CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل الثامن عشر18بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل الثامن عشر18بقلم داليا السيد


رواية ذكري حب 
الفصل الثامن عشر18
بقلم داليا السيد

غضب
لم يوجه لها أي كلمات ويده تحيط بها ويقول "أهلا أمير" 
لم تبعد عيونها عن عمر وهي لا تفهم تعبيراته كما شحب وجه كوثر بينما لم يتغير وجه أمير وهو يقول "أهلا عمر، كيف حالك؟" 
أجاب عمر بهدوء "بخير، متى عدت من سيدني؟" 
قال "اسبوع تقريبا، كان لابد أن أفعل قبل أن آت هنا" 
قال عمر "نعم أعلم وكيف حال العمل معك؟" 
لم تركز في كلماتهم عن العمل وقد انشغل ذهنها بسوزي وما أصابها من



 عمر وأخيرا بدأت الدعوة لفتح العشاء وتحرك أمير وكوثر وعمر معها إلى المائدة الكبرى حيث جلست بجوار زوجها بصمت يتناولون العشاء بصمت
لم ترغب بالرقص بعد العشاء ولكنه اقترح الخروج إلى الهواء ووافقت رغم برودة الجو وما أن خرجت حتى التفتت إليه وهو يقول "بعيونه كلمات كثيرة" 
قالت بضيق "عيون من؟" 
قال وهو ينظر إلى الظلام المحيط بسماء غاب عنها قمرها ونجومها بليلة من ليال الشتاء "أمير، كان يريد التحدث معك أليس كذلك؟" 
قالت بدون اهتمام "نعم، وأعتقد أنك سمعت ردي"
هز رأسه بالإيجاب فعادت تقول بجدية "ماذا فعلت مع سوزي؟" 





حدق بعيونها بقوة قبل أن يتحرك بعيدا فتبعته وقالت "عمر لماذا لا تجيب؟" 
وقف وقال "لم أفعل شيء أوقفت تعاملاتي معها وسحبت حمايتي لها ولم أعد أربط اسمي بها" 
تراجعت وقالت "حمايتك لها؟ اسمك باسمها؟ ماذا تعني بذلك أنا لا أفهم ولماذا فعلت ذلك" 
لم ينظر إليها وهو يقول "لم أعد أريدها، لم أنس أنها تجرأت عليك" 
وقفت أمامه ونظرت بعيونه وقالت بقوة وبصوت مرتفع دليل على الغضب "لا يا عمر، لقد انتهى الموقف وتقابلنا بعدها وهي اعتذرت وأنت شبه قبلت اعتذارها ولم يكن بينكم شيء، ما الذي حدث بعدها وجعلك تفعل معها ذلك وأنت أصلا لست كذلك؟ لابد أن تبرر لي" 
تبدلت ملامحه إلى الغضب وقال "انتبهي لكلماتك وطريقتك إيمان لست مطالب بتقديم مبررات لتصرفاتي، لا أحب ذلك" 
لم تتراجع وهي تقول بنفس الغضب "ليست مبررات يا عمر وإنما سوزي لها علاقة بحياتنا الشخصية وعندما يحدث ذلك منك معها فمن حقي أن أعرف السبب" 
ابتعد من أمامها وقال "حقك هو ما أحدده أنا إيمان وأنا أعرف ما هي حقوقك جيدا ولم أبخس منها شيء" 
تحركت إليه مرة أخرى وقالت "الآن تفعل يا عمر" 
قال بحزم "لا، لا أفعل ولنغلق هذا الموضوع لأني لا أريد التحدث به هيا دعينا نعود" 
وتحرك وهي تتبعه بنظراتها دون أن تذهب فتوقف ونظر إليها وقال بقوة "إيمان هيا" 
قالت بغضب وقالت "لن أعود للداخل أنا سأعود لغرفتي" 
وتحركت بغضب واضح من طريقته التي لم تفهم سببها وسبب إخفاؤه لم حدث وصعدت لغرفتها دون انتظاره وما زالت تفكر بم حدث وما أن دخلت حتى أمسكت هاتفها وأجرت عدة اتصالات بكل من تعرف ولكن الجميع أبدى عدم معرفته بشيء 
ظلت جالسة بملابسها والغضب يتملكها والفضول يكاد يقتلها وبعد وقت لم تعرف مقداره شعرت به يدخل فلم تنظر إليه وهو أيضا تحرك ليبدل ملابسه بصمت لم تعتاده منه ولكنها نهضت وقالت بقوة




