أخر الاخبار

رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل الثالث عشر13بقلم دعاء احمد


رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي


 الفصل الثالث عشر13

بقلم دعاء احمد

هادئ كهدوء الليل و سكونه، راقي في جماله... 

عذب كعذوبة العاشقين في العشق ، حزين في صمته ............


الفرح خلص و المعازيم كل واحد رجع بيته و فضل جلال و جمال مع بعض لآخر فرد مشي و العمال بيلموا الكراسي من الشارع و بيشيلوا الزينه 

جلال بابتسامه وسعاده وهو بيقعد على كرسي في ساحة بيت الهلالي

:=العيال كبروا يا جمال انت بقيت جد.... 

وانا ولادي اتجوزوا


ابتسم صديقه بهدوء اطلق زفير مع تنهيده صادقه

:كبروا يا جلال..... بقالنا يجي خمسين سنه واحنا سوا...... 


جلال بصله بابتسامة وهو يربت على كتفه بحب اخوي 

:= ربنا يخليك ليا يا اخويا كنت أصدق من اخويا الحقيقي ربنا يرحمه و يرحمنا.... انا هطلع وانت كمان لازم تروح الوقت اتأخر ياله 


جلال طلع شقته و اللي اخيرا بقيت له هو وحبيبته رغم ان البيت هيكون فاضي عليهم بعد جواز صالح وإيمان.... رغم ان صالح ساكن في الدور اللي فوقه و إيمان في نفس الحي في بيت جديد اشتراه يوسف ليهم. ....... 

========

كانت واقفه وراه بفستان الفرح وهو بيفتح باب الشقه ساند دراعه على زجاج الباب ذا الشكل الطرازي القديم به شي من ايام الخير الذي ولي مع الاحباب 


دخل صالح الشقه و زينب وراه بفستانها الضخم المميز 

قفل الباب وراه اخد المفتاح و حطه على تربيزه موجوده جانب الباب بصلها وهي بتلملم فستانها غير مباليه بنظراته 

"يقال ان نبضات القلب كلما تسارعت كلما اشتدت الحب و من الحب الي العشق الي ان يصل في النهايه الي ان تصبح متيم وهو أقصى درجات العشق" 


شعر بنبضاته تكاد تصل لمسامعها فاضحه عن إعجابه المُلح بها رغم انه منذ فتره قصيره جدا

رفض تماماً فكره الارتباط

الا أن القدر لا سلطان عليه........................


حمحم بنبرته الرجوليه المميزه بصوته الاجش حاد

:=الاوضه عندك تقدري تغيري الفستان دا.....


لم تنطق بكلمه واحده بينما التوتر يسيطر عليها وعلى الأجواء فمن المؤكد انه سيدور بينهم حوار طويل بعد قليل ليحدد كلا منهما ما يريد 

لكن ما يخيفها حقا هو أن يذكر ان شيء يخص عائلتها المجهوله ستنجرح ان فعلها

قلبها على وشك ان ينغرز بداخله سكين حاد سام مؤلم يجعلها ترغب في الصراخ بأعلى صوتها لكن في النهايه تهز راسها ب الايجاب علي كلامه غير معلقه.... 


انحنت قليلا ترفع فستان الزفاف وهي تتجه نحو غرفه نومه بصمت 

_____________________________________

وجدت نفسها بداخل غرفه بطراز رجولي اصيل


و رائحة عطره المميز تفوح منها بقوه تستنشقها باستمتاع

ابتسمت تلقائيا وهي تتفقد كل ارجائها 


غرفه شاسعه، بشكل بسيط لكن بداخلها دف غريب يجعلها ترخي اعصابها المشدوده


بها سرير كبير، خزانه ملابس بلون بني اللمع

، بساط ازرق للصلاه موضوع على طرف السرير 

نافذه تدخل منها الهواء.... رائحه البخور و المسك تفوح منها تبدو بسيطه بشكل يجعلها مميزه مريحه

دف غريب اجتاح كل اواصلها 


مر حوالي ربع ساعه

انتهت زينب من خلع ذلك الفستان و مسح مساحيق التجميل عن وجهها لتبدو أجمل وأنقى بملامحها الشرقيه و شعرها الأسود يعرف طريقه في الانسدال بنعومه على ظهرها يبوح عن امرأه جميله...... 


