CMP: AIE: رواية مقيد باسرارها الفصل العاشر10بقلم رانا هادي
أخر الاخبار

رواية مقيد باسرارها الفصل العاشر10بقلم رانا هادي

 

رواية مقيد باسرارها
 الفصل العاشر10
بقلم رانا هادي  


الحياة مليئة بالظروف والأحداث والمواقف التي من خلالها نتعرّف على معادن الأخرين ومكانتنا عندهم، فقد نجد أشخاص يقفون معنا مهما اختلفت الظروف، فتزداد ثقتنا بهم، وأشخاص يبتعدون عنا في بداية الطريق وهنا نعرف أنهم غير جديرين ولا يستحقون أن يكونوا معنا

بعد مرور اسبوع، كانت ليلى تتحسن بصورة كبيرة ومع ذلك كان الطبيب يمنعهم من الدخول اليها حتى لا يحدث كما حدث سابقا، زهرة وبدور يوميا معها بالمشفى وايضا شهاب الذى قد طلب من صديقه ان يقدم له على اجازة مفتوحة بدون عائد كونه لا يستطيع ترك امه ولا نيرة التى مازالت للان كما هو حالها بدون تقدم 

ليشعر بشوق لها يكاد يمزق روحه، نعم يشتاق لها منذ ان ترك البلاد لكن ان تكون امام اعينه وبعيدة عنه هذا لا يتحمله، والاصعب هو حالة شحوب وجهها وتلك الهالات التى تحيط عينها، ملامحها الحزينه كل هذا يؤلمه ويتعبه، لم يمل يوما منذ ان تعرضت لانهيارها بان يجلس بجانبها على طرف الفراش يمسك كفها بين كفيه ويحدثها كما هو حاله الان 

شهاب بشوق وحنين 
= عارفة يا نيرة رغم كل اللى حصل وبيحصل لحد دلوقتي بس مش مصدق يعنى الحدوته مش بتحصل ولا فيلم عربى قديم حاسس انى تايه بس اللى مصبرنى انك معايا حتى لو مسمحتنيش انا متاكد انك هتسامحينى فى يوم من الايام حتى عشان خاطر بنتنا.. شوفتى نسيت اقولك ماما النهارده هتخرج من المستشفى ومعنى كدا انها هتقولنا على مكان بنتنا نفسى تكونى معايا فى اللحظة دى اوى.. 

ليكمل وهو يمرر يده فوق بشرة وجهها قائلا بحنان 
=بس انا متأكد انك هتقومى بالسلامه عشان اعوضك واعوض بنتنا عن كل اللى راح مننا.. وكمان عشان نجيب لها اخوات انا بقولك اهو مش هتنازل عن 3 بنات و3 ولاد 

انهى حديثه بضحمة خافته يدارى بها وجعه والمه على حبيبته التى تركها تعانى وحدها من خطأ ارتكباها معا وكان هو السبب الاول به 

ليسمع طرق فوق الباب يليه دخول احدى الممرضات التى اردفت بعملية
=استاذ شهاب دكتور معتز بيبلغ حضرتك انه مستنيك فى مكتبه عشان مدام ليلى هتخرج النهاردة 

ليومأ لها بابتسامه بسيطة وبعد خروجها نهض من مكانه يميل على جبين نيرة يقبله برقه 
= هجيلك تانى نفسى لما اجى تكونى فوقتى.. يارب 

______________

كم تكون الايام ناقصة حين يغيب فيها شخص احببت وجوده بكل لحظة🖤..
______________

كانت زهرة تجلس على احدى الكراسى الموجودة امام المطبخ تنظر امامها بشرود بينما بدور كانت تقوم باعداد وجبة الغذاء لكلاهما حيث زهرة لا تجيد الطهى فيقسمان العمل بينهما بدور تهتم بالطعام ومستلزمات المنزل بينما زهرة تهتم بنظافته ورعاية الورود الخاصة ببدور واطعام العاصفير ايضا فقد كانت بدور تهوى تربية العصافير 

لتنظر بدور بطرف عينها الى زهرة الشارده تردف بمرح
=ايه يا صغيرة على حب؟ مالك قالك خلينا اخوات؟!.. زهررة...! 

لتنتبه زهرة اليها قائلة بشهقة فقد كانت شاردة تماما ولم تنتبه الى بدور ولا لحديثها
=فى ايه يا بدور خضتينى مالك؟!.. 

