CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل الثالث عشر13بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل الثالث عشر13بقلم داليا السيد

رواية ذكري حب
 الفصل الثالث عشر13
بقلم داليا السيد


الحقيقة
ظلت تسير دون هدى وعندما تألم ساقها المصاب جلست على الرمال 


وهي تنظر للبحر ولا تجد داخلها أي مكان لشيء يمنحها بعض السعادة، رجلان بحياتها أحدهم 



خدعها وغشها رغم أنها أحبته، والآخر يمنحها كل شيء ولا يمنحها شيء وهي لا تفهم ماذا يحدث لها، أسندت رأسها على ركبتيها الذين ضمتهم 


لصدرها بيديها ولكن سرعان ما شعرت بجاكيت دافئ على أكتافها ورائحة عطره تملأ النسمات من حولها فرفعت رأسها لتراه يجلس بجوارها وينظر إلى البحر ويقول
“ليس من الجيد الجلوس وحدك بمكان كهذا، أنت خارج المنتجع إيمان"
لم تنظر إليه ولم ترد فنظر إليها وقال "هل يمكن أن أفهم ماذا حدث؟ وماذا كان يعني كلامك بالبيت؟" 






حاولت أن تهدأ وهي تقول "أعتقد أنك تفهم كلامي جيدا أليست هذه هي المرأة التي كانت موجودة بحفل عاصم؟" 
تلاقت النظرات تحت ضوء القمر وقد كانت الوجوه قريبة ولكنه أبعد وجهه وقال "وماذا في ذلك؟ سوزي صديقة له هو الآخر" 
تعصبت وقالت "وصديقتك؟" 
التفت إليها وقال "لا أفهم معنى سؤالك؟" 
ظلت تنظر بعيونه وهي تتردد في ذكر ما رأته فهي لا تجد مبرر لهذا الغضب الذي تملكها من تلك المرأة فأبعدت وجهها وقالت "السؤال واضح يا عمر" 
نهض وقال "دعينا نعود لا أحب تلك الأماكن" 
قالت بضيق "يمكنك أن تتركني وحدي" 
قال بعصبية واضحة لم تعهدها به "إيمان هيا لن تبقي هنا وحدك سنذهب الآن هل تسمعين؟" 
كانت الجدية واضحة بكلماته فارتعش جسدها ونهضت دون عناد وشدت جاكته عليها وتحركت أمامه وهو يتبعها بصمت حتى عادا إلى البيت
ما أن دخلا حتى تركت الجاكيت وتحركت ولكنه استوقفها بحزم "إيمان انتظري" 
توقفت دون أن تنظر إليه فاتجه إليها وقال "هل تشرحي لي معنى تلميحاتك؟" 
التفتت إليه وقالت "أنا لا ألمح يا عمر أنا فقط سألتك عن علاقتك بامرأة كنت معها بتلك الليلة عند عاصم وهي اليوم تتصل بك أكثر من مرة هل أخطأت بذلك؟" 
ظل يحدق بعيونها لحظة قبل أن يقول "تعلمين أن ليس لي علاقة بأي امرأة إلا علاقة واحدة وهي العمل وسوزي واحدة منهم" 
قالت "والعمل يقتضي أن تحتضنها وتخبرك أنك حبيبها ولن تنفصل عنك حتى بعد زواجك واليوم تلاحقك باتصالها؟ هل هذا عمل؟" 
ألقت ما بداخلها من بين دموعها وابتعدت من أمامه ولكنه أوقفها بأصابعه التي قبضت على ذراعها ليعيدها أمامه دون أن تنظر إليه وهي تمسح دموعها بظهر كفها كالأطفال ولكنه رفع يده ومسح بعض الدموع الهاربة وقال 
“رأيت ذلك إذن؟ هذا هو سبب تغيرك بذلك اليوم وما بعده؟"
لم تنظر إليه وحاولت أن تبتعد من أمامه ولكنه منعها وقال "هل أبدوا أمامك رجلا يصطحب كل يوم امرأة؟" 
رفعت عيونها الباكية إليه وهي تعلم أنه ليس كذلك، ابتعد من أمامها وقال "ليس كل الرجال أمير يا إيمان، أظن أنك تعلمين الفارق" 
أغمضت عيونها بألم وهي تهتف من قلبها اللعنة على أمير، اللعنة عليه ألف مرة
التفتت إليه وقالت "لا مجال للمقارنة يا عمر ولكن" 
قاطعها بقوة "ولكن ماذا؟ ظننت أنك تعرفين من أنا أكثر من أي شخص لذا كان عليك التصرف أفضل من ذلك" 
قالت بضيق "وكيف أفعل وهي بأحضانك هل ابتسم وأتعامل وكأنه أمر عادي؟ أم أنسى الأمر وكأنه لم يكن؟" 
واجها وقال "لماذا لم تسأليني؟" 
ابتعدت وقالت "شعرت للحظة أنه ليس من حقي أن أفعل" 
صراحتها صدمته، ولكنها الحقيقة فهي لا تعلم ماذا تمثل بالنسبة له؟ شعرت بيده تجذبها أمامه وقال "ليس حقك وأنت زوجتي؟" 
رفعت وجهها إليه وقد كانت نظراته جامدة وقوية بينما قالت "وهل أنا حقا زوجتك؟" 
لم تعرف كيف سألت ولكن لابد من وضع النقط على الحروف، ظل ينظر إليها قبل أن يبتعد هو ويقول "المأذون يجيب سؤالك، والدك والشهود الجميع يجيبك بدلا مني" 
ولكنها قالت "ولكني أريدك أنت أن تجيب، أريد أن أسمع إجابتك، من أنا بحياتك؟" 
التفت إليها وقال "إلى أين تريدين الوصول بنا؟" 
أخفضت وجهها وهي تدرك أنه يهرب من الإجابة فقالت "لا أريد أي شيء" 
ثم استدارت لتبعد ولكنها تذكرت أمير فأخرجت هاتفها وأخرجت الرسالة وعادت تستدير وهي تمد الهاتف إليه فتحرك إليها وما زال ينظر بعيونها ثم نظر للهاتف وأخذه وقرأ الرسالة 