خرجت من الحمام كانت عارفه انه منتظرها تخرج  لمت شعرها ديل حصان اتأكد من هدومها لابسه بلوزه بأكمام طويله و بنطلون جينز واسع حطت الحجاب على شعرها و خرجت بهدوء


صالح كان قاعد على الركنه وهو ساند دراعه على ركبته مغمض عينيه بيريح اعصابه و دماغه من تعب الشغل حتى يوم فرحه مكنش راحم نفسه من أذان الفجر كان في الوكاله


صالح بهدوء :اقعد يا زينب... 


قعدت بعيد شويه وهي متابعه وهو بيعدل جلسته و بيبصلها بتركيز كان بيرتب كلامه... 


"شوفي يا زينب لازم تعرفي شويه حاجات عني قبل الكلام اللي عندي

انا راجل حُر بشتغل في السمك بقالي تمن سنين الي جانب شغلي في القماش مع ابويا

معايا كليه تجاره.... اقدر افتح بيت والحمد لله 

ودي شقتي زي ما انتي شايفه بسيطه و دا ذوقي

مبحبش قعدة البيت..... بحب الشغل ومن تعبي وشغلي اكفي اهل بيتي.... بحب الست المطيعه الهديه اللي تقدر تمتص غضبي وقت زعلي.. مبحبش الست اللي تبقى شايله مني وهي نايمه جمبي... 

بحب اللي يعاتب و تتكلم تبقى صريحه معايا

تقولي عملت ومكنش ينفع... تعرفني غلطي وتنبهني ليه لو حصل

أحب الست اللي تحبني بكل ما فيها ساعتها هديها عنيا.... وعمري كله مش خساره فيها.. لأنها مش هتكون مراتي بس لا هتكون مراتي وأم أولادي..... 

أهلي اهم واغلى ما عندي.... إيمان مش بس اختي لا هي توأمي...... و الست اللي هتكون معايا لازم تبقى عارفه دا كويس

مبحبش المقارنه و لا انك تحطي نفسك مكانها لأنها اختي وانتي مراتي...... 

قولتي ايه يا بنت الحلال موافقه تكوني معايا بعد اللي قلته دا؟ "


سالها بهدوء وثقه مفيش داعي لتذويق الكلام في اللحظات دي بالذات..... 


فغرت شفتيها بهدوء و هي ترفع عينيها بنظرات هادئه لم تكن تتوقع منه أن يحدث ها بكل هذا اللطف و الود 

" انا مبعرفش اذوق الكلام بس انا زي اي بنت محتاجه بيت هادئ بس انا معرفكش و فكرة الجواز جيت بطريقه غريبه وو.." 


حك دقنه باهتمام و هو يراها تنظر لشرفة الصالون مفتوحه أمامهم 

و الهواء البارد يتلامس وجههما ليزيح الحجاب عن شعرها بنعومه..... 

حمحم بهدوء ليقول بهدوء شامخ

" انا كمان معرفش عنك حاجه..... خلينا ناخد وقتنا مثالا ست شهور نعتبرهم فتره خطوبة كل واحد فين يعرف التاني كويس...... 

حابب اسمعك انتي أيه حكايتك؟" 


سالها باهتمام وهو ينظر لعينيها بتركيز 

يستمع للموسيقى الكلاسكيه  الصادره من شقه والده فالموكد ان والديه يستمتعا بأحد اغاني عبد الحليم قديمه الطراز

ناعمه و رقيقه باتت تلك الاغاني بعيده عنا و نادر ما نراها........ بدا الجو دافي كأنه اكسير الحياه


ضمت جسدها بيديها و هي تكبح دموعها من النزول

"انا...... بيقولوا كان عندي كم شهر لما لقوني بعيط و مرميه في الز"باله ..... الحج منصور راجل طيب محصلش نصيب انه يخلف هو و مراته اخدوني ربوني معاهم كبرت بينهم

كانت أمي جميله ست طيبه 

الحال كان على الاد دخلت المدرسه لكن مكملتش خرجت من سنه تانيه اعدادي والدتي توفيت 

بابا  تعب فتره طويله بعدها لانه كان بيحبها اوي وهي كانت سنده "

ابتسمت بمراره وهي تتذكر ايام الشقاء و تطور ذاتها وتاقلمها على قرصة الحياه وقساوه البشر

لتكمل بنفس الوتيره

" كان عندي خمستاشر سنه لما بابا تعب جدا مكنش فيه اي مصدر للدخل واحنا عمرنا ما قابلنا حسنه من حد 

نورهان هي اللي دلتني على مصنع القماش بتاعكم كان لسه الحج جلال مفتتحه و عايزين عماله...... روحت بدون ما افكر رغم اعتراض ابويا.... لكن اصريت و دخلت المصنع

استحملت كلام كتير اوي من الكل اني بنت حر"ام مش كويسه

البنات اتهموني في شر"في مليجي كان بيخنقني بكلامه  ونظراته  و رغبته انه يتجوزني .... 

