أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل العاشر10بقلم داليا السيد


رواية ليدي نور 

الفصل العاشر10
بقلم داليا السيد


صندوق.. زواج 
بالصباح كانت تحاول أن تخفي معالم الإرهاق البادية على وجهها وقد أرهقها التفكير بالأمس حتى اتخذت قرارها، 



نهضت بكسل من الفراش واغتسلت وارتدت ملابس أنيقة زادت من جمالها ووضعت ميك أب لإخفاء أثر عدم النوم حتى دق الباب فالتفتت وتقدمت لتفتح لتراه يشعل سيجارة ويقول
“صباح الخير"
بدا وسيما بقميصه الزيتوني وبنطلونه الجينز الأزرق، ابتسم لرؤيتها وهي تقول "صباح النور"  
تقدم ونال قبلة رقيقة منها وقال "هل نذهب؟ السيارة تنتظر" 
حاولت أن تبتسم وهي تقول "أرسلت الحقيبة، لحظة وأكن جاهزة" 
ركبت بجواره فقال "أعلم أن لا وقت لديك للبقاء" 
هزت رأسها وقالت "أحاول أن أنهي كل شيء قبل الزفاف" 
ابتسم وقال "لم تخبريني شيء عن والدتك، والدك، كل شيء جدك وجدتك!؟" 
تاهت وسط كل ما يحدث لها ثم أبعدت عيونها عنه وقالت "تشبه حكايتك ولكن بالعكس، والدتي هي من تركتني، بالبداية أخبروني أنها ماتت لكن يوم كبرت قليلا وبدأت المشاكل عرفت أنها تركتني ورحلت لحياة أحبتها من الرقص والغناء مع رجل أحبته من العامة، جدي غضب بشدة وحاول إعادتها لكنه فشل ووالدي أدرك أنه لن يجدها فطلقها ورحل كان يأتي من وقت لآخر لرؤيتي ولكنه تركني لجدي، جدي رفض إلا أن أكون له ويعوض بي فقدان ابنتيه خاصة بعد طرد جاكلين" 
أمسك يدها فنظرت إليه وقد تألقت نظراته بالحب والحنان وقال "تفتقدين من منهما؟" 
ابتسامة لا معنى لها سكنت على شفتيها وهي تقول "لا أعرف رائد، لم أفكر بذلك بيوم ما" 
قبل يدها ثم أحاطها بذراعه وقال "الماضي لا يمثل لنا شيء الآن حبيبتي طالما نحن سويا" 
لم تواجه عيونه وهي تقول "ليتك تظل معي للأبد ولا تتركني بيوم" 
قال "لن يكون نور فلا معنى للحياة بدون أجمل شيء بحياتي كلها، لست زوجتي فقط بل نصفي الآخر، روحي التي تسكن جنباتي" 
طبع قبلة على شفتيها فأغمضت عيونها تحاول أن تسكت ما ينبض داخلها من خوف لأول مرة تشعر به بكل حياتها.. 
لأول مرة تشعر أن العمل جبل يثقل كاهلها وبنهاية اليوم اتصلت بجوان ولكنها عرفت أنه بعطلة وربما يعود بالغد، دق الباب ودخل موريس فنظرت له وقالت 
“ما من أخبار عن علاء؟"
قال وهو يجلس أمام مكتبها "لا ليدي، وليدي جاكلين اختفت مرة أخرى، لم نحقق أي تقدم" 
رفعت عيونها إليه ثم عادت للاب وقالت "فقدت صلاحيتك أم ماذا موريس، بدل الرجال وأعد البحث" 
هز رأسه من نبرتها القوية ثم بدأ التحدث عن العمل فتجاوبت معه ولكن سرعان ما رن هاتفها باسم جوان فأشارت لموريس وتركت اللاب وأجابت "جوان هل عدت؟" 
قال بمزح "بالتأكيد لم تفكري بي وأنت بذلك الحفل وصورك تملأ الميديا كلها بجواره ليدي" 
نهضت للنافذة وقالت "متى يمكنني أن أراك سموك؟" 
