتحدث معها وينصحها لمدة طويلة وهى تستمع اليه بانتباه

بعد انتهاءه خرجت من المسجد تشعر وكأن روحها مطهرة من الداخل شخص جديد تمتلك راحة نفسية لاول مرة تشعر بها

تحسست الحجاب الذى مازالت ترتديه وتقرر داخلها انها لن تخلعه ابدا وستبدا حياة جديدة مع الله






لتشير الى احدى سيارات الاجرى المارة تسأله ما ان توقف امامها
=محطة القطر يا اسطى؟

ليجيبها ببتسامة بشوشة
=ان شاء الله يا بنتى

لتجلس فى المقعد الخلفى تتخيل حياتها القادمة تعلم انها لن تكون سهلة ولكنها بنفس الوقت لن تكون اسوء من ما مرت به من قبل فمن الجميل أن تحاول تغير من نفسك وشخصيتك للأحسن وتبتعد عن أي شئ سلـ.بى، وتطوير من طريقة تفكيرك ونظرتك للحياة، ليس من لحل ان تمثل انك شخص مثالي في عيون الناس، ولكن من اجل ان تصل الى شعور الرضا عن نفسك وشخصيتك .

______________

مازال كما هو على حاله يبحث عنها لكن دون اى فائدة وكأن الارض ابتلعتها، لكنه لم ولن يستسلم، يذهب لمقابلة شهاب فمن الممكن انه يعلم شئ عنها ينتظره فى احدى الكافيهات المطلة على البحر

جلس امامه بعد القائه للتحية ليردف شهاب مباشرة
=وصلت لاى حاجة عنها؟

ليحرك الاخر راسه بالنفى وهو وهو يرتشف من قوته
=لا لسه، انا عاوز اعرف اللى حصل بالظبط وانا مش هنا

نظر له شهاب مطولا قبل ان يقول بنبرة شك
=يعنى انت متعرفش سبب اختفاءها

لا يعلم كيف وهو السبب الرئيسى والوحيد فى هروبها هل يقول انه من اذاها هل يقول انه تزوجها من دون علمها هل يقول انه المتسبب الوحيد فى كل هذا، ليردف بجدية
=انا ميهمنيش السبب على قد ما يهمنى ان اعرف مكانها فين وللاسف زهرة متعرفش حد ولا عندها مكان تروحله عشان ندور عليها

=عايز ايه يا جاسر

لينظر له جاسر مطولاً لاول مرة يكون بهذا التخبط لا يعلم كيف يفكر
=انت ابوى زهرة بجد ؟!

ليوما له شهاب بصمت، ليقطع ذلك الصمت جاسر عندما اردف فجأة




=انا اتجوزت زهرة بس هى متعرفش

لينظر له شهاب بتركيز وهو يعقد ما بين حاجبيه فى انتظار الاخر من اكمال حديثه، ليبدة جاسر فى سرد ما فعل وبعد انتهاءه صرخ به شهاب بغضـ.ب
=انت استغليت ان ملهاش حد ولا ليها ضهر، يحميها تقوم تتجوزها من غير ما تعرف انت ايه يا اخى، لو عندك اخت اوبنت ترضى حد يعمل فيهم كدا ومستغرب ليه طفشت دا انت جبـ.روت

ليردف جاسر بهدوء ولم يكلف نفسه عناء الدفاع غن نفسه
=قول اللى تقوله بس انا مش هخليها تبعد عنى انا عملت كدا عشان تفضل معايا

=مش مبرر

ليكمل وهو يقف مستعدا للنهوض
=على فكرة جوازك منها باطل لانها مش موافقه ومكنتش تعرف يعنى الورقة اللى معاك تبلها وتشرب ميتها يا حضرة الظابط

انهى جملته بنبرة ساخـ.رة، يرتدى نظارته الشمسية ويغادر بينما هو ظل يحدق امامه وكلمات هذا الشهاب وعم محمد السابقة تدور براسه بان زواجه منها زواج باطل، يحاول اقناع ذاته انه سليم وانها زوجته لكن الحقيقة هو انه يتوهم وهى بالفعل ليست زوجته وان تلك الورقة ليس لها اى اهمية فمن شروط الزواج الاشهار ولا احد يعرف عن زواجهم شئ، عدم اجبار العروسان وهى كانت لا تعلم انها ستتزوج وعندما علمت صـ.ـاحت رافضة...

