CMP: AIE: رواية ليدي نور )الفصل السادس6بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل السادس6بقلم داليا السيد


 
رواية ليدي نور )الفصل السادس6بقلم داليا السيد

غيرة
تحرك رائد بالسيارة وسط الأمطار الشديدة المنهمرة وحاول التركيز بطريقه من بين السيول والبرك المائية ولكن فجأة واجهته سيارة 

بالطريق المواجه له ومرت من جواره، لم يمكنه أن يلمح من بداخلها ولكن لا يعلم لماذا شعر بالقلق فاستدار بالسيارة وسط الأمطار خاصة أن نور تبيت بدون الجدة ليته ما تركها.. 




ارتد على أثر السيارة التي ظهرت أمامه وسرعان ما اتخذت طريق القصر كما ظن فأسرع من سيارته وعند البوابة رأي علاء ينزل ليفتحها تحت الأمطار فنزل واتجه إليه وقال بقوة "إلى أين تظن نفسك ذاهبا؟" 



تراجع علاء بدهشة من رؤية رائد وهتف تحت المطر "يمكنني توجيه نفس السؤال لك؟" 
قال "أجب على سؤالي بدون لف" 
ولكن علاء قال بقوة "لا دخل لك، إنه بيت جدتي" 
تواجه الاثنان ورائد يقول "وهل تزور جدتك بعد منتصف الليل؟" 
قال علاء "وهل تفعل أنت ببيت لا تربطك به علاقة؟ ماذا كنت تفعل عندها! هل منحتك ما تمنحه للجميع؟" 
ثار غضب رائد وشعر بالدم يغلي بعروقه فما كان منه إلا أن لكم علاء بقوة بوجه ارتد الأخير من قوتها ثم اعتدل ولكم رائد الذي تفادى اللكمة ثم لكمه رائد مرة أخرى بشدة سقط على أثرها على الأرض واختفى للحظة تحت الأمطار ولكن سرعان ما ظهر مرة أخرى وهو يسرع تجاه رائد ولكنه تفاداه وضربه على مؤخرة عنقه بقبضة قوية أسقطه مرة أخرى، تعلق علاء بساق رائد محاولا إسقاطه ولكن رائد انحنى وأمسكه من مقدمة ملابسه وكال له العديد من اللكمات كاد علاء يفقد الوعي من قوتها وترنح جسده بين 





يدي رائد الذي صرخ به من بين الأمطار الغزيرة "ابتعد عن نور أيها الجبان وإلا سأقتلك هل تفهم؟" 
وتركه ليسقط بجسده على الأرض واعتدل هو ليتحرك تجاه السيارة ولكن يبدو أن علاء نهض واتجه هو الآخر تجاه سيارته وأسرع يقودها باتجاه رائد الذي لم تمكنه الأمطار من الرؤيا جيدا ولكنه سمع السيارة تتجه نحوه فتراجع بآخر لحظة ولكنه اصطدم بحافة السيارة بقوة فدفعته بشدة ليسقط بذراعه اليسرى على صخرة كبيرة فيشعر بذراعه تؤلمه بشدة ووجهه أيضا.. 
****
صرخت بالخادمة "بسرعة ماريا أحضري المناشف وحقيبة الاسعافات لغرفة الضيوف واتصلي بفريدريك لترسلي له ريمون، ساعديني" 
تحركت تجاهه وقالت "رائد أنت بخير؟ من فضلك انهض معي" 
حاول أن يبدو قويا وهو يقول "أنا بخير فقط ذراعي تؤلمني قليلا، لا تقلقي" 
بوجود فريدريك زال ألم ذراعه وقد وضعت بجبيرة وضمدت جراح وجهه والطبيب يلملم حقيبته، حاول أن يعتدل ولكن الطبيب قال "أخبرتك أن تحذر من ذراعك ربما يشفى بالجبيرة وإن لم يفعل ستحتاج لجراحة، جروح وجهك غير عميقة ستطيب بسرعة، عليك بالمداومة على الدواء، سأبلغ نور بالأمر" 
قال بتعب "حسنا، ولكني لا أحب ذلك" 
نظر له الرجل بدهشة وقال "عليك أن تفعل" 
أغمض عيونه وقال "كم من الوقت ستحتاج تلك الذراع" 
تحرك الرجل وقال "اسبوع أو عشرة أيام لو اهتممت بها مع الدواء، أنت بخير لكن حافظ على ذراعك" 
فتح الباب وتحرك، مضت دقائق قبل أن تدق هي الباب وتدخل وقد تشبعت من القلق، نظرت له وقالت "كيف حالك الآن؟" 
قال وهو يتأمل ملامحها الهادئة بملابسها البسيطة وشعرها المعقود ذيل حصان لأول مرة فبدت أصغر بكثير مما تبدو، قال "بخير" 
جلست أمامه وقالت "الحارس أخبرني بما حدث" 
قال "هل اعتاد على المجيء هنا بمثل ذلك الوقت؟" 
تراجعت لحظة قبل أن تقول "هل حقا تسأل رائد؟" 
أبعد وجهه وقال "أين السجائر؟" 
قالت "ابتلت مع ملابسك" 
نظر لنفسه فأدرك أنه بملابس نوم فأخفضت وجهها وقالت "ريمون بدل لك ملابسك بملابس جدي" 
هز رأسه ثم نفض الغطاء ونهض بتعب وهو يقول "شكرا لإحضار الطبيب ما كان عليك فعل ذلك، أعتقد أني لابد أن أذهب" 
وقفت وقد شعرت بتغيير بلهجته وقالت "أنت ما زلت متعب انتظر لبعد العصر" 
التفت إليها، كانت شاحبة وعيونها ذابلة على غير العادة فلانت ملامحه واتجه إليها وهو يقول "علاء لن يتركك" 
هزت رأسها وقالت "أعلم، أخبرتك بذلك فهذا وضعنا منذ سنوات" 