تبدلت نبرته للجدية وقال "الآن لو شئت حبيبتي ماذا بك؟" 
قالت "عندما أراك سأخبرك" 
قال "أنتظرك نور" 
أنهى رائد البروفة الخاصة وقال "عز هذا المقطع لا يعجبني" 
تحرك عز خلفه وقال "لا رائد فقط أسرع الإيقاع قليلا" 
نفخ دخانه وقال "هل جهزت كل شيء؟" 
قال عز "بالتأكيد، بالغد سيكون كل شيء موجود لا تقلق" 
شعر بيد عز على كتفه وقال "تحبها؟" 
نظر لعز وقال "ماذا تظن؟" 
ابتسم عز وقال "أراه بعيونك صديقي، أتمنى سعادتك من قلبي، هل ستوافق على حفلة القاهرة الشهر القادم؟" 
نظر لعز وقال "لا أعلم دعني أنتهي من الزفاف أولا وبعدها أقرر، هل عرفت شيء عن علاء؟" 
قال عز "لا، والرجال الذين استأجرتهم لحمايتك لم يصلوا لأي شيء" 
قال "ونور؟" 
قال عز "لديها رجال تفعل ألم تلاحظهم؟" 
هز رأسه ثم قال "أشعر أنه يخطط لأمر جديد لم أعرفه" 
سمع ماري تقول "لن يمكنه أن يفعل فهو يخاف من الأمير الذي يحرسها جيدا" 
التفت عز إليها بينما نفخ رائد بقوة فاقتربت من الرجلان وقالت "الجميع يعرف علاقتهم، إنهم لا يفترقون" 
التفت إليها بقوة وعيونه تشع ببريق غضب مكتوم بينما قال عز "ماري توقفي، علاقتهم كالإخوان، الأمير علاقاته معروفة والليدي نور ليست واحدة منها" 
ابتسمت بسخرية وقالت "حقا!؟" 
رفع رائد اصبعه محذرا وقال بجدية واضحة "لا دخل لك بنور ماري" 
قالت ببرود "كنا نظن أن ليس لك قلب لتحب وتتزوج" 
قال وهو يتحرك للخارج "هذا أيضا ليس من شأنك" 
ابتعد إلى هواء الحديقة واتصل بها وتصادف وجودها عند جوان بذلك الوقت فنظرت لجوان وقالت "إنه رائد" 
كانت نظراته قوية بينما أجابت هي بقلب يخفق بدون رحمة "أهلا رائد" 
قال "أين أنت؟" 
نظرت لجوان وقالت "أكيد تعلم، هل أنهيت عملك؟" 
قال "سأمر عليك بالشركة لتناول العشاء أريد رؤيتك" 
أسرعت تقول بدون تفكير "لا، لا رائد" 
ضاقت عيونه من نبرة صوتها وقال "لا!؟" 
حاولت أن تصلح ما أفسدته وقالت "أقصد أنا لم أنتهي بعد ولدي اجتماع هام ولا أعلم متى سينتهي تغيبي بالأمس عطل الكثير" 
هز رأسه وقال "تمام نور، عندما تنتهي هاتفيني" 
أغمضت عيونها وقالت "سأفعل" 
أغلقت وجلست على أقرب مقعد فتقدم منها جوان وقال "لم تخبريه أنك هنا، لماذا؟" 
لم تواجه نظراته وقالت "غيرته تفسد أفكاره جوان وأنا لست بحالة تسمح لي بمواجهته" 
قال وهو يقترب ويجلس بالمقعد المجاور "هل تهدئين، لكل مشكلة حل نور" 
نظرت له بعيون حائرة وقالت "ليت ما تقول صحيح جوان" 






فعاد وقال "عليك أن تخبريه بالحقيقة أظن أن الصراحة أفضل" 
نظرت له والخوف يعود إليها ولم تعرف ماذا تفعل وقد فقدت القدرة على التفكير 
لا يعلم لماذا شعر بنبرة صوتها بشيء غريب لم يعرفه من قبل وكأنها لا تريد أن تراه، نفخ دخان السيجارة بقوة ثم تذكر أن لديها العديد من المشاكل خاصة علاء فاستسلم إلى أن العمل وربما قرب الزفاف هو ما يوترها.. 