كانت ببقى مستنيه اليوم اللي فيه وقت إضافي وأفضل اشتغل مش مهم لو اتاخرت لكن الفلوس اللي كانت بتيجي كانت كويسه جدا جدا كمان 

كان بيت الحج منصور اكبر من اللي احنا عايشين فيه لكن الزمن بقى خلنا نبيعه ونقعد في شقتنا صغيره وبسيطه جدا

لكن مع السنين مرتبي بدا يتحسن و قدرت احوش مبلغ كويس كنت ناويه اشتري بيه جهازي لان اكيد هيجي يوم واتجوز لكن عرفت ان بابا تعبان ولازم يعمل عمليه في القلب

كان معايا خمسه و عشرين ألف في البنك و اشتريت سلسله و خاتم ب احداشر الف كانت صغيره قلت سعر الدهب بيزيد وهحتاجه... 

جيت انت و دفعت فلوس العمليه و لما جيت اديلك فلوسك اهانتني و خلتني متعر"يه أدام نفسي ان اللي زي حياتها هتفضل بائسه." 


نظر  صالح لدموعها التي انهمرت في طريقها لوجنتيها مع تذكر ايام الشقاء والمعافره من أجل لقمة العيش 


"انتي بتعيطي ؟" 


مسحت دموعها و هي تأبى النظر له وهي بذلك الضعف الان تشعر وكانها تجرح كبريائها أمامه

ما سبب كل تلك المشاعر المفرطه الان 

أفاض بالقلب؟! ام انها لم تعد تتحمل 

كانت تكره ان تفكر بذلك بينها وبين نفسها

لما البوح الان؟! 

"مش مهم اللي راح يا زينب.... هعوضك عن اللي راح هكون ابوكي واخوكي و جوزك و حبيبك..." 

شعرت بذراعه تلتف حول كتفها يربت على كتفها باهتمام...... استشعرت رعشه قويه في قلبها زادت وتيره النبضات قوه بعد جملته الصادقه تلك وعيناه الحنونه والمليئه بالدف 


أبتعدت قليلا عنه ب ارتباك من لمساته تلك

" انا هقوم اسخن العشا اكيد برد"


حاولت التهرب من موجة المشاعر الغريبه تلك 

فغر شفيته عن ابتسامه بسيطه لرؤيه خجلها لأول مره......  

في نهايه اليوم

كانت تنام بغرفته الواسعه باطمئنان وسلام وهي تحتضن الوساده

بينما هو ينام بالغرفه المجاوره 


==================

في احد بيوت الحي

و التي تنم عن أناقه و رقي ذوق صاحبها


يقف يوسف أمام بشك أمام باب غرفة النوم يشعر بهدوء غريب ليقول بشك

"ايمان. انتي نمتي ولا ايه كل دا بتغيري الفستان" 


أبتسمت بخبث و مراوغه و هي ترغب في اللعب معه (ك القط والفار) 

:بقولك ايه يا جو الفرح و اليوم كان طويل هنام هنا النهارده وانت البيت مليان اوض شوفلك اوضه نام فيها"


تلقى تلك الكلمات الخبيثه بصدمه فلم تكن تلك مخططاته ابدا

"دا اللي هو ازاي يا عنيا.... دا انا مصدقا خلصت من صالح و اتجوزنا تيجي تقوليلي تعبانه دا عند سوسن.... افتحي ونتفاهم 


"تؤتؤ"...... "نتفاهم اه..... طب يا حبيبي تصبح على خير....." 

فتح فمه بذهول من أفعال تلك المشاغبه لم يشعر بنفسه الا وهو يتجه نحو الباب بقوه يريد كسره لكن ولسرعته وقع على الأرض بعدما قامت بفتح الباب


"آآه يا ضهري يانا.... ياصغير على البهدله يا يوسف" 


ايمان بخوف

" يوسف انت... انت كويس"

سألته باهتمام و نظرات بريئه 


ابتسم بخبث بداخله وهو يرى تلك العيون البنيه بداخلها كل ذلك الاهتمام يا الله انه العشق...






