CMP: AIE: رواية ليدي نور )الفصل الثاني2بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل الثاني2بقلم داليا السيد



 
رواية ليدي نور 
الفصل الثاني2
بقلم داليا السيد

حفيدة الماركيز
دق باب الغرفة ودخلت فتاة وقالت "الجدة والسيد علاء بانتظارك آنسة" 
نظرت عيونها بالمرآة للفتاة وقالت "حسنا أنا قادمة" 
شبكت آخر دبوس بشعرها لتتأكد من أن كله مرفوع لأعلى بإحكام ونهضت لتتحرك لأسفل بثقة في فستانه




ا الطويل الذي لا يبدي سوى ذراعين عاريتين بيضاء لجسد نحيف مثير للجدل كما كانت دائما للجميع، والحذاء العالي يرفع من قامتها القصيرة وهي تتحرك عليه بثبات وقد اعتادته
نزلت وتركت عطرها بغرفتها التي سكنتها لسنوات لم تعدها، تحركت بالقاعة الكبرى للقصر حتى دخلت غرفة كبيرة لاستقبال الزوار وهي تسمع أصوات تتبادل الحديث، كانت ثابتة وهي تدخل الغرفة لترى امرأة بالستينات من عمرهما، ابتسمت لحفيدتها الجميلة وهي تتقدم تجاههم وذلك الشاب الذي




 بدا بأواخر العشرينات يلتفت إليها بملابس رسمية أنيقة ويبتسم فبدا جذابا وهي تقول برقة بإنجليزية واضحة
“مساء الخير"
طبعت قبلة على وجنة جدتها ثم وقفت أمام الشاب الذي التقط أصابعها الرقيقة ورفعها لفمه وقبلها برقة وقال "لا أصدق أني أراك أخيرا، اشتقت إليك يا ابنة خالتي" 
ابتسمت وقالت "كيف حالك علاء؟" 






قال وهو يحاول أن يحتفظ بيدها كعادته ولكنها جذبتها برقة وهي تجلس على طرف مقعد جدتها "بخير، جدتي تقول أنك ما زلت ترفضين ترك المصنع" 
قالت "ولماذا أتركه؟ المجموعة تعتمد عليه وهو لا يكلفني أي شيء" 
قالت الجدة "عنيدة منذ صغرها" 
قال علاء "نعم ولكن لابد من رجل للتصرف بكل ذلك" 
قالت الجدة "هو ميراث جدها علاء" 
قال علاء بضيق "ولكن الأرض" 
قالت هي "الأرض للجميع علاء لم ولن تكون ملك لأحد هكذا علمنا جدي وأنا أكمل ما أراد جدي أن أحققه" 
ابتعد علاء وقال "كان عليه أن يمنح أمي نصيبها من الأرض لا أن يقيد الأمر بوصيته" 






نهضت وتحركت تجاهه وقالت "أنت تريد نصيبها إذن؟ مرة أخرى علاء؟ خالتي تعيش ليدي حيث تكون وأنت تحصل على كل حقوقها" 
التفت إليها وقال وهو ينظر لها بعيونه السوداء "ولكن أنت من يفعل وليس هي وأنا ابنها إذن من حقي أن أدير ما يخصها" 
أوقفته الجدة "تعلم أن ابنة خالتك كانت ترفض الأمر ولكن جدك من أصر وأوقف كل شيء" 
أشاح بيده وقال "نعم من أجل أبي وتصرفاته ولكنه مات الآن فماذا؟" 
قالت هي "ليس بيدي شيء علاء لقد كانت رغبة جدك" 
ولكنه قال بغيظ واضح "نعم وعلي تقبلها ولكن عليك أنت أيضا قبول طلبي" 
رفعت وجهها بحركة أرستقراطية وهي تعلم أنه سيتطرق للأمر فلم ترد بينما قال "أنا ابن خالتك وأولى الناس بك وطلبي كررته أكثر من مرة وما زلت" 