دق باب غرفتها ودخلت ماريا تقول "صباح الخير ليدي، الجدة تسأل عنك" 
تحركت إلى غرفة جدتها التي كانت تجلس وبيدها صندوق خشبي قديم مزين بفصوص من الأحجار الكريمة، ابتسمت لها وهي تدخل وتقول "صباح الخير جدتي، كيف حالك اليوم؟" 
قبلت جدتها وجلست بجوارها وقالت الجدة "بخير حبيبتي، هل أعددت نفسك للزفاف؟" 
زاغت عيونها بعيدا وقد تسرب القلق إليها وهي تقول "رائد يفعل جدتي" 
ربتت الجدة على يدها وقالت "أنا سعيدة جدا لأني سأرى ذلك اليوم نور، هاك" 
وضعت الصندوق بيد نور وقد كانت تعرف أنه صندوق المجوهرات الخاص بها فتراجعت وقالت "ما هذا جدتي؟" 
قالت الجدة "هذا ميراث العائلة حبيبتي، خالتك حاولت الحصول عليه بيوم ما ولكنها فشلت فجدك كان يخفيه جيدا واليوم هو لك لأنك الوريثة الشرعية له ولي" 
أعادت لها الصندوق ونهضت والقلق يزداد "لا جدتي لا أريد شيء، أنا أريد وجودك معي تعلمين أن ليس لي سواك" 
ابتسمت الجدة وقالت "أعلم حفيدتي الجميلة ولكن الآن أصبح هناك رجل بحياتك سيكون شريكك بالحياة، ظهرك وسندك بكل شيء، لا تجعلي الماضي يوقف سعادتك نور فهو ماضي مات وانتهى وأنت أحق بأن تعيشي مستقبل سعيد، تعلمي نور أن تحبي وتطلقي لقلبك العنان ليعيش ويسعد ويهنأ" 
نظرت لجدتها بعيون لا تشعر بالأمان وقالت "لم أتعلم كيف أفعل جدتي وربما تمنعني الأقدار من تلك السعادة" 
لم تذهب ابتسامتها وقالت بحنان "لا يا ابنتي نحن من نصنع سعادتنا وأحزاننا فاصنعي مستقبلك وسعادتك دون تردد مع الرجل الذي يحبك وفضلك على الملايين من النساء" 
لم ترد فمدت الجدة لها يدها فعادت لتركع على الأرض أمامها فوضعت الجدة يدها على وجنة نور وقالت "هذا الذهب لك ولأولادك من بعدك وتذكري أنك نور حفيدة الماركيز دان ماريو" 
قبلت راحة جدتها وأغمضت عيونها وهي تضع رأسها على حجر جدتها طالبة للراحة والأمان رغم ما داخلها من قلق وحيرة مما تخفيه الأقدار لها
كان ريمون يقود بها السيارة وهي تعبث باللاب الخاص بها عندما قال ريمون "ليدي هناك سيارة تحاول إيقافنا" 
رفعت وجهها وقالت "سيارة؟ أي سيارة وأين الرجال الخاصة بنا؟" 
قال "أوقفوهم ليدي، هل أقف؟" 
نظرت للخلف وقالت "نعم" 
توقف ريمون بالطريق الجبلي للقصر عندما تقدم أحد الرجال فأنزلت الزجاج وهو يتقدم ويقول "إنها مدام جاكلين ليدي" 
تراجعت بمقعدها لحظة ثم قالت "ماذا تريد؟" 
قال "التحدث معك" 
فكرت قليلا ثم هزت رأسها فعاد الرجل ونزلت جاكلين تحت حراسة رجالها الذين قاموا بتفتيشها ثم فتحوا لها لتركب بجوار نور التي لم تنظر لها وهي تبعد اللاب فقالت الخالة
“كان لابد أن أراك"
قالت بهدوء "وأنا كنت أنتظرك" 





ابتسمت جاكلين الجميلة وقالت "بالطبع، علاء" 
نظرت لها نور بحدة فأكملت جاكلين "ابعدي رجالك ورجال الأمير عنه" 
قالت بقوة "لن يكون جاكلين لقد أراد قتل خطيبي وقتلي" 
لم تذهب ابتسامة جاكلين وقالت "لن يفعل فقط ابتعدي عنه وإلا" 
حدقت بها نور بغضب وقالت "وإلا ماذا جاكلين؟ أنا لا أحب التهديد" 
ضحكت جاكلين وأبعدت شعرها القصير بلون شعر نور وقالت "لكن لو تعلق الأمر بخطيبك ربما تحبيه ليدي، كل ما أعرفه عن رائد ياسين ووالده سيكون أمام الصحافة ومن قبلها أمام خطيبك نفسه لو لم ترفعي رجالك عن علاء" 
شحب وجه نور وارتفعت أنفاسها وقد تأرجحت بين الغضب والسخط على تلك المرأة ولكن سرعان ما قالت "ابتعدي عن رائد جاكلين لن تحبيني لو أصابه سوء وابنك جربني من قبل" 
عادت تضحك بوقاحة وقالت "ولكن الآن لن يمكنك فعل أي شيء، الزفاف أهم، سمعتك وسمعة المطرب الشهير أيضا أهم، ترى ماذا سيفعل عندما يدرك أن زوجته هي من.." 