صعد "على" سلم شقته  بارهاق فاليوم كان طويل جداً منذ الصباح مع صديقه في الوكاله و من ثم ذلك ذهابه الي فرح صالح

و إشعال روح البهجة في حفل الزفاف عن طريق 

عرض الشباب بالدراجات البخاريه في الشارع و كان "على" من ضمنهم 


كان يستقل خلف شاب يقود دراجه بخاريه ويتراقص بها

في نصف الشارع علي شكل دائره كبيره و إيضا هناك بعض الحركات الغريبه يقوم بها الشباب يجزم من يراها ان قلبه 

يكاد يتوقف و لكن لمهارة الشباب اتقنوا تلك الحركات ليتوغل الفرح في قلوب المعازيم


وبالفعل كان الجو في غايه البهجه و الفرح وقد بدأت الاغاني الشعبيه تصدر من الدراجات البخاريه لتعطي جو اخر من الصخب مع الألعاب الناريه التي أطلقها الشباب ليصبح حفل زفاف اسطوري بطريقه شعبية محببه لقلب الشباب


تنهد على بتعب وهو يقوم بفتح باب شقته ليعود لعالمه الكئيب الوحيد

حيث لا حبيبه ولا مؤنسه...... 


وضع مفتاح الشقه على الترابيزه بجوار الباب 

القى بجسده على أقرب اريكه 


أعاد راسه للخلف يستند على حافه الاريكه يغمض عينيه و يغرق في ذكرياته مع تلك الفاتنه الجميلة قبل ثلاث سنوات في حارتهم القديمه 


عوده للماضي قبل ثلاث سنوات حيث كانت الحياه اكثر اشراقاً وأكثر قسوه 

ليزداد الأمر سوا؟.......

في حي ضيق جدا حيث البيوت الصغيره المتراصه بجوار بعضها


يقف على في شرفه منزله الصغير وهو ينظر للبلكونه المقابله له ينتظر خروجها هو يعلم أن اليوم هو (يوم الغسيل) و حتما ستقف كعادتها تقوم بنشره ليتبادلا الحديث و يتسامرا بود 


بعد حوالي ربع ساعه 

خرجت وهي تحمل على رأسها سلة كبيره مليئه بالملابس المبلله وضعتها أرضا وهي تضع يديها على ظهرها تتاوه بالالم


حبيبة 

"اه يا ضهري الواحد اتهد حيله في البيت والله الشغل ارحم" 


حمحم بصوته الرجولي الخشن المميز 

رفعت عينيها على نافذه على المقابله لها لتظهر ابتسامه خافته و لكن اختفت سريع ليبدو وجهها حاد غاضب يبوح عن شراسه انثي غاضبه

ضبطت ثيابها البيتيه و لكن دون النظر اليه لتبدا في نشر الملابس


تخاف من نبضاتها والتي حتما ستفضحها يوما ما

كلما شعرت بقربه ينبض قلبها بقوه خفقاته تجعل من يراها يجزم انها ستنتهي يوم بذلك العشق


ابتسم على بمراوغه وإعجاب يلمع في عينيه وهو يراقبها تنشر الغسيل و هي تتجاهله 

ولكن هي بالنسبه  له ك الكتاب المفتوح شفافه يعرفها اكثر من ذاتها

ليقول بحده

"بت افردي وشك... انا رايح الشغل مش ناقص" 


"ولما حضرتك مشغول اوي كدا واقف هنا ليه شوف رايح فين يا استاذ ..... ولا رايح لمين تقابلها....." 


اجابته بحده وغيره تفتك بروحها المعذبه في عشقه


عقد حاجبيه باستغراب وشك من طريقتها تلك فهي حقا متقلبة المزاج يحاول بكل الطرق ان يمتص غضبها المحبب لقلبه 


" اقابل مين؟ وانا هقابل مين يعني... صالح والعمال"


لوت شفتيها بسخريه 

" صالح عليا انا يا ابن عبد المنعم شوف يا علي انا محبش اللوع و يا حبيبي لو عايز تقضيها غراميات انت والسنيوريتا بتاعتك يبقى في حته مدريه مش في نص الشارع وآدم الحاره كلها" 


رفع حاجبه اليمين و هو يحاول فهم ما يدور بعقلها ليسالها بشك

" انتي تقصدي ايه يا بت انتي... غراميات ايه؟ و سنيوريتا مين دي؟ هو انا عملت حاجه لا سمح الله ما انا مط... 