ابتعدت ولم ترد بينما قالت الجدة "علاء كلنا نعلم مغامراتك أنت لست رجل زواج" 
قال بإصرار "لا علاقة لمغامراتي بالزواج" 
التفتت له بحدة وقالت "وماذا يعني ذلك؟" 
قال بقوة "الزواج يوقف كل شيء فقط وافقي وبالتأكيد سأتوقف" 
قالت وهي تطحن يداها ببعضها البعض "لنبقى أولاد خالة أفضل علاء لا مكان للزواج بحياتي" 
غضب أكثر وقال "ربما تفضلين الأمير جوان" 
غضبت ولكنها قالت "ليس من ديني يا علاء وهو بمثابة أخي وتوقف ليس لك دخل بحياتي" 
اقترب منها وناطحها العناد وهو يقول "لن أتوقف حتى تخبريني سر رفضك للزواج" 
قالت الجدة لتوقف الغضب "ليس الأمر شخصي علاء هي ترفض الجميع وأنت تعلم ذلك" 
ظل يحدق بعيونها وقال "إذن هناك سر لا يعرفه أحد لذا ترفض الزواج" 
احمر وجهها وتلونت عيونها وقد تعلمت من جدها كيف توقف غضبها أمام شخصية كعلاء فقالت "ولو كان فهو ليس من شأنك" 






ارتفعت قامته وهو يزداد غضب ويقول "كيف تجرؤين؟ أنا ابن خالتك والمسؤول عنك و" 
قاطعته بنبرة حادة وقوية "أنا لست مسؤولة من أحد وتوقف علاء لأني لن أسمح بأكثر من ذلك" 
تراجع وقال "لن توقفني طريقتك هذه ليدي، تعلمين أني لست من العاملين عندك ولابد أن تفهمي أن زواجنا أمر واقع إن لم يكن الآن فسيكون بالمستقبل ولن أتراجع بقراري" 
لم تتراجع أمامه وقالت "إذن لتطبق قرارك على نفسك لأنه لا يسري علي، زواجي أمر يخصني ويخصني وحدي وأنت آخر من يمكن أن أفكر به" 
كاد يرد عندما دق الباب وأعلنت الخادمة عن العشاء تناولوه في صمت غريب وقد احمر وجه علاء وكانت الجدة تلقي نظراتها على الاثنان وأخيرا قال علاء "هناك حفل لدانيال مارينو غدا وقد أرسل دعوة لي فهل تقبلين مرافقتي للحفل؟" 






تركت الشوكة بالطبق ورفعت وجهها وقالت "أنا لا أرافق أحد علاء" 
نفخ بضيق وقال "لن تذهبي وحدك بالتأكيد أرسل لك دعوة" 
قالت "سأفعل ما يناسبني فلا تشغل بالك بي، اسمحوا لي أنا متعبة لابد أن أنام لدي عمل بالصباح الباكر" 
طبعت قبلة على وجنة جدتها ونهض علاء لخروجها وهي تستنشق الهواء خارج غرفة الطعام وتتحرك لغرفتها وقد كرهت طريقة علاء الذي يفرض نفسه عليها من أجل الأرض والأموال وهي تعلم ذلك وقد ضاقت من إلحاحه الذي لا ينتهي رغم أن الاثنان يدركان مشاعر الكره المتبادلة






امتلأت قاعة الاستقبال بالضيوف لذلك الحفل الذي اعتاد دانيال سليل أحد الأمراء وقد انشق عن أسرته لزواجه من





 امرأة رفضتها العائلة فأسقطوا عنه الألقاب ولكنه تصالح معهم فيما بعد واسترجع بعض الأملاك ولكن اللقب لا