قاطعتها نور بقوة وغضب "كفى، اسمعي جاكلين تعلمين أن الليدي نور لا تخاف أحد خاصة أنت وابنك ولم يكن الرجال بذلك التأثير الذي تظنيه بحياتي فابتعدي عن طريقي" 
تجهم وجه جاكلين من كلمات نور القوية وقالت بغضب "إذن سأخبره كل شيء نور" 
ظلت المرأتان تحدقان ببعضهم حتى أبعدت نور وجهها دون أن تمنحها أي شعور بالضعف والاستسلام وقد تعلمت كيف تواجه الابتزاز بهدوء ولكن هذه المرة هو ابتزاز على حياتها وسعادتها لذا عليها أن تهدأ وتجيد التفكير كي لا تخسر
سمعت جاكلين تقول بنبرة خالية من التهديد "اسمعي نور أنا فقدت كل شيء، أبي طردني وحرمني من الميراث وابني لا يصلح لأي شيء ولكنه بالنهاية ابني" 
نظرت لها نور وقد تبدلت عيونها للبني ولكن بصوتها نفس القوة وهي تقول "وماذا جاكلين!؟" 
تبدلت ملامح جاكلين وقالت "فقط اتركيه لي لم يعد لي أحد سواه" 
لانت ملامح نور وقالت "علاء لن يتوقف وأنت تعلمين ذلك" 
قالت "سيتوقف، أعدك أن يفعل" 
أبعدت وجهها لحظة ثم عادت وقالت "اسمعي جاكلين تعلمين أني أمنح علاء الكثير ولن أتوقف من أجلك حتى ولو لم يتوقف كرهك لي وسأرفع الرجال عنه لكن بشرط، أن تختفي كما كنت من قبل أنت وهو لا أريد رؤيته بحياتي ولا حياة خطيبي مرة أخرى ولن أسمع ما كنت تهذين به من قليل وإلا أقسم بروح جدي أني لن أرحمكم أنتما الاثنان ولن يكون للقرابة أي دور وقتها هل تفهمين؟" 
هزت جاكلين رأسها ونزلت من السيارة ورغم ذلك لم تثق نور بها ولا بعلاء وأدركت أنهم يمثلون خطر أكيد عليها ولا تدري كيف توقفه
ما أن نزلت جاكلين حتى رن هاتفها باسم جوان فأجابت "كنت سأهاتفك" 
****
نزل رائد من غرفته ليرى عز ينتظره فقال "صباح الخير أتيت مبكرا" 
قال عز "دار الأزياء اتصل وأنت هاتفك كان مغلق فاتصلوا بي" 
أخرج هاتفه ولاحظ ذلك ففتحه وقال "أغلقته بالأمس وقت البروفة ولم أفتحه، هل وصل؟" 
قال عز بابتسامة "نعم يا صديقي ألف مبروك يا رائد أنا حقا سعيد من أجلك" 






ابتسم وقال "وأنا سعيد لأنك معي" 
تحرك الاثنان للخارج فقال عز "حفلة القاهرة تنتظر ردك يا نجم" 
قال وهو يركب سيارته وعز بجواره "لا أعلم، القاهرة تمثل عبأ على كاهلي" 
قال عز "ربما تصحب الليدي برحلة لهناك أثناء الحفل" 
قاد وسط زحام المدينة وقال "سنكون قد عدنا من شهر العسل ولا أعلم وقتها كيف ستكون ظروف عملها، لا تقبل الحفل الآن عز واترك الرد مفتوح" 
هز عز رأسه وانتهوا عندما رن هاتفه باسمها فابتسم وقال وهو يجيب "صباح الخير أميرتي، كيف حالك؟" 
قالت بنبرة هادئة "بخير، أين أنت؟" 
قال "لدي بعد الأعمال مع عز وكنت أريد رؤيتك اليوم" 
قالت "بالعشاء!" 