بدور بضيق بعض الشئ وهى تلوى فمها
=انا اللى فى ايه ولا انتِ بقالك كام يوم حالك مقلوب خير؟!. حب جديد وانا معرفش 

زهرة بشرود وهى تضع كفها تحت خدها
=جاسر يا بدور بقاله اسبوع ماتصلش من اخر مرة كلمته لما كنا فى المستشفى 

لتضحك بدور بقوة على حال صديقتها
=وانا اللى بقول مالك واتارى القلب واخدك لحبيب القلب 

لتكمل بغمزة... هى السنارة غمزت ولا ايه؟ 

زهرة بحدة خفيفة تدارى به ارتباكها
=ايه اللى أنتِ بتقوليه دا؟ مفيش الكلام دا بعدين مفيش حاجه من الكلام دا حب ايه وبتاع انا لا بحب ولا هحب من اساسه لا جاسر ولا غيره... انا يمكن اكون اتعودت على اهتمامه وانه عالطول معايا لكن مستحيل 

لتردف بدور بدهشة وهى تعقد ما بين حاجبيها 
=وليه مستحيل؟!.. دا انتِ مهندسة معمارية قد الدنيا بعدين الحب لا هو عيب ولا حرام فيها ايه لما تدى لنفسك فرصة 

زهرة وهى تحرك رأسها بالنفى لا تريد ان تفكر بما تقول رفيقتها، فاغلب نهاية علاقات الحب هى الزواج وهى ابدا لن تفكر بتلك الخطوة بعد ما حدث معها فى الماضى وسلب منها اغلى ما تملك، لتردف بتهرب
=خلاص يا بدور مكنتش كلمه قولتها 

لتتحرك لغرفتها فورا غير سامحة لصديقتها بفرصة للرد وهى تفكر بأسى انها لا تستطيع ان تكون مثل بقية الفتيات وتعيش قصة حب تسردها لاحفادها ولا ان تتزوج بمن ترعرع حبه بقلبها، تشعر وكان البرود الذى تحاوط نفسها به اصاب قلبها ايضا ليكون بارد لا يدق ولا يتاثر بشئ لكن هذا يؤلمها وبشدة، كانت فى طفولتها تتمنى ان تخرج من الملجأ الذى يقيدها وستبحث عن والديها وحين خرجت واجهت ابشع ما يمكن وسلب منها اعز ما تملك 

كنا صغاراً وكان عِقابُنا عند الخطأ هو الجلوس في الغُرفَة المُظِلمَة، أمّا الآن فهو المَكَان المُفَضل لَدينا وبإرادتنا

________________

لا شيء يؤلم أكثر من تلك الأحزان التي تأتي دفعة واحدة، أن تشعر أنك مثقل ولم تعد كالسابق أن لا تستطيع نطق كلمة وأن تختار الصمت بدلاً عن ذلك، أن تتلاشى رغبتك بالحياة ويصبح كل ماتريده هو النوم..

هذا هو حاله منذ ان ترك البلد لاجل مهمه سرية تاركها بدون ان يراها، يشتاق اليها حد المـ ـوت، لا يعلم عنها شئ يعمل بكل جد من اجل ان يعود بأسرع وقت، ليقرر بينه وبين نفسه ما ان يعود ويراها سيأخذها ويغدقها بحنانه سيعوضها عن كل الايام والسنوات التى كانت وحيدة بها من دونه سيكون لها الزوج والحبيب والاخ والصديق وكل شئ لها وسيجد طريقة او اخرى يخبرها به انها زوجته وحلاله امام الله ولكن قبل هذا سيقوم باقامة حفل زفاف ضخم ليعلم الناس انها ملكه وهو ملكها.. 

______________

‏إنني أبتلع غصة أكبر من عمري يا أمي  🖤 !
______________

يقود سيارته بكل هدوء بجانبه امه الشاردة بالطريق الصمت يعم من حولهم، لا يصدر سوى تنهيداتها من حين لاخر

لتقطع هى ذلك الصمت قائلة بقلق 
= هو انت مش عاوز تقول حاجة؟ ولا تعاتبنى؟!.. 

ليجيبها بهدوء ومازال ينظر لطريق
=اكيد هنتكلم والاهم ان اعرف بنتى فين بنتى انا ونيرة اللى لحد دلوقتى مش عارف انتِ عملتى ايه معاها يخليها تكدب عليا....... 