استقبلها الرجل بأدب وهو يقبل يدها ويقول بإعجاب "عيونك تأخذ عقلي يا فاتنة"
ابتسمت بتحفظ وقالت برقة "وكلماتك تزداد رقة سيدي"
وضع يدها على ذراعه وقادها وسط الحضور وقال "تعرفين أني معجب بطباعك المتمردة على كل التقاليد"
هزت رأسها وقالت "أعرف"







ضحك بقوة واهتز جسده العريض معه حتى توقف في قاعة الرقص وقال "أنا تعلمت التمرد منك وقررت الخروج على التقاليد وجهزت مفاجأة للجميع الليلة"
لم تتبدل ملامحها الرقيقة وقد كانت كما كان يقول جدها "ولدت لتكوني ليدي حبيبتي بقوة شخصيتك وكلماتك القوية" قالت "وترى ما هي؟"
أشار بإصبعه بوجهها وقال "انتظري وستعرفين"
أخذ كأس من أحد الخدم ثم دق عليه بخاتمه فتوقفت الموسيقى التي كانت تعزف لحنا شهيرا للموسيقار الفرنسي كلود ديبوسي، أب الموسيقى الحديثة، وتوقف الجميع عن الرقص والتفت الجميع لدانيال الذي ابتسم بفمه الواسع ووجه السمين وقال 
“قبل العشاء أحب أن أعلن عن مفاجأة، أحببت بها أن أخرج عن التقاليد المعروفة، لنمرح قليلا الليلة مع نغمات فنان عالمي أثار إعجاب الجميع وأنا منهم مع الفنان رائد ياسين"






صفق الجميع لاسم رائد الذي قبل الدعوة لتلك البلدة الشهيرة وذلك القصر الفاخر، أطفأت الأنوار العالية وظلت الخافتة ثم سلطت مصابيح بنفسجية على بقعة بركن القاعة حيث انحنى رجل يرفع ساقه على مقعد ويسند قيثارته عليها ويبدأ بالعزف بانسيابيه بألحان حفظها الكثيرين لتنطلق أغنية إنجليزية رائعة أخذت عقول الحاضرين مما جعلهم يصفقون بقوة بمجرد أن انتهى
أضيئت الأنوار والتف الجميع حوله ثم عاد يعزف ألحان لأغاني عربية وفرنسية مما أشعل حماس الموجودين وتراقص البعض على أنغامه ولكن أصبح به شيء غريب لم يدركه إلا من لم يتابع أخباره.. 






انتهت فقرة الغناء وانضم مارك وعلاء لها فظلت واقفة بثبات وهما يعلنا عن إعجابهم بالفنان المصري الناجح وقبل أن يتطرقا لحياته وتاريخه كان دانيال يقول من خلفهم 






“والآن الليدي نور هي آنسة ولكني والجميع يعتبرها ليدي لأنها تمتاز بكل مقوماتها وجمالها وفتنتها، نور الفنان الرائع رائد وهذا علاء ابن خالتها ومارك حفيدي"
عيونه الرمادية تأرجحت بين الجميع وهو يحييهم حتى استقرت على عيونها وهي تبدي ابتسامة رقيقة دون أن تتحدث أو تبدي أي انطباع، خلا وجهها من أي تعبير وتجلت نظرات واهية بعيونها وهو يجوب بكلماته بين الرجال وفجأة وجه لها نظراته الحية وقال 
“لم أسمع رأي الليدي؟"
أخذته عيونها الخضراء وذكرته بتلك التي عرفها من قبل رغم أنه لم يراها ولكنه كلما رأي عيون خضراء بحث عنها، قالت "لن يختلف عن الآخرين أستاذ رائد"