شعرت بأنه يعتصر الهاتف بيده دون أن يرفع وجهه ثم استدار وقال "لم ترسلي أي رد؟" 
اندهشت وقالت "وهل توقعت مني أن أفعل؟" 
عندما لم يرد تحركت إليه ووقفت أمامه وقالت بقوة "هل تظن أني ما زلت على علاقة به؟" 
كانت نظراته قاتمة كالعادة عندما يخفي ما بداخله فتعصبت وقالت "أجبني يا عمر" 
تعصب وقال "الحب هو أساس علاقتك به لم أنسى يا إيمان" 
صدمها رده فتراجعت وقالت "وماذا؟ أنا لم أخدعك أو أغشك وكنت تعرف كل شيء" 
ابتعد ولم يرد فقالت "ربما أكون سقطت بفخ أمير بيوم ما لأني كنت غبية وصغيرة ولكن لا أظن أنك سقط في فخ تلك الصغيرة الغبية لأنك لست غبي ولا صغير" 
وتركته وتحركت إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة واستندت عليه وهي تبكي بكاء مكتوم لا تريده أن يصل إليه فهي تستحق، هي التي ظنت أنه سينسى ماضيها ولكن ها هو يعايرها به ويذكرها بالصورة السوداء التي لن تنساها بحياتها.. 
لم تنم بالطبع وظلت الليل كله جالسة على المقعد أمام النافذة حتى انتشر ضوء النهار ولم تفكر حتى بالنهوض وقد توقف عقلها عن التفكير ولكن ألم قلبها لم يتوقف
دق الباب فلم ترد، دق مرة أخرى وفتح ولم تلتفت لترى من ولكن عندما أغلق الباب أدركت أنه هو
جلس أمامها وهي تتقوقع على نفسها ولا تبعد نظراتها عن البحر حتى سمعته يقول "هل يمكن أن نتحدث بهدوء الآن؟" 
لم ترد ولم تنظر إليه فتراجع بالمقعد وهو يتأمل ملامح وجهها ثم عاد يقول "سوزي مهندسة معمارية عرفتها منذ عشر سنوات عندما التقينا بمؤتمر رجال الأعمال وكانت وقتها تعمل لدى شركة معروفة كان صاحبها على معرفة وثيقة بي لذا كانت صلتي بها قريبة لأنه كان يثق بها بشكل كبير أو بالأحرى على علاقة بها، ولكن بعد وقت عرفت أنه تعرض لأزمة كبيرة بالعمل وعرفت أن سببها شركة منافسة تسربت معلومات هامة إليها والشك كله وقع على سوزي وهي فشلت بإثبات العكس، مصر صغيرة رغم كبرها ومجتمع رجال الأعمال بها كالشقة الصغيرة وتساقطت المعلومات بطريقي بدون قصد وعرفت من وراء الخسائر التي أصابت صديقي وأخبرته أما سوزي فهي من لجأ إلي لمساعدتها" 
نظرت إليه فأكمل وهو ينهض مبتعدا "وقتها كنت هناك لحضور مناسبة لشخصية هامة وعرض علي مشروع لقرية سياحية بالسخنة ووافقت ومنحت المشروع لسوزي كي تستعيد نفسها فأنا أعلم ظروفها جيدا وأنت تعلمين أني أساعد الجميع، القرية حققت نجاح كبير وأنت أيضا تعلمين ذلك وبعدها حصلت هي على عروض كثيرة بالخارج ولم أراها إلا مرة أو اثنان بعدها ولكنها دائما ما تذكر ما كان على أنه دين" 
كان ينظر إلى النافذة فاعتدلت وقالت "وكيف يكون السداد؟" 
نظر إليها وقد فهم سؤالها "هي تعتبر نفسها كأخت صغيرة لي وأنا لا أردها وهذا الحضن لم يعني أكثر من ذلك" 
أبعدت عيونها وتمنت لو تخبره أنك تبخل علي بمثله وأنا بحاجة إليه ولكنها لم ترد فاقترب منها وقال "أريدك أن تغلقي حسابك على الفيس بوك وتفتحي آخر جديد" 
عادت تنظر إليه وقالت "لقد فعلت" 
هدأت ملامحه وقال وهو يبتعد خارجا "سأنتظرك حتى تجهزين" 
اعتدلت ونادته "عمر لماذا تزوجتني؟" 
توقف قليلا دون أن يلتفت إليها، فنهضت وتوجهت إليه وقالت وهي تقف خلفه "هل تجيب سؤالي؟" 
التفت إليها وقد عادت عيونه للون الذي تكرهه وقال "تعلمين السبب" 
هزت رأسها وقالت "لا، أنا لا أعرف شيء أنا أشعر أني غريبة عنك، وقت أن كنت مديرة 




