CMP: AIE: رواية مقيد باسرارها الفصل الثالث عشر13بقلم رانا هادي
أخر الاخبار

رواية مقيد باسرارها الفصل الثالث عشر13بقلم رانا هادي

 

رواية مقيد باسرارها

 الفصل الثالث عشر13
بقلم رانا هادي  



‏لن أنسى الأيام التي سلبت طبعي الليّن، وحولتني لشيء يقـ.ـسو أمام كل الامور . 🖤
••

اقتربت منها بدور وهى تراها بتلك الحالة المصـ.دومة وقد بدأ خط من الد.موع يسيل بصمت فوق وجنتها ونظراتها مصوبة فوق تلك الورقة التى تقبـ.ض عليها بقـ.وة، لتضع يدها على كتفها بحـ.ذر لكن زهرة كانت اشبه وكأنها بعالم اخر، تنظر لبدور بصـ.دمة وزهول وكأنها تحاول ان تثبت لنفسها انها بحلم لا بل بكابـ.وس لكنه حقيقة وحقيقة مُـ.رة 

لتتجه بسرعه الى غرفتها غير عابئة بنداء بدور التى لا تفهم ماذا يحدث مع زهرة 

بينما زهرة اغلقت باب غرفتها جيدا بالمفتاح وتخرج ثيابها تلقيها فوق الفراش من ثم تدور حول نفسها قائلة بكلمات غير مترابطة والصـ.دمة تسيطر عليها تشعر وكأنها على وشك الجـ.نون 
=لا مستحيل مستحيل جواز ايه انا ازاى عقد.... جاسر لل مستحيل اكيد الورقة دى... لاا

لتكمل بتـ.ـيه وهى تحدث نفسها تشعر بالضـ.ـياع لا تعلم كيفية التصرف لا احد لديها لتخبره !!.. 

أتخبر بدور لكن بدور ماذا ستفعل لها ؟!. من تخبر ومن سيساعدها بتلك المصيـ.ـبة التى اصبحت بها !!..  لقد اصبح فتاة متزوجة بعقد زواج موثق وبدون علمها، هل يوجد ما هو اسـ.وء من هذا سيصـ.بها؟!. 

تتحدث نفسها ودموعها لا تتوقف من الانهـ.ـيار 
=ليه ليه يعمل فيا كدا؟. عملتله ايه وازاى ازاى خلانى امضى على الورق دا ؟!.. ليه يا جاسر حـ.رام عليك اعمل ايه ولا اروح فين ؟.. 

لتظل على حالتها تلك لعدة دقائق الى ان جاء ببالها ان تخبر شهاب ابيها، لتشعر بالخجل وهى تفكر بتلك الطريقة اتذهب اليه وتخبره انها متزوجه من دون ان تعلم لكن ماذا ان لم يكن والدها 

لكنها عنفت نفسها فهى بوقت ليس به مجال للتفكير بالعاطفة هى تريد ان تتخلص من مصيـ.ـبتها التى هى بها، لتبدل ثيابها سريعا وتغادر غرفتها تقابلها بدور التى اتجهت اليها بلهفة 
=زهرة فى اية الورقة دى فيها طمنينى؟!.. 

لتجيبها زهرة بصوت مرتبك قائلة بكـ.ذب وكلمات غير مـ.رتبه
=مفيش حاجه مهما دا ورق بيثبت ان كدا بقيت مسؤولة عن نفسى قانـ.ونيا عشان خرجت من الملجأ انا هروح اطمن على طنط نيرة 

لتغادر فورا غير سامحة لها بالرد، ما ان خرجت من البناية قامت بالاتصال بشهاب الذى اتصلت به مرة واثنان وعشرة ولكن ما من الرد لتشعر باليـ.ـأس من حياتها وما يحدث معها 

لتجد هاتفها يعلو رنينه لتجد اسمه فوق الشاشة تمنت حينها لو كان امامها بتلك اللحظة وتصـ.فحه حتى تخرج به كل غضـ.ـبها وحـ.زنها من نفسها ومنه، لتضع الهاتف فوق اذنها بعد ان استقبلت المكالمة، لتبتسم بألـ.م وهى تستمع صوته الملهوف من الطرف الاخر
=زهرة انتِ فين؟ بدور قالت لى انك خرجتى من البيت وانتِ معيـ.طة فى ايه يا حبيبتى ايه اللى حصل؟!.. 

