أخر الاخبار

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع والثلاثون39بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع والثلاثون39بقلم بيلا
 
 
دلف قيصر الى جناح والدته بعدما طرق باب الجناح بخفة ليجدها تجلس بأريحية على احدى الكنبات تقلب في كتابها عندما نهضت من مكانها تستقبله بدهشة سرعان ما تحولت الى قلق وهي تراه بملامحه الجامدة الصرامة قبل أن ينطق بحزم :-
" ستحزمين جميع أغراضك وتنتقلين الى المزرعة ..."
" ماذا ..؟!
صاحت بعدم تصديق ليضيف بهدوء محتفظا بنبرته الصارمة :-
" ستبقين هناك حتى يتم تجهيز الفيلا لك وتبقين فيها ما تبقى من العمر .."
سألته بنبرة مرتجفة غير راضية :-
" لماذا ..؟! بأي حق تخرجني من هنا ...؟! بأي حق تبعدني عن قصري ..؟!"
صاح وقد بلغ غضبه منها ذروته :-
" لإنك كنتِ مصرة على إفتعال المشاكل .. مصرة على تدمير حياتي وتخريب زواجي لآخر لحظة .. أعلم جيدا إنك خلف كل ما حدث ... لا تحاولي أن تنكري لإن كل الأدلة معي .. بسببك إنكشفت زيجة انتهت منذ أعوام .. زيجة كنت مضطرا إليها وأخبرتكِ بذلك ومع هذا كنتِ مصرة على تدمير حياتي مستغلة تلك الزيجة .. لقد حدث ما أردت ِ .. هنيئا لكِ يا كوثر هانم لكن بعد الآن لا مكان لك في هذا القصر .."
" بني ارجوك .."
هتفت تتوسله بصوت متحشرج فتجاهلها وهو يشير اليها بقوة :-
" هذا الموضوع لا نقاش فيه ... ستغادرين القصر غدا صباحا فقد تأخر الوقت على المغادرة اليوم ..."
تركها وانسحب من المكان دون أن يسمح لها بقول المزيد بينما جلست هي على الكنبة بوهن لا تصدق ما أمرها به إبنها وهي تدرك جيدا عجزها عن الوقوف في وجهه أو صد أمره فهو الكبير هنا والمسؤول عن كل شيء ..
........................................................................
تجلس على سريرها منذ خروجه تضم جسدها وتبكي بإستمرار .. تريد الرحيل لكن هناك شيء ما يجعلها عاجزة عن ذلك … لا تعرف مالذي يمنعها من المغادرة ..؟!
لماذا لا تجمع أغراضها وترحل من هنا ..؟!
ألم تطلب منه الطلاق بعدما عرفت بزيجته السابقة ..؟!
ألم تخبره إنها لم تعد تريده لإنه كذب عليها ..؟!
لماذا تراجعت عن قرارها بالرحيل فجأة مع إنها كانت بالفعل تجمع أغراضها ..؟؟
لماذا تجلس الآن على سريرها ولا قابلية لها على النهوض وجمع أغراضها والرحيل …؟!
هي واثقة إنها اذا فعلت ذلك فلم يمنعها فلماذا ما زالت هنا ..؟!
هطلت دموعها على وجنتيها بغزارة وفكرة زيجته منها تحرق روحها بشدة ..
الحقيقة إنها تألمت عندما علمت بذلك والغريب إنها وجدت نفسها تحقد على تارا بشدة …
هل تغيرت مشاعرها بسرعة ناحية تلك المرأة فقط لإنها اكتشفت زواجها مسبقا منه …؟!
لماذا باتت تهتم لأمر نسائه السابقات  أم إن تارا وضعها مختلف كونها كانت زوجته شرعه وما زالت تتواصل معه حتى الآن ..؟! 
مسحت دموعها بعنف وهي تجد نفسها عاجزة عن إيجاد جواب محدد لكل هذا وعاجزة أيضا عن المغادرة …
نهضت من مكانها وأخذت تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا تفكر فيما ستفعله وكيف ستتصرف …
توقفت أخيرا عن سيرها وحسمت أمرها ، قبل أي تصرف يصدر منها ستفعل شيئا مهما .. ستقابل تارا نفسها وتفهم منها قبل أن تتخذ أي خطوة مقبلة …
لن تتصرف بتهور كعادتها ولن تسمح لجنونها أن يتحكم بها ..ستحكم عقلها قبل أي قرار تتخذه فهي تشعر إن داخلها الكثير تغير وعليها حساب كل شيء قبل أي قرار يصدر منها ..
انتبهت الى باب الجناح الذي فتح لتجده يدلف الى الداخل بملامح مرهقة ..