“عمر أنا لابد أن أفهم"
لم يتوقف وهو يتجه إلى الحمام ويقول "ليس هناك ما تفهميه" 
ودخل الحمام وأغلق الباب بقوة لم تعتادها به من قبل وقد تحول لرجل لا تعرفه
غيرت ملابسها ودخلت الفراش والغضب يقتلها وخرج هو الآخر ودخل الفراش دون أي كلمات ومنحها ظهره لأول مرة ولم يتحدث معها مما جعل الحيرة تحل محل الغضب داخلها وهي لا تفهم تصرفه.. 
بالصباح لم تكن قد نامت فنهضت مبكرا وأخذت حمام دافئ ربما يجدد نشاطها ويذهب غضبها وأفكارها وما أن خرجت حتى رأته يتحدث بالهاتف ودق الباب فذهبت لتفتح لتجد الإفطار، أدخله الرجل بأدب ثم ذهب 
نظرت إليه وهو يتحرك من الفراش إلى الحمام وقد تولاه الصمت، غيرت ملابسها عندما خرج ليرتدي ملابسه فنظرت إليه وقالت
“ألن تتناول الإفطار؟"
قال "لا، الجلسة بالتاسعة سأنتظرك أمام القاعة" 
ارتدي الجاكيت وكاد يذهب عندما تحركت إليه لتقف أمامه وقالت "هل تخبرني لماذا تعاملني هكذا؟" 
نظر بعيونها وقال "انتظر حتى ينتهي جنونك هذا وتدركين ما تفعلين جيدا وتفكرين قبل أن تتصرفي" 
تراجعت من كلماته وقالت "وماذا فعلت من أجل كل ذلك؟" 
قال "عليك معرفة زوجة من أنت قبل أن تتصرفي بمكان عام وبه رجال من أنحاء العالم يعرفون من أنا، الغضب يخرج أسوء ما بنا أعلم ولكنه يميزنا أيضا ويجعلنا ندرك من منا يستحق المكانة التي وصل إليها بالأفعال والتصرفات وليس بالكلمات" 
تراجعت وشحب وجهها وأخفضت عيونها وقالت "أنا لم أسيء إليك يا عمر" 
ابتعد وقال بغضب "هذا واضح، عندما نتناقش بأمور شخصية بمكان عام فأنت لم تسيئي إلي، عندما يرتفع صوتك فوق صوتي بذات المكان دون أن تنتبهي رغم تحذيري فأنت لم تسيئي إلي، عندما تتركيني بالحفل وحدي دون أدنى اهتمام منك بالمظاهر الاجتماعية أمام الجميع فأنت لم تسيئي إلي حقا" 
شعرت بالخجل من نفسها وسوء تصرفها وقد أصاب عندما قال أن الغضب يخرج أسوء ما فينا فتحركت إليه وقالت "عمر أنا" 
التفت بملامح غاضبة وقال "لا أريد حديث بهذا الأمر سأنتظرك بالجلسة" 
وتحرك إلى خارج الغرفة وهي تتابعه بدموع وحيرة وتساؤل هل تستحق كل ذلك الغضب منه؟ 
ما أن نزلت حتى تحركت باتجاه القاعة ولكنها لم تجده، ظلت تبحث بعيونها وأخرجت الهاتف لتتصل به ولكن صوت أمير أوقفها وهو يقول 





“خرج منذ قليل مع بعض الرجال"
نظرت إليه ولم تتراجع في الاتصال بزوجها فأجاب فقالت "أنا أمام القاعة" 
قال "أنا قادم" 
ابتعدت عن أمير ولكنه تبعها وقال "لن تهربي مني للأبد" 
قالت بحدة "أنا لا أهرب ولكني لا أريد الحديث معك" 
نظر بعيونها وقال "لن تنسي ما كان بيننا" 
قالت بصدق وبهدوء تعلمته من زوجها "بل نسيت يا أمير ولا أريد أن أتذكر لأن الذكرى تجعلني أشعر بالندم والخجل من نفسي" 
قال بحزن واضح "أنا أيضا أشعر بالندم يا إيمان، الندم لأني خسرت امرأة أدركت أني أحببتها بصدق ولم أحب سواها، أنا لم أنساك لحظة واحدة إيمان وبحاجة إليك" 
قالت "كفى أمير لا يمكنك أن تخبرني بذلك الآن لأنه لا فارق عندي، لقد انتهيت من حياتي ولم أعد أذكرك وعليك أنت أيضا أن تفعل ذلك لأن  هذا هو الصواب، انساني يا أمير لأني أحب زوجي ولا أريد سواه" 
وتحركت مبتعدة إلى باب الفندق ولكنها اصطدمت بزوجها يقف مع سوزي ويتحدث معها والدموع تنهار على وجنتها
ظلت واقفة لا تعرف ماذا تفعل وتذكرت كلماته "عليك أن تدركي زوجة من أنت" 
لذا ظلت واقفة دون أن تتحرك حتى التفت هو ورآها وهي تنظر إليهم فتحدث إلى سوزي بدون اهتمام وتركها وتحرك إليها ووقف أمامها وقال "هل بدأت الجلسة؟" 
حدقت بوجهه إلى أن قالت "لا" 
قال "حسنا لندخل" 
لم يمكنها أن تستوعب بسهولة كل ما دار بالجلسة لأن ذهنها كله كان بسوزي وما يربطها بزوجها والتساؤلات تكاد تأكلها وتدمر كل أعصابها ومع ذلك ألمت بكل ما هو هام بالجلسة
“إيمان! أنا أتحدث إليك"
انتبهت إليه وقالت "آسفة لم انتبه، ماذا قلت؟" 
انتبهت إلى أن الجلسة انتهت والجميع ينصرف فضاقت عيونه وقال "أخبرك أن نذهب" 
نهضت بجواره والصمت يلفها كما يلفه، ما أن خرجا حتى قال "هل انتبهت إلى ملحوظة ماكلين؟" 
قالت "نعم ودونتها، هل تريد تقرير بالجلسة" 
تبعته وهو يقودها إلى الخارج وقال وهي ترى السيارة تنتظرهم "لا، لقد تابعت كل شيء" 
ركبت واختارت الصمت ولم تسأل حتى عن وجهتهم إلى أن قال "لدينا موعد مع شركة.." 
نظرت إليه وقالت "صاحب.." 
أجاب "نعم أرسل لي بالصباح ردا على بريدك" 
قالت "ولماذا تذهب إليه؟ كان عليه أن يأتي إليك" 
أبعد عيونه وقال "سيفعل ولكن بفندق آخر" 
لم تحاول أن تسأل وقد شعرت بضيق يحيطها والتزمت الصمت كما فعل هو الآخر 
التقى بالرجل الذي كان يسعى دائما للقاء زوجها ويلح في التعامل معهم وطال اللقاء وشعرت بصداع يهاجمها وهي تتابع الأمر وتشارك أحيانا بالحديث حتى وضع الغداء ولم تتناول الكثير 