أعمالك كنت تعاملني أفضل ولكن منذ الزواج وشعرت أن بيننا حائط زجاجي عالي لا أكاد أرى نهايته أراك من خلفه ولكني لا أعرفك لا ألمسك، لماذا؟ لماذا تغير كل شيء فجأة بمجرد زواجنا؟ إذا كان الزواج أمر لا يسعدك فلماذا تزوجتني؟" 
لم يظل أمامها وابتعد وهو يقول "بالتأكيد يسعدني" 
أعادته أمامها وقالت "إذن أخبرني ماذا تخفي عني؟" 
التفت إليها وقال "وماذا يعني لك أمير؟" 
لم تفكر وهي تقول "ذكرى حب، أمير ذكرى حب ظننت أنني سأعيش على ذكراه عمري كله حتى أدركت الحقيقة وعرفت أنه غش وخداع وندمت، وأنت تعلم أني ندمت على كل لحظة أمضيتها معه فلماذا تذكره الآن؟" 
قال دون أن ينظر إليها "الحب لا ينتهي إيمان" 
قالت "هذا لو كان حب حقيقي وأمير كان مجرد بريق لمع بحياة فتاة يائسة لا تجد طريقها وسط الظلام فتعلقت بذلك البريق حتى أصبح يسيطر عليها بقوة ولكني أفقت وأدركت أنه مجرد إعجاب ظاهري لا ينبع من الأعماق، وأنت، أنت أخبرتني أنك ستنسيني الماضي وتكون بجانبي حتى أتجاوز أحزاني ولكنك لم تفعل وإنما بكل يوم تذكرني بالماضي وتجعلني أندم أني وافقت على الزواج لذا من الأفضل ألا نكمل يا عمر" 
قالت ذلك وهي تبتعد من أمامه هاربة من مواجهته بل ومن نفسها لأنها لو كانت تقول ذلك فليس لأنها تريد هذا الحل وإنما لأن ذلك ربما يعيد إليها الاستقرار والراحة النفسية التي لم تعد تجدها منذ الزواج 
التفت إليها بحدة وقال "وماذا يعني ذلك؟" 
قالت دون مواجهته وبصوت واهن يكاد يخرج من حنجرتها "الطلاق" 
تحرك إليها وقبض على ذراعها بقوة ليعيدها أمامه وقد بدت عيناه تشتعل بالغضب وهو يقول بقوة واضحة "أي طلاق الذي تتحدثين عنه؟ ولماذا؟ هل لديك خطط أخرى؟" 
لم تبعد ذراعها رغم الألم ولم تبعد أيضا عيونها عنه ولا فكرت كيف توقف الدموع وهي تقول بآخر قوة لديها "لأني لم أعد أستطيع أن أتحمل تلك الحياة التي لا أفهمها ولا الشك الذي بعيونك تجاهي، أنا لم أسعى للزواج منك يا عمر ولم أفكر به بأي يوم ويوم وافقت كان لأنك وعدتني بالحماية ولكن منذ زواجنا والشك زاد داخلك فلماذا؟ ما الذي فعلته ليجعلك تشك بي هكذا ومنذ حفل زفافنا وتغيرك واضح و" 
وفجأة انتبهت لشيء وقالت "بل ماذا قال لك أمير كي تتبدل معي هكذا؟" 
أبعد قبضته وتراجع ولكنها أكملت وقد انتبهت للأمر "نعم بالتأكيد أخبرك شيء يوم حفل الزفاف لأنك تبدلت من بعدها" 
عندما لم يرد تأكدت من صحة كلامها فاتجهت إليه ووقفت أمام عيونه الهاربة وقالت بقوة "ماذا قال لك أمير؟ من حقي أن أعرف، أخبرني، هيا تحدث، أم أخبرك أنا؟" 