قال "كما تشاء أميرتي هل تفضلين مكان معين أم عندك بالقصر" 
قالت "بالقصر، لا أحب ترك جدتي كثيرا كما تعلم" 
أجاب "كما تشاء أميرتي" 
أغلق فقال عز "لا أصدق أن كل ذلك حدث بأقل من شهر رائد، ولا أصدق أيضا أنك ستتزوج" 
ابتسم وقال "ولكني أصدق يا صديقي وأنتظر ذلك اليوم، نور ليست أي امرأة فهي من سكنت فؤادي منذ سمعت صوتها" 
****
بالتأكيد أرسلت بطلب ما تحتاج إليه للزفاف فقد كان عليها أن تفعل بل تريد أن تفعل ورغم كل ما تمر به إلا أنها تصارع الأقدار وترفض الاستسلام لها ولكن من داخلها قررت أن تبلغه كل شيء قبل الزواج
استقبلته على الباب بابتسامة فاتنة وهو يقبل شفتيها برقة ويقول "افتقدتك أميرتي تبدين فاتنة ككل مرة" 
أحاطها بذراعه وهو يتحرك معها للداخل وهي تقول "وأنا أيضا" 
دخل معها ليرى الجدة ويقبل يدها ويقول "كيف حالك جدتي؟" 
ابتسمت له بحنان وقالت "بخير يا فتى" 
تبادلا الأحاديث الودية حتى انتهى العشاء وصعدت الجدة لغرفتها بينما تحرك معها لقاعة الجلوس وانسابت الموسيقى الهادئة فجذبها إليه ورقصا سويا والعيون فقط هي التي تتحدث حتى همس
“الأيام طويلة نور"
قالت "ولكنك معي" 
ابتسم وقال "ولن أكون سوى معك" 
قالت "وعد رائد؟" 
ابتسم وقال "هل لديك شك حبيبتي؟ زواجنا وعد وميثاق بيننا ولن يفرقنا شيء" 
وضعت رأسها على صدره وقالت "وأنا لا أريد سوى ذلك، أن أكون معك للأبد، لم أصدق يوما أني سأتزوج وتكون لي تلك الحياة لم أعرفها أبدا" 
قبل جبينها وهو يشد عليها بذراعيه وقال "ولا أنا نور ولكني أدركت أنك سكنت قلبي منذ سمعت صوتك لأول مرة لذا بحثت عنك بكل مكان" 
همست وقد ظنت أنه الوقت المناسب "رائد" 
رفعت وجهها إليه فلاحت نظراته التي تمتلئ بالشوق بعيونه وهو يجيب "عيون رائد" 
دق قلبها وهي تقول "هناك ما أريد أن أخبرك عنه" 
لم يمكنه مقاومة جمال عيونها البريئة ولا رائحة عطرها الرائعة فوجد نفسه ينحني ويجذبها إلى قبلته التي تأخذها لعالمه وتنسيها العالم كله ولم يعيدهم من عالمهم إلا رنين هاتفه فأبعدها قليلا وقال 
“هذا عز، بالتأكيد الفرقة وصلت" 
ابتعدت ليجيب وقد قطعت الأقدار كلماتها حتى انتهى وشعرت به يحيط ذراعيها من الخلف ويعيدها أمامه ويقول "هل تسمح لي أميرتي بالذهاب؟ عز والفرقة تنتظرني" 






حاولت أن تبتسم وهي تهز رأسها بالموافقة فجذبها إليه وأكمل قبلته حتى أخذ أنفاسها فأبعدها وما زالت أنفاسه تحيي كل مشاعرها وتضرب قلبها بقوة وهو يهمس "فاض الشوق من قلبي لك أميرتي وفرغ الصبر حتى لم يعد يكفيني لانتظار ذلك اليوم" 
قبل وجنتها ثم يدها وهي تمنحه ابتسامة بوجه يشع بهجة بكلماته ولكن ما أن ذهبت سيارته تاركا عطر رجولته خلفه معها يضمها ويدفئها ببرودة الليل حتى شعرت بالوحدة وأدركت أنها فشلت بإخباره ولا تعرف كيف لا يمكنها أن تنسى مخاوفها حتى وهي معه وإلى متى سيظل الخوف هو شريكها.. 