توقف بذهول وهو ينظر لها ولغبائها 

"انتي تقصدي سماح.... دي هي اللي وقفتني امبارح وانا جاي من الشغل و بعدين انتي هبله يا بيبة دي كانت عايزانى علشان اشوف لاخوها شغل مع صالح

حبيبة بصيلي......" 


ياليت عيني لم تراك ايها الوسيم كيف تجعل قلبي ينبض بهذه السرعه لمجرد رؤيه عينيك و ما بها من شجن دفين تود لو أصبح ملكك لتعبر عن كل ذلك العشق لي 

وهل ساصبح لك يوما؟!!!!!


حبيبه بغضب وشراسه 

" على انت عارف ان البت دي عينيها عليك و امها بتكره امي ونفسها تخ"طفك لبنتها تقوم انت تقف معها في نص الشارع

ليه أن شاء الله؟ ".... 


ياالله من تلك الفاتنه أهي تغار؟ وهل لقلبي من حبها مفر؟!! كم تبدو فاتنه حقا ويوم ما ستهلكه ان لم تكن فعلت


" بيبة انتي غيرانه؟!" 

اجابته باقتضاب وهي تنشر الملابس و كما يروق لها سماع صوته و التسامر معه حتى أن كان شجاراً بينهما


" واغير ليه أن شاء الله..... انا احط نفسي في مقارنه مع واحدة زي دي لا طبعا" 


"طب زعلانه ليه دلوقتي يرضيك اروح الشغل واحنا متخانقين"


سالها بحيره وعتاب فهو حقا يرهق نفسه في العمل لتحسين حياتهما كم يود لو يأتي اليوم الذي يجمعهما القدر تحت سقف واحد في الحلال


" علشان محبش اسمع كلمه من اي واحده متسواش يا علي وعلشان انا فعلا بغير و لولا ستر ربنا كنت كلت البت دي باسناني "


عادت الابتسامه المشرقه لوجه وهو يستند بجسده الصلب على إطار النافذه ليقول بهدوء و نبرته الساحره لها

"حبيبه انا عمري ما هحب غيرك و لو ليا نصيب في واحدة فهتكون انتي" 


أرضا غرورها لتبتسم و تشرق الشمس معلنه عن قلبان متحبان 

" ماشي يا سي على هصدقك و أمري لله"


على بغمزه شقيه 

" وانا عمري ما هخذلك يا بيبة" 


دار حوار طويلا بينهم عن احواله بالعمل و احوالها أيضا في المعافرة من أجل لقمة العيش ف الاثنين حالتهما الماديه ليست متيسره 

انتهت من نشر الغسيل ولم يتبقى سوي القليل

لم تكن تنظر لما بيديها من ثياب لتتفاجا بتغير ملامحه كليا

اعتدل في وقفته وهو ينظر لما بيديها بو"قاحه 

" مش بيتنشر هنا دا يا بيبة"


" هو ايه؟ "

سالته باستغراب وهي تنظر لما بين يديها من ثياب خاصه بها لتتسع عينيها بدهشه وصدمه مما تمسك اخفته سريعا وراء ظهرها ليتلون وجهها بخجل مفرط وغضب ظاهري حاد

" انت قليل الادب....وبعدين دا.. دا مش تبعي خالص.. "


غمز لها بوقا"حه ليقول بتسليه

"لولا أن الحلال أجمل و احسن بمراحل كنت لقتيني عندك دلوقتي.... 

على العموم موضوع قليل الادب دا نتناقش فيه بعد الجواز سلام يا بيبة "

ثم تابع بحده و صرامه غير قابله للنقاش

" الحاجات دي تتنشر جوا يا هانم"


بلعت ما بحلقها بصعوبه وهي تدخل لغرفتها و جهها يشتغل بنيران الخجل 

موقف بشع مخجل محرج ابتسمت بخجل لا تعلم هي فقط تعشقه وهو كذلك و تتمناه كما يتمناها 


لكن أين هما الان؟؟؟!!!

يجلس هو على اريكته في شقته الجديده

وحيدا كئيب و هي لا أحد يعلم عنها شي....