عاد الغضب وقال "إذن لن تبقي هنا وحدك ستأتين معي" 
تراجعت وقالت بدهشة "إلى أين؟" 
قالت بقوة "إلى بيتي نور، حتى تعود جدتك لن تبقي هنا وحدك ثانية" 
ابتعدت وقالت "تعلم أن ذلك ليس صواب سيزيد الأمر سوء" 
أمسكها من ذراعها ليعيدها أمامه بقوة وقال "وجودك هنا هو ما يزيد الأمر سوء، تعلمين أني لن أمسك نور لو أردت لفعلت بالأمس" 
قالت بضيق "أنا لا أشكك بك رائد أنا أتحدث عن الشائعات" 
قال بحزم "البلد هنا يعلم أن الخطوبة كالزواج السوشيال ميديا كلها نشرت خبر خطوبتنا فلا يهم بعد ذلك أي شائعات" 
أبعدت يده بهدوء وقالت "أنت فنان شهير رائد وحولك الكاميرات والمعجبين وأنا ليدي معروفة وأيضا أثير الاهتمام لذا حياتنا ليست ملكنا" 
انحنى عليها وقال بنفس القوة "ما زلت أخبرك أنك ستأتين معي كل ما قلته لا يهمني، هيا نور لن أبقى هنا" 
أشاحت بيدها وقالت "وما الفارق رائد! لتبقى هنا إذن فأنت بكل الأحوال خطيبي ولن يتغير الأمر بتغيير الأماكن" 
ابتعد وقال "هنا ليس أمان نور علاء يعرف كل خبايا القصر بالتأكيد لكن بيتي لا، يمكنني حمايتك هناك" 
ظلت تنظر له بتردد فعاد ليقترب منها وقال "تلك النظرات لا أفهمها نور! هذا خوف أم شك أم ماذا؟" 
لم تبعد عيونها وقالت "لا شيء من كل ذلك فأنا لم أعتد الخوف رائد وعلاء جبان ولن يكرر فعلته مرة أخرى لذا من فضلك اهدأ أنا لن أترك القصر" 
ظل ينظر بعيونها ثم ابتعد إلى النافذة والأفكار تتصارع برأسه ثم التفت إليها وقال "ألم يخبرك الأطباء عن موعد خروج جدتك؟" 
قالت وهي تجلس "ليس قبل نهاية الاسبوع أي بعد الغد" 
حسم أمره وقال "وبنهاية الاسبوع القادم سنعقد قراننا والزفاف نور ستكونين زوجتي هل تسمعين؟" 
رفعت وجهها إليه فوجدت الإصرار بعيونه فنهضت وقالت "رائد أنا حياتي معقدة ومليئة بالمشاكل وفنان مثلك ليس بحاجة لكل ذلك فلماذا تزج بنفسك بحياة قد لا تليق بمستقبلك؟" 
كانت تشعر بوهن غريب وهي تنطق تلك الكلمات واصفر وجهها حتى ظهر وكأن الدماء اختفت منه فعاد إليها حتى وقف أمامها وقال "وهل هذا ما تريديه؟ أن أبتعد وأخرج من حياتك؟ أجيبي نور لأن جوابك هذا سيحدد أشياء كثيرة" 
لم تبتعد من أمامه ولم تبعد عيونها وهي تقول "أنا أريد إبعادك عن مشاكل لا دخل لك بها" 
قال بحزم "وأنا سألت سؤال واضح نور وأنتظر الإجابة، هل تريدين التراجع؟" 
أخفضت وجهها وهي تشعر أنها لا تريد إلا أن تكون معه فهو يختلف عن الجميع كاد يموت من أجلها، هزت رأسها بالنفي فرفع يده لوجنتها ورفع وجهها إليه لتنظر بعيونه وقال "ستكونين زوجتي بنهاية الاسبوع القادم نور ولن أتخلى عن ذلك هل تفهمين؟" 
هزت رأسها مرة أخرى فجذبها لأحضانه فأغمضت عيونها وهي تضع رأسها على صدره لتسمع دقات قلبه لتمنحها إحساس رائع لم تعرفه من قبل، لم يحتضنها رجل أي رجل من قبل حتى جدها كان ينبض تجاهها بالحنان لكنه لم يضمها إليه بيوم لذا كانت سعيدة بذلك الأمان الذي تشعره بعناقه لها الآن
شعرت به يقبل رأسها وهو يقول "أنت لي نور ولن تكوني لسواي" 