تبقى يوم على الزفاف وفشلت كل محاولاتها لإخباره لانشغال كلا منهما بالتجهيزات للزفاف وقد حاول هو أن يكون الزفاف بما يليق به وبزوجته فاختار الأفضل بينما أعدت هي غرفة جديدة للنوم وبالطبع ملابس جديدة وانشغلت بالمكتب مع موريس الذي وقف بجوار مكتبها وقال "نكتفي بذلك ليدي لقد انتهينا" 
تراجعت بتعب وقالت "ربما، لا تتراجع في الاتصال بي بأي شيء" 
ابتعد وقال "حاضر ليدي" 
دق الباب ودخلت ماريا وقالت "هناك من أتى من عند مستر رائد بالخارج ليدي" 
قالت بدهشة "رائد؟ من؟" 
رن هاتفها باسمه فأجابت فقال "هل تلقيت هديتي؟" 
قالت بتساؤل "أي هدية رائد؟" 
قال "اذهبي وانظري لكن بغرفتك وحدك" 
نهضت وقالت "أنا لا أفهم" 
قال "الأمر بسيط اذهبي وستفهمين" 
أغلقت الهاتف فنظرت لموريس وقالت "أراك غدا بالحفل موريس" 
ابتسم واستأذن وتحركت هي لقاعة الضيوف ورأت رجل وامرأة ومعهم صندوق هدايا كبير مزين بشريط ستان أبيض، ابتسمت المرأة وقالت "مبروك ليدي أين نضع هذا؟" 
نظرت لماريا وقالت "يمكنها أن تأخذه منك وشكرا لتعبك" 





قالت المرأة "سأنتظرك هنا ليدي في حالة احتياجك لي" 
تحركت ماريا بالصندوق الكبير وتبعتها هي وقد كانت تفكر بهديته حتى دخلت غرفتها وخرجت ماريا وهي تتقدم وتفك الشريط لترى كارت كتب عليه "ليته يليق بجمالك ليدي، زوجك رائد" 
ابتسمت وفتحت العلبة لتتراجع أمام الفستان الأبيض الرائع الذي لمع أمامها وتذكرت أنه أخبرها بأنه سيكون هديته لها وقد فعل وقد تساءلت هي عنه بين قرارة نفسها، أمسكته وأخرجته لتراه رائعا حقا فابتسمت بسعادة تمنت أن تظل معها لآخر العمر
مع أول نسمات للصباح امتلأ القصر بأشخاص كثيرة تعد للحفل ووقفت خلف النافذة بغرفتها تتابع من بالحديقة ثم ابتعدت وتحركت لغرفة جدتها التي ابتسمت لها وقالت
“تعالي حبيبتي تبدين مشرقة"
تقدمت بقوامها الجميل الملتف بروبها الحريري وقالت "كيف حالك جدتي؟" 
قبلتها فقالت الجدة "بخير، متى سترحلون لسيدني؟" 
جلست أمام جدتها وقالت "غدا بعد الظهيرة، لم لا تأتي معنا جدتي؟ أخشى من تركك وحدك" 
ضحكت الجدة بسعادة وقالت "وكيف سيكون شهر عسل بوجودي؟ استمتعي يا فتاة فهو شهر بالعمر كوني له هو فقط" 
ابتسمت وقبلت وجنتها وعادت لغرفتها لتجد هاتفها يرن باسمه فأجابت "صباح الخير عروستي" 
ابتسمت وقالت "صباح الخير، رائد أنا لا أصدق كل ما يحدث حولي" 
ابتسم وقال "ولكني أصدق حبيبتي ساعات قليلة ونكون زوجين ولن يوقفني عنك أي شيء" 
كلمة حبيبتي جعلتها تنتفض فقد شعرت بصدقها منه وتمنت لو تخبره كل شيء، سمعته يقول "هيا عروستي استعدي فأنت كعادتك تطغين بجمالك على الجميع" 
قالت "رائد هناك ما أريد إخبارك به" 
انتبه لجدية كلماتها فقال "ماذا نور هل أصابك شيء؟ أنت بخير؟" 
أسرعت تجيب "نعم، نعم، أنا بخير إنه موضوع قديم خاص بك، بي أقصد" 
دق بابها فقالت "هناك من يدق الباب، تفضل" 
رأت ماري تدخل وتقول "المرأة المسؤولة عن الفستان ليدي تنتظرك" 
هزت رأسها فقال "ماذا نور؟ لابد أن أذهب لنتحدث فيما بعد حبيبتي إلى اللقاء يا نور عيوني" 