قاطعته بلهفة فى محاولة يائسة حتى تدافع عن نفسها لكن هيهات الان ستدفع ثمن ما اقترفته بحق نيرة وايضا زهرة التى اخفت عنها ان لديها عائلة 
=انا عملت كدا عشان خفت عليك انت كنت لسه صغير خفت لتكون بتضحك عليك وعشان كدا خليتها تقولك انها نزلت البيبى.. انا عملت كدا بدافع حبى ليك، شهاب بصلى اصرخ عاتب قول اى حاجة يابنى

ليزفر شهاب بطول لا يريد ان يدخل معها فى مناقشات يعلم نهايتها، لو كان شخص اخر ودمـ.ر له حياته كنا تمـ.ردتها له لكان جعله يتمنى المـ ـوت لكنها امه ومريضه، ليردف بأدب بعد ان ترجل من السيارة وفتح لها بابها
= اتفضلى، مديحة جت وضبت البيت وعملت الاكل اتغدى وخدى الادوية وارتاحى شوية وانا بلغتها مواعيد الادوية لحد يومين كدا والممرضة تيجى 

ليساعدها بالجلوس وما ان هم ليتحرك اوقفته قائلة بلهفة 
=وانت رايح فين؟ مش هتاكل معايا

ليجيبها بنبرة جامدة
=لا هروح اطمن على نيرة وارجع..... 

لتقاطعه بقلق =ليه مالها نيرة؟ 

ليلتفت اليها قائلا بنبرة مؤنبه 
=جالها انهيار عصبى فى نفس اليوم اللى كنتى هتقوليلنا فى على مكان بنتنا 

لتخفض هى رأسها قائلة بندم 
=شهاب زهرة تبقى هى بنتك انت ونيرة.. نيرة كانت مسجلاها روفيدا على اسم امها بس انا لما اخدتها منها كان عندها حوالى 7 سنين... 

لتبدأ فى البكاء لا تستطيع ان تكمل حديثها بينما شهاب وقف مزهولا من اعترافها المفاجئ بل الصدمة بأن زهرة هى ابنته، ابنته نفسها الفتاة التى اعتبرها بمثابة اخته الصغرى وصديقته نفسها التى يجلس معها عندما يأتى الى مصر لزيارة امه، امه التى كانت تراه وهو يجلس مع ابنته التى تخفى عنه حقيقتها، اى ام تفعل هذا بأبنها... 

ليكمل بمرارة بدلا عنها قائلا وهو ينظر اليها بغضب دفين
=وطبعا انتِ اخديها وغيرتى اسمها عشان تفهميها انها من الملجأ عندك.. انتِ ايه قلبك دا ايه حجر، دا انتِ ام ومن الطبيعى تحسى بيها، بس ازاى؟!.. ازاى زهرة او روفيدا مش فاكرة انتِ بتقولى ان كان عندها 7 سنين 

ليلى بانهيار وقد ارتفعت شهقات بكاؤها
=البنت كانت متعلقة بمامتها جدا ولما فاقت وملقتهاش قعدت تصرخ وجالها زى حالة نفسية وبسببها جالها فقدان ذاكرة ودا ساعدنى..... 

قاطعها بسخرية وهو يسقف لها
=ساعدك انك توهميها انها بنت ملجأ لا ليها اب ولا ليها ام ولا عيلة 

ليكمل بغضب ساحق ولاول مرة بحياته صوته يرتفع امام امه بتلك الطريقة 
= كنتى بتضحكى لما اكون قاعد جمب بنتى وانا معرفش انها بنتى... ولا لما كانت تحكيلى على اللى بيديقها وانا مقدرش اعمل حاجة عشان مليش حقوق عليها وهى فى الاصل بنتى... زهرة اللى اعتبرتها اختى الصغيرة تبقى بنتى وانتِ كان فين ضميرك وانتِ شايفة بنت ابنك فى نظر الناس بنت ملجأ من غير اب ولا ام... بنتى قدام عينى ومعرفش انها بنتى انتِ ايه معندكيش مصعبتش عليكى زهرة لما كانت بتقول نفسى فـ ام تحن عليا واشكيلها، مصعبتش عليكى نيرة اللى كانت بتبوس رجلك عشان تقوليلها مكان بنتها اللى انتِ اخديها منها........ 

كان سيكمل حديثه لولا سماعه لشهقة بكاء قوية من خلفه يتبعها صوت ارتطام لشئ صلب يشبه بصوت كسر الزجاج، ليلتفت ينظر الى مصدر الصوت يجدها تقف وكأن فوق راسها الطير تنفسها سريع بصورة كبيرة وجهها احمر من شدة البكاء بالاضافة لشهقات بكائها المرتفعه، بجانبها صديقتها التى كانت تبكى بصمت هى الاخرى وتمسك بكفها وكانها تمنحها القوة على تحمل ما سمعته 



انا بخير ، القليل من وجع القلب والقلق والإختناق وتعكر المزاج والعصبية ، والهذيان والجروح والآلام وأيضاً الكثير من الصداع ، لكن أنا بخير 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-