لم ترد وهي تتساءل عن كل تلك المشاعر التي طفت على سطح حياتها فجأة منذ قابلت ذلك الرجل، أعطاها إحساس غريب بأنها مسؤولة من رجل ولطالما كانت تعلم أنها مسؤولة من نفسها ولم تجد من تعتمد عليه خاصة بعد موت جدها وبه انتهت خطوط الدفاع وأصبحت وحيدة تصارع الذئاب التي تحاول أن تنهشها بدون رحمة.. 
لم يرحل من القصر بينما نامت هي اليوم كله وربما وجوده منحها الأمان، بالمساء أيقظتها الخادمة "الأستاذ رائد يسأل عنك ليدي" 
اعتدلت لترى الظلام قد حل حولها فقالت وهي تبعد شعرها "كم الساعة؟" 
قالت الفتاة "السابعة ليدي" 
نزلت تبحث عنه فوجدته بغرفة الضيوف ولكنها توقفت وهو يدندن بكلمات أغنية فارتجف قلبها من صوته الرائع حتى صمت فتقدمت للداخل، نهض لرؤيتها وقد كان أفضل حالا من الصباح، ابتسم لرؤيتها واتجه نحوها ليمسك بيدها ويقول "تبدين أفضل بعد الراحة" 
قبل يدها فابتسمت وقالت "وأنت أيضا، كيف حال ذراعك؟" 
قادها للداخل وقال "بخير، ولكن لن يمكنني العزف حتى تطيب" 
هزت رأسها وهي تجلس على المقعد المجاور، لن تجرؤ على أن تجلس على الأريكة وهو بجوارها فقد أصبحت أضعف من أن تقاوم انجذابها إليه.. 
قالت "الحمد لله أن يمينك بخير وما زلت تملك صوتك" 
ابتسم وقال "سأرحل بالصباح، زوجة عز قررت أخيرا أنت تأتي لرؤيته وسيرسل أحد رجال الفرقة لاستقبالها" 
ذهبت ابتسامتها وقالت "وأنت ستذهب أيضا لاستقبالها؟" 
لاح شبح ابتسامة على شفتيه وقال "بالتأكيد فهي تثق بي أكثر من أي أحد" 
نهضت وقد أثارها بكلامه فتابعها بعيونه بينما قالت "من الجميل أن تثق بك زوجة صديقك وماذا أيضا بينكم؟" 
ابتعدت من أمامه لأكواب العصير وهي تحاول إخفاء توترها الواضح والتفتت لتسأله عن مشروب لتراه واقفا خلفها فزاد ارتباكها فهي لم تشعر بخطواته فأسرعت تخفي نظراتها عنه بينما سجنها هو بينه وبين مائدة الشراب وقال 
“تبدين أجمل وأنت غاضبة ليدي نور"
رفعت عيونها إليه فأكمل "والآن أنا صريع تلك العيون، بكل يوم أشكر الله أنه أعاد لي نعمة البصر كي أشبع عيوني من جمالها" 
ظلت عالقة بعيونه وظل قلبها شغوفا بكلماته العذبة التي لم تشعر بها إلا منه هو، رفع يده وداعب وجنتها وقال "كنت تائه بالسنوات الماضية نور، كانت ظلام بدون نور جمالك" 
همست دون وعي "حقا؟" 
تخلل بيده شعرها وفك دبوس وآخر وغيره حتى تهدل شعرها النحاسي على كتفها وانساب كانسياب النهر بين ضفافه بنعومة ويسر، مرر يده به وقال "كيف تخفين هذا الجمال بتلك الدبابيس؟ نور أنا" 
وتسللت يده لخصرها ليجذبها إليه فرفعت يداها على ذراعيه وهتفت بصوت مرتجف من ذلك القرب ولمسة ذراعه القوي "رائد اتركني من فضلك" 
لم يبعد يده التي تقبض على خصرها وانحنى بوجهه ليقترب من وجهها وقال "ليتني أستطيع نور، لم يعد بإمكاني البعد عنك لا تدركين كم أعاني ببعدك" 