رفع عيونه بوجهها الباكي فأكملت "أخبرك أني ما زلت على علاقة به؟ أم أني كنت له بيوم ما؟ أم، أم أني تزوجتك وأنا أخطط معه لشيء ما كأموالك مثلا؟ هيا أخبرني؟ وأخبرني أيضا ماذا صدقت من كل ذلك؟ ولكن لا" 
ثم ابتعدت من أمامه والألم يعتصر قلبها وقالت "لا أريد أن أعرف أي شيء فقط أعدني مصر وانهي كل ذلك، من فضلك انهي تلك العلاقة بدون أي كلمات أخرى لا مجال لها، لا أنا سأدافع عن نفسي ولن أسامحك يوم أن تعرف الحقيقة لذا أنا لا أريد البقاء هنا هل تسمعني؟" 
والتفتت لتواجهه وهو ما زال يمنحها ظهره ويستمع إلى كل كلماتها ثم التفت إليها وقال "إيمان لا داعي لكل ذلك ربما أكون تأثرت بكلماته ولكن" 
قاطعته بقوة وهي تضع يديها الاثنان على أذنها وتقول بقوة "لا أريد أن أسمع أي شيء من فضلك طلقني، طلقني" 
وانهارت بالبكاء بشكل هستيري فلم يكن منه إلا أن أسرع إليها وضمها إليه ولكنها ضربته بقبضتيها بصدره وهي تصرخ 
“اتركني، اتركني، أنا لا أريد أحد، لا أريد، لا أريد"
ولكنه لم يتركها ولم يتأثر بضرباتها حتى سكنت بين ذراعيه وهو يقول بحنان "كفى إيمان، كفى أرجوك" 
وأخيرا هدأت عاصفة البكاء والانهيار الذي أصابها فأبعدها دون أن يتركها وما زالت تتشنج من البكاء فجذبها إلى أقرب مقعد وتحرك باحثا عن بعض الماء وما زالت هي تشهق من البكاء والحزن والألم يتملكها حتى رأته يدفع بكوب الماء إليها فتناولت بعضه وهي ترتجف وأخذ منها الكوب وركع أمامها وقبض على يديها بيده وقال
“لنبدأ من جديد، أنا رجل وبشر وعندما أجد رجل آخر قد كان على علاقة بزوجتي بيوم ما وهي تحبه، أجده يخبرني أنه نال من شرفي بيوم ما، وأن امرأتي تزوجتني من أجل خطة وضعها الاثنان من أجل أموالي، كان لابد أن تتملكني الشياطين وتتلاعب بي، والمتوقع أن أتأكد من صحة كلامه بأن آخذك بقوة بذلك اليوم لأتأكد من طهرك أو عكسه ولكني لم أرد ذلك لأني لست حيوان ولا همجي فكان علي أن أتأكد من صحة تلك المؤامرة التي تحدث عنها"
قالت بحزن "مجرد شكك بي يؤلمني عمر" 
أخفض وجهه لحظة قبل أن يقول "ربما أخطأت ولكن أمير كان مقنعا جدا و" 
نهض وابتعد فقالت "وماذا؟ لن تتوقف الآن من حقي أن أعرف، أنا الضحية يا عمر" 
نظر إليها وقال "هناك صور لكم سويا، صحيح بدا أنها غير حقيقية ولكن أخبرتك أني بشر وتأثرت بكل ذلك" 
أخفضت وجهها وقالت "ماذا تريد أن تسمع مني؟" 
صمت قليلا ثم قال "الحقيقة" 
رفعت وجهها إليه وقالت "هل ستصدق؟" 
هز رأسه بالإيجاب فقالت "أمير لم ينال مني أي شيء فقط حاول كما أخبرتك ولكنه لم ينجح ومنذ أن رحلت من شقته لم أراه إلا بمكتبك وأنت شهدت اللقاء، لم يكن 