ظل يجوب بعيونها ولكن علاء قال "وكيف استعدت بصرك يا بطل؟"
كان يتحدث بطريقة مختلفة فقد بدلته الأيام والسنين أصقلت شخصيته وبدلته لرجل آخر لا عبث بحياته العمل والفن فقط، قال "منذ ثلاث سنوات أجريت لي جراحة بأمريكا ونجحت" 
وعادت عيونه تنظر إليها بقوة جعلتها تشعر بأن المكان أصبح خانق فجأة ولولا أنها ليست عادتها لابتعدت دون اهتمام بأحد ولكن أنقذها الإعلان عن العشاء فأخذ دانيال يدها وقادها لغرفة الطعام وأجلسها بجواره وهتف بجوار أذنها 
“العشاء على شرفك ليدي نور"
وضحك بينما التفتت الأنظار لها وقد فقد الرجل زوجته وابنته بيوم واحد بحادث حريق بمنزل ابنته ونجا مارك حفيده لأنه كان معه بالأرض وعاش حياته لحفيده وسكنت أحزانه خلف شخصيته المرحة وقد كان صديق جدها لذا تحبه جدا.. 
انتهى العشاء وتمكنت من التسلل إلى الحديقة التي بهتت الأضواء بها وتمايلت أوراق الأغصان مع الريح الضعيفة الباردة وانتشرت رائحة الزهور تعبق الأجواء ومنحها الهدوء سكينة أعادت لها استقرارها وأغمضت عيونها وهي تستنشق الهواء العطر ولكنها فزعت عندما سمعت صوت لم ترد أن تسمعه يقول 






“تبدين فاتنة حقا، أكثر مما كنت أتخيل"
فتحت عيونها بفزع وتراجعت من ظهوره المفاجئ أمامها بقوامه اليافع وطوله الشاهق ولكن الظلام أخفى ملامح وجهه الذي ظل بعيدا، أضاءت شعلة سيجارته ظلام الليل فأبعدت وجهها عنه ولكنه نفخ الدخان وأبعد وجهه وقال 
“البرد لا يناسب هذا الجمال ليدي"
وشعرت به يضع جاكيت على كتفيها فالتفتت لتراه يبتعد فقالت "لا داعي له أشكرك" 
حاولت إعادته ولكنه قال "احتفظي به حتى تدخلي السماء تبدو غائمة هنا الجو يتقلب بلحظة" 
ارتفع صدرها بأنفاس متقلبة وقد سرى دفء غريب بجسدها رغم أنها لم تكن تشعر بالبرد، عندما لم ترد تحرك فتحركت بجواره وقال "نور اسم مصري وإنجليزي أيهم أنت؟" 
رفعت وجهها إليه ولم ترد إلا بعد لحظة جعلته ينظر بانتظار الجواب فقالت بنفس الإنجليزية "ويجوز أن يكون أمريكي وفرنسي" 
كانت تدرك كيف تدير أمورها ولكن لا تعلم لماذا تشعر أنها ستفقد قدرتها هذه بأقرب وقت عندما لف رأسه تجاهها ثم وضع يده بجيبي بنطلونه وقال "هذا صحيح، تبدين مختلفة عن الجميع، لا تتحدثين مع أحد فقط المضيف والرجلين" 
وصلا لنافورة رخامية بيضاء تتوسطها تمثال لراقصة تتمايل من الرخام الأبيض والمياه تتساقط حولها، رفع ساقه على سور النافورة ودخن سيجارته وأطلق دخانها بعيدا وتوقفت هي قبل أن تقول "لا أحب الكثير من الجدال" 
كانت كلماتها مختصرة، حدق بعيونها التي أصبحت سوداء كظلام الليل أبعد وجهه ثم قال "بدا أنكِ لم تسمعي ألحاني من قبل" 