وأخذ شفتيها برقة فأغمضت عيونها وبكل مرة تشعر بنفس المتعة وهو يقربها منه أكثر وقبضت أصابعها على أكمام قميصه وكاد قلبها ينفجر من دقاته القوية وفقدت أنفاسها دون أن ترغب بأن يتركها فكم تشعر بسعادة وهي معه يمتلكها بقوته فدفء جسده يتسرب لجسدها وصلابة صدره تمنحها إحساس بالقوة، أبعدها لتلتقط أنفاسها ثم قال 
“أعشق تلك الورود الحمراء على وجنتيك"
ابتعدت وهي تخفي وجهها وتبحث عن برودة تطفأ تلك النيران التي يشعلها ذلك الرجل بها، قالت بصوت حاولت أن تخفي ارتباكها خلفه "المشفى أخبرتني أن جدتي قد تخرج من العناية بالصباح" 
أخذ كوب العصير منها وابتعد وهو يقول "سأوصلك للمشفى وأتركك هناك ربما لا أعود، أحتاج للقاء الفرقة مجتمعة مع عز" 
تحركت إليه وقالت "ألا تخبرني لماذا؟" 
ابتسم وتناول بعض العصير وقال "وهل أسألك عن عملك ليدي؟" 
تأملته وقالت "لو شئت فعلت وأجبتك" 
داعب أنفها وقال "لا، لم أحب هذا الجو من رجال الأعمال أفضل الحرية" 
قالت "أنت أيضا لم تعيش بمصر؟" 
تناول ما تبقى من العصير وقال "أخبرتك أني تركت عمتي ورحلت لأمريكا" 
قالت "متى فقدت نظرك؟" 
التفت إليها لحظة ثم قال "لا أحب تذكر تلك الفترة، كانت الأسوء بحياتي" 
ابتعد إلى النافذة وقد بدت الليلة هادئة دون عواصف فقالت "لم تفكر بالزواج من قبل؟" 
ضحك بقوة وقال "أنا لم أفكر بالزواج إلا يوم رأيت عيونك بتلك الحفلة، وقتها فقط شعرت أنك لو لن تكوني لي فلن أحيا مرة أخرى" 
ابتسمت وتلونت عيونها بالأخضر فقال "هذا اللون يعني السعادة" 
ضحكت فقال "تبدين أصغر بكثير وأنت تضحكين لست ليدي ولا أميرة بل فتاة تمرح بين الأزهار وتبدو كوردة بيضاء بين ورود الفل الأبيض" 
توقفت عن الضحك وقالت "كلماتك تعيد لي أشياء كثيرة فقدتها بحياتي رائد، عندما كنت أسمع أغانيك كنت أطير معها كما تصفني الآن كنت أرقص بغرفتي على ألحانها وأحلم، أحلم بأشياء كثيرة وتمنيت لو كنت سألتك من أين عرفت الحب الذي تكتب عنه وتغني له" 
أمسك يدها وقبلها وقال "كنت أبحث عنك نور، كنت أعلم أني سأجدك حتى حدث ما حدث بيننا وقتها فقط أدركت أنك مختلفة حقا وأني سأبحث عنك مرة أخرى حتى أجدك وقد فعلت، لم أظن أنك أخرجتني من حياتك" 
أجفلت بعيونها وقالت "أخبرتك أن الأمر لم يكن بيدي، مرض جدي امتلك كل تفكيري لأنه دفعني للمصنع والأرض وقتها لم يعد للترفيه بحياتي مكان والساعات التي كان مسموح لي فيها بالمتعة انتهت وتحولت لمكينة آلية أنفذ طلبات وأوامر جدي ونسيت ما كان بيننا وظننت أنك نسيته أيضا وزاد الأمر بوفاة جدي وكان علي إثبات قوتي كي أردع الجميع مثل علاء وأمه وسواهم من أقاربنا الذين لا نعرف عنهم شيء، رغم أن وصية جدي كانت واضحة" 
قال "لكن علاء لم يتوقف" 