شعرت وكأن احد يعصر قلبها وهى تستمع الى لهفته بحديثه وكونه يريد الاطمئنان عليها وهو بالاصل اساس مصيـ.ـبتها هو من خدعها،
لتردف بألـ.م وكلمات غير مرتبه من شدة صـ.دمتها 
= عقد.. الجواز دا بجد ازاى يعنى انت عملت كدا ازاى

صدمة وزهول هو ما سيطر عليه وهو يستمع اليها، لن يكن يعلم انها ستعرف حقيقة امر زواجه بها، كان يريد ان يتقرب منها اكثر ويجعلها تعشقه مثل ما هو يعشقها فعل هذا حتى لا تبتـ.عد عنه لا يريد شئ غيى ان تكون له وحده وملكه، ليردف بهدوء زائف محاولا تبرير ما فعله بها من دون علمها فلا يوجد احد يقبل ان يتزوج من دون معرفته
=زهرة انا عارف انى غلطان بس والله العظيم انا عملت كدا عشان بحبك انتِ كل شوية فى حالة مختلفة عملت كدا عشان تفضلى معايا وكنت هقولك والله العظيم كنت هقولك 

لتصرخ زهرة عبر الهاتف غير عابئة انها بالطريق او ان الناس المارة ينظرون اليها باستغراب من حالتها 
=تقولى تقولى ايه انت سامع انت بتقول ايه؟ انا استحالة اقبل حاجه زى كدا الجواز دا باطل انت فاهم لانى مش موافقة وحصل من غير ما اعرف 

لتكمل بألـ.م ودموعها تنهمر بلا توقف 
=مكنتش هتقدر تعمل كدا مع واحدة غيرى عشان عارف ومتأكد ان محدش هيقفلك عشان معنديش لا اهل ولا ضهر اتسند عليه .. بس قسمًا بالله ما هسيب حقى تانى ولو كان اخر يوم فى عمرى 

انهت حديثها بنبرة شـ.رسة نابعه من وجـ.ـع قلب ينـ.زف من شدة جـ.روحه التى لا يستطيع احد مداوتها، اغلقت الخط قبل ان تسمع رده على ما قالته، تلتفت حول نفسها فى نصف الطريق وتضع يدها فوق رأسها دموعها تنهمر ووجهها احمر من شدة البكاء 

لا تعلم اين تذهب ومن سيساعدها فى بـ.ـلائها؟ ألا يكفيها ما حدث لها من قبل هى لا تصلح ان تكون زوجة كيف وقد فقدت اعز ما تملك اى فتاة !!.. والاكثر وجـ.عًا زواجها دون علمها كيف حصل على امضتها كيف يخـ.دعها بتلك الطريقة القاسية وكأنها شئ من دون اى اهمية ستقبل وترضى بأى شئ يحدث معها دون مقـ.ـاومة، لتسير بلا هواده لا تعلم الى اين تذهب هى فقط تسير ودمـ.وعها تنهمر وشهـ.ـقاتها تعلو 

______________

اخاف أن تـ.ؤذيك الحياة بحـ.زنٍ لا أستطيع أن أحميك منه .🥺
______________

=لسة مش بترد عليك؟ 
اردفت نيرة بسؤالها على شهاب الذى يقف بعيدا عنها بعض الشئ يقوم بمهاتفة زهرة لكن الاخيرة لا تجيبه، ليعود يجلس مرة اخرى بالكرسى المقابل لنيرة، قائلا بجدية
=مش بترد لا هى ولا بدور 

ليكمل وهو ينظر حوله بدهشة
=المكان دا ازاى خطر على بالك مكنتش اعرف ان فى شاليهات كدا وخصوصا ان مفيش حد حولينا ؟!.. 

لتبتسم بسخرية يسودها الالـ.ـم وهى تنظر اليه
=صاحب الشاليهات اللى فى الشاطئ دا صاحبى اتصلت بيه وهو اللى بلغ حرس البوابة وعطونى المفتاح... 

قاطعها وهو ينهض من مكانه ينظر اليها بألـ.م ليترك بعدها المكان متجهًا للخارج، لتراه يجلس فوق الرمال امام شاطئ البحر 

لم تشعر بدمـ.وعها وهى تراه بهذا الحزن وخاصة عندما اخبرته برفـ.ـضها القاطـ.ـع من الزواج به ولا بأهانتـ.ـها له، كلماتها الحـ.ـارقة التى القتها على مسامعه كانت تشبه بقنـ.ـبلة وانفجـ.رت به لم تفق الا عندما صرخ بها ان تصمت وتكف عن القاء حديثها عليه بتلك الطريقة القاسية.. 

لتنظر اليه باستغراب وكأنها كانت بغير وعى عندما تحدثت بتلك الطريقة القاسـ.ـية عليه، لترى عينيه التى تحيطها احمرار وكأنه يمنع دمـ.وعه من الانهـ.ـيار لكنه لم يستطع كتمانه لتنزل دمـ.ـعه واحدة من عينيه لم يكلف خاطره بمسحها بل ظل ينظر لها لمدة لا تعلم مدتها، لم تفق الا عندما نهض موليًا اياها ظهره بعد ان سحب هاتفه ليقوم بعدها بالاتصال بـ زهرة التى لا تجيب. 