فاق من شروده على ضوء يزعجه بعدما اضاءت والدته نور الصالون وهي تراه يجلس هكذا


سيدة في منتصف العقد الخامس من عمرها بشوشه الوجه طيبه القلب حنونه جعلته يتشرب منها الحنان (هدى جمال)


هدى وقد دب الخوف في قلبها على فلذه كبدها

"بسم الله الرحمن الرحيم... على قاعد لوحدك في الضلمه ليه يا حبيبي.. حصل حاجه؟"


تنهد وحاول ان يبدو عاديا و قد ارتسم على وجهه ابتسامه خاليه من الفرح

"ولا حاجه يا ست الكل بس انشغلت شويه كنت بفكر في حاجه تبع الشغل... ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي مش المفروض تنامي بدري بعد الدوا "


ابتسمت أمه بطيبة وهي تجلس بجواره تمسك بيديه بحنان و كأنه طفل في العاشره من عمره

"انام وأطمن ازاي وانت برا لحد دلوقتي قولي الفرح كان حلو... ربنا يسعدهم صالح ابن حلال ويستاهل كل خير.... عقبالك يا علي مش ناوي بقى تفرحني يا حبيبي"


ابتسم بحزن وهو يطلق زفير لعين

"ان شاء الله يا أمي لما ربنا يأذن و القى بنت الحلال"


"طول ما انت مش بتدور مش هتلقي يا علي انا عارفه انك بتفكر في ايه....... بس خالص معدش ينفع....


ايه رايك انا ادورلك على عروسه اصل لو سبتك كدا مش هتتجوز طول ما انت هالك نفسك في الشغل و بعدين احنا الحمد لله الظروف اتعدلت والشقه كبيره وواسعه ناقص العروسه"


علي

" ايه يا ام علي زهقتي مني ولا ايه؟ "


هدى بحب

" لا يا ضي عيني مفيش أم ممكن تزهق من ضناها بس انا نفسي افرح بيك انت الحمد لله جوزت اختك وسترتها فاضل بقى تريح قلبي و تتجوز انت تستاهل واحدة بنت حلال تحتويك و تكون لك زوجه و اخت و حبيبه"


حاول مسيرتها فيما تريد قالا بجديه

" سبيها على الله يا أم علي و ياستي انتي و شاطرتك لو لقيت عروسة انا جاهز ياله بقى تعالي ادخلك تنامي علشان انا كمان هلكان و بكرا عندي شغل من بدري"


" ربنا يوفقك يا ابني ويسعدك و يرضيك يا ابن بطني ويرزقك الزوجه الصالحه ويبعد عنك بنات حواء الغدرين"

قالتها بحده وهي تقصد فتاه بعينها لكن لم يعلق فقد غلبها التعب....

======================

في بيت يوسف الصاوي

ممسكا بظهره وهو يتألم بوجع بسبب فعلة تلك المشاغبه

أيمان وقد دب الخوف قلبها عليه

" يوسف رد عليا ايه اللي بيوجعك؟ "


ابتسم بخبث وهو يرى كل هذا الاهتمام من صاحبة العيون البنيه  ياالله انه العشق

لكن صدمته الحقيقه كانت وهو ينظر لها مازالت بفستان الفرح بعد كل هذا الوقت من الانتظار


يوسف بذهول

"ايه دا؟ انتي مغيرتيش دا انا بقالي يجي نص ساعه برا لسه بالطرحه يا محترمه يلهوي بقى انا مستني كل دا وانتي لسه زي ما انتي"


تمسكت اكثر بفستان زفافها والخوف يتغلغل بقلبها وهي تبعد عنه وهي ترى تلك النظره الغريبه منه

"بص يا يوسف من الاخر كدا انا مش جاهزه فعلا و اتفضل بقى شوفلك اوضه تنام فيها "


شهق بصدمه من أفعال تلك الفتاه لطالما سيأتي يوم تصيبه بنوبه قلبيه أثر أفعالها و لكن هي جاده؟!!!


"طب استهدي بالله كدا يا حبيبي وادخلي بس غيري"


"لا" وياله بقى طرئنا والا هكلم بابا و انت حر بقى معه

نظرات الذهول لم تبارح وجهه بل زاددت مع شعوره بجديتها

" على فكره ابوكي كان شاهد على جوازنا يا هبله وكان وكيلك فهمه دا معناه ايه؟"


توترت اكثر واكثر من طريقته وحاولت اخفاء ذلك بغضب 

" ايوه فاهمه بس..... انا مش مجبره اني اعمل حاجه مش عايزاها ولا هتغصبني"


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-