هزت رأسها فتمايل شعرها معها وهي تقول "بدأ بخالتي ثم تبعها علاء" 
قال "خالتك؟ وأين ذهبت؟" 
ابتعدت عنه وقالت "ألا نتناول العشاء؟ أشعر بالجوع أنا لم أتناول شيء منذ وقت بعيد" 
أدرك أنها ترفض الحديث عن أشياء ربما تكون مؤلمة بالنسبة لها فتحرك الاثنان لغرفة الطعام وتناولا العشاء بمرح حتى رحل الاثنان للنوم.. 
كان يوما طويلا بدأته بالمشفى وبالطبع لم تخبر جدتها عما فعله علاء وهاتفها الأمير فلم تخبره أيضا، تحسنت الجدة وبدت أفضل بغرفة عادية وسألتها "أين رائد؟" 
قالت "اضطر للذهاب للقاء مدير أعماله فقد خرج من المشفى هو الآخر" 
قالت الجدة "هل هو جيد؟ أقصد لن تتركيه؟" 
نظرت للجدة وقالت "ماذا تريدين جدتي؟" 
جلست على الفراش فقالت الجدة "أريد أن أراك عروسة يا ابنتي قبل أن أرحل، قلبك البكر هذا بحاجة لمن يسكنه لكن لابد أن يستحقك ورائد ليس سيء" 
أخفضت وجهها وقالت "هو يريد الزواج بنهاية الاسبوع القادم" 
ابتسمت الجدة وقالت "وأنا لا أرى داعي للتأجيل يا ابنتي، هو شاب معروف ويريدك ومن دينك وأشعر أنه يخاف عليك وربما يحبك" 
حدقت بها فكلمة حب أبعد ما تكون عن ذهنها، لم تعلق وقالت "لو تحسنت صحتك جدتي سأفعل" 
قالت الجدة "سأتحسن لو فعلت نور فهذه أمنيتي الأخيرة من الحياة" 
قبلت يد جدتها وألقت رأسها بأحضانها وهي لا تعلم بماذا تشعر؟ 
نظر لماري وهي تقبله على وجنته وقالت "ظننت أنك ستأتي للمطار لاستقبالي لا أن أراك مصاب هكذا ماذا حدث؟" 
تقدم وجلس أمام فراش عز وأشعل سيجارة وقال "حادث بسيط ماري، كيف حالك؟" 
جلست أمامه وقالت "بخير، هل صحيح خبر خطوبتك هذا؟ الصور تملأ السوشيال ميديا؟" 
نفخ الدخان وقال "بالتأكيد ألم يخبرك زوجك؟ والزواج بنهاية الاسبوع القادم" 
اندفعت قائلة "لا رائد ليس بهذه السرعة" 
تأملها الرجلان فاحمر وجهها وتراجعت وهي تقول "أقصد عليك أن تعرفها جيدا وتتأكد من أنها تصلح لك، صورتها لا تبدو مناسبة لك كنت تملك الأفضل" 
قال بهدوء "تأكدي أن نور هي الأفضل ماري، إنها ليدي عزيزتي" 
قالت بعصبية "أنت لن تتزوج الألقاب رائد" 
ضحك وقال "ليس اللقب ماري أقصد أنها ليدي بكل شيء جمالها، تصرفاتها، حتى خطواتها، هي ليدي حقا" 
نهضت مبتعدة وقالت "هو حب إذن؟" 
ضاقت عيونه وهو يسحب دخان السيجارة بقوة وقال "ولو ماري، سمه ما شئت نور لي ولن تكون لسواي" 
نظرت له بقوة بينما قال عز "تبدين غاضبة عزيزتي فلماذا؟" 
فركت يداها ببعض وهي تقول "بالطبع فالزواج ربما يؤثر على عمله، ثم هل تخبرني أين ستقيم؟ هل ستترك أمريكا من أجلها أم تترك هي لندن من أجلك؟" 
أطفأ السيجارة ونهض قائلا "هذه أمور يمكنني أنا وهي مناقشتها فلا تشغلي بالك وعملي لن يؤثر به أحد، عز طلبت من الرجال التجمع اليوم لدي لحن جديد وكلمات جديدة وبالطبع لن يمكنني العزف متى يمكنك الانضمام" 
اعتدل عز وقال "مرحى يا رجل هل هي لحفل نيويورك؟" 
ابتسم وهو يخرج من الغرفة وقال "بل لحفل الزفاف يا رجل" 
****
بالطبع كانت تعرف أين تجد علاء فذهبت إليه بذلك البيت ولكن 