هبت نسمة باردة أطارت خصلة من شعرها فأعادتها خلف أذنها وقالت "لا أهوى الأغاني لا وقت لدي لسماعها، أفضل أن ندخل" 
لمسة من يده لذراعها أوقفتها لتبعد ذراعها وقد اعتدل ليسد طريقها وبدا عملاقا وتسرب عطر ثقيل الرائحة إلى أنفها جعلها ترفع رأسها لتواجه وجهه ونظراته التي لم يبعدها عنها وكأنه ينظر من أعلى وهمس
“كنت أعلم أني سأقابلك ولو بعد ألف عام"
ارتجف جسدها بقوة ولم تعرف من البرد أم لقاء ذلك الرجل الذي تبدل كل شيء به، صدع قلبها بدقاته وكأنه يدق أجراس الخطر من مواجهته وارتعشت رموشها الثقيلة على عيونها واستقر اللون الأحمر على وجهها الأبيض وهي تلصق نظراتها بنظراته حتى هبت نسمة أخرى باردة أطارت خصلتها المتمردة لتداعب عيونها فرفع يده وأبعدها وهو يقول 
“ولكن لم أتخيل أن تكوني بهذا الجمال"
تراجعت ونفضت الجاكيت عنها لتدفعه له بقوة ثم تتحرك إلى الداخل وهي تحاول أن تستعيد قوتها التي لم تتخلى عنها منذ سنوات طويلة فرضتها عليها أحداث أوجبت عليها أن تصبح ما هي عليه الآن.. 
اعتذرت من دانيال وتحركت للخارج حيث سيارتها وانتظرت السائق الذي فتح لها الباب فركبت وركب السائق وانطلق بالسيارة وسط الممر الحجري للقصر، تجولت عيونها خارج النافذة وتذكرت كلماته وقربه، لم يجرؤ رجل مثله على الاقتراب منها لهذا الحد، لم تسمح لأحد بأن يفعل ولن تسمح و.. 





شعرت بالسيارة تتحرك بطريقة غير طبيعية فسألت السائق الذي مال بالسيارة إلى جانب الطريق وقال "يبدو أن هناك شيء بالإطار الخلفي ليدي" 
نزل ليرى ثم فتح الباب وقال "لقد فسد الإطار سأتصل بالقصر لإرسال سيارة أخرى" 
هزت رأسها ولكن سرعان ما أضاء ضوء سيارة تقترب ووقفت خلف سيارتها فلم تنظر ولكن فتح الباب ورأته أمامها يقول "هل تسمحين لي بتوصيلك ليدي؟" 
تراجعت وقد غضبت نظراتها وقالت "لا، لست بحاجة للتوصيل هناك سيارة أخرى قادمة" 
ولكن السائق اقترب منه وقال "للأسف ليدي، السائق مع الجدة بالمدينة ولم يعد حتى الآن" 
نظرت له بغضب واشتعلت عيونها غيظا وتلونت بالبني من الغضب فأخرجت هاتفها لتتصل بعلاء وقالت "سأتصل بعلاء" 
ولكن هاتفه كان مغلق بالطبع فما زال بالقصر أو أغلق الهاتف ليقضي سهرة من سهراته
عقد ذراعيه وقال بهدوء "الليل لن يكون لطيفا لليدي رقيقة مثلك اسمحي لي" 
نظرات السائق جعلتها تتراجع عن رفضها خاصة وأن رائد فنان معروف وأكيد الجميع يعرفه إلا هي أبت أن تعرفه، تحركت وضمت الفرو الخاص بها على كتفيها ورفضت يده الممدودة لها وهي تتحرك إلى سيارته الحديثة وقد تبعها بهدوء وفتح لها الباب فجلست وتبعها ثم قاد السيارة التي سرى الدفء بها وأنغام ألحانه من السماعات ليمنح الليل جو رائع، كانت تعرف اللحن 
قال "هل نوقف ذلك الغضب؟" 
لم ترد فعاد يقول "نور أعلم أن ما فعلته وقتها كان خطأ ولكني كنت فاقد للوعي ولم أدرك ما فعلت إلا بعدها" 