بيننا أي اتصال وكل رسالة أرسلها لي أنت تعلم بها، هذه هي كل علاقتي به، لم أسعى بأي يوم لغشك أو خداعك ولم أنظر لأموالك لأنك كنت تغنيني بمرتبي العملاق الذي لم أحلم به، هذه هي الحقيقة يا عمر" 
ظل ينظر إليها ثم اقترب منها حتى وقف أمامها وقال "وأين أمير من حياتك الآن؟" 
قالت بصدق "خارجها، منذ أن عرفت بغشه وخداعه وهو خارج حياتي وزواجنا أكد على ذلك" 
قال "وأنا؟" 
قالت أيضا بصدق "أنت الأمان" 
ابتسم وكأنه يكتفى بتلك الكلمة التي كانت تنبع من قلبها، ولكنه قال "فقط؟" 
أخفضت وجهها ولم ترد فانحنى وأحاطها بذراعيه وجذبها لتقف أمامه وقال وهي لا تواجهه "وأين زوجك؟" 
رفعت عيونها التي تورمت من البكاء وقالت "أخشى أن تندم لذا أرجوك لا تفعل، لن أتحمل اتهامك لي مرة أخرى، أنت الشخص الوحيد الذي وجدت معه الأمن والأمان ووثقت به وأقسم أني صادقة معك بكل كلمة أخبرتك بها" 
جذبها إلى أحضانه وقال بحنان كانت قد نسته "وأنا أصدقك حبيبتي، ولا أريدك أن تذكري ذلك الأمر مرة أخرى لقد انتهى ولن نعود إليه، وأمير أنا أتعامل معه بطريقتي" 
لم ترد وهي سعيدة بين أحضانه التي لم تجد الحنان إلا معه أبعدها وأحاط وجهها براحتيه بيديه ونظر بعيونها وقال "صدقيني تصرفي كان نابع من غيرتي عليك لكن لم أستطع إخراجك من حياتي أو أن أجرحك بأي شيء، إيمان أنا" 
ولم يكمل وهي تنظر بعيونه وهو يقرب وجهها إليه حتى طغت المشاعر على الكلمات وأغمضت عيونها وهي تتذوق قبلته التي كانت تتمتع بالرقة والحنان وكأنه يخشى أن يؤلمها أو يضايقها، لحظة من أمتع لحظات حياتها لحظة عاصرت فيها الكثير من تضارب المشاعر بين ما كان يفعله معها أمير وبين ذلك الرجل الذي يأخذها برقة وحنان وكأنه يخاف عليها من نفسه 
أبعدها وانتظر حتى فتحت عيونها لترى عيونه وقد عاد اللون الأخضر اللامع إليها وسمعته يقول "ما أجمل قبلتك حبيبتي" 
كاد يقربها إليه مرة أخرى عندما دق الباب ففزعت بين يديه فقال بضيق واضح "من هذا الشخص ال" 
ولم يكمل والدق يعود فتحرك إلى الخارج مغلقا الباب عليها بينما شعرت بالسعادة تملأ قلبها وقد أعادته إلى ذات الشخص الذي عرفته وأرادته
فتح بابها ونظر إليها وقال "إنه عاصم، واليخت ينتظرنا بالمياه" 