أشاحت وجهها فورا ما إن رأته وسارعت تتجه الى الخزانة تجذب ملابس نوم لها قبل أن تحملها وتتجه الى الحمام وقيصر يتابعها بنظراته …
تنهد بقليل من الراحة فهي على الأقل لا تنوي ترك القصر . يشعر بالضيق على سفرتهما التي تأجلت الى اشعار آخر بعدما حدث ..
تأفف بضيق وهو يخلع سترته ويتبعها بقميصه عندما وجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي بيجامتها الحريرية قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه مولية إياه ظهرها مغمضة عينيها وقد قررت أن تسمح لنفسها بالنوم فغدا لديها مشوار مهم للغاية ..
أما قيصر فوقف يتأملها للحظات قبل أن يكمل خلع ملابسه وارتداء أخرى جديدة ثم تمدد جوارها بعد ذلك محاولا النوم إلا إنه لم يستطع النوم حقا حتى ساعات الفجر الأولى ..
……………………………………………………………

فتحت شمس عينيها صباحا فجذبت هاتفها لتجد الساعة تجاوزت التاسعة صباحا والغريب ان قيصر ما زال نائما ولم يذهب الى عمله ..
رغم تعجبها من ذلك الا انها لم تهتم فآخر ما يهمها سبب بقائه حيث سارعت تنهض من فوق سريرها بخفة وتتجه نحو الخزانة تخرج لها ملابس خروج مناسبة …
وفي ظرف ربع ساعة كانت انتهت من ارتداء ملابسها فوقفت أمام المرآة تضع القليل من المكياج عله يساعد في اخفاء تعاستها الواضحة على ملامحها …
ربطت شعرها عاليا ثم حملت حقيبتها وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة أخيرة على زوجها الذي ما زال نائما لتطالعه بإستغراب حقيقي فليس من عادته التأخر بالنوم غافلة عن كونه لم ينم حتى ساعات الفجر الاولى …
سارعت تخرج من جناحها حيث هبطت الى الطابق السفلي ومنه الى خارج القصر عندما طلبت من السائق أن يأخذها الى بيت تارا بعدما اتصلت بها أثناء خروجها تخبرها إنها تريد رؤيتها عاجلا فأعطتها الأخيرة عنوانها رغم دهشتها الواضحة من هذه الزيارة …
بعد مدة من الزمن كانت شمس تجلس في منزل تارا الفخم تتأمل تفاصيل المنزل التي تجمع بين البساطة والرقي …
انتبهت الى الخادمة التي وضعت كوب القهوة أمامها فشكرتها بإبتسامة متحفظة عندما وجدت تارا تدخل أخيرا ..
تأملتها شمس بإطلالتها البسيطة للغاية بذلك الشورت الأزرق القصير والقميص الزهري بينما شعرها الطويل مرفوع على شكل كعكة ضخمة وملامحها تخلو تماما من المكياج …
تقدمت تارا نحوها بإبتسامة واسعة مرحبة بها قابلها الجمود التام من شمس التي بدأت الغيرة تأكلها من رؤيتها لغريمتها ..
تحولت إبتسامة تارا العفوية الى اخرى متحفظة وقد أدركت بحدسها سبب تصرف شمس معها لكنها أرادت التأكد فحييتها بهدوء لترد شمس تحيتها بإقتضاب قبل أن تفتح هي الحديث بنفسها تخبرها بنبرة مهاجمة :-
" سأتحدث بصراحة ودون مقدمات … لماذا لم تخبريني من قبل ..؟!كيف إستطعتِ التعامل معي ببساطة بل والكذب علي والتصرف كصديقة وأنت …"
ابتلعت شمس باقي حروفها بينما ما زالت تارا محافظة على إبتسامتها الهادئة وهي تقول :-
" اهدئي يا شمس … لا تحكمي علي ولا على زوجك قبل سماعنا … فهذه الزيجة ليست كما تظنين …"
تشدق فم شمس بإبتسامة باردة وهي تردد بسخرية :-
" ستخبريني إنكما تزوجتما لسبب معين وإن زيجتكما كانت على الورق فقط …"
قالت تارا بسرعة وصدق :-
" ولكن هذه هي الحقيقة فعلا .."
صاحت شمس بإنفعال :-
" ما هي الحقيقة ..؟!"
ردت تارا ببساطة :-
" الحقيقة إن زواجنا تم لظروف خاصة وبدأ وإنتهى وزواج صوري .. على الورق فقط … انا وقيصر لم نكن يوما زوجين حقيقيين .. ولأكن صريحة معك قيصر لم ينظر لي يوما بنظرة تحمل أي معنى من هذا .. منذ أول يوم عاملني بكل إحترام ورقي ونظرته لي كانت واحدة لم تتغير حتى خلال فترة زواجنا القصيرة … "
" لا يمكن ان يكون هذا صحيح .. كيف يعني متزوجين على الورق ..؟!"
هدرت بها شمس بعدم تصديق لتقسم لها تارا :-
" أقسم لك يا شمس بإن قيصر لم يلمسني يوما ولم يحاول ان يفعل حتى .. هذه الحقيقة فلماذا لا تصدقين ..؟!"