أبعدت وجهها للنافذة، لماذا لا ترد؟ لماذا لا تنكر عليه ما يقول وتخبره أنها.. أنها ماذا؟ 
حاولت أن ترد بصعوبة قالت "لا أعرف عن ماذا تتحدث" 
أوقف السيارة بحدة على جانب الطريق فارتدت بمقعدها بعنف وسقطت خصلتها على جبينها فنظرت له بغضب كما كان هو وقد امتلأت عيونه بنيران غضب كتمه سبع سنوات، سبع سنوات لم ينساها لحظة واحدة غيرت كل حياته جعلته رجل آخر كره نفسه واستهتاره ولا مبالاته وبحث عنها كثيرا دون جدوى
ضرب المقود بيده بقوة غضبه وقال "لن تفعلي ذلك بي نور، كلانا يعلم الحقيقة أنه أنت تلك الفتاة التي قابلتني بدبي منذ سبع سنوات لم أنسى صوتك نور لا تنسي أن بصيرة الأعمى تكمن بسمعه وصوتك لا يمكن أن أنساه" 
فتحت الباب ونزلت لتضرب الريح الباردة وجهها بقوة وهي تتحرك دون توقف ولكنه لحق بها وجذبها من ذراعها بقوة ليوقفها فارتج جسدها وهي تعتدل بوقفتها وهو يقول بقوة "لن تهربي مرة أخرى لست جبانة ليدي نور" 
نفضت ذراعه وقالت بقوة "لا تلمسني وطالما تناديني ليدي فتعلم كيف تعامل ليدي وانفض همجيتك هذه بعيدا عني وقتها يمكنني أن أبادلك الحديث" 
وتحركت لتبتعد ولكنه سد طريقها بجسده وقال بحزم "تعلمت يا نور، تعلمت الكثير بسببك فتوقفي" 
لم تتحرك ولم ترفع وجهها لتصل لقامته وظلت تنظر أمامها وقالت بدون رضا عن نفسها "وماذا تريد مني؟" 






لانت نبرته وقال وهو لا يقاوم ما يشعر به تجاهها لقد ظن بيوم ما أن يوم لقاءها ستحمى نيرانه ويتأجج صدره بالانتقام ولكن ما أن سمع صوتها ورأى عيونها حتى انطفأت نيران الانتقام واشتعلت نيران أخرى لا يعرفها فقط أراد أن يسمعها وهي تتحدث ينظر بعيونها يتأمل ملامحها؟ 
“كنتِ أنتِ؟"
لا مجال الآن للإنكار فرفعت وجهها إليه دون أي تعبيرات على وجهها تدربت كثيرا حتى تتعلم كيف تخفي مشاعرها داخلها، قالت "ما الفارق؟" 
يا الله! ما هذه العيون الفاتنة؟ ما هذا الجمال البريء؟ ضاع في بلورة وجهها المضيء وانتهي بين شفتيها الرقيقة الباهتة من أثر لون البني عليها، قال برقة "فقط أجيبي، أنه أنت تلك الفتاة التي صدتني وأوقفتني بلحظة جنون" 
صمت هزه حفيف الأوراق التي تحملها الرياح من مكان لمكان ريح باردة عادلت الحرارة التي ارتفعت بجسدها جفاف حل بفمها جعل كلماتها تجرح حلقها وهي تقول "لم يكن من اللائق أن أخرج معك" 
رفع رأسه ونفخ بقوة وهو يمرر يده بشعره وهتف "يا الله! لكم انتظرت تلك اللحظة من سنوات" 
اعتدل حتى واجها وقال "ولم يكن من اللائق هروبك دون عتاب" 
ابتعدت من أمامه وهي تذكر تلك الأيام وقالت بحزم "لم أفعل كنت أعلم أنك ستعود" 
قال "وماذا؟" 





قالت "كان لابد أن أعود إلى هنا جدي كان على فراش الموت وأنا وريثته الوحيدة" 
عاد ووقف أمامها وقال "وريثة من؟" 
رفعت رأسها بطريقتها المعتادة وقالت "الماركيز دان ماريو أنا حفيدة ماركيز"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-