ليضع بعض الاوراق المالية على المنضده قبل ان يترك المكان ويتجه الى ذلك العم الذى يكشف حقيقته، الوحيد الذى يخبره بعيـ.وبه وصريح معه "عمه محمد"

_____________

وصلت الى تلك البلد الغريبة عليها لتجلس فى محطة القطر تحاول ان تجد خطة تقوم بها حتى لا تخـ.سر اموالها وبنفس الوقت تجد عمل ومسكن والاهم هو المسكن لترتب امورها بالترتيب وهى تقوم بالعد على اصابعها بصوت شبه مسموع
=اول حاجه ادور على بيت او حتى بانسيون بعد كدا ادور على شغل وبعدها اروح لاى مكتب محماه ينهى عقد الجواز دا

=انتِ بتكلمى نفسك؟!

لتشهق بصدمة وخـ.وف وهى ترفع راسها تجد شاب وسيم الى حدا ما، ينظر اليها باستغراب وعندما اطالت النظر اليه وجدته يجلس بجانبها يخرج هاتفه ويقوم بلعب احدى الالعاب الالكترونية لتحرك رأسها بالنفى حتى تخرجه من افكارها..

تضع يدها على الحقيبة التى تحيط خسرها لا تملك سوى الف وخمسمائة جنهيا ولا تعلم كيف ستجد بيتا بهذا المبلغ لتنظر حولها بيأس الشمس قد قاربت على الغروب ولا تعلم اين تذهب، لتنظر بحانبها تجد هذا الشاب مازال كما هو على وضعه، لتحمحم قبل ان تردف بهدوء
=لو سمحت

ليهمهم دليلا على سماعه لها ومازال يصب كامل تركيزه الى تلك اللعبة لتردف قائلة بهدوء
=متعرفش مكان بياجر شقق او حتى بانسيون قريب من هنا

ليلوى شفتيه بيستـ.ـياء وهو يهمس بغضـ.ب عندما خسر باللعبة لتتنهد هى بغضـ.ب وهى تنهض من مكانها معـ.نفة نفسها انها سألت هذا الابـ.له، لكنه سحبها من معصمها ليجعلها تجلس مرة اخرى قائلا بجدبة وهو يعقد حاجبيه
=انا جاوبتك عشان تمشى بعدين وضحى كلامك ايه مكان بياجر شقق او بانسيون

لتنفض معصمها من بين يده، قائلة بحـ.ـدة
=ايه اللى مش واضح فى كلامى تعرف مكان....

قاطعها رنين هاتفه ليشير لها بالصمت وهو يستقبل المكالمه ويضع حقيبته فوق ساقيها بينما يذهب بعيدا بعض الشئ عنها لتنظر له باعين متسعه محدثه نفسها بغـ.ضب
=ايه المجنـ.ون دا مش خايف اخد الشنطة وامشى

لتنتظر للحظات يأتى بعدها وعلى وجهه ابتسامه واسعة وقد لاحظت تلك الغمازة التى تزين وجتته اليسرى، للحظة اعجبت بوسامته لكنها عنـ.ـفت نفسها على هذا التفكير مذكرة نفسها بتلك البلـ.ـوة التى بها

ليردف بابتسامة وهو ياخذ منها حقيبته
=وشك شكله حلو عليا بقالى 3 ساعات مستنى المكالمة دى

لتومأ له بهدوء وشعور غريب داهمها عندما ايقنت انه سيرحل فهى لا تعلم احد ولا حتى تعلمه لكنه بشوش ويبدو انه شخصية مرحة...

اخرجها من تفكيرها وهو يقول بنبرة جدية
=يلا بينا هتيجى معايا

لتنظر له بغضـ.ب وما ان جاءت لتتحدث معـ.نفة اياه قاطعها بسرعه عندما راى معالم وجهها الغاضـ.بة
=ايه انت تفكيرك راح فين!. هوصلك لصاحبة العمارة اللى انا ساكن فيها فى شقة فاضية صاحبها اتوفى من اسبوع

ليكمل وهو يسير امامها
=بالمرة تحكيلى فى الطريق ايه حكايتك

نظرت حولها لتجد ان المكان اصبح هادئا عن وقت مجيئها وان الظلام قد حل لتتبعه بلهفة وقد جاءت ذكرى ذلك اليوم الكئيـ.ب

ليردف وهو يسير بهدوء ويضع يده بجيب معطفه الجلدى
=انا ابراهيم مهندس معمارى

لتنظر له بدهشة قائلة بابتسامه
=بجد وانا كمان عمارة يعنى بدرس فنون عمارة فاضلى سنه واتخرج... انت 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-