وأخيرا انتهى الأمر وانصرف الرجل بينما نظر إليها وقال 
“أحتاج تقرير عن تلك العقود التي تحدث عنها، لا أثق به"
هزت رأسها وقالت "سأكلف من يقوم بالتحريات الخاصة" 
نهض وقال "هيا لابد أن نعود لنرتاح قليلا قبل لقاء العشاء" 
نظرت إليه لحظة ثم نهضت وعاد إلى الفندق وهو يلزم نفس الصمت وقد أنهكها التعب وعدم النوم فغيرت ملابسها وقامت باتصالاتها ثم دخلت الفراش ونامت دون انتظاره
أيقظها برفق وهو يقول "إنها السادسة والعشاء بالثامنة" 
اعتدلت وهي تستوعب الوقت فقالت "سأستعد بسرعة" 
كان قد ارتدى ملابسه وقال "سأنتظرك بالقاعة" 
وتحرك خارجا فتابعته وقد شعرت بحزن يجتاحها من تلك الطريقة التي يعاملها بها كما وأنها تخشى من السؤال عن سوزي ووجودها معه بالأسفل ومع ذلك كان عليها أن تلزم الصمت حتى يهدأ غضبه ويستعيد هدوئه
عندما نزلت لم تجده أيضا وحاولت ألا تغضب وهي تتحرك باحثة عن كوثر فهي لم تراها منذ العشاء الأول لمحت امرأة تشبهها تتجه إلى ركن بعيد بالبهو فاتجهت إلى هناك ولكن ما أن وصلت حتى تراجعت مرة أخرى عندما لمحت ظهر عمر وسوزي تقف أمامه بذلك الركن دون أن يتواجد سواهم ونفس الدموع تلطخ وجهها ولكن هذه المرة سمعتها تقول
“عمر أرجوك، أنا حقا نادمة على ما فعلت لم أكن بوعيي أقسم أن الغضب كان يعميني ولكني ندمت"
سمعته يقول "ندمك لن يعيد ما كان يا سوزي لذا لا داع لكل ذلك" 
سمعتها ترد ببكاء "أنت دمرتني يا عمر وإن لم تنقذني سأقتل نفسي يا عمر سأقتل نفسي" 
كلماته التالية كادت تفقدها اتزانها وهي تسمعه يقول "إذن هي نفس مقابل نفس يا سوزي لو كنت أملك لأخذت نفسك مقابل ابني الذي فقدته بسببك وحياة زوجتي التي تعرضت للخطر والانهيار بسببك" 
وضعت يدها على فمها وهي تستوعب كلماته وتحركت لتقف قريبة دون أن يراها أيهم وسوزي تكمل "ندمت والله ندمت، وكلما تذكرت أني وضعت لها حبوب الاجهاض بالعصير وأني كنت السبب أشعر بأني قاتلة، عمر أرجوك سامحني وكفاك ما فعلته بي، أرجوك توقف" 



أمسكها من ذراعها بقوة وقال بغضب "أنت بالفعل قاتلة وأنت من أثار الإعصار بداخلي ولا أعلم كيف ومتى سيمكنني إيقافه، إنه ابني وزوجتي هل تفهمين؟" 
ودفعها بقوة للخلف والتفت ليذهب ليراها واقفة أمامه والدموع تغرق وجهها والألم يعتصر قلبها والغضب ينهشها... 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-