بينما هو يجلس فوق الرمال ينظر الى الموج العالى الذى امامه حياته تشبه ذلك الموج كثيرا دائما التقلبات فى الماضى كان ذلك الشاب العاشق الذى يرتبط بفتاة اكبر منه بعامين ويقوم معها باحد اكبر الكبائـ.ر "الزنـ.ـا" لتحبل منه ويتركها وهى تحمل بين احشائها ويهاجر تاركا اياها تعـ.ـانى وحدها قسـ.وة الحياة ونظرات الناس المهيـ.ـنة، تواجه كل هذا وحدها من اجل ابنتهما وبالنهاية تخـ.طف منها ابنتها وعلى يد والدته التى اخفت عنه تلك الحقيقة المُرة ويعتقد هو طوال هذه السنين انها حـ.رمتهما من ابنتهما بينما هو فى تلك البلاد الاجنبيه بعيدا... 

لكن بما يفيد كل هذا بعد تلك السنوات بعد ندمه وحـ.زنه على ما اوصل من حال لحبيبته، قلبه يرتجف ولا احد يشعر به كان بعتقد انه ما ان يعرف ابنته ومكانها سياخذها ويعيشون سويا هو وابنته ونيرة بعد ان يعقد عقد الزواج مع الاخيرة لكن اتى حديثها وضرب كل هذا بعرض الحائط

ليظل جالسا بمكانه لا يعلم كم المدة لكنه ظل جالسا بمكانه يفكر بالخروج من دائرة مغلقة، الى ان غلبه سلطان النوم وهو بمكانه فوق الرمال 

______________

لا يبكي الناس دائمًا لأنهم ضُعفاء، يبكون أحيانًا لأنهم كانوا أقوياء لمدة طويلة ."🖤
______________

نيـ.ران الندم تأكله لم يكن يتوقع ان رد فعلها بكل هذه القوة يعلم انه مخطئ ومـ.ذنب لكنه لا يستحق كل هذا هو فعل هذا حتى لا تبتعد عنه ليربطها به هذا هو تفكيره لا يريد ان يخسرها كما خسر احباءه من قبل هو طفل نعم طفل من داخله رغم قسـ.وته وبروده وكفاءته فى عمله إلا انه ضعيف من ناحية العاطفة، وهى استفزت عاطفته حركة قلبه وجعلته ينبض لمجرد قربها... يريدها وبشدة لكنها بعيدة وتبتعد اكثر 

لم يشعر بدموعه الذى سالت فوق وجنته لاول مرة منذ زمن بعيد، وهو يتذكر صـ.راخها به، ليظل طويلا على هذا الحال الى ان ذهب لاكمال مأموريته فى تلك البلاد الغريبة
  
______________

بعد مرور اسبوع .. 

الوضع كان يسوء اكثر، شهاب الذى انطلق الى شقته الخاصة التى ابتاعها له صديقه اسامه قبل سفره هو وزوجته الجديدة سمر والتى كانت صديقتهم فى الماضى ليأخذها وتأخذ معها ابنتها ليعيشوا سويا 

بينما شهاب لم يكن ليترك نيرة لكنها من طلبت منه او بالاحرى امرته ان يذهب فى صباح ثانى يوم بعد مجيئهم 
" انت دلوقتى بقيت كويس تقدر تروح بيتك عسان انا كمان لازم ارجع شقتى ومش هينفع تكون معايا هناك ولا اقدر اقولك افضل هنا "

صدمته عند حديثها هذا لم يكن يتخيل حينها انها اصبحت بكل هذا الجفاء، لكنه ادرك مؤخرا ان هذا حصاد الالام والقسـ.وة التى ذاقتها من مُر الحياة 

ليظل هو طوال تلك المدة لا يفعل شئ سوا البحث عن زهرة 

اما نيرة فقد كانت حبيسة منزلها لا تخرج منه نهائيا ولا تحدث احد فقط تبكى حالة من الحـ.زن وطاقة سلبية تحاط 


بها ولا تعلم كيف تتخلص منه اصبحت زاهدة الدنيا تقضى يومها بالصلاة 

والتقرب الى الله ومعهم البكاء، حتى لا تجيب على هاتفها 

بينما بدور كانت تموت قلقًا على زهرة لكنها اطمئنت قليلا عندما


 ارسلت لها رسالة تخبرها بأنها بخير والا تخبر احد انها راسلتها، لكن بدور كانت قلقة لانها لم تعرف مكانها 

اما بطلنا فقد عاد منذ يومان وشغلته الاساسية هى البحث عنها بجانب عمله


، قد ازدات رتبة فى عمله لنجاح اخر مأمورية له وبكفاءة لكنه ابدا لم يسعد بها فكل تفكيره بها هى تلك الغائبة عنه 



لو رأيت كيف يرتجف الواحد منا خوفًا أن تغادره الأشياء التي وضع 

قلبه فيها، لقَضيت حياتك بأكملها تطمئنه، ترفقوا بمن حولكم 🥺💙


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-