أغلقت الهاتف وهي تشعر بأن الأقدار تعارضها تمنعها من فتح سراديب الذكريات لتظل موصده بأبواب من حديد ردم عليها الزمن بتلال من الموانع توقف خروجها
انتهت المرأة من إحكام الفستان عليها وبدت كملكة تستعد للتويج على العرش وانساب ذيل الفستان المطرز من عند الوسط ليفترش الأرض حولها والفستان يحيط جسدها بانسيابية رائعة بكسرات على خصرها المميز ليرتفع إلى صدرها بنعومة وانسيابية رائعة مظهرا صدرها وكتفها الأبيض واستقرت الطرحة الدانتيل على رأسها، قالت المرأة
“إنه رائع ليدي بل كلك رائعة"
ابتسمت عندما دق الباب ودخلت ماريا تقول "مستر رائد وصل ليدي وأرسل لك هذا والأمير جوان أيضا وصل" 
أخذت منها العلبة التي كانت تحوى عقد ماسي بفصوص رائعة ابتسمت المرأة وقالت "هذا بالفعل ما كنت أفكر به ليدي، اسمحي لي" 
وضعته المرأة على صدرها العاري فابتسمت نور برضاء عن نفسها وهي تسمع الضوضاء بالأسفل وقد شعرت بسعادة وقلق ولكنها الليلة ستنسى الماضي بكل ما به.. 
دق الباب فأذنت ورأت جوان يطل برأسه ويقول "هل تسمح لي الليدي؟" 
انحنت المرأة للأمير الذي تقدم وانصرفت المرأة وقف أمامها وابتسم بعيون تلمع وقال "لا يمكن وصف جمالك هذا نور تعلمين أنك فاتنة وجمالك لا يوصف" 





أخذ يدها وقبلها وقال "أتمنى لك السعادة من كل قلبي" 
قالت بسعادة "شكرا جوان، سعيدة جدا لوجودك معي" 
أنزل الطرحة الدانتيل على وجهها ووضع يدها بذراعه وقال "كان لابد أن أتواجد وإلا من سيوصلك لزوجك عزيزتي؟ هيا فهو ينتظر على أحر من الجمر" 
خرجت معه لينحني له رجاله ويمنحها أحدهم باقة ورد بيضاء وتحركت معه للسلم لتراه يقف بجوار عز ينتظرها وما أن لاحت أمامه حتى أخذه جمالها الساحر وقد بدا هو الآخر وسيما وجذابا وسرعان ما دقت الموسيقى الرسمية وهي تنزل مع الأمير ولمعت عيون رائد وهو يتأمل أميرته وهي تتحرك إليه وقد حانت اللحظة التي انتظرها وانتابه شعور بالسعادة جعله يظن أنه يطير بسماء الشوق والحب والرومانسية حتى وقفت أمامه وقال الأمير 
“هي لك يا رجل"
حيا الأمير ثم التفت إليه ورموشها تخفي عيونها التي تأسره وتأخذ لبه وكم طاق إليها وإلى نظرتها فرفع طرحتها لترفع معها رموشها الطويلة وتفرج عن عيونها الفاتنة والتي نظرت له بشوق ولهفة جعلته يشعر بأن قلبه سقط صريعا ولم يعد ينبض إلا بحب تلك المرأة، قبل جبينها وقال 
"يسحرني جمالك ليدي ويأخذ قلبي" 
ثم عاد ينظر لعيونها وهو يرفع يدها لفمه ويقبلها وهمس "أحبك نور، أحبك يا نور قلبي وحياتي" 
دق قلبها بقوة وقد اختار ذلك الوقت وتلك اللحظة ليخبرها عن شوقه وحبه فارتجف جسدها وأدرك من حركة صدرها أنها تشعر بما يشعر به ونظراتها تمنحه الكثير وابتسامتها تعلن عن سعادتها
وضع يدها بذراعه لتعود النغمات وتصفيق الجميع من المدعوين من حولهم فاتجهت لجدتها وقبلتها كما فعل هو ثم تحركا لرجل الدين الذي قام بإجراءات عقد القران ووقع الأمير وعز كشهود حتى أعلنهم الرجل زوجا وزوجة على سنة الله ورسوله رغما عن ذلك البلد الذي لا يعرف تلك الإجراءات.. 