" انتِ تحاولين اقناعي ان زواجكما كان على الورق فقط .."
قالتها شمس بتمهل لتكمل بإبتسامة متهكمة :-
" اخبريني يا تارا .. هل هناك رجل عاقل لن يقترب من إمرأة مثلك وهي زوجته ..؟!"
نظرت تارا اليها بصمت امتد للحظات وكأنها تفكر بشيء ما قبل ان تهتف بجدية :-
" ربما هناك شيء ما يمنع اي رجل من لمسي .."
بهتت ملامح شمس كليا بينما اردفت تارا بثبات :-
" سأمنحك الدليل الذي يؤكد كلامي .. لم أفعلها يوما وأخبر احدا بذلك لكنني مضطرة كي لا أتسبب بمشكلة للرجل الذي انقذني سابقا من مشكلة صعبة .. "
نظرت اليها شمس بعدم فهم بينما نهضت تارا من مكانها فإرتبكت ملامح شمس عندما رأتها ترفع قميصها قليلا فتظهر بطنها المسطحة لكنها مشوهة تماما ..
جحظت عينا شمس بعدم تصديق بينما أخفضت تارا قميصها وقالت بجدية :-
" هذه التشوهات لا تقتصر على بطني فقط .. هذه التشوهات تشمل المنطقة العليا من جسمي حيث بطني وثديي أيضا والمنطقة السفلى ومن ضمنهما بداية فخذي … إنها تشمل أهم مناطق إنوثتي ولا داعي لأن أخبرك المزيد .."
ارتجف جسد شمس كليا بينما ما زالت تارا ثابتة وهي تضيف :-
" هذه التشوهات موجوده منذ ان كنت في السابعة عشر من عمري … حتى لا تظني إنها حدثت بعد زواجي منه .. لا أظن إن هناك رجل عاقل يستطيع لمس إمرأة مشوهة بهذه الطريقة الوحشية ولكن حتى أكون صادقة فقيصر كما أخبرتك مسبقا لم يكن ينوي فعلها من الأساس … هو لم يحاول معي يوما ونظرته لي دائما كانت محترمة .."
ترقرقت الدموع داخل عيني شمس وهي تهمس بضعف :-
" اسفة .."
قاطعتها تارا بإباء :-
" لا تعتذري .. أبدًا لا تفعلي …"
أضافت بجدية :-
" هناك شيء ما أريد منك أن تعلميه .. شيء لا يعرفه سواي انا وقيصر وإثنين آخرين .. اريدك ان تعرفي سبب زيجتنا كي تدركي بمن أنتِ تزوجت وكي تعلمي كم إن زوجك رجل بحق .. رجل محترم ويستحق كل خير بل يستحق أن أكون ممتنة له لآخر العمر .."
نظرت لها شمس برهبة لما ستسمعه عندما إخبرتها تارا بكل شيء … سبب زواج قيصر منها وكيف ساعدها ومم أنقذها ..
كانت شمس تستمع اليها بعدم تصديق وقد اختلطت مشاعرها ما بين شعور الدهشة من كل ما تسمعه والفخر .. نعم شعرت بالفخر كون من فعل هذا وأنقذ تارا هو زوجها … رجلها هي …
أنهت تارا حديثها بدموع سارعت لمحيها وقد تملكها الضعف للحظات عندما ذكرت جزءا من الماضي وما حدث فيه ..
" أخبرتك بكل هذا لتعرفي قيصر بحق وتعرفي إنني لم أكذب عندما كنت أمدحه أمامك .. قيصر رجل حقيقي في زمن قلت به الرجولة .. رجل يستحق أن تحبيه بل تعشقيه .. رجل مثالي بحق وانا حقا كنت أريد منك أن تدركي كل هذا لتعرفيه على حقيقته وتمنحيه ما يستحق .."
أضافت تارا وهي تتأمل ملامح شمس المضطربة :-
" كما إنه يحبك حقا … "
سألت شمس بتلعثم :-
" إنها ليست المرة الأولى التي تخبريني بهذا .. كيف علمت إنه يحبني ..؟!"
ابتسمت تارا وقالت :-
" بالمنطق يا شمس .. لمَ تزوجك انت بالذات لو لم يكن يحبك ..؟! قيصر في حياته العديد من النساء .. لا أقصد التقليل منك ولكن هناك الكثير من يناسبنه أكثر منك على الأقل من جهة فرق العمر ومع هذا إختارك انت بل طلقك وعاد اليك بعد سنوات … فكري بعقلك يا شمس وستدركين إنه زواجه منك بدافع الحب حتى لو لم يخبرك هو بهذا .."
أومأت شمس برأسها وما زال حديث تارا وكل ما أخبرتها بها يتردد داخل عقلها دون رحمة .."

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-