تراجعت وقالت "كيف أذهب بتلك العيون؟" 
قال "ارتدي منظار الشمس وسوف أتصرف، هيا استعدي واحضري معك بعض الملابس ولا تنسي الجاكيت" 
ابتسمت وهزت رأسها فذهب مغلقا الباب وتحركت لتستعد بسعادة جديدة ربما تختلف عما كانت بالتأكيد
حقا كان يوما رائعا فعاصم وجانيت كانا مرحين جدا ويتصرفان بطريقة ودودة أراحتها وتعرفت على يوسف وهو صديق ثالث لهم وزوجته أيضا مرييت، أما سوزي فهي التي بدت وحيدة وسط الأزواج وقد خشيت إيمان بالبداية أن تخطف منها زوجها ولكن هو تبدل لشخص آخر، لم يتركها لحظة إلا وقت تبديل الملابس
وقفت على حافة اليخت وتجنبت فتح صندوق الذكريات خاصة عندما شعرت بيده تحيط خصرها بطريقة لم تعتادها فنظرت إليه وهو يكاد يضمها إليه بقوة ويقول 
“هل أعجبك المكان؟"
ابتسمت وهي تترك نفسها له ولدفء أحضانه وقالت "نعم، الجزر هنا رائعة وتمنح إحساس رائع بالراحة" 
جذبها أمامه وأحاطها بذراعيه فتفاجأت وهي تستند بيديها على صدره وتقول "عمر ماذا تفعل؟ أصدقاءك هنا" 
لم يبعدها وقال "لولا أصدقائي لكنت الآن أنال ما تعذبت وأنا أحرم نفسي منه" 
أخفضت وجهها الذي لمع باللون الأحمر فاقترب من أذنها وهمس "هل تريديني مثلما أريدك إيمان" 
وجدت نفسها تريح رأسها على صدره وتغمض عيونها وهي تشعر براحة نابعة من داخل صدرها وقالت
“هل لديك شك؟"
أسند رأسه على شعرها وقال "ضيعت الكثير من الوقت" 
سمع عاصم يقول "يا عريس هل نذهب لنغطس" 
لم يبعدها رغم خجلها من كلمات عاصم ولكن هو أجاب "بالتأكيد أين ملابس الغطس؟" 
أشار عاصم إليها وقال "ها هي، إيمان هل ستشاركين؟" 
قالت "نعم، أتشوق لرؤية أعماق البحار" 
تحرك عاصم إلى المكان وانضم يوسف ومرييت وابتعدت سوزي دون رغبة 