كان الحفل رائع افتتحه العروسين بالرقص وتبعه الأمير مع العروسة ودانيال واختفى زوجها عنها حتى صمتت الموسيقى لحظة وتوقف الجميع والأضواء تنطفأ عدا الخافتة حتى تحركت بقعة الضوء لركن مزين وقد انتصف رائد المكان وفرقته خلفه وبدأ لحنه منفردا وهو يعزف قيثارته ثم ينطلق بكلماته الرقيقة التي أعدها لها وحدها بما تحمل من كلمات الحب والشوق والسعادة جعلتها تطير من السعادة ثم ترك 




قيثارته لتكمل الفرقة وتوجه إليها ليأخذها بين ذراعيه ويرقص بها وهو يكمل أغنيته ويتأمل عيونها وهي تنساب بين ذراعيه كالفراشة وصوته يأخذها لحلم جميل تمنت ألا تستيقظ منه أبدا.. 
عندما انتهت أغنيته تعالى التصفيق واحتضنها بقوة وهمس "أحبك نور" 
كانت سعادتها لا توصف وانحصر الخوف بركن صغير بعقلها لا يطغى على سعادتها ورغبتها بأن تعيش تلك اللحظات السعيدة وتمنح قلبها فرصة لأن يعيش
رحل الجميع بنهاية الحفل وتوقفت بالقاعة بجوار جدتها التي نهضت وقالت "كانت ليلة رائعة حبيبتي، ألف مبروك" 
عاد رائد وابتسم للجدة وقبل يدها وقال "جدتي" 
ابتسمت المرأة وقالت "هي أمانة بعنقك يا فتي، سعادتها وحمايتها واجب عليك" 
نظر لزوجته بعيون كلها حب وسعادة وقال "اطمئني جدتي ليس لدي ما أفعله سوى سعادتها" 
قالت الجدة "بل هناك يا فتى، إنجاب أحفاد لي" 
أخفضت هي وجهها وزادت ابتسامته وهو يقول "هو ما أتمناه جدتي" 
تحركت العجوز وقالت "حسنا، طابت ليلتكم" 
تابعاها وهي تصعد ثم التفت إليها وهي لا ترفع وجهها إليه ولكنه رفعه بطرف يده لتنظر بعيونه فقال "مبروك حبيبتي" 
ثم انحنى وقبلها قبلة طويلة عاشت بها كل ما مر بها معه وقد كان سعادة، فجأة أبعدها وحملها بين ذراعيه فتفاجأت وقالت "رائد ماذا تفعل؟" 
قال وهو يتحرك لأعلى "لم يعد بإمكاني الانتظار أكثر من ذلك" 
ظلت تتأمل ملامحه وهي تحيطه بذراعيها وهو يبتسم بسعادة حتى دخل حجرتهم ودفع الباب خلفه بقدمه وتوقف لينزلها دون أن يبعدها وهو يقول برقة "كم انتظرت تلك الليلة نور، كم حلمت بها" 
لم ترد ولم يمنحها أي فرصة لأن تتحدث وهو يعود لقبلتها وهي سعيدة بقربه ولمساته وقبلته، لم يعد بإمكانها أن تفسد سعادتها فهي الليلة تعيش ما لم تعشه من قبل سعادة تفيض عليها من كل لمسه من لمساته وكل قبلة وكلمة منه، لم تعد تريد إبعاده فهي تريده وهو زوجها، الليلة يمكنها أن تكون له تمنحه ما كانت جدتها تمنعها أن تمنحه لأحد إلا زوجها فقط هو من له الحق ليفعل 
شعرت بيداه تخترق جسدها برقة تدمرها وتسعدها بذات الوقت قبلاته على وجنتها وعنقها تبث فيها رغبة لأن يستمر ويزداد قربا ولم يترك لها فرصة للتراجع 




وهو يأخذها بشوق وحب لتصبح له زوجته التي تمناها وحبيبته التي ليس له سواها ومتعته التي لم يشعر بها سوى معها هي فقط

                     الفصل الحادي عشر من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-