بالطبع معها الحارسين من حراس الأمير وهناك وجدته نائما استيقظ على دقاتها وتراجع وهو يقول "من الجميل رؤيتك ليدي نور" 



قالت وهي ترمقه بنظرة حادة "ارتدي شيء وتعالى للخارج، انتظرك" 
لحق بها وقال "هل استعدت عقلك وأتيت تطلبي الغفران؟" 
واجهته بقوة "أنا لم أفقد عقلي بأي يوم علاء وأنت تعرف أن نور لا تطلب الغفران من أحد وما فعلته مع رائد كان يمكنني أن أتركه دون حساب لأن أنا أمنح فرصة واحدة وأنت حصلت عليها، المخزن، أنا لم أنسى علاء ولست بغبية كي لا أعرف أنه أنت، أما رائد فهذا تجاوز لن أسمح به وابتعد عن طريقي علاء لأن المرة القادمة أقسم بروح جدي أني لن أرحمك فهل تسمعني؟" 
ضحك بصوت مرتفع وقال "وأترك له كل شيء أنت والأملاك والأموال؟ هل تسمعين نفسك! لن يكون نور، لن يكون" 
قالت بقوة "إذن لا تلوم إلا نفسك علاء وتذكر أنك من بدأ واليوم 



مجرد إنذار ونسيت أن أخبرك أن الرجال استعادوا المخزون الذي سرقته فأتمنى أن تحظى بيوم سعيد بعد رحيلي" 
عادت للسيارة وهو 




يهتف "أيتها اللعينة، لا يمكن لأحد أن يفعل أنت امرأة كريهة حقا ولن تهدديني هل تسمعين؟ لن تفعلي" 
لم تنظر إليه والحارس يغلق باب السيارة ويرتد لعلاء الذي تراجع أمام


 الرجل وهو يقول "ماذا؟ ماذا تريد مني؟" 
ولم تنتظر هي لترى ماذا سيحدث له كان عليها ألا تتركه يفلت فكما 

علمها جدها، الحق لا يمكن تركه والبادي أظلم.. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-