غطس الجميع تحت سطح الماء بعد الاستماع إلى تعليمات المرشد الذي نزل معهم وتحركت بجوار زوجها وهي تستمتع بأشكال السمك الملون والشعب وتأملت كل جميل مما خلقه الله وهي سعيدة برؤيته والاستمتاع به
ساعدها في خلع عدة الغوص ودعاهم عاصم للغداء بجو من المرح اندمجت معهم جدا رغم نظرات سوزي إلى عمر الذي لم يهتم سوى بزوجته ولا يتنازل عن ذراعه التي تحيطها وهي لا تبتعد عنه وكأنها تمنت ذلك القرب 
رقص الجميع على أنغام الموسيقى الصاخبة إلى أن تحولت إلى هادئة فجذبها إليه وضمها لصدره وقد مالت الشمس للغروب وهو يقربها منه دون أن تمانع هي وقال
“أشعر بسعادة لم أعرفها من قبل"
وضعت رأسها على صدره وهما يتمايلان على أنغام الموسيقى وقالت "وأنا أيضا، لأول مرة أتمنى ألا ينتهي اليوم" 
ولكنه أبعدها بمرح وقال "ولكني أتمنى أن ينتهي" 
حدقت به بدهشة وقالت "وكيف هذا واليوم رائع وجميل" 
قربها منه أكثر وهو يحكم ذراعيه حولها وقال "أريده أن ينتهي كي نعود بيتنا وحدنا" 
أخفضت وجهها بخجل واضح فابتسم وقال "ماذا تعدين لي بلية كهذه حرمت نفسي منها؟" 
لم ترفع وجهها إليه وهمست "أخبرني ما تريد وأنا رهن يدك" 
كان صوته يثير الراحة في نفسها وهو يهمس "أنا أريدك أنت، أنت فقط دون عن العالم كله" 
عادت إلى صدره وعاد يضمها وهمست بصدق "وأنا ملك يديك" 
وأخيرا عاد بهم اليخت بعد يوم ممتع للجميع وحمدت ربها أن سوزي لم تحاول إثارة أي مشاكل وتأكدت أن عمر يعاملها كما قال كأخت
ما أن دخلت حتى تراجعت عندما وجدت عشاء شهي على المائدة والشموع موضوعة بشكل رائع فتراجعت وقالت وهي تنظر إلى المكان
“عمر ما هذا؟"
تخلل ذراعه خصرها وقال "هذا استعداد لعشاء رومانسي لنا فقط، ولكن أولا نبدل ملابسنا ونعود" 
نظرت إليه وقالت بدلال أعجبه "عشاء رسمي" 
قربها منه وقال "أنا أكره الرسميات حبيبتي عندما أكون معك، أنا أريدك عروسة، عروستي أنا فقط والليلة لنا وحدنا وكفانا ما ضاع منا، هيا" 
ابتسمت وتحركت إلى غرفتها وهو يتابعها بنظراته إلى أن أغلقت الباب وهي تشعر بسعادة لترى ملابس للنوم بلون الشمس عند المغيب، أسرعت إليه وأمسكته واحمر وجهها من مظهره المثير وابتسمت وهي تتمنى أن تدوم تلك الحياة للأبد.. 
وضعت الروب عليها وأحكمته والخجل يملؤها وهي تتأمل نفسها واللون الذي صبغته الشمس على بشرتها وشعرها 





المتدلي بيسر على أكتافها وعطرها الجديد ثم تحركت إلى الباب ودقات قلبها تسبقها وما أن خرجت حتى رأته يبعد عن النافذة التي أسدل





 ستائرها وما أن رآها حتى وقف يتأملها بنظرات امتلأت بالإعجاب واحمر وجهها لها وأخفضت عيونها ولم تتحرك حتى تحرك تجاهها ووقف أمامها ليرفع وجهها إليه بطرف يده وقال





“سبحان الذي خلق فأبدع، هل هذا الجمال لي وحدي؟"
 كان هو الآخر قد خرج من ملابسه التقليدية وارتدى روبه وتبلل شعره وفاح عطره حولهم وعاد يتملكها بين ذراعيه وهمس 
“الآن أنا لا أعلم هل هو حلم أم حقيقة؟"
ولم يمنحها وقت للإجابة وهو يهرع إلى شفتيها متعطش إلى قبلتها كما كانت هي، سعيدة بأنه معها نفس الرجل الذي عرفته والغريب أنها سعيدة بكل ما يحدث لها وتلك القبلة تمنحها إحساس غريب ومختلف تماما عن قبلة أمير وربما تشعر فيها بصدق المشاعر وحلاوة الحياة من حولها
لم تنتهي القبلة عندما حرر شفتيها وإنما انتقل إلى وجنتيها وعنقها وهمس "هذا العطر يقتلني حبيبتي" 
لم تعد تشعر بأي شيء، ربما تسمعه وتستمتع بكلماته لكنها لا تقوى على النطق وقد أضعفتها قبلاته ولمساته وهو يبعد الروب عنها وهمس
“من الصعب الانتظار أكثر من ذلك حياتي"
ثم رفعها بين ذراعيه كما اعتاد أن يفعل فتعلقت بعنقه وهو يتحرك إلى غرفته ووضعها بفراشه وقال "والآن لن يمنعني عنك شيء حبيبتي فهل يمنعك عني أي شيء؟" 





دفنت نظراتها بأصابع يدها التي تداعب صدره من خلف روبه وقالت "وهل ترى أي مانع يمنعني عنك؟" 
ثم نظرت إليه بنظرة تمتلأ بمعان كثيرة ربما أدركها فابتسم وقال "نعم هناك ما يمنعك عني وهو هذا الخجل




 الذي يزيدك فتنة حبيبتي وبعد الليلة لن يكون بيننا أي خجل" 



ثم عاد إليها وهو يتشوق لحياة جديدة تمناها كلاهم ربما تأخرت ولكنها بالنهاية أصبحت لهم.. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-